الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسد وذكر أنه سمع من كريمة وله أربع سنين وعاش مائة سنة ونيفا فأنه حدث سنة خمس وأربعين وخمس مائة وحكى أن الشهاب الطوسي الفقيه الشافعي المشهور سمع منه وقال عمر بن عبد المجيد الميانشى ثنا مسلمة ثنا أبو سعد محمد بن سعيد الريحانى وعاش عشرين ومائة سنة قال حدثنا أبو سالم عبد الله ابن سالم وعاش مائة وثلاثين سنة حدثني أبو الدنيا محمد بن الأشج حدثني علي بن أبي طالب رفعه ما كان رفع العرش إلا بحب أبي بكر وعمر وعثمان وعلي الحديث كذا قال والمعروف أن اسم أبي الدنيا الأشج عثمان وسيأتي ثم وجدت في ترجمته من ذيل بن السمعاني مضيت في جماعة من أصحاب الحديث إليه فسألته عن مولده فقال سنة ست وثلاثين وأربع مائة ثم املأ هذا الحديث قال حدثنا أبو سعيد محمد بن سعيد ثنا سالم بن عبد الله الأنصاري وعاش مائة وثلاثين سنة ثنا أبو الدنيا الأشج حدثني علي عن سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "سيكون في آخر الزمان علماء يرغبون في الآخرة ولا يرغبون فيها ويزهدون في الدنيا ولا يزهدون فيها أولئك عند الرحمن" قال ابن السمعاني هذا حديث باطل ورجاله مجاهيل قال وأملأ علينا حديثا آخر عن الريحانى بسند مظلم.
من اسمه شهاب
[552]
"شهاب" بن شرنفة المجاشعي البصري المقري قال ابن المبارك كان من خيار أهل البصرة سمع من الحسن وقال مسلم بن إبراهيم حدثنا وكان صدوقا وقال الأزدي ليس بثقة قال ابن معين إسناده بالقائم ووهم بن مهدي فقال شريفة بياء انتهى وذكره ابن حبان في الثقات فقال العابد روى عنه بن المبارك وقال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا مسلم بن إبراهيم ثنا شهاب المجاشعي وكان
شيخا صدوقا.
[553]
"الشهاب" السهروردي الفيلسوف صاحب السيمياء قتل لسوء معتقده وكان أحد الأذكياء قتل شابا في سنة ست وثمانين وخمس مائة بحلب ولم يرو شيئا انتهى وأرخه بن خلكان فيها لكن الذهبي أورده في تاريخ الإسلام في من مات سنة سبع وثمانين وخمس مائة ثم حكي في آخر ترجمته أنه قتل سنة ست قال ابن خلكان يحيى بن حبيش الملقب شهاب الدين وقيل اسمه أحمد وقيل اسمه كنيته وهو أبو الفتوح وكان أوحد أهل زمانه في العلوم الحكمية جامعا للفنون الفلسفية بارعا في الأصول الفقهية مفرط الذكاء فصيح العبارة وقال أنه كان يعرف السيمياء وله تصانيف كثيرة ومن كلامه اللهم خلص لطيفي من هذا العالم الكثيف ومن كلامه حرام على الأجساد المظلمة أن تلج ملكوت السماء ومن شعره الأبيات المشهورة.
شعر
أبدا تحن إليكم الأرواح
…
ووصالكم ريحانها والراح
القصيدة ومنه على طريقة بن سيناء في النفس.
خلعت كناهتها تجرعاء الحمى
…
وصبت لمعناها القديم تشوقا
وتلفتت نحو الديار فشاقها
…
ربع عفت إطلاله له فتمزقا
وقفت تسائله فرد جوابها
…
رجع الصدا أن لا سبيل إلى اللقا
فكأنها برق تألق في الحمى
…
ثم انطوى وكأنه ما ابرقا
قال وكان شافعي المذهب ويلقب المؤيد بالملكوت وكان يتهم بانحلال العقيدة والتعطيل واعتقاد مذهب الحكماء واشتهر ذلك عنه فأفتى علماء حلب بقتله لما ظهر لهم من سوء مذهبه وكان يشهدهم أبو جهيل وأخوه وقال السيف الآمدي
اجتمعت به في حلب فقال لي لا بد أن أملك الأرض فقلت من أين لك هذا قال رأيت في النوم أني شربت البحر فقلت لعله يكون العلم فرأيته لا يرجع عما وقع في نفسه وهو كثير العلم قليل العقل انتهى وسمى بن أبي أصيبعة جده أميرك وسماه هو عمر وقال كان أوحدا في العلوم الحكمية جامعا للفنون الفلسفية بارعا في الأصول الفقهية مفرط الذكاء فصيح العبارة لم يناظر أحدا إلا أربى عليه ونقل عن فخر الدين المارديني أنه كان يقول إني أخشى على هذا الشاب يتلفه ذكاؤه وقال أيضا صفر الحلبي قدم إلى حلب في سنة سبع وسبعين ونزل في المدرسة الحلاوية وحضر مجلس الافتخار الحلبي وهو مدرسها يبحث وعليه ثياب خلق ومعه إبريق وعكاز فلما انصرف أرسل له الافتخار بدلة قماش مع ولده فقال ضع هذا واقض لي حاجة وأخرج فص بلخش قدر البيضة فقال لي بع هذا فأخذ منه عريف السوق وعرضه على الطاهر بن صلاح الدين فدفع فيه ثلاثين ألف دينار فشاور الشهاب فغضب وأخذ الفص فوضعه على حجر وكسره بآخر حتى تفتت وقال خذ هذه الثياب وقل لوالدك لو أردت الملبوس ما عجزت عنه فذكر ذلك لأبيه فنزل السلطان إلى المدرسة وكان سأل العريف عن الفص فقال هو لابن الافتخار فكلم السلطان الافتخار وسأله عن الفص وقص عليه قصته فقال إن صدق حديثي فهذا هو الشهاب السهروردي فطلبه وأخذه معه إلى القلعة فاغتبط به وبحث مع الفقهاء فأربى عليهم ثم استطال على أهل حلب جملة فآل أمره إلى أن أفتوا بقتله ونقل ابن أبي أصيبعة أنه كان لا يتلفت إلى شيء من أمور الدنيا وأنه كان أولا في أبناء فارس وعليه جبة قصيرة تدفا وعلى رأسه فوطة ووفي رجليه زر بولى كأنه فلاح وقال ابن أبي أصيبعة لما بهر فضله حسن موقعه عند الطاهر فدس عليه أعداؤه إلى السلطان صلاح الدين فخوفوه