الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن ابن زيد قوله: (إنما سميت أمة محمد صلى الله عليه وسلم الأميين؛ لأنه لم ينزل عليهم كتابا)(1). قال الشوكاني: (المراد بالأميين: العرب، من كان يحسن الكتابة منهم ومن لا يحسنها؛ لأنهم لم يكونوا أهل كتاب)(2).
وقال أبو السعود: (الأميون: الذين لا كتاب لهم من مشركي العرب)(3).
فأصل دلالة الأمي - حسب هذا التأويل - من ليس له كتاب منزل يقرؤه، ولما كان العرب في غالبهم، ليس لهم كتاب منزل يقرءونه، لذا سموا (أميين)، مستبعدا - من هذه التسمية - من كان يهوديا منهم أو نصرانيا، باعتباره كتابيا، لا يشمله هذا الاسم.
(1) تفسير الطبري 28/ 61.
(2)
فتح القدير 5/ 224.
(3)
تفسير أبي السعود 1/ 456.
4 -
الأميون: هم المسلمون، والأمة الأمية: هي الأمة المسلمة
. ففي قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ} (1).
قال الإمام القرطبي: (قيل: إن اليهود كانوا إذا بايعوا المسلمين يقولون: ليس علينا في الأميين سبيل، أي: حرج في ظلمهم، لمخالفتهم إيانا.
ويقال: إن اليهود كانوا قد استدانوا من الأعراب أموالا، فلما أسلم أرباب الحقوق، قالت اليهود: ليس علينا شيء؛ لأنكم تركتم دينكم، فسقط عنا دينكم، وادعوا أنه حكم التوراة) (2).
(1) سورة آل عمران الآية 75
(2)
الجامع لأحكام القرآن 1/ 354.
ونقل صاحب (عون المعبود) عن الداودي قوله: (أمة أمية: لم تأخذ عن كتب الأمم قبلها، إنما أخذت عما جاءها به الوحي من الله عز وجل (1).
والمسلمون لهم كتاب يقرءونه، وإنما سموا (أميين) لأحد ثلاثة أسباب:
(أ) إما نسبة إلى (أم الكتاب) وهي سورة الفاتحة.
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: (إنما قيل أميون، لنزول الكتاب عليهم، كأنهم نسبوا إلى أم الكتاب)(2).
(ب) وإما نسبة إلى (النبي الأمي)، فسميت هذه الأمة المسلمة بـ (الأمة الأمية)، نسبة إلى رسولها النبي الأمي محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا ما ذهب إليه الشيخ ناصر الدين الألباني (3).
(جـ) وإما لأنهم لم يعتمدوا في حفظ دينهم وكتابهم، على كتابتهم له، بل على حفظهم له في صدورهم، ولذا وصفوا من دون أتباع الأديان الأخرى، بأنهم الذين تكون أناجيلهم في قلوبهم، وهذا ما ذهب إليه شيخ الإسلام ابن تيمية، حيث قال:
(فلما نزل القرآن عليهم، لم يبقوا أميين باعتبار أنهم لا يقرءون كتابا من حفظهم، بل هم يقرءون القرآن من حفظهم، وأناجيلهم في صدورهم، لكن بقوا أميين باعتبار أنهم لا يحتاجون إلى كتابة دينهم، بل قرآنهم محفوظ في قلوبهم، فأمتنا ليست مثل
(1) عون المعبود 6/ 433.
(2)
نقله الشوكاني في فتح القدير 1/ 104.
(3)
قال ذلك في شرط مسجل له، من سلسلة أشرطة اللقاء بينه وبين أبي إسحاق الحويني.