الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النار (1)»، وروى ابن ماجه من حديث هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم، ثنا إسحاق بن عبيد الله المدني قال: سمعت عبد الله بن أبي مليكة يقول: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد» ، قال ابن أبي مليكة:(سمعت عبد الله بن عمرو يقول إذا أفطر: اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي)(2).
هذا وعلى المسلم ألا يغتر بسعة رحمة الله تعالى فيعصي اتكالا على ذلك، بل عليه أن يتذكر قول الله - عز شأنه -:{إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} (3)، وقوله:{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} (4)، فرحمته قريب لكن من المحسنين فقط، وهو يكتبها لكن للمتقين.
(1) صحيح الجامع رقم 1759 ثم قال عنه الألباني: صحيح.
(2)
سنن ابن ماجه 1/ 557 رقم 1753 ثم علق المحقق فقال: في الزوائد: إسناده صحيح.
(3)
سورة الأعراف الآية 56
(4)
سورة الأعراف الآية 156
سبق رحمة الله غضبه:
إن رحمة الله تعالى قد سبقت غضبه - هكذا كتب الله تعالى على نفسه - ويتضح هذا من آي الذكر الحكيم وأحاديث خاتم النبيين ففي القرآن الكريم:
(1)
قوله تبارك وتعالى: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا} (1).
(2)
وقال عز من قائل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (2).
(1) سورة الكهف الآية 58
(2)
سورة الزمر الآية 53
(3)
وقول أرحم الراحمين: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (1).
(4)
(5)
وقوله تعالى: {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} (3).
وفي السنة:
(1)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله حين خلق الخلق كتب بيده على نفسه: أن رحمتي تغلب غضبي (4)» .
(2)
روى مسلم من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لما خلق الله الخلق، كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: أن رحمتي تغلب غضبي (5)» .
(3)
أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله كتب كتابا قبل أن يخلق الخلق: أن
(1) سورة النور الآية 14
(2)
سورة النور الآية 21
(3)
سورة الفرقان الآية 70
(4)
أخرجه الترمذي 2/ 271 واللفظ له، وأحمد 2/ 433، وابن ماجه 4295 من حديث أبي هريرة، وقال الترمذي:(حديث حسن صحيح غريب) انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم 1629.
(5)
صحيح مسلم كتاب التوبة رقم 2751.
رحمتي سبقت غضبي فهو مكتوب عنده فوق العرش (1)».
(4)
(5)
أخرج مسلم من حديث أبي سعيد الخدري في كتاب الإيمان باب الرؤية حديثا طويلا، وذكر من يشفع بإذن الله في إخراج أقوام من النار، ثم قال أبو سعيد الخدري: إن لم تصدقوني بهذا الحديث فاقرءوا إن شئتم: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} (3).
فيقول الله عز وجل: شفعت الملائكة، وشفع النبيون، وشفع المؤمنون، ولم يبق إلا أرحم الراحمين، فقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خيرا قط، قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر من أفواه الجنة، يقال له نهر الحياة، فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل. . الحديث (4).
(1) صحيح البخاري 13/ 522 رقم 7554 (الفتح).
(2)
أخرجه البخاري في الصحيح 6/ 512 رقم 3470 (الفتح) من حديث أبي سعيد الخدري، ومسلم في الصحيح، التوبة ص 46 والنسائي: جنائز ص 9 ابن ماجه ديات ص 2 وأحمد 3/ 20.
(3)
سورة النساء الآية 40
(4)
صحيح مسلم 1/ 170 رقم 302، وأحمد 1/ 5، سنن ابن ماجه زهد / 35.