الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حاجة الأنبياء إلى الرحمة:
الرحمة مطلب ضروري للخلق، بدونها لا يسعدون، ولا يأمنون، بل يخسرون ويضلون ومن ثم تضرع الأنبياء لربهم سائلين الله تعالى رحمته.
قال تعالى حكاية عن آدم وحواء: {قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (1)، وقال تعالى حكاية عن نوح:{قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (2)، وقال تعالى:{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَتَهْدِي مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} (3)، وقال تعالى:{وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (4){فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ} (5)، وقال تعالى حكاية عن موسى:{قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِأَخِي وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} (6).
وقال تعالى حكاية عن سليمان: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (7).
(1) سورة الأعراف الآية 23
(2)
سورة هود الآية 47
(3)
سورة الأعراف الآية 155
(4)
سورة الأنبياء الآية 83
(5)
سورة الأنبياء الآية 84
(6)
سورة الأعراف الآية 151
(7)
سورة النمل الآية 19
وروى الإمام مسلم وغيره من حديث عائشة قالت: «قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في استغفاره لأهل البقيع: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون (1)» ، وقال صلى الله عليه وسلم:«يرحمنا الله وأخا عاد (2)» .
وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لن ينجي أحدا منكم عمله. قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمته، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا وشيء من الدلجة والقصد القصد تبلغوا (3)» ، كما قال نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم:«دعوات المكروب: اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت (4)» ، «وكان صلى الله عليه وسلم إذا استسقى قال: اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت (5)»، «وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني دعاء أدعو به
(1) صحيح مسلم 2/ 671 رقم 103، والنسائي جنائز / 103، وأحمد 6/ 221.
(2)
أخرجه ابن ماجه في السنن 2/ 1266 رقم 3852 ثم قال المحقق: في الزوائد إسناده صحيح، رجاله ثقات.
(3)
صحيح البخاري 11/ 294 رقم 6463، صحيح مسلم، منافقون / 77، ابن ماجه، زهد / 20، الدارمي، رقاق / 24، أحمد 2/ 235.
(4)
أخرجه أحمد 5/ 42، وأبو داود - أدب / 101 وذكره الألباني في صحيح الجامع رقم 3382 عن أبي بكرة ثم قال حسن.
(5)
أخرجه أبو داود 1/ 305 رقم 1176، ومالك في استسقاء، وأحمد 5/ 60 من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه وعن جده.