الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الإجابة عن أسئلة متفرقة بعد المحاضرة
س 1: استقمت بحمد الله على دين الله منذ شهر تقريبا، وأشعر بالثبات إذا كنت مع بعض الإخوة الصالحين، وعندما أفارقهم بسبب انشغالي وأعمالي أجد نقصا في الإيمان، بماذا تنصحوني؟
ج 1: نوصيك بالاستقامة على صحبة الأخيار، وإذا فارقتهم لبعض أشغالك فاتق الله وتذكر أنه سبحانه رقيب عليك وهو أعظم منهم، قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) وقال سبحانه: {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} (2){وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ} (3) وقال تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} (4)
فالله مراقبك فاتق الله، وتذكر أنك بين يديه وأنه يراك على الطاعة والمعصية جميعا، فاحذر عقاب الله، واحذر أن تعمل ما يغضبه سبحانه. وقال جل وعلا:{وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ} (5) وقال سبحانه: {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (6)
(1) سورة النساء الآية 1
(2)
سورة الشعراء الآية 218
(3)
سورة الشعراء الآية 219
(4)
سورة التوبة الآية 40
(5)
سورة آل عمران الآية 28
(6)
سورة البقرة الآية 40
فعليك بالصدق مع الله، والاستقامة على دين الله سبحانه في خلوتك ومع أصحابك وفي كل مكان فأنت في مسمع من الله ومرأى، يسمع كلامك ويرى فعالك، فعليك أن تستحي من الله جل وعلا أعظم من حيائك من أهلك ومن غير أهلك.
س 2: ما حكم من مات على الشرك وهو لا يعلم أنه من الشرك؟
ج 2: من مات على الشرك فهو على خطر عظيم لقول الله سبحانه: {وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (1) وقال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ أُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ} (2) وقال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا} (3) وقال سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} (4)
فهذا وعيدهم ومصيرهم كسائر الكفرة الكفر الأكبر، وحكمهم في الدنيا أنهم لا يغسلون ولا يصلى عليهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين، أما إن كان أحد منهم لم تبلغه الدعوة- أعني القرآن والسنة- فهذا أمره إلى الله سبحانه يوم
(1) سورة الأنعام الآية 88
(2)
سورة التوبة الآية 17
(3)
سورة الفرقان الآية 23
(4)
سورة النساء الآية 48
القيامة كسائر أهل الفترة، والأرجح عند أهل العلم في ذلك في حكمهم أنهم يمتحنون يوم القيامة، فمن أجاب دخل الجنة ومن عصى دخل النار.
وقد بسط الكلام في ذلك العلامة ابن القيم رحمه الله في آخر كتابه " في طريق الهجرتين ". حيث قال: " (المذهب الثامن) أنهم يمتحنون في عرصات القيامة ويرسل إليهم هناك رسول الله وإلى كل من لم تبلغه الدعوه فمن أطاع الرسول دخل الجنة ومن عصاه أدخله النار، وعلى هذا فيكون بعضهم في الجنة وبعضهم في النار، وبهذا يتألف شمل الأدلة كلها ". أما إن كان أحد منهم عنده جهل فيما وقع فيه من الشرك فأمره إلى الله جل وعلا، والحكم على الظاهر، فمن كان ظاهره الشرك حكمه حكم المشركين وأمره إلى الله جل وعلا الذي يعلم كل شيء سبحانه وتعالى.
س 3: هذه أيام امتحانات فهل من نصيحة إلى الطلاب يا سماحة الشيخ؟
ج 3: ننصح الطلاب جميعا بالجد والعناية والمذاكرة في الدروس ليلا ونهارا، والتعاون فيما بينهم في حل المشكلات، وسؤال الله التوفيق والعون، والحذر من المعاصي، والحرص على الصلاة والمحافظة عليها في الجماعة، صلاة الفجر وغيرها، وعلى بر الوالدين، وصلة الرحم، وأداء حق الزوجة إلى غير ذلك.
فنوصي الطلاب بتقوى الله، والاستقامة على دينه والمحافظة على ما أوجب الله، وترك ما حرم الله، وهذا يعينهم على النجاح في دروسهم، كل واحد عليه أن يتقي الله وأن يحافظ على ما أوجب الله من صلاة وغيرها.
وأن يجتهد في بر والديه، وإعطائهم حقوقهم وإنصاف الزوجة، وإعطائها حقوقها إن كان له زوجة، وحفظ الوقت من القيل والقال الذي لا فائدة فيه وذلك بالمذاكرة وحده، أو مع إخوانه.
س 4: قائل يقول: إن العقيدة تعقيد وتكلف، فكيف يكون الرد على قوله هذا؟
ج 4: هذا كلام شنيع إذا قصد القائل عقيدة التوحيد عقيدة المؤمنين، فهذه الكلمة ردة عن الإسلام وكفر بالله لأن معناها أنها ليس فيها فائدة معلومة، وأنها معقدة، فهذا كلام قبيح وردة عن الإسلام فلا بد أن يراجع القائل نفسه، ويتقي الله ويتوب إليه، فالعقيدة هي أصل الدين وهي الإيمان بالله ورسوله وتوحيد الله والإخلاص له وهي معنى لا إله إلا الله؛ لأن معناها لا معبود حق إلا الله وذلك هو توحيد الله والإخلاص له، وترك الإشراك به والإيمان بأسمائه وصفاته، وطاعة أوامره سبحانه وتعالى، وترك نواهيه، وليس في ذلك تعقيد بل ذلك كله واضح لمن هداه الله وألهمه رشده ووفقه لطلب الحق.
س 5: قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} (1) الآية. ما المقصود ب " النور " في الآية؟
(1) سورة البقرة الآية 257
ج 5: إن الله ولي الذين آمنوا، وناصرهم، ومعينهم، وموفقهم، يخرجهم من الظلمات؛ ظلمات الشرك، وظلمات المعاصي، والبدع، إلى نور التوحيد والحق والإيمان، يعني: بواسطة الرسل، وبواسطة كتبه المنزلة، فكفار قريش، وكفار بني إسرائيل وغيرهم أولياؤهم الطاغوت، والطاغوت الشيطان من الإنس والجن فالشياطين من الإنس والجن هم أولياء الكفرة يخرجونهم من نور التوحيد والحق إلى ظلمات الشرك والجهل والمعاصي والبدع، فالنور في هذه الآية المقصود به: التوحيد والإيمان والهدى، والظلمات: الشرك والمعاصي والبدع، نسأل الله العافية.
س 6: ما رأيكم في لبس البنطلون. بالنسبة للنساء لأنه انتشر في هذه الأزمنة؟
ج 6: ننصح أن لا يلبس البنطلون لأنه من لباس الكفرة فينبغي تركه وأن لا تلبس المرأة إلا لباس بنات جنسها، بنات بلدها، ولا تشذ عنه، وتحرص على اللباس الساتر المتوسط الذي ليس فيه ضيق، ولا رقة، بل يستر من غير ضيق، ولا يصف البدن، وليس فيه تشبه بالكفار، ولا بالرجال ولا تلبس ملابس الشهرة.
س 7: ما حكم السفر إلى بلاد الكفار للدراسة؟
ج 7: الوصية الحذر من ذلك إلا إذا كان المسافر عنده علم وبصيرة، يدعو إلى الله ويعلم الناس، ولا يخشى على دينه لأنه صاحب علم وبصيرة يقول النبي صلى الله عليه وسلم:«أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين (1) »
(1) رواه الترمذي في كتاب السير برقم 1530، وأبو داود في الجهاد برقم 2274.
والله جل وعلا قال في كتابه الكريم عن المسلمين المقيمين بين المشركين وهم لا يستطيعون إظهار دينهم: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} (1){إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ} (2) الآية.
وفي الحديث الصحيح: «لا يقبل الله عز وجل من مشرك بعد ما أسلم عملا أو يفارق المشركين (3) » . والمعنى حتى يفارق المشركين. فالوصية مني لجميع المسلمين الحذر من الذهاب إلى بلاد المشركين، والجلوس بينهم لا للتجارة، ولا للدراسة، إلا من كان عنده علم، وهدى، وبصيرة ليدعو إلى الله ويتعلم أشياء أخرى تحتاجها بلاده، ويظهر دينه فهذا لا بأس به كما فعل جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه ومن معه من الصحابة لما هاجروا إلى الحبشة من مكة المكرمة بسبب ظلم المشركين لهم، وعجزهم عن إظهار دينهم بمكة حين كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة.
س 8: أنا موظف في صيدلية وقد جعل صاحب المحل الرئيسة علينا امرأة فبماذا تنصحونني؟
ج 8: ننصحك بأن لا تبقى في هذه الصيدلية، واحذر وابحث عن عمل آخر وأبشر بالخير لأن الله سبحانه يقول:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} (4){وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} (5) وإن تيسر لك أن تنصح صاحب الصيدلية حتى يعين رئيسا رجلا فافعل ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الدين النصيحة (6) » وفق الله الجميع.
(1) سورة النساء الآية 97
(2)
سورة النساء الآية 98
(3)
رواه النسائي في الزكاة برقم 2521.
(4)
سورة الطلاق الآية 2
(5)
سورة الطلاق الآية 3
(6)
رواه مسلم في الإيمان برقم 82 واللفظ له، والنسائي في البيعة برقم 4126.