الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتركها والتعاون على ذلك بالأسلوب الحسن والنصيحة الطيبة حتى يفهم المؤمن والمؤمنة الحقيقة. ويكون الاجتماع لطاعة الله ورسوله وللعلم والتفقه في الدين والتعاون على البر والتقوى، أما الاحتفال بمولد فلان من الناس فهذا بدعة لا تجوز، وأعظم ذلك الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم فلا يجوز الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يشرعه لأمته كما تقدم آنفا، ولو كان الاحتفال بمولده مشروعا لفعله النبي صلى الله عليه وسلم وعلمه للناس وعلمه أصحابه ولفعله أصحابه من بعده وعلموه للناس فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه بدعة، والله ولي التوفيق.
ب-
ما يسمى بعصيدة بنت النبي بدعة منكرة
س: إن النساء اعتدن في بلادنا اليمن أن يطبخن عصيدة عند ولادة إحدى القريبات أو الصديقات والجارات ويفرقنها على البيوت وما يتبقى تدعى القريبات والصديقات ليأكلن من هذه العصيدة التي يسمينها " عصيدة بنت النبي " لاعتقادهن أنها هي التي أخرجت المولود ومن يرفض أكلها يقال عنها: إنها لا تحب فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم وأن فاطمة غاضبة عليها. ما حكم هذا العمل وهل يجوز الأكل من هذه العصيدة أم أن أكلها له حكم الذبح لغير الله؟
ج: هذه العصيدة بدعة منكرة لا أساس لها وليس لبنت النبي
صلى الله عليه وسلم عصيدة رضي الله عنها وليست هي تنفع وتضر؛ تنفع من والاها وتضر من عاداها؛ بل النفع والضر بيد الله عز وجل، ولكنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم وصحابية جليلة رضي الله عنها، يجب حبها في الله وموالاتها في الله، لكن ليس لها من الأمر شيء لا تنفع ولا تضر أحدا.
فالواجب على المؤمن أن يتقي الله وأن يعتصم بالله وأن يتوكل على الله، ويعبده وحده فهو النافع الضار، فالمؤمن يسأل ربه الإعانة وصلاح أولاده ويسأل الله ما أهمه من حاجته وحاجة أولاده، أما إيجاد عصيدة باسم بنت النبي صلى الله عليه وسلم فهذه بدعة لا أساس لها. فالواجب تركها وبنت النبي صلى الله عليه وسلم فاطمة وهكذا غيرها من الصحابة وهكذا ابن عمه علي وهكذا هو نفسه صلى الله عليه وسلم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا، ولا يجوز دعاؤهم من دون الله، ولا الاستغاثة بهم من دون الله، ولا طلب المدد ولا طلب فاطمة ولا طلب علي ولا غيره من الصحابة، فالطلب من الله والمدد من الله والعون من الله، كما قال عز وجل عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في سورة الأعراف:{قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (1) ويقول جل وعلا لنبيه صلى الله عليه وسلم: {قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ} (2) ويقول جل وعلا لنبيه: {قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا} (3) فالأمر بيد الله سبحانه وتعالى.
(1) سورة الأعراف الآية 188
(2)
سورة الأنعام الآية 50
(3)
سورة الجن الآية 21