الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم صاحب الرسالة المرفقة الذي أسرف على نفسه ثم من الله عليه بالتوبة. . .
وفقه الله لما فيه رضاه. . آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نوصيك بشكر الله على ما من به عليك من التوبة والاعتراف بأخطائك، ونوصيك بإخراج ما يغلب على ظنك أنه من كسب حرام في وجوه البر، مع التوبة الصادقة المشتملة على الندم على ما سلف، والإقلاع عن فعل الحرام، والعزم الصادق على ألا تعود إليه وأبشر بالخير والعاقبة الحميدة؛ كما قال الله سبحانه:{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (1) وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «التوبة تجب ما قبلها (2) » وقال أيضا عليه الصلاة والسلام: «التائب من الذنب كمن لا ذنب له (3) » ونوصيك بالإكثار من الأعمال الصالحة من الصلاة والصوم والذكر، لقول الله عز وجل:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (4) وفقنا الله وإياك لما يرضيه، وأعاذنا وإياك وسائر المسلمين من شر أنفسنا وسيئات أعمالنا إنه خير مسئول، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تكميل: أما الحج والصلوات فصحيحة إن شاء الله إذا كنت أديتها على الوجه الشرعي، وأكل الحرام ينقص ثوابها ولا يبطلها وفق الله الجميع.
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء
وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
(1) سورة النور الآية 31
(2)
الحديث ورد في تفسير ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: '' يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا '' في سورة التحريم جـ 4 ص 392.
(3)
رواه ابن ماجه في الزهد برقم 4240.
(4)
سورة طه الآية 82
جريمة الزنا والخلاص من آثاره
(1)
(1) نشر السؤال مع جوابه في جريدة الجزيرة بعددها 7223 في 8\1\1413هـ.
س: ماذا يجب على من وقع في جريمة الزنا للخلاص من آثار فعلته تلك؟
ج: الزنا من أعظم الحرام وأكبر الكبائر، وقد توعد الله المشركين والقتلة بغير حق والزناة بمضاعفة العذاب يوم القيامة والخلود فيه صاغرين مهانين لعظم جريمتهم وقبح فعلهم، كما قال الله سبحانه:{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا} (1){يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} (2){إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا} (3) فعلى من وقع في شيء من ذلك التوبة إلى الله سبحانه وتعالى التوبة النصوح، واتباع ذلك بالإيمان الصادق والعمل الصالح، وتكون التوبة نصوحا إذا ما أقلع التائب من الذنب، وندم على ما مضى من ذلك، وعزم عزما صادقا على أن لا يعود في ذلك، خوفا من الله سبحانه، وتعظيما له، ورجاء ثوابه، وحذر عقابه، قال الله تعالى:{وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} (4) فالواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحذر هذه الفاحشة العظيمة ووسائلها غاية الحذر، وأن يبادر بالتوبة الصادقة مما سلف من ذلك، والله يتوب على التائبين الصادقين ويغفر لهم.
(1) سورة الفرقان الآية 68
(2)
سورة الفرقان الآية 69
(3)
سورة الفرقان الآية 70
(4)
سورة طه الآية 82