الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الله سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} (1) وقوله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} (2) والآيات الكريمات في هذا الباب كثيرة تدل على أنه من استحل الحكم بغير ما أنزل الله يكون كافرا. واختتم سماحة المفتي تصريحه بأن الواجب على جميع رؤساء الدول الإسلامية أن يتقوا الله وأن يحكموا الشريعة الإسلامية في شعوبهم، ونسأل الله لنا ولهم التوفيق والهداية وصلاح النية والعمل.
(1) سورة المائدة الآية 49
(2)
سورة النساء الآية 65
حكم التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم
(1)
س: نحن مجموعة من المغتربين في الخارج ويصلي بنا صلاة التراويح أحيانا أحد الإخوة، وعند دعاء القنوت يذكر بعض الألفاظ والجمل مثل: (إننا نتوسل بصاحب الوسيلة والشفاعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فما حكم هذا العمل جزاكم الله خيرا.
ج: لا يجوز التوسل بذات النبي صلى الله عليه وسلم ولا غيره من الأنبياء والصالحين، ولا يجوز أيضا التوسل بجاهه ولا بغيره لأن ذلك بدعة لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله عنهم. وقد قال عليه الصلاة والسلام:«من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد (2) » متفق على
(1) مما نشر في مجلة الدعوة، عدد 1532 في 18\10\1416 هـ.
(2)
صحيح البخاري الصلح (2697) ، صحيح مسلم الأقضية (1718) ، سنن أبو داود السنة (4606) ، سنن ابن ماجه المقدمة (14) ، مسند أحمد بن حنبل (6/256) .
صحته. وقال عليه الصلاة والسلام: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (1) » أخرجه مسلم في صحيحه، وإنما المشروع للمسلمين التوسل بمحبته صلى الله عليه وسلم والإيمان به واتباع شريعته في حياته وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم لقول الله عز وجل:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} (2) وقوله جل وعلا: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} (3){الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (4) إلى قوله سبحانه: {رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا} (5) الآية.
ولما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة أصحاب الغار الثلاثة الذين توسل أحدهم إلى الله ببر والديه، والثاني بالعفة عن الزنا بعد القدرة عليه، والثالث بأداء الأمانة. فأجاب الله دعاءهم، وفرج كربتهم، وهكذا التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم في حياته ويوم القيامة وذلك بأن يطلب منه المسلم أن يدعو له كما ثبت في الحديث الصحيح عن عمر رضي الله عنه أنه قال على المنبر يوم الاستسقاء: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا فيسقون (6) وهذا توسل من الصحابة بدعاء النبي لهم في حياته، فلما توفي عليه الصلاة والسلام تركوا ذلك لعلمهم بأنه لا يجوز واستسقوا بدعاء العباس لأنه حي حاضر يدعو لهم ويؤمنون على دعائه.
(1) صحيح مسلم الأقضية (1718) ، مسند أحمد بن حنبل (6/180) .
(2)
سورة آل عمران الآية 31
(3)
سورة آل عمران الآية 190
(4)
سورة آل عمران الآية 191
(5)
سورة آل عمران الآية 193
(6)
رواه البخاري في الجمعة برقم 954.