المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٤

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌إياس بن معاذ، أخو سعد، توفي بمكة قبل الهجرة

- ‌خديجة رضي الله عنها

- ‌أسعد بن زرارة، من بني مالك بن النجار

- ‌عمير بن أبي وقَّاص، أخو سعد، قتل يوم بدر

- ‌سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء

- ‌عثمان بن مظعون، أبو السائب الجمحي

- ‌حمزة، أسد الله

- ‌سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، النقيب، أبو جابر

- ‌حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة

- ‌ سعد بن معاذ، أبو عمرو

- ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

- ‌زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سالم، مولى أبي حذيفة

- ‌ثعلبة بن عَنَمة الأنصاري

- ‌ذكر مناقب رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه

- ‌ضرار بن الأزور الأسدي الشاعر

- ‌هشام بن العاص بن وائل السهمي

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌سعد بن عبادة النقيب سيِّد الخزرج

- ‌أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌محمد بن عياض الزهري

- ‌عتبة بن مسعود

- ‌عتبة بن غزوان

- ‌أبو عبيدة بن الجراح

- ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

- ‌بلال بن رباح

- ‌عياض بن غَنْم الفهري

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌أبَيّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري

- ‌أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌أبو عَبْس بن جبر الخزرجي

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌الزبير بن العوام

- ‌طلحة بن عبيد الله التَّيْمي

- ‌حُذَيْفة

- ‌عمّار بن ياسر

- ‌صهيب

الفصل: ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

642 -

حديث عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه (1)، قال:

ضرب جعفر بن أبي طالب رجلٌ من الروم قطعه نصفين، فوقع أحد نصفيه في كرم، فوجد في نصفه ثلاثون جرحاً.

قلت: مع انقطاعه، فيه الواقدي.

(1) في المستدرك وتلخيصه المطبوعين: (عن أبيه، عن جده)، والصواب ما أثبته من (أ) و (ب)، والمستدرك تلخيصه المخطوطين، ومصدر التخريج، وهو الذي يقتضيه تعقب الذهبي للحاكم.

642 -

المستدرك (3/ 208): حدثنا أبو عبد الله الأصبهاني، ثنا الحسن بن الجهم، ثنا الحسين بن الفرج، ثنا محمد بن عمر، حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، قال: ضرب جعفر بن أبي طالب رجل من الروم قطعه بنصفين، فوقع أحد نصفيه في كرم، فوجد في نصفه ثلاثون، أو بضع وثلاثون جرحاً. وهاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية ومعه امرأته أسماء بنت عميس، فلم يزل بأرض الحبشة حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى المدينة، ثم هاجر إليه وهو بخيبر، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"لا أدري بأيهما أنا أفرح، بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر؟ "، قال: وكان جعفر يكنى أبا عبد الله.

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 38) من طريق شيخه الواقدي، قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، قال: "ضربه =

ص: 1809

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (يعني جعفراً) رجل من الروم فقطعه بنصفين، فوقع أحد نصفيه في كرم، فوجد في نصفه ثلاثون، أو بضعة وثلاثون جرحاً".

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:" مع انقطاعه فيه الواقدي" أما الانقطاع، فلأن محمد بن عمر بن علي يخبر عن واقعة لم يشهدها، لأنه ليس بصحابي كما في التهذيب (9/ 361رقم 599).

وأما الواقدي، فتقدم في الحديث (577) أنه متروك.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لشدة ضعف الواقدي.

وما جاء في متنه من عدد الطعنات التي وجدت فى نصف جسد جعفر، قد يتعارض في ظاهره مع ما أخرجه البخاري في صحيحه (7/ 510 رقم 4260) عن نافع أن ابن عمر أخبره، أنه "وقف على جعفر يومئذ وهو قتيل، فعددتُ به خمسين بين طعنة وضربة، ليس منها شيء في دبره -يعني في ظهره-".

وما أخرجه أيضاً في الموضع السابق رقم (4261) عن ابن عمر أيضاً: قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة زيد بن حارثة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن قتل زيد فجعفر، وإن قتل جعفر فعبد الله بن رواحة"، قال عبد الله: كنت فيهم في تلك الغزوة، فالتمسنا جعفر بن أبي طالب، فوجدناه في القتلى، ووجدنا في جسده بضعاً وتسعين من طعنة ورمية".

وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (7/ 512) عن اختلاف العدد بين روايتي البخاري هاتين: "ظاهرهما التخالف، ويجمع بأن العدد قد لا يكون له مفهوم، أو بأن الزيادة باعتبار ما وجد فيه من رمي السهام، فإن ذلك لم يذكر في الرواية الأولى، أو الخمسين مقيدة بكونها ليس فيها شيء في دبره -أي ظهره-، فقد يكون الباقي في بقية جسده، ولا يستلزم ذلك أنه ولى دبره، =

ص: 1810

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وهو محمول على أن الرمي إنما جاء من جهة قفاه أو جانبيه". اهـ. ويمكن الجمع أيضاً بين هاتين الروايتين؛ والرواية التي معنا بأن الثلاثين المذكورة هنا مقيدة بكونها في نصف الجسد فقط، وما زاد في الروايتين فهو باعتبار الجسد كله.

وأما ذكر قطعه نصفين فظاهر روايتي البخاري أنه لم يكن كذلك.

وأما شق الحديث الثاني وهو؛ ذكر هجرة جعفر رضي الله عنه، وزوجته ورجوعهما إلى المدينة والرسول صلى الله عليه وسلم بخيبر، فهو ثابت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: بلغَنا مخرج النبي صلى الله عليه وسلم ونحن باليمن، فخرجنا مهاجرين إليه وأنا وأخوان لي أنا أصغرهما: أحدهما أبو بردة، والآخر أبو رُهْم، إما قال: بضعاً، وإما قال: ثلاثة وخمسين، أو اثنين وخمسين رجلاً من قومي، قال: فركبنا سفينة، فألقتنا سفينتنا إلى النجاشي بالحبشة، فوافقنا جعفر بن أبي طالب وأصحابه عنده، فقال جعفر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثنا ها هنا وأمرنا بالإقامة؛ فأقيموا معنا، فأقمنا معه حتى قدمنا جميعاً. قال: فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح خيبر، فأسهم لنا، أو قال: أعطانا منها. وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئاً؛ إلا لمن شهد معه- إلا لأصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم

الحديث بطوله.

أخرجه البخاري (6/ 237رقم3136) في فرض الخمس، باب ومن الدليل على أن الخمس لنوائب المسلمين، و (7/ 188رقم 3876) في مناقب الأنصار، باب هجرة الحبشة، و (7/ 484 - 485 و 487 رقم4230و4233) في المغازي، باب غزوة خيبر.

وأخرجه مسلم واللفظ له (4/ 1946رقم 169) في فضائل جعفر وأسماء وأهل سفينتهم من كتاب فضائل الصحابة.

وأما شقه الثالث وهو: قوله صلى الله عليه وسلم: "لا أدري بأيهما أنا أفرح

" الخ.

فهو حسن لغيره يأتي في الحديث رقم (646).

ص: 1811

643 -

حديث أبي هريرة مرفوعاً:

"رأيت جعفر بن أبي طالب ملكاً يطير مع الملائكة بجناحين".

قال: صحيح.

قلت: فيه المديني (1) وهو واهٍ.

(1) في (ب): (المدايني).

643 -

المستدرك (3/ 209): حدثني أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن غالب، ثنا علي بن عبد الله بن جعفر المديني، حدثني أبي، ثنا العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الحديث بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه الترمذي (10/ 268 - 269 رقم3852) في مناقب جعفر من كتاب المناقب.

والمخلّص في فوائده (ل 208 أ).

وأبو نعيم في المعرفة (1/ ل 119 أ).

والخطيب في الموضح (2/ 199).

جميعهم من طريق عبد الله بن جعفر، به نحوه، عدا المخلّص فلفظه مثل لفظ الحاكم.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب من حديث أبي هريرة، لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن جعفر، وقد ضعف يحيى بن معين وغيره عبد الله بن جعفر، وهو والد علي بن المديني، وفي الباب عن ابن عباس".

وأخرجه الحاكم (3/ 212) من طريق حماد بن سلمة، عن عبد الله بن المختار، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: =

ص: 1812

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرَّ بي جعفر الليلة في ملأ من الملائكة وهو مخضب الجناحين بالدم، أبيض الفؤاد"، وقال: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وقوله: "أبيض الفؤاد" كذا جاء في المستدرك، ورواه ابن سعد (4/ 39) من طريق عبد الله بن المختار، رفعه، دون ذكر ابن سيرين وأبي هريرة، وفيه:"أبيض القوادم"، ومثله ما سيأتي في بعض شواهد الحديث.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"المديني واه".

والمديني هذا هو عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني، وتقدم في الحديث (550) أنه ضعيف.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف عبد الله بن جعفر، وهو صحيح لغيره بالرواية الأخرى المذكورة آنفاً التي صححها الحاكم، ووافقه الذهبي، وأقرهما الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 228).

وللحديث شاهد من حديث ابن عمر، وابن عباس، وعلي بن أبي طالب، وأبي عامر، والبراء بن عازب، وأبي القاسم الأنصاري، وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم أجمعين-.

وشاهد مرسل من حديث سالم بن أبي الجعد، ومن حديث رجل مبهم يرويه عنه إسماعيل بن أبي خالد، وشاهد مرسل من حديث عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم.

أما حديث ابن عمر رضي الله عنهما فيرويه عنه. عامر الشعبي، أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال:"السلام عليك يا ابن ذي الجناحين".

أخرجه البخاري واللفظ له (7/ 75رقم3709) في مناقب جعفر من فضائل الصحابة. =

ص: 1813

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= و (7/ 515رقم 4264) في غزوة مؤتة من كتاب المغازي.

والإمام أحمد في الفضائل (2/ 888رقم 1684).

والطبراني في الكبير (2/ 108رقم 1474).

وهذا وإن كان موقوفاً؛ إلا أن له حكم المرفوع لأنه لا يقال من قبل الرأي.

وأما حديث ابن عباس رضي الله عنهما فله أربع طرق:

* الطريق الأولى: طريق عكرمة، عنه رضي الله عنه، وله عن عكرمة طريقان:

1 -

طريق سلمة بن وهرام بلفظ "دخلت الجنة البارحة، فنظرت، فإذا جعفر يطير مع الملائكة، وإذا حمزة متكيء على سرير"، وهو حديث ضعيف تقدم برقم (633).

2 -

طريق عمر بن هارون، عن عبد الملك بن عيسى الثقفي، عن عكرمة، عنه رضي الله عنه قال: لما جاء نعي جعفر بن أبي طالب دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أسماء بنت عميس، فوضع عبد الله ومحمداً ابني جعفر على فخذه، ثم قال:"إن جبريل أخبرني أن الله عز وجل استشهد جعفراً وأن له جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنة"، ثم قال:"اللهم اخلف جعفراً في ولده".

أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 362رقم12020) واللفظ له، وابن عساكر في تاريخ، دمشق (ص 27 جزء عبد الله بن جابر- عبد الله بن زيد).

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 273) وقال: "فيه عمر بن هارون وهو ضعيف، وقد وثق، وبقية رجاله ثقات".

قلت: عمر بن هارون هو ابن يزيد، الثقفي مولاهم، البَلْخي، وهو متروك، وكان حافظاً -كما في التقريب (2/ 64 رقم 521) -، وانظر الكامل (5/ 1688 - 1690) والتهذيب (7/ 501 - 505رقم 839). =

ص: 1814

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * الطريق الثانية: طريق أبي شيبة إبراهيم بن عثمان العبسي، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، يرفعه بنحو حديث أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 106رقم1467) وأبو شيبة تقدم في الحديث (630) أنه: متروك.

* الطريق الثالثة: طريق سعدان بن الوليد، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وأسماء بنت عميس قريبة منه؛ إذ ردَّ السلام، ثم قال:"يا أسماء، هذا جعفر بن أبي طالب مع جبريل وميكائيل وإسرافيل سلموا علينا، فرُدِّي عليهم السلام، وقد أخبرني أنه لقي المشركين يوم كذا وكذا -قبل ممره على رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاث أو أربع- فقال: لقيت المشركين، فأصبت في جسدي من مقاديمي ثلاثاً وسبعين بين رمية وطعنة وضربة، ثم أخذت اللواء بيدي اليمنى، فقطعت، ثم أخذت بيدي اليسرى، فقطعت، فعوضني الله من يديَّ جناحين أطير بهما مع جبريل وميكائيل، أنزل من الجنة حيث شئت، وآكل من ثمارها ما شئت"، فقالت أسماء: هنيئاً لجعفر ما رزقه الله من الخير، ولكن أخاف أن لا يصدق الناس، فاصعد المنبر، فأخبر به، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال:"يا أيها الناس، إن جعفر مرَّ مع جبريل وميكائيل له جناحان، عوضه الله من يديه، سلَّم علي"، ثم أخبرهم كيف كان أمره حيث لقي المشركين، فاستبان للناس بعد اليوم الذي أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جعفر لقيهم، فلذلك سمي الطيار في الجنة.

أخرجه الحاكم (3/ 209 - 210 و 212) وسكت عنه هو والذهبي.

ورواه الطبراني في الأوسط مختصراً -كما في مجمع الزوائد (9/ 272) -،؛ ثم قال الهيثمي عنه:"فيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

* الطريق الرابعة: طريق عصمة بن محمد الأنصاري، ثنا موسى بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس، به نحو لفظ حديث أبي هريرة. =

ص: 1815

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 2009) وقال عن عصمة هذا: "كل حديثه غير محفوظ، وهو منكر الحديث".

قلت: الحديث موضوع من جهته، فقد تقدم في الحديث (575) أنه كذاب يضع الحديث.

وأما حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فيرويه حسين بن عبد الله بن ضميرة، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه، به نحو لفظ حديث أبي هريرة.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 39) عن شيخه إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، عن حسين به.

وحسين هذا هو ابن عبد الله بن ضميرة بن أبي ضميرة سعيد الحميري، وهو كذاب، كذَّبه مالك، وأبو حاتم، وابن الجارود، وقال أحمد: متروك الحديث، لا يساوي شيئاً، وقال ابن معين: ليس بثقة ولا مأمون. وقال البخاري: منكر الحديث ضعيف. وقال أبو زرعة: ليس بشيء، يضرب على حديثه./ الكامل لابن عدي (2/ 766 - 769)، والميزان (1/ 538 رقم2013)، واللسان (2/ 289 - 290رقم1214).

فالحديث موضوع بهذا الِإسناد لأجل حسين هذا.

وأما حديث أبي عامر رضي الله عنه فهو حديث طويل ذكر فيه أبو عامر ما جرى في غزوة مؤتة وفي آخره قال صلى الله عليه وسلم عن قتلى تلك الغزوة: "رأيتهم في الجنة إخواناً على سرر متقابلين، ورأيت في بعضهم إعراضاً كأنه كره السيف، ورأيت جعفراً ملكاً ذا جناحين مضرَّجاً بالدماء مصبوغ القوادم".

أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 129 - 130) قال: أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة، أخبرنا عيسى بن المختار، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن سالم بن أبي الجعد، عن أبي اليَسَر، عن أبي عامر فذكره. =

ص: 1816

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى صدوق، إلا أنه سيء الحفظ جداً -كما في التقريب (2/ 184رقم 460)، وانظر الكامل (6/ 2191 - 2195)، والتهذيب (9/ 301 - 303 رقم 501).

وعليه فالحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لأجله.

وأما حديث البراء بن عازب رضي الله عنه فيرويه عمرو بن عبد الغفار، ثنا الأعمش عن عدي بن ثابت عن البراء، فذكره نحو حديث أبي هريرة.

أخرجه ابن عدي (5/ 1796).

والحاكم (3/ 40) وقال: "هذا حديث له طرق عن البراء ولم يخرجاه"، فتعقبه الذهبي بقوله:"كلها ضعيفة عن البراء".

قلت: عمرو هذا هو ابن عبد الغفار الفُقيمي وهو متروك، قال ابن المديني: رافضي تركته لأجل الرفض. وقال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال ابن عدي: كان السلف يتهمونه بأنه يضع في فضائل أهل البيت، وفي مثالب غيرهم. وقال العقيلي: منكر الحديث./ الكامل (5/ 1796 - 1797)، والميزان (3/ 272 رقم6403)، واللسان (4/ 369 - 370 رقم 1086).

وعليه فالحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لأجله.

أما حديث أبي القاسم الأنصاري فلفظه نحو لفظ حديث أبي هريرة أيضاً.

أخرجه الدولابي في الكنى (1/ 158) قال: حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال: حدثنا أبو أسامة قال سالم بن أبي الجعد قال: حدثنا أبو القاسم الأنصاري فذكره.

وسند الحديث صحيح إلى أبي القاسم هذا.

الحسن بن علي بن عفان العامري، أبو محمد ثقة، وثقه الدارقطني =

ص: 1817

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومسلمة بن القاسم، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال ابن أبي حاتم: صدوق./ الجرح والتعديل (3/ 22 رقم 90)، والتهذيب (2/ 301 - 302 رقم 529).

وسالم بن أبي الجعد رافع الغطفاني الأشجعي مولاهم، ثقة روى له الجماعة، وكان يرسل كثيراً./ الجرح والتعديل (4/ 181 رقم 785)، والتهذيب (3/ 432 - 433 رقم 799)، والتقريب (1/ 279 رقم 3).

وأبو أسامة حماد بن أسامة بن زيد القرشي، مولاهم ثقة ثبت روى له الجماعة، قال عنه الإِمام أحمد: أبو أسامة ثقة، كان أعلم الناس بأمور الناس، وأخبار أهل الكوفة، وقال أيضاً: أبو أسامة أثبت من مائة مثل أبي عاصم، كان صحيح الكتاب، ضابطاً للحديث، كيِّساً، صدوقاً، وقال أيضاً: كان ثبتاً، ما كان أثبته لا يكاد يخطيء.

ووثقه ابن معين، وابن سعد، والعجلي، وغيرهم./ الجرح والتعديل (3/ 132 - 133 رقم600)، والتهذيب (3/ 2 - 3 رقم 1).

وأما حديث عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما فلفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هنيئاً لك يا عبد الله بن جعفر، أبوك يطير مع الملائكة في السماء".

ذكره الهيثمي في المجمع (9/ 273) وعزاه للطبراني وقال: "إسناده حسن".

وأخرجه ابن عساكر في الموضع السابق من تاريخه (ص 31) من طريق قدامة بن محمد، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن علي بن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، به نحوه.

وأما مرسل سالم بن أبي الجعد رحمه الله فلفظه نحو لفظ حديث أبي هريرة.

أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 106 - 107و108رقم1468 و 1473). =

ص: 1818

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 273) وقال: "رواه الطبراني مرسلاً بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح".

وأما حديث الرجل المبهم الذي يرويه عنه إسماعيل بن أبي خالد فلفظه نحو لفظ حديث أبي هريرة أيضاً.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 38 - 39).

والِإمام أحمد في الفضائل (2/ 890رقم1691) كلاهما عن يزيد بن هارون عن إسماعيل به.

وأما مرسل عبد الله بن أبي بكر رحمه الله فلفظه: "استغفروا لأخيكم جعفر، فإنه شهيد، وقد دخل الجنة وهو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء من الجنة".

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 37 - 38) من طريق شيخه الواقدي، وتقدم أنه: متروك.

وأما مرسل عمر بن علي فيأتي في تخريج الحديث القادم رقم (644) وفيه الواقدي أيضاً.

وبالجملة فالحديث صحيح لغيره بما تقدم من متابعات وشواهد، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 226 - 228 رقم 1226).

ص: 1819

644 -

حديث ابن عباس مرفوعاً:

"رأيت كأني دخلت الجنة، فرأيت لجعفر درجة فوق رجة

" الحديث.

قال: صحيح.

قلت: منكر، وإسناده مظلم.

644 - المستدرك (3/ 210): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسحاق بن إبراهيم بن سنين، ثنا المنذر بن عمار بن حبيب بن حسان، ثنا معن بن زائدة الأسدي الكوفي قائد الأعمش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيت كأني دخلت الجنة فرأيت لجعفر درجة فوق درجة زيد، فقلت: ما كنت أظن أن زيداً يدون أحداً، فقيل لي: يا محمد، تدري بم رفعت درجة جعفر؟ قال: قلت: لا، قيل: لقرابة ما بينك وبينه".

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"منكر وإسناده مظلم".

والحديث هنا من رواية إسحاق بن إبراهيم بن سنين، عن المنذر بن عمار بن حبيب بن حسان، عن معن بن زائدة الأسدي الكوفي قائد الأعمش، عن الأعمش.

أما معن، والمنذر، فلم أجد من ترجم لهما.

وأما إسحاق بن إبراهيم بن سنَيْن الخُتَّلي، فإنه ضعيف، ضعفه الدارقطني، وقال مرة: ليس بالقوي. اهـ. من سؤالات الحاكم للدارقطني (ص 104 رقم 58)، وتاريخ بغداد (6/ 381رقم3414)، والميزان (1/ 180 رقم 828).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الإِسناد لضعف إسحاق، وجهالة المنذر، ومعن، ومتنه منكر كما قال الذهبي لتفرد إسحاق به من هذه الطريق. =

ص: 1820

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وله شاهد مرسل من حديث عمر بن علي رحمه الله بلفظ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت جعفراً ملكاً يطير في الجنة تدمي قادمتاه. ورأيت زيداً دون ذلك، فقلت: ما كنت أظن أن زيداً دون جعفر، فأتاه جبريل، فقال: إن زيداً ليس بدون جعفر، ولكنا فضلنا جعفراً لقرابته منك".

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 38) وهو بالِإضافة لإرساله فيه الواقدي وهو متروك، فالحديث ضعيف جداً بهذا الإِسناد لأجله.

ص: 1821

645 -

حديث أنس موفوعاً:

"بنو عبد الطلب سادات أهل الجنة. أنا، وعلي، وجعفر، وحمزة، والحسن، والحسين، والمهدي".

قال: على شرط مسلم.

قلت: ذا موضوع.

645 - المستدرك (3/ 211): أخبرني مكرم بن أحمد القاضي، ثنا أبو بكر بن أبي العوام الرياحي، ثنا سعد بن عبد الحميد، ثنا عبد الله بن زياد اليمامي، عن عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"نحن بنو عبد الطلب سادة أهل الجنة، أنا، وعلي، وجعفر، وحمزة، والحسن، والحسين، والمهدي".

الحديث أخرجه ابن ماجه (2/ 1368رقم4087) في باب خروج المهدي من كتاب الفتن.

قال البوصيري في الزوائد (4/ 204 - 205): "هذا إسناد فيه مقال؛ علي بن زياد لم أر من جرحه ولا من وثقه، وباقي الرجال ثقات".

والحديث ذكره ابن كثير في النهاية (1/ 31) من رواية ابن ماجه وقال: "هذا الحديث منكر".

وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 130) من طريق علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة ورَّاق عبدان، عن عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، حدثنا عبد الملك بن قريب -يعني الأصمعي-، قال سمعت كدام بن معسر بن كدام يحدث عن أبيه، عن قتادة، عن أنس، فذكره بنحوه.

ومن طريق أبي نعيم رواه الخطيب في تاريخه (9/ 434) ثم قال: "هذا الحديث منكر جداً، وهو غير ثابت، وفي إسناده غير واحد من المجهولين" اهـ. =

ص: 1822

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده عبد الله بن زياد السُّحيمي اليمامي، أبو العلاء، وقيل اسمه: علي بن زياد -كما في الموضع السابق من سنن ابن ماجه- وصوَّب المزِّي، وابن حجر الأول، وعدَّا الثاني تحريفاً، وهو ضعيف، قال البخاري عنه: منكر الحديث، وذكره ابن أبي حاتم وبيض له، وذكره العقيلي في الضعفاء، وابن حبان في الثقات./ التاريخ الكبير (5/ 95رقم 269)، والجرح والتعديل (5/ 62رقم 280)، والضعفاء للعقيلي (2/ 257 رقم 808)، والتهذيب (7/ 321 - 322 رقم543)، والتقريب (2/ 37 رقم 341).

وفي سنده سعد بن عبد الحميد بن جعفر بن عبد الله بن الحكم الأنصاري، أبو معاذ، وهو صدوق له أغاليط -كما في التقريب (1/ 288 رقم 94) -، وانظر المجروحين لابن حبان (1/ 357)، والتهذيب (3/ 477رقم887).

وأما الطريق التي رواها أبو نعيم، فتقدم قول الخطيب:"في إسناده غير واحد من المجهولين"، ويقصد بهم: كدام بن مسعر بن كدام، وعبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، وعلي بن محمد بن جعفر بن عنبسة.

وأما كدام بن مسعر بن كدام، فذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (7/ 174رقم 989)، وبيض له، ولم أجد من ذكره سواه.

وأما عبد الله بن إبراهيم الأنباري، فذكره الخطيب في الموضع السابق، وساق هذا الحديث في ترجمته، ولم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً، وقد ذكره الذهبي في الميزان (2/ 406رقم 4264) وقال:"عن الأصمعي بخبر باطل في المهدي"، ويعني به هذا الحديث، وذكر الحافظ ابن حجر في اللسان (3/ 270 - 271 رقم1152) كلام الخطيب السابق.

وأما علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة وراق عبدان، فذكره ابن حجر في اللسان (4/ 258رقم 809) بناء على كلام الخطيب أيضاً. =

ص: 1823

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد، لضعف السُّحيمي، وسعد بن عبد الحميد من قبل حفظه.

والطريق الأخرى ضعيفة جداً لجهالة من تقدم ذكرهم.

ومتن الحديث منكر كما قال ابن كثير، والخطيب.

وأما الحكم على الحديث بالوضع فإن حال الِإسناد لا يؤيده؛ وقد يكون الذهبي راعى نكارة المتن، وقد وافق الذهبي على الحكم بالوضع الألباني في ضعيف الجامع (6/ 13رقم 5967) وعزا تخريجه للسلسلة الضعيفة رقم (4688) ولما يطبع.

ص: 1824

646 -

حديث جابر:

لما قدم جعفر، تلقّاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبّل وجهه.

قلت: إرساله هو الصواب.

646 - المستدرك (3/ 211): أخبرني علي بن عبد الرحمن بن عيسى السبيعي، ثنا الحسن بن الحاكم الحيري، ثنا الحسن بن الحسين العرني، ثنا أجلح بن عبد الله، عن الشعبي، عن جابر رضي الله عنه قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، من خيبر، قدم جعفر رضي الله عنه من الحبشة، تلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقبل جبهته، ثم قال: والله ما أدري بأيهما أنا أفرح، بفتح خيبر، أم بقدوم جعفر؟ ".

قال الحاكم: "أرسله إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، فيما حدثناه علي بن عيسى الحيري، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن ابن أبي خالد، وزكريا، عن الشعبي، قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من خيبر

، فذكر الحديث.

هذا حديث صحيح، إنما ظهر بمثل هذا الِإسناد الصحيح مرسلاً، وقد وصله أجلح بن عبد الله". اهـ.

تخريجه:

الحديث مداره على عامر الشعبي، وروي عنه من أربع طرق:

* الطريق الأولى: طريق الأجلح بن عبد الله الكندي، واختلف عليه.

فرواه الحسن بن الحسين العرني، عنه، عن الشعبي، عن جابر.

ورواه يحيى بن هانيء، عنه، عن الشعبي، عن جعفر.

ورواه الباقون سفيان الثوري، وابن نمير، وعلي بن مسهر، وأبو عوانة، وخالد بن عبد الملك، جميعهم عن أجلح، عن الشعبي مرسلاً. =

ص: 1825

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أما رواية الحسن بن الحسين العرني، فهي التي أخرجها الحاكم هنا.

ومن طريقه البيهقي في الدلائل (4/ 246).

وأما رواية يحيى بن هانيء، فأخرجها البزار في مسنده (3/ 285رقم 2756)، بنحوه، وفيه قصة.

وأما الرواية المرسلة، فأخرجها:

ابن سعد في الطبقات (4/ 35).

والبيهقي في سننه (7/ 101) في النكاح، باب ما جاء في قبلة ما بين العينين.

كلاهما من طريق سفيان، به نحوه.

وأخرجه ابن سعد (4/ 34 - 35) من طريق ابن نمير، به نحوه.

وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (8/ 621رقم 5780) و (12/ 106 رقم 12254) و (14/ 349رقم 18490)، من طريق علي بن مسهر، به، ولفظه في الموضع الأول مختصر، وفي الموضعين الآخرين نحوه.

ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه:

أبو داود في سننه (5/ 392رقم 5220) في الأدب، باب في قبلة ما بين العينين، مختصراً.

وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (ل 37 ب) بنحوه.

والطبراني في الكبر (2/ 107رقم1469) بنحوه أيضاً.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 272): "رواه الطبراني مرسلاً، ورجاله رجال الصحيح".

وأخرجه المخلّص في فوائده (ل 207 ب) من طريق أبي عوانة، بنحوه.

وأخرجه البزار مقروناً بالرواية السابقة.

جميعهم من طريق الأجلح، عن الشعبي، مرسلاً. =

ص: 1826

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * الطريق الثانية، والثالثة: طريق إسماعيل بن أبي خالد، وزكريا بن أبي زائدة، كلاهما عن الشعبي، مرسلاً.

وهي التي أخرجها الحاكم آنفاً، ورجح الذهبي أنها الصواب.

* الطريق الرابعة: طريق مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن عبد الله بن جعفر، عن أبيه، به.

أخرجه البزار في الموضع السابق.

والطبراني في الكبير (2/ 109 - 111رقم1478).

والمخلّص في فوائده (ل 204 ب- 205 أ).

وأبو نعيم في المعرفة (1/ ل 119 ب).

والبيهقي في الموضع السابق من سننه.

جميعهم من طريق أسد بن عمرو، إلا البيهقي، فمن طريق زياد بن عبد الله، عن مجالد، به، ولفظهم نحوه، إلا أن عند البزار والطبراني والمخلّص قصة.

قال البزار: "لا نعلم أحداً رواه عن جعفر متصلاً، إلا بهذا الِإسناد".

وقال البيهقي: "المحفوظ هو الأول، مرسل".

وقال الهيثمي في المجمع (6/ 30): "رواه الطبراني من طريق أسد بن عمرو، عن مجالد، وكلاهما ضعيف".

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، ورجح الذهبي إرساله.

وتقدم أن مداره على عامر الشعبي، وهو ثقة مشهور فقيه فاضل، من التابعين كما في ترجمته في الحديث المتقدم برقم (598).

ورواه عنه من الطريق الأولى أجلح بن عبد الله الكندي، وتقدم في الحديث (536) أنه صدوق شيعي. =

ص: 1827

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وتقدم ذكر الاختلاف عليه، فمنهم من رواه عنه، عن الشعبي، عن جابر، وهو الحسن بن الحسين العرني، وتقدم في الحديث (560) أنه شيعي ضعيف جداً، ومع ذلك فقد خالف الجمع الذين رووه من الثقات، منهم الثوري، وابن نمير، وعلي بن مسهر، وأبو عوانة، جميعهم رووه عن أجلح، عن الشعبي مرسلاً، ويؤيد هذه الرواية رواية إسماعيل، وزكريا التي أخرجها الحاكم.

وأما رواية يحيى بن هانيء للحديث عن أجلح، عن الشعبي، عن جعفر، فلا وزن لها، فيحيى هذا هو ابن محمد بن عباد بن هانيء المدني، الشجَري، وهو ضعيف كان ضريراً يتلقّن./ الجرح والتعديل (9/ 185 رقم 766)، والتهذيب (11/ 273رقم545)، والتقريب (2/ 357 رقم 165).

ورواية مجالد ضعيفة كما تقدم، والبيهقي آنفا رجح الرواية المرسلة.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد: لشدة ضعف الحسن العرني، ومخالفته للثقات الذين رووا الحديث مرسلاً، وهو الصواب كما قال الذهبي والبيهقي، فيكون الحديث ضعيفاً من بقية الطرق لِإرساله فقط.

وله شاهد من طريق الوليد بن عبد الملك بن مسرح الحراني، ثنا مخلد بن يزيد، ثنا مسعر، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه رضي الله عنه

، الحديث بنحوه.

أخرجه الطبراني في الكبير (2/ 107رقم 1470) و (22/ 100رقم 244).

وفي الصغير (1/ 19).

وفي الأوسط كما في المجمع (9/ 271 - 272)، ثم قال الهيثمي:"في رجال الكبير أنس بن مسلم، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

وأخرجه ابن عساكر -كما في كنز العمال (11/ 666) رقم33218) -.

وأما قول الهيثمي: "في رجال الكبير أنس بن مسلم ولم أعرفه"، فإن أنساً هذا لم ينفرد به، بل تابعه عليه أحمد بن خالد، وكلاهما شيخ للطبراني. =

ص: 1828

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أما أنس بن مسلم هذا فهو أبو عقيل، الخولاني، الأمطرطوسي، له ترجمة في تهذيب تاريخ دمشق (3/ 138)، ولم يذكر عنه ابن عساكر جرحاً ولا تعديلًا، وذكر أنه روى عنه الطبراني، وابن عدي، وابن الأعرابي، وجماعة، فهو مجهول الحال فقط.

وأما أحمد بن خالد بن عبد الملك بن مُسَرّح، أبو بكر الحراني، فإنه ضعيف، قال الدارقطني:"ضعيف، ليس بشيء، ما رأيت أحداً أثنى عليه". اهـ. من سؤالات حمزة السهمي للدارقطني (ص 148 رقم 148)، وانظر الميزان (1/ 95رقم 364)، وبقية رجال الِإسناد بيان رجالهم كالتالي: عون بن أبي جُحَيْفة السوائي -بضم المهملة- الكوفي ثقة روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (6/ 385 رقم2139)، والتهذيب (8/ 170رقم306)، والتقريب (ص 433 رقم 519 بتحقيق محمد عوامة).

ومسعر بن كدام تقدم في الحديث (534) أنه ثقة ثبت فاضل.

ومخلد بن يزيد القرشي الحرّاني، أبو يحيى صدوق، وثقه ابن معين، وأبو داود، ويعقوب بن سفيان، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال ابن سعد: كان فاضلاً خيّراً، كبير السن، وقال أبو حاتم: صدوق، وقال علي بن ميمون: كان قرشياً نعم الشيخ.

وحكى الأثرم عن الِإمام أنه قال عنه: لا بأس به، وكان يهم، وقال الساجي: كان يهم. اهـ. من الجرح والتعديل (8/ 347رقم 1591)، والتهذيب (10/ 77 رقم 133).

والوليد بن عبد الملك بن عبيد الله بن مسرّح الحراني، أبو وهب، فهو صدوق، روى عنه أبو زرعة، وأبو حاتم، وقال عنه: صدوق./ الجرح والتعديل (9/ 10 رقم 41).

وعن الوليد هذا رواه أحمد بن خالد، وأنس بن مسلم.

وعليه فالحديث حسن لغيره بمجموع هذين الطريقين، ويزيده قوة مرسل الشعبي هذا، والله أعلم.

ص: 1829

647 -

حديث أبي موسى قال:

لقي عمر أسماء بنت عميس فقال: أنتم (نعم)(1) القوم، لولا أنكم سُبقتم بالهجرة.

قلت: صحيح (2).

(1) ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ب)، وإنما من المستدرك وتلخيصه.

(2)

في المستدرك قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وانظر دراسة الِإسناد.

647 -

المستدرك (3/ 212): أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاّب بهمذان، ثنا هلال بن العلاء الرّقي، ثنا عبد الله بن رجاء، ثنا المسعودي، عن عدي بن ثابت، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: لقي عمر أسماء بنت عميس فقال: أنتم نعم القوم لولا أنكم سُبقتم بالهجرة، فنحن أفضل منكم. كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كنتم مع رسول الله، يحمل راجلكم، ويعلم جاهلكم، ففررنا بديننا، فقالت: لست براجعة حتى أدخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فدخلت عليه، فقالت: يا رسول الله، إني لقيت عمر فقال: كذا وكذا، فقال:"بل لكم هجرتان، هجرتكم إلى الحبشة، وهجرتكم إلى المدينة".

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق عدي بن ثابت، عن أبي بردة عن أبي موسى. وأخرجه البخاري (7/ 484 - 485 رقم 4230 و 4231) في غزوة خيبر من كتاب المغازي ومسلم (4/ 1946 - 1947) رقم 169) في فضائل جعفر، وأسماء، وأهل سفينتهم رضي الله عنهم من كتاب الفضائل.

كلاهما من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن أبي بردة، به، وهو جزء من حديث تقدم ذكره في تخريج الحديث رقم (642) في ذكر أبي موسى =

ص: 1830

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رضي الله عنه لقدومه مع جعفر وأصحابه من الحبشة حين افتتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر.

وتمام الحديث الذي هو موضع الشاهد هنا، قال أبو موسى: فدخلت أسماء بنت عميس -وهي ممن قدم معنا- على حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم زائرة، وقد كانت هاجرت إلى النجاشي فيمن هاجر إليه.

فدخل عمر على حفصة -وأسماء عندها- فقال عمر حين رأى أسماء: من هذا؟ قالت: أسماء بنت عميس، قال عمر: الحبشية هذه؟ - البحرية هذه؟ فقالت أسماء: نعم، فقال عمر: سبقناكم بالهجرة، فنحن أحق برسول الله صلى الله عليه وسلم منكم، فغضبت، وقالت كلمة: كذبت يا عمر، كلا والله: كنتم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يطعم جائعكم، ويعظ جاهلكم، وكنا في دار -أو في أرض- البُعداء، البُغضاء: في الحبشة، وذلك في الله، وفي رسوله، وايْم الله، لا أطعم طعاماً، ولا أشرب شراباً؛ حتى أذكر ما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن كنا نُؤذى، ونُخاف، وسأذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسأله.

ووالله لا أكذب، ولا أزيغ، ولا أزيد على ذلك. قال: فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله، إن عمر قال: كذا وكذا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ليس بأحق بي منكم، وله ولأصحابه هجرة واحدة، ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان". قالت: فلقد رأيت أبا موسى، وأصحاب السفينة يأتوني أرسالاً يسألوني عن هذا الحديث، ما من الدنيا شيء هم به أفرح، ولا أعظم في أنفسهم مما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو بردة: فقالت: أسماء: فلقد رأيت أبا موسى وإنه ليستعيد هذا الحديث مني. اهـ. واللفظ لمسلم، ولفظ البخاري نحوه.

وأخرجه النسائي في فضائل الصحابة (ص215 - 216رقم 283) من طريق أبي أسامة، به نحوه.

وأخرجه الِإمام أحمد في المسند (4/ 395و412) من طريق المسعودي، عن عدي، عن أبي بردة، به، نحو سياق الحاكم. =

ص: 1831

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الإسناد:

الحديث قال عنه الحاكم: "صحيح الإسناد، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي، وقال ابن الملقن:"صحيح" على خلاف عادته، والظاهر أن في نسخته تصحيفاً، أو أن النظر أخطأ، فظن نقل الذهبي لتصحيح الحاكم تعقيباً من الذهبي، والله أعلم.

وفاتهم جميعهم أن الشيخين قد أخرجا الحديث كما سبق من طريق أبي أسامة، عن أبي بردة، والحاكم أخرجه من طريق عدي بن ثابت، عن أبي بردة، وبيان حال إسناد الحاكم إلى أبي بردة كالتالي:

عدي بن ثابت الأنصاري، الكوفي ثقة رمي بالتشيع، وقد روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (7/ 2رقم 5)، والتهذيب (7/ 165رقم 329)، والتقريب (2/ 16رقم 135).

والمسعودي هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن مسعود المسعودي، وتقدم في الحديث (574) أنه صدوق اختلط قبل موته، ومن سمع منه ببغداد، فبعد الاختلاط، لكن الراوي عنه عند الحاكم عبد الله بن رجاء بن عمر الغُدَاني -بضم الغين المعجمة، والتخفيف-، البصري، وهو ممن سمع من المسعودي قبل الاختلاط كما في الكواكب النيرات (ص 294)، وهو ثقة ممن روى له البخاري في الصحيح، ووثقه يعقوب بن سفيان، وقال أبو حاتم: ثقة رَضيّ، وقال ابن المديني: اجتمع أهل البصرة على عدالة رجلين: أبي عمر الحوضي، وعبد الله بن رجاء، وسئل عنه أبو زرعة، فجعل يثني عليه، وقال:"حسن الحديث، عن إسرائيل"، وقال النسائي: عبد الله بن رجاء المكي، والبصري، ليس بهما بأس، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال ابن معين في رواية: كان شيخاً صدوقاً، لا بأس به، وفي أخرى قال: كثير التصحيف، وليس به بأس، وفي رواية الدوري عنه قال: ليس من الحديث.

وقال الفلاس: صدوق كثير الغلط، والتصحيف، ليس بحجة. اهـ. من الجرح والتعديل (5/ 55رقم 255)، والتهذيب (5/ 209 - 210 رقم 363). =

ص: 1832

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قلت: أما ما رواه الدوري عن ابن معين من قوله عن عبد الله هذا: "ليس من أصحاب الحديث"، فلا يسلم لابن معين به، فهذا البخاري فقط روى عنه في صحيحه خمسة عشر حديثاً، ومن تأمل مصادر ترجمته علم ما في هذا القول من البعد.

وأما ما ذكره هو والفلاس عنه من كثرة التصحيف، فالظاهر أنها كثرة نسبية لم تبلغ الحدّ الذي يقدح في ضبطه، وهذا شعبة وهو أمير المؤمنين في الحديث يقول عنه أبو داود: يخطيء فيما لا يضره، ولا يعاب عليه -يعني في الأسماء-، وقال العجلي: كان يخطيء في أسماء الرجال قليلاً، وقال الدارقطني: كان شعبة يخطيء في أسماء الرجال كثيراً لتشاغله بحفظ المتون -كما في ترجمته في التهذيب (4/ 345 - 346) -، وها هو الذهبي رحمه الله يذكر عبد الله هذا في الميزان (2/ 421 رقم 4309) ويقول عنه:"من ثقات البصريين ومسنديهم"، وذكره في الكاشف (2/ 85رقم 2741)، واختار قول أبي حاتم:"ثقة رضيّ"، وذكره في "من تكلم فيه وهو موثق" (ص 108 رقم 179) وقال عنه:"ثقة"، والقول بتوثيقه هو الذي اختاره الشيخ عبد العزيز التخيفي في رسالته عن المتكلم فيهم من رجال التقريب (2/ 26 - 29 رقم106).

والراوي عن عبد الله بن رجاء هو الهلال بن العلاء الرّقي، وتقدم في الحديث (486) أنه صدوق.

وشيخ الحاكم هو الِإمام المحّدث القدوة، أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن المرزبان، الهمذاني، الجلّاب، أحد أركان السنة بهمذان./ السير (15/ 477رقم 269).

الحكم علي الحديث:

الحديث بإسناد الحاكم حسن لذاته كما يتضح من دراسة الِإسناد، وهو صحيح لغيره حيث أخرجه البخاري ومسلم كما سبق، والله أعلم.

ص: 1833