الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو عَبْس بن جبر الخزرجي
…
713 -
حديث أبي عَبْس:
أنه كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلوات، ثم يرجع إلى بني حارثة، فخرج ليلة مظلمة مطيرة، فنور (له)(1) في عصاه حتى دخل (دار)(2) بني حارثة.
قلت: مرسل.
(1) في (أ): (لهم)، وجملة قوله:(فنور له) ليس في (ب)، وفي مكانها بياض بقدرها، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
(2)
ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
713 -
المستدرك (3/ 350 - 351): حدثنا أبو محمد -أحمد بن عبد الله المزني-، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا زيد بن الحباب، ثنا عبد الحميد بن أبي عبس، الأنصاري، -من ولد أبي عبس- أخبرني أبي، أن أبا عبس كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصلوات، ثم يرجع إلى بني حارثة، فخرج ذات ليلة مظلمة، مطيرة، فنوّر له في عصاه حتى دخل دار بني حارثة.
تخريجه:
الحديث أخرجه الحاكم من طريق زيد بن الحباب، عن عبد الحميد بن أبي عبس، عن أبيه، به. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هكذا في المستدرك وتلخيصه المخطوطين، وفي المطبوعين سقط قول عبد الحميد:(أخبرني أبي)، فجاء الحديث من روايته هو معضلاً.
والذي يظهر أن في نسخ المستدرك سقط، بما فيها نسخة الذهبي رحمه الله، وهذا الذي دعاه إلى إعلال الحديث بالِإرسال.
فإن البيهقي رحمه الله أخرج الحديث في الدلائل (6/ 78) من طريق الحاكم، وفيه: (زيد بن الحباب، حدثنا عبد الحميد بن أبي عبس الأنصاري من بني حارثة، قال: أنبأنا ميمون بن زيد بن أبي عبس، أخبرني أبي، أن أبا عبس
…
)، الحديث بمثله.
وهكذا أخرجه أبو نعيم في الدلائل (2/ 720 رقم 504) من طريق محمد بن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن زيد بن الحباب، قال: حدثني عبد المجيد بن أبي عبس بن جبر الأنصاري، قال أخبرني ميمون بن زيد بن أبي عبس، قال أخبرني أبي
…
، الحديث بمثله.
دراسة الِإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"مرسل".
والحديث عند الحاكم، ومن طريقه البيهقي من رواية عبد الحميد بن أبي عبس، وفي اسمه تصحيف، والصواب أن اسمه:(عبد المجيد) كما في رواية أبي نعيم.
وعبد المجيد هذا اختلف في نسبه ذكره البخاري في تاريخه فقال: "عبد المجيد بن أبي عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر الحارثي الأنصاري، المديني، الأوسي، عن أبيه، عن جده". وذكر في الكنى من تاريخه ترجمة أبي عبس والد عبد المجيد هذا، فقال:"أبو عبس بن محمد بن أبي عَبْس بن جبر الأنصاري، روى عنه ابنه عبد المجيد".
وأما ابن أبي حاتم فقال: "عبد المجيد بن أبي عبس بن جبر الحارثي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= روى عن أبيه، أبي عبس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم"، وقال في ترجمة أبي عبس: "أبو عبس بن محمد بن أبي عَبْس بن جبر الأنصاري، روى عنه ابنه عبد المجيد".
وأما ابن أبي حاتم فقال: "عبد المجيد بن أبي عبس بن جبر الحارثي، روى عن أبيه، أبي عبس صاحب النبي صلى الله عليه وسلم"، وقال في ترجمة أبي عبس:"أبو عبس بن محمد بن أبي عبس بن جبر الأنصاري، روى عنه ابنه عبد المجيد".
وأما ابن حبان في الثقات فقال: "عبد المجيد بن محمد بن أبي عبس بن جبر الأوسي الأنصاري، من أهل المدينة، يروي عن أبيه، عن جده"، وذكره في أتباع التابعين.
ورجح ابن حجر أن اسمه: عبد المجيد بن محمد بن أبي عبس بن جبر، وأن الصحبة لجده أبي عبس، لا لوالده، واستشهد لذلك بأنه وقع منسوباً على الصحة في رواية للطبراني ذكرها.
والظاهر أن محمداً والد عبد المجيد كنيته: أبو عبس، فحصل اللبس في اسمه من هذه الناحية، فمنهم من ينسب عبد المجيد لجده، لتشابه الكنية، ومنهم من ينسبه على الصحة.
ولم ينصوا في ترجمة والد عبد المجيد على أنه روى عن أبيه أبي عبس، وهذا الذي قصده الذهبي بقوله عن الحديث أنه: مرسل، ويؤيده ما جاء في رواية أبي نعيم والبيهقي؛ من أنه يروي الحديث عن ميمون بن زيد، عن أبيه. وعبد المجيد هذا سكت عنه البخاري، وليّنه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان، ووالده مجهول، لم يرو عنه غيره.
انظر التاريخ الكبير (6/ 111رقم1871)، و (9/ 63رقم565)، والجرح والتعديل (6/ 64رقم 335)، و (9/ 420 رقم 2060)، والثقات لابن حبان (7/ 137)، واللسان (4/ 55رقم 160).
وأما رواية أبي نعيم والبيهقي للحديث، ففي سندها ميمون بن زيد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبي عبس، وأبوه، ذكرهما البخاري وسكت عنهما، وابن أبي حاتم وبيض لهما، وذكرهما ابن حبان في ثقاته، فهما مجهولان، لأني لم أجد أنه روى عن كل منهما أكثر من واحد.
انظر التاريخ الكبير (3/ 403رقم 1342)، و (7/ 341رقم1467)، والجرح والتعديل (3/ 567رقم 2569)، و (8/ 239رقم1079)، والثقات (4/ 249)، و (7/ 471).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لِإرساله، وضعف عبد المجيد وجهالة أبيه.
أما رواية أبي نعيم والبيهقي الموصولة فهي ضعيفة أيضاً لأجل عبد المجيد، وجهالة ميمون وأبيه.
وله شاهد من حديث الضحاك قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبس بن جبر بعدما ذهب بصره عصاً، فقال: تنوّر بهذه، فكانت تضيء له ما بين
…
أخرجه الزبير بن بكار -كما في الِإصابة (7/ 266) -، فقال: حدثني محمد بن الضحاك، عن أبيه، فذكره.
أما بقية الحديث فقد ذكر محقق الِإصابة الشيخ علي البجاوي أن مكانه بياض نحو كلمتين.
والحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لِإعضاله؛ لأن الضحاك هذا هو ابن عثمان بن الضحاك بن عثمان، وهو يروي عن جده الضحاك، وجده من أتباع التابعين يروي عن نافع مولى ابن عمر وطبقته.
انظر التهذيب (4/ 446و447رقم 777 و 778).
714 -
حديث أنس، قال:
دعا أبو عَبْس رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اخلعوا نعالكم عند (الطعام) (1)؛ فإنها سنّة جميلة".
قلت: فيه يحيى بن العلاء، وشيخه موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي وهما: متروكان.
(1) في (أ) و (ب): (الصلاة)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
714 -
المستدرك (3/ 351): أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أمية القرشي بالساقة، ثنا محمد بن أيوب، ثنا سليمان بن النعمان الشيباني، ثنا يحيى بن العلاء، حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم الحارث التيمي، عن إبيه، عن أنس قال: دعا أبو عبس بن جبر الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لطعام صنعه لهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"اخلعوا نعالكم عند الطعام فإنها سنّة جميلة".
تخريجه:
الحديث ذكره السيوطي في جمع الجوامع (1/ 28)، وعزاه للحاكم فقط، ولم أجد من أخرجه بهذا السياق سوى الحاكم، وسيأتي برقم (876)، بلفظ:"إذا أكلتم فاخلعوا نعالكم فإنه أروح لأبدانكم".
أخرجه الحاكم (4/ 119) من طريق موسى هذا، عن أبيه، عن أنس، ثم قال:"صحيح الِإسناد ولم يخرجاه"، فتعقبه الذهبي بقوله:"أحسبه موضوعاً، وإسناده مظلم، وموسى تركه الدارقطني"، وهو حديث ضعيف جداً كما سيأتي بيانه.
دراسة الِإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"يحيى وشيخه متروكان". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما شيخ يحيى فهو موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، أبو محمد المدني، وهو منكر الحديث./ الكامل (6/ 2342 - 2343)، والتهذيب (10/ 368رقم 653)، والتقريب (2/ 287رقم 1501).
وفي سنده يحيى بن العلاء، وتقدم في الحديث (566) أنه كذاب يضع الحديث.
الحكم على الحديث:
الحديث موضوع بهذا الِإسناد لشدة ضعف موسى بن محمد التيمي، ونسبة يحيى بن العلاء إلى الكذب ووضع الحديث، وكذا حكم عليه الألباني في ضعيف الجامع (1/ 114رقم 243).