الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عمّار بن ياسر
(1)
728 -
حديث الحسن:
قال عمرو بن العاص: إني لأرجو أن لا يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم (مات)(2) يوم مات وهو يحب رجلًا أن يدخل النار أبداً
…
الخ.
قال: على شرط البخاري ومسلم.
قلت: لكنه مرسل.
(1) من هامش (أ).
(2)
ما بين القوسين ليس في (أ).
728 -
المستدرك (3/ 392): حدثنا محمد بن صالح بن هانيء، ثنا يحيى بن محمد بن يحيى، ثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، ثنا أبي، ثنا ابن عون، عن الحسن قال: قال عمرو بن العاص: إني لأرجو أن لا يكون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلاً أن يدخل النار أبداً، قالوا: إنا كنا نراه يحبك، ويستعين بك، ويستعملك، فقال: والله أعلم بحبي، ولكن كفى به، وكنا نراه يحب رجلاً، قال: ومن ذاك؟ قال: عمار بن ياسر، قالوا: فذاك قتيلكم يوم صفين.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الِإسناد على شرط الشيخين إن كان الحسن بن أبي الحسن سمعه من عمرو بن العاص، فإنه أدركه بالبصرة بلا شك". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= تخريجه:
الحديث أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 263).
والِإمام أحمد في الفضائل (2/ 861) رقم1606).
والنسائي في فضائل الصحابة (ص 154 رقم 169).
جميعهم من طريق ابن عون، عن الحسن، به نحوه.
وأخرجه ابن سعد في الموضع السابق.
والِإمام أحمد في المسند (4/ 203).
كلاهما من طريق جرير بن حازم، قال: سمعت الحسن قال: قال رجل لعمرو بن العاص: أرأيت رجلاً مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبّه، أليس رجلاً صالحاً؟ قال: بلى، قال: قد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبك، وقد استعملك، فقال: قد استعملني، فوالله ما أدري، أحباً كان لي منه، أو استعانة بي؟ ولكن سأحدّثك برجلين مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحبهما: عبد الله بن مسعود، وعمار بن ياسر. اهـ. وهذا لفظ أحمد.
وأخرج الِإمام أحمد في مسنده (4/ 199).
وأحمد بن منيع في مسنده -كما في المطالب العالية (4/ 106 - 107 رقم 4082) -.
كلاهما من طريق أبي نوفل بن أبي عقرب قال -واللفظ لأحمد بن حنبل-: جزع عمرو بن العاص عند الموت جزعاً شديداً، فلما رأى ذلك ابنه عبد الله بن عمرو قال: يا أبا عبد الله، ما هذا الجزع وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدنيك ويستعملك؟ قال: أي بني، قد كان ذلك، وسأخبرك عن ذلك: إني والله ما أدري، أحباً ذلك كان، أم تألفاً يتألّفني؟ ولكن أشهد على رجلين أنه قد فارق الدنيا وهو يحبهما ابن سُمَيّة، وابن أم عبد، فلما حدّثه وضع يده موضع الغلال من ذقنه، وقال: اللهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أمرتنا، فتركنا، ونهيتنا، فركبنا، ولا يسعنا إلا مغفرتك، وكانت تلك هجّيراه حتى مات.
ومعنى قوله: (هِجّيراه) أي: دأبه، وعادته، وديدنه. / النهاية (5/ 246).
دراسة الِإسناد:
الحديث أخرجه الحاكم، وقال:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن كان الحسن بن أبي الحسن سمعه من عمرو بن العاص، فإنه أدركه بالبصرة بلا شك"، وتعقبه الذهبي بقوله:"لكنه مرسل"، أي أنه رجح عدم سماع الحسن من عمرو بن العاص، وهذا ما نص عليه في سير أعلام النبلاء (3/ 55) في ترجمة عمرو بن العاص رضي الله عنه حيث قال: "حدث عنه ابنه عبد الله
…
، والحسن البصري مرسلاً، والحسن أدرك عمرو بن العاص بلا شك، لكن أظنه لم يلقه، فإن عمراً كان بمصر، والشام، والحسن في المدينة والبصرة، وإلا فإن عمراً توفي على الصحيح سنة ثلاث وأربعين، والحسن ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر، وأدرك عثمان، وسمعه يخطب على المنبر./ انظر السير (3/ 77) و (4/ 564).
أما الحديث من الطريق الأخرى التي أخرجها الِإمام أحمد عن شيخه عفان بن مسلم، عن الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، فبيان حال رجال إسناد هذه الطريق كالتالي: أبو نوفل بن أبي عقرب الكناني، العَرِيجِي -بفتح الهملة، وكسر الراء والجيم-، اسمه: مسلم، وقيل: عمرو بن مسلم، وقيل معاوية بن مسلم، وهو ثقة روى له الشيخان./. ثقات ابن حبان (5/ 415)، والتهذيب (12/ 260 رقم 1202)، والتقريب (2/ 482 رقم 35).
والأسود بن شيبان السدوسي، أبو شيبان ثقة عابد روى له مسلم./ الجرح والتعديل (2/ 293 - 294رقم1077)، والتهذيب (1/ 339 رقم 618)، والتقريب (1/ 76 رقم 572).
وشيخ الإمام أحمد: عفان بن مسلم بن عبد الله الباهلي، أبو عثمان الصفّار =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثقة ثبت روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (7/ 30رقم 165)، والتهذيب (7/ 230 رقم 423)، وقد تكلم فيه بعضهم، وقيل: تغير قبل موته، وليس بقادح في روايته، فقد ذكره الذهبي في الميزان (3/ 81 - 82 رقم 5678)، وقال: "الحافظ الثبت الذي يقول فيه يحيى القطان، -وما أدراك ما يحيى القطان- إذا وافقني عفان، لا أبالي من خالفني، قآذى ابن عدي نفسه بذكره له في كامله، وأجاد ابن الجوزي في حذفه. ذكر ابن عدي قول سليمان بن حرب: ترى عفان كان يضبط عن شعبة؟ والله لو جهد جهده أن يضبط في شعبة حديثاً واحداً ما قدر، كان بطيئاً رديء الحفظ، بطيء الفهم. قلت (القائل الذهبي): عفان أجل وأحفظ من سليمان هذا. أو هو نظيره، وكلام النظير والأقران ينبغي أن يُتأمّل، ويتأنّى فيه، فقد قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ما رأيت أحداً أحسن حديثاً عن شعبة من عفان
…
، وقد قال أبو خيثمة: أنكرنا عفان قبل موته بأيام، قلت (القائل الذهبي): هذا التغير هو من تغير مرض الموت، وما ضرّه؛ لأنه ما حدث فيه بخطأ". اهـ.
الحكم على الحديث:
تقدم أن رواية الحسن عن عمرو بن العاص مرسلة، فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لِإرساله، وهو صحيح لغيره بالطريق الأخرى التي أخرجها الإمام أحمد كما يتضح من دراسة الِإسناد، والله أعلم.
729 -
حديث خيثمة بن أبي سبرة الجعفي، قال لي أبو هريرة:
أليس فيكم من أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه؟ عمار
…
الحديث.
قلت: صحيح.
729 - المستدرك (3/ 392): حدثنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، ثنا يحيى بن حليم، ثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن خيثمة ابن أبي سبرة الجعفي قال: أتيت المدينة، فسألت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً، فيسر لي أبا هريرة، فقال لي: ممن أنت؟ فقلت: من أرض الكوفة، جئت ألتمس العلم والخير، فقال: أليس فيكم سعد بن مالك مجاب الدعوة، وعبد الله بن مسعود -صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعليه-، وحذيفة بن اليمان -صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعمار بن ياسر الذي أجاره الله من الشيطان على لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، وسلمان صاحب الكتابين؟ قال قتادة: والكتابان: الِإنجيل والفرقان.
قال الحاكم: "صحيح الإِسناد، ولم يخرجاه"، كذا في المستدرك المطبوع والمخطوط، فالذي يظهر أن نسخة الذهبي ينقصها كلام الحاكم هذا، ولذا لم يحكه الذهبي في تلخيصه، وقال:"الحديث صحيح" على غير عادته في موافقته للحاكم في مثل هذه الحال.
تخريجه:
الحديث أخرجه ابن عساكر في تاريخه -كما في كنز العمال (13/ 535 - 536 رقم 37397).
دراسة الِإسناد:
الحديث صححه الحاكم والذهبي، وفي سنده قتادة بن دعامة السدوسي، أبو الخطاب البصري، وهو ثقة ثبت روى له الجماعة، إلا أنه مدلس من =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الطبقة الثالثة، وقد عنعن هنا./ الجرح والتعديل (7/ 133 - 135 رقم 756)، والتقريب (2/ 123رقم81)، والتهذيب (8/ 351رقم 635)، وطبقات المدلسين (ص 102 رقم 92).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لتدليس قتادة:
وله شاهد يرويه علقمة بن قيس، قال: قدمت الشام، فصليت ركعتين، ثم قلت: اللهم يسر لي جليساً صالحاً، فأتيت قوماً، فجلست إليهم، فإذا شيخ قد جاء حتى جلس إلى جنبي، قلت: من هذا؟ قالوا: أبو الدرداء، فقلت: إني دعوت الله أن ييسر لي جليساً صالحاً، فيسّرك لي، قال: ممن أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، قال: أوليس عندكم ابن أمّ عبد صاحب النعلين، والوساد، والمطهرة؟ أفيكم الذي أجاره الله من الشيطان -يعني على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم؟ أوليس فيكم صاحب سرّ النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يعلم أحد غيره؟
…
الحديث.
ولا رواية: أليس فيكم -أوْ منكم- صاحب السّرّ الذي لا يعلمه غيره؟ -يعني حذيفة-، قال: قلت: بلى. قال: أليس فيكم أومنكم -الذي أجاره الله على لسان نبيه- صلى الله عليه وسلم؟ يعني من الشيطان-، يعني عماراً، قلت: بلى، قال: أليس فيكم -أو منكم- صاحب السواك، والوساد -أو السرار-؟ قال: بلى
…
الحديث.
أخرجه البخاري في مواضيع من صحيحه، منها:(7/ 90 - 91 و 102 رقم3742و 3743 و3761) في كتاب فضائل الصحابة، باب مناقب عمار وحذيفة، وباب مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم.
730 -
حديث:
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما معه إلا خمسة أعبد، وامرأتان، وأبو بكر.
قلت: خرجه وهو في البخاري (1).
(1) هذا الحديث ليس في التلخيص المخطوط، ولا المطبوع، فإما أن يكون في نسخة أخرى منه، أو أنه تعقب من ابن الملقن.
730 -
المستدرك (3/ 393): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن معين، ثنا إسماعيل بن مجالد، عن بيان، عن عروة، عن همام بن الحارث، عن عمار بن ياسر قال: رأيت
…
، الحديث بلفظه.
تخريجه:
الحديث أخرجه البخاري (7/ 18و170رقم3660و 3857) في كتاب فضائل الصحابة، وكتاب مناقب الأنصار، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذاً خليلاً، وباب إسلام أبي بكر الصديق رضي الله عنه، من طريق يحيى بن معين، وأحمد بن أبي الطيب، كلاهما عن إسماعيل بن مجالد، به مثله.
دراسة الِإسناد:
الحديث أخرجه الحاكم والبخاري كلاهما من طريق يحيى بن معين، وبيان حال رجال إسناد الحاكم إلى يحيى كالتالي:
عبد الله بن أحمد بن حنبل تقدم في الحديث (531) أنه ثقة.
وشيخ الحاكم هو: الِإمام العلامة الفقيه المحدث أبو بكر أحمد بن إسحاق الصّبْغي كما في الحديث المتقدم برقم (510).
الحكم على الحديث:
الحديث أخرجه الحاكم من طريق يحيى بن معين، وقال:"صحيح على شرط الشيخين"، وفاته أن البخاري قد أخرجه من طريق ابن معين، وإسناد الحاكم إليه صحيح، والله أعلم.
731 -
حديث عمّار:
طول الصلاة (وقصر الخطبة)(1)(مَئِّنّة)(2)(من فقه الرجل)(1)
…
، الحديث (3).
قال: على شرط البخاري ومسلم.
قلت: هو في مسلم (4).
(1) في (أ): (طول صلاة الرجل وقصرها بخطبة الحديث).
(2)
ما بين القوسين ليس في (أ) و (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
ومعنى قوله: (مَئِنّة من فقه الرجل) أي: أن هذا مما يُستدلّ به على فقه الرجل، وكل شيء دلّ على شيء فهو (مَئِنّة له./ النهاية (4/ 290).
(3)
في (ب): (الخ)، وما أثبته من (أ).
(4)
في التلخيص المطبوع والمخطوط: (خ م) أي: أنه على شرط البخاري ومسلم، ولم يذكر قوله:(هو في مسلم)، فإما أن يكون في بعض النسخ منه، أو أنه من ابن الملقن.
731 -
المستدرك (3/ 393): حدثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ، ثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، حدثني أبي، عن واصل بن حيّان، عن أبي وائل، قال: خطبنا عمار بن ياسر، فأبلغ وأوجز، فقلنا: يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "إن طول الصلاة، وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل، فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة".
تخريجه:
الحديث أخرجه الحاكم من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر. ومن طريق عبد الرحمن هذا أخرجه مسلم (2/ 594رقم 47) في الجمعة، باب تخفيف الصلاة والخطبة، به نحوه وزاد في آخره:"وإن من البيان سحراً". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الِإمام أحمد في المسند (4/ 263).
والدارمي في سننه (1/ 303 - 304 رقم 1564)، في الصلاة، باب في قصر الخطبة.
والبيهقي في سننه (3/ 208) في الجمعة، باب ما يستحب من القصد في الكلام وترك التطويل. ثلاثتهم من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك، به نحو لفظ مسلم.
دراسة الِإسناد:
الحديث أخرجه الحاكم ومسلم، كلاهما من طريق عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر، وبيان حال رجال إسناد الحاكم إلى عبد الرحمن هذا كالتالي: سعيد بن سليمان الضبّي، أبو عثمان الواسطي، البزاز، نزيل بغداد، لقبه: سعدويه، وهو ثقة حافظ روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (4/ 26 رقم107)، والتهذيب (4/ 43 - 44 رقم 69)، والتقريب (1/ 298رقم 187).
والراوي عنه هو الإِمام الحافظ الثقة أبو جعفر أحمد بن القاسم بن مساور البغدادي الجوهري./ تاريخ بغداد (4/ 349 - 350رقم 2190)، وسير أعلام النبلاء (13/ 552رقم 278).
وعنه شيخ الحاكم أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق بن واثق الأموي، مولاهم، البغدادي، صاحب كتاب "معجم الصحابة"، وصفه الذهبي في سير أعلام النبلاء (15/ 526رقم 303) بقوله:"الِإمام الحافظ البارع الصدوق -إن شاء الله-"، وفي تذكرة الحفاظ (3/ 883رقم 851) بقوله:"الحافظ العالم المصنف"، وقال الدارقطني عن ابن قانع هذا:"كان يحفظ، ولكنه يخطيء وُيصرّ على الخطأ"، وقال البَرْقاني:"في حديثه نُكرة"، وقال أيضاً:"أما البغداديون فيوثقونه، وهو عندنا ضعيف"، قال الخطيب: "لا أدري لأي شيء ضعفه البَرْقَاني، وقد كان عبد الباقي من أهل العلم والدراية والفهم، ورأيت عامة شيوخنا يوثقونه، وقد كان تغير في آخر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عمره"، ونقل عن أبي الحسن بن الفرات قوله: "كان عبد الباقي قد حدث به اختلاط قبل أن يموت بمدة نحو سنتين، فتركنا السماع منه، وسمع منه قوم في اختلاطه". اهـ. من تاريخ بغداد (11/ 88 - 89 رقم 5775)، وانظر الميزان (2/ 532 - 533 رقم 4735)، واللسان (3/ 383 - 384 رقم 1536).
قلت: وعليه فإن من ضعّف ابن قانع، فالظاهر أنه لأجل اختلاطه، ومن حدث عنه قبل الاختلاط كأبي الحسن بن الفرات، فروايته عنه صحيحة، ولم يتضح أن الحاكم سمع منه قبل أوبعد الاختلاط، غير أنه لم ينفرد بالحديث كما سبق، والله أعلم.
الحكم علي الحديث:
الحديث في سنده، شيخ الحاكم وتقدم أنه اختلط قبل موته، وحيث لم ينفرد بالحديث، فيكون الحديث صحيحاً لغيره بالطريق التي رواها مسلم، والله أعلم.
732 -
حديث قيس، قال:
قال عبد الله: لا أعلم أحداً خرج في الفتنة يريد به وجه الله، والدار الآخرة، إلا عمّار بن ياسر.
قال: صحيح.
قلت: على شرط البخاري ومسلم، ومراده بالفتنة هنا (1):
نيله (2) من عثمان، لأن عبد الله مات قبل مقتل عثمان (3).
(1) في (ب): (ههنا).
(2)
في التلخيص: (نيلهم).
(3)
قوله: (لأن عبد الله
…
) الخ ليس في التلخيص.
732 -
المستدرك (3/ 394): أخبرنا أبو زكريا العنبري، ثنا محمد بن عمرو الجرشي، ثنا يحيى بن يحيى، أنا وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: قال عبد الله: ما أعلم أحداً خرج في الفتنة يريد به وجه الله تعالى، والدار الآخرة إلا عمار بن ياسر.
دراسة الِإسناد:
الحديث صححه الحاكم، وزاد الذهبي قوله:"على شرط البخاري ومسلم"، وبيان حال رجال الإِسناد كالتالي:
قيس بن أبي حازم تقدم في الحديث (720) أنه ثقة مخضرم روى له الجماعة.
وإسماعيل بن أبي خالد تقدم في نفس الحديث أنه ثقة ثبت روى له الجماعة.
ووكيع بن الجراح تقدم في الحديث (694) انه إمام مشهور ثقة حافظ عابد روى له الجماعة.
ويحيى بن يحيى بن بكير التميمي الحنظلي، أبو زكريا النيسابوري ثقة ثبت =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إمام أخرج له الشيخان، وهو من شيوخهما./ الجرح والتعديل (9/ 197 رقم 823)، والتهذيب (11/ 296 - 299 رقم 578)، والتقريب (2/ 360رقم198).
ومحمد بن عمرو الجرشي لم أجد له ترجمة.
وشيخ الحاكم أبو زكريا يحيى بن محمد بن عبد الله بن عنبر بن عطاء السلمي، مولاهم العنبري، النيسابوري إمام ثقة./ سير أعلام النبلاء (15/ 533رقم 311).
الحكم علي الحديث:
الحديث إلى طبقة الشيخين على شرطهما، لكن في الِإسناد شيخ الحاكم محمد بن عمرو الجرشي، ولم أجد من ترجم له، والحكم على الحديث متوقف على معرفة حاله من حيث قبول الرواية وردها، والله أعلم.