المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو قحافة عثمان بن عامر - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٤

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌إياس بن معاذ، أخو سعد، توفي بمكة قبل الهجرة

- ‌خديجة رضي الله عنها

- ‌أسعد بن زرارة، من بني مالك بن النجار

- ‌عمير بن أبي وقَّاص، أخو سعد، قتل يوم بدر

- ‌سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء

- ‌عثمان بن مظعون، أبو السائب الجمحي

- ‌حمزة، أسد الله

- ‌سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، النقيب، أبو جابر

- ‌حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة

- ‌ سعد بن معاذ، أبو عمرو

- ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

- ‌زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سالم، مولى أبي حذيفة

- ‌ثعلبة بن عَنَمة الأنصاري

- ‌ذكر مناقب رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه

- ‌ضرار بن الأزور الأسدي الشاعر

- ‌هشام بن العاص بن وائل السهمي

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌سعد بن عبادة النقيب سيِّد الخزرج

- ‌أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌محمد بن عياض الزهري

- ‌عتبة بن مسعود

- ‌عتبة بن غزوان

- ‌أبو عبيدة بن الجراح

- ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

- ‌بلال بن رباح

- ‌عياض بن غَنْم الفهري

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌أبَيّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري

- ‌أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌أبو عَبْس بن جبر الخزرجي

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌الزبير بن العوام

- ‌طلحة بن عبيد الله التَّيْمي

- ‌حُذَيْفة

- ‌عمّار بن ياسر

- ‌صهيب

الفصل: ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

‌أبو قحافة عثمان بن عامر

660 -

حديث القاسم بن محمد، عن أبيه، عن أبي بكر، قال:

جئت بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:

"هلَاّ تركت الشيخ (حتى) (1) آتيه؟ "

إلخ.

قال: صحيح.

قلت: فيه عبد الله بن عبد الملك الفِهْري، وهو منكر الحديث، والقاسم بن محمد لم يدرك أباه، ولا أبوه أبا بكر.

(1) ما بين القوسين ليس في (أ).

660 -

المستدرك (3/ 244): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن إسحاق الصغاني، ثنا حسين بن محمدالمروزي، ثنا عبد الله بن عبد الملك الفهري، ثنا القاسم بن محمد بن أبي بكر، عن أبيه، عن أبي بكر رضي الله عنهم قال: جئت بأبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال:"هلاّ تركت الشيخ حتى آتيه؟ " فقلت: بل هو أحق أن يأتيك، قال:"إنا لنحفظه لأيادي ابنه عندنا".

تخريجه:

الحديث أخرجه البزار في مسنده (3/ 164رقم 2487) من طريق حسين بن محمد، عن عبد الله بن عبد الملك الفهري، به مثله.

ص: 1867

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال البزار عقبه: "لا أحسب عبد الله بن عبد الملك سمع من القاسم شيئاً، ولكن هكذا وجدته مكتوباً عندي".

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 50): "فيه عبد الله بن عبد الملك الفهري، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات".

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"عبد الله منكر الحديث، والقاسم لم يدرك أباه، ولا أبوه أبا بكر".

أما عبد الله فهو ابن عبد الملك بن كرز بن جابر القرشي، الفهري، وهو قاضي الموصل، الذي يقال له: عبد الله بن كرز، أبو كرز القرشي، وهو ضعيف جداً، قال أبو زرعة: هو ضعيف، وضرب على حديثه، وقال ابن حبان:"يروي عن يزيد بن رومان، وأهل المدينة العجائب، لا يشبه حديثه حديث الثقات"، وقال العقيلي: منكر الحديث، وقال البرقاني: سألت أبا الحسن (الدارقطني) عنه، قلت: ثقة؟ قال: لا، ولا كرامة. اهـ.

من المجروحين لابن حبان (2/ 17)، والميزان (2/ 457و 474 رقم 4433 و 4522)، واللسان (3/ 312 - 312 رقم1289).

وأما القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، فإنه ثقة، رفيع، عالم، فقيه، إمام، ورع، أحد الفقهاء السبعة، ممن روى له الجماعة، ذكر الغلابي أنه لم يدرك أباه، وقال الذهبي:"روايته عن أبيه، عن جده انقطاع على انقطاع؛ فكل منهما لم يُحقّ أباه"./ الجرح والتعديل (7/ 118رقم 675)، وجامع التحصيل للعلائي (ص 310 رقم 626)، وسير أعلام النبلاء (5/ 54)، والتهذيب (8/ 333 - 335 رقم601).

وأما أبوه، فإنه لم يسمع من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، نص على ذلك أبو زرعة -كما في المراسيل لابن أبي حاتم

(ص 182 رقم 331) -، ونص عليه الذهبي آنفاً، وأوضح أبو زرعة =

ص: 1868

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ذلك بأن أبا بكر رضي الله عنه توفي ولمحمد أقل من ثلاث سنين، وانظر معه التهذيب (9/ 80 - 81 رقم 101).

وهناك علة أخرى للحديث ذكرها البزار آنفاً، فقال:"لا أحسب عبد الله بن عبد الملك سمع من القاسم شيئاً".

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لشدة ضعف عبد الله بن عبد الملك، والانقطاع في المواضع المتقدم ذكرها.

وله شواهد صحيحة من حديث أنس، وأسماء، وأبي هريرة رضي الله عنهم وسيأتي ذكرها في الحديث الآتي، والله أعلم.

ص: 1869

661 -

حديث أبي الزبير، عن جابر:

أن عمر أخذ بيد أبي قُحافة، فأتي به النبي صلى الله عليه وسلم، فلما (وقف به)(1) عليه.

قال: "غيّروه -يعني الشّيب- ولا تُقرّبوه سواداً".

قلت: على شرط مسلم.

(1) في (أ): (أوقف عليه)، وفي (ب):(وقف عليه)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

661 -

المستدرك (3/ 244): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا بحر بن نصر، ثنا عبد الله بن وهب، أخبرني ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، أن عمر بن الخطاب أخد بيد أبي قحافة، فأتي به النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما وقف به على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"غيروه، ولا تقربوه سواداً".

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق ابن وهب، أخبرني ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر به.

ومن طريق ابن وهب أخرجه مسلم في صحيحه (3/ 1663 رقم 79) في كتاب اللباس والزينة، باب استحباب خضاب الثيب بصفرة، أو حمرة، وتحريمه بالسواد، ولفظه: أتي بأبي قحافة يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثّغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غيّروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد".

وأخرجه أبو داود (4/ 415رقم 420) في الترجل، باب في الخضاب.

والنسائي (8/ 138) في الزينة، باب النهي عن الخضاب بالسواد. =

ص: 1870

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبيهقي في سننه (7/ 310) في كتاب القسم والنشور، باب ما يصبغ به، جميعهم من طريق ابن وهب، به بمثل لفظ مسلم.

وهذا الحديث مما فات الذهبي وابن الملقن استدراكه على الحاكم لرواية مسلم له.

والحديث رواه عن أبي الزبير جمع سوى ابن جريج، منهم:

أيوب السختياني، وليث بن أبي سليم، وعزرة بن ثابت، وأجلح، ومطر الوراق، وأبو خيثمة زهير بن معاوية.

أما رواية أيوب السختياني فأخرجها الطبراني في الكبير (9/ 29 - 30 رقم 8326) بنحوه.

وأما رواية ليث بن أبي سليم فلها عنه ثلاث طرق:

1 -

طريق إسماعيل بن عُلية، بنحوه.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 451 - 452).

وأحمد في مسنده (3/ 316).

وابن أبي شيبة في المصنف (8/ 432رقم5052) في العقيقة، باب الخضاب بالحناء.

وابن ماجه في سننه (2/ 1197رقم 3624) في اللباس، باب الخضاب بالسواد.

2 -

طريق معمر بن راشد، بنحوه أيضاً.

أخرجه عبد الرزاق في الصنف (11/ 154رقم 20179).

ومن طريقه أحمد في المسند (3/ 322).

والطبراني في الكبير (9/ 29 رقم 8324).

والبغوي في شرح السنة (12/ 91 - 92 رقم 3179). =

ص: 1871

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 3 - يرويها داود بن الزبرقان عنه، وصرح باسمه فقال: ليث بن أبي سليم.

أخرجه الطبراني في الكبير (9/ 29رقم 8325).

وداود بن الزبرقان متروك -كما في التقريب (1/ 231 رقم 11) - وانظر الكامل لابن عدي (3/ 961 - 965)، والتهذيب (3/ 185رقم 351).

وليث بن أبي سليم تقدم في الحديث (492) أنه صدوق اختلط فلم يتميز حديثه، فترك. وقد وهم الشيخ ناصر الدين الألباني، فظن أنه الليث بن سعد، فقال في "غاية المرام" (ص 83):"وممن رواه عن أبي الزبير الليث بن سعد عند أحمد، والليث لا يروي عن أبي الزبير إلا ما سمع من جابر، كما هو مذكور في التهذيب وغيره".

قلت: الليث ابن سعد وابن أبي سليم كلاهما يرويان عن أبي الزبير، غير أن إسماعيل بن علية، ومعمر بن راشد إنما يرويان عن ابن أبي سليم، لا عن ابن سعد كما في تهذيب الكمال (3/ 1155).

وأما رواية أجلح بن عبد الله، فأخرجها:

أبو يعلى في مسنده (3/ 352رقم 1819).

والطبراني في الصغير (1/ 174).

ومن طريقه الخطيب في تاريخه (9/ 136).

كلاهما من طريق شريك، عن أجلح، عن أبي الزبير، به نحوه.

وأما رواية مطر الوراق، فيرويها عنه داود بن الزبرقان وجاءت مقرونة برواية الليث السابقة عند الطبراني في الكبير.

فهؤلاء جميعهم جاءت رواياتهم موافقة لرواية ابن جريج للحديث هنا بما فيه قوله: "وجنبوه السواد".

ورواه عن أبي الزبير أبو خيثمة زهير بن معاوية عند مسلم في الموضع =

ص: 1872

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= السابق برقم (78) بنحو رواية ابن جريج إلا أنه لم يذكر قوله: "وجنبوه السواد".

ورواه أحمد في المسند (3/ 338) عن حسن وأحمد بن عبد الملك قالا ثنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر به، ثم قال الِإمام أحمد: قال حسن: قال زهير: قلت لأبي الزبير: أقال: "جنبوه السواد"؟ قال: لا.

ورواه الطبراني في الكبير (9/ 30 رقم 8327) بنحو رواية مسلم.

وممن رواه عن أبي الزبير ولم يذكر السواد: عزرة بن ثابت عند الحاكم (3/ 245).

ورواية الِإمام أحمد للحديث من طريق حسن بن موسى الأشيب وفيها سؤال زهير لأبي الزبير عن قوله: "وجنبوه السواد" أوضحت بأن هذه اللفظة مدرجة من أبي الزبير، إما لفهم فهمه من نصوص أخرى سيأتي ذكرها، أو لغير ذلك، فالله أعلم.

وقد تابع أبا الزبير على الحديث عن جابر أبو سفيان طلحة بن نافع، وروايته أخرجها ابن جميع في معجم الشيوخ (ص 228 - 229) من طريق حفص بن سليمان، عن أبي إسحاق الشيباني، عن أبي سفيان، عن جابر، به نحو رواية مسلم، وفيه:"وجنبوه السواد".

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي:"على شرط مسلم"، وفاتهما أن مسلماً قد أخرج الحديث كما سبق من طريق عبد الله بن وهب، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، وبيان حال رجال الحاكم إلى ابن وهب كالتالي.

بحر بن نصر بن سابق الخولاني، مولاهم المصري ثقة./ الجرح والتعديل (2/ 419 رقم 1660)، والتهذيب (1/ 420 - 421 رقم 775)، والتقريب (1/ 93 رقم 7). =

ص: 1873

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وشيخ الحاكم أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم تقدم في الحديث (531) أنه ثقة إمام.

وتقدم أن قوله: "وجنبوه السواد" إدراج من أبي الزبير، وقد تابعه على الحديث بهذه الزيادة أبو سفيان طلحة بن نافع، لكن في الِإسناد إليه حفص بن سليمان الأسدي، أبو عمرو البزّار، الكوفي، وهو متروك الحديث مع إمامته في القراءة./ الجرح والتعديل (3/ 173 - 174 رقم 744)، والتهذيب (2/ 400 - 402 رقم700)، والتقريب (1/ 186رقم 442).

الحكم على الحديث:

الحديث أخرجه الحاكم ومسلم، كلاهما من طريق ابن وهب، وسند الحاكم إلى ابن وهب صحيح كما تقدم، لكن الحديث من رواية جابر ليس فيه قوله:"وجنبوه السواد"، وإنما هو إدراج من أبي الزبير، وقد صحّت هذه الزيادة من طرق أخرى.

فالحديث روي أيضاً من طريق أنس بن مالك، وأسماء بنت أبي بكر، وأبي هريرة رضي الله عنهم.

أما حديث أنس رضي الله عنه فله عنه ثلاث طرق:

* الطريق الأولى: طريق هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين قال: سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيراً، ولكنّ أبا بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:"لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه مكرمة لأبي بكر"، فأسلم، ولحيته، ورأسه كالثغامة بياضاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غيروهما وجنبوه السواد". =

ص: 1874

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه الِإمام أحمد في المسند (3/ 160) من طريق شيخه محمد بن سلمة الحراني، عن هشام، به واللفظ له.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (5/ 216 - 217رقم2831).

وابن حبان في صحيحه (ص 356 رقم1476).

كلاهما من طريق محمد بن سلمة الحراني، به نحوه.

قال الهيثمي في المجمع (5/ 159 - 160): "رجال أحمد رجال الصحيح".

قلت: سنده صحيح، كالتالي:

محمد بن سلمة الحرّاني ثقة./ ثقات العجلي (ص 404 رقم 1460)، والتقريب (2/ 166رقم 265)، والتهذيب (9/ 193رقم 296).

وهشام بن حسان الأزدي ثقة روى له الجماعة، من أثبت الناس في ابن سيرين./ الجرح والتعديل (9/ 54 - 56 رقم 229)، والتهذيب (11/ 34 رقم 75)، والتقريب (2/ 318رقم 76).

ومحمد بن سيرين الأنصاري البصري ثقة، ثبت، عابد، كبير القدر، روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (7/ 280 - 281 رقم 1518)، والتهذيب (9/ 214رقم 336)، والتقريب (2/ 169رقم295).

* الطريق الثانية: أخرجها الِإمام أحمد في مسنده (3/ 247) ثنا قتيبة، قال أنا ابن لهيعة، عن خالد بن أبي عمران، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غيروا الشيب ولا تقربوه السواد".

وابن لهيعة ضعيف كما تقدم.

* الطريق الثالثة. يرويها أبو حنيفة، عن يزيد بن أبي خالد، عن أنس رضي الله عنه قال: كأني أنظر إلى لحية أبي قحافة كأنه ضرام عرفج من شدة حمرته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر:"لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه تكرمة لأبي بكر". =

ص: 1875

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه ابن سعد في الطبقات (5/ 452) باختصار.

والحاكم في المستدرك (3/ 245) واللفظ له.

وأما حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما فيرويه ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن أسماء بنت أبي بكر قالت: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، واطمأن، وجلس في المسجد؛ أتاه أبو بكر بأبي قحافة، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يا أبا بكر، ألا تركت الشيخ حتى أكون أنا الذي أمشي إليه؟ " قال: يا رسول الله هو أحق أن يمشي إليك من أن تمشي إليه. فأجلسه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه، ووضع يده على قلبه، ثم قال:"يا أبا قحافة، أسلم تسلم" قال: فأسلم وشهد شهادة الحق، قال: وأدخل عليه ورأسه ولحيته كأنهما ثغامة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غيروا هذا الشيب، وجنبوه السواد".

أخرجه ابن إسحاق في مغازيه -كما في سيرة ابن هشام (4/ 48) -.

وابن سعد في الطبقات (5/ 451) واللفظ له.

وأحمد في مسنده (6/ 349).

والطبراني في الكبير (24/ 88 - 89 رقم 236 و 237).

وابن حبان في صحيحه (ص 415 - 416 رقم 1700).

جميعهم لم يذكر قوله: "وجنبوه السواد" عدا ابن سعد في روايته التي من طريق شيخه عبد الرحمن بن محمد المحاربي، وهو من رجال الصحيحين غير أنه مدلّس من الطبقة الثالثة، وقد عنعن هنا، فالزيادة ضعيفة لعنعنته. انظر التهذيب (6/ 265 رقم 524)، وطبقات المدلسين (ص 93 رقم 80).

والحديث ذكره الهيثمي في المجمع (6/ 174) وعزاه لأحمد والطبراني وقال: "رجالهما ثقات"، وقال عن رواية الطبراني الأخرى:"رجاله ثقات".

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فلفظه: لما فتح رسول الله =

ص: 1876

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= صلى الله عليه وسلم مكة وأبو بكر قائم على رأسه فقال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله هو أحق أن يأتيك، فجيء بأبي قحافة كأن رأسه ولحيته ثغامة بيضاء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"غيروه وجنبوه السواد".

ذكره الهيثمي في المجمع (5/ 161) وقال: "رواه الطبراني في الأوسط وفيه داود بن قراهيج وثقه يحيى القطان وغيره، وضعفه جماعة، وفيه من لم أعرفهم".

وأما النهي عن تغيير الشيب بالسواد ففيه عدة أحاديث منها: ما رواه عبيد الله بن عمرو، عن عبد الكريم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"يكون قوم آخر الزمان يخضبون بهذا السواد كحواصل الحمام، لا يريحون رائحة الجنة".

أخرجه الِإمام أحمد في المسند (4/ 156رقم 2470) بتحقيق أحمد شاكر، ثم قال -أي الشيخ أحمد شاكر- عقبه:"إسناده صحيح".

وأخرجه أبو داود في سننه (4/ 418 - 419 رقم 4212) في كتاب الترجل، باب ما جاء في خضاب السواد، وفيه التصريح باسم عبد الكريم أنه:(الجزري).

والنسائي (8/ 138) في الزينة، باب النهي عن الخضاب بالسواد.

وابن سعد في الطبقات (1/ 441).

والطبراني في الكبير (11/ 442 - 443 رقم 12254).

والأوسط كما في المجمع (5/ 161) وقال الهيثمي: "إسناده جيد".

والبيهقي في سننه (7/ 311) في القسم والنشوز، باب ما يصبغ به.

والبغوي في شرح السنة (12/ 92رقم 3180) من طريق ابن عدي، وفيه التصريح باسم عبد الكريم أنه:(الجزري).

وابن الجوزي في الموضوعات (3/ 55) ظناً منه أن عبد الكريم هو ابن =

ص: 1877

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي المخارق حيث قال: "هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به عبد الكريم بن أبي المخارق، أبو أمية البصري.

قال أيوب السختياني: والله إنه لغير ثقة. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال أحمد بن حنبل: ليس بشيء يشبه المتروك. وقال الدارقطني: متروك".

قلت: قد التبس الأمر على ابن الجوزي رحمه الله فإن عبد الكريم هذا هو ابن مالك الجزَرَي، أبو سعيد مولى بني أمية وهو ثقة، روى له الجماعة -كما في الجرح والتعديل (6/ 58 - 59 رقم 310)، والتهذيب (6/ 373 - 375 رقم714)، والتقريب (1/ 516رقم1283) -، وإنما ترجح كونه الجزري وليس ابن أبي المخارق لأمرين:

1 -

التصريح بنسبته في روايتي أبي داود والبغوي السابقتين؛ وكذلك في رواية البيهقي في كتاب الأدب له -كما في تنزيه الشريعة (2/ 275) نقلاً عن الحافظ العلائي رحمه الله.

2 -

أن الراوي عن عبد الكريم هذا هو عبيد الله بن عمرو بن أبي الوليد الرقي، وهو ثقة روى له الجماعة، يروي عن عبد الكريم الجزري، ولم يذكروا أنه روى عن ابن أبي المخارق./ انظر الجرح والتعديل (5/ 328رقم1551)، وتهذيب الكمال (2/ 848و 887)، والتهذيب (7/ 42 - 43 رقم 74).

قال الذهبي في تلخيص الموضوعات: "عبد الكريم ما هو ابن أبي المخارق، والحديث صحيح". وخطّأ ابنَ الجوزي كذلك الحافظُ العلائي، وابنُ حجر، انظر ذلك في الموضع السابق من تنزيه الشريعة، والقول المسدّد (ص 48 - 49)، وعلى هذا فالحديث صحيح لا مرية فيه وصححه الألباني في غاية المرام (ص 84).

وأخرج البيهقي في سننه (7/ 311) من طريق الحسن بن هارون، ثنا مكي بن إبراهيم، أنا عبد العزيز بن أبي رواد، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة رضي الله عنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال:"غيروا الشيب، ولا تشبهوا باليهود، واجتنبوا السواد". =

ص: 1878

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والحسن بن هارون الذي يروي عن مكي بن إبراهيم لم أجد من ذكره سوى ابن حبان في ثقاته (8/ 178) وذكر أنه من أهل نيسابور.

وقاعدة ابن حبان في توثيق من لا يعرف بجرح معروفة، فالحديث ضعيف بهذا المسند لجهالة حال الحسن هذا.

وأخرج الطبراني في الأوسط -كما في مجمع الزوائد (5/ 160) - عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا يوماً عند النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه اليهود فرآهم بيض اللحى، فقال:"ما لكم لا تغيّرون؟ " فقيل: إنهم يكرهون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لكنكم غيّروا، وإياي والسواد".

قال الهيثمي عقبه: "فيه ابن لهيعة، وبقية رجاله ثقات، وهو حديث حسن".

قلت: ابن لهيعة ضعيف كما تقدم، فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لأجله.

وأخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (8/ 439رقم5084) من طريق موسى بن نجدة، عن جده يزيد بن عبد الرحمن قال: سألت أبا هريرة: ما ترى في الخضاب بالوسمة؟ فقال: لا يجد المختضب بها ريح الجنة.

قلت: وهذا وإن كان موقوفاً على أبي هريرة، فإنه لا يمكن أن يقال بالرأي، غير أن موسى بن نجدة اليمامي مجهول -كما في التهذيب (10/ 375رقم 667)، والتقريب (2/ 289رقم1515).

وأما جده فاسمه يزيد بن عبد الرحمن، وقيل ابن عبد الله، أبو كثير السّحيمي، وهو ثقة./ الجرح والتعديل (9/ 276 رقم1164)، والتهذيب (12/ 211رقم 976)، والتقريب (2/ 465 رقم10).

وسيأتي حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما برقم (762) في الترهيب من التغيير بالسواد، لكنه ضعيف جداً، وفيما تقدم من الأحاديث ما يغني عنه، وهي تدل بمجموعها على أن النهي عن التغيير بالسواد ثابت لا مرية فيه، والله أعلم.

ص: 1879

662 -

حديث أبي هريرة:

لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم، ثم بلغ أهل مكة الخبر، فسمع أبو قحافة (الهائعة)(1)

الحديث.

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: فيه عمارة بن عبد الله (بن صيّاد)(2) لم يخرجا له.

(1) في (أ): (المايعه)، وفي (ب) بياض بقدر كلمة، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

والهائعة: الصّياح والضجّة./ النهاية (5/ 288).

(2)

في (أ) و (ب): (مبادر)، وما أثبته من إسناد الحديث في المستدرك وتلخيصه، ومصادر الترجمة الآتية.

669 -

المستدرك (3/ 245): أخبرني أبو الحسن محمد بن الحسن النصراباذي، ثنا هارون بن يوسف، ثنا ابن أبي عمر، ثنا سفيان، عن الوليد بن كثير، عن عمارة بن عبد الله بن صياد، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلغ أهل مكة الخبر، قال: فسمع أبو قحافة الهائعة، فقال: ما هذا؟ قالوا: توفي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: أمر جليل، فمن قام بالأمر من بعده؟ قالوا: ابنك، قال: ورضيت بنو مخزوم، وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم، قال: اللهم لا واضع لما رفعت، ولا رافع لما وضعت. فلما كان عند رأس الحول توفى أبو بكر رضي الله عنه، قال: فبلغ أهل مكة الخبر، فسمع أبو قحافة الهائعة، فقال: ما هذا؟ قالوا: توفي ابنك، قال: أمر جليل، والذي كان قبله أجل منه، قال: فمن قام بالأمر بعده؟ قالوا: عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: هو صاحبه.

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده عمارة بن عبد الله بن صياد، أبو أيوب المدني، وهو ثقة =

ص: 1880

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= فاضل، إلا أن البخاري ومسلماً لم يخرجا له، وإنما أخرج له الترمذي وابن ماجه -كما يتضح من ترجمته في الكاشف (2/ 303رقم 4071)، والتهذيب (7/ 418رقم681)، والتقريب (2/ 50 رقم 372).

وفي سند الحديث شيخ الحاكم أبو الحسن محمد بن الحسن النصراباذي، ولم أجد من ترجم له.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة شيخ الحاكم أبي الحسن النصراباذي.

ص: 1881