المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عبد الله بن مسعود الهذلي - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٤

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌إياس بن معاذ، أخو سعد، توفي بمكة قبل الهجرة

- ‌خديجة رضي الله عنها

- ‌أسعد بن زرارة، من بني مالك بن النجار

- ‌عمير بن أبي وقَّاص، أخو سعد، قتل يوم بدر

- ‌سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء

- ‌عثمان بن مظعون، أبو السائب الجمحي

- ‌حمزة، أسد الله

- ‌سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، النقيب، أبو جابر

- ‌حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة

- ‌ سعد بن معاذ، أبو عمرو

- ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

- ‌زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سالم، مولى أبي حذيفة

- ‌ثعلبة بن عَنَمة الأنصاري

- ‌ذكر مناقب رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه

- ‌ضرار بن الأزور الأسدي الشاعر

- ‌هشام بن العاص بن وائل السهمي

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌سعد بن عبادة النقيب سيِّد الخزرج

- ‌أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌محمد بن عياض الزهري

- ‌عتبة بن مسعود

- ‌عتبة بن غزوان

- ‌أبو عبيدة بن الجراح

- ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

- ‌بلال بن رباح

- ‌عياض بن غَنْم الفهري

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌أبَيّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري

- ‌أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌أبو عَبْس بن جبر الخزرجي

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌الزبير بن العوام

- ‌طلحة بن عبيد الله التَّيْمي

- ‌حُذَيْفة

- ‌عمّار بن ياسر

- ‌صهيب

الفصل: ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

‌عبد الله بن مسعود الهذلي

694 -

حديث سعيد بن زيد مرفوعاً:

"عشرة في الجنة"، فذكر: أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وطلحة، والزبير، وابن عوف، وسعداً، وسعيداً، وابن مسعود.

قال: تفرد به هكذا أبو حذيفة النهدي، عن سفيان، ولم يحتجّا بعبد الله بن ظالم.

قلت: بل قال البخاري: لم يصح حديثه (1).

(1) التاريخ الكبير (5/ 125).

694 -

المستدرك (3/ 316 - 317): حدثنا أبو بكر بن إسحاق، أنا علي بن عبد العزيز، ومحمد بن غالب، قالا: ثنا أبو حذيفة.

وثنا دعلج بن أحمد السجزي ببغداد، ثنا عبد العزيز بن معاوية النصري، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن يزيد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "عشرة في الجنة"، فذكر أبا بكر، وعمر، وعثمان، وعلياً، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه. =

ص: 1979

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تخريجه:

الحديث هنا من رواية هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، به.

وله عن هلال طريقان:

* الأولى: طريق سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن هلال به، إلا أنه اختُلف على سفيان.

فالحاكم هنا رواه من طريق أبي حذيفة النهدي، ثنا سفيان الثوري، عن منصور، عن هلال بن يساف، فذكره.

وأشار لهذه الرواية العقيلي في الضعفاء (2/ 268).

وبرغم كثرة الرواة للحديث من هذه الطريق، ومن الطرق الأخرى، إلا أني لم أجد من وافق أبا حذيفة على ذكر ابن مسعود رضي الله عنه من ضمن العشرة، ويؤيده ما ذكره الحاكم من تفرد أبي حذيفة به هكذا -يعني متنه-.

أما سنده فقد وافق أبا حذيفة عليه الفريابي، ووكيع في رواية نعيم عنه، ومثلها رواية الأكثرين للحديث عن حصين -كما سيأتي-.

أما رواية الفريابي فقد أشار إليها العقيلي في الموضع السابق.

وأما رواية وكيع فقد أخرجها العقيلي في الموضع نفسه.

وقد رواه جماعة عن سفيان، عن منصور، عن هلال، عن فلان بن حيان، عن عبد الله بن ظالم، به، بإدخال ابن حيان بين هلال وابن ظالم.

وممن رواه هكذا عبيد بن سعيد الأموي، وعبيد الله بن عبد الرحمن الأشجعي، والقاسم بن يزيد الجرحي، وأبو خالد القرشي.

أما رواية عبيد بن سعيد فقد أشار إليها البخاري في تاريخه (5/ 124 - 125). =

ص: 1980

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه النسائي في الفضائل من الكبرى (ص 105 رقم 89)، وانظر تحفة الأشراف (4/ 7 رقم 4458).

وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل (1/ 114رقم 84).

وأشار إليه العقيلي في الموضع السابق.

وعبيد بن سعيد بن أبان بن سعيد الأموي، أبو محمد الكوفي: ثقة، روى له مسلم./ الجرح والتعديل (5/ 407 - 408رقم1889)، والتهذيب (7/ 66 رقم 136)، والتقريب (1/ 543رقم 1548).

وأما رواية الأشجعي فقد أشار إليها أبو داود في سننه (5/ 39) عقب ذكره للحديث رقم (468) في كتاب السنَّة، باب في الخلفاء.

والأشجعي هو عبيد الله بن عبيد الرحمن، أبو عبد الرحمن الكوفي، ثقة مأمون، أثبت الناس كتاباً في الثوري، روى له الشيخان./ الجرح والتعديل (5/ 323 - 324 رقم1539)، والتهذيب (7/ 34 رقم 64)، والتقريب (1/ 536رقم 1481).

وأما رواية القاسم بن يزيد الجَرْمي فأخرجها النسائي في الموضع السابق (ص 111 رقم 102) وأشار إليها العقيلي في الموضع السابق أيضاً.

والقاسم بن يزيد الجَرْمي -فتح الجيم وسكون الراء-، أبو يزيد الموصلي: ثقة عابد./ الجرح والتعديل (7/ 123رقم703)، والتقريب (2/ 121 رقم 65)، والتهذيب (8/ 341 رقم 618).

وأما رواية أبي خالد القرشي فقد أشار إليها العقيلي في الموضع السابق.

وأبو خالد القرشي اسمه عبد العزيز بن أبان بن محمد بن عبد الله بن سعيد بن العاص، وهو: متروك، وقد كذبه ابن معين وغيره./ الكامل (5/ 1926 - 1927)، والتقريب (1/ 507 - 508 رقم 1206)، والتهذيب (6/ 329 رقم 634).

ورواه ابن إدريس هكذا عن سفيان بإدخال رجل بين هلال وابن ظالم، إلا أنه لم يسّم الرجل. =

ص: 1981

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه هكذا أبو داود في الموضع السابق برقم (4648).

والنسائي في الموضع السابق (ص 113 - 114 رقم 104).

وعبد الله بن إدريس تقدم في الحديث (530) أنه ثقة فقيه عابد.

ورواه معاوية بن هشام فقال: ثنا سفيان، عن منصور، عن هلال، عن حيان بن غالب قال: جاء رجل إلى سعيد بن زيد، فذكره هكذا بإدخال حيان بن غالب، وإبهام شيخه؛ ولعلَّه عبد الله بن ظالم.

أخرج هذه الرواية عبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل (1/ 113 - 114 رقم 83).

وأشار إليها العقيلي في الموضع السابق.

والمزي في الموضع السابق من التحفة.

ومعاوية بن هشام تقدم في الحديث (586) أنه: صدوق.

وأما فلان بن حيان، وحيان بن غالب فلم أجد من ذكرهما، بل قال العقيلي عقب ذكره للحديث:"وحيان بن غالب ليس بمشهور بالنقل".

وممن روى الحديث عن سفيان: وكيع بن الجراح، إلا أنه قال مرة:"قال منصور: عن سعيد بن زيد"، بإسقاط هلال وابن ظالم.

أخرج هذه الطريق الِإمام أحمد في مسنده (1/ 187)، وانظر الفضائل له (1/ 113رقم 82)، فقال: ثنا وكيع، فذكره.

ورواه -أعني وكيعاً- مرة عن سفيان، فقال:"عن منصور وحصين، عن عبد الله بن ظالم"، ولم يذكر هلال بن يساف.

ذكر هذه الطريق العقيلي في الموضع السابق.

ووكيع إمام مشهور ثقة حافظ عابد روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (9/ 37 - 39 رقم168)، والتهذيب (11/ 123رقم211)، والتقريب (2/ 331 رقم 40). =

ص: 1982

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * الطريق الثانية: طريق حصين بن عبد الرحمن السلمي، واختلف عليه فيها أيضاً.

فرواه وكيع مرة فقال: ثنا سفيان، عن حصين ومنصور، عن هلال بن يساف، عن سعيد بن زيد.

وقد سبق ذكر هذه الطريق.

ورواه وكيع مرة أخرى، عن سفيان، فقال: حصين، عن ابن ظالم، عن سعيد بن زيد.

أخرجه الإِمام أحمد في المسند (1/ 187).

وذكره العقيلي في الموضع السابق.

ورواه وكيع مرة أخرى عن سفيان فقال: عن حصين، عن هلال، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد، فذكره.

أخرج هذه الرواية الِإمام أحمد في الفضائل (1/ 113رقم 82).

والعقيلي في الموضع السابق.

وتابع وكيعاً عليه عن سفيان هكذا الحميدي في مسنده (1/ 45رقم 84).

وهكذا رواه الباقون عن حصين بن عبد الرحمن، ومنهم: شعبة، وهشيم، وأبو الأحوص، وابن إدريس، وجرير، وخالد بن عبد الله، وعلي بن عاصم، وزائدة.

وهذه الرواية هي الموافقة لرواية أبي حذيفة التي عند الحاكم هنا سنداً، لا متناً.

أما رواية شعبة فقد أخرجها الِإمام أحمد في المسند (1/ 188)، وفي الفضائل (1/ 109 - 112 رقم 81) مقرونة برواية غيره التي ستأتي الِإشارة إليها.

وأخرجها النسائي في الموضع السابق (ص 111 رقم 101). =

ص: 1983

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وابن ماجه في سننه (1/ 48رقم 134) في فضائل العشرة من المقدمة.

والطيالسي في مسنده (1/ 32).

وأشار إليها العقيلي في الموضع السابق.

وأما رواية هشيم فقد أخرجها الِإمام أحمد في الموضع السابق من الفضائل مقرونة برواية شعبة.

وأخرجها الترمذي (10/ 258رقم3841) في مناقب سعيد بن زيد من كتاب المناقب، ثم قال:"هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم".

وأشار إليها العقيلي في الموضع السابق.

وأما رواية أبي الأحوص فقد قرنها الِإمام أحمد برواية شعبة المتقدمة في الفضائل.

وأخرجها ابن عدي في الكامل (4/ 1538).

وأشار إليها العقيلي أيضاً.

وأما رواية ابن إدريس فقد قرنها الإمام أحمد برواية شعبة في الموضع السابق.

وأخرجها أبو داود في الموضع السابق مقرونة برواية سفيان للحديث عن منصور.

والنسائي في الكبرى (ص 105 و 113 - 114 رقم 88 و 104)، من طريقين عن ابن إدريس به.

وأخرجها العقيلي في الموضع السابق.

وأما رواية جرير فهي مقرونة برواية ابن إدريس السابقة عند الإمام أحمد.

وأخرجها النسائي (ص 105 رقم 87).

وأما رواية خالد بن عبد الله فهي مقرونة أيضاً برواية شعبة السابقة عند الإمام أحمد في الفضائل. =

ص: 1984

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأشار إليها البخاري في تاريخه (5/ 125)، والعقيلي في الموضع السابق.

وأما رواية علي بن عاصم فقد أخرجها الِإمام أحمد في المسند (1/ 189).

وقرنها برواية شعبة في الفضائل.

وأما رواية زائدة فقد أخرجها الِإمام أحمد في الموضع السابق من المسند، وقرنها أيضاً برواية شعبة في الفضائل.

وأشار إليها العقيلي أيضاً.

جميعهم يرويه عن حصين بن عبد الرحمن السلمي، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم، عن سعيد بن زيد به.

وحصين بن عبد الرحمن السلمى، أبو الهذيل الكوفي: ثقة روى له الجماعة، إلا أنه تغير حفظه في الآخر.

غير أن شعبة، وسفيان، وهشيماً، وزائدة، وخالداً سمعوا منه قبل الاختلاط، وهم ممن رووا الحديث عنه هنا./ الجرح والتعديل (3/ 193 رقم 837)، والتهذيب (2/ 1 38 رقم659)، والتقريب (1/ 182 رقم 411).

والكواكب النيرات (ص 126 - 140 رقم 14).

دراسة الِإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم، وقال:"هذا حديث تفرد بذكر ابن مسعود فيه أبو حذيفة، وقد احتجَّ البخاري بأبي حذيفة، إلا أنهما لم يحتجا بعبد الله بن ظالم"، وتعقبه الذهبي بقوله:"ذكر البخاري عبد الله بن ظالم، فقال: لم يصح حديثه".

وعبد الله بن ظالم التميمي المازني هذا، وثقه العجلي، وذكره ابن حبان في ثقاته، وقال البخاري عن حديثه هذا:"لا يصح"، وإنما ضعَّف الحديث، ولم يضعف الرجل، وتضعيفه للحديث لا يلزم منه تضعيفه لراويه؛ لأن =

ص: 1985

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الضعف قد يكون ناشئاً ممن دونه، كما هو الحال في هذا الحديث، فإن سنده مضطرب جداً، والحمل فيه ليس على عبد الله بن ظالم، وإنما كل من دونه كما يتضح لمن تأمل طرق الحديث، وعليه فعبد الله هذا أقل أحواله أنه صدوق./ انظر التاريخ الكبير (5/ 124 - 125رقم 367)، والضعفاء للعقيلي (2/ 267 رقم 827)، والتهذيب (5/ 269 رقم 462)، والتقريب (1/ 424رقم 394).

أما ذكر عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ضمن العشرة فقد تفرد به -كما تقدم- أبو حذيفة النَّهدي واسمه موسى بن مسعود النَّهدي وتقدم في الحديث (657) أنه صدوق سيء الحفظ.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا المسند لضعف أبي حذيفة النهدي من قبل حفظه، مع اضطراب سند الحديث الشديد الذي سبق بيانه.

أما متن الحديث -عدا ذكر ابن مسعود- فقد جاء من طرق أخرى عن سعيد بن زيد نفسه رضي الله عنه.

فمنها ما رواه شعبة، عن الحُرّ بن الصَّيَّاح، عن عبد الرحمن بن الأخنس قال: خطبنا المغيرة بن شعبة فنال من فلان، فقام سعيد بن زيد فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "النبي في الجنة، وأبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة"، ولو شئت أن أسمي.

قال ابن جعفر وحجاج في حديثهما: ثم ذكر نفسه -يعني العاشر-.

أخرجه الِإمام أحمد في المسند (1/ 188)، وفي الفضائل (1/ 116 - 117 و 221 رقم 87 و 256 257) من طريق وكيع، ومحمد بن جعفر، وحجاج جميعهم عن شعبة به. =

ص: 1986

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أبو داود في الموضع السابق من سننه برقم (4649) من طريق حفص بن عمر النمري عن شعبة به.

وأخرجه الترمذي في الموضع السابق أيضاً برقم (3842) من طريق حجاج ثم قال عقبه: "هذا حديث حسن".

وأخرجه النسائي في الفضائل (ص 114 - 115 رقم 106) من طريق وكيع عن شعبة.

وأخرجه أيضاً (ص 85 - 86 و 111 رقم 53 و 100) من طريق حسين بن عبد الله، والحسن بن عبيد، كلاهما عن الحّر بن الصياح، به.

والحُرُّ -بضم أوله وتشديد ثانيه- ابن الصَّيَّاح -بمهملة، ثم تحتانية، وآخره مهملة- النخعي، الكوفي ثقة./ الجرح والتعديل (3/ 277 رقم1236)، والتقريب (1/ 156رقم 186)، والتهذيب (2/ 221 رقم 408).

أما عبد الرحمن بن الأخنس فإنه لم يوثقه سوى ابن حبان، وروى عنه الحر بن الصياح، والحارث بن عبد الرحمن، فهو مجهول الحال، ولذا قال عنه الذهبي:"لا يعرف"، وقال، ابن حجر:"مستور"./ انظر الميزان (2/ 546رقم4809)، والتهذيب (6/ 133رقم 276)، والتقريب (1/ 472رقم 858).

غير أن ابن الأخنس لم ينفرد به، فقد رواه رياح بن الحارث النخعي الكوفي، عن سعيد بن زيد، به، وفيه قصة.

أخرجه أبو داود في الموضع السابق برقم (4650).

والنسائي في الفضائل من الكبرى (ص 105 - 106 و 119 رقم 90 و 115).

وابن ماجه (1/ 48 رقم 133) في فضائل العشرة من المقدمة، ولم يذكر القصة. =

ص: 1987

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= جميعهم من طريق صدقة بن المثنى، عن جده رياح بن الحارث، به.

وسنده صحيح.

رياح بن الحارث النخعي، أبو المثنى الكوفي ثقة./ ثقات العجلي (ص 162 رقم449)، وثقات ابن حبان (4/ 238)، والتهذيب (3/ 299 رقم 599)، والتقريب (1/ 254 رقم 124).

وحفيده صدقة بن المثنى بن رياح ثقة أيضاً./ ثقات العجلي (ص 227 رقم 696)، وثقات ابن حبان (6/ 466)، والتهذيب (4/ 417 رقم719)، والتقريب (1/ 366 رقم 89).

وعليه فالحديث صحيح لغيره بما مر ذكره من متابعات، لكن دون ذكر ابن مسعود رضي الله عنه، والله أعلم.

ص: 1988

695 -

حديث علي مرفوعاً:

"لو كنت مستخلفاً أحداً من غير مشورة؛ لاستخلفت عليهم ابن أم عبد".

قال: صحيح.

قلت: فيه عاصم بن ضمرة وهو: ضعيف.

695 - المستدرك (3/ 318): أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي، ثنا إبراهيم بن الحسين، ثنا المعافى بن سليمان الحراني، ثنا القاسم بن معن، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الحديث بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه، به.

وأخرجه الِإمام أحمد في المسند (1/ 76و95و107و108)، وفي الفضائل (2/ 839 رقم1538).

وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 113رقم11278)، في ما ذكر في عبد الله بن مسعود من كتاب الفضائل.

وابن سعد في الطبقات (3/ 154).

والفسوي في المعرفة والتاريخ (2/ 534).

والترمذي (10/ 311 - 312رقم 3896 و 3897) في مناقب ابن مسعود من كتاب المناقب، ثم قال:"هذا حديث إنما نعرفه من حديث الحارث عن علي".

وابن ماجه (1/ 49رقم 137) في فضل ابن مسعود من المقدمة. =

ص: 1989

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والخطيب في تاريخه (1/ 148).

والبغوي في شرح السنَّة (14/ 149رقم 3947)، ثم قال:"هذا الحديث إنما يعرف من حديث علي".

جميعهم من طريق أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي رضي الله عنه، به نحوه، ورواية الترمذي، وبعض روايات الإمام أحمد هي من طريق منصور بن المعتمر الذي روى الحاكم الحديث من طريقه عن أبي إسحاق، وقد رواه عنه عندهما زهير بن معاوية.

دراسة الإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"عاصم ضعيف".

وعاصم بن ضمرة هذا تقدم في الحديث (584) أنه صدوق يخطيء.

والحديث عند الحاكم من رواية القاسم بن معن، عن منصور بن المعتمر، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه.

وقد رواه زهير بن معاوية، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي.

وكذا رواه سفيان الثوري، وإسرائيل بن أبي إسحاق، كلاهما عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي.

فالاختلاف إذن بين رواية القاسم، وزهير، عن منصور، والصواب رواية زهير التي وافق فيها سفيان، وإسرائيل، وليس الخطأ ناشئاً من القاسم بن معن، وإنما من شيخ الحاكم عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمد بن عبيد، الأسدي، الهمذاني، القاضي، ويروي الحديث عن إبراهيم بن الحسين بن ديزيل، وقد تكلموا في شيخ الحاكم هذا، خاصة في روايته عن ابن ديزيل، قال الحافظ صالح بن أحمد: ادعى (يعني الرواية) عن إبراهيم بن الحسين، فذهب علمه، وكنت كتبت عنه أيام السلامة على =

ص: 1990

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= المجاراة أحاديث ذوات عدد، أحاديث من أحاديث إبراهيم، ولو لم يدَّع ما ادَّعاه بأخَرة؛ حكمنا على أن أباه سمّعه تلك الأحاديث، وذلك القَدْرَ أيضاً.

أنكر عليه أبو جعفر ابن عمه، والقاسم بن أبي صالح روايته عن إبراهيم، فسكت عنه (أي عن روايته عن إبراهيم)، حتى ماتوا، وتغيَّر أمر البلد، فادَّعى الكتب المصنفات، والتفاسير، وكنا بَلَغَنا قراءة إبراهيم -يعني كتب التفسير- قبل السبعين، وقال: مولدي سنة سبعين، وبلغني أن إبراهيم كان إذا مرَّ له الشيء قلَّما يعيده.

قال صالح: سمعت أبي يحكي عن بعض المشايخ يقول: قدم قوم من أهل الكرخ سنة نيف وسبعين ومائتين، وسألوا إبراهيم أن يسمعوا تفاسير ورقاء، عن ابن أبي نجيح، روايته عن آدم، فلم يجبهم، قال: فسمعوه من يحيى الكرابيسي، عن إبراهيم، وإبراهيم حي، وادعى هذا المسكين سماعاً، وحمل عنه، ونسأل الله السلامة.

وقال صالح: سمعت القاسم بن أبي صالح نصَّ عليه بالكذب، ومع هذا دخوله في أعمال الظلمة، وما يحمله من الأوزار والآثام، ونعوذ بالله من الحَوْر بعد الكَوْر. وسألني عنه أبو الحسن الدارقطني ببغداد، فقال: رأيت في كتبه تخاليط. وقال أبو يعقوب بن الدخيل: كنت بمكة، لما بلغني قدومه؛ تركت أشغال الموسم، وسمعت التفسير منه، ثم لم يحمدوا أمره. اهـ. من تاريخ بغداد (10/ 292 - 294 رقم 5428)، وسير أعلام النبلاء (16/ 15 - 16)، واللسان (3/ 411 - 412).

وعليه فالصواب أن الحديث من رواية أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي.

والحارث هذا هو ابن عبد الله الهمداني الأعور، وهو ضعيف، غال في التشيع./ الجرح والتعديل (3/ 78 - 79 رقم 363)، والكامل لابن عدي (2/ 604 - 605)، والميزان (1/ 435 رقم 1627)، والتهذيب (2/ 145 رقم 248)، والتقريب (1/ 141 رقم 40). =

ص: 1991

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الحكم على الحديث:

الحديث موضوع بإسناد الحاكم لنسبة شيخه إلى الكذب، ومخالفته للرواة الذين رووا الحديث عن أبي إسحاق عن الحارث.

وهو ضعيف من طريق أبي إسحاق هذه عن الحارث؛ لضعف الحارث، والله أعلم.

ص: 1992