المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٤

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌إياس بن معاذ، أخو سعد، توفي بمكة قبل الهجرة

- ‌خديجة رضي الله عنها

- ‌أسعد بن زرارة، من بني مالك بن النجار

- ‌عمير بن أبي وقَّاص، أخو سعد، قتل يوم بدر

- ‌سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء

- ‌عثمان بن مظعون، أبو السائب الجمحي

- ‌حمزة، أسد الله

- ‌سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، النقيب، أبو جابر

- ‌حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة

- ‌ سعد بن معاذ، أبو عمرو

- ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

- ‌زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سالم، مولى أبي حذيفة

- ‌ثعلبة بن عَنَمة الأنصاري

- ‌ذكر مناقب رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه

- ‌ضرار بن الأزور الأسدي الشاعر

- ‌هشام بن العاص بن وائل السهمي

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌سعد بن عبادة النقيب سيِّد الخزرج

- ‌أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌محمد بن عياض الزهري

- ‌عتبة بن مسعود

- ‌عتبة بن غزوان

- ‌أبو عبيدة بن الجراح

- ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

- ‌بلال بن رباح

- ‌عياض بن غَنْم الفهري

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌أبَيّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري

- ‌أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌أبو عَبْس بن جبر الخزرجي

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌الزبير بن العوام

- ‌طلحة بن عبيد الله التَّيْمي

- ‌حُذَيْفة

- ‌عمّار بن ياسر

- ‌صهيب

الفصل: ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

-

696 -

حديث أبي رافع، قال:

كنا آل العباس قد دخلنا الِإسلام، وكنا نستخفي، وكنت غلاماً للعباس أَنْحت الأقداح

الحديث.

قلت: فيه الحسين بن عبد الله، وهو واه.

696 - المستدرك (3/ 322 - 323): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أبو عمر أحمد بن عبد الجبار بن عمر العطاردي، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني الحسين بن عبد الله بن عبيد الله، عن عكرمة، عن ابن عباس، حدثني أبو رافع قال: كنا آل العباس قد دخلنا الِإسلام، وكنا نستخفي بإسلامنا، وكنت غلاماً للعباس أنحت الأقداح. فلما سارت قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر؛ جعلنا نتوقع الأخبار، فقدم علينا الضمان الخزاعي بالخبر، فوجدنا في أنفسنا قوة، وسرّنا ما جاءنا من الخبر: من ظهور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوالله إني لجالس في صُفّة زمزم أنحت الأقداح، وعندي أم الفضل جالسة، وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر: من ظهور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ وبلغنا عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ أقبل الخبيث أبو لهب يَجُرّ رجليه، قد أكبته الله وأخزاه -لما جاءه من الخبر- حتى جلس على طنب الحجرة، وقال الناس: هذا أبو سفيان بن الحارث قد قدم، واجتمع عليه الناس، فقال له أبو لهب: هلم إلي يا ابن أخي، فجلس بين =

ص: 1993

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= يديه، فقال: أخبرني عن الناس، قال: نعم والله، ما هو إلا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يضعون السلاح فينا حيث شاؤا، والله مع ذلك ما لمت الناس، لقينا رجالاً بيضاً على خيل بُلق، والله ما تبقى شيئاً، قال: فرفعت طنب الحجرة فقلت: تلك والله الملائكة، قال: فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة منكرة، وثاورته، وكنت رجلاً ضعيفاً، فاحتملني، فضرب بي الأرض وبرك على صدري، وضربني، وقامت أم الفضل إلى عمود من عمد الخيمة، فأخذته وهي تقول: استضعفته أن غاب عنه سيده؟ وتضربه بالعمود على رأسه، وتدخله شجّة منكرة، فقام يجر رجليه ذليلاً، ورماه الله بالعدسة، فوالله ما مكث إلا سبعاً حى مات، فلقد تركه ابناه في بيته ثلاثاً ما يدفنانه حتى أنتن، وكانت قريش تتّقي هذه العدسة كما تتقي الطاعون، حتى قال لهما رجل من قريش: ويحكما، ألا تستحيان أن أباكما قد أنتن في بيته لا تدفنانه؟! فقالا: إننا نخشى عدوى هذه القرحة، فقال: انطلقا فأنا أعينكما عليه، فوالله ما غسلوه إلا قذفاً بالماء من بعيد ما يدنون منه، ثم احتملوه إلى أعلى مكة، فأسندوه إلى جدار، ثم رضفوا عليه الحجارة. اهـ.

والعدسة بثرة تشبه العدسة، تخرج من مواضع من الجسد، من جنس الطاعون، تقتل صاحبها غالباً. اهـ. من النهاية (3/ 190).

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق ابن إسحاق الذي رواه في المغازي -كما في سيرة ابن هشام (2/ 301) - إلا أنه قال: عن عكرمة مولى ابن عباس قال: قال أبو رافع، فذكره هكذا مرسلاً، ولم يذكر فيه ابن عباس.

وكذا رواه الإمام أحمد في المسند (6/ 9).

وابن سعد في الطبقات (4/ 10).

والفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 511 - 512). =

ص: 1994

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطبري في تاريخه (2/ 461).

والحاكم (3/ 323).

جميعهم من طريق ابن إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، عن أبي رافع، به مختصراً، عدا لفظ ابن جرير فنحو لفظ الحاكم هنا.

وقد أخرجه الحاكم من طريق شيخه أبي التميمي، ثم قال عقبه:"لم يزد أبو أحمد في هذا الإسناد على هذا المتن، وأتي به مرسلاً".

وأخرجه البيهقي في الدلائل (3/ 145 - 146) من طريق الحاكم هنا.

وأخرجه الحاكم (3/ 321 - 322).

والطبراني في الكبير (1/ 286 - 287 رقم912).

كلاهما من طريق موسى بن هارون، عن إسحاق بن راهويه، عن وهب بن جرير، عن أبيه، عن محمد بن إسحاق، به نحو رواية الحاكم هنا.

وأخرجه البزار (2/ 318 - 319رقم1778) من طريق عمر بن يونس بن القاسم اليمامي، عن أبيه، عن حسين بن عبد الله، عن عكرمة، قال: قال أبو رافع

، الحديث بنحوه.

قال الهيثمي في المجمع (6/ 88 - 89): "في إسناده حسين بن عبد الله بن عبيد الله وثقه أبو حاتم وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات".

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"حسين واه".

وحسين هذا هو ابن عبد الله بن عبيد بن عباس بن عبد المطلب وهو ضعيف./ الكامل لابن عدي (2/ 760 - 761)، والتهذيب (2/ 341رقم606)، والتقريب (1/ 176 رقم 366).

ومع ضعف حسين هذا فالحديث من رواية عكرمة، عن أبي رافع مرسلاً =

ص: 1995

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= كما قال الحاكم، وقد اختلف على ابن إسحاق في وصل الحديث وإرساله، لكن الراجح أنه مرسل، لأن يونس بن القاسم اليمامي تابع ابن إسحاق على الحديث عند البزار، مرسلاً.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لضعف حسين، وإرساله.

ص: 1996

697 -

حديث محمد بن (عبيد الله)(1) بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده (قال) (2): قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " (يا أبا الفضل) (2) لك من الله حتى ترضى".

قال: صحيح.

قلت: محمد واهٍ.

(1) في (أ) و (ب): (عبد الله)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، وترجمته الآتية.

(2)

ما بين المعكوفين ليس في (أ) و (ب)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

697 -

المستدرك (3/ 325): أخبرني أبو قتيبة سالم بن الفضل الأدمي بمكة، ثنا موسى بن هارون، ثنا عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير بن شعيب بن الحباب، ثنا الحسن بن عنبسة الوراق، ثنا علي بن هاشم بن البريد، حدثني محمد بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن جده أبي رافع رضي الله عنه قال:

، فذكره بلفظه.

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 168 من جزء عبادة بن أوفى - عبد الله بن ثوب) من طريق عبد العزيز بن الخطاب، نا علي بن هاشم، فذكره بلفظ:"ولك يا عمّ من الله حتى ترضى".

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"محمد واه".

ومحمد هذا هو ابن عبد الله بن أبي رافع، وتقدم في الحديث رقم (604) أنه ضعيف.

وفي سنده أيضاً الحسن بن عنبسة، وقد ضعفه ابن قانع، وقال الذهبي: لا أعرفه./ انظر الميزان (1/ 516 رقم 1922)، واللسان (2/ 242 رقم 1019).

ص: 1997

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= غير أن الحسن لم ينفرد به؛ فقد تابعه عبد العزيز بن الخطاب -كما تقدم- عند ابن عساكر.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف محمد، وأما الحسن فلم ينفرد به كما سبق.

وله شاهد مرسل عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: "يا أبا الفضل، ألا أبشرك؟ قال: بلى يا رسول الله، قال: "لو قدمت أعطاك الله حتى ترضى".

أخرجه ابن عدي في الكامل (6/ 2340).

ومن طريقه ابن عساكر في الموضع السابق من تاريخه.

وهذا بالإضافة لِإرساله ففي سنده موسى بن عمير القرشي مولاهم، أبو هارون الكوفي، الأعمى، وتقدم في الحديث (495) أنه متروك، وكذبه أبو حاتم، فلا يصلح الاستشهاد به، والله أعلم.

ص: 1998

698 -

حديث العباس، قال:

كنت في المسجد، فأقبل أبو جهل، فقال: إن لله علي

إلخ.

قال: صحيح.

قلت: فيه عبد الله بن صالح، وليس بعمدة، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو: متروك (1).

(1) الحديث بكامله ليس في (ب).

698 -

المستدرك (3/ 325): أخبرني أبو النضر محمد بن محمد بن يوسف، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن أبان بن صالح، عن علي بن عبد الله بن عباس، عن أبيه، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال: كنت يوماً في المسجد، فأقبل أبو جهل فقال: إن لله علي إن رأيت محمداً ساجداً أن أطأ على رقبته، فخرجت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى دخلت عليه، فأخبرته بقول أبي جهل، فخرج غضباناً حتى جاء المسجد، فعجل قبل أن يدخل من الباب، فاقتحم الحائط، فقلت: هذا يوم شرّ، فاتّزرت، ثم اتبعته، فدخل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقرأ:

{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)} [العلق: 1 - 2](آية "1 و 2" من سورة العلق).

فلما بلغ شأن أبي جهل:

{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)} [العلق: 6 - 7](آية "6 و 7" من السورة السابقة).

قال إنسان لأبي جهل: يا أبا الحكم، هذا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال أبو جهل: ألا ترون ما أرى؟! والله لقد سدّ أفق =

ص: 1999

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= السماء علي! فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخر السورة سجد.

تخريجه:

الحديث أخرجه البيهقي في الدلائل (2/ 191) من طريق الحاكم.

وأخرجه البزار (3/ 130 رقم 2404) من طريق عبد الله بن صالح، به نحوه.

وذكره الهيثمي في المجمع (8/ 227) وعزاه للطبراني في الكبير والأوسط وقال: "فيه إسحاق بن أبي فروة وهو متروك".

وذكره السيوطي في الدر المنثور (8/ 564 - 565) وعزاه أيضاً لأبي نعيم، وابن مردويه.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"فيه عبد الله بن صالح وليس بعمدة، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة وهو متروك".

أما عبد الله بن صالح فتقدم في الحديث (587) أنه صدوق كثير الغلط وفيه غفلة.

وأما إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الأموي، مولاهم، فهو متروك./ الكامل لابن عدي (1/ 320 - 323)، والتهذيب (1/ 240رقم 449)، والتقريب (1/ 59رقم 415).

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لحال إسحاق بن أبى فروة، وعبد الله بن صالح. وأصل الحديث في الصحيحين.

فقد روى البخاري في صحيحه (8/ 724) في كتاب التفسير، باب:{كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16)} [العلق: 15 - 16](آية "15 و 16" من سورة العلق)، =

ص: 2000

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال أبو جهل: لئن رأيت محمداً يصلي عند الكعبة لأطأن على عنقه، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فقال:"لو فعله لأخذته الملائكة".

وروى مسلم في صحيحه (4/ 2154رقم 38) في صفات المنافقين وأحكامهم، باب قول:

{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7)} [العلق: 6 - 7].

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو جهل: هل يُعفّر محمد وجهه بين أظهركم؟ قال: فقيل: نعم، فقال: واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطان على رقبته، أو: لأعفرنّ وجهه في التراب. قال: فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي؛ زعم ليطأ على رقبته، قال: فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه، ويتقي بيديه، قال: فقيل له: ما لك؟ فقال: إن بيني وبينه لخندقاً من نار، وهَوْلاً، وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضواً عضواً، قال: فأنزل الله عز وجل لا ندري في حديث أبي هريرة، أو شيء بلغه؟ -:

{كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6) أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى (7) إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى (8) أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10) أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى (12) أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13)} [العلق: 6 - 13]-يعني أبا جهل-، {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)} [العلق: 14 - 19] (من آية 6 إلى 19 من سورة العلق).

زاد عبيد الله (ابن معاذ شيخ مسلم) في حديثه قال: وأمره بما أمره به.

وزاد ابن عبد الأعلى (هو محمد شيخ مسلم أيضاً): فليدع ناديه -يعني قومه-.

ص: 2001

699 -

حديث العباس (رضي الله عنه)(1) أيضاً، قال:

كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقال لي:"انظر في السماء"، فنظرت، فقال:"ما ترى؟ قلت: الثّريّا، فقال: "أما إنه (2) يملك هذه الأمة بعددها من صلبك".

قال: تفرد به (عبيد بن أبي قُرّة)(3)، وإمامنا يحيى بن معين لو لم يرضه لما حدّث به عنه.

قلت: لم يصحّ هذا.

(1) ما بين القوسين ليس في (أ).

(2)

قوله: (أما إنه) في (ب): (أما إنك).

(3)

في (أ) و (ب): (عبد الله بن أبي فروة)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ومصادر الترجمة الآتية.

699 -

المستدرك (3/ 326): حدثنا الشيخ الِإمام أبو بكر بن إسحاق، وأبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه في آخرين، قالوا: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني يحيى بن معين، ثنا عبيد بن أبي قرة، ثنا الليث بن سعد، عن أبي قبيل، عن أبي ميسرة -مولى العباس- قال: سمعت العباس رضي الله عنه يقول: كنت عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فقال لي:"انظر في السماء"، فنظرت، فقال:"هل ترى في السماء من شيء؟ " قلت: نعم، قال:"ما ترى؟ " قلت: الثريا، فقال:"أما إنه يملك هذه الأمة بعددها من صلبك".

تخريجه:

الحديث أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 518) من طريق الحاكم.

وأخرجه الإمام أحمد في المسند (1/ 209). =

ص: 2002

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والبخاري في الكنى من تاريخه (ص 75).

وابن أبي حاتم في العلل (2/ 404رقم2716).

والطبراني -كما في المجمع (5/ 186) -.

وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 427).

وابن عدي في الكامل (5/ 1988).

والخطيب في تاريخه (11/ 96 - 97).

وابن عساكر (ص 178 في جزء عبادة بن أوفى - عبد الله بن ثوب من تاريخه).

جميعهم من طريق عبيد بن أبي قرة، به نحوه، عدا البخاري فلفظه مختصر.

دراسة الِإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم، ثم قال:"هذا حديث تفرّد به عبيد بن أبي قرّة، عن الليث، وإمامنا أبو زكريا رحمه الله لو لم يرضه لما حدث عنه بمثل هذا الحديث"، فتعقبه الذهبي بقوله:"لم يصح هذا".

والحديث في سنده أبو ميسرة مولى العباس، ذكره البخاري في الكنى من تاريخه (ص 75 رقم 707) وسكت عنه، وابن أبي حاتم (9/ 446رقم 2263)، وبيّض له، وذكره ابن حجر في تعجيل المنفعة (ص 342 رقم 1410) فقال:"أبو ميسرة مولى العباس رضي الله عنه، عن العباس في ولاية ذريته، وعنه أبو قبيل". اهـ.

وحيث لم يرو عنه سوى أبي قبيل فهو مجهول.

أما عبيد بن أبي قرّة فالراجح من حاله أنه: صدوق، قال عنه ابن معين: ما به بأس، وقال يعقوب بن شيبة: ثقة صدوق، وذكره ابن حبان في الثقات وقال:"ربما خالف"، وقال أبو حاتم: صدوق، وعده العقيلي، وابن عدي =

ص: 2003

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= في الضعفاء لأجل هذا الحديث./ الجرح والتعديل (5/ 412رقم 1915)، والضعفاء للعقيلي (3/ 116رقم 1092)، والكامل لابن عدي (5/ 1988)، وتاريخ بغداد (11/ 95 - 97 رقم 5788)، والميزان (3/ 22رقم5437)، واللسان4/ 122رقم 263)، وتعجيل المنفعة (ص183 - 184رقم705).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لجهالة أبي ميسرة مولى العباس.

وقد اختلف العلماء في هذا الحديث ما بين مصحح ومضعف.

فالبخاري رحمه الله أعل الحديث فقال في ترجمة عبيد بن أبي قرة بعد أن ذكره في تاريخه الكبير (6/ 2رقم1486): "في قصة العباس، لا يتابع في حديثه".

وقال العقيلي في الضعفاء (3/ 116رقم 1092): "عبيد بن أبي قرة، عن الليث بن سعد، حديثه غير محفوظ، ولا يعرف إلا به".

وقال الهيثمي عقب ذكره للحديث في الموضع السابق: "فيه أبو ميسرة مولى العباس ولم أعرفه إلا في ترجمة أبي قبيل، وبقية رجال أحمد ثقات".

وقال الذهبي في المغني (2/ 420): "عبيد بن أبي قُرّة، عن الليث بن سعد، تفرّد بخبر ساقط في بني العباس: يملك من صلبك يا عم بعدد الثريا".

وقال في ديوان الضعفاء (ص 207): "عبيد بن أبي قرة، عن الليث، حديثه منكر في بني العباس".

وذكر الحديث في الموضع السابق من الميزان، وقال:"هذا باطل"، فتعقبه ابن حجر في اللسان فقال: "لم أر من سبق المؤلف إلى الحكم على هذا الحديث بالبطلان، فقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد يحيى بن سعيد القطان، ثنا عبيد بن أبي قرة بهذا الحديث، قال: وسمعت =

ص: 2004

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أبي يقول: هذا حديث لم يروه إلا عبيد بن أبي قرة، وكان عند أحمد بن حنبل -أو يحيى بن معين- وكان يضن به، قال: ورأيت أبي يستحسن هذا الحديث وُيسرّ به حيث وجده عند يحيى بن سعيد".

قلت: ابن حجر رحمه الله نقل كلام ابن أبي حاتم من تاريخ بغداد للخطيب؛ بدليل أن الشك في كون الحديث عند أحمد بن حنبل، أو يحيى بن معين إنما هو من الخطيب نفسه حيث قال في الموضع السابق من تاريخه:"أنا أشك"، والمقصود من التعقب: أن كلام ابن أبي حاتم في العلل ليس هكذا، وإنما قال: "سألت أبي عن حديث

" ثم ذكره، ونقل عن أبيه أنه قال: "لم يرو هذا الحديث غير عبيد، وعبيد صدوق، ولم يكن عند أبي صالح هذا الحديث"، فلعل الخطيب نقل العبارة من غير العلل، أو أن نسخته فيها زيادة عما بأيدينا.

وبالِإضافة لتعقب ابن حجر للذهبي في اللسان، فقد تعقبه كذلك في تعجيل المنفعة (ص 184) فقال:"زعم الذهبي في (الميزان) أن حديث الليث المذكور باطل، وفي كلامه نظر، فإنه من أعلام النبوة، وقد وقع مصداق ذلك، واعتمد البيهقي في (الدلائل) عليه"، ثم تراجع ابن حجر في الموضع نفسه فقال: ثم تذكرت أن للحديث علّة أخرى غير تفرد عبيد به تمنع إخراجه في الصحيح، وهو ضعف أبي قبيل، لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة، فإخراج الحاكم له في الصحيح من تساهله، وفيه أيضاً أن الذين ولوا الخلافة من ذرية العباس أكثر من عدد أنجم الثريا، إلا إن أريد التقييد فيهم بصفة ما، وفيه مع ذلك نظر". اهـ.

ثم تعقب ابنَ حجر والذهبي الشيخُ أحمد شاكر في تعليقه على الحديث في المسند (3/ 216 - 218) وحكم على الحديث بالصحة، وأطال في الكلام عليه، وهذا تساهل منه رحمه الله؛ لجهالة أبي ميسرة الذي لم ينقل توثيقه عن أحد، والله أعلم.

ص: 2005

700 -

حديث سهل مرفوعاً:

"اللهم استر العباس وولده من النار".

قال: صحيح.

قلت: فيه إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد ضعفوه.

700 - المستدرك (3/ 326): حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إبراهيم بن حمزة الزبيري، ثنا إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت، عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في زمان القيظ فنزل منزلاً، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يغتسل، فقام العباس بن عبد المطلب فستره بكساء من صوف. قال سهل: فنظرت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جانب الكساء وهو رافع رأسه إلى السماء، وهو يقول:"اللهم استر العباس وولده من النار".

تخريجه:

الحديث أخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ (1/ 504).

وعبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل (2/ 940 و 941 رقم 1810 و 1811).

والطبراني في الكبير (6/ 190رقم 5829).

وابن حبان في المجروحين (1/ 127).

وابن عدي في الكامل (1/ 297).

وابن عساكر في تاريخه (ص 134 - 137 جزء عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب).

جميعهم من طريق إسماعيل بن قيس، به نحوه. =

ص: 2006

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قال الهيثمي في المجمع (9/ 269): "فيه أبو مصعب إسماعيل بن قيس، وهو ضعيف".

دراسة الِإسناد:

الحديث في سنده إسماعيل بن قيس بن سعد بن زيد بن ثابت الأنصاري، أبو مصعب، وهو منكر الحديث، قال ذلك عنه البخاري، والدارقطني، وأبو حاتم، وزاد: ضعيف الحديث، يحدث بالمناكير، لا أعلم له حديثاً قائماً، وأتعجب من أبي زرعة حيث أدخل حديثه في فوائده، ولا يعجبني حديثه، وكان عنده كتاب عن أبي حازم فضاع. وقال ابن حبان: في حديثه من المناكير والمقلوبات عن يحيى بن سعيد الأنصاري الكثير، كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها، وضعفه النسائي وغيره.

وقال ابن عدي: عامة ما يرويه منكر. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم. اهـ. من الجرح والتعديل (2/ 193رقم 653)، والضعفاء للعقيلي (1/ 91)، والكامل لابن عدي (1/ 296 - 297)، والميزان (1/ 245 رقم 927)، واللسان (1/ 429 رقم 1329).

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لشدة ضعف إسماعيل بن قيس.

ص: 2007

701 -

حديث العباس:

شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو (سفيان)(1) بن الحارث رسول الله صلى الله عليه وسلم

الخ.

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: أخرجه مسلم.

(1) في (أ): (سعيد).

701 -

المستدرك (3/ 327 - 328): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: أنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن الزهري، حدثني كثير بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، قال العباس: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حنين، فلزمت أنا وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلم نفارقه، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بغلة له بيضاء أهداها له فروة بن نعامة الجذامي.

فلما التقى المسلمون والكفار، ولى المسلمون مدبرين، فطفق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يركض بغلته قبل الكفار، قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكفّها إرادة أن لا تسرع، وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله -صلى الله عليه واله وسلم-، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"أي عباس، ناد: يا أصحاب السّمُرَة"، فناديتهم، قال: فوالله لكأنما عطفتهم حين ما سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها، فقالوا: يا لبيّكاه، يا لبيكاه، قال: فاقتتلوا هم والكفار، والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج، فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج، يا بني الحارث بن الخزرج، فنظر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على بغلته -كالمتطاول عليها- إلى =

ص: 2008

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= قتالهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"هذا حين حمي الوطيس"، قال: ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حصيات فرمى بهن في وجوه الكفار، ثم قال:"انهزموا وربّ محمد"، فذهبت أنظر فإذا القتال على هيئته -فيما أرى-، والله ما هو إلا أن رماهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحصياته، فما زلت أرى جدهم كليلاً، وأمرهم مدبراً.

تخريجه:

الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق ابن وهب، فتعقبه الذهبي بقوله: أخرجه مسلم، وهو كذلك، فإن مسلماً قد رواه في صحيحه (3/ 1398 - 1399 رقم 76)، في الجهاد والسير، باب في غزوة حنين، من طريق ابن وهب، بنحوه.

وأخرجه الِإمام أحمد في المسند (1/ 207)، وفي الفضائل (2/ 924و 927 رقم 1769 و 1775).

ومسلم في الموضع السابق رقم (77).

كلاهما من طريق عبد الرزاق، ثنا معمر، عن الزهري، به نحوه.

وأخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 18 - 19) من طريق محمد بن عبد الله -ابن أخي الزهري-، عن الزهري به نحوه.

وأخرجه أحمد في المسند (1/ 207)، وفي الفضائل (2/ 928رقم 1776).

ومسلم في الموضع السابق برقم (78).

كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن الزهري به مختصراً. وقال الإمام أحمد في حديثه: ثنا سفيان، قال: سمعت الزهري مرة أو مرتين فلم أحفظه.

دراسة الإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم ومسلم، كلاهما من طريق ابن وهب، عن يونس، عن الزهري، عن كثير، عن العباس، به. =

ص: 2009

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وبيان حال إسناد الحاكم إلى ابن وهب كالتالي:

محمد بن عبد الله بن عبد الحكم بن أَعيْنَ، المصري، الفقيه، ثقة./ الجرح والتعديل (7/ 300 - 301رقم 1630)، والتهذيب (9/ 260 - 262 رقم 433)، والتقريب (2/ 178رقم390).

وشيخ الحاكم أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم تقدم في الحديث (531) أنه ثقة إمام محدّث.

الحكم علي الحديث:

الحديث تقدم أن مسلماً قد أخرجه، وسند الحاكم صحيح إلى من أخرج مسلم الحديث من طريقه، والله أعلم.

ص: 2010

702 -

حديث سعد:

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجهز جيشاً بِنَقيع الخيل (1)، فاطّلع العباس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هذا العباس عمُّ نبيكم، أجود قريش كفاً، وأحَنْاه عليها"(2).

قال: صحيح.

قلت: فيه يعقوب بن محمد الزهري.

(1) نقيع الخيل: موضع قرب المدينة كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم حماه لخيله، وله هناك مسجد يقال له: مقفل، وهو من ديار مزينة، وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخاً. اهـ. من معجم البلدان (5/ 301).

(2)

في (أ) بعد قوله: (عليها) كلمة: (الحديث) مع أن الحديث ليس له بقية.

702 -

المستدرك (3/ 328): حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي، ثنا محمد بن سعد العوفي، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا محمد بن طلحة التيمي، ثنا أبو سهيل (في الأصل: سهل) بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجهز جيشاً، وكان يعرض جيشاً بنقيع الخيل، فاطلع العباس بن عبد المطلب، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"هذا العباس عم نبيكم، أجود قريش كفاً، وأحناه عليها".

تخريجه:

الحديث يرويه أبو سهيل بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص به.

وله عن أبي سهيل طريقان:

* الأولى: طريق محمد بن طلحة التيمي عنه، وعن محمد بن طلحة اشتهر الحديث، وممن رواه عنه يعقوب بن محمد الزهري عند الحاكم. =

ص: 2011

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومن طريق يعقوب أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 152 جزء عبادة بن أوفي- عبد الله بن ثوب)، إلا أنه جاء فيه الحديث عن محمد بن طلحة التيمي، عن ابن المنكدر، عن سعيد بن المسيب، به نحوه.

قال ابن عساكر: "غريب من حديث محمد بن المنكدر عن سعيد، والمحفوظ حديث أبي سهيل عنه".

ولم ينفرد يعقوب بالحديث.

فقد أخرجه الِإمام أحمد في المسند (1/ 185).

وفي الفضائل (2/ 924 رقم 1768).

والنسائي في الفضائل (ص 93 رقم 71).

وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 405 - 406 رقم 255).

ومن طريقه ابن عساكر في الموضع السابق (ص 154).

وأخرجه ابن عساكر أيضاً (ص 155).

جميعهم من طريق علي بن المديني، عن محمد بن طلحة، به نحوه.

وأخرجه الشافعي مقروناً بالرواية السابقة من طريق إبراهيم بن حمزة، عن محمد بن طلحة به.

ومن طريقه ابن عساكر في الموضع نفسه.

وأخرجه الفسوي في تاريخه (1/ 502) من طريق الحميدي، وإبراهيم بن المنذر، ونعيم بن حماد، ثلاثتهم، عن محمد بن طلحة، به نحوه.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده (2/ 139رقم820).

وابن عساكر (ص 155) من طريق أبي يعلى وطريق آخر.

كلاهما عن محمد بن عباد، عن محمد بن طلحة، به نحوه.

وأخرجه البزار (3/ 247رقم 2673) من طريق أحمد بن داود الواسطي، عن محمد بن طلحة، به نحوه. =

ص: 2012

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه عبد الله بن أحمد في زوائده على الفضائل (2/ 938رقم1804) من طريق محمد بن أبي خلف، عن محمد بن طلحة، به نحوه.

وأخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 404 رقم 254) من طريق محمد بن خلاد، عن محمد بن طلحة، به نحوه، إلا أنه سمى أبا سهيل: أبا صهيب.

ومن طريق الشافعي أخرجه ابن عساكر (ص 154).

وأخرجه الشافعي أيضاً (ص 407 رقم 257).

وابن عساكر (ص 153) من طريق الشافعي، وطريقين آخرين.

كلاهما عن زيد بن أخزم الطائي، عن إسحاق بن إدريس، عن محمد بن طلحة، به نحوه، إلا أنه قال:"أجود الناس كفاً".

وأخرجه ابن عساكر أيضاً (ص 153 - 154) من طريق يوسف بن يعقوب الصفّار، عن محمد بن طلحة، به نحوه.

ورواه أيضاً أحمد بن صالح المصري، عن محمد بن طلحة، وروايته هي الآتية برقم (703).

* الطريق الثانية: طريق الِإمام مالك رحمه الله، عن عمه أبي سهيل بن مالك، به نحوه.

أخرجه ابن عساكر (ص 152 - 153) من طريق أحمد بن محمد بن السّري التميمي، نا أحمد بن موسى بن إسحاق الحمّار الكوفي، نا عبد الله بن عبد الوهاب النمري البصري، نا مطرف بن عبد الله، عن مالك بن أنس، فذكره، ثم قال عقبه ابن عساكر:"هذا حديث غريب من حديث مالك عن عمه أبي سهيل، والمحفوظ حديث محمد بن طلحة بن الطويل عن أبي سهيل".

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"فيه يعقوب بن محمد الزهري". =

ص: 2013

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويعقوب هذا تقدم في الحديث (622) أنه صدوق كثير الوهم والرواية عن الضعفاء.

وتقدم أنه لم ينفرد به، لكن مدار الحديث على محمد بن طلحة بن

عبد الرحمن بن طلحة التيمي، المعروف بابن الطويل، وهو صدوق

يخطيء./ الجرح والتعديل (7/ 292رقم1582)، والتهذيب (9/ 237 رقم 378)، والتقريب (2/ 173رقم 335).

أما متابعة مالك بن أنس لمحمد بن طلحة التي أخرجها ابن عساكر فلا يفرح بها، لأنها من طريق أحمد بن محمد بن السري بن يحيى بن أبي دارم، أبو بكر الكوفي، وهو رافضي كذاب -كما في الميزان (1/ 139 رقم 552) -؛ روى عنه الحاكم، وقال:"رافضي غير ثقة"، ورماه الدولابي بالوضع، وذكر بعض الحكايات التي تدل على أنه يضع الحديث.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف محمد بن طلحة من قبل حفظه، وأما يعقوب الزهري فلا يُعَلّ الحديث لأجله؛ لأنه قد توبع كما سبق.

أما متابعة مالك بن أنس لمحمد بن طلحة فموضوعة؛ لما رمي به أحمد بن محمد بن السري من الكذب، والله أعلم.

ص: 2014

703 -

ولكنه ساقه من حديث أحمد بن صالح متابعاً.

703 - المستدرك (3/ 328 - 329): حدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، وأبو بكر بن داود الزاهد، قالا: أخبرنا علي بن الحسين بن الجنيد، ثنا أحمد بن صالح المصري، ثنا محمد بن طلحة التيمي، ثنا أبو سهل بن مالك، عن سعيد بن المسيب، عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجهز جيشاً، فنظر إلى العباس، فقال:"هذا العباس عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أجود قريش كفاً، وأوصلها لها".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (2/ 552رقم 1947).

وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 406 رقم 256).

ومن طريقه ابن عساكر في تاريخه (ص 154 جزء عبادة بن أوفي- عبد الله بن ثوب).

كلاهما من طريق أحمد بن صالح، به نحوه.

دراسة الِإسناد:

الحديث ساقه الحاكم من حديث أحمد به صالح المصري متابعاً ليعقوب بن محمد الزهري، وأحمد ثقة حافظ./ الجرح والتعديل (2/ 56رقم 73)، والتهذيب (1/ 39 رقم 68)، والتقريب (1/ 16 رقم 58).

والحديث -كما سبق في الحديث قبله- في سنده محمد بن طلحة التيمي، وهو صدوق، إلا أنه يخطيء.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف محمد بن طلحة من قبل حفظه.

ص: 2015

704 -

حديث أبي جعفر الباقر، عن أبيه مرفوعاً:

"الجمال في الرجل: اللسان".

قلت (1): مرسل.

(1) قوله: (قلت) ليس في (ب)، ولا في التلخيص، وما أثبته من (أ) وهو الصواب؛ لأن الحاكم سكت عن الحديث فلم يتكلم عنه بشيء فيكون من كلام الذهبي.

704 -

المستدرك (3/ 330): حدثني محمد بن صالح بن هانئ، ثنا الحسين بن الفضل، قال: ثنا موسى بن داود الضبي، ثنا الحكم بن المنذر، عن محمد بن بشر الخثعمي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أبيه، قال: أقبل العباس بن عبد المطلب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليه حُلّة، وله ضفيرتان، وهو أبيض، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تبسم، فقال العباس: يا رسول الله، ما أضحكك أضحك الله سِنّك؟ فقال:"أعجبني جمال عم النبي"، فقال العباس: ما الجمال في الرجال؟ قال: "اللسان".

تخريجه:

الحديث أخرجه الِإمام أحمد في الفضائل (2/ 917رقم 1755)، فقال: ثنا موسى بن داود، ثنا الحكم بن المنذر، عن عمر بن بشر الخثعمي، عن أبي جعفر، قال: أقبل العباس

الحديث بنحوه.

ومن طريق الِإمام أحمد أخرجه أبو بكر الشافعي في الغيلانيات (ص 408 - 409 رقم 258).

ومن طريق الشافعي أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 172 جزء عبادة بن أوفى- عبد الله بن ثوب).

ثم أخرجه ابن عساكر في الموضع السابق (ص 171) من طريق خيثمة بن سليمان، عن عبد الله بن الحسين بن جابر، عن موسى بن داود، عن عمر بن بشر الخثعمي، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: أقبل العباس

، الحديث بنحوه. =

ص: 2016

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"مرسل"، لأنه يرفعه هنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وتقدم في الحديث (575) أنه: ثقة ثبت عابد فقيه مشهور، إلا أنه لم يسمع من جده علي بن أبي طالب، فضلاً عن أن يكون سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، فالحديث هنا مرسل لأجله.

ووجود علي في الِإسناد فيه شك، لأن الِإمام أحمد روى الحديث في الموضع السابق فقال: ثنا موسى بن داود، فذكره دون ذكر علي بن الحسين، ووافقه على إسقاطه الحسين بن جابر عند ابن عساكر، فالراجح أن الحديث معضل.

ومع ذلك فالحكم بن المنذر لم أجد من ذكره، وكذا شيخه، واسمه عند الحاكم: محمد بن بشر الخثعمي، وعند الِإمام أحمد والآخرين: عمر بن بشر الخثعمي.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد للأسباب التي مرّ ذكرها في دراسة الِإسناد.

وله شاهد من حديث جابر رضي الله عنه قال: جاء العباس بن عبد المطلب إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثياب بيض، فلما نظر إليه تبسم، فقال العباس: يا رسول الله، ما الجمال؟ قال: صواب القول بالحق. قال: فما الكمال؟ قال حسن الفعال بالصدق.

أخرجه ابن عساكر في الموضع السابق من تاريخه (172) من طريق البيهقي، الذي رواه من طريق ابن خزيمة.

ثم نقل ابن عساكر عن البيهقي أنه قال: "تفرد به عمر بن إيراهيم وليس بالقوي".

وعليه فالحديث لا ينجبر ضعفه بهذا الشاهد، والله أعلم.

ص: 2017

705 -

حديث:

أنه صلى الله عليه وسلم كانت له جُمّة

الخ.

قال: رواته هاشميون.

(قلت: ليسوا بمعتمدين)(1).

(1) ما بين المعكوفين ليس في (أ)، والحديث بكامله ليس في (ب)، وما أثبته من التلخيص.

705 -

المستدرك (3/ 331): حدثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، ثنا أبو إسحاق محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي، ثنا موسى بن عبد الله بن موسى الهاشمي، ثنا يعقوب بن جعفر بن سليمان، قال: سمعت أبي يقول: دخلت على أبي جعفر المنصور، فرأيت له جمة، فجعلت أنظر إلى حسنها، فقال: كان لأبي -محمد بن علي- جمة، وحدثني أن أباه علي بن عبد الله كانت له جمة، وحدثني أن أباه عبد الله بن العباس كانت له جمة، وكان للعباس جمة، وحدثني أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كانت له جمة، وكان لهاشم بن عبد مناف جمة، فقلت لأبي:(إني) لأعجب من حسنها! فقال: ذلك نور الخلافة، قال حدثني أبي عن أبيه عن جده قال:"إن الله إذا أراد أن يخلق خلقاً للخلافة مسح يده على ناصيته، فلا تقع عليه عين أحد إلا أحبه".

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن الجوزي في "المسلسلات"(الحديث 43)، والكازروني في (مسلسلاته) أيضاً (ق131/ 2) -كما في السلسلة الضعيفة للألباني (2/ 216 - 217).

دراسة الِإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم وقال: "رواة هذا الحديث عن آخرهم كلهم هاشميون معروفون بشرف الأصل"، فتعقبه الذهبي بقوله:"ليسوا بمعتمدين". =

ص: 2018

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والحديث في سنده محمد بن هارون بن عيسى الهاشمي، المعروف بابن بُرَيْه، وهو يضع الحديث، قال الدارقطني:"لا شيء"، وقال الخطيب: "في حديثه مناكير كثيرة

، ذاهب الحديث، يتهم بالوضع"، وقال ابن عساكر: "يضع الحديث". اهـ. من تاريخ بغداد (3/ 356) و (7/ 403)، والميزان (4/ 57رقم 8276)، واللسان (5/ 409 رقم 1354).

وأبو جعفر المنصور اسمه عبد الله بن محمد، له ترجمة طويلة في تاريخ بغداد (10/ 53 - 61 رقم 5179)، ولم يذكر الخطيب عنه جرحاً ولا تعديلاً، والظاهر لأنه ليس من أهل الرواية.

الحكم علي الحديث:

الحديث موضوع بهذا الإِسناد لنسبة محمد بن هارون إلى الكذب.

ولقوله: "إن الله إذا أراد أن يخلق خلقاً للخلافة مسح يده على ناصيته" شاهد من حديث أبي هريرة، وأنس، وكعب بن مالك رضي الله عنهم، وجميعها لا تصلح للاستشهاد.

أما حديث أبي هريرة رضي الله عنه فلفظه: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أراد الله عز وجل أن يخلق خلقاً للخلافة مسح ناصيته بيده".

أخرجه العقيلي في الضعفاء (4/ 198 - 199) من طريق مصعب بن عبد الله النوفلي، وقال عنه:"مجهول بالنقل، حديثه غير محفوظ، ولايتابع عليه".

وأخرجه من طريق مصعب هذا ابن عدي في الكامل (6/ 2362) وقال: "هذا حديث منكر بهذا الِإسناد، والبلاء فيه من مصعب بن عبد الله النوفلي هذا، ولا أعلم له شيئاً آخر".

ومن طريق ابن عدي أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات (3/ 97). =

ص: 2019

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأما حديث أنس رضي الله عنه يرفعه فلفظه: "إن الله إذا أراد أن يجعل عبداً للخلافة مسح يده على جبهته".

أخرجه الخطيب في تاريخه (2/ 150) من طريق أبي شاكر مسرّة بن عبد الله مولى المتوكل على الله، ثم قال عقبه:"مسرّة بن عبد الله ذاهب الحديث".

ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في الموضع السابق من الموضوعات.

وأما حديث كعب بن مالك رضي الله عنه يرفعه أيضاً فلفظه: "ما استخلف الله عز وجل بخليفة حتى يمسح الله ناصيته بيده".

أخرجه ابن الجوزي في الموضع السابق من طريق عبد الله بن شبيب، حدثني ذؤيب بن عمامة، حدثني موسى بن شيبة، حدثني سليمان بن معقل بن عبد الله بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن جده، عن كعب بن مالك، فذكره.

قال ابن الجوزي عقبه: "عبد الله بن شبيب ليس بشيء، قال ابن عدي: حدث بمناكير. وقال فضلك الرازي: يحل ضرب عنقه. وقد ضعف الدارقطني ذؤيب بن عمامة".

قلت: عبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي رماه ابن خراش، وابن حبان بسرقة الحديث./ انظر المجروحين (2/ 47)، واللسان (3/ 299 رقم 1245).

ص: 2020

706 -

حديث ابن عمر:

أن عمر استسقى عام (الرَّمادَة)(1) بالعباس

الخ.

قلت: فيه داود بن عطاء وهو: متروك (2).

(1) في (أ): (الزيادة).

(2)

في التلخيص: (قلت: هو في جزء البانياسي بِعلوّ (في الأصل: بغلو)، وصح نحوه من حديث أنس، فأما داود فمتروك).

والبانياسي هو الشيخ الصالح المسند، أبو عبد الله مالك بن أحمد بن علي بن إبراهيم البانياسيّ، ترجمته في الأنساب (2/ 67)، وسير أعلام النبلاء (18/ 526رقم 267).

706 -

المستدرك (3/ 334): أخبرنا أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري، ثنا الحسن بن علي بن نصر، ثنا الزبير بن بكار، حدثني ساعدة بن عبيد الله المزني، عن داود بن عطاء المدني، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر أنه قال: استسقى عمر بن الخطاب عام الرمادة بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم هذا عم نبيك العباس نتوجه إليك به فآسقنا، فما برحوا حتى سقاهم الله، قال: فخطب عمر الناس فقال: أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يرى للعباس ما يرى الوالد لولده، يعظمه، ويفخمه، ويبر قسمه، فاقتدوا أيها الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عمه العباس، واتخذوه وسيلة إلى الله عز وجل فيما نزل بكم.

تخريجه:

الحديث أخرجه ابن عساكر في تاريخه (ص 155 - 156 جزء عبادة بن أوفي - عبد الله بن ثوب)، من طريق محمد بن علي بن مهدي العطار، عن الزبير بن بكار، به نحوه.

وأخرجه ابن عساكر أيضاً (ص 156) من طريق إبراهيم بن السندي، عن الزبير، به نحوه. =

ص: 2021

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأخرجه أيضاً (ص 156 - 157) من طريق البانياسي الذي ذكر الذهبي، وغيره.

جميعهم عن أحمد بن محمد بن موسى، عن إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، عن الزبير، به نحوه.

وأما قول الذهبي عن الحديث: "وقد صح نحوه من حديث أنس"، فهو ما أخرجه البخاري (2/ 494رقم 1010) في الاستسقاء، باب سؤال الناس الِإمام الاستسقاء إذا قحطوا، و (7/ 77رقم3710) في فضائل الصحابة، باب ذكر العباس بن عبد الطلب رضي الله عنه، من طريق شيخه الحسن بن محمد، حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، حدثني أبي عبد الله بن المثنى، عن ثمامة بن عبد الله بن أنس، عن أنس رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إِذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد الطلب، فقال: اللهم كنا نتوسّل إليك بنبيّنا صلى الله عليه وسلم، فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، فآسقنا، قال: فيُسقون.

فائدة: هذا الحديث من الأحاديث التي انفرد بها البخاري عن بقية أصحاب الكتب الستة، وهو مما فات المزّي إيراده في تحفة الأشراف، وفات ابن حجر استدراكه عليه في النكت الظراف.

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"فأما داود فمتروك".

وداود هذا هو ابن عطاء المزني، أبو سليمان المدني، وتقدم في الحديث (511) أنه ضعيف.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف داود بن عطاء وهو صحيح لغيره بالطريق التي أخرجها البخاري، والله أعلم.

ص: 2022