الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين
638 -
حديث عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة عن أبيه مرفوعاً:
"من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟
…
" الحديث.
قلت: مرسل.
638 - المستدرك (3/ 201): (أخبرنا) الحسن بن حكيم المروزي، أنا أبو الموجَّه، أنا عبدان، أنا عبد الله، أنا محمد بن إسحاق، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، حدثه عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:"من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ " فذكر الحديث بنحو منه، وقال سعد: أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أني في الأموات، وأقرئه السلام، وقل له: يقول سعد: جزاك الله عنا وعن جميع الأمة خيراً. اهـ.
وقوله: "فذكر الحديث بنحو منه"، أي: بنحو الحديث قبله، وهو حديث زيد بن ثابت قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد لطلب سعد بن الربيع وقال لي: "إن رأيته فاقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله: كيف تجدك؟ قال: فجعلت أطوف بين القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف، ورمية بسهم، فقلت له: يا سعد إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: "خبرني كيف تجدك؟ " قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= على رسول الله السلام وعليك السلام، قل له: يا رسول الله أجدني أجد ريح الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله أن يخلص إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفيكم عين تطرف، قال: وفاضت نفسه رحمه الله. اهـ.
قال الحاكم عقبه: "صحيح الِإسناد ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.
تخريجه:
الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق ابن المبارك، عن ابن إسحاق.
وابن المبارك أخرجه في الجهاد (ص 108 - 109 رقم 94) عن ابن إسحاق، أخبرني محمد بن سعد، أن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع؟ "
…
الحديث بنحوه.
ومن طريق ابن المبارك بمثل هذا السياق أخرجه أبو نعيم في المعرفة (1/ ل 272).
وقد أخرج ابن إسحاق الحديث في المغازي -كما في سيرة ابن هشام (3/ 100 - 101) -، لكنه قال: حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني، أخو بني النجار، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من رجل ينظر
…
" الحديث.
ومن طريق ابن إسحاق بمثل هذا السياق أخرجه ابن جرير في تاريخه (2/ 528).
والبيهقي في الدلائل (3/ 285).
وأخرجه الِإمام مالك في الموطأ (2/ 465 - 466 رقم 41) عن شيخه يحيى بن سعيد، أنه قال: لما كان يوم أحد، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؟ "
…
الحديث بنحوه.
ومن طريق مالك أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 523 - 524). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 327 - 328 رقم 2842) من طريق شيخه ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن رجل من بني مازن، فذكره.
وابن أبي صعصعة المازني فلعله هذا الرجل المبهم.
دراسة الِإسناد:
الحديث أخرجه الحاكم وسكت عنه، وأعله الذهبي بقوله:"مرسل".
والحديث هنا عند الحاكم من طريق عبد الله بن المبارك، يرويه عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن صعصعة، عن أبيه، به.
وابن المبارك روى الحديث في كتابه الجهاد عن ابن إسحاق، عن محمد بن سعد، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، به، ولم يذكر:(عن أبيه)، وزاد في الِإسناد (محمد بن سعد).
ويؤيد هذا السياق: أن أبا نعيم روى الحديث في المعرفة من طريق ابن المبارك، بمثل ما جاء في كتاب الجهاد سواء.
والحديث رواه ابن هشام في السيرة، وابن جرير في التاريخ من طريق سلمة، والبيهقي في الدلائل من طريق يونس بن بكير، ثلاثتهم عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، فذكره معضلاً، وهذا مخالف لكلتا الروايتين السابقتين.
أما رواية الحاكم فلا شك بأنها خطأ، لأن ما جاء في كتاب المؤلف -أعني ابن المبارك- هو المعتمد، ويؤيده ما في المعرفة لأبي نعيم.
ويبقى النظر بين رواية ابن المبارك للحديث عن ابن إسحاق، ورواية الثلاثة المذكورين، وقد يكون الاختلاف من ابن إسحاق، فإن ابن المبارك أمام جبل في الحفظ والِإتقان، والثلاثة الآخرين لا يتصور اتفاقهم على الخطأ، والصواب: أن شيخ ابن إسحاق هو محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة؛ لأن ابن إسحاق قد صرح بالتحديث، وعبد الله بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عبد الرحمن من شيوخ شيوخه، وليس لابن إسحاق عنه رواية، وأما محمد فهو من شيوخ ابن إسحاق، ومن الرواة عن أبيه عبد الله، ولم أجد في شيوخ ابن إسحاق أحد باسم:(محمد بن سعد). / انظر تهذيب الكمال (2/ 703) و (3/ 1167و1221).
وعليه فالاحتمال قائم بين أن يكون الصواب في الِإسناد هكذا: (محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة)، مرسلاً، لأن عبد الله تابعي كما في ترجمته في الموضع السابق من تهذيب الكمال.
وقد يكون ابن إسحاق أخطأ في روايته للحديث لابن المبارك، وأن الصواب ما في رواية الثلاثة الآخرين هكذا:(محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة)، معضلاً، لأن محمداً من أتباع التابعين كما في ترجمته في الموضع السابق أيضاً من تهذيب الكمال.
ورواية الإمام مالك للحديث عن يحيى بن سعيد الأنصاري مرسلة؛ لأن يحيى من التابعين كما في التهذيب (11/ 221رقم 360).
ورواية سعيد بن منصور للحديث من طريق سعيد بن أبي هلال، عن رجل من بني مازن، وهذا المازني يحتمل أن يكون هو ابن أبي صعصعة، لأنه مازني.
وذكر ابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 45 - 146) الحديث من طريق مالك، ثم قال:"هكذا ذكر مالك هذا الخبر، ولم يسمِّ الرجل الذي ذهب ليأتي بخبر سعد بن الربيع، وهو أُبَيّ بن كعب، ذكر ذلك رُبَيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري، عن أبيه، عن جده في هذا الخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد: "من يأتيني بخبر سعد بن الربيع؟ "
…
الحديث بنحوه، ولم يعزه ابن عبد البر لأحد، ولم يسنده، وهو يخالف ما ذهب إليه في التمهيد، حيث قال عن مرسل يحيى بن سعيد:"لا أعرفه مسنداً، وهو محفوظ عند أهل السير" نقله عنه ابن حجر في الإِصابة (3/ 59). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحكم على الحديث:
الحديث تقدم أنه محتمل لأن يكون مرسلاً، فيكون ضعيفاً، ومحتمل لأن يكون معضلاً، فيكون ضعيفاً جداً.
ورواية الِإمام مالك ضعيفة لِإرسالها. ورواية سعيد بن منصور يحتمل أن تكون من طريق ابن أبي صعصعة، فحكمها كحكم حديث ابن إسحاق.
بيد أن الحديث يشهد له حديث زيد بن ثابت المتقدم الذي رواه الحاكم (3/ 201) من طريق أبي صالح عبد الرحمن بن عبد الله الطويل، ثنا معن بن عيسى، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، عن أبي حازم، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه، به، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وفي سنده أبو صالح عبد الرحمن بن عبد الله الطويل، لم أجد من ترجم له، وتقدم ذكر ابن عبد البر لرواية أبي سعيد الخدري، فإن كانت صالحة للاستشهاد، فالحديث يكون بمجموع هذه الطرق حسناً لغيره، والله أعلم.