المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٤

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌إياس بن معاذ، أخو سعد، توفي بمكة قبل الهجرة

- ‌خديجة رضي الله عنها

- ‌أسعد بن زرارة، من بني مالك بن النجار

- ‌عمير بن أبي وقَّاص، أخو سعد، قتل يوم بدر

- ‌سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء

- ‌عثمان بن مظعون، أبو السائب الجمحي

- ‌حمزة، أسد الله

- ‌سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، النقيب، أبو جابر

- ‌حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة

- ‌ سعد بن معاذ، أبو عمرو

- ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

- ‌زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سالم، مولى أبي حذيفة

- ‌ثعلبة بن عَنَمة الأنصاري

- ‌ذكر مناقب رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه

- ‌ضرار بن الأزور الأسدي الشاعر

- ‌هشام بن العاص بن وائل السهمي

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌سعد بن عبادة النقيب سيِّد الخزرج

- ‌أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌محمد بن عياض الزهري

- ‌عتبة بن مسعود

- ‌عتبة بن غزوان

- ‌أبو عبيدة بن الجراح

- ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

- ‌بلال بن رباح

- ‌عياض بن غَنْم الفهري

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌أبَيّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري

- ‌أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌أبو عَبْس بن جبر الخزرجي

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌الزبير بن العوام

- ‌طلحة بن عبيد الله التَّيْمي

- ‌حُذَيْفة

- ‌عمّار بن ياسر

- ‌صهيب

الفصل: ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

-

709 -

حديث أبي ذر، قال (1):

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا ذر، كيف أنت إذا كنت في حُثَالة (2)؟! وشبّك بين أصابعه، قلت: فما تأمرني؟ قال: اصبر، اصبر، اصبر

" إلخ.

قال: على شرط البخاري ومسلم.

قلت: فيه (يزيد بن ربيعة)(3) ولم يخرجا له، وقال النسائي وغيره: متروك (4).

(1) قوله: (قال) ليس في (ب).

(2)

الحُثالة: الرديء من كل شيء، ومنه حثالة الشعير والأرز والتمر وكل ذي قشر./ النهاية (1/ 339).

(3)

في (أ) و (ب): (ربيعة بن زيد)، وفي المستدرك المطبوع والتلخيص:(ربيعة بن يزيد)، وما أثبته من المستدرك المخطوط، ومصادر الترجمة.

(4)

الضعفاء للنسائي (ص 111 رقم 643).

709 -

المستدرك (3/ 343): أخبرنا أبو النصر محمد بن يوسف الفقيه، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد القاري الزاهد، قالا: ثنا عثمان بن سعيد الدارمي، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا يزيد بن ربيعة، عن أبي الأشعث =

ص: 2031

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الصنعاني، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يا أبا ذر، كيف أنت إذا كنت في حثالة؟ " -وشبك بين أصابعه-، قلت: يا رسول الله فما تأمرني؟ قال: "اصبر، اصبر، اصبر، خالقوا الناس بأخلاقهم، وخالفوهم في أعمالهم".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط (1/ 293رقم 473) من طريق شيخه أحمد بن خليد الحلبي، عن أبي توبة، به نحو سياق الحاكم.

قال الهيثمي في المجمع (7/ 282 - 283): "فيه يزيد بن ربيعة الرحبي، وهو متروك".

وأخرجه البزار في مسنده (4/ 113رقم 3324).

والعقيلي في الضعفاء (4/ 376 - 377).

أما البزار فمن طريق شيخه إبراهيم بن سعيد الجوهري، وأما العقيلي فمن طريق شيخه محمد بن أحمد بن الوليد، كلاهما عن أبي توبة الربيع بن نافع، به، إلا أنه جعله من مسند ثوبان رضي الله عنه، ولفظه:"كيف أنتم إذا كنتم في قوم درست عهودهم، ومرجت أماناتهم، وصاروا حثالة هكذا" -وشبك بين أصابعه-، قالوا: كيف نصنع يا رسول الله؟ قال: "خالقوا الناس بأخلاقهم، وخالفوهم بأعمالهم".

قال العقيلي عقبه: هذا يروى بغير هذا الِإسناد، وخلاف هذا اللفظ من طريق صالح"، وهو يشير إلى ما سيأتي ذكره -إن شاء الله- في شواهد الحديث.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم على شرط الشيخين، وتعقبه الذهبي بقوله:

" (يزيد) لم يخرجوا له، قال النسائي وغيره: متروك". =

ص: 2032

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ويزيد هذا هو ابن ربيعة الرحبي الدمشقي، أبو كامل، وهو متروك، قال عنه البخاري: أحاديثه مناكير. وقال أبو حاتم: كان في بدء أمره سويّاً، ثم اختلط قبل موته، قيل له: فما تقول فيه؟ فقال: ليس بشيء، وأنكر أحاديثه عن أبي الأشعث، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال مرة: متروك. وقال العقيلي: متروك الحديث شامي، وقال الدارقطني: دمشقي متروك، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم، وذكره ابن الجارود في الضعفاء، وقال أبو مسهر: كان يزيد بن ربيعة فقيهاً غير متهم، ما ننكر عليه أنه أدرك أبا الأشعث، ولكن أخشى عليه سوء الحفظ والوهم. وقال الجوزجاني: أخاف أن تكون أحاديثه موضوعة. وقال ابن عدي: "يزيد بن ربيعة هذا أبو مسهر أعلم به لأنه من بلده، ولا أعرف له شيئاً منكراً قد جاوز الحد فأذكره، وأرجو أنه لا بأس به في الشاميين".

الكامل لابن عدي (7/ 2714). الميزان (4/ 422رقم 9688). اللسان (6/ 286رقم1008).

وأما قول الذهبي: "لم يخرجوا له" فإنه يعني بهم أصحاب الكتب الستة، وهو كذلك، فإنه لم يخرج له أحد منهم، ولذا أورده ابن حجر في اللسان.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لشدة ضعف يزيد الرحبي.

وأما ما أشار إليه العقيلي سابقاً بقوله: "هذا يروى بغير هذا الإسناد، وخلاف هذا اللفظ من طريق صالح" فهو حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الآتي الذي يشهد لشطر الحديث الأول، وقد يصلح معناه شاهداً لشطر الحديث الثاني، وهو قوله: "اصبر

" إلخ.

أما حديث ابن عمر فقد أخرجه البخاري تعليقاً (1/ 565رقم 480) في الصلاة، باب تشبيك الأصابع في المسجد وغيره، فقال: قال عاصم بن علي: حدثنا عاصم بن محمد، سمعت هذا الحديث من أبي فلم أحفظه، فقوّمه لي واقد، عن أبيه قال: سمعت أبي وهو يقول: قال عبد الله: قال =

ص: 2033

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بن عمرو، كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس بهذا".

قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: "ساقه الحميدي في الجمع بين الصحيحين نقلاً عن أبي مسعود، وزاد هو: "قد مرجت عهودهم وأماناتهم، واختلفوا، فصاروا هكذا" -وشبك بين أصابعه-".

ولحديث عبد الله بن عمرو -سوى هذه الطريق- طرق أخرى منها:

ما رواه الحسن البصري رحمه الله عن عبد الله بن عمرو قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف أنت إذا بقيت في حثالة من الناس؟ " قال: قلت: يا رسول الله كيف ذلك؟ قال: "إذا مرجت عهودهم وأماناتهم، وكانوا هكذا" -وشبك يونس بين أصابعه يصف ذاك-، قال: قلت: ما أصنع عند ذاك يا رسول الله؟ قال: "اتق الله عز وجل وخذ ما تعرف، ودع ما تنكر، وعليك بخاصتك، وإياك وعوامهم".

الحديث أخرجه الِإمام أحمد في مسنده (2/ 162) واللفظ له، من طريق إسماعيل، عن يونس، عن الحسن، به.

وأخرجه أبو نعيم في تاريخ أصبهان (1/ 159) فقال: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن موسى -من حفظه-، ثنا عمر بن عبد الرحمن الذارع، ثنا مُنين بن طالب، ثنا معاوية بن عبد الكريم الضال، ثنا الحسن، فذكره بنحوه.

والحديث ذكره الألباني في الصحيحة (1/ 25) وقال: "رجاله ثقات رجال الشيخين، غير أن الحسن البصري في سماعه من ابن عمرو خلاف، وأيهما كان، فهو مدلس وقد عنعنه".

قلت: أما سماعه من ابن عمرو، فإن الحافظ ابن حجر في التهذيب (2/ 263رقم 488) عده فيمن سمع منه، وأما عنعنته وتدليسه فإن الحافظ ذكره في الطبقة الثانية من المدلسين (ص 56 رقم 40) وهم: الذين احتمل =

ص: 2034

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الأئمة تدليسهم وأخرجوا لهم في الصحيح لإِمامتهم وقلة تدليسهم في جنب ما رووا.

والحسن بن أبي الحسن البصري رحمه الله إمام مشهور فاضل ثقة من سادات التابعين، ممن روى له الجماعة، تقدمت ترجمته في الحديث (498).

أما يونس بن عبيد بن دينار العبدي مولاهم، أبو عبيد البصري، فقد روى له الجماعة وهو ثقة ثبت فاضل ورع./ الجرح والتعديل (9/ 242رقم 1020)، والتهذيب (11/ 442رقم 855)، والتقريب (2/ 385رقم 483).

وإسماعيل هو ابن إبراهيم بن مقسم الأسدي، مولاهم، أبو بشر البصري المعروف بابن عُليّة، وقد روى له الجماعة أيضاً، وهو ثقة حافظ./ الجرح والتعديل (2/ 153 - 155رقم513)، والتهذيب (15/ 27رقم 513)، والتقريب (1/ 65 - 66 رقم 476).

وعليه فإسناد الحديث صحيح على شرط الشيخين.

وللحديث طرق أخرى وشواهد ذكرها الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، الحديث رقم (205 و 206)، وصحح الحديث بمجموعها، والله أعلم.

ص: 2035

710 -

حديث أبي ذر مرفوعاً:

"إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة

" إلخ.

(قال)(1): تفرّد به سيف بن مسكين.

قلت: وهو واه، وفيه مع ذلك منتصر بن عمارة بن أبي ذر، وهو وأبوه مجهولان (2).

(1) ما بين القوسين من (ب)، وليس في (أ) والتلخيص، وهو كلام الحاكم كما سيأتي.

(2)

هذا الحديث في (ب) تأخر عن مكانه في موضع الحديث بعده، وقدم الآخر مكانه.

710 -

المستدرك (3/ 343): أخبرنا أبو الحسين عبد الصمد بن علي بن مكرم ابن أخ الحسن بن مكرم البزار ببغداد، ثنا عبد الوارث بن إبراهيم العسكري، ثنا سيف بن مسكين الأسواري، ثنا المبارك بن فضالة، عن المنتصر بن عمارة بن أبي ذر الغفاري، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال: "إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة، وكثرت التجارة، وكثر المال، وعظم رب المال بماله، وكثرت الفاحشة، وكانت إمارة الصبيان، وكثر النساء، وجار السلطان، وطفف في المكيال والميزان، ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولداً له، ولا يوقر كبير، ولا يرحم صغير، ويكثر أولاد الزنا، حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق، فيقول أمثلهم في ذلك الزمان: لو اعتزلتما عن الطريق، ويلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب، أمثلهم في ذلك الزمان: المداهن".

قال الحاكم عقبه: "تفرد به سيف بن مسكين، عن المبارك بن فضالة، والمبارك بن فضالة ثقة". =

ص: 2036

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الأوسط -كما في مجمع الزوائد (7/ 325)، ثم قال الهيثمي عقبه:"فيه سيف بن مسكين، وهو ضعيف".

دراسة الِإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم ثم قال: "تفرد به سيف بن مسكين، عن المبارك بن فضالة، والمبارك بن فضالة ثقة"، وتعقبه الذهبي بقوله عن سيف:"وهو واه، ومنتصر وأبوه مجهولان".

أما منتصر بن عمارة بن أبي ذر، وأبوه، فلم أجد من ذكرهما.

وأما سيف بن مسكين الأسواري، السلمي، البصري، فإنه ضعيف؛ قال عنه ابن حبان:"يأتي بالمقلوبات، والأشياء الموضوعات، لا يحل الاحتجاج به؛ لمخالفته الأثبات في الروايات على قلتها". اهـ. من المجروحين (1/ 347)، والميزان (2/ 257 - 258 رقم 3640).

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لجهالة منتصر وأبيه، وضعف سيف بن مسكين.

وأما قوله: "حتى إن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق فيقول أمثلهم في ذلك الزمان: لو اعتزلتما عن الطريق"، فيشهد له الحديث الآتي برقم (1126)، ولفظه:"لا تقوم الساعة حتى لا يبقى على وجه الأرض أحد لله فيه حاجة، وحتى توجد المرأة نهاراً جهاراً تنكح وسط الطريق لا ينكر ذلك أحد، ولا يغيره، فيكون أمثلهم يومئذ الذي يقول: لو نحيتها عن الطريق قليلاً، فذاك فيهم مثل أبي بكر وعمر فيكم"، وهو ضعيف بهذا اللفظ، وصحيح لغيره بلفظ:"والذي نفسي بيده لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة، فيفترشها في الطريق، فيكون خيارهم يومئذ من يقول: لَوْ واريتها وراء هذا الحائط"، وسيأتي بيان ذلك.

ص: 2037

711 -

حديث أبي ذر مرفوعاً:

"الوحدة خير من (جليس) (1) السوء".

قلت: لم يصح، ولا صححه الحاكم.

(1) في (أ) و (ب): (الجليس)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.

711 -

المستدرك (3/ 343 - 344): حدثنا أبو بكر أحمد بن سلمان الفقيه، ثنا محمد بن الهيثم القاضي، ثنا الهيثم بن جميل الأنطاكي، ثنا شريك، عن أبي المجحل، عن صدقة بن أبي عمران بن حطان، قال: أتيت أبا ذر، فوجدته في المسجد محتبئاً بكساء أسود وحده، فقلت: يا أبا ذر، ما هذه الوحدة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "الوحدة خير من جليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة، وإملاء الخير خير من السكوت، والسكوت خير من إملاء الشر".

تخريجه:

الحديث مداره على أبي المحجل البكري، واختلف عليه. فرواه الهيثم بن جميل الأنطاكي، عن شريك، عنه، واختلف على الهيثم.

فرواه الحاكم هنا من طريق محمد بن الهيثم القاضي، عنه، عن شريك، عن أبي المحجل، عن صدقة بن أبي عمران بن حطان، قال: أتيت أبا ذر

، فذكره مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

وأظن هذه الطريق هي التي أخرجها البيهقي في شعب الإيمان، فإنه رواه مرفوعاً -كما في كنز العمال (9/ 43رقم 24846) -.

وذكر المناوي في فيض القدير (6/ 373) أن أبا الشيخ، والديلمي، وابن عساكر قد أخرجوه أيضاً، وظاهر كلامه أنه مرفوع عندهم أيضاً.

ورواه الدولابي في الكنى (2/ 107) من طريق محمد بن عوف الطائي، عن الهيثم بن جميل، عن شريك، عن أبي المحجل، عن معفس بن عمر بن =

ص: 2038

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= الخطاب، عن أبي السنية، قال: رأيت أبا ذر

، الحديث بنحوه مرفوعاً.

هذا بالنسبة لرواية شريك، عن أبي المحجل.

ورواه أبو بكر بن أبي شيبة في المصنف (13/ 341رقم 16532) من طريق أبي أسامة حماد بن أسامة، عن سفيان الثوري، عن أبي المحجل، عن ابن عمران بن حطان، عن أبيه، قال: قال أبو ذر: الصاحب الصالح خير من الوحدة، والوحدة خير من صاحب السوء، ومملي الخير خير من الساكت، والساكت خير من مملي الشر، والأمانة خير من الخاتم، والخاتم خير من ظن السوء.

ومن طريق ابن أبي شيبة أخرجه ابن أبي عاصم في الزهد (ص 27 و 37 رقم 39 و 65).

ورواه الخطابي في العزلة (ص 49) من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا أبو سليمان، عن أبي المحجل، عن رجل، عن أبي ذر، به موقوفاً نحو لفظ ابن أبي شيبة.

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"لم يصح، ولا صححه الحاكم".

وتقدم ذكر الاختلاف في الحديث على أبي المحجل، ومن دونه.

فإنه روي عنه مرفوعاً، وموقوفاً.

وروي عنه، عن صدقة بن أبي عمران، عن أبي ذر.

وفي أخرى عنه، عن معفس بن عمر بن الخطاب، عن أبي السنية، عن أبي ذر.

وفي أخرى عنه، عن ابن عمران بن حطان، عن أبيه، عن أبي ذر. =

ص: 2039

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وفي أخرى عنه، عن رجل، عن أبي ذر.

وهذا اختلاف شديد، ورواية الحاكم هنا من طريق أبي المحجل، عن صدقة بن أبي عمران بن حطان، عن أبي ذر.

ولم أجد أحداً باسم: صدقة بن أبي عمران بن حطان، وإنما هناك صدقة بن أبي عمران الكوفي، قاضي الأهواز، له ترجمة في التقريب (1/ 366 رقم 86)، والميزان (2/ 311 - 312رقم 3873)، وليس له ترجمة في التهذيب، مع أنه روى له مسلم وغيره، وليس هو الذي في إسناد الحاكم، فالكوفي هذا متأخر في الطبقة، لكن بالتتبع يترجح أن الصواب في الِإسناد هكذا:(أبو المحجل، عن معفس بن عمران بن حطان، عن أبيه، عن أبي ذر، موقوفاً).

والدليل على صحة هذا الترجيح ما يلي:

الذين رووا الحديث عن أبي المحجل ثلاثة، هم: سفيان الثوري، وشريك بن عبد الله القاضي، وأبو سليمان.

وسفيان الثوري تقدم في الحديث (657) أنه ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة.

وشريك بن عبد الله القاضي تقدم في الحديث (497) أنه صدوق يخطيء كثيراً.

وأبو سليمان هو شيخ عبد الرزاق في هذه الرواية، ولم أعرفه.

وبذا تكون رواية سفيان الثوري هي الأرجح، لحفظه وإتقانه وإمامته، وروايته للحديث جاءت هكذا: أبو المحجل، عن ابن عمران بن حطان، عن أبيه، عن أبي ذر، موقوفاً.

وابن عمران هذا هو معفس بن عمران بن حطان السدوسي، ذكره البخاري في تاريخه (8/ 64رقم 2168)، وسكت عنه، وذكره ابن أبي حاتم (8/ 433رقم1981) وبيّض له، وذكره ابن حبان في ثقاته (7/ 525)، =

ص: 2040

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وروى عنه ثلاثة، فهو مجهول الحال، وفي ترجمته ذكر أنه يروي عن أبيه، وعنه أبو المحجل.

وأبو المحجل البكري اسمه: رديني بن مرة، ويقال: ابن خالد، ويقال ابن مخلد، وهو ثقة، وثقه ابن معين، وسئل عنه الِإمام أحمد، فقال: ما علمت إلا خيراً./ الجرح والتعديل (3/ 516رقم2330).

والراوي عن أبي ذر هو عمران بن حطان السدوسي والد معفس، ولا أظنه سمع من أبي ذر، فإنهم لم ينصوا على أنه سمع منه، ولا نفوا ذلك عنه، لكن روايته عمن تأخرت وفاته قليلاً من الصحابة مثل أبي موسى الأشعري، وابن عباس، وابن عمر، وعائشة، وأما أبو ذر رضي الله عنه، فوفاته كانت سنة اثنين وثلاثين./ انظر التهذيب (8/ 127) و (12/ 91).

الحكم علي الحديث:

الحديث بإسناد الحاكم ضعيف لما تقدم في دراسة الِإسناد، والصواب في الحديث أنه من رواية أبي المحجل، عن معفس بن عمران، عن أبيه، عن أبي ذر موقوفاً، وهو ضعيف بهذا الِإسناد أيضاً؛ لجهالة حال معفس، والانقطاع بين عمران، وأبي ذر رضي الله عنه.

والحديث ذكره السيوطي في الجامع الصغير (6/ 372رقم 9666) مرفوعاً، ورمز له بالصحة، وذكر المناوي في الموضع السابق من فيض القدير أن الحافظ ابن حجر قال:"سنده حسن، لكن المحفوظ أنه موقوف على أبي ذر"، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (6/ 53قم في 6164 وقال:"ضعيف"، والله أعلم.

ص: 2041

712 -

حديث:

"ما أظلّت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء من رجل أصدق لهجة من أبى ذر".

قلت: سنده جيّد.

712 - المستدرك (3/ 344): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الحسن بن علي بن عفان، ثنا أبو يحيى الحمّاني، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، قال: كنت مع أبي الدرداء، فجاء رجل من قبل المدينة، فسأله، فأخبره: أن أبا ذر سُيّر إلى الربذة، فقال أبو الدرداء: إنا لله، وانا إليه راجعون! لو أن أبا ذر قطع لي عضواً، أو يداً ما هجنته بعدما سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من رجل أصدق لهجة من أبي ذر".

تخريجه:

الحديث له عن أبي الدرداء رضي الله عنه ثلاث طرق:

* الأولى: طريق شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، عنه رضي الله عنه.

وله عن شهر طريقان:

1 -

طريق شمر بن عطية، عنه، وهي التي أخرجها الحاكم هنا.

وأخرجه البزار في مسنده (3/ 263 - 264 رقم2714) من طريق أبي كريب، عن عبد الحمبد أبي يحيى الحماني، عن الأعمش، عن شمر، به نحوه، إلا أنه اقتصر على قوله:"لما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه"، ولم يذكر قوله صلى الله عليه وسلم:"ما أظلت .. " الحديث.

قال البزار: لا نعلم يروى عن أبي الدرداء من وجه أحسن من هذا، ولا نعلم له طريقاً، أعز منه". =

ص: 2042

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 2 - طريق عبد الحميد بن بهرام، عنه، وله عن عبد الحميد طريقان:

(أ) طريق أبي النضر، عنه، عن شهر، عن ابن غنم، عن أبي الدرداء رضي الله عنه، الحديث بنحوه، ولفظه أتم.

أخرجه الِإمام أحمد في المسند (5/ 197).

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 329 - 330) وعزاه للطبراني أيضاً، وقال:"رجال أحمد وثقوا، وفي بعضهم خلاف".

(ب) طريق أبي المغيرة، عن عبد الحميد بن بهرام، به نحو لفظ الإمام أحمد السابق.

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (ص 159 - 160 رقم 260 من مسند علي رضي الله عنه).

* الطريق الثانية: طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبي الدرداء، به.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 228).

وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 125رقم12316).

والِإمام أحمد في المسند (6/ 442).

وعبد بن حميد في مسنده (1/ 216رقم 209).

والفسوي في تاريخه (1/ 328).

والبزار في مسنده (3/ 263رقم 2713).

والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 224).

والحاكم في المستدرك (3/ 342).

وأبو نعيم في المعرفة (1/ ل 127 ب).

جميعهم من طريق حماد بن سلمة، به نحو المرفوع منه فقط. =

ص: 2043

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

* الطريق الثالثة: طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد، عن غضيف بن الحارث، قال: قال أبو الدرداء -وذكرت له أبا ذر-: والله إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدنيه دوننا إذا حضر، ويتفقده إذا غاب، ولقد علمت أنه قال:"ما تحمل الغبراء، ولا تظل الخضراء لبشر يقول، أصدق لهجة من أبي ذر".

أخرجه ابن جرير في الموضع السابق رقم (261)، واللفظ له.

والطبراني -كما في المجمع (9/ 330) بنحوه، ثم قال الهيثمي: وفيه أبو بكر بن أبي مريم، وقد اختلط".

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي:"سنده جيد".

وفي سنده شهر بن حوشب، وتقدم في الحديث (614) أنه صدوق كثير الِإرسال والأوهام.

وفي سنده كذلك عبد الحميد بن عبد الرحمن، أبو يحيى الحمّاني، الكوفي، ولقبه: بَشْمين -بفتح الموحدة، وسكون المعجمة، وكسر الميم، بعدها تحتانية ساكنة، ثم نون-، وهو صدوق، إلا أنه يخطيء، ورمي بالإِرجاء./ الكامل لابن عدي (5/ 1958)، والتهذيب (6/ 120 رقم 241)، والتقريب (1/ 469 رقم 825).

وأما بقية رجال الإِسناد فبيان حالهم كالتالي:

عبد الرحمن بن غَنْم -بفتح العجمة، وسكون النون-، الأشعري مختلف في صحبته، وهو ثقة./ ثقات العجلي (ص 297 رقم 974)، وثقات ابن حبان (5/ 78)، والتهذيب (6/ 250رقم 498)، والتقريب (1/ 494 رقم 1077).

وشمر بن عطيّة الأسدي الكاهلي صدوق./ الطبقات لابن سعد =

ص: 2044

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (6/ 310)، والتهذيب (4/ 364 - 365 رقم615)، والتقريب (1/ 354 رقم 102).

وسليمان بن مهران الأعمش الأسدي، الكاهلي، أبو محمد الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءة، ورع روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (4/ 146 - 147رقم 630)، والتهذيب (4/ 222 - 226 رقم 376)، والتقريب (1/ 331 رقم 500).

والحسن بن علي بن عفان العامري تقدم في الحديث (643) أنه ثقة.

وشيخ الحاكم أبو العباس الأصم تقدم في الحديث (531) أنه ثقة إمام محدّث ولم ينفرد أبو يحيى الحماني، ولا شهر بالحديث.

أما أبو يحيى فقد تابعه أبو النضر، وأبو المغيرة متابعة قاصرة، كلاهما عن عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، به كما سبق.

وأما شهر فقد تابعه متابعة قاصرة علي بن زيد، عن بلال بن أبي الدرداء، عن أبيه، وتابعه متابعة قاصرة أيضاً حبيب بن عبيد، عن غضيف، عن أبي الدرداء.

أما المتابعة الأولى لشهر فمن طريق علي بن زيد، وتقدم في الحديث (492) أنه ضعيف.

وأما المتابعة الثانية فمن طريق أبي بكر بن أبي مريم، عن حبيب بن عبيد.

وأبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسّاني، الشامي، وقد ينسب إلى جده، ضعيف؛ سُرق بيته فاختلط./ الكامل لابن عدي (2/ 469 - 473)، والتهذيب (12/ 28 - 30 رقم 139)، والتقريب (2/ 398 رقم 52).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف شهر من قبل حفظه، أما أبو يحيى الحماني، فلم ينفرد به كما سبق. =

ص: 2045

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطريق الثانية ضعيفة لضعف علي بن زيد، والثالثة ضعيفة لضعف أبي بكر بن أبي مريم.

والحديث بمجموع هذه الطرق الثلاث يكون حسناً لغيره.

وله شاهد من حديث أبي ذر نفسه، وعلي، وعبد الله بن عمرو، وجابر بن سمرة، وأبي هريرة رضي الله عنهم، وشاهدان مرسلان، الأول من حديث مالك بن دينار، والآخر من حديث ابن سيرين.

أما حديث أبي ذر رضي الله عنه يرفعه، فلفظه:"ما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق، ولا أوفى من أبي ذر، شبه عيسى بن مريم". فقال عمر بن الخطاب -كالحاسد-: يا رسول الله، أفنعرف ذلك له؟ قال:"نعم، فاعرفوه".

أخرجه الترمذي (10/ 303 - 304رقم3890) في مناقب أبي ذر من كتاب المناقب واللفظ له، ثم قال عقبه:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وقد روى بعضهم هذا الحديث فقال: أبو ذر يمشي في الأرض بزهد عيسى بن مريم".

وابن حبان في صحيحه (ص 560 رقم 2258 و 2259).

والحاكم في المستدرك (3/ 342)، وقال:"صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبي.

وأبو نعيم في المعرفة (1/ ل 127 ب).

وأما حديث علي رضي الله عنه فيرويه شريك، قال: حدثنا سليمان بن مهران، قال: سمعت شقيق بن سلمة يقول: سمعت حلاّماً الغفاري يقول: سمعت علي بن أبي طالب يقول، فذكره بنحوه.

أخرجه الطبري في الموضع السابق من تهذيب الآثار برقم (18).

وبحشل في تاريخ واسط (ص 141). =

ص: 2046

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 224).

والحاكم في المستدرك (4/ 480).

وأبو نعيم في الحلية (4/ 172).

قال الطبري عقبه: "هذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح؛ لعلل:

إحداها: أنه خبر لا يعرف له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مخرج يصح إلا من هذا الوجه، والخبر إذا انفرد به عندهم منفرد وجب التثبت فيه.

والثانية: أن حلّاماً الغفاري عندهم مجهول غير معروف في نقله الآثار، ولا يجوز الاحتجاج بمجهول في الدين.

الثالثة: أن شريكاً عندهم كثير الغلط، ومن كان كذلك كان الواجب التوقف في خبره.

وقد وافق علياً -رحمة الله عليه- في رواية هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غيره من أصحابه، نذكر ما صح عندنا سنده مما حضرنا ذكره من ذلك"، ثم ذكر حديث أبي الدرداء المتقدم بطريقيه، وحديث ابن عمرو الآتي.

والحديث عند الطحاوي لم يرد فيه ذكر حلاّم الغفاري، وإنما قال الأعمش:

سمعت أبا وائل الكوفي -وهي كنية شقيق- يحدث عن علي بن أبي طالب، فذكره.

وعند أبي نعيم هكذا: شريك، عن الأعمش، عن زيد، قال: قال علي، فذكره ثم قال أبو نعيم عقبه:"غريب من حديث الأعمش، تفرد به بشر عن شريك".

وبكل حال فالحديث بهذا الِإسناد ضعيف لجهالة حلّام الغفاري، وضعف شريك من قبل حفظه. =

ص: 2047

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأما حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيرويه الأعمش، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدئلي، قال سمعت عبد الله بن عمرو يقول، فذكره بنحوه.

أخرجه الِإمام أحمد في المسند (2/ 163و 175 و 223).

وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 124رقم 12315).

وابن سعد في الطبقات (4/ 228).

والفسوي في المعرفة (3/ 222).

والبخاري في الكنى من تاريخه (ص 23).

والترمذي في الموضع السابق برقم (3889) وقال: "حديث حسن".

وابن ماجه (1/ 55رقم 156) في فضل أبي ذر من المقدمة.

والطبري في الموضع السابق برقم (259).

والطحاوي في الموضع السابق.

والدولابي في الكنى (1/ 146و2/ 169).

والحاكم في المستدرك (3/ 342).

وفي سنده أبو اليقظان عثمان بن عمير، وتقدم في الحديث (497) أنه: شيعي ضعيف جداً، فالحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لأجله.

وأما حديث جابر بن سمرة فأخرجه الدولابي في الكنى (2/ 62)، فقال: حدثنا أبو جعفر أحمد بن يحيى الأودي، قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، قال: أنبأ ناصح أبو عبد الله المحلمي، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة، فذكره بنحوه.

وفي سنده ناصح بن عبد الله، أبو عبد الله المحلّمي، وتقدم في الحديث (568) أنه: ضعيف، فالحديث بهذا الإسناد ضعيف لأجله.

وأما حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فله عنه طريقان: =

ص: 2048

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * الأولى: يرويها أبو أمية بن يعلى الثقفي، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره بنحوه وزاد:"ومن سره أن ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذر".

أخرجه ابن سعد في الطبقات (4/ 228).

وابن أبي شيبة في المصنف (12/ 125رقم12317)، وفي المسند، وكذا أحمد بن منيع -كما في المطالب العالية (4/ 117رقم 4111) -.

ونقل المحقق للمطالب أن البوصيري ضعف سنده لجهالة أبي أمية بن يعلى.

وأخرجه أيضاً أبو نعيم في المعرفة (1/ ل 127 ب).

* الثانية: يرويها عمر بن صبيح الكندي، عن الأحنف بن قيس، عن أبي هريرة أنه قال: أما إني أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما أقلت الغبراء، ولا أظلت الخضراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر، وإن أردتم أن تنظروا إلى شبه الناس بعيسى بن مريم زهداً وبراً، ونسكاً، فعليكم به".

أخرجه العقيلي (3/ 176) في ترجمة عمر بن صبيح هذا الذي قال عنه: "حديثه ليس بالقائم، وليس بمعروف بالنقل، ولا يبين سماعه من الأحنف".

وعمر هذا قال عنه الذهبي في الميزان (3/ 207رقم6148): "لا يعرف"، فالحديث ضعيف لأجله.

وأما مرسل ابن سيرين، ومالك بن دينار -رحمهما الله-، فأخرجه ابن سعد في الموضع السابق بنحوه، وفي مرسل ابن دينار زيادة في اللفظ، والحديثان ضعيفان أيضاً بهذين الِإسنادين لِإرسالهما.

وعليه فالحديث يرتقي لدرجة الصحيح لغيره بمجموع هذه الشواهد، عدا حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فإنه لا يصلح للاستشهاد به لشدة ضعفه، والله أعلم.

ص: 2049