المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌عكرمة بن أبي جهل - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٤

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌إياس بن معاذ، أخو سعد، توفي بمكة قبل الهجرة

- ‌خديجة رضي الله عنها

- ‌أسعد بن زرارة، من بني مالك بن النجار

- ‌عمير بن أبي وقَّاص، أخو سعد، قتل يوم بدر

- ‌سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء

- ‌عثمان بن مظعون، أبو السائب الجمحي

- ‌حمزة، أسد الله

- ‌سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، النقيب، أبو جابر

- ‌حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة

- ‌ سعد بن معاذ، أبو عمرو

- ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

- ‌زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سالم، مولى أبي حذيفة

- ‌ثعلبة بن عَنَمة الأنصاري

- ‌ذكر مناقب رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه

- ‌ضرار بن الأزور الأسدي الشاعر

- ‌هشام بن العاص بن وائل السهمي

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌سعد بن عبادة النقيب سيِّد الخزرج

- ‌أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌محمد بن عياض الزهري

- ‌عتبة بن مسعود

- ‌عتبة بن غزوان

- ‌أبو عبيدة بن الجراح

- ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

- ‌بلال بن رباح

- ‌عياض بن غَنْم الفهري

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌أبَيّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري

- ‌أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌أبو عَبْس بن جبر الخزرجي

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌الزبير بن العوام

- ‌طلحة بن عبيد الله التَّيْمي

- ‌حُذَيْفة

- ‌عمّار بن ياسر

- ‌صهيب

الفصل: ‌عكرمة بن أبي جهل

‌عكرمة بن أبي جهل

657 -

حديث عكرمة:

قال لي النبي صلى الله عليه وسلم يوم جئت: "مرحباً بالراكب

" إلخ.

قال: صحيح.

قلت: لكنه منقطع (1).

(1) جاء التعقيب على الحديث في (ب) هكذا: (لا؛ فيه ضعيفان)، وهو خلط بين هذا الحديث والذي بعده، بدليل أن الحديث بعده لم يرد إطلاقاً في (ب).

657 -

المستدرك (3/ 242): أخبرنا أبو عبد الله الأصبهاني، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، ثنا أبو حذيفة النهدي، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن عكرمة بن أبي جهل، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم جئت مهاجراً: "مرحباً بالراكب المهاجر، مرحباً بالراكب المهاجر، مرحباً بالراكب المهاجر"، فقلت: والله يا رسول الله، لا أدع نفقة أنفقتها، إلا أنفقت مثلها في سبيل الله عز وجل.

تخريجه.

الحديث أخرجه الترمذي (8/ 3 - 5 رقم 2879) في الاستئذان، باب ما جاء في مرحباً.

والطبراني في الكبير (17/ 373 - 374 رقم1022). =

ص: 1858

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو نعيم في المعرفة (2/ ل 122 ب-123 أ).

ثلاثتهم من طريق موسى بن مسعود أبي حديفة النهدي، عن سفيان، به نحوه، عدا الترمذي، فلفظه مختصر.

قال الترمذي عقبه: "هذا حديث ليس إسناده بصحيح، لا نعرفه مثل هذا إلا من حديث موسى بن مسعود، عن سفيان، وموسى بن مسعود، ضعيف في الحديث. وروى عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، مرسلاً، ولم يذكر فيه مصعب بن سعد، وهذا أصح".

وقال الهيثمي في المجمع (9/ 385): "رواه الطبراني مرسلًا، ورجاله رجال الصحيح".

وتابع أبا حذيفة بشر بن سلم، فرواه عن سفيان، به نحوه مختصراً.

رواه أبو نعيم في الموضع السابق.

ورواه أيضاً من طريق إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن عكرمة

، الحديث بنحوه، وفيه زيادة.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"لكنه منقطع".

ويعني بالانقطاع بين مصعب بن سعد، وعكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه ومصعب بن سعد بن أبي وقاص ثقة، روى له الجماعة، لكن روايته عن عكرمة مرسلة، فقد نص البخاري في تاريخه الصغير على أنه لم يسمع من عكرمة، وسأل ابن أبي حاتم أباه هل سمع مصعب من عكرمة؟ فقال:"لا أظنه"./ الجرح والتعديل (7/ 6 - 7)، والتهذيب (7/ 258)، و (10/ 160).

وفي ترجمة عكرمة رضي الله عنه من الِإصابة (4/ 538) ذكر الحافظ ابن حجر هذا الحديث، ثم قال:"هو منقطع؛ لأن مصعباً لم يدركه". =

ص: 1859

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وقد أعل الترمذي رحمه الله الحديث بعلتين أخريين:

1 -

ضعف موسى بن مسعود.

2 -

الاختلاف على سفيان، ورجح رواية ابن مهدي عن سفيان، عن أبي إسحاق، مرسلاً، ليس فيه ذكر لمصعب.

أما موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي، البصري، فإنه صدوق، إلا أنه سيء الحفظ./ انظر الجرح والتعديل (8/ 163 - 164 رقم 723)، والتهذيب (10/ 370 - 371 - رقم657)، والتقريب (2/ 288 رقم 1505).

وقد تابع أبا حذيفة بشر بن سَلْم الهمداني البجلي، أبو الحسن، وهو منكر الحديث كما قال أبو حاتم./ الجرح والتعديل (2/ 358رقم 1365)، واللسان (2/ 23 - 24 رقم 79).

وأما الاختلاف على سفيان في هذا الحديث، فعلى ضربين:

(أ) رواية أبي حذيفة، وبشر بن سلم، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن مصعب بن سعد، عن عكرمة.

(ب) رواية عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، مرسلاً، ليس فيه ذكر لمصعب بن سعد.

وقد رجح الترمذي رواية ابن مهدي للحديث عن سفيان، لأن عبد الرحمن بن مهدي بن حسان العنبري، مولاهم ثقة ثبت حافظ، عارف بالرجال والحديث، ممن روى له الجماعة./ انظر الجرح والتعديل (5/ 288 - 290 رقم1382)، والتهذيب (6/ 279 - 281رقم549)، والتقريب (1/ 499 رقم1126).

وهذه الرواية أرجح من رواية إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد، عن عكرمة، لأن سفيان الثوري ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة ممن روى له الجماعة./ انظر الجرح =

ص: 1860

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والتعديل (4/ 222 - 225 رقم 972)، والتهذيب (4/ 111 - 115رقم 199)، والتقريب (1/ 311 رقم 312).

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف أبي حذيفة النهدي من قبل حفظه، وغلطه في الحديث، والصواب فيه ما رواه ابن مهدي، عن الثوري، عن أبي إسحاق، عن عكرمة، وهو ضعيف بهذا الِإسناد لِإرساله، والله أعلم.

ص: 1861

658 -

حديث أم سلمة مرفوعاً:

"رأيت لأبي جهل عَذْقاً في الجنة

" إلخ.

قال: صحيح.

قلت: لا؛ فيه ضعيفان (1).

(1) الحديث بكامله ليس في (ب).

658 -

المستدرك (3/ 243): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا محمد بن سنان القزاز، ثنا يعقوب بن محمد الزهري، ثنا المطلب بن كثير، ثنا الزبير بن موسى، عن مصعب بن عبد الله بن أبي أمية، عن أم سلمة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "رأيت لأبي جهل عذقاً في الجنة"، فلما أسلم عكرمة بن أبي جهل قال:"يا أم سلمة هذا هو"، قالت أم سلمة: وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: شكا إليه عكرمة أنه إذا مر بالمدينة قيل له: هذا ابن عدو الله أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خطيباً، فقال:"إن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الِإسلام إذا فقهوا، لا تؤذوا مسلماً بكافر".

تخريجه:

الحديث أخرجه البخاري في تاريخه (3/ 412)، من طريق يعقوب الزهري، به مختصراً.

وأخرجه الطبراني في الكبير (23/ 300 رقم 673) من طريق يعقوب أيضاً، ولفظه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رأيت لأبي جهل عتقاء في الجنة"، فلما أسلم عكرمة قال:"هو هذا".

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 385) وقال: "فيه يعقوب بن محمد الزهري وقد وثق، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله ثقات".

وبنحو لفظ الطبراني أخرجه الجصاص في فوائده -كما في الِإصابة (4/ 539) -. =

ص: 1862

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"لا؛ فيه ضعيفان".

والحديث في سنده الزبير بن موسى بن ميناء المكي ولم يوثقه سوى ابن حبان، وقد روى عنه ابن جريج والثوري، وابن نجيح وغيرهم، فهو مجهول الحال، وإليه أشار الحافظ ابن حجر في التقريب (1/ 259رقم 30) بقوله:"مقبول"، وانظر التاريخ الكبير (3/ 412رقم1367)، وثقات ابن حبان (6/ 332)، والتهذيب (3/ 320 رقم 594).

والراوي عنه المطلب بن كثير مجهول، ذكره ابن حبان في ثقاته (9/ 193)، ولم يذكر أنه روى عنه سوى يعقوب بن محمد الزهري، ويعقوب هذا تقدم في ترجمته في الحديث (622) أنه صدوق؛ إلا أنه كثير الوهم والرواية عن الضعفاء.

وفي سنده أيضاً محمد بن سنان القزاز، وتقدم في الحديث (531) أنه ضعيف، غير أنه لم ينفرد به، فقد تابعه محمد بن عبادة عند الطبراني.

الحكم على الحديث:

ومن خلال ما تقدم في دراسة الِإسناد تبين أن الحديث ضعيف بهذا الإسناد، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (3/ 178رقم 3082) وقال: ضعيف.

أما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الِإسلام إذا فقهوا".

فيشهد له ما رواه مسلم (4/ 2031 رقم 160) في البر والصلة والآداب، باب الأرواح جنود مجندة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه:"الناس معادن كمعادن الفضة والذهب، خيارهم في الجاهلية خيارهم في الِإسلام إذا فقهوا".

وأما قوله صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذوا مسلماً بكافر".

فيشهد له مارواه الحاكم (1/ 385). =

ص: 1863

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ومن طريقه البيهقي (4/ 75) عن سعيد بن زيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تؤذوا مسلماً بشتم كافر".

قال الحاكم عقبه: صحيح الِإسناد، ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6/ 125رقم7068).

وأما بقية الحديث، فلم أجد ما يشهد له، فهو باق على ضعفه.

ص: 1864

659 -

حديث ابن أبي مليكة، قال:

كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه ويبكي ويقول: كلام ربي، كلام ربي (1).

قلت: هو مرسل.

(1) كذا في (أ) و (ب)، والتلخيص، وعبارة المستدرك تأتي.

659 -

المستدرك (3/ 243): أخبرني أبو بكر بن إسحاق، أنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي ملكية، قال: كان عكرمة ابن أبي جهل يأخذ المصحف، فيضعه على وجهه، ويبكي، ويقول:"كلام ربي، كتاب ربي".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (17/ 371 - 372 رقم1018) من طريق خالد بن خداش، عن حماد بن زيد، به مثل لفظ التلخيص، وفيه زيادة.

قال الهيثمي في المجمع (9/ 385): "رواه الطبراني مرسلاً، ورجاله رجال الصحيح".

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"مرسل"، ويقصد به الانقطاع بين عبد الله بن عبيد الله بن أبي ملكية، وعكرمة رضي الله عنه، فإنه لم يسمع منه.

فعكرمة اختلف في وفاته، فقيل توفي في خلافة أبي بكر رضي الله عنه سنة ثلاث عشرة، بأجنادين، وقيل في خلافة عمر رضي الله عنه سنة خمس عشرة، باليرموك.

أما ابن أبي مليكة، فوفاته كانت سنة سبع عشرة ومائة، وقيل: سنة ثمان =

ص: 1865

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= عشرة ومائة، فالفرق بين وفاتيهما يربو على مائة عام، ومثل هذا الفرق يستحيل معه إمكان السماع، خاصة إذا ما أضيف لذلك سنَّ التحمُّل، إلا أن يكون ابن أبي مليكة من المعمرين، ولم أجدهم نصوا عليه في ترجمته، بل فيه النص على أن روايته عن عمر، وعثمان، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم مرسلة./ انظر التهذيب (5/ 306 - 307)، و (7/ 257 - 258)، وجامع التحصيل (ص 260 - 261).

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف بهذا الإسناد لإرساله، والله أعلم.

ص: 1866