الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء
623 -
حديث عمر بن زيد بن حارثة (1)، عن أبيه، قال:
اسْتَصْغَرَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنا، وسعد (بن خَيْثمة)(2).
قال: صحيح.
قلت: منكر؟ كيف يُسْتَصْغَر من هو نقيب؟!!
(1) قوله: (حارثة) خطأ، صوابه:(جارية) كما سيأتي:
(2)
في (أ) و (ب): (ابن أبي خيثمة)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
623 -
المستدرك (3/ 189): حدثنا بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي بمرو، ثنا أحمد بن عبيد الله النرسي، ثنا منصور بن سلمة الخزاعي، ثنا عمر بن عبيد الله بن زيد بن حارثة الأنصاري المديني، قال: حدثني عمي عمر بن زيد بن حارثة، حدثني أبي زيد بن حارثة، قال
…
، فذكره بلفظه.
تخريجه:
الحديث أخرجه الحاكم من طريق أحمد بن عبيد الله النرسي، عن منصور بن سلمة الخزاعي، عن عمر بن عبيد الله بن زيد بن حارثة الأنصاري المديني، عن عمه عمر بن زيد بن حارثة، عن أبيه زيد بن حارثة، هكذا وقع في المستدرك وتلخيصه المخطوطين، والمطبوعين، وبعضه في نسخة ابن الملقن كما هو ظاهر، وهو خطأ صوابه هكذا: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (
…
منصور بن سلمة الخزاعي، ثنا عثمان بن عبيد الله بن جارية، حدثني عمي عمر بن زيد بن جارية، حدثني أبي زيد بن جارية
…
).
فالخطأ في إسناد الحاكم في موضعين:
1 -
قوله: (حارثة) خطأ، صوابه:(جارية).
2 -
قوله: (عمر بن عبيد الله بن زيد
…
) خطأ، صوابه: (عثمان بن عبيد الله بن زيد
…
).
والدليل على صحة التصويب ما يلي:
1 -
زيد بن حارثة ليس أنصارياً، وإنما هو كلبي كما في الِإصابة (2/ 598)،. والتهذيب (3/ 401).
2 -
زيد بن جارية -بالجيم-، هو الذي استصغره النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أنصاري كما في الِإصابة (2/ 595 - 596).
3 -
الحديث من طريق منصور بن سلمة الخزاعي، وفي تهذيب الكمال للمزي (3/ 1375) ذكر من شيوخه:(عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية)، ولم يذكر عمر بن عبيد الله بن زيد بن حارثة بل لم أجد لعمر هذا ذكراً في غير المستدرك.
4 -
الحديث جاء سنده على الصواب في كتب التخريج الآتية:
فالحديث أخرجه الطبراني في الكبير (5/ 184و256 رقم 4962 و5150).
وأبو نعيم في المعرفة (1/ ل 258 أ).
كلاهما من طريق منصور بن سلمة الخزاعي، عن عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية، عن عمر بن زيد بن جارية، عن أبيه زيد بن جارية، قال: استصغر النبي صلى الله عليه وسلم ناساً يوم أحد، منهم زيد بن جارية -يعني نفسه-، والبراء بن عازب، وسعد بن خيثمة، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وجابر بن عبد الله. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هذا أحد لفظي الطبراني، ولفظ أبي نعيم نحوه.
قال أبو نعيم عقبه: "رواه عباس الدوري، عن أبي سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، فقال: سعد بن حَبْتَة، وحَبْتَة أمه، بنت مالك، من بني عمرو بن عوف، من الأنصار".
قلت: ورواية عباس الدوري هذه التي أشار إليها أبو نعيم، فيما يظهر أنها التي أخرجها ابن منده في المعرفة كما في الِإصابة (2/ 595 - 596)، حيث قال ابن حجر: "روى ابن منده من طريق عثمان بن عبيد الله بن جارية، عن عمر بن زيد بن جارية، حدثني أبي
…
، فذكره بمثل رواية الطبراني السابقة، إلا أنه قال:(سعد بن حَبْتَة).
وسعد بن حَبْتَة هذا له ترجمة في الِإصابة (3/ 51رقم 3140).
دراسة الِإسناد:
الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"منكر؛ كيف يُسْتَصْغر من هو نقيب؟!! ".
فالذهبي رحمه الله إنما انتقد متن الحديث، ولم يتكلم عن سنده بشيء.
وتقدم أن الحديث من رواية عثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية، عن عمه عمر بن زيد بن جارية، عن أبيه زيد.
وعثمان هذا تقدم أن المزِّي ذكره في شيوخ منصور بن سلمة الخزاعي، ولم أجد له ترجمة، ولا لعمه عمر بن زيد بن جارية، حتى ابن حبان الذي عني بذكر مثلهما، لم يذكرهما في ثقاته، وقد ذكر الهيثمي هذا الحديث في المجمع (6/ 108)، وقال:"فيه من لم أعرفه"، يعني عثمان، وعمه عمر.
وبالِإضافة لجهالة هذين الراوين، فإن الحديث معلول المتن بما ذكره الذهبي بقوله:"كيف يستصغر من هو نقيب؟!! ".
فسعد بن خيثمة رضي الله عنه هو أحد النقباء الأثني عشر الذين اختارهم النبي صلى الله عليه وسلم من الأنصار ليلة العقبة بمنى، قبل =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الهجرة كما في طبقات ابن سعد (3/ 607)، والِإصابة (3/ 55)، بل أطبق أهل السِّيَر على أن سعداً استشهد ببدر كما قال ابن حجر في الموضع السابق، فكيف يستصغر بأحد؟!.
وقد يقال: إن رواية الدوري فيها: (سعد بن حَبْتَة)، فلا يتوجه الِإعلال إلى المتن.
والجواب: أن الحديث مداره على منصور بن سلمة الخزاعي، ورواه عنه ثلاثة هم: أحمد بن عبيد الله النرسي عند الحاكم، ومحمد بن الجنيد عند الطبراني، ومحمد بن أبي عتاب أبو بكر الأعين عند الطبراني، وأبي نعيم، وثلاثتهم قالوا:(سعد بن خيثمة)، فخالفهم عباس الدوري، وقال:(سعد بن حَبْتَة)، فروايتهم أرجح من رواية عباس.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف الِإسناد لجهالة عمر بن زيد بن جارية، وعثمان بن عبيد الله بن زيد بن جارية، ومتنه منكر لمخالفته لما تقدم بيانه عن سعد بن خيثمة، والله أعلم.
624 -
حديث سليمان بن أبان:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر أراد سعد (بن خيثمة)(1) وأبوه جميعاً الخروج معه
…
إلخ.
قلت: مرسل في إسناده ضعف (2).
(1) في (أ): (ابن أبي خيثمة).
(2)
في التلخيص: (قلت: مرسل، وإسناده ضعيف).
624 -
المستدرك (3/ 198): أخبرني الحسن بن محمد الحكيمي بمرو، أنا أبو الموجه، أنا عبدان، أنا عبد الله، أنا رجل، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، أن سليمان بن أبان حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما خرج إلى بدر أراد سعد بن خيثمة وأبوه جميعاً الخروج معه. فذُكر ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، فأمر أن يخرج أحدهما، فاستهما، فقال خيثمة بن الحارث لابنه سعد: إنه لا بد لأحدنا من أن يقيم، فأقم مع نسائك. فقال سعد: لو كان غير الجنة لآثرتك به، إني أرجو الشهادة في وجهي هذا. فاستهما، فخرج سهم سعد، فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى بدر، فقتله عمرو بن عبد ودّ.
تخريجه:
الحديث أخرجه الحاكم هنا من طريق عبد الله بن المبارك، عن رجل مبهم، عن عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن سليمان بن أبان.
وابن المبارك رواه في كتاب الجهاد (ص 100 رقم 79).
ومن طريقه أبو نعيم في المعرفة (1/ ل 273 أ).
وأخرجه سعيد بن منصور في سننه (2/ 232رقم 2558) من طريق شيخه عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث
…
، فذكره بنحوه.
وأخرجه الواقدي في مغازيه (1/ 20) بدون إسناد، بنحوه.
ومن طريقه ابن سعد في الطبقات (3/ 482). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه أبو نعيم في الموضع السابق من طريق الواقدي، قال: ثنا موسى -وهو ابن عقبة-، عن ابن شهاب
…
، فذكره بنحوه مرسلاً.
دراسة الِإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعله الذهبي بقوله:"مرسل، وإسناده ضعيف".
أما الِإرسال، فلأن الحديث من رواية سليمان بن أبان بن أبي حدير، وهو ليس بصحابي، فإن البخاري ذكره في تاريخه (3/ 4 رقم 1759)، وأشار إلى رواية ابن وهب للحديث، وقال:"مرسل"، مشيراً إلى أن الرجل ليس له صحبة.
وأما الضعف الذي في سند الحديث، فلجهالة سليمان هذا، فإني لم أجد من ذكره سوى البخاري الذي سكت عنه، فلم يذكر فيه جرحاً، ولا تعديلاً.
والحاكم روى الحديث من طريق ابن المبارك، وشيخ ابن المبارك مبهم لم يفصح باسمه، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه عبد الله بن وهب عند سعيد بن منصور، فليس هو علة الحديث.
وعبد الله بن وهب بن مسلم القرشي، مولاهم، أبو محمد المصري، الفقيه، الثقة، الحافظ، العابد من رجال الجماعة./ الجرح والتعديل (5/ 189 - 190رقم 879)، والتهذيب (6/ 71رقم140) والتقريب (1/ 460 رقم 728).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الِإسناد، لِإرساله، وجهالة سليمان بن أبان.
وأما رواية أبي نعيم؛ فضعيفة جداً، في سندها الواقدي، وتقدم في الحديث (577) أنه متروك، هذا بالِإضافة للإرسال، فإنها من رواية الزهري، وهو من صغار التابعين كما يتضح من ترجمته في التهذيب (9/ 445رقم 732)، والله أعلم.