الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري
708 -
حديث أبي إبراهيم الترجماني، عن إسحاق بن حرب في صفة أبي الدرداء.
قلت: أخاف لا يكون سقط من سنده.
708 - المستدرك (3/ 337): أخبرنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا محمد بن بشر، ثنا مطر، ثنا أبو إبراهيم الترجماني، قال: رأيت شيخاً بدمشق يقال له: إسحاق أبو (الحارث) مولى لبني هبار القرشي، قال: رأيت أبا الدرداء عويمر بن قيس بن خناسة، صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أشهل أقنى، يخضب بالصفرة، ورأيت عليه قلنسوة مُضرّبة صغيرة، ورأيت عليه عمامة قد ألقاها على كتفيه. قال العباس: فسمعت رجلاً كان معين يقول له: مُذْ كم رأيته؟ قال: رأيته منذ أكثر من مائة سنة، قال: وكان عليه جوربان ونعلان، قال: وكان أتى على إسحاق نحو من عشرين ومائة سنة. اهـ. وهذا ما أدّى الاجتهاد إلى إثباته من متن الحديث، وقوله:(إسحاق أبو الحارث) في المستدرك المطبوع، والتلخيص:(أبو إسحاق الأجرب)، وفي المستدرك المخطوط:(إسحاق أبو حرب) كذا بدون نقط، وكنيته:(أبو الحارث) كما في مصادر التخريج.
وقوله في نسب أبي الدرداء: (خناسة) كذا في المستدرك المطبوع والمخطوط.
وقوله: (قال العباس) كذا في المستدرك المطبوع، وفي المخطوط:(قال إسحاق) وكلاهما مشكل. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقوله: (أشهل)، الشُّهْلة: حمرة في سواد العين، كالشكلة في البياض.
النهاية (2/ 516).
وقوله: (أقْنى، القنى في الأنف: طوله ورِقَّة أرنبته، مع حَدَب في وسطه، وقد يجمع على أقنان، وأقِنَّة. النهاية (4/ 116).
تخريجه:
الحديث أخرجه أبو نعيم في المعرفة (2/ ل 109 ب) فقال: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان العبسي، ثنا أبو إبراهيم الترجماني، ثنا إسحاق أبو الحارث، قال: رأيت أبا الدرداء أقنى أشهل، يخضب بالصفرة، وعليه قلنسوة وعمامة قد طرحها بين كتفيه.
وذكره الذهبي في السير (2/ 337) فقال: "آخر من زعم أنه رأى أبا الدرداء، شيخ عاش إلى دولة الرشيد، فقال أبو إبراهيم الترجماني: حدثنا إسحاق أبو الحارث، قال: رأيت أبا الدرداء أقنى، أشهل، يخضب بالصفرة.
وأخرجه ابن عساكر -كما في تهذيب تاريخه (2/ 437) -، من طريق إسماعيل بن إبراهيم الترجماني، عن إسحاق هذا قال: رأيت أبا الدرداء أشهل أقنى يخضب بالصفرة، ورأيت عليه قلنسوة مصرية (كذا) صغيرة، ورأيت عليه عمامة قد ألقاها على كتفيه، وفي لفظ: قد أرخاها بين كتفيه، فقال له رجل: منذ كم رأيته؟ قال: مذ أكثر من مائة سنة، ورأيت عليه جوربين ونعلين، وبيده عصاً، ورأيت أبا الحارث منذ أكثر من ستين سنة، وكانت حكايته هذه حكاها في سنة ثمان وعشرين ومائتين،
…
، قال إسماعيل بن إبراهيم الترجماني: وكان سِنُّه عشرين ومائة.
دراسة الِإسناد:
الحديث أعله الذهبي رحمه الله بقوله: "أخاف لا يكون سقط من سنده"، مع أن جميع الرواة صرحوا بالسماع، ومقصده بذلك أن أبا إبراهيم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الترجماني، واسمه إسماعيل بن إبراهيم بن بسام، توفي سنة (236) -كما في ترجمته في التهذيب (1/ 271رقم 508) -.
وأبو الدرداء رضي الله عنه مات في خلافة عثمان رضي الله عنه سنة اثنتين وثلاثين، -كما في ترجمته في التهذيب (8/ 176) -، والواسطة بينهما أبو الحارث، إسحاق بن الحارث مولى بني هبار القرشي، والمدة الزمنية بين وفاة أبي الدرداء، والفترة التي عاش فيها الترجماني طويلة جداً، بحيث يشك المطلع على إسناد مثل هذا في سقوط أحد من الرواة من سنده.
وإذا ما نظرنا لترجمة أبي الحارث هذا، فإننا نجد ابن عساكر أفرده بترجمة -كما في تهذيب تاريخه (2/ 436) -، ووصفه بأنه أحد المعمرين، ممن رأى أبا الدرداء، وواثلة بن الأسقع، وعمير بن جابر الكندي، وغيرهم ممن كانت له صحبة، وذكر ابن عساكر أن حكاية إسماعيل الترجماني للقصة كانت سنة ثمان وعشرين ومائتين، وذكر قول الترجماني عن نفسه إنه رأى أبا الحارث منذ أكثر من ستين سنة، فيكون رآه حوالي سنة ثمان وستين ومائة، أو قبلها بقليل، وله من العمر عشرون ومائة، فيكون ولد حوالي سنة ثمان وأربعين للهجرة، أو قبلها بقليل، فيكون بين وفاة أبي الدرداء، وولادة أبي الحارث هذا ست عشرة سنة، أو أقل بقليل، وأين سِنُّ التحمل؟! هذا لا يتفق مع التاريخ، ولم أجد الذهبي رحمه الله ذكر أبا الحارث هذا في كتابه "أهل المائة فصاعداً"، ولا ذكره أبو حاتم السجستاني في كتابه "المعمّرون"، ولم يذكر ابن عساكر عنه جرحاً، ولا تعديلاً، ولم يرو عنه سوى الترجماني، فهو مجهول.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الإِسناد لجهالة إسحاق أبي الحارث، ومتنه تقدم ما فيه، والله أعلم.