الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صهيب
(1)
733 -
حديث صهيب:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في المهاجرين الأولين: "هم السابقون (الشافعون)(2)
…
" الخ.
قال: غريب.
قلت: بل كذب، وإسناده مظلم.
(1) العنوان من هامش (أ).
(2)
في (أ) و (ب): (السابقون): (السابقون)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه.
733 -
المستدرك (3/ 399 - 400): حدثني أبو عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر العدل الزاهد، وأنا سألته، ثنا أبو حبيب العباس بن أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، ثنا أبو بكر عبد الله بن عبيد الله الطلحي، ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدثني أبو حذيفة الحصين بن حذيفة بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده صهيب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في المهاجرين الأولين: "هم السابقون الشافعون المُدْلون على ربهم تبارك وتعالى، والذي نفسي بيده، إنهم ليأتون يوم القيامة وعلى عواتقهم السلاح، فيقرعون باب الجنة، فتقول لهم الخزنة: من أنتم؟ فيقولون: نحن المهاجرون، فتقول لهم الخزنة: هل حوسبتم؟ فيجثون على ركبهم، وينثرون ما في جعابهم، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويرفعون أيديهم إلى السماء، فيقولون: أي رب، وماذا نحاسب، فقد خرجنا، وتركنا الأهل، والمال، والولد، فيمثل الله لهم أجنحة من ذهب مخوّصة بالزبرجد، والياقوت، فيطيرون حتى يدخلوا الجنة، فذلك قوله:{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ (34)} [فاطر: 34] الآية إلى: {لغوب} . (الآية 34 و 35 من سورة فاطر).
قال أبو حذيفة: قال حذيفة: قال صيفي: قال صهيب: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "فلهم بمنازلهم في الجنة أعرف منهم بمنازلهم في الدنيا".
تخريجه:
الحديث أخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 156) من طريق جعفر بن أبي الحسن الخوارزمي، ثنا عبد الله بن عبيد الله بن إسحاق بن محمد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، حدثني أبي عبيد الله بن إسحاق، عن الحصين بن حذيفة، عن أبيه حذيفة، عن أبي صيفي، عن أبيه صهيب رضي الله عنه
…
، به بنحوه.
وأخرجه ابن مردويه -كما في الدر المنثور (7/ 29) -.
دراسة الِإسناد:
الحديث أخرجه الحاكم، ثم قال:"غريب الِإسناد والمتن ذكرته في مناقب صهيب لأنه من المهاجرين الأولين، والراوي للحديث أعقابه، والحديث لأصحابه، ولم نكتبه إلا عن شيخنا الزاهد أبي عمرو رحمه الله".
فتعقبه الذهبي بقوله: "إسناده مظلم" على عادته في حكمه على السند الذي فيه مجاهيل، وحُق له ذلك؛ فإن: صيفي بن صهيب بن سنان الرومي مجهول الحال؛ ذكره ابن حبان في ثقاته (4/ 384)، وقال ابن حجر عنه في التقريب (1/ 371رقم 131): مقبول، وانظر التهذيب (4/ 441 رقم 766). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابنه حذيفة لم أجد من ذكره.
والحصين بن حذيفة، أبو حذيفة قال عنه أبو حاتم: مجهول، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الحافظ ابن حجر في اللسان: له مناكير، وذكره هو والذهبي في عداد الضعفاء./ انظر الجرح والتعديل (3/ 191رقم 827)، والميزان (1/ 552 رقم2077)، واللسان (2/ 318 - 319 رقم 1302).
والراوي عنه عبد الله بن محمد بن إسحاق بن موسى بن طلحة بن عبيد الله كذا وقع في إسناد الحاكم، وعند أبي نعيم: عبيد الله بن إسحاق بن محمد بن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، ولم أجد أحداً بهذا الاسم أو ذاك، وإنما هناك:
عبيد الله بن إسحاق بن حماد بن موسى بن طلحة بن عبيد الله، فإن يكن هو، فقد قال عنه أبو حاتم: ليس بقوي، وذكره ابن حبان في ثقاته، وإلا فلم أعرفه./ الجرح والتعديل (5/ 308رقم 1464)، واللسان (4/ 97رقم 190).
وعبد الله بن عبيد الله بن إسحاق، أبو بكر الطلحي لم أجده.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد لما تقدم ذكره من العلل في دراسة الإسناد، والله أعلم.
734 -
حديث صهيب مرفوعاً:
"أحبوا صهيباً حب الوالدة لولدها".
قلت: سنده واه.
734 - المستدرك (3/ 401): أخبرنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي بنيسابور، ثنا أبو الزنباع، ثنا يوسف بن عدي، ثنا يوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، عن أبيه، عن جده، عن صهيب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
…
، الحديث بلفظه.
وهذا الحديث ليس في التلخيص المطبوع، وهو في المخطوط منه.
تخريجه:
الحديث أخرجه ابن عدي في الكامل (7/ 2626) بلفظ: "من كان يؤمن بالله فليحب صهيباً حب الوالدة لولدها".
وأخرجه الحافظ ابن عساكر في تاريخه -كما في تهذيبه (6/ 450) - من طرق بمثل لفظ الحاكم، وبمثل لفظ ابن عدي، وبلفظ:"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب صهيباً حب الوالد لولده".
دراسة الِإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي بقوله:"سنده واه".
وفي سنده صيفي بن صهيب وتقدم في الحديث السابق أنه مجهول الحال.
والراوي عنه محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب، قال عنه البخاري:"مختلف في إسناده"، وذكره العقيلي في الضعفاء، وذكر عبارة البخاري هذه، وذكر حديثاً من طريقه، وقال:"لا يتابع عليه"، وعده الذهبي في الضعفاء./ التاريخ الكبير (1/ 258رقم 825)، والضعفاء للعقيلي (4/ 146 - 147)، والميزان (4/ 66 رقم 8317).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويوسف بن محمد بن يزيد بن صيفي بن صهيب قال عنه البخاري: فيه نظر.
وقال أبو حاتم: لا بأس به. وذكره ابن حبان في الثقات.
ولخص القول فيه ابن حجر بقوله: مقبول./ انظر الجرح والتعديل (9/ 228 رقم 959)، والتهذيب (11/ 422رقم 823)، والتقريب (2/ 382رقم451).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف جداً بهذا الإسناد للعلل المتقدم ذكرها في دراسة الِإسناد، وذكره الألباني في ضعيف الجامع (1/ 99رقم 178)، وقال:"ضعيف جداً"، والله أعلم.
735 -
حديث صهيب مرفوعاً:
"من كذب علي متعمداً كُلِّف يوم القيامة أن يعقد طرفي شعيرة، ولن يعقدها".
قلت: فيه (عمرو)(1) بن دينار، وهو ضعيف.
(1) في (أ) و (ب): (عمر)، وما أثبته من سند المستدرك، ومن التلخيص، ومصادر الترجمة الآتية.
735 -
المستدرك (3/ 401) روى الحاكم بإسناده عن صهيب رضي الله عنه قوله: هلمّوا نحدّثكم عن مغازينا، فأما أن نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلا، ثم قال الحاكم: بيان هذا الحديث ما حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا الخضر بن أبان الهاشمي، ثنا سيّار بن حاتم، ثنا جعفر بن سليمان، ثنا عمرو بن دينار، عن صيفي بن صهيب قال: قلت لأبي صهيب: مالك لا تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم -كما يحدث أصحابك؟ قال: أي بني قد سمعت كما سمعوا، ولكن يمنعني من الحديث أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول
…
، الحديث بلفظه.
تخريجه:
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 40 - 41رقم7302) من طريق الحسن بن أبي جعفر، عن عمرو بن دينار هذا، أن بني صهيب قالوا لصهيب: يا أبانا، إن أبناء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدثون عن آبائهم، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار".
وأخرجه ابن عدي في الكامل (1/ 17) من طريق قطن بن نسير، عن جعفر بن سليمان، به نحو لفظ الحاكم.
وأخرجه ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات (1/ 66) من طريق ابن عدي، ومن طرق أخرى مدارها على عمرو بن دينار. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الهيثمي في المجمع (4/ 131): "عمرو بن دينار هذا متروك".
دراسة الِإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي بقوله:"عمرو ضعيف".
وعمرو بن دينار هذا هو البصري، الأعور، قهرمان آل الزبير، يكنى أبا يحيى، وهو ضعيف./ الكامل (5/ 1785 - 1786)، والتقريب (2/ 69 رقم 576)، والتهذيب (8/ 30 - 31 رقم 46).
وشيخ عمرو هذا هو صيفي بن صهيب، وتقدم في الحديث (733) أنه مجهول الحال.
أما الطريق التي رواها الطبراني، وسقط منها بعض رجال الِإسناد، فإنها من طريق الحسن بن أبي جعفر، وتقدم في الحديث (583) أنه ضعيف الحديث.
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف عمرو بن دينار، وجهالة حال صيفي.
أما متن الحديث فمتواتر بلفظ: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، وتقدم الكلام عنه في الحديث رقم (671).
736 -
حديث أنس مرفوعاً:
"أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش".
قلت: فيه عمارة بن زاذان (وهو)(1) واه؛ ضعفه الدارقطني (2)، وقد ذكره ابن أبي حاتم في العلل (3) من حديث محمد بن زياد، (عن) (2) أبي أمامة قال: سمعت أبي، وأبا زرعة يقولان: هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الِإسناد.
(1) ما بين القوسين ليس في (أ).
(2)
سؤالات البرقاني للدارقطني (ص 53 رقم 375).
(3)
(2/ 353رقم2577).
736 -
المستدرك (3/ 402): حدثنا علي بن حمشاذ، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حذيفة، ثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق فارس، وبلال سابق الحبش".
تخريجه:
الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 34رقم 7288).
والبزار في مسنده (3/ 219رقم2607).
أما الطبراني فمن طريق علي بن عبد العزيز، وأما البزار فمن طريق عبدة بن عبد الله، كلاهما عن أبي حذيفة النهدي موسى بن مسعود، به مثله.
وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 305)، وعزاه للطبراني فقط، وقال:"رجاله رجال الصحيح، غير عمارة بن زاذان، وهو ثقة، وفيه خلاف".
وأما حديث أبي أمامة الذي ذكر الذهبي أن ابن أبي حاتم ذكره، فهو في العلل له (2/ 353رقم2577). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأخرجه الطبراني في الكبير (8/ 131رقم 7526)، وفي الصغير (1/ 104).
وابن عدي في الكامل (2/ 507).
ثلاثتهم من طريق عطية بن بقية بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن زياد الألهاني، عن أبي أمامة يرفعه، بنحوه.
قال الهيثمي في المجمع (9/ 305): "إسناده حسن".
دراسة الِإسناد:
الحديث في سنده عمارة بن زاذان الصيدلاني، أبو سلمة البصري، وهو صدوق إلا أنه كثير الخطأ./ الجرح والتعديل (6/ 365 - 366 رقم 2016)، والتقريب (2/ 49 رقم 367)، والتهذيب (7/ 416رقم 676).
وأما حديث أبي أمامة عند ابن أبي حاتم، والطبراني، وابن عدي، فإنه من رواية عطية بن بقية بن الوليد، عن أبيه، عن محمد بن زياد الألهاني.
وعطية بن بقية يخطيء ويغرب، ويعتبر حديثه إذا روى عن أبيه غير الأشياء المدلسة، كما قال ابن حبان في الثقات (8/ 527)، وانظر اللسان (4/ 175 رقم 441).
وأما أبوه بقية بن الوليد الحمصي، فإنه صدوق، غير أنه كثير التدليس عن الضعفاء، وقد جعله الحافظ ابن حجر على رأس الطبقة الرابعة من المدلسين - وهم الذين اتفق الأئمة على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع لكثرة تدليسهم على الضعفاء والمجاهيل، الجرح والتعديل:(2/ 434 - 436 رقم 1728)، وطبقات المدلسين:(ص121 رقم117)، والتهذيب (1/ 473 - 478 رقم 878)، والتقريب (1/ 105 رقم 108).
والحديث رواه عن عطية بن بقية ثلاثة:
1 -
ابن أبي حاتم في العلل وفي روايته عنعنة بقية عن محمد بن زياد.
2 -
علي بن سراج المصري شيخ ابن عدي وعنده عنعنة بقية أيضاً. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3 - أيوب بن أبي سليمان الصوري شيخ الطبراني، وفي روايته صرح بقية بالتحديث.
وابن أبي حاتم إمام مشهور.
وعلي بن سراج المصري حافظ متقن، رمي بشرب المسكر، وعلل ذلك ابن حجر بأنه ينبغي احتمال كونه كان يشرب النبيذ المختلف فيه./ انظر سؤالات حمزة السهمي للدارقطني (ص 223 رقم 306)، واللسان 4/ 230 - 231رقم614).
وأما شيخ الطبراني أيوب بن أبي سليمان الصوري فلم أجد من ذكره.
وبذا يتضح أن رواية بقية بالعنعنة هي الراجحة لاتفاق اثنين من الحفاظ على ذلك، ومخالفة شيخ لها لم تتبين حاله.
الحكم علي الحديث:
حديث أنس ضعيف بهذا الِإسناد لضعف عمارة من قبل حفظه.
وأما حديث أبي أمامة فإنه ضعيف جداً بهذا الِإسناد؛ لما تقدم في دراسة الِإسناد، وقد أعله أبو زرعة وأبو حاتم بقولها:"هذا حديث باطل لا أصل له بهذا الِإسناد".
وله شاهد من حديث أم هانيء رضي الله عنها بلفظه.
أخرجه الطبراني في الكبير (24/ 435رقم1062).
وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 305) وقال: "فيه فائد العطار وهو متروك".
وعليه فالحديث لا ينجبر ضعفه بهذين الشاهدين، والله أعلم.
انتهى الجزء الرابع ويليه الجزء الخامس وأوّله: بقية مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم