الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الزبير بن العوام
…
718 -
حديث علي مرفوعاً:
"طلحة والزبير جاراي في الجنة".
قال: صحيح.
قلت: لا.
718 - المستدرك (3/ 364): حدثنا محمد بن صالح بن هانيء، ثنا أبو بكر محمد بن النضر الجارودي، ثنا عبد الله بن سعيد الكندي، ثنا أبو عبد الرحمن النضر بن منصور العنزي، حدثني علقمة بن علاثة اليشكري، قال سمعت علياً رضي الله عنه يقول: سمعت أذني من في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو يقول
…
، الحديث بلفظه.
تخريجه:
الحديث أخرجه الترمذي (10/ 242رقم 3823) في مناقب طلحة من كتاب المناقب.
وأبو يعلى في مسنده (1/ 395رقم 515).
والدولابي في الكنى (2/ 70).
وابن عدي في الكامل (7/ 2489).
جميعهم من طريق النضر بن منصور، به مثله، إلا أن شيخ النضر عندهم اسمه: عقبة بن علقمة اليشكري. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه".
دراسة الِإسناد:
الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"لا"، ولم يبيّن سبب ردِّه لتصحيح الحاكم.
والحديث عند الحاكم من رواية علقمة بن علاثة اليشكري، عن علي، كذا في المستدرك وتلخيصه الخطوطين والمطبوعين، والصواب ما في رواية الترمذي، وغيره: أن اسمه: عقبة بن علقمة اليشكري.
وعقبة بن علقمة اليَشْكُري -بفتح التحتانية، وسكون المعجمة، وضم الكاف-، أبو الجَنُوب -بفتح الجيم، وضم النون، وآخره موحده-، ضعيف./ الجرح والتعديل (6/ 313رقم 1743)، والتقريب (2/ 27 رقم 248)، والتهذيب (7/ 247 رقم 445).
والراوي عن عقبه هذا هو أبو عبد الرحمن النضر بن منصور الذهلي، وهو ضعيف أيضاً./ الكامل لابن عدي (7/ 2489 - 2490)، والتهذيب (10/ 445 رقم 810)، والتقريب (2/ 303 رقم 102).
الحكم على الحديث:
الحديث ضعيف بهذا الِإسناد لضعف كل من عقبة والنضر.
719 -
حديث (1) قيس، قال:
قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت، فقال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أتُحبّه؟ " فقلت: وما يمنعني؟! قال: "أما إنك ستخرج عليه، وتقاتله وأنت ظالم"؟ قال: فرجع الزبير.
قلت: فيه محمد بن (سليمان)(2) العابد لا يعرف، والحديث فيه نظر.
(1) الحديث بكامله ليس في (أ).
(2)
في (ب): (سلمة بن العابد)، وما أثبته من المستدرك وتلخيصه، ومصدر الترجمة.
719 -
المستدرك (3/ 366): أخبرنا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان، ثنا عثمان بن خرزاد الأنطاكي، ثنا ربيعة بن الحارث، حدثني محمد بن سليمان العابد، ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: قال علي للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار، فقال لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:"أتحبه؟ "، فقلت: وما يمنعني؟! قال: "أما إنك ستخرج عليه، وتقاتله وأنت ظالم"؟ قال: فرجع الزبير.
تخريجه:
الحديث له خمس طرق:
* الأولى: طريق إسماعيل بن أبي خالد، واختلف عليه.
فرواه محمد بن سليمان العابد، عنه، عن قيس بن أبي حازم، عن علي والزبير.
ورواه يعلى بن عبيد، عنه، عن عبد السلام البجلي -رجل من حيه-، عن علي والزبير. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما رواية محمد بن سليمان العابد، فهي التي أخرجها الحاكم هنا.
وأشار إليها الدارقطني في العلل (4/ 102)، وسيأتي ذكر كلامه.
وأما رواية يعلى بن عبيد، فأخرجها:
ابن أبي شيبة في المصنف (15/ 283رقم19673).
والعقيلي في الضعفاء (3/ 65).
ومن طريقه ابن الجوزي في العلل (2/ 364رقم 1417).
قال العقيلي: "لا يروى هذا المتن من وجه يثبت"، ونقل عن البخاري قوله:"عبد السلام روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، عن علي والزبير، ولا يثبت سماعه منهما".
وسئل الدارقطني في العلل (4/ 102 - 103) عن هذا الحديث، فأجاب بقوله: "يرويه محمد بن سليمان لُوَيْن، عن محمد بن سليمان الأزدي -سكن الطائف-، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن علي. وَوَهِمَ فيه.
والصواب: عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد السلام البجلي -رجل من حيه-، عن علي، والزبير.
وقد قيل: إنه عبد السلام بن عبد الله بن جابر الأحمسي، وهو مرسل عن علي، والله أعلم".
وسئل أيضاً عن الحديث مرة أخرى (4/ 245 - 246)، فقال: "حدّث به لوين محمد بن سليمان، عن محمد بن سليمان -شيخ له-، عن إسماعيل، عن قيس، عن الزبير.
وليس هذا من حديث قيس، وإنما رواه إسماعيل، عن عبد السلام -رجل من حيه-، كذا قال يعلى، عن إسماعيل، وهو عبد السلام بن عبد الله بن جابر الأحمسي، عن الزبير، وعبد السلام هذا لم يدرك الزبير، وهو مرسل"اهـ. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= * الطريق الثانية: طريق عبد الله بن محمد الرقاشي، عن جده عبد الملك بن مسلم، عن أبي جرو المازني، قال سمعت علياً والزبير
…
، الحديث بنحوه.
ورواه عن عبد الله إثنان: أبو عاصم النبيل، وجعفر بن سليمان.
أما رواية جعفر بن سليمان، فأخرجها الحاكم (3/ 367) من طريق قطن بن بشير، وخالد بن يزيد العرني، كلاهما عن جعفر، عن عبد الله، به نحوه.
ومن طريق الحاكم أخرجه البيهقي في الدلائل (6/ 415).
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (2/ 300) و (3/ 35) من طريق خالد بن يزيد أيضاً، عن جعفر، عن عبد الله به نحوه.
ومن طريق العقيلي أخرجه ابن الجوزي في العلل (2/ 364 - 365 رقم 1418).
وأما رواية أبي عاصم النبيل، عن عبد الله الرقاشي، فقد اختلف فيها على أبي عاصم.
فرواه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم الدورقي، عنه، عن عبد الله، عن جده عبد الملك، عن أبي جرو، به نحو الرواية السابقة.
ورواه أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، عنه، عن عبد الله، عن جده عبد الملك، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّيلي، قال: شهدت الزبير
…
، الحديث بنحوه.
أما رواية يعقوب، فأخرجها أبو يعلى في مسنده (2/ 29 - 30 رقم 666).
وأما رواية أبي قلابة، فأخرجها الحاكم (3/ 366)، ثم قال:"هذا حديث صحيح عن أبي حرب بن أبي الأسود، وقد روى عنه يزيد بن صهيب الفقير، وفضل بن فضالة في إسناد واحد"، ثم ذكره، وهي:
* الطريق الثالثة: طريق أبي العباس عبد الله بن محمد بن سوّار الهاشمي، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الكوفي، عن منجاب بن الحارث، حدثنا عبد الله بن الأجلح، حدثني أبي، عن يزيد الفقير، قال منجاب: وسمعت فضل بن فضالة يحدث به، جميعاً عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّيلي، قال: شهدت علياً، والزبير
…
، الحديث بنحوه.
وأخرجه أيضاً البيهقي في الدلائل (6/ 414 - 415)، إلا أنه قال:"يزيد الفقير، عن أبيه .. ، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدّئلي، عن أبيه .. "، فزاد في الِإسناد والد يزيد، ووالد أبي حرب.
* الطريق الرابعة: طريق شريك، عن الأسود بن قيس، قال: حدثنى من رأى الزبير
…
، الحديث بنحوه.
أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (15/ 283 - 284 رقم 19674).
* الطريق الخامسة: طريق عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة، قال: لما ولّى زبير يوم الجمل بلغ علياً رضي الله عنه، فقال: لو أن ابن صفيّة يعلم أنه على حق ما ولّى، وذاك أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيهما في سقيفة بني ساعدة
…
، الحديث بنحوه.
أخرجه البيهقي في الموضع السابق، وقال:"هذا مرسل".
دراسة الِإسناد:
الحديث سكت عنه الحاكم وأعله الذهبي بقوله: "العابد لا يعرف، والحديث فيه نظر".
والعابد هذا هو محمد بن سليمان، وذكر الدارقطني كما سبق أنه يقال له: الأزدي، وسكن الطائف، فهو محمد بن سليمان العابد الأزدي، الطائفى، ولم أجد من ترجم له سوى ابن حجر في اللسان (5/ 184رقم 640) اعتماداً على كلام الذهبي هنا، حيث قال:"لا يعرف، قاله المؤلف في تلخيص المستدرك".
ومع جهالة العابد هذا، فإنه وهم في الحديث كما قال الدارقطني، والصواب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ما رواه يعلى بن عبيد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد السلام، عن علي والزبير رضي الله عنهما.
وهذا له علتان:
1 -
الإِرسال.
2 -
جهالة عبد السلام هذا.
أما الِإرسال، فتقدم أن البخاري، والدارقطني نصّا على أن عبد السلام لم يسمع من علي والزبير، وأن روايته عنهما مرسلة.
وأما الجهالة، فقد قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (6/ 45رقم 235): "عبد السلام البجلي، روى عن الزبير بن العوام، روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، وذكر أنه من حيه
…
، سمعت أبي يقول: هو مجهول، لا يُدرى أدرك ابن الزبير (كذا)، أم لا؟ ".
ونص الذهبي في الميزان (2/ 619رقم 5065) على أنه مجهول.
وقد قيل إنه: عبد السلام بن عبد الله بن جابر الأحمسي، وهذا أيضاً مجهول، قال ابن القطان:"لا يعرف"./ اللسان (3/ 265رقم 1135) في ترجمة أبيه عبد الله بن جابر.
* أما الطريق الثانية: فهي طريق عبد الله بن محمد الرقاشي، عن جده عبد الملك، عن أبي جرو المازني، عن علي والزبير، وبه.
وأبو جَرْو المازني هذا مجهول كما في الميزان (4/ 510 رقم 10061)، وانظر التهذيب (12/ 54رقم 213).
وعبد الملك بن مسلم الرقاشي ذكره البخاري في تاريخه (5/ 431رقم 1403)، وأشار لحديثه هذا، وقال:"لم يصح حديثه"، وذكره العقيلي، وابن عدي، والذهبي في الضعفاء اعتماداً على كلمة البخاري هذه./ الضعفاء للعقيلي (3/ 35)، والكامل لابن عدي (5/ 1944)، والميزان (2/ 664 رقم 5249)، والتهذيب (6/ 425 رقم 881). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد تفرد عنه بهذا الحديث ابن ابنه عبد الله بن محمد بن عبد الملك بن مسلم الرقاشي، وهو الذي قال عنه البخاري:"فيه نظر"، وقال أبو حاتم:"في حديثه نظر"./ الجرح والتعديل (5/ 157رقم 723)، والضعفاء للعقيلي (2/ 300)، والميزان (2/ 488 و 499 رقم 4543 و 4584)، والتهذيب (6/ 12رقم 17).
وأما مخالفة أبي قلابة ليعقوب بن إبراهيم بجعله الحديث عن عبد الملك الرقاشي، عن أبي حرب بن أبي الأسود، فلا يعتدّ بها؛ لأن يعقوب بن إبراهيم بن كثير بن أفلح الغبدي، مولاهم، أبو يوسف الدّورقي ثقة روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (9/ 202رقم 844)، والتهذيب (11/ 381 رقم742)، والتقريب (2/ 374 رقم370).
وأما أبو قلابة عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي، فإنه صدوق، إلا أنه يخطيء؛ تغيّر حفظه لما سكن بغداد، وشيخ الحاكم روى عنه هذا الحديث ببغداد./ تاريخ بغداد (10/ 425 - 427 رقم 5584)، والتهذيب (6/ 419رقم 875)، والتقريب (1/ 522 رقم 1344).
* أما الطريق الثالثة: فهي طريق أبي العباس عبد الله بن محمد بن سوّار الهاشمي الكوفي، عن منجاب بن الحارث، عن عبد الله بن الأجلح، عن أبيه، عن يزيد الفقير، وعن منجاب عن فضل بن فضالة، كلاهما عن أبي حرب، به.
وأبو العباس عبد الله بن محمد بن سوّار الهاشمي الكوفي لم أجد له ترجمة، وقد ذكره المزّي في تهذيب الكمال (3/ 1372) في الرواة عن منجاب بن الحارث، لكنه قال: محمد بن عبد الله بن سوّار الهاشمي، وبكلا الاسمين لم أجد من ذكره.
وفي سند الحديث أيضاً فضل بن فضالة، وعبد الله بن الأجلح، وأبوه، وجميعهم لم أجد لهم ترجمة. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ومع ذلك فقد اختلف الحاكم وشيخ البيهقي في سند الحديث، فكلاهما يرويه عن أبي عمرو محمد بن جعفر بن محمد بن مطر، لكن زاد شيخ البيهقي -كما سبق- في الِإسناد والد يزيد، ووالد أبي حرب.
* الطريق الرابعة: طريق شريك، عن الأسود بن قيس، قال: حدثني من رأى الزبير
…
، الحديث.
وشيخ الأسود هنا مبهم.
والراوي عنه شريك بن عبد الله النخعي القاضي تقدم في الحديث (497) أنه صدوق يخطيء كثيراً.
* الطريق الخامسة: طريق قتادة التي نص البيهقي على أنها مرسلة، وذلك لأن قتادة قال عنه الِإمام أحمد: "ما أعلم قتادة روى عن أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إلا عن أنس رضي الله عنه./ انظر المراسيل لابن أبي حاتم (ص 168 رقم 321).
الحكم علي الحديث:
الحديث بإسناد الحاكم ضعيف لجهالة محمد بن سليمان العابد، والصواب فيه أنه عن عبد السلام البجلي، وهو ضعيف أيضاً لجهالة عبد السلام، وإرساله.
* أما الطريق الثانية، فإنها ضعيفة جداً لجهالة أبي جرو المازني، ولما تقدم عن حال عبد الملك الرقاشي، وحفيده عبد الله بن محمد، وتقدم أن البخاري قال عن حديث عبد الملك هذا:"لم يصح حديثه".
* والطريق الثالثة، يتوقف الحكم عليها على معرفة حال ابن سوّار، وفضل بن فضالة، وعبد الله بن الأجلح، وأبيه، ومع ذلك ففيها اختلاف تقدمت الِإشارة إليه.
* الطريق الرابعة، ضعيفة لِإبهام شيخ الأسود، وضعف شريك من قبل حفظه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= * والطريق الخامسة، ضعيفة أيضاً لِإرسالها.
وبالجملة فليس في طرق الحديث طريق تسلم من الضعف، وقد يقال إن الحديث بالطريق الأولى والرابعة والخامسة يرتقي لدرجة الحسن لغيره، والجواب أن الحديث معلول المتن كما يظهر من عبارات من سبق من الأئمة، ومن ضمنهم العقيلي رحمه الله، حيث قال في الضعفاء (2/ 300) بعد أن ذكر الحديث:"الأسانيد في هذا ليّنة"، وذكر قول البخاري عن حديث عبد الملك الرقاشي:"لم يصح حديثه"، وذكر هذا الحديث، ثم قال:"وفي هذه رواية من غير هذا الطريق تقارب هذه الرواية"./ الضعفاء (3/ 35)، وذكر الحديث (3/ 65) من رواية عبد السلام البجلي، وقال:"لا يروى هذا المتن من وجه، يثبت".
وذكر ابن الجوزي بعض طرقه في العلل المتناهية (2/ 364 - 365)، وقال:"هذا حديث لا يصح".
وهذا الذي عناه الذهبي بقوله هنا: "والحديث فيه نظر"، والله أعلم.