المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدري إمام - مختصر تلخيص الذهبي لمستدرك الحاكم - جـ ٤

[ابن الملقن]

فهرس الكتاب

- ‌مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما

- ‌مناقب أفراد الصحابة رضي الله عنهم

- ‌إياس بن معاذ، أخو سعد، توفي بمكة قبل الهجرة

- ‌خديجة رضي الله عنها

- ‌أسعد بن زرارة، من بني مالك بن النجار

- ‌عمير بن أبي وقَّاص، أخو سعد، قتل يوم بدر

- ‌سعد بن خيثمة الأنصاري، أحد النقباء

- ‌عثمان بن مظعون، أبو السائب الجمحي

- ‌حمزة، أسد الله

- ‌سعد بن الربيع الخزرجي، أحد النقباء البدريين

- ‌عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، النقيب، أبو جابر

- ‌حنظلة بن عبد الله غسيل الملائكة

- ‌ سعد بن معاذ، أبو عمرو

- ‌جعفر بن أبي طالب، استشهد بمؤتة

- ‌زيد بن حارثة مولى النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌سالم، مولى أبي حذيفة

- ‌ثعلبة بن عَنَمة الأنصاري

- ‌ذكر مناقب رافع بن مالك الزرقي رضي الله عنه

- ‌ضرار بن الأزور الأسدي الشاعر

- ‌هشام بن العاص بن وائل السهمي

- ‌عكرمة بن أبي جهل

- ‌أبو قحافة عثمان بن عامر

- ‌خالد بن سعيد بن العاص

- ‌سعد بن عبادة النقيب سيِّد الخزرج

- ‌أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب

- ‌محمد بن عياض الزهري

- ‌عتبة بن مسعود

- ‌عتبة بن غزوان

- ‌أبو عبيدة بن الجراح

- ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

- ‌بلال بن رباح

- ‌عياض بن غَنْم الفهري

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌أبَيّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف

- ‌عبد الله بن مسعود الهذلي

- ‌العباس بن عبد المطلب، عم النبي صلى الله عليه وآله وسلم

- ‌عبد الله بن زيد بن عبد ربّه الأنصاري

- ‌أبو الدرداء عويمر بن زيد الأنصاري

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌أبو عَبْس بن جبر الخزرجي

- ‌عبادة بن الصامت

- ‌عامر بن ربيعة

- ‌الزبير بن العوام

- ‌طلحة بن عبيد الله التَّيْمي

- ‌حُذَيْفة

- ‌عمّار بن ياسر

- ‌صهيب

الفصل: ‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدري إمام

‌معاذ بن جبل، أبو عبد الرحمن، بدريّ إمام

676 -

قال مالك:

هلك معاذ وهو ابن ثمان وعشرين سنة.

قلت: هذا غلط؛ فإنه شهد بدراً، وعاش بعدها ستة عشر سنة (1)، والصواب قول موسى بن عقبة: إنه مات في طاعون عمواس، وهو ابن ثمان وثلاثين سنة.

(1) كذا في (أ) و (ب)، والتلخيص.

676 -

المستدرك (3/ 268): أخبرني عبد الله بن يعقوب الفارسي، ثنا يعقوب بن سفيان، ثنا ابن بكير، سمعت مالك بن أنس يقول: إن معاذ بن جبل هلك وهو ابن ثمان وعشرين سنة، وهو أمام العلماء برتوة.

وقوله: (برَتْوة)، أي: برمية سهم، وقيل: يميل، وقيل: مدى البصر. اهـ.

من النهاية (2/ 195).

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 29رقم 40) من طريق ابن بكير، به، ولفظه: مات معاذ بن جبل وهو ابن ثمان وعشرين سنة، وقائل يقول: اثنتين وثلاثين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"معاذ بن جبل أمام العلماء برتوة يوم القيامة"، قال ابن بكير: والرتوة: المنزلة. اهـ. =

ص: 1917

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي بقوله السابق، وهو من طريق يونس بن بكير يرويه عن الإِمام مالك.

ويونس بن بكير تقدم في الحديث (537) أنه صدوق يخطيء.

الحكم على الحديث:

الحديث سنده ضعيف لضعف يونس من قبل حفظه، ولو صح عن مالك فإنما يعبّر عن رأيه الذي اختاره في سن وفاة معاذ، لا عن نقل متصل منه، لأن معاذاً توفي سنة ثمان عشرة، ومالك ولد سنة ثلاث وتسعين كما في التهذيب (10/ 8).

وقد ردّ الذهبي قول مالك هذا، واختار قول موسى بن عقبة، على أن معاذاً مات في طاعون عمواس، وهو ابن ثمان وثلاثين، واستدل على ذلك بأنه شهد بدراً، وعاش بعدها ست عشرة سنة.

وقد أخرج الطبراني في الكبير (20/ 28رقم 35) من طريق ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، ذكر أن معاذاً شهد العقبة، وبدراً.

وأخرج أيضاً برقم (36 و 37) عن الزهري، وابن إسحاق، ذكر أن معاذاً ممن شهد بدراً، وهذا الذي اختاره أيضاً الحافظ ابن حجر في الِإصابة (6/ 137)، حيث قال:"شهد بدراً وهو ابن إحدى وعشرين سنة، وأمّره النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اليمن، والحديث بذلك في الصحيح من رواية ابن عباس عنه". اهـ.

قلت: وبناءً على هذا القول المروي عن مالك يكون سن معاذ حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على اليمن أقل من عشر سنين، وهذا لا يتصور، والذهبي وابن حجر -رحمهما الله- من المؤرخين المشهود لهما بطول الباع في معرفة تواريخ الرواة ووفياتهم، وقد اختارا قول من قال إنه شهد بدراً، وتوفي بطاعون عمواس سنة ثمان عشرة، وهو ابن ثمان وثلاثين. =

ص: 1918

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أما ما روى ابن بكير عن الِإمام مالك من قوله عن معاذ رضي الله عنه: إنه "أمام العلماء برتوة"، فقد جاء مرفوعاً إليه صلى الله عليه وسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومرسلاً من حديث محمد بن كعب، وأبي عون، والحسن البصري.

أما حديث عمر رضي الله عنه فلفظه قال: لو استخلفت معاذ بن جبل -رضي الله تعالى عنه- فسألني عنه ربي عز وجل: ما حملك على ذلك؟ لقلت: سمعت نبيك- صلى الله عليه وسلم يقول: "إن العلماء إذا حضروا ربهم عز وجل؛ كان معاذ بين أيديهم رتوة بحجر".

أخرجه ابن سعد في الطبقات (3/ 590) و (2/ 348).

وأبو نعيم في الحلية (1/ 228) واللفظ له.

كلاهما من طريق سعيد بن أبي عروبة عن شهر بن حوشب قال: قال عمر فذكره.

وشهر بن حوشب صدوق، إلا أنه كثير الِإرسال والأوهام -كما في الحديث المتقدم برقم (614) -.

ثم إنه لم يدرك عمر -كما يتضح من ترجمته في التهذيب (4/ 369 - 372)، فهو منقطع.

ثم أخرجه أبو نعيم في الحلية أيضاً (1/ 229) فقال: حدثنا أبو حامد ثابت بن عبد الله الناقد، ثنا علي بن إبراهيم بن مطر، ثنا عبدة بن عبد الرحيم، ثنا ضمرة بن ربيعة، عن يحيى بن أبي عمرو السيباني، عن أبي العجفاء -أو أبي العجما، الشك من عبدة- قال: قيل لعمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه-: لو عهدت إلينا؟ فذكره بمعناه.

وشيخ أبي نعيم ثابت الناقد لم أجد من ترجمه.

أما بقية رجال الِإسناد فهم كالتالي:

أبو العجفاء اسمه هرم بن نسيب، وقيل: نسيب بن هرم، وقيل: هرم بن =

ص: 1919

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= نصيب، السلمي البصري. وثقه ابن معين، وابن حبان، والدارقطني. وقال البخاري: في حديثه نظر. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس حديثه بالقائم.

وعليه فالراجح من حاله أنه: ثقة؛ لأن قول البخاري: "في حديثه نظر" لا يلزم منه القدح في نفس الراوي، فقد يكون البلاء ممن دونه، وجرح أبي أحمد الحاكم له غير مفسر، وهو معارض بتوثيق الآخرين./ انظر ثقات ابن حبان (5/ 514)، والتهذيب (12/ 165رقم790).

ويحيى بن أبي عمرو السَّيْباني -بفتح المهملة وسكون التحتانية بعدها موحدة- ثقة./ الجرح والتعديل (9/ 177رقم 735)، والتهذيب (11/ 260 رقم 524)، والتقريب (2/ 355 رقم 142).

وضمرة بن ربيعة الفلسطيني، أبو عبد الله، ثقة؛ وثقه أحمد بن حنبل، وابن معين، والنسائي، والعجلي، وابن سعد، وابن حبان، وقال أبو حاتم: صالح. وقال الساجي: صدوق يهم، عنده مناكير. اهـ. من الجرح والتعديل (4/ 467 رقم2052)، والتهذيب (4/ 460رقم 794).

قلت: وقول الساجي هذا لا يلتفت إليه في جانب توثيق الأئمة المتقدم ذكرهم، ولذا فإن الذهبي رحمه الله ترجمه في الميزان (2/ 330 رقم 3959) وقال:"مشهور ما فيه مغمز"، وذكر توثيق من وثقه، ولم يذكر قول الساجي هذا.

وعبدة بن عبد الرحيم بن حسان المروزي، صدوق./ الجرح والتعديل (6/ 90 رقم 461)، والتهذيب (6/ 461 رقم 950)، والتقريب (1/ 530 رقم 1421).

وعلي بن إبراهيم بن مطر، أبو الحسن السكري ثقة -كما في تاريخ بغداد (11/ 337رقم6170).

وعليه فالحديث ضعيف بهذا الِإسناد لجهالة شيخ أبي نعيم فقط.

وأما حديث محمد بن كعب القرظي فله عنه طريقان: =

ص: 1920

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= * الطريق الأولى: أخرجها ابن سعد في الطبقات (2/ 347) فقال: أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي أويس المدني، حدثني سليمان بن بلال، عن عمرو بن أبي عمرو، عن محمد بن كعب القرظي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن معاذ بن جبل أمام العلماء رتوة".

ومحمد بن كعب القرظي تابعي ثقة عالم، روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (8/ 67 رقم 303)، والتهذيب (9/ 420 - 422 رقم 689)، والتقريب (2/ 203رقم 659). وسند الحديث إليه حسن لذاته.

وأبو بكر عبد الحميد بن عبد الله بن أبي أويس ثقة روى له الشيخان./ الجرح والتعديل (6/ 15رقم 72)، والتقريب (1/ 468رقم 820)، والتهذيب (6/ 118رقم 237).

وسليمان بن بلال التيمي، مولاهم ثقة روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (4/ 103رقم460)، والتهذيب (4/ 175 - 176 رقم304)، والتقريب (1/ 322 رقم 416).

وعمرو بن أبي عمرو مولى المطّلب، أبو عثمان المدني ثقة ربما وهم، حسن الحديث، روى له الجماعة، والشيخان في الأصول، وقد تُكُلّم فيه، وانتقدت عليه بعض الروايات، والراجح من حاله أنه حسن الحديث، قال الذهبي: "صدوق، حديثه مُخرّج في الصحيحين في الأصول

، حديثه صالح حسن منحطّ عن الدرجة العليا من الصحيح"، وقال ابن القطان: "الرجل مستضعف، وأحاديثه تدلّ على حاله"، فرد عليه الذهبي بقوله: "ما هو بمستضعف، ولا بضعيف، نعم ولا هو في الثقة كالزهري وذوية"./ انظر الجرح والتعديل (6/ 252 - 253 رقم1398)، والكامل لابن عدي (5/ 1768 - 1769)، والميزان (3/ 281 - 282 رقم6414)، والتهذيب (8/ 82 - 84 رقم 122)، والتقريب (2/ 75 رقم 642).

* الطريق الثانية: يرويها عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري، عن محمد بن كعب، به. =

ص: 1921

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 29 - 30 رقم 41).

ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (1/ 229).

وذكره الهيثمي في المجمع (9/ 311) وقال: "رواه الطبراني مرسلاً، وفيه محمد بن عبد الله بن أزهر الأنصاري، ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح".

قلت: ابن أزهر هذا جاء في رواية يحيى بن أيوب للحديث عن عمارة، وإلا فإنه قد رواه عنه عبد العزيز بن محمد ولم يذكر ابن أزهر هذا، أخرجه أبو نعيم في الموضع السابق.

وأما حديث أبي عون فأخرجه ابن سعد (2/ 347) فقال: أخبرنا أبو معاوية الضرير، عن أبي إسحاق -يعني الشيباني-، عن أبي عون قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "معاذ بين يدي العلماء يوم القيامة برتوة".

وأبو عون اسمه محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد الثقفي الأعور، وهو تابعي ثقة روى له الشيخان./ الجرح والتعديل (8/ 1رقم 2)، والتهذيب (9/ 322 رقم 532)، والتقريب (2/ 187 رقم 492).

والسند إليه حسن لذاته.

أبو معاوية الضرير اسمه محمد بن خازم، وهو ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد يهم في حديث غيره، وروى له الجماعة./ الجرح والتعديل (7/ 246 - 248 رقم1360)، والتهذيب (9/ 137 - 139 رقم191)، والتقريب (2/ 157رقم 167).

وأبو إسحاق الشيباني اسمه سليمان بن أبي سليمان وهو ثقة روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (4/ 135 رقم 592)، والتهذيب (4/ 197 - 198 رقم 334)، والتقريب (1/ 325 رقم 446).

وأما مرسل الحسن البصري فأخرجه ابن سعد أيضاً (2/ 347) من طريق =

ص: 1922

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هشام بن حسان وثابت عنه رحمه الله قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ "معاذ بن جبل له نبذة بين يدي العلماء يوم القيامة".

وسنده إلى الحسن صحيح.

هشام بن حسان تقدم في الحديث (661) أنه: ثقة.

وثابت بن أسلم البُناني -بضم الموحدة ونونين مخففتين- ثقة عابد روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (2/ 449 رقم 1805)، والتهذيب (2/ 2 رقم 2)، والتقريب (1/ 115رقم 1).

وعليه فالحديث بمجموع هذه الطرق أقل أحواله أنه حسن لغيره، وقد صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 81 - 84 رقم1091).

ص: 1923

677 -

حديث معاذ مرفوعاً:

"إن أدنى الرياء شرك"

إلخ.

قال: صحيح.

قلت: فيه أبو قحذم البصري، قال أبو حاتم (يكتب حديثه) (1). وقال النسائي: ليس بثقة (2).

(1) في (أ)، والتلخيص المطبوع:(لا يكتب حديثه)، وما أثبته من (ب)، والتلخيص المخطوط، ومصادر الترجمة، وقول أبي حاتم هذا في الجرح والتعديل (8/ 474).

(2)

الكامل لابن عدي (7/ 2490).

677 -

المستدرك (3/ 270): أخبرنا أبو بكر بن إسحاق، أنا علي بن عبد العزيز، ثنا شاذ بن الفياض، ثنا أبو قحذم النضر بن معبد، عن أبي قلابة، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: مر عمر بمعاذ بن جبل رضي الله عنهما وهو يبكي، فقال: ما يبكيك؟ فقال: حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إن أدق الرياء شرك، وأحب العبيد إلى الله تبارك وتعالى الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا، وإذا شهدوا لم يعرفوا، أولئك أئمة الهدى، ومصابيح العلم".

تخريجه:

الحديث له عن ابن عمر رضي الله عنهما طريقان:

* الطريق الأولى: وهي طريق الحاكم:

يرويها شاذ بن فياض ثنا أبو قحذم النضر بن معبد عن أبي قلابة عن ابن عمر رضي الله عنهما، به.

أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 36 - 37 رقم 53).

وابن عدي في الكامل (7/ 2490). =

ص: 1924

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو نعيم في المعرفة (2/ ل 172 ب).

والبيهقي في الزهد الكبير (ص 143 - 144 رقم 197).

جميعهم من طريق شاذ، به نحوه.

* الطريق الثانية: أخرجها الطبراني في الصغير (2/ 45) فقال: حدثنا محمد بن نوح بن حرب العسكري، حدثنا يعقوب بن إسحاق القطان، حدثنا إسحاق بن سليمان، عن أخيه طلحة بن سليمان، عن الفياض بن غزوان، عن زبيد اليامي، عن مجاهد، عن ابن عمر، فذكره بنحوه ولم يذكر قصة بكاء معاذ.

قال الطبراني عقبه: لم يروه عن زبيد إلا الفياض، ولا عنه إلا طلحة، تفرد به إسحاق بن سليمان.

دراسة الِإسناد:

الحديث صححه الحاكم، وتعقبه الذهبي بقوله:"أبو قحذم قال أبو حاتم: يكتب حديثه، وقال النسائي: ليس بثقة".

وأبو قحذم هذا اسمه النضر بن معبد، وهو ضعيف.

قال عنه ابن معين: ليس بشيء، وقال النسائي: ليس بثقة، وقال أبو حاتم: ليّن الحديث، يكتب حديثه. وقال ابن عدي: مقدار ما يرويه لا يتابع عليه.

وذكره ابن حبان في الثقات./ اهـ. من الجرح والتعديل (8/ 474رقم 2178)، والميزان (4/ 263 رقم9087)، واللسان (6/ 165 - 166رقم 579).

والطريق الأخرى التي رواها الطبراني، في سندها شيخ الطبراني محمد بن نوح بن حرب العسكري، وشيخه يعقوب بن إسحاق القطان، ولم أجد من ذكرهما.

وفي الإِسناد أيضاً طلحة بن سليمان، ذكره ابن أبي حاتم في الجرح =

ص: 1925

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= والتعديل (4/ 483 - 484 رقم2121) وبيّض له، وذكر أنه روى عنه اثنان، ولم أجد من ذكره سواه، فهو مجهول الحال.

الحكم علي الحديث:

الحديث ضعيف بإسناد الحاكم لضعف أبي قحذم، وهو ضعيف جداً من الطريق الأخرى التي رواها الطبراني لجهالة العسكري، والقطان، وجهالة حال طلحة بن سليمان.

وللحديث طريق أخرى ستأتي برقم (1025)، وهي ضعيفة جداً، فلا يستقيم ضعف الحديث بها، والله أعلم.

ص: 1926

678 -

حديث معاذ مرفوعاً:

"عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة".

قلت: صحيح.

678 - المستدرك (3/ 270): أخبرنا أبو نعيم محمد بن عبد الرحمن بن نصر الغفاري بمرو، ثنا عبدان بن محمد بن عيسى الحافظ، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، عن يزيد بن عميرة، قال: لما حضر معاذ بن جبل رضي الله عنه الموت، قيل له: أوصنا يا أبا عبد الرحمن. قال: أجلسوني، فإن العلم والِإيمان مكانهما، من ابتغاهما وجدهما -يقول ذلك ثلاث مرات- فآلتمسوا العلم عند أربعة: عند عويمر أبي الدرداء، وعند سلمان الفارسي، وعند عبد الله بن مسعود، وعند عبد الله بن سلام؛ الذي كان يهودياً فأسلم، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:"إنه عاشر عشرة في الجنة".

تخريجه:

الحديث له عن معاذ رضي الله عنه طريقان:

* الطريق الأولى: طريق يزيد بن عميرة، وللحديث عنه أربع طرق:

1 -

طريق أبي إدريس الخولاني، وهي التي أخرجها الحاكم هنا من طريق قتيبة بن سعيد، عن الليث، عن معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس، عن يزيد بن عميرة، به.

وأعاده الحاكم (3/ 463).

وأخرجه الإمام أحمد في المسند (5/ 242 - 243).

والنسائي في الفضائل (ص 144 رقم 149).

والترمذي (10/ 306رقم3892) في مناقب عبد الله بن سلام من كتاب المناقب، وقال:"هذا حديث حسن غريب". =

ص: 1927

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وأبو نعيم في المعرفة (2/ ل 109 ب).

جميعهم من طريق قتيبة، به نحوه، عدا أبي نعيم، فلفظه مختصر.

وأخرجه الحاكم أيضاً (1/ 98).

والبخاري في تاريخه الصغير (1/ 73).

والفسوي في تاريخه (1/ 467 - 468).

ومن طريقه البيهقي في المدخل (ص 141 - 142 رقم 102).

وأخرجه الطبراني (9/ 96 رقم8514)، و (20/ 116رقم 229).

جميعهم من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن معاوية بن صالح، به نحوه.

وأخرجه الحاكم أيضاً (1/ 98).

وابن حبان في صحيحه (ص 557 رقم 2252).

كلاهما من طريق عبد الله بن وهب، عن معاوية بن صالح، به نحوه.

2 -

طريق مكحول، عن يزيد.

أخرجه الحاكم (1/ 98) من طريق شيخه أبي العباس الأصم، عن العباس بن الوليد بن مزيد البيروتي، عن محمد بن شعيب بن شابور، عن النعمان بن المنذر، عن مكحول، قال: وجع معاذ بن جبل يوماً، وعنده يزيد بن عميرة الزبيدي، فبكى عليه يزيد

، الحديث بنحوه، وسكت عنه الحاكم والذهبي.

3 -

طريق معبد الجهني، عن يزيد.

أخرجه ابن سعد في الطبقات (2/ 352 - 353) من طريق شيخه حماد بن عمرو النصيبي، أخبرنا زيد بن رفيع، عن معبد الجهني، قال كان رجل يقال له: يزيد بن عميرة السكسكي، وكان تلميذاً لمعاذ بن جبل، فحدّث أن معاذ بن جبل لما حضرته الوفاة

، الحديث بنحوه. =

ص: 1928

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= 4 - طريق أبي قلابة، عن يزيد.

أخرجه الفسوي في تاريخه (2/ 550 - 551) من طريق شيخه سليمان بن حرب، حدثنا حماد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن رجل كان يخدم معاذ، قال: لما مرض معاذ مرضه الذي مات فيه

، الحديث بنحوه هكذا لم يفصح فيه أبو قلابة باسم يزيد بن عميرة، ولم يذكر قوله عن عبد الله بن سلام:"عاشر عشرة في الجنة".

ورواه الطبراني في الكبير (20/ 115رقم 228) من طريق أنس بن سوار، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن يزيد بن عميرة.

وكذا رواه الحاكم (4/ 466) من طريق سعيد بن هبيرة، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، به، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عنه الذهبي.

* الطريق الثانية: طريق شرحبيل بن معشر العبسي، عن معاذ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"عبد الله بن سلام عاشر عشرة في الجنة".

أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 119رقم 238).

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وصححه الذهبي، وحسنه الترمذي.

وبيان حال رجال إسناده كالتالي:

يزيد بن عميرة، بفتح العين، الحمصي، الزبيدي، ثقة./ ثقات العجلي (ص 480 رقم 1825)، والتهذيب (11/ 351 - 352 رقم 676)، والتقريب (2/ 369 رقم 303).

أبو إدريس الخولاني اسمه عائذ الله بن عبد الله، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وكان عالم الشام بعد أبي الدرداء، ثقة فقيه مشهور، روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (7/ 37رقم 200)، وثقات العجلي =

ص: 1929

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (ص 246)، والتهذيب (5/ 85 رقم141)، والتقريب (1/ 390 رقم 75).

ربيعة بن يزيد الدمشقي، أبو شعيب الِإيادي تقدم في الحديث (524) أنه ثقة عابد.

ومعاوية بن صالح بن حُدَيْر -بالمهملة مصغّراً-، الحضرمي، أبو عبد الرحمن الحمصي، قاضي الأندلس، صدوق إمام -كما في الكاشف (3/ 157رقم 5621) -، وثقه أحمد، وابن معين، وابن سعد، والعجلي، والنسائي، والبزار، وابن حبان، وغيرهم.

وتكلم فيه بعضهم، فقال ابن المديني: ما كنا نأخذ عنه ذلك الزمان ولا حرفاً.

وكان يحيى بن سعيد لا يرضاه، ويزبر عبد الرحمن بن مهدي إذا حدث بحديثه، ويفول: أيش هذه الأحاديث. وقال أبو إسحاق الفزاري: ليس بأهل أن يروى عنه.

وقال أبو حاتم: صالح الحديث، حسن الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به.

وقال يعقوب بن شيبة: قد حمل الناس عنه، ومنهم من يرى أنه وسط، ليس بالثبت، ولا بالضعيف، ومنهم من يضعفه. اهـ. من الكامل (6/ 2400 - 2402)، والتهذيب (10/ 209 - 212رقم 389).

والليث بن سعد تقدم في الحديث (489) أنه إمام مشهور ثقة ثبت فقيه.

وقتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف، الثقفي، أبو رجاء البخْلاني ثقة ثبت روى له الجماعة./ الجرح والتعديل (7/ 140رقم 784)، والتهذيب (8/ 352 - 361رقم 639)، والتقريب (2/ 123رقم 85).

ورواه عن قتيبة الإِمام أحمد والترمذي والنسائي، وغيرهم.

أما الطريق الثالثة للحديث عن يزيد بن عميرة، فهي من طريق شيخ =

ص: 1930

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= ابن سعد حماد بن عمرو النصيبي، وهو كذاب يضع الحديث، كذبه ابن معين، ورماه بوضع الحديث، وكذبه أيضاً الجوزجاني، وقال ابن حبان:"يضع الحديث وضعاً على الثقات"./. اهـ. من المجروحين (1/ 252)، واللسان (2/ 350 - 351 رقم 1420).

الحكم على الحديث:

من خلال ما تقدم في دراسة الإِسناد يتضح أن الحديث حسن لذاته بهذا الإسناد، وهو بمجموع الطرق الأخرى يكون صحيحاً لغيره، عدا الطريق الثالثة للحديث عن يزيد، فإنها موضوعة لنسبة النصيبي للكذب، ووضع الحديث، والله أعلم.

ص: 1931

679 -

حديث أبي عبيدة، وعبادة بن الصامت مرفوعاً:

"معاذ بن جبل أعلم الأولين والآخرين، بعد النبيين والرسلين، وإن الله يباهي به الملائكة".

قلت: أحسبه موضوعاً، وفيه عبيد بن تميم ولا أعرفه.

679 - المستدرك (3/ 271): حدثنا الحسين بن علي، ثنا محمد بن المسيب، ثنا يوسف بن سعيد المصّيصي، حدثني عبيد بن تميم، ثنا الأوزاعي، عن عبادة بن نسي، عن ابن غنم، سمعت أبا عبيدة، وعبادة بن الصامت ونحن عند أبي عبيدة يقولان: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

، الحديث بلفظه.

تخريجه:

الحديث ذكره السيوطي في جمع الجوامع (1/ 743)، وعزاه للحاكم فقط.

دراسة الِإسناد:

الحديث سكت عنه الحاكم، وأعلّه الذهبي بقوله:"أحسبه موضوعاً، ولا أعرف عبيداً هذا". وعبيد هذا هو ابن تميم الراوي للحديث عن الأوزاعي، وهو مجهول، ذكره الذهبي في الميزان (3/ 19رقم 5415)، وقال:"خرّج له الحاكم في مستدركه حديثاً باطلاً هو المتّهم به في فضل معاذ بن جبل، رواه عنه يوسف بن سعيد بن مسلم، ولا يُدرى من هو عبيد"، وأقره ابن حجر في اللسان (4/ 118رقم 244)، وذكر هذا الحديث، وتعقب الذهبي للحاكم هنا.

الحكم على الحديث:

الحديث ضعيف جداً بهذا الِإسناد لاتهام الذهبي لعبيد بن تميم به.

ص: 1932

685 -

حديث محمود بن لبيد عن معاذ:

أنه مات له ابن، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يعزّيه: "السلام عليك، فإني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر

" الحديث.

قال: غريب حسن.

قلت: ذا من وضع مجاشع.

680 - المستدرك (3/ 273): حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، أنا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة، ثنا عمرو بن بكر السكسكي، ثنا مجاشع بن عمرو الأسدي، ثنا الليث بن سعد، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن معاذ بن جبل أنه مات له ابن، فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعزيه عليه:"بسم الله الرحمن الرحيم. من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل. سلام عليك، فإني أحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، أما بعد: فأعظم الله لك الأجر، وألهمك الصبر، ورزقنا وإياك الشكر، فإن أنفسنا، وأموالنا، وأهلينا، وأولادنا من مواهب الله عز وجل الهنيئة، وعواريه المستودعة، متّعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك بأجر كبير: الصلاة والرحمة والهدى، إن احتسبته، فاصبر، ولا يحبط جزعك أجرك، فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد شيئاً، ولا يدفع حزناً، وما هو نازل فكأن قدٍ، والسلام".

قال الحاكم عقبه: "غريب حسن، إلا أن مجاشع بن عمرو ليس من شرط هذا الكتاب".

تخريجه:

الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (20/ 155 - 156 رقم 324)، وفي الأوسط (1/ 92رقم 83)، من طريق عمرو بن بكر، عن مجاشع، به نحوه. =

ص: 1933

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= وذكره الهيثمي في المجمع (3/ 3) وقال: فيه مجاشع بن عمرو وهو ضعيف".

وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 242 - 243 و 243) من هذه الطريق، وطريق أخرى قال عقب ذكره لهما:"وكل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت؛ فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنين، وإنما كتب إليه بعض الصحابة فوهم الراوي فنسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معاذ أجل وأعلم من أن يجزع، ويغلبه الجزع عن الاستسلام، بل الصحيح ما رواه الحارث بن عميرة، وأبو منيب الجرشي من استسلامه، واصطباره عند وفاة ابنه، ولا يعلم لمعاذ غيبة في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا إلى اليمن، فقدم بعد وفاة النبي عليه السلام، وليس محمد بن سعيد، ولا مجاشع ممن يعتمد على روايتهما ومغاريدهما". اهـ.

قلت: محمد بن سعيد هذا هو الذي أخرج أبو نعيم الرواية الأخرى من طريقه.

دراسة الإسناد:

الحديث أخرجه الحاكم ثم قال: "غريب حسن، إلا أن مجاشع بن عمرو ليس من شرط هذا الكتاب"، وتعقبه الذهبي بقوله:"ذا من وضع مجاشع".

ومجاشع بن عمرو هذا كذاب، قال عنه ابن معين: قد رأيته أحد الكذابين"، وقال البخاري: منكر مجهول، وقال العقيلي: "حديثه منكر"، وقال أبو أحمد الحاكم: منكر الحديث، وذكر له الذهبي بعض الأحاديث وحكم عليها بالوضع، وقال ابن حجر: "ومن موضوعاته

"، وذكر له هذا الحديث. اهـ. من الضعفاء للعقيلي (4/ 264)، والكامل لابن عدي (6/ 2449 - 2450)، والميزان (3/ 436 - 437 رقم7066)، واللسان (5/ 15 - 16 رقم 55).

وأما الرواية الأخرى التي أخرجها أبو نعيم، فهي من طريق محمد بن =

ص: 1934

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= سعيد بن حسّان بن قيس الأسدي، المصلوب، الذي قتله المنصور وصلبه على الزندقة، وهو كذاب، قال عنه أحمد بن صالح: وضع أربعة آلاف حديث، وقد قيل إنهم قلبوا اسمه على مائة وجه ليخفى، فيقال له: ابن سعيد، وابن أبي عتبة، وابن أبي قيس، وابن أبي حسان، وابن الطبري، وأبو عبد الرحمن، وأبو عبد الله، وأبو قيس، وقد ينسب لجده

، وهكذا./ انظر الكامل لابن عدي (6/ 2150 - 2153)، والتهذيب (9/ 184رقم 277)، والتقريب (2/ 164رقم 248).

الحكم على الحديث:

الحديث موضوع من كلا الطريقين، أما الأولى فلنسبة مجاشع إلى الكذب ووضع الحديث، والثانية لنسبة المصلوب إلى الكذب ووضع الحديث أيضاً، والله أعلم.

ص: 1935