الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثاني: في نسبة التدليس
1 إليه.
كان الزهري رحمه الله مدلساً، فقد وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بذلك كما قال الحافظ2.
ولكن تدليسه كان نادراً كما قال الذهبي3.
وقد ذكره العلائي رحمه الله في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين، وهم ممن احتمل الأئمة تدليسهم، قال رحمه الله:"وثانيها: من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح، وإن لم يصرح بالسماع، وذلك لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما رَوَى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة، كالزهري وسليمان الأعمش، وإبراهيم النخعي"
ففي الصحيحين وغيرهما لهؤلاء الحديث الكثير مما ليس فيه التصريح بالسماع، وبعض الأئمة حمل ذلك على أن الشيخين اطلعا على سماع الواحد لذلك الحديث الذي أخرجه بلفظ (عن) ونحوها من شيخه4.
1 التدليس هو: أن يروي الراوي عن شيخه حديثاً لم يسمعه منه بلفظ عن أو قال أو ذكر ونحو ذلك مما يوهم الاتصال ولا يصرح بحدثنا. جامع التحصيل 97، وتدريب الراوي 1/223-224.
2 تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس 109، وهذا بالطبع في حكم المحدثين.
3 ميزان الاعتدال 4/40 رقم الترجمة (8171) .
4 جامع التحصيل 113.
وقال أيضاً: "محمد بن شهاب الزهري العالم المشهور، مشهور به، وقد قبل الأئمة قوله (عن) "1.
وقال برهان الدين الحلبي: "محمد بن مسلم الزهري العالم المشهور، مشهور به وقد قبل الأئمة قوله (عن) "2.
وذكره الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله في الطبقة الثانية من المدلسين فقال: محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب الزهري الفقيه المدني نزيل الشام مشهور بالإمامة والجلالة من التابعين، وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بالتدليس، ولكن قال البرهان في التبيين في أسماء المدلسين، قد قبل الأئمة قوله (عن)3.
أما الحافظ ابن حجر فقد ذكره في الطبقة الثالثة4. وهم من أكثر من التدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقاً، ومنهم من قَبِلَهم كأبي الزبير المكي5.
وقد جعله الحافظ في مرتبة اختلف الأئمة عليها، فمن تشدد كيحيى القطان لم يقبل إلا ما صرح به، ومن اعتدل قَبِلَ، والزهري لم يكن من
1 المصدر السابق 109.
2 التبيين لأسماء المدلسين 50.
3 إتحاف ذوي الرسوخ بمن رُمي بالتدليس من الشيوخ 47.
4 تعريف أهل التقديس 109، والنكت على كتاب ابن الصلاح 2/642.
5 تعريف أهل التقديس 23.
المكثرين من التدليس كما ذكر العلائي والذهبي فيما سبق ذكره على أن الحافظ ابن حجر نفسه قد وصف الزهري بقلة التدليس1.
فالأولى أن يكون في الطبقة الثانية، وهي من احتمل الأئمة تدليسهم وخرجوا لهم في الصحيحين وغيرهما إما لإمامتهم أو لقلة تدليسهم، ومع ذلك حكم على تلك الأحاديث بالصحة2.
1 انظر: فتح الباري 10/427 تحت حديث رقم (5995) .
2 انظر: على سبيل المثال سنن أبي داود رقم (3000)، فقد حكم عليه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (2593) بالصحة وانظر: سنن الترمذي، حديث رقم (2116)، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي رقم (1665)، وانظر: سنن النسائي حديث رقم (2116) ، وقد صححه الألباني في صحيح سنن النسائي رقم (3366) .
وانظر: سنن ابن ماجة حديث رقم (1399) وقد صححه الألباني في صحيح سنن النسائي رقم (1148) .