المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الرابع: في سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي - مرويات الإمام الزهري في المغازي - جـ ١

[محمد بن محمد العواجي]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الأول

- ‌مقدمة

- ‌تمهيد:

- ‌الباب الأول: في ترجمة الإمام الزهري

- ‌الفصل الأول: في حياة الإمام الزهري ومنزلته العلمية

- ‌المبحث الأول: في اسمه ونسبه وكنيته وصفته ومولده

- ‌المبحث الثاني: نشأته وطلبه للعلم، ومنزلته العلمية

- ‌المطلب الأول: نشأته وطلبه للعلم

- ‌المطلب الثاني: منزلته العلمية

- ‌المبحث الثالث: في ذكر شيوخه الذين روى عنهم المغازي

- ‌المطلب الأول: في ذكر شيوخه الذين روى عنهم روايات قليلة في المغازي

- ‌المطلب الثاني: في ذكر شيوخه الذين أكثر عنهم، وكان لهم تأثير عليه

- ‌المبحث الرابع: في ذكر تلاميذه الذين رووا عنه المغازي وأبرزهم

- ‌المطلب الأول: في ذكر تلاميذه الذين رووا عنه روايات قليلة في المغازي، مرتبين على حروف المعجم

- ‌المطلب الثاني: في أبرز تلاميذه وأوثقهم

- ‌المطلب الثالث: في تلاميذه الذين ألّفوا في المغازي:

- ‌المبحث الخامس: في مروياته المرسلة ونسبة التدليس إليه

- ‌المطلب الأول: في مراسيله

- ‌المطلب الثاني: في نسبة التدليس

- ‌المبحث السادس: في بعض الشبهات التي أثيرت حوله

- ‌المبحث السابع: في عقيدته

- ‌المبحث الثامن: في وفاته وسنِّه

- ‌الفصل الثاني: في أثر الزهري في المغازي

- ‌المبحث الأول: هل له كتاب في المغازي

- ‌المبحث الثاني: في منهجه في روايات المغازي

- ‌المبحث الثالث: في القيمة العلمية لمغازي الزهري

- ‌الباب الثاني: في سرايا النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته

- ‌الفصل الأول: في الأحداث التي سبقت غزوة بدر الكبرى

- ‌المبحث الأول: في بعث حمزة إلى سيف البحر

- ‌المبحث الثاني: في بعث عبد الله بن جحش

- ‌الفصل الثاني: في غزوة بدر الكبرى والأحداث التي أعقبتها

- ‌المبحث الأول: في تاريخ الغزوة وعدد جيش المسلمين والمشركين

- ‌المبحث الثاني: في ذكر أحداث الغزوة إجمالاً

- ‌المبحث الثالث: في استفتاح أبي جهل

- ‌المبحث الرابع: في رمي النبي صلى الله عليه وسلم حصيات في وجوه المشركين

- ‌المبحث الخامس: في عدد أسرى المشرك

- ‌المبحث السادس: في نزول الملائكة بدراً

- ‌المبحث السابع: في منِّ الرسول صلى الله عليه وسلم على بعض كفار قريش

- ‌المبحث الثامن: في مجيء وفد قريش بفداء أسراهم، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: لو كان المطعم حياً

- ‌المبحث التاسع: مطالبة الأنصار الرسول صلى الله عليه وسلم بترك فداء العباس

- ‌المبحث العاشر: مقدار فداء العباس بن عبد المطلب

- ‌المبحث الحادي عشر: في أسر أبي العاص بن الربيع يوم بدر وردّ النبي صلى الله عليه وسلم ابنته عليه

- ‌المبجث الثاني عشر: فيمن لم يحضر بدراً لعذر، وأُعطي سهماً:

- ‌المبحث الثالث عشر: في اصطفاء الرسول صلى الله عليه وسلم سيفه ذا الفقار يوم بدر

- ‌المبحث الرابع عشر: في وقع هزيمة بدر على المشركين

- ‌المبحث الخامس عشر: في محاولة عمير بن وهب قتل النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المبحث السادس عشر: فيمن شهد بدراً من المهاجرين والأنصار وحلفائهم رضي الله عنهم

- ‌المبحث السابع عشر: في غزوة السَّوِيْق

- ‌المبحث الثامن عشر: في غزوة بني قينقاع

- ‌المبحث العشرون: في تاريخ غزوة بني النضير

- ‌المبحث الحادي والعشرون: في مصير أموال بني النضير

- ‌الفصل الثالث: في غزوة أحد والأحداث التي أعقبتها

- ‌المبحث الأول: في سبب وقعة أحد

- ‌المبحث الثاني: في تاريخ الغزوة

- ‌المبحث الثالث: في عدد جيش المسلمين والمشركين يوم أحد

- ‌المبحث الرابع: في ذكر أحداث غزوة أحد إجمالاً

- ‌المبحث الخامس: في ردِّ النبي صلى الله عليه وسلم بعض الصحابة لصغرهم

- ‌المبحث السادس: طلب الأنصار من النبي صلى الله عليه وسلم الاستعانة بحلفائهم من اليهود

- ‌المبحث السابع: في قتل النبي صلى الله عليه وسلم أبيّ بن خلف يوم أحد

- ‌المبحث الثامن: في إلقاء النوم على المسلمين يوم أحد

- ‌المبحث التاسع: في شهود النساء الغزوات

- ‌المبحث العاشر: في ما لقيه النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد

- ‌المبحث الحادي عشر: في مقتل حمزة رضي الله عنه

- ‌المبحث الثاني عشر: في تسمية من استشهد بأحد من طريق الزهري

- ‌المبحث الثالث عشر: في كيفية دفن شهداء أحد وعدم الصلاة عليهم

- ‌المبحث الرابع عشر: غزوة بدر الآخرة

- ‌الفصل الرابع: في الأحداث التي وقعت بعد غزوة أحد حتى بداية غزوة بني المصطلق

- ‌المبحث الأول: في غزوة بن سليم ببحران بناحية الفرع

- ‌المبحث الثاني: في مقتل كعب بن الأشرف

- ‌المبحث الثالث: في سرية مقتل ابن أبي الحُقيق

- ‌المبحث الرابع: في سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي

- ‌المبحث السابع: في أَثَرِ وقعة بئر معونة على النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين

- ‌المبحث الثامن: في غزوة ذات الرقاع

- ‌الفصل الخامس: في غزوة بني المصطلق من خزاعة وهي غزوة المريسيع

- ‌المبحث الأول: في تايخ الغزوة

- ‌المبحث الثاني: في مقولة ابن أبيّ في غزوة بني المصطلق

- ‌المبحث الثالث: في حديث الإفك وبراءة عائشة رضي الله عنها

- ‌المبحث الرابع: في الذي تولى كبر الإفك

- ‌المبحث الخامس: في جلد أهل الإفك

- ‌المبحث السادس: في سبي جويرية بنت الحارث

- ‌المبحث السابع: في ضرب صفوان لحسان بالسيف

- ‌المبحث الثامن: في مقدار سبي غزوة بني المصطلق

- ‌الفصل السادس: في غزوة الخندق والأحداث التي أعقبتها

- ‌المبحث الأول: في سبب غزوة الخندق

- ‌المبحث الثاني: في تايخ الغزوة

- ‌المبحث الثالث: في أحداث غزوة الخندق إجمالاً

- ‌المبحث الرابع: في هَمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعقد الصلح بينه وبين غطفان وعدوله عن ذلك

- ‌المبحث الخامس: في شهداء المسلمين وقتلى المشركين يوم الخندق

- ‌المبحث السادس: في غزوة بني قريظة

- ‌المطلب الأول: في تحديد خروجه إليهم

- ‌المطلب الثاني: في تخذيل نعيم بن مسعود الأحزاب

- ‌المطلب الثالث: في أحداث غزوة بني قريظة إجمالاً

- ‌المبحث السابع: في غزوة بني لحيان

- ‌المبحث الثامن: في سرية زيد بن حارثة إلى بني سُليم بالجَمُوم

- ‌المبحث التاسع: في سرية زيد بن حارثة إلى بني فزارة لقتل أم قِرْفة

- ‌المبحث العاشر: في سرية عبد الله بن رواحة إلى اليُسير بن رزام اليهودي بخيبر

الفصل: ‌المبحث الرابع: في سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي

‌المبحث الرابع: في سرية عبد الله بن أنيس إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي

57-

قال عمر بن شبَّة1: حدثنا الحزامي قال: حدثنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب قال: بعث2 رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أنيس السلمي إلى سفيان بن عبد الله بن نبيح الهذلي ثم اللحياني3، وهو بعُرَنَة4 من وراء مكة - أو بعرفة - قد اجتمع إليه

1 تاريخ المدينة المنورة (2/ 468) وهو حديث مرسل.

2 تاريخها: كانت هذه السرية في الخامس من محرم على رأس خمسة وثلاثين شهراً من الهجرة، الطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 50) أما الواقدي فقد ذكر أنها كانت في يوم الاثنين لخمس خلون من المحرم على رأس أربعة وخمسين شهراً، المغازي 2/ 531. وهذا ذهول منه رحمه الله لأنه قد ذكر في حديثه عن غزوة الرجيع أنها حدثت بسبب قتل المسلمين سفيان بن خالد بن نبيح الهذلي، وذكر أن غزوة الرجيع كانت في صفر على رأس ستة وثلاثين شهراً، انظر: مغازي الواقدي 1/ 354، وفتح الباري 7/ 380.

3 هكذا جاء اسمه في هذه الرواية وفي رواية موسى بن عقبة عند البيهقي في الدلائل (4/ 41) ، وعند أحمد في المسند 25/ 440- 442 رقم [16047] أرناؤوط، من طريق ابن إسحاق أنه: خالد بن سفيان بن نبيح، وهي رواية حسنة صرح فيها ابن إسحاق بالتحديث، وسماه ابن إسحاق كذلك انظر: ابن هشام 2/ 619، وسنن أبي داود رقم (1249) وفيه عنعنة ابن إسحاق.

بينما ذكره بعض كتاب السير أنه: سفيان بن خالد بن نبيح، انظر: مغازي الواقدي 2/ 531، وابن سعد في الطبقات 2/ 50، والبيهقي في الدلائل 4/ 40.

4 وادي عُرَنَة: عُرَنَة: بعين مهملة مضمومة، وراء مفتوحة، ونون وتاء مربوطة: هو الوادي الفحل الذي يخترق أرض المغمس فيمر بطرف عرفة من الغرب عند مسجد نمرة، ثم يجتمع مع وادي نعمان غير بعيد من عرفة، ثم يأخذ الواديان اسم عرنة، فيمر جنوب مكة

ثم يغرب حتى يفيض في البحر جنوب جدة على قرابة (30) كيلاً. معجم المعالم الجغرافية 205.

ص: 409

الناس ليغزو فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يقتله، فقال عبد الله لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما صفته يا رسول الله؟ قال: "إذا رأيته هبته1 وفرقت2 منه" قال: ما فرقت من شيء قط. فانطلق عبد الله يتوصل بالناس ويعتزي3 إلى خزاعة، ويخبر من لقي إنما يريد سفيان ليكون معه، فلقي سفيان وهو ببطن عرنة وراء الأحابيش4 من حاضرة مكة، قال عبد الله: فلما رأيته هبته وفرقت منه. فقلت: صدق الله ورسوله، ثم كمنت5 حتى هدأ الناس، ثم اعتورته6 فقتلته، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر بقتله قبل قدوم عبد الله، وحكوا - والله أعلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه عصا فقال: "تخصر7 بها، أو أمسكها، فكانت - زعموا - عنده حتى أمر بها

1 هبته: أي خفت منه، وضعفت أمامه، القاموس (هبت) .

2 فرقت منه: فَرِق: كفرح: فزع. القاموس (فرق) .

3 يعتزي إلى خزاعة: أي ينتسب إليهم. القاموس (عزى) .

4 سبق التعريف بها.

5 ثم كمنت: كمن له: أي استخفى،.. والداخل في الحرب لا يفطن له، القاموس (كمن) .

6 العتر: الذبح، القاموس (عتر) .

7 المخصرة: ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا، أو عكازة، أو مقرعة، أو قضيب، وقد يتكئ عليه. النهاية (2/ 36) .

ص: 410

فجعلت في كفنه بين جلده وثيابه، ولا ندري من أين بعث النبي صلى الله عليه وسلم ابن أنيس إلى ابن نبيح، أمن المدينة أم من غيرها"1.

1 يشهد لهذه الرواية المرسلة ما أخرجه أحمد في المسند (25/ 440- 442 رقم [16047] أرناؤوط) من طريق ابن إسحاق وهي حسنة فقد صرح فيها ابن إسحاق بالتحديث، وأبو داود في سننه رقم (1249) لكن فيها عنعنة ابن إسحاق، علماً بأن الحافظ ابن حجر حسنها، الفتح 7/ 380، وأخرجها ابن إسحاق (ابن هشام 2/ 619) مرسلة. وأخرجها البيهقي في الدلائل (4/ 40) من طريق أبي الأسود عن عروة ومن طريق موسى بن عقبة مرسلة، المصدر السابق 4/ 41، ووصلها في مكان آخر، وانظر الواقدي، المغازي (2/ 531) ، وابن سعد في الطبقات (2/ 50) .

ص: 411

المبحث الخامس: في سرية الرَّجِيْع1 سنة ثلاث2

58-

أخرج البخاري3 من طريق الزهري عن عمرو بن جارية الثقفي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: وبعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عَيْناً، وأمَّر عليهم عاصم4 بن ثابت، وهو جد عاصم بن عمر بن الخطاب5 فانطلقوا حتى إذا كان بين عُسْفان ومكة ذُكِروا لِحَيٍّ من هُذيل يقال لهم بنو

1 الرجيع: بفتح الراء وكسر الجيم، هو في الأصل اسم للروث سمي بذلك لاستحالته، والمراد هنا اسم موضع من بلاد هذيل، كانت الوقعة بقرب منه فسميت به، ابن حجر الفتح (7/ 379) ، ويعرف اليوم باسم (الوطْيَة) يقع شمال مكة على قرابة سبعين كيلاً قبيل عسفان إلى اليمين، معجم المعالم الجغرافية للبلادي، (138) ، والمعالم الأثيرة (125) .

2 ذكر ذلك ابن إسحاق (ابن هشام 2/ 169) ، وقال الواقدي "كانت في صفر على رأس ستة وثلاثين شهراً" المغازي 1/ 354.

3 البخاري مع الفتح (7/ 378 رقم (4086) ، و (3045) و (7402) .

4 هو: عاصم بن ثابت بن أبي الأَقْلح بالقاف والمهملة، الأنصاري. الفتح (7/ 380) ، وكونه جدٌ لعاصم بن عمر بن الخطاب، قالوا: لأن عمر رضي الله عنه تزوج جميلة بنت عاصم بن ثابت، فولدت له عاصماً. المصدر السابق (7/ 381) .

5 هو: عاصم بن عمر بن الخطاب، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم مات سنة سبعين وقيل بعدها، خ م د ت س، التقريب 286، رقم (3069) .

ص: 412

لِحْيَان1، فتبعوهم بقريب من مائة رام، فاقتصوا آثارهم، حتى أتوا منزلاً نزلوه، فوجدوا فيه نوى2 تمر زودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما انتهى عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فَدْفَدْ3، وجاء القوم فأحاطوا بهم فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر، اللهم أخبر عنا نبيك، فقاتلوهم حتى قتلوا عاصماً في سبعة4 نفر بالنبل، وبقي

1 بنو لحيان: بكسر اللام، وقيل بفتحها وسكون المهملة، ولحيان هو ابن هذيل نفسه، وهذيل هو ابن مدركة بن إلياس بن مضر، وزعم الهمداني النسابة: أن أصل بني لحيان من بقايا جرهم دخلوا في هذيل فنسبوا إليهم. فتح الباري (7/ 381) .

2 النوى: النواة في الأصل: عجمة التمرة، النهاية (5/ 132)، وقيل: هي التمرة. القاموس (1728 (نوى) .

3 الفدفد: الموضع الذي فيه غِلَظ وارتفاع. النهاية (3/ 420) .

4 جاء التصريح في رواية أخرى عند البخاري بأنهم عشرة، انظرها برقم (3989) وكما في هذه الرواية، وانظر سنن أبي داود رقم (2660) ، ومصنف عبد الرزاق رقم (9730) ومصنف ابن أبي شيبة (14/ 455) ، ومسند أحمد (13/ 459- 461، رقم [8096] ) والطبقات الكبرى لابن سعد (2/ 55) ، لكنه لم يسم منهم إلا سبعة فقط، وصحيح ابن حبان رقم (7039) ، والطبراني في الكبير (17/ 175 رقم 463) مختصراً ورقم (4191) ، والسنن الكبرى للبيهقي (9/ 145) ، ودلائل النبوة له (3/ 324) ، وأبا نعيم في الحلية (1/ 112) ، وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 120)، والذهبي في تاريخ الإسلام قسم المغازي (ص: 230) .

وقال بعض كتاب السير أن عددهم: ستة، قال موسى بن عقبة: ويقال: كان أصحاب الرجيع ستة، دلائل النبوة للبيهقي (3/ 327)، وتاريخ الإسلام للذهبي قسم المغازي (ص: 232) ، وذكر ابن إسحاق أن عددهم ستة أميرهم مرثد بن أبي مرثد، ابن هشام (2/ 169)، وتبع ابن إسحاق خليفة بن خياط في تاريخه (ص: 74) ، وذكر الواقدي أنهم سبعة، ثم قال: يقال: كانوا عشرة. المغازي (1/ 354) .

والصحيح أن عددهم عشرة أميرهم عاصم بن ثابت، كما في الصحيح.

ص: 413

خبيب1 وزيد2 ورجل آخر3، فأعطوهم العهد والميثاق، فلما أعطوهم العهد والميثاق نزلوا إليهم، فلما استمكنوا منهم حلوا أوتار قِسِيِّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث الذي معهما: هذا أول الغدر فأبى أن يصحبهم، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم فلم يفعل، فقتلوه، وانطلقوا بخُبيب وزيد حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل، وكان خبيب هو قتل الحارث يوم بدر، فمكث عندهم أسيراً حتى إذا أجمعوا قتله استعار موساً من بعض بنات4 الحارث ليستحد بها،

1 هو: خُبيب بن عدي بن مالك بن عامر بن مجدعة بن جَحْجَبَى الأوسي الأنصاري، شهد بدراً، وأحد العشرة في سرية الرجيع. الإصابة (1/ 418) .

2 زيد بن الدَّثِنَة بفتح الدال وكسر المثلثة، بعدها نون ابن معاوية البياضي، شهد بدراً وأحداً، وكان في غزوة بئر معونة، فأسره المشركون وقتلته قريش بالتنعيم، الإصابة (1/ 565- 566) هكذا في الإصابة، والصواب أن زيداً كان مع أهل الرجيع كما في الصحيح، وانظر: الاستيعاب (2/ 122) .

3 هو: عبد الله بن طارق، كما في سيرة ابن هشام (2/ 169) .

4 قيل: اسمها: زينب بنت الحارث، وهي أخت عقبة بن الحارث الذي قتل خبيباً، وقيل: امرأته. الفتح (7/ 382) .

ص: 414

فأعارته، قالت: فغفلت عن صبي لي1، فدرج2 إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلما رأيته فزعت فزعة عرف ذا منها، وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟ ما كنت لأفعل ذاك إن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيت أسيراً قط خيراً من خُبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب، وما بمكة يومئذ ثمرة، وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزق رزقه الله، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم فقال: لولا أن تروا ما بي جزع من الموت لزدت فكان أول من سنَّ الركعتين عند القتل هو3، ثم قال: اللهم أحصهم عدداً، ثم قال:

ما إن أبالي حين أُقْتَلُ مسلماً

على أي شق كان لله مصرعي يبارك

وذلك في ذات الإله وإن يشأ

على أوصال4 شِلْوٍ5 مُمزَّع6

1هذا الصبي هو: أبو حسين بن الحارث بن عدي بن نوفل بن عبد مناف، وهو جد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين المكي المحدث. الفتح (7/ 382) .

2 درج: أي مشى إليه. القاموس 240 (دَرَجَ) .

3 أخرج الواقدي من طريق الزهري (2/ 358) أن أول من سن الركعتين خبيب.

4 الأوصال: جمع وصل وهو العضو، فتح الباري (7/ 384) .

5 الشلو: بكسر المعجمة الجسد، وقد يطلق على العضو، ولكن المراد به هنا الجسد. فتح الباري (7/ 384) .

6 الممزع: بالزاي ثم المهملة: المقطع، ومعنى الكلام: أعضاء جسد يقطع. فتح الباري (7/ 384) .

ص: 415

ثم قام إليه عقبة بن الحارث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان عاصم قتل عظيماً1 من عظمائهم يوم بدر، فبعث الله عليه مثل الظلة من الدبْر2 فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيء3.

59-

قال ابن سعد4: أخبرنا عبد الله بن إدريس الأودي5، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة بن النعمان

1 لعل العظيم هو: عقبة بن أبي معيط. الفتح (7/ 384) .

2 الظلّة: بضم المعجمة: السحابة، والدبْر: بفتح المهملة وسكون الموحدة: الزنابير، وقيل: ذكور النحل ولا واحد له من لفظه. الفتح (7/ 384) .

3 وأخرجه عبد الرزاق في المصنف رقم (9730) ، وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 55) وفيها ذكر سبب بعث هذه السرية، وستأتي، وتاريخ خليفة بن خياط (ص: 75) ، ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد (13/ 459- 461 رقم [8096] ) ، وأخرجه أبو داود رقم (2660) مختصراً، وأخرجه ابن حبان في صحيحه رقم (7093) ، والطبراني في الكبير رقم (4191) ، و (17/ 175 رقم 463) ، وسنن البيهقي (9/ 154) ، والدلائل (3/ 324) ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (1/ 112) ، وابن الأثير في أسد الغابة (2/ 120) .

4 الطبقات الكبرى (2/ 55- 56) .

5 هو: عبد الله بن إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن الأودي، بسكون الواو، أبو محمد الكوفي، ثقة فقيه عابد، من الثامنة، مات سنة اثنتين وتسعين وله بضع وسبعون سنة، ع، التقريب 295.

ص: 416

الظفري1، وأخبرنا معن بن عيسى الأشجعي2، أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب، عن عمر بن أسيد بن العلاء بن جارية3 - وكان من جلساء أبي هريرة رضي الله عنه قال: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رهط من عَضَل4 والقَارَة5 وهم إلى الهوْن بن خزيمة فقالوا: يا رسول الله: إن فينا إسلاماً، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهونا ويقرئونا القرآن ويعلمونا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم عشرة6 رهط: عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، ومرثد بن أبي مرثد، وعبد الله بن طارق، وخبيب بن عدي،

1 عاصم بن عمر بن قتادة، تقدم في الرواية رقم (34) .

2 هو: معن بن عيسى بن يحيى الأشجعي مولاهم، أبو يحيى المدني، القزاز، ثقة ثبت، قال أبو حاتم: هو أثبت أصحاب مالك، من كبار العاشرة، مات سنة ثمان وتسعين ومائة، ع، التقريب 542.

3 هو: عمرو بن أبي سفيان بن أسيد، بفتح أوله ابن جارية بالجيم، الثقفي المدني حليف بني زهرة، وقد ينسب إلى جده، ويقال: عمر، ثقة، من الثالثة، خ م د س، التقريب (422) .

4 عَضَل: بفتح المهملة ثم المعجمة بعدها لام: بطن من بني الهون بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر، ينسبون إلى عَضَل بن الديش بن محكم. فتح الباري (7/ 379) .

5 القارة: بالقاف وتخفيف الراء بطن من الهون أيضاً ينسب إلى الديش المذكور، المصدر السابق. وقال ابن دريد: القارة أكمة سوداء فيها حجارة كأنهم نزلوا عندها فسموا بها. المصدر السابق.

6 ذكر عشرة رهط، ولكن لم يسم إلا سبعة وقد ورد عددهم عشرة عند البخاري رقم (3989) .

ص: 417

وزيد بن الدَّثِنة، وخالد بن أبي البكير، ومعتب بن عبيد، وهو أخو عبد الله بن طارق لأمه، وهما من بلي حليفان في بني مظفر، وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت، وقال قائل: مرثد بن أبي مرثد، فخرجوا حتى إذا كانوا على الرجيع، وهو ماء لهذيل بصدور الهَدَة1، والهدة على سبعة أميال منها، والهدة على سبعة أميال من عسفان، فغدروا بالقوم واستصرخوا عليهم هذيلاً، فخرج إليهم بنو لحيان فلم يرع القوم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم، فأخذ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم سيوفهم فقالوا لهم: إنا والله ما نريد قتالكم إنما نريد أن نصيب بكم ثمناً من أهل مكة ولكم العهد والميثاق ألاّ نقتلكم، فأما عاصم بن ثابت ومرثد بن أبي مرثد وخالد

1 عند البخاري في الصحيح رقم (3989) : حتى إذا كانوا بالهدة

الحديث، وذكر الحافظ ابن حجر: أنها الهدْأَة، بسكون الدال بعدها همزة مفتوحة، وذكر أنه عند الكشميهني بفتح الدال وتسهيل الهمزة، وعند ابن إسحاق بتشديد الدال بغير ألف. الفتح (7/ 380) .

وقال البكري: "هكذا رواه البخاري عن عمر بن أسيد عن أبي هريرة فلما كانوا بالهدأة (بفتح الهاء وإسكان الدال المهملة بعدها همزة مفتوحة" معجم ما استعجم (1/ 642) .

والذي في البخاري: (الهدة) بدون همزة، وهي كذلك عند ياقوت. انظر معجم البلدان (5/ 395- 396) .

قال ابن إسحاق (ابن هشام 2/ 170) : "وهي على سبعة أميال من عسفان. وتبعد عن مكة ما يقرب من (65) كيلاً. انظر: معالم مكة التاريخية والأثرية لعاتق بن غيث البلادي (ص: 111) .

ص: 418

بن أبي البكير ومعتب بن عبيد فقالوا: والله لا نقبل من مشرك عهداً وعقداً أبداً، فقاتلوهم حتى قتلوا، وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي وعبد الله بن طارق فاستأسروا وأعطوا يأيديهم، وأرادوا رأس عاصم ليبيعوه، من سلافة بنت سعد بن شُهيد، وكانت نذرت لتشربن في قِحْفِ1 عاصم الخمر، وكان قتل ابنيها مسافعاً وجلاساً يوم أحد فحمته الدبر، فقالوا: أمهلوه حتى تمسي فإنها لو قد أمست ذهبت عنه فبعث الله الوادي فاحتمله، وخرجوا بالنفر الثلاثة حتى إذا كانوا بمر الظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران2 وأخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه، فقبره بمر الظهران، وقدموا بخبيب وزيد مكة، فأمّا زيد فابتاعه صفوان بن أمية، فقتله بأبيه، وابتاع حجير بن أبي إهاب خبيب بن عدي لابن أخته عقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل ليقتله بأبيه، فحبسوهما حتى خرجت الأشهر الحرم، ثم أخرجوهما إلى التنعيم فقتلوهما، وكانا صليا ركعتين ركعتين قبل أن يقتلا، فخبيب أول من سنّ ركعتين عند القتل.

1 قِحف: المراد قحف الرأس وهو الذي فوق الدماغ، وقيل: ما انفلق من جمجمته وانفصل. النهاية (4/ 17) .

2 القَرَن: بالتحريك، الحبل الذي يشد به، والقرن: الحبل. النهاية (4/ 53) .

ص: 419

المبحث السادس: في سرية بئر مَعُونة1 سنة أربع2

60-

عبد الرزاق عن معمر عن الزهري قال: أخبرني ابن كعب ابن مالك3 قال: جاء ملاعب الأسنة4 إلى النبي صلى الله عليه وسلم بهدية، فعرض عليه

1 بئرة مَعُونة: - بفتح الميم وضم العين المهملة - مكان من ديار نجد، قريبة من أُبْلى، وأبلى سلسلة جبلية سوداء تقع غرب المهد (معدن بني سليم قديماً) إلى الشمال، وتتصل غرباً بحرة الحجاز العظيمة، وهي اليوم ديار (مطير) ولم تعد (سليم) تقربها، انظر: معجم المعالم الجغرافية (52) ، والمعالم الأثيرة (43) .

2 ذكر ابن إسحاق أنها كانت في شهر صفر على رأس أربعة أشهر من أحد، (ابن هشام 2/ 183)، وانظر: مغازي الواقدي (1/ 346) ، والطبقات الكبرى (2/ 51) .

وكذلك ذكرها البلاذري في أنساب الأشراف قسم السيرة (1/ 194) .

قال ابن كثير: "وأغرب مكحول رحمه الله حيث قال: إنها كانت بعد الخندق". البداية والنهاية (4/ 73) .، وذكر الزرقاني: أن بعضهم جعلها في المحرم، وقدمها على بعث الرجيع، شرح المواهب (2/ 74) .

3 هو: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، كما في الطبقات الكبرى (2/ 54، 3/ 555) ، وقد صرح الزهري بالحديث عنده.

4 هو: أبو براء عامر بن مالك بن جعفر، المشهور بملاعب الأسنّة. انظر: ابن هشام (2/ 184) .

قال السهيلي: "سمي ملاعب الأسنّة في يوم (سُوبان) وهو يوم كانت فيه وقيعة في أيام جبلة، وهي أيام حرب كانت بين قيس وتميم، وكان سبب تسميته في يوم سوبان ملاعب الأسنة أنَّ أخاه الذي يقال له: فارس قرزل، وهو طفيل بن مالك كان أسلمه في ذلك اليوم، وفر، فقال عامر:

فررت وأسلمت ابن أمك عامراً يلاعب أطراف الوشيج المزعزع

فسمي ملاعب الأسنة". الروض (3/ 238) .

ص: 420

الإسلام فأبى أن يسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إني لا أقبل هدية مشرك. قال: فابعث إلى أهل نجد من شئت فأنا لهم جار، فبعث إليهم نفراً عليهم المنذر ابن عمرو1، وهو الذي كان يقال له: المعنق ليموت2، وفيهم عامر بن فهيرة3، فاستجاش4 عليهم عامر بن الطفيل من بني عامر فأبوا أن

1 هو: المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة الخزرجي الساعدي الأنصاري، عقبي بدري نقيب، استشهد يوم بئر معونة، كان يلقب:(المعنق ليموت) . انظر: الإصابة (3/ 460- 461) .

2 أعنق ليموت: أي إن المنية أسرعت به وساقته إلى مصرعه. النهاية (3/ 310) .

3 هو: عامر بن فهيرة التميمي، مولى أبي بكر، أحد السابقين، وكان ممن يعذب في الله، استشهد ببئر معونة. الإصابة (2/ 256) .

وقد روى الزهري عن عروة بن الزبير مرسلاً: أنهم لما دُفنوا التمسوا جسد عامر ابن فهيرة فلم يقدروا عليه، فيرون أن الملائكة دفنته. مصنف عبد الرزاق (5/ 383) ، وأنساب الأشراف، قسم السيرة (1/ 194) ، ودلائل النبوة لأبي نعيم رقم (441) ، والطبقات الكبرى لابن سعد (3/ 55، 2/ 54) ، والحلية لأبي نعيم (1/ 110) ، وابن هشام (2/ 186) ، والطبراني في الكبير من طريق الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك وغيره (19/ 71 رقم 140) ، وأسد الغابة (3/ 137) ، وعيون الأثر (2/ 69) ، والإصابة (2/ 256) .

وقصة قتل عامر بن فهيرة يوم بئر معونة قد أخرجها البخاري في الصحيح من طريق هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. صحيح البخاري مع الفتح (7/ 388 رقم (4093) . أما كونه قد رفع إلى السماء ووضع على الأرض فقد أخرجه البخاري عن عروة مرسلاً (المصدر السابق) . وقد ذكر الواقدي عن الزهري أن الذي قتل عامراً هو: جبار بن سلمى الكلابي. مغازي الواقدي، وأنساب الأشراف قسم السيرة (1/ 194) ودلائل أبي نعيم رقم (441) .

4 استجاش: أي طلب لهم الجيش وجمعه عليهم. النهاية (1/ 324) .

ص: 421

يطيعوه، وأبوا أن يخفروا1 ملاعب الأسنة، قال: فاستجاش عليهم بني سُليم2 فأطاعوه، فاتبعوهم بقريب من مائة رامٍ، فأدركوهم ببئر معونة، فقتلوهم إلا عمرو بن أميّة الضمري3، فأرسلوه"4.

1 يقال: خفرت الرجل: أجرته وحفظته، وخفرته إذا كنت له خفيراً، أي حامياً وكفيلاً، وأخفرت الرجل، إذا نقضت عهده وذمامه. النهاية (2/ 52) .

2 هم بنو سليم بن منصور بن عكرمة بن خَصَفَة بن قيس بن عيلان. انظر: جمهرة النسب للكلبي (394- 395)، ونهاية الأرب للقلقشندي (271) ومعجم قبائل الحجاز للبلادي (ص: 226) .

3 وكان عددهم: سبعين رجلاً. انظر: البخاري مع الفتح (6/ 18- 19 رقم (2801) و (7/ 385 رقم (4088) ورقم (4090) ، ومسلم بشرح النووي (13/ 47) ومسند أحمد، انظر: فتح الرباني (3/ 297 و21/ 63- 64) ، وابن سعد (2/ 52) ، والطبري في تاريخه (2/ 546ـ549) ، ودلائل البيهقي (3/ 343) وهو الصحيح.

أما ابن إسحاق فقد ذكر أنهم كانوا أربعين رجلاً. ابن هشام (2/ 184) ، وتبعه الواقدي، المغازي (2/ 346) . ثم قال الحافظ ابن حجر بعد ذكره لرواية ابن إسحاق التي تذكر الأربعين:"ويمكن الجمع بينه وبين الذي في الصحيح بأن الأربعين كانوا رؤساء، وبقية العدة أتباعاً". الفتح (7/ 387) .

4 ذكر ابن إسحاق أن عمراً كان في سرح القوم فنجا من القتل، ثم ذكر رجلاً آخر هو: كعب بن زيد أخو بني دينار بن النجار فإنهم تركوه وبه رمق فارتث من بين القتلى فعاش حتى قتل بالخندق، ثم ذكر رجلاً ثالثاً من الأنصار، قال ابن هشام: هو المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح، انظر ذلك عند ابن هشام (2/ 185) .

أما رواية البخاري ففيها: "

فقتلوا جميعاً غير الأعرج" ويظهر أن المراد بالأعرج: حرام أخو أم سليم، كما في روايته في الصحيح، وليس كذلك، بل هو: كعب بن زيد من بني دينار بن النجار، كما نبه على ذلك الحافظ". انظر: الفتح (7/ 386- 387) .

وهو موافق لرواية ابن إسحاق المتقدمة. أما الواقدي فقد ذكر بأن الذي نجا مع عمرو بن أمية: الحارث بن الصمة. المغازي (2/ 348) .

وقال ابن سيد الناس بعد ذكره لبعض من استشهد: "والمختلف في قتله في هذه الواقعة مختلف في حضوره، فأرباب المغازي متفقون على أن الكل قتل إلا عمرو ابن أمية الضمري، وكعب بن زيد بن قيس بن مالك بن عبد الأشهل بن حارثة ابن دينار، فإنه جرح يوم بئر معونة ومات بالخندق". عيون الأثر (2/ 71) .

وقد ذكر أصحاب المغازي أن عمراً أسره عامر بن الطفيل فجزّ ناصيته ثم أعتقه على رقبة كانت على أمه. انظر: ابن هشام (2/ 185) ومغازي الواقدي (1/ 348) ، والطبقات الكبرى (2/ 52) ، ودلائل البيهقي (3/ 342) .

ص: 422

قال الزهري: فأخبرني عروة بن الزبير أنه لما رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال له: أمِنْ بينهم؟

قال الزهري: “وبلغني أنهم لما دُفنوا التمسوا جسد عامر بن فهيرة فلم يقدروا عليه، فيرون أن الملائكة دفنته"1.

1 المصنف (5/ 382- 383) .

ص: 423