المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مسند جندب بن عبد الله البجلى رضي الله عنه - مسند أبي يعلى - ت السناري - جـ ٣

[أبو يعلى الموصلي]

فهرس الكتاب

- ‌مسند جندب بن عبد الله البجلى رضي الله عنه

- ‌مسند ثابت بن الضحاك رضي الله عنه

- ‌مسند حمزة الأسلمى رضي الله عنه

- ‌مسند يزيد بن ركانة رضي الله عنه

- ‌مسند الجارود رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي رضي الله عنه

- ‌مسند هبيب بن مغفل رضي الله عنه

- ‌مسند أبى شهم رضي الله عنه

- ‌مسند رافع بن مكيث رضي الله عنه

- ‌مسند رباح بن ربيع رضي الله عنه

- ‌مسند عفيف الكندى رضي الله عنه

- ‌مسند قتادة بن النعمان رضي الله عنه

- ‌مسند معن بن يزيد رضي الله عنه

- ‌مسند أحمر رضي الله عنه

- ‌مسند هشام بن عامر

- ‌مسند أبى جمعة رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله بن سرجس رضي الله عنه

- ‌مسند عمرو بن مرة رضي الله عنه

- ‌مسند مخول رضي الله عنه

- ‌مسند عم أبى حرة الرقاشي رضي الله عنه

- ‌مسند الحارث الأشعري رضي الله عنه

- ‌مسند أبى هبيرة الأنصارى رضي الله عنه

- ‌مسند سعد مولى أبى بكر رضي الله عنه

- ‌مسند عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌مسند أبى مالك الأشعرى رضي الله عنه

- ‌مسند العباس بن مرادس السلمى رضي الله عنه

- ‌مسند الحكم بن ميناء رضي الله عنه

- ‌مسند عمير بن سعد رضي الله عنه

- ‌مسند الحارث بن وقيش رضي الله عنه

- ‌مسند حابس بن ربيعة رضي الله عنه

- ‌مسند الفلتان بن عاصم رضي الله عنه

- ‌مسند معن بن نضلة رضي الله عنه

- ‌مسند وابصة بن معبد رضي الله عنه

- ‌مسند سفينة: [رجاء]رضي الله عنه

- ‌مسند رجل رضي الله عنه

- ‌مسند رجل عن أبيه رضي الله عنه

- ‌مسند فروة بن نوفل الأشجعى رضي الله عنه

- ‌مسند رسول قيصر

- ‌مسند عروة بن مسعود رضي الله عنه

- ‌مسند عبد الله بن الشخير رضي الله عنه

- ‌مسند أبى الجعد رضي الله عنه

- ‌مسند رجل

- ‌مسند عمار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌مسند البراء بن عازب رضي الله عنه

- ‌مسند عقبة بن عامر الجهنى رضي الله عنه

- ‌مسند جابر بن عبد الله - رضى الله عنه

الفصل: ‌مسند جندب بن عبد الله البجلى رضي الله عنه

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مسند جندب بن عبد الله البجلى رضي الله عنه

- (*)

1519 -

حدّثنا خلف البزاز، حدّثنا حماد بن زيد، عن أبى عمران، عن جندب بن عبد الله البجلى، ولا أعلمه إلا رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال:"اقْرَءوا الْقرآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإذَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ، فَقُومُوا عَنْهُ"، قال: وكنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم غلامًا حزُوَرًا.

(*) هو: صحابى مشهور، ولم يكن بالقديم في الصحبة.

1519 -

صحيح: أخرجه البخارى [4773]، ومسلم [2667]، والدارمى [3359]، وأحمد [4/ 313]، والنسائى في الكبرى [8597]، وابن حبان [732]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1674]، وابن أبى شيبة [30167]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 364]، وسعيد بن منصور في "تفسيره"[163]، وأبو عبيد في "الفضائل"[635]، والرويانى في "مسنده"[953]، وجماعة، من طرق عن أبى عمران الجونى عن جندب بن عبد الله به

قلتُ: قد اختلف على أبى عمران في وقفه ورفعه. والوجهان محفوظان على التحقيق، والرفع أشهر وأثبت. راجع "الفتح"[9/ 152]، و"تاريخ بغداد"[4/ 228]، و"عمدة القارى"[20/ 63]، ثم جاء الإمام الحجة: عبد الله بن عون، وخالف الجميع، فرواه عن أبى عمران فقال: عن عبد الله بن الصامت قال: قال عمر

ثم ذكره موقوفًا عليه.

هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[رقم 8099]، والبيهقى في "الشعب"[2/ 2262]، وأبو عبيد في "الغريب"[2/ 11 - 12]، وفى "الفضائل"[عقب 635]، من طريقين عن ابن عون به

قلتُ: قال البخارى [4/ 1929]، عقب حديث جندب [برقم 4774]: "وقال ابن عون عن أبى عمران عن عبد الله بن الصامت عن عمر قوله، وجندب أصح وأكثر

". يشير بذلك إلى أن المحفوظ هو حديث جندب، وقد صوَّب الحافظ في "الفتح" [9/ 102]، قول البخارى فقال: "وهو كما قال؛ فإن الجم الغفير رووه عن أبى عمران عن جندب إلا أنهم اختلفوا عليه =

ص: 5

1520 -

حدّثنا بشر بن الوليد الكندى، حدّثنا سهيل أخو حزم، عن أبى عمران، عن جندب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قَالَ فِي الْقُرآْنِ بِرَأْيِهِ، فَأَصَابَ، فَقدْ أَخطْأَ".

= في رفعه ووقفه، والذين رفعوه ثقات حفاظ، فالحكم لهم، وأما رواية ابن عون فشاذة، لم يتابع عليها

".

ثم نقل عن أبى بكر بن داود أنه قال: "لم يخطئ ابن عون قط إلا في هذا، والصواب عن جندب" ثم قال الحافظ: "ويحتمل أن يكون ابن عون حفظه؛ ويكون لأبى عمران فيه شيخ آخر، وإنما توارد الرواة على طريق جندب لِعُلُوِّها، والتصريح يرفعها

".

قلتُ: وهذا الأخير هو الذي يطمئن إليه قلبى. وابن عون أجلّ من جميع من رواه عن أبى عمران على الوجهين، وتوهيمه في ذلك الإسناد الذي أتى به: بعيد عندى، بل سياقه يدل على أنه حفظه هكذا عن أبى عمران. وحسب ابن عون في الضبط والإتقان قول شعبة عنه كما في "الجرح والتعديل" [5/ 130]:"لأن أسمع من ابن عون حديثا يقول: أظنه قد سمعت، أحب إليَّ من أن أسمع من غيره من ثقة يقول: قد سمعت" ثم وجدتُ أبا حاتم قد جزم بترجيح رواية ابن عون على جميع من خالفه فيه، كما في "العلل"[2/ 1675]، والصواب هو ما قلناه آنفًا.

1520 -

صعيف: أخرجه الترمذى [2952]، وأبو داود [3652]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1672]، وفى "الأوسط"[5/ رقم 5101]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 112]، والنسائى في "الكبرى"[80861]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2277]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 32]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 450]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[31/ 6]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"[1/ رقم 199]، والرويانى [رقم 949]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[2/ 50] ، والطبرى في "تفسيره"[1/ 58]، وغيرهم، من طرق عن سهيل بن مهران عن أبى عمران الجونى عن جندب بن عبد الله به

قلتُ: هذا إسناد ضعيف مائل، وسهيل هذا ضعفه النقاد، وله مناكير وإفرادات عن الثقات غير محمودة، وأخوه حزم أوثق منه وأحسن حالًا.

والحديث قد استغربه الترمذى كما نقله عنه البغوى في "شرح السنة" ولم أجده في المطبوع من "سننه"، وقد غمز البيهقى في صحته بعد أن رواه في "الشعب"، ورمز السيوطى لحسنه في (الجامع الصغير) فلم يفعل شيئًا، وتعاقبه المناوى في "الفيض"[6/ 190]. =

ص: 6

1521 -

حدّثنا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن، عن جندب، وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"احْتَجَ آدَمُ، وَمُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللهُ بِيَدِهِ وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، فَأَخْرَجتَ النَّاسَ مِنَ الجَنَّةِ؟! فَقَالَ آدَمُ: أَنْتَ مُوسَى الَّذِى كلَّمَكَ اللَّهُ نَجِيًّا، وَأَتَاكَ التَّوْرَاةَ، تَلُومُنِى عَلَى أَمْرٍ قَدْ كتِبَ عَلَيَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَنِى؟! "، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى".

= وقد أعله أبو حاتم - كما في "العلل"[2/ رقم 1680]- بعلة قوية. لكن في بعض نقده نظر، وقد شرحناه في غير هذا المكان. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بأسانيد مظلمة.

1521 -

صحيح: أخرجه النسائي في، "الكبرى"[11318]، والطبرانى في "الكبير" ب 2/ رقم 1663]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 33]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 143]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 16]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1036]، والآجرى في "الشريعة"[ص 192]، والفريابى في القدر [رقم 120]، والدارمى أبو سعيد في "الرد على الجهمية"[رقم 291]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن الحسن البصرى عن جندب بن عبد الله به

وعند بعضهم: عن جندب بن عبد الله وغيره

وعند بعضهم: أو غيره

ووقع عند أحمد [2/ 464]: (عن الحسن عن رجل

، قال حماد: أظنه جندب بن عبد الله البجلى .. ).

قلتُ: وسنده صحيح لولا عنعنة الحسن! وقد اختلف في سنده على ابن سلمة، فرواه عنه ثقات أصحابه على الوجه الماضى، وخالفهم عبد الله بن سوار - وهو ثقة - فرواه عن حماد فقال: عن حميد عن أنس عن جندب به

بجملة: (احتج آدم وموسى؛ فحج آدم موسى) فزاد فيه (أنس) هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[4/ 349] بإسناد قوى إلى أحمد بن القاسم الأنماطى المعروف بـ (بلبل) عن عبد الله بن سوار به

قلتْ: بلبل، وما بلبل؟! ذاك شيخ ترجمه الخطيب ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأراه - إن كان مقبولًا - قد سلك الجادة في حديثه، والمحفوظ هو الأول. ولحماد فيه إسناد آخر: رواه عن عمار بن أبى عمار عن أبى هريرة به مثل سياقه عن حميد عن الحسن عن جندب

=

ص: 7

1522 -

حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ، حدّثنى عبد الحميد بن بهرام، حدّثنا شهر بن حوشب، حدّثنى جندب بن سفيان - رجل من بجيلة - قال: إنى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه بشير من سرية بعثها، فأخبره بنصر الله الذي نصر سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم، قال: يا رسول الله، بينما نحن بطلب العدو وقد هزمهم الله، إذ لحقت رجلًا بالسيف، فلما أحس أن السيف قد واقعه، التفت وهو يسعى، فقال: إنى مسلمٌ! إنى مسلمٌ! فقتلته، وإنما كان يا نبى الله متعوذًا، قال:"فَهَلَّا شَقَقْتَ، عن قَلْبِه، فَنَظَرْتَ صَادِقً هُوَ أَوْ كاذِبٌ؟ " قال: لو شققت، عن قلبه ما كان يعلمنى القلب، هل قلبه إلا مضغةٌ من لحم؟ قال:"فَانْتَ قَتَلْتَهُ، لا مَا فِي قَلْبِهِ عَلِمْتَ، وَلا لسَانَهُ صدّقْتَ"، قال: يا رسول الله، استغفر لى، قال:"لا أستغفر لك"، فدفنوه فأصبح على وجه الأرض، ثلاث مرات، فلما رأى ذلك قومه استحيوا وخزوا مما لقى، فحملوه فألقوه فى شعب من تلك الشعاب.

= أخرجه أحمد [2/ 464]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1663]، والمؤلف كما يأتى [برقم 1528]، وفى "المفاريد"[رقم 40]، وغيرهم مقرونًا بإسناد حماد الآخر. وهو مفرد عند ابن راهويه [119]، واللالكائى في "شرح السنة [2/ رقم 367]، وسنده قوى مستقيم.

وله طرق أخرى عن أبى هريرة. وشواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث عمر [برقم 244]، وحديث أبى سعيد [برقم 1204]، ويأتى له طريق آخر عن أبى هريرة [برقم 6245].

1522 -

صحيح: دون قوله: (لو شققتُ عن قلبه

إلخ). أخرجه الطبراني في "الكبير"[2/ رقم 1733]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 34]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[1/ 8/ عقب رقم 31]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 952]، وابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 113]، وغيرهم، من طرق عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن جندب بن سفيان - وهو ابن عبد الله - به

قلتُ: هذا إسناد ضعيف. وشهر قد اشتهر برواية تلك المناكير والغرائب حتى ضعفه بعضهم لأجلها، والكلام فيه طويل الذيل، وليس بعمدة على التحقيق. ومن مارس حديثه، وسبر مروياته، استوحش مما ينفرد به مطلقًا. =

ص: 8

1523 -

حدّثنا محمد بن بكار، حدّثنا عبد الحميد بن بهرام، حدّثنا شهر بن حوشب، حدثنى جندب بن سفيان - رجلٌ من بجيلة - قال: إنى لعند رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جاءه بشيرٌ من سرية بعثها، فأخبره بنصر الله الذي نصر سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم، فذكر نحوه، وزاد فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، عند ذلك:"سَتَكُونُ بَعْدِى فِتَنٌ كقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، تصْدِمُ كَصَدْمِ الحيَّاتِ، وَفُحُولِ الثِّيرَانِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُسْلِمًا وَيُمْسِى كَافِرًا، وَيُمْسِى فِيهَا مُسْلِمًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا"، فقال رجل من المسلمين: فكيف

= وعبد الحميد بن بهرام صدوق صالح تكلم فيه بلا حجة، لكن خولف في إسناده، خالفه عطاء بن السائب، فرواه عن شهر فقال: عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به نحو سياق المؤلف.

هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "العقوبات"[رقم 339]، من طريق إسحاق الطالقانى عن جرير بن عبد الحميد عن عطاء به

قلتُ: عطاء هو إمام المختلطين، وسماع جرير منه إنما كان بآخرة بعد أن شاخ الرجل وصار لا يدرى ما يقول، فالوجه الأول هو المحفوظ.

وقد يكون هذا الرجل المبهم في رواية عطاء هو نفسه (جندب بن عبد الله)، وللحديث طريق آخر بإسناد جيد عن جندب بن عبد الله بنحوه دون قوله: (لو شققتُ عن قلبه ما كان يعلمنى القلب

إلى آخره) أخرجه مسلم [97]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 64]، وسائر الحديث عند المؤلف له شواهد مراسيل، وبعضها موصول، ولا يصح منها شئ. وقد يُحسَّن بشواهده، ولم يظهر لى ذلك الآن، وأصل القصة ثابت عن المقداد بن عمرو وأسامة بن زيد - رضى الله عنهما.

1523 -

ضعيف: بهذا السياق: أخرجه الطبراني في "الكبير"[2/ رقم 1724]، وابن أبى شيبة [37430]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 35]، والرويانى في "مسنده"[2/ رقم 952]، وابن أبى شيبة أيضًا في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 4465]، والشجرى في "الأمالى"[ص 464، 465]، وغيرهم، من طرق عن عبد الحميد بن بهرام عن شهر عن جندب به

وهو بقية الحديث الماضى كما يدل عليه سياق المؤلف هنا وعند الرويانى.

قلتُ: وإسناده ضعيف مثل الذي قبله. لكن لبعض فقرات الحديث شواهد، فلقوله:(ستكون فتنة بعدى كقطع الليل المظلم). =

ص: 9

نصنع عند ذلك يا رسول الله؟ قال: "ادْخُلُوا بُيُوتَكمْ وَأَخْمِلُوا ذِكْرَكُمْ"، فقال رجلٌ من المسلمين: أفرأيت إن دخل على أحدنا في بيته؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لِيُمْسِكْ بِيَدِهِ، وَلْيَكُنْ عَبْدَ اللَّهِ المقْتُولَ، وَلا يَكُنْ عَبدَ اللَّهِ الْقَاتِلَ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَكُونُ فِي قُبَّةِ الإسلامِ، فَيَأْكُل مَالَ أخِيهِ، وَيسَفِكُ دَمَهُ، وَيْعِصى رَبَّهُ، وَيَكْفُرُ بِخَالِقِهِ، وَتَجِبُ لَهُ جَهَنَّمُ".

1524 -

حدّثنا القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، قال: سمعت جندب البجلى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَمَّعَ سَمَّعَ اللَّهُ بِهِ، ومنْ رَاءى، راءَى الله بِهِ".

1525 -

حدّثنا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا أبو عوانة، عن عبد الملك - يعنى

= وقوله: (يصبح الرجل فيها مسلمًا، ويمسى كافرًا، ويمسى فيها مسلمًا، ويصبح كافرًا

)

شاهد من حديث أنس يأتى [برقم 4260]، وآخر عن أبى هريرة يأتى [برقم 6515].

* ولجملة: (وليكن عبد الله المقتول ولا يكن عبد الله القاتل

) شاهد من حديث عبد الله بن خباب عن أبيه يأتى [برقم 7215]، وله عنه طرق، ولها شواهد أخرى موصولة ومرسلة، وهى جملة حسنة بشواهدها، كما شرحناه في حاشيتنا الكبرى على "تأويل مختلف الحديث" لابن قتيبة. واللَّه المستعان.

1524 -

صحيح: أخرجه البخارى [6134]، ومسلم [2987]، وابن ماجه [4207]، وأحمد [4/ 313]، وابن حبان [406]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1696]، وابن أبى شيبة [95298]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6818]، وجماعة، من طريق الثورى عن سلمة بن كهيل عن جندب به

قلتُ: وقد توبع عليه الثورى: تابعه رقبة بن مصقلة، والوليد بن حرب، ومحمد بن جحادة، وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، وعبد الجبار بن العباس وغيرهم. وقد توبع عليه سلمة بن كهيل بنحوه

1525 -

صحيح: أخرجه البخارى [6217]، ومسلم [2289]، وأحمد [4/ 313]، وابن حبان [6445]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1688]، وابن أبى شيبة [31663]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 331]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 37]، =

ص: 10

ابن عمير - عن جندب بن سفيان البجلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحوْضِ".

1526 -

حدّثنا محمد بن المثنى، حدّثنا الأنصارى، حدّثنا الأشعث، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ كَانَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ، فَإِيَّاكَ أَنْ يَطْلُبَكَ الله بِشَىْءٍ مِنْ ذِمَّتِهِ".

= وابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 302]، وبقى بن مخلد في "الحوض والكوثر"[رقم 26]، وجماعة من طرق عن عبد الملك بن عمير عن جندب به ..

1526 -

صحيح: أخرجه الطبراني في "الكبير"[2/ رقم 1654]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 38]، وأبو عوانة [رقم 1004]، وغيرهم، من طرق عن أشعث بن عبد الملك عن الحسن البصرى عن جندب به

قلتُ: هكذا رواه محمد بن عبد الله الأنصارى ومحمد بن جعفر وغيرهما عن أشعث على الوجه الماضى، وخالفهم روح بن عبادة، فرواه عن أشعث فقال: عن الحسن بن سمرة بن جندب به

، فجعله من "مسند سمرة".

هكذا أخرجه ابن ماجه [3946]، وأحمد [5/ 10]، والرويانى في "مسنده"[رقم 773]، وهذا عندى وهم من روح بن عبادة، فإن لحديث مشهور من رواية الحسن عن جندب بن عبد الله، وهكذا رواه جماعات كثيرة عن الحسن به

ورواياتهم عند مسلم [657]، والترمذى [222]، وأحمد [4/ 312]، وابن حبان [1743]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1655، 1656، 1657، 4658، 1660]، وعبد الرزاق [18250]، والبيهقى في "سننه"[2013]، وفى "الشعب"[3/ رقم 2841]، وابن الجعد [3204]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 96]، و [5/ 250] وغيرهم. وفيه زيادة عند بعضهم.

وهكذا رواه أصحاب الحسن عنه، وخالفهم المبارك بن فضالة، فرواه عن به مرسلًا، هكذا أخرجه ابن الجعد [3253]، والمحفوظ هو الأول. والحديث معلول، بعنعنة الحسن البصرى، إن كان سمع من جندب في الجملة، فإن أبا حاتم نفى سماعه منه مطلقًا.

وعلى كل حال: فقد توبع عليه: تابعه أنس بن سيرين عن جندب به نحوه وزاد: (فيدركه فيكبَّه في النار) أخرجه مسلم [657]، وأبو عوانة [1001]، والرويانى في "مسنده"[936]، =

ص: 11

1527 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا وهب بن جرير، حدثنى أبى، قال: سمعت الحسن، قال: حدّثنا جندب بن عبد الله، في هذا المسجد، فما نسينا منه حديثًا ولا نخشى أن يكون كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَرَجَ بِرَجلٍ خُرَّاجٌ مِمَن كَانَ قَبلَكمْ، فجَزِعَ مِنْهُ، فَأَخذَ سِكِّينًا، فَجَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ عَنْه الدَّمُ حَتَّى مَاتَ، قَالَ اللهُ تَعالَى: عَبْدِى بَادَرَنِى بنَفْسِه، حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الجنَّةَ" قال أبو موسى: قال وهب: القدرية يحتجون بهذا الحديث، وَليس لَهم فيه حجةٌ.

1528 -

حدّثنا أبو موسى، حدّثنا الحجاج بن المنهال، حدّثنا حمادٌ، عن عمار بن أبى عمار، عن أبى هريرة، وعن حماد، عن حميد، عن الحسن، عن جندب بن عبد الله،

= والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1683]، والبيهقى في "سننه"[2014]، وابن الجعد [3206]، وغيرهم من طريق خالد الحذاء عن أنس بن سيرين به

قلتُ: وهذا إسناد صحيح. لكن خولف أنس في وصله، خالفه شعبة، فرواه عن أنس عن جندب به موقوفًا عليه، أخرجه الطيالسى [938]، وابن الجعد [3207]، وابن الخطيب في "الموضح"[1/ 540]، والوجهان عندى محفوظان.

وقد توبع أنس بن سيرين - على الوجه المرفوع - والحسن البصرى: تابعهما حميد بن هلال عند نعيم بن حماد في "الفتن"[رقم 373]، من طريق ابن المبارك عن سلميان بن المغيرة عن حميد به

قلت: ورجاله ثقات علماء لولا أن نعيم بن حماد نفسه كثير الأوهام والأخطاء مع إمامته في السنة، وفى الباب عن جماعة من الصحابة.

1527 -

صحيح: آخرجه البخارى [3276]، ومسلم [113]، وابن حبان [5988]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1664]، والبهيقي في "سننه"[15657]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 39]، وابن مردويه في "جزء فيه أحاديث ابن حيان"[رقم 27]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 647]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1490]، وفى "أخبار أصبهان"[ص 182]، وأبو عوانة [رقم 105]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 208]، والرويانى [2/ رقم 942]، وغيرهم من طرق عن الحسن البصرى عن جندب به

1528 -

صحيح: مضى الكلام على هذين الطريقين [برقم 1521].

ص: 12

عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لَقِىَ آدَمُ، مُوسَى، فَقَالَ مُوسَى: أَنْتَ آدَمُ الَّذِي خَلَقَكَ اللَّهُ بِيَدِهِ، وَأَسْكَنَكَ جَنَّتَهُ، وَأَسْجَدَ لَكَ مَلائِكَتَهُ، فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ، فَأَخْرَجْتَ ذُرِّيَّتَكَ مِنَ الجَنَّةِ؟! قَالَ آدَمُ: يَا مُوسَى، أَنْتَ الَّذِي اصْطَفَاكَ اللَّهُ بِرِسَالَتِهِ، وَكلَّمَكَ، وَقَرَّبَكَ نَجِيًّا؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَأَنَا أَقْدَمُ أَمِ الذِّكْرُ؟! قَالَ: الذِّكْرُ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: فَحَجَّ آدَمُ مُوسَى، فَحَجَّ آدَمُ، مُوسَى".

1529 -

حدّثنا صالح بن حاتم بن وردان، حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبى يحدث، عن أبى عمران الجونى، عن جندب بن عبد الله البجلى، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَالَ رَجُلٌ: وَاللَّهِ لا يَغْفِرُ اللَّهُ لِفُلانٍ، فَقَالَ اللَّهُ: مَنْ ذَا الَّذِي يَتَأَلَى عَلَيَّ أَنْ لا أَغْفِرَ لِفُلانٍ؟! فَإنَّنِي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلانٍ، وَأَحْبَطْتُ عَمَلَكَ".

1529 - حسن: أخرجه مسلم [2621]، وابن حبان [5711]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1679]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6687]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 316]، وابن أبى الدنيا في "حسن الظن باللَّه"[رقم 46]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 305]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 39]، والرويانى [2/ رقم 948]، وغيرهم من طرق عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أبى عمران الجونى عن جندب به مرفوعًا

قلتُ: هكذا رواه سويد بن سعيد وصالح بن حاتم وهريم بن عبد الأعلى ويحيى بن خلف وعبد اللَّه بن جعفر الرقى وغيرهم، كلهم رووه عن معتمر بإسناد به مرفوعًا

وخالفهم محمد بن أبى بكر المقدمى، فرواه عن المعتمر بإسناده به موقوفًا، هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6687]، بإسناد صحيح إليه.

قلتُ: وهذا الموقوف عندى هو الصواب إن شاء الله، فقد خولف سليمان التيمى في رفعه، خالفه جعفر بن سليمان الضبعى، فرواه عن أبى عمران الجونى عن جندب نحوه موقوفًا عليه، هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "حسن الظن بالله"[رقم 47]، من طريق أبى حفص الصفار عن جعفر به

قلتُ: قد ذكر الإمام تلك الطريق في "الصحيحة"[4/ 254]، ثم قال:"رجالها ثقات غير أبى حفص الصفار فلم أعرفه الآن". =

ص: 13

1530 -

حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا حميد - يعنى الرؤاسى - حدثنى حسن بن صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: من سلم عليك من خلق الله فاردد عليه وإن كان مجوسيّا فإن الله يقول: {وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا} [النساء: 86].

= قلت: قد عرفته أنا، فهو أحمد بن محمد [وعند ابن حبان: أحمد بن عبد الله بن عمر] أبو حفص الصفار: ترجمه الخطيب في "تاريخه"[5/ 127]، ونص على أنه روى عن (جعفر بن سليمان)، وروى عنه (ابن أبى الدنيا): ثم نقل عن ابن معين بالإسناد الصحيح أنه سئل عنه فقال: "لا بأس" وذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 16]، ولم ينفرد به؛ بل تابعه عبيد الله القواريرى عند عبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد"[رقم 1136].

وقد توبع جعفر بن سليمان على وقفه أيضًا، تابعه حماد بن سلمة: فرواه عن أبى عمران عن جندب بن عبد الله موقوفًا بلفظ: (إن رجلًا آلى أن لا يُغفر لفلان؛ فأوحى الله عز وجل إلى نبيه صلى الله عليه وسلم أو إلى نبى - أنها بمنزلة الخطيئة؛ فليستقبل العمل) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[2/ 1680]، من طريق محمد بن العباس المؤدب عن عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة به.

قلتُ: وهذا إسناد صحيح، وشيخ الطبراني محمد بن العباس هو مولى بن هاشم المعروف بـ (لحية الليف) وثقه الخطيب في "تاريخه"[3/ 112]، وذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 153]، وقال:"ربما أخطأ" فالمحفوظ في حديث جندب هو الموقوف.

لكن في الباب عن أبى هريرة عند أحمد [2/ 693]، وأبى داود [4901]، وابن حبان [5712]، وجماعة، مطولًا وسنده حسن.

وفى الباب أيضًا عن أبى قتادة: عند الطبراني في "مسند الشاميين"[1/ رقم 281]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[8/ 275]، وجماعة وفى سنده مجهول، وكذا ورد عن ابن مسعود مرفوعًا عند الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10086]، ولكن بسند لا يصح مع زيادة منكرة في أوله.

را جع "الضعيفة"[13/ 38] للإمام.

1530 -

ضعيف: أخرجه الطبرى في "تفسيره"[4/ 190]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 5764]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[1/ رقم 307]، وفى "مداراة الناس"[رقم 105]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 42]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 336]، =

ص: 14

1531 -

حدّثنا إسحاق، حدّثنا سالم بن نوح، عن يونس، عن الحسن:{وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا} [النساء: 86]، لأهل الإسلام {أَوْ رُدُّوهَا} على أهل الشرك.

= والخطيب في "الجامع"[1/ رقم 933]، وغيرهم، من طريق حميد الروسى، عن الحسن بن صالح، عن سماك بن حرب، عن عكرمة عن ابن عباس به ..

قلتُ: قد توبع عليه الحسن بن صالح: تابعه الوليد بن أبى ثور عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1107]، والوليد قد ضعفه النقاد، لكنه متابع.

والإسناد يقول عنه الإمام في "الصحيحة"[2/ 324]: "قلتُ: وسنده صحيح، لولا أنه من رواية سماك عن عكرمة، وروايته عنه خاصة مضطربة، ولعل ذلك إذا كانت مرفوعة، وهذه موقوفة كما ترى".

قلتُ: بل لا فرق بين المرفوع والموقوف في ذلك، وقد كشف شعبة عن وجه ترك الاحتجاج برواية سماك عن "عكرمة فقال:"كان يقول: عن عكرمة - يعنى ويقف - ولو شئت أن أقول له: ابن عباس، لقاله" وقال العجلى عن سماك: "كان في حديث عكرمة ربما وصل الشئ عن ابن عباس

".

وسئل ابن المدينى عن رواية سماك عن عكرمة فقال: "مضطربة، وسفيان وشعبة يجعلونها عن عكرمة، وغيرهما يقول: عن ابن عباس

".

قلتُ: وهذا ظاهر "في أنه ربما يكون الأثر عن عكرمة قوله، فيجعله سماك عن عكرمة عن ابن عباس، ولذلك كان شعبة لا يروى تفسيره إلا عن عكرمة - يعنى لا يذكر فيه ابن عباس - كما ذكره ابن معين.

ثم إن الإمام الألبانى قد غفل عن علة أخرى، وهى أن النسائي قال عن سماك:"كان ربما لُقِّن، فإذا انفرد بأصل لم يكن حجة؛ لأنه كان يُلقَّن فيتلقَّن" وهذه مصيبة! فالله المستعان!

1531 -

ضعيف: أخرجه ابن المنذر في "تفسيره" كما في "الدر المنثور"[2/ 606]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 43]، من طريق سالم بن نوح عن يونس بن عبيد عن الحسن البصرى به

قلتُ: سالم بن نوح مختلف فيه، وقد حكى يحيى القطان أن كتاب يونس بن عبيد قد ضاع من سالم. =

ص: 15

1532 -

حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيس، عن جندب بن سفيان، قال: صلينا مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فذبح ناسٌ ضحاياهم قبل الصلاة، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآهم قد ذبحوا قبل الصلاة، قال:"مَنْ كَان ذَبَحَ أُضْحِيَتَهُ قَبْلَ الصَّلاة، فَلْيَذْبح ذبْحًا آخَرَ، وَمَنْ كَانَ لَمْ يَذْبَحْ حَتَّى صَلَّيْنَا، فَلْيَذْبَحْ عَلَى اسْمِ اللَّهِ".

1533 -

حدّثنا خلف بن هشام، حدّثنا أبو عوانة، عن الأسود، عن جندب بن سفيان البجلى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دميت إصبعه في بعض المشاهد، فقال:"هَل أَنت إِلا إِصبَعٌ دَمِتِ، وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقيت؟! "

= ثم وجده بعد أربعين سنة، فما يدرينا: لعله حدث بهذا الأثر قبل أن يعثر على كتاب يونس الذي فيه سماعه سنه، وهو صاحب أفراد وغرائب، وإن وثقه بعضهم.

ثم تأيد ظني - وللَّه الحمد - فوجدته قد روى هذا الأثر فقال: حدثنا سعيد بن أبى عروبة عن قتادة به

فجعله من قول قتادة، هكذا أخرجه الطبرى في "تفسيره"[4/ 190]، من طريق بندار عنه به

وهذا هو المحفوظ. وقد توبع عليه هذا الوجه عند الطبرى أيضًا. والله المستعان.

1532 -

صحيح: أخرجه البخارى [5181]، ومسلم [1960]، والنسائى [4368]، وابن ماجه [3152]، وأحمد [4/ 312]، وابن حبان [5913]، والطيالسى [936]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1713]، والبيهقى في "سننه"[6058]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 173]، والحميدى [775]، وابن الجعد [843]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[4/ رقم 2532]، والدقاق في "مجلسه"[335]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأسود بن سريع عن جندب به

مثله. وعند بعضهم بنحوه

1533 -

صحيح: أخرجه البخارى [2648]، ومسلم [1796]، والترمذى [3345]- وعنده في آخره زيادة - وأحمد [4/ 312]، وابن حبان [6577]، والطيالسى [937].

والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1703]، وسعيد بن منصور [2845]، وابن أبى شيبة [26071]، والنسائى في "الكبرى"[10393]، والبيهقى في "سننه"[13074]، والحميدى [776]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 398]، وأبو جعفر الأصبهانى في "حديثه"[رقم 19]، وجماعة، من طرق عن الأسود بن سريع عن جندب به

ص: 16

1534 -

حدّثنا عبد الأعلى بن حماد، حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبى، عن صاحب له - وهو الحضرمى - عن أبى السوار يحدِّث، عن جندب بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رهطًا وبعث عليهم أبا عبيدة بن الجراح، فلما أخذ ينطلق لكنه بكى صبابةً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث رجلًا مكانه يقال له عبد الله بن جحش، وكتب له كتابًا، وأمره أن لا يُكره أحدًا من أصحابه على المسير معه، فلما قرأ الكتاب، استرجع، وقال: سمعٌ وطاعةٌ - يعنى لله ورسوله - خبرهم الخبر، وقرأ عليهم الكتاب، فرجع رجلان، ومضى بقيتهم، فلقوا ابن الحضرمى، فقتلوه، ولم يدرك ذاك اليوم من رجب أو من جمادى، فقال المشركون للمسلمين: فعلتم كذا وكذا في الشهر الحرام! فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثوه الحديث، فأنزل الله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ

1534 - ضعيف: أخرجه النسائي في "الكبرى"[8803]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1670]، والبيهقى في "سننه"[17523]، والطبرى في "تفسيره"[2/ 359]، وفى "تاريخه"[2/ 17]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 2564].

والطحاوى في "المشكل"[رقم 4262]، والمؤلف في "المفاريد"[رقم 45]، وغيرهم، من طرق عن المعتمر بن سليمان عن أبيه عن الحضرمى - أو عن رجل - عن جندب بن عبد الله بن مثله، وعند بعضهم بنحوه

قلت: هذا إسناد حسن إن كان الحضرمى هو ابن لاحق، والأظهر عندى أنه ليس هو، بل ذاك شيخ مجهول، انفرد عنه سليمان التيمى بالرواية، وذكره ابن حبان في "الثقات" ثم قال:"لا أدرى ما هو، ولا ابن من هو".

قلتُ: قد فرق ابن حبان وابن معين وابن المدينى بين الحضرمى بن لاحق الذي روى عنه يحيى بن أبى كثير وعكرمة بن عمار وغيرهم، وهو شيخ صدوق، وبين الحضرمى الذي روى عنه سليمان التيمى، ونازع أبو حاتم في هذا، وقال:"حضرمى اليمامى، وحضرمى بن لاحق، هو عندى واحد" والصواب الأول. وهو الذي استظهره الحافظ في "التهذيب"[2/ 395]، وللحديث شواهد مرسلة.

وأما تصحيح السيوطى لإسناده في "الدرر المنثور"[1/ 605]، فليس ذلك بأول قارورة كُسِرتْ، والسيوطى لم يكن له ذوق المحدثين.

ص: 17

فيهِ كَبيرٌ}، إلى قوله:{وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 217]، قال: الشرك، قال بعض الذين كانوا في السرية: والله ما قتله إلا واحدٌ، فإن يك خيرًا، فقد وليته، وإن يك ذنبًا فقد عملته، وقال بعض المسلمين: إن لم يكونوا أصابوا في شهرهم هذا وزرًا، فليس لهم فيه أجرٌ، فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (218)} [البقرة: 218].

* * *

ص: 18