الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند رجل رضي الله عنه
- (*)
1593 -
حدّثنا زحمويه، حدّثنا صالحٌ، حدّثنا الأعمش، عن أبى صالحٍ، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا رسول الله، علِّمْنى عملًا يدخلنى الجنة، ولا تكثر عليَّ، قال:"لا تَغْضَبْ".
(*) هذا الرجل، هو: أبو هريرة كما يأتى في التخريج، وليس هو الذي خاطب النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (علمنى عملًا
…
) إنما يرويه أبو هريرة: (أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. ).
1593 -
صحيح: أخرجه أحمد في "الزهد"[256]، وهناد في "الزهد"[1300]، من طريق الأعمش، عن أبى صالح، عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به.
قلتُ: هذا إسناد صحيح لكن اختلف فيه على الأعمش على ألوان، فرواه عنه صالح بن عمر ويحيى بن سعيد القطان وأبو معاوية على الوجه الماضى. واختلف فيه على أبى معاوية، فرواه عنه بعضهم فقال: عن الأعمش عن أبى صالح أو عن أبى سعيد الخدرى به
…
هكذا بالشك، أخرجه البيهقى في "سننه"[20068]، ثم ذكر البيهقى أن شيبان قد تابعه على هذا الوجه، أما الدارقطنى فقد ذكر في "العلل"[10/ 120]، أن شيبان رواه عن الأعمش فقال: عن أبى صالح عن أبى هريرة وأبى سعيد به
…
دون شك.
ثم جاء الخرائطى ورواه في "مساوئ الأخلاق"[رقم 313]، بإسناد صحيح عن شيبان فقال: عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
، هكذا بإفراد أبى هريرة، وقد توبع شيان على هذا الوجه:
1 -
تابعه أبو إسماعيل المؤدب عند ابن معين في "حديثه"[161]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 248]، و"الاستذكار"[8/ 286].
2 -
وجرير بن عبد الحميد كما ذكره الدارقطنى في "العلل"[10/ 120].
3 -
وأبو حمزة السكرى، وزاد: "وأتاه آخر فقال: دلَّنى على عمل إذا عملته به دخلت الجنة، قال: كن محسنًا. قال كيف أعلم أنى محسن؟! قال: سل جيرانك؛ فإن قالوا: إنك محسن فأنت محسن، وإن قالوا: إنك مسئ، فأنت مسئ
…
" هكذا أخرجه الدارقطنى في "العلل" [10/ 121] بإسنادٍ صحيح إليه. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهو عند ابن المقرئ في "المعجم"[رقم 891]، وابن عساكر في "معجمه"[987]، وأبى نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 172]، ولكن دون الزيادة الماضية.
وقد توبع أبو حمزة على تلك الزيادة: تابعه الحسين بن واقد عند النسائي في "مجلسين من حديثه"[16]، بإسناد صحيح إليه وكذا هو عند البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8278]، وهو عند ابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 249]، دون الزيادة الماضية والزيادة وحدها عند الحاكم [1/ 534]، وغيره.
ثم جاء الفضل بن عياض ورواه عن الأعمش فقال: عن أبى صالح عن أبى هريرة أن جابرًا قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم
…
وذكره
…
فزاد فيه (جابرًا).
هكذا أخرجه ابن حبان في "روضة العقلاء"[رقم 271/ بتخريجى]، من طريق عمر بن حفص البزار عن محمد بن زياد الزيادى عن الفضيل به
…
قلتُ: لكن عبد الواحد بن زياد أبى إلا مخالفة الجميع، فرواه عن الأعمش فقال: عن أبى صالح عن أبى سعيد الخدرى به
…
هكذا أخرجه مسدد في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 2690]، ومن طريقه ابن بشران في "الأمالى"[رقم 716]، والبيهقى في "سننه"[رقم 20067]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 248]، ونقل ابن عبد البر عن ابن معين أنه قال:"الحديث حديث عبد الواحد بن زياد، والقول قوله" هكذا رجَّح ابن معين طريق عبد الواحد على تلك الوجوه كلها عن الأعمش.
* والصواب: هو قول من رواه عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
وهذا هو الظاهر من تصرف ابن عبد البر في "التمهيد" ويؤيده أن الأعمش قد توبع عليه من هذا الوجه: تابعه أبو حصين الأسدى - الثقة المأمون - عند البخارى [5765]، والترمذى [2020]، وأحمد [2/ 466]، والبيهقى في "سننه"[20066]، وفى "الشعب"[6/ 8277]، وفى "الآداب"[رقم 134]، وغيرهم.
1 -
أما رواية عبد الواحد بن زياد فما أراها إلا وهمًا من تلك الأوهام المعروفة في حديثه عن الأعمش، وهو ثقة صدوق مخرج في "الصحيح".
لكن تكلموا في روايته عن الأعمش، حتى قال فيه أبو داود والقطان ما تراه في (ترجمته)، والذين رووه عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
مقدمون عليه في الأعمش، بل ابن معين الذي يرجح روايته الماضية على جميع من خالفه في الأعمش، ووجدت العقيلى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قد أخرج عنه في "الضعفاء"[3/ 55]، بسند صحيح إلى الدارمى قال: "سألت يحيى بن معين عن عبد الواحد بن زياد فقال: ليس بشئ
…
" هذا مع كونه يوثقه في رواية أخرى.
لكن جزم الباحث الماهر محمد عوامة في مقدمته على "الكاشف" للذهبى [1/ 165] بأن ابن معين قال هذه المقولة في (عبد الواحد بن زيد) فتحرف اسم أبيه على العقيلى، فنقل هذا الكلام في ترجمة (عبد الواحد بن زياد)، وهو كما قال. راجع "تاريخ الدارمى"[1/ 147]، والدورى [4/ 88].
وعلى كل حال: فرواية عبد الواحد غير محفوظة.
ثم رأيتُ الحافظ قد جزم بذلك في "المطالب" فضال بعد أن ذكر رواية عبد الواحد: "قلتُ: رجاله رجال "الصحيح"؛ لكنه شاذ؛ فإن المحفوظ عن أبى هريرة لا عن أبى سعيد
…
كذا هو في "الصحيح"
…
".
2 -
وأما رواية أبى معاوية التى عند البيهقى بالشك عن (أبى هريرة أو أبى سعيد) فهى مردودة إلى المحكم من رواية من رواه عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
3 -
وأما رواية القطان - وأبى معاوية عند هناد - وصالح بن عمر وغيرهم ممن رواه عن الأعمش عن أبى صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم به
…
فهى من قبيل المبهم الذي فسرته رواية الأكثر بكون هذا البعض هو (أبا هريرة).
4 -
وأما رواية الفضيل عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن جابر، فتلك من أخطاء الراوى عن الفضيل، وهو محمد بن زياد الزيادى؛ فإنه صدوق متماسك وإن ضعفه ابن منده، لكن يقول ابن حبان:"ربما أخطأ" ونحوه قال الحافظ.
5 -
وأما تلك الزيادة التى جاء بها أبو حمزة السكرى والحسين بن واقد عن الأعمش، فالذى نراه أنه قد دخل لهما حديث في حديث.
وبرهان ذلك: ما قاله الدارقطنى في "علله"[10/ 121]، بعد أن ذكر تلك الزيادة .. قال:"وهذه الألفاظ إنما رواها الأعمش عن جامع بن شداد عن كلثوم بن الخزاعى عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلتُ: وتلك الرواية عند ابن ماجه [4222]، والبيهقى في "سننه"[20184]، وجماعة. وكلثوم هذا مختلف في صحبته.
لكن لتلك الزيادة شاهد من حديث ابن مسعود عند ابن ماجه أيضًا [4223]، وأحمد [1/ 402]، وجماعة بإسناد صحيح كالشمس، فللَّه الحمد والمنة.