الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند عروة بن مسعود رضي الله عنه
- (*)
1598 -
حدَننا حوثرة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، أن عروة بن مسعودٍ الثقفى قال لقومه زمن الحديبية: أي قوم، إنى قد رأيت الملوك وكلمتهم، فابعثونى إلى محمدٍ فأكلمه، فأتاه بالحديبية، فجعل عروة يكلم النبي صلى الله عليه وسلم ويتناول لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمغيرة بن شعبة شاك في السلاح على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له المغيرة: كف يدك من قبل أن لا تصل إليك، فرفع عروة رأسه، فقال: أنت هو والله، إنك
(*) هو: صحابى معروف.
1598 -
صحيح: دون قصة مقتله: وهذا إسناد صحيح إلا أنه مرسل، قال الحافظ في "المطالب" [رقم 4410]:"هذا مرسل أو معضل".
قلت: بل هو مرسل كما جزم به صاحبه الهيثمى في "المجمع"[9/ 645]، وابن جدعان عده الحافظ - نفسه - من الطبقة الوسطى من التابعين كما في "التقريب" لكن الحديث ثابت بنحوه عند البخارى مطولًا [2581]، من طريق الزهرى عن عروة بن الزبير بن المسور عن مخرمة ومروان بن الحكم كلاهما به
…
لكن دون قصة مقتل عروة بن مسعودة فهى زيادة ضعيفة كما يأتى.
وقد انتقد الحافظ تلك الزيادة في "المطالب"[برقم 4410]، وقال:"هذا خطأ، فإن عروة إنما رمى بالسهم عقب غزوة الطائف، بعد أن رحل النبي صلى الله عليه وسلم عنهم، فجاء إليه عروة فأسلم، ورجع إليهم فاقتلوه، ثم أسلموا بعد".
قلتُ: لكن لهذه الزيادة طرق مرسلة لا بأس أن ننظر في بعضها
…
فمنها:
1 -
ما رواه عروة بن الزبير بنحو تلك الزيادة في قصة عند الحاكم [3/ 713]، من طريق أبى جعفر البغدادى عن محمد بن عمرو بن خالد أبى علاثة عن أبيه عن ابن لهيعة عن أبى الأسود المدنى عن عروة به ....
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف مع إرساله، ابن لهيعة ما ينفع حديثه لشدة غفلته وتلقينه وسوء حفظه، وقد أعله الإمام في "الضعيفة" [4/ 145]: بعلة أخرى، فقال:"ومحمد بن عمرو بن خالد لم أجد له ترجمة".
قلتُ: ترجمه الذهبى في "تاريخ الإسلام"[حوادث سنة 300]، وقال:"عن أبيه - يعنى روى عن أبيه - وعنه الطبراني وغيره". =
لفى غدرتك ما خرجت منها بعد! فرجع عروة إلى قومه، فقال: أىْ قوم، إنى قد رأيت الملوك وكلمتُهم، ما رأيت مثل محمدٍ قط، ما هو بملكٍ، ولقد رأيت الهَدْىَ معكوفًا يأكل وَبَرَهُ، وما أراكم إلا ستصيبكم قارعةٌ، فانصرف ومن معه من قومه، فصعد سور الطائف،
= قلتُ: وهو أيضًا من شيوخ العقيلى وأبى بشر الدولابى وجماعة من البغداديين، وهو عندنا شيخ صدوق وإن لم يوثقه أحد، كما أوضحناه في رسالة مستقلة. والراوى عنه أبو جعفر البغدادى هو محمد بن محمد بن حمزة البغدادى الثقة المشهور. راجع "تاريخ بغداد"[3/ 217]، ووجدت هذا الأثر من هذا الطريق عند الطبراني في "الكبير"[6579]، وقد توبع عليه عمرو بن خالد - والد محمد - تابعه ابن وهب عند ابن شبة في "أخبار المدينة"[2/ 471]، بالزيادة فقط.
2 -
ومنها ما رواه موسى بن عقبة عن ابن شهاب الزهرى في قصة، وفيها نحو تلك الزيادة
…
أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"[4910]، والبيهقى في "الدلائل"[2048]، وابن شبة في "أخبار المدينة"[2/ 469، 470] وغيرهم من طريقين - مغموزين - عن موسى بن عقبة به
…
وهذا إسناد مرسل أيضًا. ومراسيل الزهرى شبه لا شئ، ورأيته عند الطبراني في "الكبير"[17/ 375].
3 -
ومنها ما رواه محمد بن جابر اليمامى عن عبد الملك بن عمير بنحو تلك الزيادة
…
أخرجه ابن أبى حاتم في "تفسيره"[8/ 61]، من طريق أبيه عن هشام بن عبيد الله الرازى عن ابن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف على إرساله أيضًا، وابن جابر ما أشبهه بابن لهيعة، والراوى عنه صدوق متماسك فيه كلام يسير لا يضره وإن كره ذلك ابن حبان، راجع "اللسان"[6/ 195].
4 -
ومنها ما رواه سعيد بن أبى عروبة عن قتادة بنحو تلك الزيادة
…
أخرجه ابن أبى شيبة [27604]، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار"[8/ 179 - 180]، من طريق محمد بن بشر بن الفرافصة عن سعيد به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مرسلًا. ومراسيل قتادة أجارك الله منها.
وفى الباب مقاطيع عن ابن إسحاق والواقدى والليث بن سعد وغيرهم، وأين هم من شهود تلك القصة؟! =
فشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فرماه رجلٌ من قومه بسهمٍ فقتله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الحمْدُ لِلَّهِ الَّذِى جَعَلَ فِي أُمَّتِى مِثْلَ صَاحِبِ يَاسِينَ".
* * *
= ثم وجدتُ لتلك الزيادة شاهد موصول بنحوها مختصرًا من حديث ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"[11/ رقم 12156]، من طريق أبى عبيدة بن الفضيل بن عياض عن عبد الله بن معاذ الصنعانى عن معمر عن عثمان الجزرى عن مقسم عن ابن عباس به
…
قلتُ: أعله الهيثمى في "المجمع"[19/ 645]، بقوله: "أبو عبيدة بن الفضيل
…
ضعيف".
قلتُ: كذا قال، وأبو عبدة هذا وثقه ابن حبان والدارقطنى، وضعفه بعضهم فما أصاب، راجع "اللسان"[7/ 79].
وآفة هذا الطريق عندى: هي عثمان الجزرى الذي يقول عنه أحمد: "روى أحاديث مناكير
…
" راجع "الجرح والتعديل" [6/ 174]، وبالجملة: فهذه الشواهد لا يطمئن القلب معها إلى تحسين تلك الزيادة، وهذا ظاهر عند الناقد البصير.