الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند فروة بن نوفل الأشجعى رضي الله عنه
- (*)
1596 -
حدّثنا عبد الواحد بن غياثٍ، حدّثنا عبد العزيز بن مسلمٍ، عن أبى إسحاق، عن فروة بن نوفلٍ، قال: أتيت المدينة، فقال لى بى سول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا جَاءَ بِكَ؟ " قال: قلت: لتعلمنى كلمات إذا أخذت مضجعى، قال:"اقْرَأْ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْك".
(*) مختلف في صحبته، والصواب أن الصحبة لأبيه كما يأتى.
1596 -
حسن: أخرجه ابن حبان في "الثقات"[3/ 330] من طريق المؤلف به ....
قلتُ: قد خولف عبد الواحد بن غياث في هذا الطريق، خالفه العباس بن الفضل الأزرق، فرواه عن عبد العزيز القسملى فقال: ثنا أبو إسحاق عن أبى فروة قال: قدمت المدينة
…
وذكره
…
، فسماه (أبا فروة) بدل (فروة بن نوفل).
هكذا أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"[رقم 6330]، وأبو موسى المدينى في "الذيل على المعرفة لابن منده" كما في "أسد الغابة"[1/ 1228]، بإسنادٍ صحيح إلى الأزرق به
…
لكن الأزرق هذا ساقط جدًّا، بل قال ابن معين:"كذب خبيث" والمحفوظ عن عبد العزيز القسملى هو الأول. وظاهره أن فروة بن نوفل صحابى، وهذا ما نفاه أبو حاتم وابن عبد البر وغيرهما. وقد قال ابن حبان بعد روايته معقبًا على قوله:(أتيتُ المدينة فقال لى رسول الله .. ).
قال ابن حبان: "القلب يميل إلى أن هذه اللفظة ليست بمحفوظة، .. وعبد العزيز بن مسلم القسملى ربما أوهم فأفحش".
قلتُ: وقد اختلف في سنده على أبى إسحاق على ألوانه غريبة عجيبة، فرواه عنه عبد العزيز القسملى كما مضى، وخالفه شعبة، فرواه عن أبى إسحاق فقال: عن رجل عن فروة بن نوفل به
…
هكذا أخرجه الترمذى [3403]، وابن قانع في "المعجم"[رقم 1799]، واختلف فيه على شعبة، فرواه عنه بعضهم فقال: عن أبى إسحاق عن فروة به
…
!
هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في "العلل"[3/ 237]، وتوبع شعبة على هذا الوجه: تابعه الثورى عند عبد الله بن أحمد أيضًا [3/ 237]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبيه في "المسند"[رقم 242468، 24269/ الأحاديث الساقطة]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[905]، والنسائى في "الكبرى"[10640]، وغيرهم.
واختلف فيه على الثورى، فرواه عنه بعضهم فقال: عن أبى إسحاق عن فروة الأشجعى عن ظئر لرسول الله صلى الله عليه وسلم به
…
،
هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[10639]، ثم جاء المؤمل بن إسماعيل ورواه عن الثورى فقال: عن أبى إسحاق عن أم فروة به
…
هكذا أخرجه المستغفرى في "الصحابة" كما في "الإصابة"[1/ 1454]، وقيل: عن الثورى عن أبى إسحاق عن أبى فروة به. كما عند البيهقى في "الشعب"[رقم 2519]، ثم يجئ دور شريك القاضى، وقد اضطرب في سنده ما شاء الله، فتارة يرويه فيقول: عن أبى إسحاق عن فروة عن جبلة به
…
هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[10636]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2247]، وابن قانع في "المعجم"[رقم 269]، وتارة يرويه فيقول: عن أبى إسحاق عن فروة بن نوفل عن الحارث بن جبلة به ..
هكذا أخرجه أحمد [رقم 24223/ الأحاديث الساقطة] ثم يُعرض عن هذا كله ويرويه عن أبى إسحاق فيقول: عن فروة بن نوفل عن أبيه به
…
هكذا أخرجه ابن فانع في "المعجم"[1798]، وقد توبع على هذا الوجه: تابعه جماعة منهم:
1 -
زهير بن معاوية عند أبى داود [5055]، والدارمى [3427]، وأحمد في "المسند"[رقم 24266/ الأحاديث الساقطة]- وعنده زيادة في أوله - والحاكم [2/ 587]، وابن أبى شيبة [26528]، والنسائى في "الكبرى"[10637]، والبخارى في "تاريخه"[8/ 108]، وابن الجعد [2560]- وعنده زيادة في أوله - وعنه ابن حبان [790]، ومن طريقه أيضًا الآبنوسى في "المشيخة"[رقم 93] وأبو نعيم في "المعرفة"[5830]، والبيهقى في "الدعوات"[40]، وأبو عبيد في "الفضائل"[422]، وجماعة كثيرة.
2 -
وإسرائيل عند الترمذى [عقب رقم 3403]، والنسائى في الكبرى [10638]، وهو عند أحمد [5/ 456]، والحاكم [1/ 754] ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2521]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1151]، وغيرهم بزيادة في أوله وهى كما عند أحمد: (عن فروة بن نوفل عن أبيه قال: دفع إليَّ النبي صلى الله عليه وسلم ابنة أم سلمة وقال: إنما أنت ظئرى، قال: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= فمكث ما شاء الله ثم أتيته فقال: ما فعلت الجارية أو الجويرية؟! قال: قلتُ: عند أمها، قال: فمجئ ما جئت؟! قال: قلت لتعلمنى ما أقول عند منامى
…
).
3 -
وزيد بن أبى أنيسة عند ابن حبان [789]، وغيره.
4 -
وأشعث بن سوار عند الطبراني في "الدعاء"[رقم 278]، وابن قانع في "المعجم"[1799]، كلاهما بإسناد حسن إليه.
5 -
6 - ومحمد بن أبان الجعفى وأبو مريم عبد الغفار بن القاسم كلاهما عن أبى إسحاق به عند ابن قانع في "المعجم"[رقم 1798]، من طريق محمد بن جبير الواسطى عن إسحاق بن وهب الواسطى عن إسماعيل بن أبان الوراق عن محمد بن أبان وأبى مريم كلاهما - وقُرن معهما شريك القاضى - به
…
وهذا إسناد قوى إليهما.
7 -
وفطر بن خليفة كما ذكره أبو نعيم في "المعرفة".
قلتُ: فهذا اختلاف شديد في سنده على أبى إسحاق، مما دعا ابن عبد البر إلى أن يقول في "الاستيعاب"[1/ 477]، بعد أن أشار إلى هذا الحديث:"مختلف فيه، مضطرب الإسناد لا يثبت" وقال الترمذى: "وقد اضطرب أصحاب أبى إسحاق في هذا الحديث" ثم رجَّح الوجه الأخير من رواية زهير ومن تابعه".
وهذا هو الذي صوَّبه الحافظ في "الإصابة"[8/ 278]، وقال:"وهذا هو المعتمد" وهو كما قالا؛ لكثرة من رواه عن أبى إسحاق على هذا الوجه؛ أما الثورى فالظاهر أنه كان لا يقيم إسناده، وأما شعبة فأغلاطه في الرجال معروفة، وأما شريك القاضى فسوء حفظه، مما سارت به الركبان.
• وإذ قد رجحنا الوجه الأخير فنقول: هذا الوجه إسناده ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: أن أبا إسحاق مدلس وقد عنعنه، وكذا هو قد تغير بآخرة أيضًا. وجميع من رواه عنه إنما سمعوا منه أخيرًا سوى شعبة والثورى، وقد مضى ما في روايتهما عنه.
الثانية: فروة بن نوفل لم يوثقه أحد سوى ابن حبان وحده، لكن روى عنه جماعة من الثقات.
فالظاهر أنه صدوق.
ولم ينفرد به أبو إسحاق ولا فروة؛ بل تابعهما: أبو مالك الأشجعى عن عبد الرحمن بن نوفل عن أبيه به نحوه
…
بلفظ (قلتُ: يا رسول الله: أخبرنى بشئ أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: اقرأ: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون]، ثم نم على خاتمتها؛ فإنها براءة من الشرك). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
* * *
= أخرجه ابن أبى شيبة [26529]، ونحوه عند ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[3/ رقم 134]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 357]، وغيرهم من طريق مروان بن معاوية عن أبى مالك به ....
قلتُ: ورجاله ثقات سوى عبد الرحمن بن نوفل؛ فلم يرو عنه سوى أبى مالك، لكن وثقه العجلى وابن جان، والقلب يطمئن إلى تحسن حديثه بالطريق الماضى.
وله شاهد نحو سياق المؤلف من حديث أنس عند البيهقى في "الشعب"[2/ 2522]، لكنه منكر كما قاله البيهقى، وله شاهد آخر من حديث رجل من الصحابة يشهد لكون {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} براءة من الشرك وحسب. أخرجه الدارمى [3426] بسندٍ صحيح. وهو عند أحمد [4/ 63] وجماعة. والله المستعان.