الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم
- (*)
1576 -
حدّثنا عبد الأعلى بن حمادٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن سليمان التيمى، عن عُبَيْدٍ مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إن امرأتين كانتا صائمتين، فكانتا تغتابان الناس، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدحٍ، فقال لهما: قيئا، فقاءتا قيحًا ودمًا ولحمًا عبيطًا، ثم قال:"إِنَّ هَاتَيْنِ صَامَتا عَنِ الحلالِ، وَأَفْطَرَتَا عَلى الحرامِ".
(*) أثبت له الصحبة ابن حبان، وذكره ابن السكن في (الصحابة).
1576 -
منكر: أخرجه ابن خيثمة في "تاريخه" كما في الإصابة [4/ 421]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 440]- إشارة - والمؤلف في "المفاريد"[رقم 88]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 732]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 274]، وغيرهم، من طريق حماد بن سلمة عن سليمان التيمى عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم به
…
قلتُ: هذا إسناد ظاهره الصحة إلا أنه معلول، فقد خولف حماد بن سلمة في إسناده، خالفه يزيد بن هارون، فرواه عن سليمان التيمى فقال: عن رجل حدثهم في مجلس أبى عثمان النهدى عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم
…
وذكره نحوه بأتم من لفظه
…
فزاد فيه (عن رجل) بين سليمان وعبيد.
هكذا أخرجه أحمد [5/ 431]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2437]، وابن أبى شيبة في "مسنده"[رقم 663]، والرويانى في "مسنده"[رقم 711]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 171]، وفى "الغيبة والنميمة"[رقم 32]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 275 - 276]، وابن السكن كما في "الإصابة"[4/ 421]، وابن منده في "المعرفة" ومن طريقه ابن عساكر أيضًا [4/ 276]، وتوبع عليه يزيد بن هارون:
1 -
تابعه محمد ابن أبى عدى عند أحمد [5/ 431]، مقرونًا مع يزيد بن هارون، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 275].
2 -
وذكر المحدث الحوينى في "النافلة"[رقم 62]، أن شعبة قد تابعهما عن سليمان التيمى عند أحمد [5/ 431]، وابن منده كما في "الإصابة"[4/ 421].
وهذا وهْم منه - سدَّده الله - بل رواية شعبة إنما هي لحديث آخر رواه سليمان التيمى عن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رجل عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا: ولفظ أحمد: (وسئل عن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فذكر صلاته بين المغرب والعشاء
…
).
وهكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[4235]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 4263]، وغيرهما.
وقد ذكر البلاذرى في "أنساب الأشراف"[1/ 222]، أنه (كان للنبى صلى الله عليه وسلم مولى يقال له: عبيد، روى عنه حديثين
…
) وهذه العبارة نقلها الحافظ في مقدمة ترجمة عبيد من "الإصابة"[4/ 421]، ثم ذكر له الحديثين:
الأول: من رواية شعبة عن سليمان.
والثانى: هذا الحديث الذي نحن بصدده.
نعم إن ثبت أن سليمان التيمى قد سمع الحديثين من هذا الرجل المبهم عن عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس واحد، ثم حدثه شعبة بتمامه، فاختصره شعبة وذكر قصة الأمر بالصلاة بعد المكتوبة فقط، صحَّ لنا أن نقول آنذاك بأن شعبة قد تابع يزيد بن هارون وابن أبى عدى على قصة المرأتين هنا عن سليمان التيمى.
بل ونقول: وتابعهم أيضًا عبد الله بن المبارك ومعتمر بن سليمان؛ لكونهما قد رويا حديث الصلاة عن سليمان التيمى أيضًا، وقد يكون سليمان التيمى قد سمع الحديثين في مجلس واحد. ثم حدث يزيد بن هارون وابن أبى عدى وحماد بن سلمة بقصة المرأتين وحدها، وحدث ولده وشعبة وابن المبارك بقصة الأمر بالصلاة بين المغرب والعشاء. وهذا هو الأظهر عندى؛ فالصواب أن شعبة لم يتابع أحدًا على قصة المرأتين.
إِذا عرفت هذا: فاعلم أن رواية يزيد بن هارون وابن أبى عدى أرجح من رواية حماد بن سلمة عن سليمان التيمى؛ لأن فيها زيادة ثقة، وهى ذلك الرجل المبهم بين سليمان وعبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم.
وبهذا جزم ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 313]، فقال في ترجمة عبيد: "روى عنه سليمان التيمى ولم يسمع منه؛ بينهما رجل
…
" ونحوه قول أبى حاتم كما في "الجرح والتعديل" [6/ 6]: "عبيد .. روى سليمان التيمى .. عن رجل عنه".
ويؤيده: أن سليمان قد توبع عليه هكذا: تابعه عثمان بن غياث فقال: كنتُ مع أبى عثمان، =
* * *
= قال: فقال رجل من القوم: ثنا سعد أو عبيد - شك عثمان بن غياث - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره بنحو سياق حديث يزيد بن هارون وابن أبى عدى عن سليمان التيمى
…
هكذا أخرجه أحمد [5/ 431]، فتابعه عثمان بن غياث على تلك الواسطة بينه وبين عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه شك في تسميه مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، هل هو سعد أم عبيد.
وأخرجه البيهقى في "الدلائل"[3438]، والحسن بن سفيان في "مسنده" كما في "الإصابة"[3/ 91]، من طريق عثمان به لكنه قال:(عن سعد مولى النبي صلى الله عليه وسلم) هكذا بدون شك، قال البيهقى عقب روايته:"كذا قال: عن سعد، والأول أصح"، يعنى رواية سليمان التيمى:(عن عبيد).
وعلى كل حال: فالإسناد ضعيف لجهالة هذا الرجل المبهم الذي بين سليمان التيمى وعثمان بن غياث وبين عبيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم وفى المتن غرابة لا تُسْتستاغ.
نعم: له شاهد من حديث أنس عند الطيالسى وجماعة، لكن بإسناد تالف، فانظره في "النافلة"[62]، و"الضعيفة"[2/ 10].