الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند العباس بن مرادس السلمى رضي الله عنه
- (*)
1578 -
حدّثنا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا عبد القاهر بن السرى السلمى، حدثنى ابن كنانة بن العباس بن مرداسٍ السلمى، أن أباه حدثه، عن أبيه العباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عشية عرفة لأمته بالمغفرة والرحمة وأكثر الدعاء، فأجابه الله أنى قد فعلت وغفرت لأمتك إلا ظُلْمَ بعضهم بعضًا، فأعاد، فقال:"يَا رَبِّ، إِنَّكَ قَادِرٌ أَنْ تَغْفِرَ لِلظَّالِمِ وَتُثِيبَ المظْلُومَ خَيْرًا مِنْ مَظْلَمَتِهِ" فلم يكن تلك العشية إلا ذا، فلما كان من الغد دعا غداة المزدلفة، فعاد يدعو لأمته، فلم يلبث النبي صلى الله عليه وسلم أن تبسم، فقال بعض أصحابه: يا
(*) هو: صحابى شاعر مشهور.
1578 -
ضعيف: أخرجه ابن ماجه [3013]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[4/ 14]، والبيهقى في "سننه"[9264]، وفى "الشعب"[1/ رقم 346]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[3/ رقم 1390]، واللخمى في "مشيخة أبى الصقر"[رقم 77]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 74]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 10]، وابن عساكر في "تاريخه"[26/ 402 - 403]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 122]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 4763]، وفى "أخبار أصبهان"[ص 347]، والمحاملى في "الدعاء"[برقم 55]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1145]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 295 - 296]، وجماعة، من طرق عن عبد القاهر بن السرى عن عبد الله بن كنانة بن العباس عن أبيه عن جده العباس بن مرداس به مثل سياق المؤلف.
وهو عند أبى داود [5234]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 616]، وابن قانع في "المعجم"[رقم 1256]، وجماعة، مختصرًا.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وفيه علتان:
1 -
عبد الله بن بهانة: شيخ مجهول لا يُعرف له حال، قال البخارى:"لم يصح حديثه" يعنى هذا الحديث، ووقع اسمه عند ابن أبى عاصم:(نعيم بن كنانة) وأظنه تصحيفًا، والصواب (عبد الله بن كنانة) كما ورد في بعض طرقه. وفى بعضها (عن ابن كنانة) أو:(عن ابن لكنانة) وهو مشهور بـ (عبد الله) وبه ترجمه جماعة. وقد ذكره ابن حبان في "الثقات"[5/ 52]، على قاعدته في توثيق من لم يعرف، وقد قال الحافظ في "التقريب":"مجهول". =
رسول الله، بأبى أنت وأمى، تبسمت في ساعةٍ لم تكن تضحك فيها، فما أضحكك، أضحك الله سنك؟! قال:"تَبَسَّمْتُ مِنْ عَدُوِّ اللهِ إبْلِيسَ حِينَ عَلِمَ أَنَّ اللهَ قَدْ أَجَابَنِى فِي أُمَّتِى، وَغَفَرَ لِلظَّالِمِ، أَهْوَى يَدْعُو بِالثُّبُورِ وَالْوَيْلِ وَيَحْثُو التُّرَابَ عَلَى رَأْسِهِ"، وقال مرةً:"فَضَحِكْتُ مِنْ جَزَعِهِ".
* * *
= وقال الذهبى في "رجال ابن ماجه"[ق/ 10]: "ليِّن" كما في حاشية "تهذيب الكمال"[15/ 478]، والصواب أنه مجهول وحسب.
2 -
وكنانة بن العباس: قال البخارى عنه: "لم يصح" يعنى لم يصح حديثه هذا. ونحو هذه العبارة نقلها المزى عن البخارى في ترجمة (عبد الله بن كنانة) ولد كنانة. كما مضى. والأب كالابن في خفاء الحال.
نعم ذكره ابن حبان هو الآخر في "ثقاته" ثم تناكد وذكره في "المجروحين"[2/ 229]، وقال:"منكر الحديث جدًّا، فلا أدرى التخليط في حديثه منه، أو من ابنه؟! ومن أيهما فهو ساقط الاحتجاج بما روى؛ لعظيم ما أتى به من المناكير عن المشاهير".
قلتُ: هوَّل ابن حبان كعادته، ثم تفلسف بشأن الرجل، فيالله العجب، أين تلك المناكير التى رواها كنانة عن المشاهير وهو لا يكاد يُعرف إلا بهذا الحديث وحده؟! ولم يستطع ابن حبان أن يسوق له حديثًا واحدًا.
* والصواب: أنه شيخ مجهول مثل ولده وحسب. فهذا هو الإنصاف يا عباد الله. لكن ابن الجوزى أتْبَعُ لابن حبان من ظله في مثل تلك التهويلات فضلًا عن المجازفات، فقد هش وبش لكلام ابن حبان الماضى، وأعلَّ به هذا الحديث بعد أن أورده في "الموضوعات"[2/ 216]، وقد تعقبه الحافظ في "القول المسدد"[ص 36، 37].
وللحديث شواهد ذكر بعضها الحافظ هناك. والحديث ضعيف بهذا السياق جميعًا.