الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند جابر بن عبد الله - رضى الله عنه
- (*)
1768 -
أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى الموصلى، حدّثنا شيبان، حدّثنا جريرٌ، قال: سمعت عطاء بن رباحٍ، حدّثنا جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يُخْلَطَ الزَّبِيبُ وَالتَّمْرُ، وَالْبَسْرُ وَالتَّمْرُ.
1769 -
حدّثنا محمد بن أبى بكرٍ المقدمى، حدّثنا أبو عوانة، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُنْبَذُ له في تورٍ من حجارةٍ.
(*) هو: الصحابى الجليل، الفقيه الحافظ، شهد الشاهد كلها إلا بدرًا وأحدًا، وهو أحد المكثرين من الرواية، وهو آخر من شهد بيعة العقبة من الصحابة، ومناقبه تطول - رضى الله عنه.
1768 -
صحيح: أخرجه البخارى [5279]، ومسلم [1986]، وأبو داود [3703]، والنسائى [5554، 5555]، وابن ماجه [3395]، وأحمد [3/ 294]، و [3/ 302، 317، 363، 369]، وابن حبان [5379]، والطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1949]، وعبد الرزاق [16998]، وابن أبى شيبة [24019]، والبيهقي في "سننه"[17222]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 324]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 157]، وجماعة كثيرون، من طرق عن عطاء بن أبى رباح عن جابر به .. وعند بعضهم نحوه
…
قلتُ: وقد توبع عطاء عليه: تابعه أبو الزبير وعمرو بن دينار وغيرهما.
17 -
صحيح: أخرجه مسلم [1999]، وأبو داود [3702]، والنسائى [5613، 5647]، وابن ماجه [3400]، وأحمد [3/ 307]، وابن حبان [5387]، والشافعى [1355]، والطبراني في "الأوسط"[9/ رقم 9388]، وعبد الرزاق [16935]، والحميدى [1283]، وأبو عوانة [رقم 6565]، والبيهقي في "المعرفة"[رقم 5486]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 493]، وجماعة كثيرة من طرق عن أبى الزبير عن جابر به
…
وزاد بعضهم زيادة تأتى عند المؤلف [برقم 1788] قريبًا.
قلتُ: هذا إسناد حسن صالح. وأبو الزبير شهد على نفسه بالتدليس كما يأتى شرحه، لكنه صرح بالسماع في هذا الحديث عند النسائي وأحمد وجماعة. وهو في نفسه مختلف فيه، وقد ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة وغيرهما، وغمزه أيوب وابن عيينة والشافعى ويعقوب بن شيبة وغيرهم، لكن وثقه جماعة، ومشَّاه آخرون. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والتحقيق: أنه صدوق وسط؛ فحديثه في رتبة الحسن أو الجيد ومن صححه فما أصاب، وللحديث شواهد عن عائشة وابن عباس وغيرهما ولكن دون لفظ حديث جابر. ويأتى حديث عائشة [برقم 4401]، واللَّه المستعان.
• قاعدة مهمة: قد كثر الكلام في هذه الأعصار المتأخرة حول تدليس أبى الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكى، بحيث لو تقصينا مناقشات ومجادلات أهل عصرنا في ذلك، لجاءت في رسالة مفردة، ولعلنا نتتبع ذلك في مكان آخر إن شاء الله.
ومن أنصف من نفسه، وانتهج السبيل المبين في تدليس أبى الزبير، لاختار التوسط والاعتدال بين من يعاند دون إثبات تدليسه فضلًا عن الإعلال به، وبين من يُعل كل حديث عنعنه أبو الزبير، ولو شئنا أن نخاصم هاتين الطائفتين، ونتقحم في غمرات عراك مع ذينك الفرقتين لما عدمنا بيانًا ولا حجة، ولقمنا باستيفاء المناهضة على بصيرة من الله ومحجةً.
ولكن نرى أن الخطب أهون من هذا كله، ولو سكت من لا يعلم لانقطع الخلاف، لكن لا بأس أن نذكر من ذلك شذرات في هذا المقام؛ لكون ذكر أبى الزبير قد وقع كثيرًا هنا في "مسند جابر" وحتى لا نحتاج إلى إقامة البرهان على تضعيف ما عنعنه أبو الزبير عن جابر كلما تكررت تلك الترجمة في "مسند جابر" وإنما نكتفى - بعد ذلك - بالإحالة على ما نحققه هنا إن شاء الله.
فنقول: ثبت عندنا - كما يأتى - تدليس أبى الزبير ببرهان لا يحتمل التأويل أصلًا، وباعترافه نفسه كما سنذكره. لكن ثبت لدينا أيضًا أن تدليس أبى الزبير مقتصر على ما رواه عن جابر بن عبد الله وحده، ولم يصح عندنا أنه دلس عن غيره أصلًا. نعم وصفه النسائي بالتدليس ولم يُقيِّد، فذهبنا إلى حمل ذلك على تدليسه عن جابر؛ لما ثبت لدينا من البرهان على ذلك كما يأتى. وانتهينا إلى أن حديث أبى الزبير عن غير جابر محمول دائمًا على الاتصال وإن عنعن، اللَّهم إلا إذا تبين لنا من كلام النقاد غير ذلك، أما حديثه عن جابر فمردود أبدًا إلا إذا توفر فيه أحد شيئين:
1 -
أن يصرح أبو الزبير فيه بالسماع من جابر نصّ، وهذا مقبول عند الجميع بلا خلاف، إلا إذا ظهر لنا خلافه، كأن يكون جماعة رووا عنه حديثًا عنعن فيه عن جابر، ثم جاء بعض الضعفاء فيرويه عنه مصرحًا بسماعه له من جابر، وكذا لو خالف ثقة جماعة من الثقات في ذلك، وهذا كله ليس له قانون مطرد، وإنما هو بحسب القرائن. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2 - فأما إذا لم يصرح بالسماع من جابر، وإنما عنعن كما هو الغالب في حديثه؛ فلا يقبل منه حديثه إلا إذا رواه عنه أحد رجلين لا ثالث لهما:
فالأول: أبو الحارث شيخ الإسلام الليث بن سعد الإمام المشهور، والحجة في ذلك تأتى برمتها.
والثانى: أمير المؤمنين في الحديث، وملك الحفاظ، وفارس الأئمة الأيقاظ: أبو بسطام شعبة بن الحجاج العتكى، والحجة في ذلك: قد ذكرناها عقب تخريجنا للحديث [رقم 1733]، فراجعها إن شئت. وقد كان شعبة حسن القول في أبى الزبير، وروى عنه جملة من الأحايث يأتى بعضها [برقم 1864]، ثم انقلب عليه رأسًا، وجعل يرميه بالعظائم من الأقوال والأعمال، ثم تنكب عن الرواية عنه جملة وتفصيلًا لما ظهر له من موبقات أبى الزبير، والتحقيق: أن كلام شعبة في أبى الزبير لا يفيد من إسقاط أبى الزبير في شئ إن شاء الله. وقد شرحنا ذلك في غير هذا المكان. وشعبة معذور كما لا يخفى على الناقد.
وإليك البرهان الأكبر في إثبات تدليس أبى الزبير: أخرج العقيلى في "الضعفاء"[4/ 311]، بالإسناد الصحيح المتصل - رجاله كلهم ثقات معروفون - إلى سعيد بن أبى مريم قال: حدِّثنا الليث بن سعد قال: (قدمتُ مكة فجئتُ أبا الزبير فدفع إليَّ كتابين، وانقلبتُ بهما، ثم قلتُ في نفسى: لو عاودته فسألته: أسمع هذا كله من جابر؟! فقال: منه ما سمعتُ، ومنه ما حُدَّثناه عنه، فقلتُ له: أعْلِمْ لى على ما سمعتَ، فأعلم لى على هذا الذي عندى
…
).
ومن طريق العقيلي أخرجه أبو محمد بن حزم في "المحلى"[7/ 365]، لكن وقع عنده سقط في سنده، وأقول: هذه القصة عمدة في صحة تدليس أبى الزبير، وقد حاول جماعة من فضلاء المعاصرين أن يصرفوا ما فيها من الدلالات الناهضة على تدليس أبى الزبير، بوجوه متكلفة من ذلك التأويل الذي لا يعجز عنه كل أحد، وكل ذلك عندى تخديش في الرخام.
وفى القصة دليل آخر على كون أبى الزبير كان يدلس عن ضعفاء أيضًا، ولو لم يكن يدلس عن ضعيف، لما تردد الليث في سماع حديثه كله عن جابر، بل ولما اكتفى بهذه الأحاديث المعدودة - وقدرها ابن حزم وعنه عبد الحق الإشيلى: بسبعة عشر حديثًا، والصواب أنها فوق الثلاثين حديثًا - التى ذكر له أبو الزبير أنه سمعها من جابر، بل انقلاب الليث إلى أبى الزبير مرة أخرى بعد خروجه من عنده، شاهد قوى على أن الليث كان يعرف التدليس من أبى الزبير، لكنه نسى أن يسأله لما قدم عليه أول مرة. فلما تذكر عاد إليه، وقال له:(أعْلِمْ لى على ما سمعتَ .. ).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهذا واضح إلا أن البعض يستعجمه، والليث من أقران مالك في العلم والعمل، وهو أعلم بأبى الزبير من هؤلاء المتأخرين النبغاء.
• والحاصل: أن من نفى تدليس أبى الزبير من هذه القصة، فقد كذَّب أبا الزبير نفسه الذي أقر على نفسه لليث بذلك، فتأمل!
ثم لو ضربنا عن تلك القصة صفحًا، وعقدنا ولو على رأى العامرية صلحًا، فهذا الإمام النسائي قد أفسد على هؤلاء المنافحين دون تدليس أبى الزبير كل شئ لهم، وقال في "سننه الكبرى"[رقم 2101]، بعد أن ذكر حديثًا من رواية أبى الزبير عن جابر: "
…
أبو الزبير من الحفاظ، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصارى وأيوب ومالك بن أنس، فإذا قال: سمعتُ جابرًا، فهو صحيح، وكان يدلس
…
".
قلتُ: فمفهوم كلامه أنه إذا لم يقل: "سمعتُ" فينبغى التوقف في قبول حديثه لكونه مدلسًا، وهذا أصرح ما يكون في الدنيا، لكن يتعامى عنه البعض أيضًا، بل ويرده بكلام هزيل قد رددنا عليه في غير هذا المكان. وواللَّه ما تحلَّى طالب علم بأحسن من الإنصاف وترك التعصب. فلله الأمر.
فإن قيل: سلمنا لكم بكون أبى الزبير من المدلسين، فهلَّا عاملتموه معاملة المدلس الذي أكثر عن شيخ له ثم عنعن عنه؟! فإنكم تقبلون عنعت آنذاك، وتحملونها على السماع لذلك.
قلنا: هذا لا ينفع أبا الزبير خاصة، لكونه وإن كان مكثرًا عن جابر من الرواية، إلا أنه مكثر عنه من التدليس أيضًا، ويشهد لذلك ما مضى في قصة الليث معه إن صح استنباط ذلك منها، فإن لم يصح؛ فقول النسائي الماضى آنفًا كاف في إثبات ما هنالك، ولو لم يكن أبو الزبير مكثرًا من التدليس عن جابر، لما احتاج النسائي إلى أن يقول عنه:"فإذا قال: سمعتُ جابرًا، فهو صحيح، وكان يدلس" وهذا نص حكيم قاطع له سر.
وإذا لم نقبل قول النسائي - والذهبى يفضله في معرفة الحديث وعلله ورجاله على مسلم وأبى داود والترمذى - في هذا الخطب، فمن نقبل من أهل الأرض؟!
وفى المقام أجوبة ومناقشات لعلنا نستوفيها في مكان آخر إن شاء الله.
وخلاصة الكلام، وزبدة المرام: أن حديث أبى الزبير عن جابر لا يقبل إلا ما صرح فيه أبو الزبير بالسماع، أو كان من رواية شعبة أو الليث عنه، وما سوى ذلك من قوله:(عن جابر) أو: (قال جابر) فهو خل وبقل، وللكلام بقية. واللَّه المستعان.
1770 -
حدّثنا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا الفرات بن أبى الفرات القرشى، قال: سمعت عطاء بن أبى رباحٍ يحدِّث، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنمت، ثم استيقظت، ثم نمت، ثم استيقظت، فقام رجلٌ من المسلمين، فقال: الصلاة الصلاةَ، قال: فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه يقْطُرُ، فصلى، ثم قال:"لَوْلا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى - وَلا أُحِبُّ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِى - لأَحْبَبْتُ أَنْ تُصَلُّوا هَذِهِ الصَّلاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ".
قال: الفرات: أظنها العشاء.
1770 - صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 22]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 179]، من طريقين عن الفرات بن أبى الفرات عن عطاء بن أبى رباح عن جابر بن عبد الله به
…
قلت: ومن طريق الفرات أخرجه البخارى في "تاريخه"[7/ 129] مختصرًا جدًّا، ومداره على الفرات هذا. وهو مختلف فيه، قال أبو حاتم:"صدوق لا بأس به .... " وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال: "حسن الاستقامة في الروايات" وهذا توثيق مقبول جدًّا، لكن قال ابن معين:"ليس بشئ" وقال ابن عدى في "الكامل" بعد أن أخرج له هذا الحديث وغيره: "
…
والضعف بيِّن على رواياته وأحاديثه) وقال الساجى: "ضعيف يحدث بأحاديث فيها بعض المناكير" وذكره ابن شاهين في "الثقات" كما في "اللسان"[4/ 432]، وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [835] بعد أن ذكر الحديث بإسناد المؤلف: "هذا إسناد فيه مقال
…
" ثم ذكر كلام النقاد المذكور فيه، لكنه زاد: "وقال النسائي: ضعيف".
فالظاهر أن الفرات ليس بعمدة. وقد أشار البخارى في "تاريخه" إلى كونه قد خولف في إسناده عن عطاء، فقال بعد أن ذكر طريق الفرات الماضى: "وقال عمرو بن دينار وأيوب وقيس عن عطاء عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
".
قلتُ: يشير إلى أن هذا الحديث محفوظ من طريق عطاء عن ابن عباس به
…
قلتُ: وهو كما قال. وحديث ابن عباس أخرجه هو في صحيحه [545، 6812]، ومسلم [642]، والنسائى [531، 532]، وابن خزيمة [342]، وابن حبان [1098]، و [1533]، والطبراني في "الكبير"[11/ رقم 11358]، و [رقم 11390، 11391]، وأحمد [1/ 221، 244، 366]، وعبد الرزاق [2112]، وابن أبى شيبة [3347]، والبيهقي [1952]، والدارمى [1215]، والحميدى [492]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 316 - 317]، وغيرهم، من طرق عن عطاء عن ابن عباس به نحوه مطولًا ومختصرًا
…
=
1771 -
حدّثنا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن حبيبٍ المعلم، عن عطاء بن أبى رباحٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُفُّوا مَوَاشِيَكُمْ حَتَّى تَذْهَبَ فَزْعَةُ الْعِشَاءِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ تَخْتَرِقُ فِيهَا الشَّيَاطِينُ".
1772 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حماد، عن أبى الزبير، عن جابرٍ قال: أمرنا رسول
= قلت: لكن للحديث طريق آخر عن جابر به نحوه
…
يأتى عند المؤلف [برقم 1939]، وهو غير محفوظ كما يأتى شرحه هناك.
1771 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [1276]، والبخارى في "الأدب المفرد"[1231]، وأحمد [3/ 362]، والحاكم [4/ 316]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن حبيب المعلم عن عطاء عن جابر به
…
وعند أحمد والحاكم: (فوعة العشاء)، وهى عند البخارى:(فورة أو فحمة العشاء). وعنده أيضًا: (تهب الشياطين) بدل (تخترق).
قلتُ: وهذا إسناد قوى، وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، وهو كما قال.
وللحديث طرق أخرى عن جابر بألفاظ أخرى - وسيأتى منها جملة - ومنها الآتى:
1772 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 362]، من طريق عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة عن أبى الزبير عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: وإسناده صالح لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه صرح بالسماع عن جابر في هذا الحديث ولكن مفرقًا.
وسيأتى من طريق آخر عن أبى الزبير عن جابر بشطره الأخير فقط من الابتداء بالنهى عن الأكل بالشمال حتى آخره
…
[برقم 224]، وقد صرح فيه بالسماع عند غير المولف. وتوبع عليه أيضًا.
ويأتى أيضًا هذا الشطر الأخير دون جملة النهى عن الأكل بالشمال والمشى في نعلٍ واحدة: [برقم 2260]، من طريق الليث عن أبى الزبير عن جابر به .. وزاد فيه زيادة أخرى. أما شطره الأول: فقد رواه جماعة عن أبى الزبير عن جابر مثله، وبنحوه
…
منهم الليث بن سعد وتأتى روايته عنه عند المؤلف [برقم 2258].
وقد تابعه عليه عطاء بن أبى رباح بنحوه كما يأتى عند المؤلف [برقم 2130]، وتابعه أيضًا: عطاء بن يسار كما يأتى عند المؤلف [برقم 2221]، وسيأتى المزيد.
الله صلى الله عليه وسلم أن نغلق الأبواب، وأن نخمر الآنية، وأن نوكى الأسقية، وأن نطفئ المصابيح، وأن نكف مواشينا، حتى تذهب فحمة العشاء، ونهى أن يأكل أحدنا بشماله، وأن يمشى في نعلٍ واحدٍ، وعن الصماء والاحتباء في ثوبٍ واحدٍ.
1773 -
حدّثنا محمد بن عبيد بن حسابٍ، حدّثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن عطاء بن أبى رباحٍ، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشى، قال: فكنت في الصف الثاني، أو الثالث.
1774 -
حدثنا إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز بن مسلمٍ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، وعن الأعمش، عن أبى صالحٍ، عن أبى هريرة: أن رجلًا يقال له: أبو
1773 - صحيح: أخرجه البخارى [1254، 3665]، والطيالسى [1681]، وأحمد [3/ 369]، و [3/ 400]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3063]، والبيهقي في "سننه"[رقم 6693]، وفى "الصغرى"[رقم 880]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 5]، وغيرهم من طرق عن قتادة عن عطاء عن جابر به
…
وزاد أحمد في الموضع الأول والبيهقي والخطيب: (صلوا على أخٍ لكم مات بغير بلادكم.).
قلتُ: وإسناده صحيح، وقتادة صرح بالسماع عند البخارى في الموضع الثاني.
وقد توبع عليه قتادة بنحوه: تابعه ابن جريج عند البخارى [1257]، ومسلم [952]، والنسائى [1970]، وأحمد [14183]، عبد الرزاق [6406]، والبيهقي في "سننه"[9692]، وفى "المعرفة"[رقم 2304]، والحميدى [1291]، والقاسم بن هبة الله في "تعزية المسلم"[رقم 47]، وجماعة. وتابعه أيضًا: ابن أبى نجيح عند ابن عبد البر في "التمهيد"[6/ 331].
وتابعهم: سويد بن إبراهيم عند ابن عدى في "الكامل"[3/ 421]، بإسناد قوى إليه.
وتوبع عليه عطاء: تابعه أبو الزبير كما يأتى [برقم 1864]، وكذا تابعه سعيد بن ميناء: عند البخارى [1269]، ومسلم [952]، وأحمد [3/ 361]، والطيالسى [1783]، والبيهقي [6724]، وابن أبى شيبة [1955]، وجماعة مختصرًا.
1774 -
صحيح: هكذا رواه عبد العزيز بن مسلم القسملى عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر، وعن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
=
حميدٍ أتى النبي صلى الله عليه وسلم بإناءٍ فيه لبنٌ من النقيع نهارا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضَ عَلَيْهِ بِعُودٍ؟ ".
= وهذا وهْم من عبد العزيز أو من الراوى عنه، فقد رواه أكثر أصحاب الأعمش - كما يقول الحافظ في "الفتح" - عنه عن أبى صالح وأبى سفيان، كلاهما عن جابر به
…
كما سيأتي.
لكن لم ينفرد عبد العزيز القسملى عن الأعمش بهذا الوجه، بل تابعه عليه حفص بن غياث عند (الإسماعيلى) كما في "الفتح"[10/ 72]، وهذا وهم آخر، ولم يذكر لنا الحافظ طريق الإسماعيلى إلى حفص بن غياث لننظر حال مَنْ رواه عنه، فإن عمر بن حفص قد رواه عن أبيه مثل رواية الجماعة عن الأعمش، فقال: حدثنا أبى حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا صالح يذكر أراه عن جابر
…
ثم ذكره نحوه
…
ثم قال الأعمش: وحدثنى أبو سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
…
هكذا أخرجه البخارى [عقب رقم 5283]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[6/ 13].
• فالحاصل: أن ذكر أبى هريرة في هذا الحديث ما هو إلا سلوك للجادة، وقد جزم الحافظ في "الفتح"[10/ 72]، بشذوذ مَنْ ذكر فيه أبا هريرة، وتابعه العينى في "العمدة"[21/ 186]، وقال الحافظ أيضًا في المطالب [1/ 14]، بعد أن ذكر رواية المؤلف هنا بإسناده:"صحيح، والمحفوظ من حديث جابر .. " وهو كما قال.
وقد مضى أن عمر بن حفص بن غياث قد رواه عن أبيه عن الأعمش عن أبى صالح وأبى سفيان كلاهما عن جابر به
…
وقد توبع عليه حفص على هذا الوجه:
وتابعه أيضًا: أبو أسامة عند الخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 52]، لكن في الطريق إليه أبو العباس بن عقدة الحافظ، ولم يكن بعمدة في النقل على كثرة مناكيره كما شرحناه في "المحارب الكفيل".
وقد مضى قول الحافظ في "الفتح"[10/ 72]، بكون أكثر أصحاب الأعمش قد رووه عنه على هذا الوجه، وقد رواه عنه بعضهم:
1 -
تارة عنه عن أبى صالح - وحده - عن جابر به
…
هكذا رواه أبو معاوية عنه عند مسلم [2011]، وأبى داود [3734]، وأحمد [3/ 313]، وابن أبى شيبة [23865]، وأبى عوانة [رقم 6595]، وغيرهم. =
1775 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا عبد العزيز، عن الأعمش، عن أبى صالحٍ، عن أبى هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وعن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَلَنْ يُنِجِىَ أَحَدًا مِنْكُمْ عَمَلُهُ"، قلنا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: "وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِى الله مِنْهُ بِرَحْمَةٍ".
=2 - وتارة عنه عن أبى سفيان عن جابر به
…
وهكذا رواه معمر عنه عند عبد الرزاق [19870]، وعنه أحمد [3/ 370]، وأبى عوانة [رقم 6596]. والحديث رواه أبو الزبير أيضًا عن جابر عند مسلم وجماعة.
1775 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 362]، وابن جان [350]، من طريق عبد العزيز القسلمى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة، وعن أبى سفيان عن جابر كلاهما به
…
قلتُ: وإسناده صحيح من رواية أبى هريرة.
أما رواية جابر فهى مغموزة، فأبو سفيان هو طلحة ابن نافع، مختلف فيه، لكنه صدوق متماسك إن شاء الله، غير أن شعبة قد جزم بكونه لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث فقط، ومثله قال ابن المدينى أيضًا، وليس هذا الحديث منها، وقد توبع عبد العزيز القسملى على هذا الوجه عن الأعمش: تابعه عبد الله بن نمير عند مسلم [2816]، والبيهقي في الآداب [رقم 866]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 977]، ورواه شريك عن الأعمش فاضطرب فيه، فتارة رواه عنه عن أبى صالح عن أبى هريرة به ....
كما عند ابن ماجه [9201]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 626]، وغيرهما. وتارة رواه عنه فقال: عن أبى صالح عن أبى هريرة وجابر كلاهما به
…
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 4272]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 17]، وأبو القاسم بن الحربى في جزء من "فوائده"[رقم 15/ ضمن مجموع أجزاء حديثية].
قال أبو القاسم بعد روايته: "هذا حديث محفوظ من حديث الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة، رواه عنه جماعة .. وغريب فيه ذكر جابر".
قلت: أما كونه محفوظًا من حديث أبى هريرة فشئ لا ننازع فيه أصلًا، وأما أن ذكر جابر فيه غريب، فذا شئ مردود، بل هو محفوظ من حديث الأعمش أيضا عن أبى سفيان عن جابر به
…
رواه عنه ابن نمير وعبد العزيز القسملى كما مضى. =
1776 -
حدّثنا الحارث بن سريج، حدّثنا معتمرٌ، حدّثنا الفضل بن عيسى، حدثنى محمد بن المنكدر، أن جابر بن عبد الله حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الْعَارُ وَالتَّخْزِيَةُ يَبْلُغُ مِنِ ابْنِ آدَمَ فِي الْقِيَامَةِ فِي المقَامِ بَيْنَ يَدَى اللَّهِ مَا يَتَمَنَّى الْعَبْدُ أَنْ يُؤْمَرَ بِهِ فِي النَّارِ".
= وهكذا رواه محمد بن طلحة بن مصرف عن الأعمش عن أبى سفيان - وحده - عن جابر به
…
عند أحمد [3/ 337]، وتابعه أبو الأحوص أيضًا عند الدارمى [2733]، ورواه جماعة من أصحاب الأعمش أيضًا عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
منهم الثورى عند الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2294]، وأبى نعيم في "الحلية"[7/ 129]، ومنهم يعلى بن عبيد عند أحمد [2/ 495]، مقرونًا مع ابن نمير. ومنهم شريك عند ابن ماجه كما مضى.
والحديث مشهور من رواية أبى هريرة به
…
وله عنه طرق: يأتى منها بعضها [برقم 3985، 6243، 6590]، ولكن دون (سددوا وقاربوا
…
). واللَّه المستعان.
1776 -
ضعيف جدًّا: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 13]، والحاكم [4/ 620]، والحسين بن حرب في زوائده على "الزهد"[رقم 1320]، والبزار في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[7726]، وغيرهم بألفاظ مختلفة.
فلفظ ابن عدى قريب جدًّا من لفظ المؤلف، ونحوه لفظ الحاكم والحسين بن حرب، ونحوهم لفظ البزار لكن عنده في أوله: (إن العرق
…
) بدل (العار
…
) وكلهم رووه من طريق الفضل بن قيس بن أبان الرقاشى عن ابن المنكدر عن جابر به ....
قلتُ: هذا إسناد ساقط، والفضل لم يكن فيه فضل، وهو متروك واهٍ، حتى قال أيوب السختيانى:"لو أن فضلًا الرقاشى وُلِدَ أخرُسَ، كان خيرًا له" وصدق أيوب، ولم يستح أبو عبد الله الحاكم أن يقول بعد أن رواه:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخْرجاه" وتعقبه الذهبى قائلًا: "الفضل واهٍ".
وذكر له الذهبى هذا الحديث من مناكيره في "الميزان"، وضعفه الحافظ البوصيرى أيضًا في "الإتحاف"، ومثله الهيثمى في "المجمع"[10/ 634].
1777 -
حدّثنا شيبان، حدّثنا أبو عوانة، عن أبى بشر، عن سليمان بن قيسٍ، عن جابر بن عبد الله قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا طيبة فحجمه، فسأله عن ضريبته، فقال: ثلاثة آصعٍ، قال: فوضع عنه صاعًا.
1778 -
حدّثنا شيبان، حدّثنا أبو عوانة، عن أبى بشرٍ، عن سليمان بن قيسٍ، عن
1777 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 1353] والطيالسى [11723] والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 130]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 443]، وغيرهم، من طرق عن أبى عوانة عن أبى بشر عن سليمان بن قيس عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات إلا أن منقطع، وأبو بشر - واسمه جعفر بن إياس - لم يسمع من سليمان بن قيس اليشكرى كم قاله البخارى ونقله عنه المزى في "التهذيب" [12/ 55] ونحوه في ترجمة (سليمان بن قيس) من تاريخ البخارى [4/ 131] لكن للحديث طريق آخر عن جابر نحوه وفيه: (ثم سأله: كما خراجك؟! قال: صاعان، فوضع النبي صلى الله عليه وسلم عنه صاعًا
…
) أخرجه ابن حبان [3536]، والطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4527، 6731] من طريق هشام بن عمار عن سعيد بن يحيى عن جعفر بن برقان عن أبى الزبير عن جابر به ..
قلتُ: فيه عنعنة أبى الزبير، وهى مردودة كما مضى البحث في ذلك عقب الحديث [رقم 11769] ورواه يزيد بن عياض بن جعدبة عن أبى الزبير عن جابر به نحو سياق المولف إلا أنه ذكر زيادة في أوله تأتى [برقم 2267]، لكن يزيد كذبه مالك وجماعة، وروايته عند ابن الجعد [2954] ورواه ابن جريج عن أبى الزبير نحوه دون سياق المؤلف عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 1130] وغيره.
لكن يشهد له حديث أنس بن مالك عند مالك في "الموطأ"[1754]، ومن طريقه الطحاوى [1996]، وأبو داود [3424] وجماعة.
ولفظه: (احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم فحجمه أبو طيبة، فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بصاع من تمر، وأمر أهله أن يخففوا عنه من خراجه .. ).
وهو عند مسلم [1577]، والترمذى [11278] والدارمى [12622] وأحمد [3/ 100، 1174] وجماعة من طرق أخرى عن أنس نحو اللفظ الماضى. وراجع "الفتح"[4/ 460].
1778 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 364] و [3/ 390]، وابن حبان [2883]، والحاكم [3/ 31] وسعيد بن منصور [2504] والبيهقي في "الدلائل"[رقم 1272]، =
جابر بن عبد الله، قال: قاتل النبي صلى الله عليه وسلم محارب خصفة بنخلٍ، فرأوا من المسلمين غرةً، فجاء رجلٌ منهم يقال له: غورث بن الحارث حتى قام على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، فقال: من يمنعك منى؟ قال: "اللَّهُ"، قال: فسقط السيف من يده، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف، فقال له:"مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي؟ " قال: كن خير آخذٍ، قال:"تَشْهَدُ أَنَّ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ"، قال: لا، ولكنى أعاهدك أن لا أقاتلك، ولا أكون مع قومٍ يقاتلونك، قال: فخلَّى سبيله، فجاء إلى أصحابه، فقال: جئتكم من عند خير الناس، فلما كان عند الظهر أو العصر أمر النبي بصلاة الخوف - شك أبو عوانة - قال: فكان الناس طائفتين: طائفةٌ بإزاء عدوهم، وطائفةٌ يصلون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى بالطائفة الذين معه ركعتين، ثم انصرفوا فكانوا في مكان أولئك، وجاء أولئك فصلوا مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، فكانت لرسول الله أربع ركعاتٍ، وللقوم ركعتين.
= والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 315]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1096]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 68]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 58]، وغيرهم، من طرق عن أبى عوانة عن أبى بشر عن سليمان بن قيس عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: وعلقه البخارى [4/ 1515/ طبعة دار ابن كثير]، عن مسدد عن أبى عوانة بإسناده به مختصرًا ببعض ألفاظه.
وهو عند مسدد في "مسنده الكبير" ومن طريقه الحافظ في "تغليق التعليق"[2/ 398]، به مطولًا مثل سياق المؤلف. ومن طريق مسدد: أخرجه الحربى في "غريب الحديث"[3/ 980]، ولكن مختصرًا بصلاة الخوف منه والحديث معلول بالانقطاع مع ثقة رجاله.
وقد مضى في الحديث الماضى أنا أبا بشر - وهو جعفر بن إياس - لم يسمع من سليمان بن قيس كما جزم به البخارى.
لكن صحَّ الحديث من طرق أخرى عن جابر، نذكر هنا واحدًا منها: فنقول:
منها طريق يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف
…
لكن دون شطره الأول:
أخرجه البخارى [4/ 1515]، معلقًا، ووصله ابن أبى شيبة [8287]- وليس عنده قصة الرجل - وعنه مسلم [843]، وأحمد [3/ 364]، والبيهقي في "سننه"[5829]، =
1779 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن أبى الزبيرِ، عن جابر: أن رجلًا ذبح قبل أن يصلى النبي صلى الله عليه وسلم عتودًا جذعًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لا يجْزِى عَن أَحَدٍ بَعْدَكَ أَن يَذْبَحَ حَتَّى يُصَلِّىَ".
1780 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن أبى الزبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم
= وفى "الدلائل"[رقم 1271]، وأبو عوانة [1953]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 269]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 61]، والحافظ في "تغليق التعليق"[2/ 397]، وغيرهم، من طريق أبان العطار عن يحيى بن أبى كثير به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح، وقد توبع عليه أبان ولكن بجملة كيفية صلاة الخوف فقط: تابعه معاوية بن سلام عند مسلم [843]، وأبى عوانة [رقم 1954]، وابن خزيمة [1352]، وغيرهم. ورأيت قتادة قد رواه عن سليمان بن قيس عن جابر به نحو سياق المؤلف
…
عند ابن حبان [2882]، والطبرى في "تفسيره"[4/ 244]، و"تاريخه"[2/ 86].
177 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 364]، وابن حبان [5909]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 172]، وابن أبى شيبة وابن منيع، كلاهما في "المسند" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 4738، 4739]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن أبى الزبير عن جابر به
…
وعند بعضهم نحوه
…
(
…
ونهى أن يذبحوا حتى يصلوا .. ) لفظ أحمد.
قلتُ: وهذا إسناد صالح لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه صرح بالسماع عن جابر بلفظ آخر وهو: (صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر بالمدينة، فتقدم رجال فنحروا وظنوا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد نحر، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم من كان نحر قبله أن يعيد بنحر آخر ولا ينحروا حتى ينحر النبي صلى الله عليه وسلم
…
).
أخرجه مسلم [1964]، واللفظ له، وأحمد [3/ 294]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 171]، وغيرهم بإسنادٍ صحيح إليه به
…
وللحديث شواهد باللفظين معًا.
وسياق المؤلف مضى له شاهد من حديث أبى جحيفة [897]، ونحوه عن البراء [برقم 1662].
1780 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 339]، وابن حبان [3565]، وابن خزيمة [2020]، والحاكم [1/ 598]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 2142]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 65]، والفريابى في "الصيام"[رقم 81]، وغيرهم من طريقين عن أبى الزبير عن جابر به
…
=
سافر في رمضان، فاشتد الصوم على رجلٍ من أصحابه، فجعلت ناقته تهيم به تحت ظلال الشجر، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره فأفطر، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإناء فيه ماءٌ، فوضعه على يده، فلما رآه الناس شرب شربوا.
1781 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن واسع بن حبان، عن جابرٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في العرايا بالوسق والوسقين والثلاثة والأربعة، وقال:"فِي كُلِّ جَادٍّ عَشَرَةُ أَوْسُقٍ، وَمَما بَقِيَ عِذْقًا يُوضَعُ فِي المَسْجِدِ لِلْمَسَاكِين"، قال محمدٌ: وهم اليوم يشترطون ذلك على التجار.
= قلتُ: وسنده صالح لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه صرح بالسماع عند الطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 2141]، من طريق روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق عن أبى الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله قال
…
وذكره نحوه دون إفطار النبي صلى الله عليه وسلم.
قلتُ: وهذا إسناد ثابت على شرط مسلم ليس فيه خدشة، وللحديث طرق أخرى عن جابر نحوه
…
يأتى منها بعضها [برقم 1880، 2129]، وله شواهد أيضًا.
1781 -
صالح: أخرجه ابن خزيمة [2469]، والحاكم [1/ 578]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 30]، وغيرهم، مثل سياق المؤلف. وهو عند أبى داود [1662]، وأحمد [3/ 359]، وابن حبان [3289]، وغيرهم دون الرخصة في العرايا.
وأخرجه البيهقى في "سننه"[10449]، وابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 336]، بجملته الأولى من قول جابر فقط. وزاد البيهقى في أوله: (نهى عن المحاقلة والمزابنة
…
). كلهم رووه من طرق عن محمد بن إسحاق عن محمد ابن يحيى بن حبان عن عمه واسع بن حبان عن جابر بن عبد الله به ..
قلتُ: وإسناده حسن صالح، وابن إسحاق قد صرح بالسماع عند ابن حبان وأحمد [3/ 359 - 360]، والحاكم وغيرهم، وقد جوِّد إسناده: الحافظ ابن كثير في "تفسيره"[2/ 243]، ولفقرات الحديث شواهد. وهو حسن بهذا السياق جميعًا.
• تنبيه: قول محمد في ذيل الحديث: "وهم اليوم يشترطون
…
" لم أجده عند غير المؤلف، ومحمد هو ابن يحيى بن حبان إن شاء الله، وقد كان فقيهًا مفتيًا له حلقة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1782 -
حدّثنا سويدٌ، عن مالك، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبى وقاصٍ، عن عبد الله بن نسطاس، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ حَلَفَ عَلَى مِنْبَرِي هَذَا يَمِينًا آثِمَةً تَبَوَّأَ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
1783 -
حدّثنا أبو الربيع، حَدّثنا حمادٌ، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْن الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ".
1782 - صحيح: أخرجه أبو داود [3246]، وابن ماجه [2325]، أحمد [3/ 344]، وابن حبان [4368]، والحاكم [4/ 329]، ومالك [1408]، وعنه الشافعي [741]، وابن أبى شيبة [22143]، والبيهقي في "سننه"[15085، 20479]، والنسائى في "الكبرى"[6018]، وابن الجارود [927]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 254]، والمزى في "تهذيبه"[16/ 221]، وابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 87]، وأبو عوانة [4849]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 921]، وغيرهم، من طرق عن هاشم بن هاشم عن عبد الله بن نسطاس عن جابر به
…
وزاد ابن ماجه وابن أبى شيبة وابن الجارود وابن سعد وهو رواية لأبى داود والبيهقي: (ولو على سواك أخضر .. إلا وجبت له النار
…
).
قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم. وله شواهد عن جماعة من الصحابة مثله وبنحوه، وله طريق آخر عن جابر عند أحمد [3/ 375]، به نحوه، وفى سنده جهالة وانقطاع.
1783 -
صحيح: أخرجه البيهقى في "سننه"[6290]، والطبراني في "الصغير"[1/ رقم 374]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 266]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 892]، والآجري في "الشريعة"[رقم 266]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 176]، وغيرهم، من طرف عن أبى الربيع الزهرانى عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد كالشمس، لا شك فيه ولا لبْس، لكن يقول الطبراني بعد أن رواه:"لم يروه عن عمرو إلا حماد تفرد به أبو الربيع .. ".
قلتُ: وأبو الربيع الزهرانى في مثله يتفرد بما يشاء وقتما شاء كيفما شاء، وهو الثقة الحافظ الإمام النبيل. آذى ابن خراش نفسه عندما أراد الغمز منه.
وقد توبع عليه عمرو بن دينار: تابعه أبو سفيان وعطاء بن أبى رباح والحسن، وأبو الزبير، وغيرهم. ورواية أبى سفيان تأتى عند المؤلف [1953، 2102]، وكذا رواية الحسن تأتى [2191].
1784 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا على بن زيد بن جدعان، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا بَيْنَ مِنْبَرِي إِلَى حُجْرَتِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْبَرِي عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ ترَعِ الجَنَّةِ".
1784 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 389]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 360]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 96]، والبزار [رقم 1196/ كشف الأستار]، وغيرهم من أربعة طرق عن هشيم بن بشير عن عليّ بن زيد بن جدعان عن ابن المنكدر عن جابر به .. مثل سياق المؤلف، لكن عند الخطيب: (وحوضى
…
) بدل: (وإن منبرى).
قلت: وسنده ضعيف، وابن جدعان سيئ الحفظ مع تخليط شديد أوجب كثيرة المناكير في حديثه.
وبه أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 2703]، والهيثمى في "المجمع"[3/ 678]، لكنه لم ينفرد به، بل توبع عليه: فتابعه يونس بن عبيد عليه مثله دون شطره الثاني: (وإن منبرى على ترعة
…
إلخ) أخرجه البيهقى في "الشعب"[3/ رقم 4163]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 26]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 389]، من طرق عن الكديمى عن عبد الله بن يونس بن عبيد عن أبيه به
…
قلتُ: وهذه متابعة فاسدة جدًّا، أفسدها هذا الكديمى بوجوده فيها، وهو متهم بوضع الحديث مع حفظه ومعرفته، وهناك متابعة أخرى، فأخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[22/ 177] بإسناد صحيح إلى محمد بن حفص المكى عن أبى حاتم الرازى عن سلام بن سلميان عن أبى عمرو بن العلاء عن ابن المنكدر عن جابر به
…
مثل رواية يونس بن عبيد الماضية لكنه قال: (ما بين قبرى ومنبرى
…
) بدل: (منبرى وحجرتى
…
).
قلتُ: وهذه متابعة فاشلة أيضًا، وسلام الثقفى الضرير، ضعيف صاحب مناكير وغرائب، ومحمد بن حفص لم أميزه، وقد توبع عليه ابن المنكدر على اللفظ الماضى: تابعه أبو الزبير عند الخطيب في "تاريخه"[11/ 228]، لكن الطريق إليه لا يثبت.
لكن للحديث شواهد بشطريه عن جماعة من الصحابة، فلشطره الأول: شاهد مضى من حديث أبى سعيد [برقم 1341]، ويأتى له شاهد ثانِ من حديث أبى هريرة [برقم 6167].
وأما شطره الثاني: فقد مضى شاهد له من حديث أبي بكر [برقم 118]، وذكرنا هناك بعض الزوائد. فراجعه إن شئت.
1785 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا إسماعيل بن زكريا، عن المعلى، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن جابرٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استتاب رجلًا ارتد عن الإسلام أربع مراتٍ.
1785 - باطل: أخرجه أبو الشيخ في (كتاب الحدود) كما في "التلخيص"[4/ 49]، من طريق المعلى بن هلال عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به
…
قلتُ: هذا إسناد كذب باطل، والمعلى كذاب خبيث وقح، حلال الدم، وهو أحد الهلكى الذين تواترت كلمات النقاد على تكذيبهم، وترجمته سوداء في "التهذيب وذيوله".
وابن عقيل وإن كان ضعيف الحفظ على التحقيق، لكنه لا يحتمل مثل هذا الباطل السمج، نعم له شاهد واهٍ يرويه الثورى عن رجل عن عبد الله بن عبيد بن عمير (أن النبي صلى الله عليه وسلم استتاب نبهان أربع مرات، .. ).
أخرجه عبد الرزاق [18699]، والبيهقي في "سننه"[16610]، وهذا مع إرساله فمنقطع، فيه رجل، وما رجل؟! ولعله يكون طلحة بن عمرو المكى ذلك المتروك المعروف، وربما يكون هو عبد الكريم بن أبى المخارق الذي يقول عنه ابن عبد البر:"مجمع على ضعفه" وقد يكون هو الليث بن سليم ذلك الضعيف المختلط جدًّا، ولا يبعد من كونه عبيد الله بن الوليد الرصافى الذي يقول عنه النسائي:"ليس بثقة ولا يكتب حديثه".
والخشية أن يكون هو عبيد الله بن أبى زياد القداح الذي يقول عنه أبو داود: "أحاديثه مناكير".
والطامة الكبرى أن يكون آخر أضعف من هؤلاء القوم، وكلهم يروى عن عبد الله بن عبيد بن عمير، ويروى عنهم الثورى، نعم له شاهد ثالث مرسل أيضًا لكن مطولًا
…
أخرجه وثيمة بن موسى في كتاب (الردة) كما في "الإصابة"[6/ 419]، قال: حدثنا إسماعيل بن علية عن ميمون أبى حمزة عن إبراهيم النخعى: أن نبهان ارتد عن الإسلام
…
ثم ذكره، وفيه الاستتابة أربع مرات ثم قتله في الرابعة.
قلتُ: وهو مع إرساله ساقط الإسناد جدًّا، وثيمة إخبارى تالف صاحب مناكير وعجائب، وترجمته في اللسان [6/ 217]، وميمون أبو حمزة هو الأعور القصاب الذي تركه جمهرة النقاد، وشاهد رابع، من حديث أنس بن مالك قال:(ارتد نبهان ثلاث مرات .. ) ثم ذكر قصة.
أخرجه الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7633]، من طريق محمد بن مقاتل الرازى عن حكام بن سلم عن طعمة بن عمرو عن أبان بن أبى عياش عن أنس به
…
=
1786 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله: أنهم كانوا في مغزًى لهم فأصابهم جوعٌ شديدٌ، فألقى البحر دابةً عظيمةً، فأكلوا منها خمسةً وعشرين يومًا لحمًا عبيطًا، قال أبو الزبير: قال جابر بن عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هَلْ جِئْتمُونَا مِنْهُ بِشَىْءٍ؟ ".
1787 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أنهم ذبحوا يوم
= قلتُ: وهذا إسناد لا أدرى ما أقول فيه؟! محمد بن مقاتل الرازى هو الذي يقول عنه البخارى: "لأن أخرَّ من السماء أحب إليَّ من أن أحدث عن محمد بن مقاتل الرازى" وأما أبان بن أبى عياش فيكفى ما صح من قول شعبة: "لأن أزنى أحب إليَّ من أن أروى عن أبان" وصح عنه أيضًا أنه قال: "لأن أشرب من بول حمارى حتى أرْوَى أحب إليَّ من أن أقول: حدثنى أبان" وبالجملة: فلا يصح في هذا الباب شئ قط، واللَّه المستعان.
1786 -
صحيح: هذا مختصر من سياق طويل يأتى برمته من طريق الليث بن أبى سليم عن أبى الزبير عند المؤلف [برقم 1920]، وقد رواه جماعة عن أبى الزبير عن جابر به
…
فمنهم من جوَّد سياقه كالليث وغيره، ومنهم من اختصره كحماد بن سلمة هنا. وقد توبع عليه أبو الزبير مطولًا ومختصرًا:
تابعه عمرو بن دينار عند البخارى [4103]، و [5175]، ومسلم [1935] وجماعة. وتابعه أيضًا وهب بن كيسان عند الشيخين أيضًا. وكذا عند الترمذى [2475]، والنسائى [4351]، وابن ماجه [4159]، وجماعة كثيرة مطولًا ومختصرًا.
1787 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3789]، وأحمد [3/ 356]، وابن حبان [5272]، والحاكم [4/ 262]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 289]، والبيهقى في "سننه"[19219]، وابن الجارود [884]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[5/ 298]، وغيرهم، من طريق حماد بن سلمة عن أبى الزبير عن جابر به مثله
…
وعند الدارقطنى: (أكلنا يوم خيبر
…
).
قلتُ: قد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه جماعة منهم ابن جريج عند مسلم [1941]، والنسائى [4343]، وابن ماجه [3191]، وأحمد [3/ 322]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3215]، وعبد الرزاق [8737]، وابن أبى شيبة [24310]، والبيهقى في "سننه"[19190]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 204]، وجماعة. =
خيبر الخيل، والبغال، والحمير الأهلية، فَنَهَى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنِ الْبغَال، وَالحميرِ، وَلَمْ يَنْهَ عَنِ الخُيلِ.
1788 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الدُّبَاء وَالمُزَفَّت وَالنَّقيرِ، قال أبو الزبير: فكان جابرٌ إذا لم يجد سقاءً انتبذله في تور حجارةٍ.
= ولفظ مسلم: (أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش، ونهانا النبي - صلي الله عليه وسلم - عن الحمار الأهلى
…
) ووقع عنده وعند أحمد وابن ماجه وجماعة تصريح ابن جريج بسماعه من أبى الزبير، وتصريح أبى الزبير بسماعه من جابر
…
وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه عمرو بن دينار وأبو جعفر الباقر وعطاء بن أبى رباح وغيرهما.
وطريق أبى جعفر يأتى عند المؤلف [1998]، وراجع "الصحيحة"[1/ 632]، للإمام.
1788 -
صحيح: أخرجه مسلم [1998]، والنسائى [5647]، و [5648]، وأحمد [2/ 35]، و [3/ 304]، والطيالسى [1739]، وابن أبى شيبة [23785]، وعبد الرزاق [16935]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 225]، وأبو عوانة [رقم 6569]، وجماعة، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به
…
وزاد بعضهم فيه: (والجر)، وبعضهم ذكر زيادة عقد مضت مستقلة [برقم 1769].
قلتُ: وإسناده صحيح في المتابعات والشواهد. وأبو الزبير قد صرح بالسماع من جابر من رواية ابن جريج عنه عند مسلم وجماعة. وقد قُرن ابن عمر مع جابر في رواية عند مسلم [1998]، وأحمد [2/ 35]، والطيالسى [1917]، والبيهقى [11254]، والطحاوى [4/ 225]، وابن الجعد [2645]، وأبى الشيخ في "ما رواه أبو الزبير عن غير جابر"[رقم 4]، وجماعة من طرق عن أبى الزبير عن جابر وابن عمر به
…
وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه عمرو بن دينار عند الطبراني في "الأوسط"[7 رقم 69536]، بإسناد مستقيم إليه.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث عليِّ [برقم 529]، وأبى سعيد [برقم 1223]، ويأتى حديث ابن عباس [برقم 2569]، وأنس [برقم 3545، 3599]، وغيرهم.
1789 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال:"لا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا صَفَرَ وَلا غُولَ".
1790 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن عمار بن أبى عمار، عن جابرٍ، قال: جاءنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - وأبو بكرٍ، وعمر، فأطعمناهم رطبًا، وأسقياهم من الماء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ".
1789 - صحيح: أخرجه مسلم [2222]، وأحمد [3/ 293، 312، 382]، وابن حبان [6128]، وابن الجعد [2599، 3064]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 268]، وابن عبد البر في "التمهيد"[34/ 194]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 274، 275]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 135]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 424]، وابن جريج في "جزء من حديثه"[رقم 31]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1477]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 174]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[2/ 242]، وجماعة، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به
…
وليس عند بعضهم: (ولا صفر
…
).
قلتُ: وإسناده حسن. وقد صرح أبو الزبير بالسماع من جابر عند مسلم وأحمد وجماعة.
وللحديث شاهد عن أبى هريرة به مثل سياق المؤلف عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 308]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[1257]، من طريق يحيى بن أيوب المصرى عن ابن عجلان عن القعقاع بن حكيم وعبيد الله بن مقسم وزيد بن أسلم، ثلاثتهم عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
قلتُ: وهذا إسناد جيد على الجادة، وله طرق أخرى عن أبى هريرة وشواهد عن جماعة من الصحابة ولكن دون قوله:(ولا غول).
1790 -
صحيح: أخرجه النسائي [3639]، وأحمد [3/ 338، 351، 391]، وابن حبان [2411]، والطيالسى [1799]، والطبرانى في "الكبير"[19/ رقم 572]، والبيهقي في "الشعب"[4/ رقم 4599]، وابن عبد البر في "التمهيد"[25/ 343]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 680]، وأبو جعفر البخترى في "المنتقى من الجزء السادس عشر"[رقم 30/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار المكى عن جابر به
…
وفى أوله قصة عند النسائي وابن البخترى وعند أحمد في الموضع الثالث، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4599]، والقصة تأتى أيضًا عند المؤلف [برقم 2161]. =
1791 -
حدّثنا إبراهيم، حدّثنا حماد، عن حجاج الصواف، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "إذَا أَوَى الرَّجُلُ إِلَى فِرَاشِهِ ابْتَدَرَهُ مَلَكٌ وَشَيْطَانٌ،
= قلتُ: وإسناده قوى مستقيم. وهو أيضًا عند الطحاوى في "المشكل"[2/ 12]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 65]، مثل سياق المؤلف هنا، وللحديث طرق أخرى عن جماعة من الصحابة نحوه مطولًا ومختصرًا.
وقد مضى منها حديث بكر مطولًا [78]، وحديث عمر مطولًا أيضًا [برقم 250]، وسيأتى حديث أبى هريرة مطولًا أيضًا [6181]، وفى الباب عن أم سلمة وأبى الهيثم بن التيهان.
1791 -
ضعيف: أخرجه النسائي في "الكبرى"[10689]، و [10690]، وابن حبان [5533]، والحاكم [1/ 733]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 261]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 285، 286]- وعنده فيه اختصار - وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 46]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1214]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 12]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 99]، وابن أبى الدنيا في "قيام الليل"[رقم 514]، وغيرهم من طرق عن أبى الزبير عن جابر به
…
ووقع عند الأكثرين في آخره: (
…
فإن هو خرَّ من فراشه، كان شهيدًا، وإن هو قام يصلى صلى في فضائل
…
).
قلتُ: وسنده ضعيف لعنعنة أبى الزبير في جميع طرقه عن جابر، وأبو الزبير يدلس عن جابر كما ثبت عندنا بالبرهان الصادق، وقد مضى الكلام في ذلك مفصلًا عقب الحديث [رقم 1769]، فانظره غير مأمور.
وصححه الحاكم على شرط مسلم
…
وهو كما قال، وصحَّح سنده المنذرى في "الترغيب"[1/ 235]، ولا تثريب عليه في ذلك فهو إمام مجتهد حافظ، وما جعل الله فهْم مجتهد حجة على مجتهد آخر، فالأفهام متفاوتة، والأذواق متباينة، وحسبنا أن نقيم برهاننا على ما نذهب إليه، ونعوّل عند المشكلات عليه؛ فهذا هو الذي يُبْرئ عهدتنا أمام الله والعالمين به، وذلك حسبنا وإن غضب علينا الغاضبون، واللَّه ربنا المستعان على ما يصغون، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
• تنبيه: سقط ذكر النبي - صلي الله عليه وسلم - من إسناد البخارى في "الأدب المفرد" فصار موقوفًا على جابر، فانتبه يا رعاك الله!
فَيَقُولُ الملَكُ: اخْتِمْ بِخَيْرٍ، وَيَقولُ الشَّيْطَانُ: اخْتِمْ بِشَرٍّ، فَإن ذَكَرَ اللَّهَ ثمَّ نَامَ بَاتَ الملَكُ يَكْلَؤُهُ، فَإذَا اسْتَيْقَظَ، قَالَ الملَكُ: افْتَحْ بِخَيْرٍ، وَقَالَ الشَّيْطَان: افْتَحْ بِشَرٍّ، فَإن قَالَ: الحمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ عَلَى نَفْسِى وَلَمْ يُمِتْهَا فِي مَنَامِهَا، الحمْدُ لِلَّهِ الَّذِي {يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولَا
…
} [فاطر: 41]، إلى آخر الآية، الحمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يُمْسِك السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الأَرْضِ إلا بِإذنِهِ، فَإن وَقَعَ مِنْ سَرِيرِهِ فَمَاتَ دَخَلَ الجَنَّةَ".
1792 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن عبد الرحمن بن جابرٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: إن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أتى بكبشين أقرنين أملحين عظيمين موجوءين، فأضجع أحدهما، وقال:"بِسْمِ اللهِ، وَاللَّه أَكْبَر، اللَّهمَّ عَن مُحَمَّدٍ وَآلِ محَمَّدٍ"، ثم أضجعِ الآخر، فقال:"بِسْمِ اللهِ، واللَّه أَكْبَر، عَنْ محَمَّدٍ وأمتِهِ: مَنْ شَهِدَ لَكَ بِالتَّوْحِيدِ، وشَهِدَ لِي بِالْبَلاغ".
1792 - صحيح: أخرجه البيهقى في "سننه"[18827]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 177]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1146]، وابن أبى شيبة وابن راهويه كلاهما في "المسند" كما في "نصب الراية"[3/ 153]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه جابر به ..
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، ابن عقيل ما نزداد فيه كل يوم إلا بصيرة بضعفه وسوء حفظه وتخليطه، وقد اضطرب في هذا الحديث على ألوان غريبة تليق بسوء حفظه وقلة ضبطه.
1 -
فتارة يرويه على الوجه الماضى وهو هو اللون الأول.
2 -
ولون ثانٍ، ثم عاد ورواه عن أبى سلمة عن عائشة وأبى هريرة به نحو سياق المؤلف
…
وتارة يشك فيه ويقول: عن عائشة أو أبى هريرة به
…
هكذا أخرجه ابن ماجه [3122]، وأحمد [6/ 225]، والحاكم [4/ 253]، والبيهقى في "سننه الكبرى"[18826]، وفى "المعرفة"[رقم 5850]، وفى سننه "الصغير"[رقم 1424]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 177]، ووجدته رواه في موضع عند أحمد [6/ 220]: (عن أبى سلمة عن أبى هريرة أن عائشة قالت
…
) ثم ذكره مرفوعًا مختصرًا. وهذا هو اللون الثاني. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3 - ولون ثالث، فأعرض عن هذا كله، ورواه عن علي بن الحسين عن أبى رافع به
…
نحو سياق المؤلف
…
وزاد في آخره زيادة منكرة.
أخرجه أحمد [6/ 3918، 392]، والحاكم [2/ 425]، والطبرانى في "الكبير"[1/ رقم 920، 921، 192، 193]، والبيهقى في "سننه الكبرى"[18788]، وفى "الشعب"[5/ رقم 7323]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 177]، والبزار في "مسنده"[3289]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 4]، وراجع "الضعيفة"[13/ 1034].
4 -
ولون رابع، فكأنَّ ابن عقيل لم يقنع بواسطة بينه وبين جابر بن عبد الله، فاخترق حجب المكاشفة، ورواه عن جابر به مباشرة به .. ، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[7/ 19، 319]، وابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 1599].
وهذا اضطراب عجيب منه في إسناده، وقد سأل الترمذى البخارى في "علله"[عقب 270]، من رواية ابن عقيل للَّون الأول والثانى فقط. فقال:"قلتُ له: أي الروايتين أصح؟! فلم يقض فيه بشئ، وقال: لعله سمع من هؤلاء".
قلتُ: وهذا مبنى على كون البخارى كان حسن القول في ابن عقيل، ونحو صنيع البخارى هنا: قد مال إليه البيهقى في "سننه"[9/ 267]، فإنه قال بعد أن ذكر اللون الأول والثانى والثالث:"فكأنه - يعنى ابن عقيل - سمعه منها" كذا قال، والصواب أن يقول:"سمعه منهم" كما نبه عليه ابن التركمانى في "الجوهر"[8/ 268]، وقد انقلبت عبارة البيهقى على الإمام في "الضعيفة"[13/ 1037]، فأفسدت المعنى، فإنه نقل قول البيهقى هكذا:"فكأنه لم يسمع منهما" ثم قال الإمام عن البيهقى تعقيبًا على مقولته: "فلم يجزم بالسماع".
قلتُ: هكذا قال، والصواب في عبارة البيهقى هو ما مضى سابقًا. وفيما نقله عنه الإمام حرف مقحم، أعنى:(لم) وهى التى أفسدت العبارة كما ترى ونحو صنيع البخارى والبيهقى: ذهب الحافظ ابن حجر أيضًا، فإنه لما ذكر في "الفتح"[10/ 10]، اللون الثاني والثالث من رواية ابن عقيل قال:"ويحتمل أن يكون له في هذا الحديث طريقان".
قلتُ: وخالف هؤلاء: أبو زرعة وأبو حاتم والدارقطنى وابن التركمانى وغيرهم، فجزموا بكون هذا الاضطراب في أسانيده إنما هو من ابن عقيل نفسه، وأنه لم يكن يضبطه.
فذكر ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 1599]، هذا الحديث من طرقه الماضية من رواية ابن عقيل، وسأل عنها أباه وأبا زرعة، فقال: "قلت لأبى زرعة: فما الصحيح؟! قال: =
1793 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن أبى المتوكل، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال له في غزوة تبوك، وهو على جملٍ أحمر، فتخلف البعير، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -:"مَا شَأْنُكَ يَا جَابِرُ"؟ فقِلت: يا رسول الله، تخلَّف بعيرى، فأتاه من قبل عَجُزِهِ فدعا له وزجره، فأتى على رسول الله - صلي الله عليه وسلم - فقال: "مَا
= لا أدرى في ذا شئ" ثم قال: "قلتُ لأبى: ما الصحيح؟! قال أبى: ابن عقيل لا يضبط حديثه، قلتُ: فأيهما أشبه عندك؟! قال: الله أعلم" ثم قال: "وقال أبو زرعة: هذا من ابن عقيل، الذين رووا عن ابن عقيل كلهم ثقات".
قلت: وقال الدارقطنى في "علله"[9/ 319]، بعد أن ذكر وجوه الاختلاف فيه على ابن عقيل:"والاضطراب فيه من ابن عقيل"، وقال قبل هذا الموضع [7/ 19]:"والاضطراب فيه من جهة ابن عقيل".
قلت: وقد أشار ابن معين إلى نحو هذا كما أخرجه عنه ابن عساكر في "تاريخه"[59/ 405]، بإسناد صحيح. ونحوهم قال ابن التركمانى في "الجوهر"[8/ 259].
والعجب أن يجزم الإمام بذلك في "الضعيفة"[13/ 1037]، مع كونه ممن يُقَوِّى أمر ابن عقيل، بل ويُحسِّن له عشرات الأحاديث المنفرد بها، فقال وهو يرد على مقولة الحافظ الماضية قبل قليل: "هذا الاحتمال بعيد جدًّا، لا يحتمله سوء حفظ ابن عقيل المجمع عليه، حتى تركه بعضهم، وصرح أحدهم يأنه ضعيف جدًّا، فاضطراب مثله لا يكون إلا مثالًا صالحًا للحديث المضطرب
…
".
قلتُ: وهو كما قال بلا كلام، لكن للحديث طرق أخرى عن جابر وشواهد عن جماعة من الصحابة قد ذكرناهم في "غرس الأشجار"، وذكر الإمام بعضها في "الإرواء"[4/ 349، 350، 351، 352، 353، 354]، والزيلعى في "نصب الراية"[3/ 153]، والهيثمى في "المجمع"[4/ 21 - 23].
وقد مضى منها حديث أبى طلحة [برقم 1417، 1418]، ويأتى حديث أنس [برقم 3118]، وهو حديث ثابت بطرقه وشواهده إن شاء الله.
1793 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 325، 362]، والبزار في "مسنده" كما في "الفتح"[5/ 321]، من طريق حماد بن سلمة عن علي بن زيد بن جدعان عن أبى المتوكل الناجى عليّ بن داود عن جابر به
…
=
فَعَلَ الْبَعِيرُ يَا جَابِرُ؟ " قلت: يا رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، ما زال يقدمنا منذ الليلة، قال: "فَبِكَمْ أَخَذْتَهُ؟ " فقلت: بثلاثة عَشَرَ دينارًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بِعْنِيهِ بِثَمَنِهِ الَّذِي أَخَذْتَهُ وَلَكَ ظَهْرُهُ إلَى المَدِينَةِ"، ففعلتُ، فلما قدمنا المدينة حَطمْتُهُ فأتيته فأعطانى البعير والثلاثة عشر دينارًا.
1794 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا بشر بن منصورٍ، عن عمر بن نبهان، عن أبى شدادٍ، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -:"ثَلاثٌ مَنْ جَاءَ بِهِنَّ مَعَ إيمَانٍ دَخَلَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الجَنَّةِ شَاءَ، وَزُوِّجَ مِنَ الحَّورِ الْعِينِ حَيْثُ شَاءَ: مَنْ عَفَا عَنْ قَاتِلِه، وَأَدَّى دَيْنًا خَفِيًّا، وَقَرَأَ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ مَكْتُوبَةٍ عَشْرَ مَرَّاتٍ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، قال: فقال أبو بكر: أو إحداهن يا رسول الله قال: "أَوْ إحدَاهُنَّ".
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات. وابن جدعان فقيه سيئ الحفظ صاحب مناكير، لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه عليه بنحوه مطولًا: بشير بن عقبة أبو عقيل عند البخارى [2706]، ومسلم [715]، وأحمد [3/ 372].
وللحديث طرق كثيرة عن جابر به مطولًا ومختصرًا. وسيأتى بعضها [برقم 1850، 1898، 2124، 2125].
17 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 3361]، وفى "الدعاء"[رقم 673]، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"[رقم 1441]، وفى "الحلية"[6/ 343]، وابن منده في "المعرفة" كما في "الإصابة"[1/ 436]، وأبو موسى المدينى في "الذيل على المعرفة" كما في "أسد الغابة"[1/ 162]، أبو الفتح "الأزدى في المخزون"[رقم 14]، والحسن بن عليّ الخلال في "فضائل سورة الإخلاص"[رقم 52]، وأبو محمد الجوهرى في "الفوائد المنتقاة"[2/ 4]، كما في "الضعيفة"[2/ 107]، وغيرهم، من طريقين عن بشر بن منصور عن عمر بن نبهان عن أبى شداد عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد واهٍ، وابن نبهان تالف الحديث، قال البخارى:"لا يتابع على حديثه" وقال ابن معين: (ليس بشئ) وقال ابن حبان في "المجروحين"[2/ 90]: "كان ممن يروى المناكير عن المشاهير، فلما كثر ذلك في حديثه استحق الترك" وضعفه سائر النقاد.
1795 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب بن عبد الله، عن عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد الله، قال: صلى أبيّ بالناس في قباء، ودخل في صلاته غلامٌ من الأنصار وله سقْىٌ، قال: فلما سمع أبيّا يقرأ سورةً طويلة انفتل من صلاته، فلما انفتل أبيّ أخبْرَ بذلك، قال: فعرف أبىٌ أن الغلام يشكو إلى رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، وقرب الغلام يشكو أبيًا، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -:"إن مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَإذَا علَّيْتُمْ فَأَوْجِرُوا - أو قال - فَأَوْجِزُوا، شَكَّ أبُو يَحْيَى - أوْ كَمَا قَالَ - فَإن خَلْفَكُمُ الْكَبِيرَ وَالمرِيضَ وَذَا الحاجَةِ".
= وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[6/ 473]، و [10/ 128]، والحافظ مغلطاى كما في "فيض القدير"[3/ 290]، والبوصيرى في "الإتحاف"[رقم 5916].
والحديث ضعفه العراقى في "المغنى"[3/ 150]، وأشار المنذرى إلى تضعيفه في "الترغيب"[3/ 208]، وفيه علة أخرى، وهى أبو شداد، فما أبو شداد؟! وعنه يقول الحافظ في "نتائج الأفكار" [1/ 154]:"أبو شداد لا يُعرف اسمه ولا حاله" وقال البوصيرى: "أبو شداد مجهول، ما علمته بعدالة ولا جرح".
قلتُ: وهو كما قالا، وللحديث شواهد نحوه بأسانيد أسقط منه، انظر بعضها عند الإمام في "الضعيفة"[2/ 107]، واللَّه المستعان.
• تنبيه: قد روى بعضهم هذا الحديث فقال: (عن جابر بن عبد الله الراسبى) أو (جابر الراسبى) قال أبو نعيم في "المعرفة": "ولا أراه إلا جابر بن عبد الله الأنصارى السلمى" وانظر "الإصابة"[1/ 436].
1795 -
صحيح: المرفوع منه فقط، وهذا إسناد ضعيف، وعيسى بن جارية والراوى عنه مختلَفٌ فيهما، أما الراوى عنه فهو مقبول إن شاء الله. وأما عيسى فقد وثقه ابن حبان، وقال أبو زرعة:"لا بأس به." لكن قال النسائي: (منكر الحديث) وتارة قال: "متروك" وقال أبو داود: "منكر الحديث
…
روى مناكير" وذكره الساجى والعقيلى وابن عدى في "الضعفاء" وقال ابن معين: "ليس حديثه بذاك
…
".
وفى رواية: "ليس بشئ" والصواب أنه ضعيف صاحب مناكير
…
وقد أورد له ابن عدى منها جملة في "كامله".
أما الحافظ فإنه غمزه في "التقريب" بقوله: "فيه لين"، ثم حسَّن له إسناد حديثه هذا في "الفتح"[2/ 198]، فسبحان من لا يسهو. =
1796 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب بن عبد الله، عن عيسى بن جارية، عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بمكة فمر على رجلٍ قائمٍ يصلى على صخرة، فأتى ناحية مكة فمكث مليّا، ثم أقبل فوجد الرجل على حاله يصلى، فجمع يديه، ثم قال ثلاث مراتٍ:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، فَإِنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حَتَّى تَمَلُّوا".
1797 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب، حدّثنا عيسى بن جارية، عن جابر: مر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بمكة على رجلٍ يصلى على صخرةٍ، فأتى ناحيةً فمكث مليّا، ثم انصرف
= لكن يشهد للمرفوع من الحديث: رواية أبى مسعود الأنصارى عند البخارى [670، 672، 5759، 6740]، ومسلم [466]، وابن ماجه [984]، وأحمد [4/ 118]، والدارمى [1259]، وابن حبان [2137] وجماعة.
1796 -
صحيح: المرفوع منه فقط: أخرجه ابن ماجه [4241]، وابن حبان [357]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 3729]، والمزى في "تهذيبه"[22/ 590]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"[رقم 934]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 167]، وغيرهم، من طرق عن يعقوب القمى عن عيسى بن جارية عن جابر بن عبد الله به
…
وليس عند الطبراني: (عليكم بالقصد، عليكم بالقصد
…
) ثلاثًا.
قلتُ: قال البوصيرى في "الزوائد"[1/ 286]: "هذا إسناد حسن، يعقوب مختلف فيه، والباقى ثقات".
قلتُ: كذا قال، وغفل عن عيسى بن جارية الذي تكلم فيه النقاد بكلام شديد، وهو ضعيف صاحب مناكير كما مضى في الذي قبله. ويعقوب صدوق وسط.
لكن المرفوع من الحديث صحيح ثابت وله شواهد. فلقوله: (عليكم بالقصد
…
) شاهد من حديث أبى هريرة يأتى عند المؤلف [برقم 6594]، وآخر عن بريدة الأسلمى عند أحمد وابن خزيمة والحاكم وجماعة بلفظ (عليكم هديًا قاصدًا .. )
وأما سائر الحديث: (فإن الله لن يمل حتى تملوا) فله شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم عائشة، ويأتى حديثها [برقم 4651، 4788].
1797 -
صحيح: المرفوع منه فقط: انظر قبله.
فوجد الرجل يصلى على حاله، فقام فجمع يديه، ثم قال:"أَيُّهَا النَّاسُ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، عَلَيْكُمْ بِالْقَصْدِ، فَإن اللَّهَ لا يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا".
1798 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب، أخبرنا عيسى بن جارية، عن جابرٍ، قال: كان أبيّ يصلى بأهل قباء، فاستفتح سورةً طويلةً ودخل معه غلامٌ من الأنصار في الصلاة، فلما سمعه قد استفتح بسورةٍ طويلة، انفتل الغلام من صلاته وكان يريد أن يعالج ناضحًا له يسقى عليه، فلما انفتل أبي بن كعبٍ قال له القوم: إن فلانًا انفتل من الصلاة، فغضب أبيّ، فأتى النبي - صلي الله عليه وسلم - يشكو الغلام، فأتاه الغلام يشكوه إليه، فغضب النبي - صلي الله عليه وسلم - حتى رئى الغضب في وجهه، ثم قال:"إن مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَإذَا صَلَّيْتُمْ فَأَوْجِزُوا، فَإنَّ خَلْفَكُمُ الضَّعِيفَ، وَالْكَبِيرَ، وَالمرِيضَ، وَذَا الحاجَةِ".
1799 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب، حدثنى عيسى بن جارية، عن جابرٍ، قال: دخل عبد الله بن مسعودٍ المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فجلس إلى جنبه أبيّ بن
1798 - صحيح: المرفوع منه فقط: مضى آنفًا [برقم 1795].
1799 -
قوى: أخرجه ابن حبان [2794]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 2996]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ 3728]، وغيرهم، من طرق يعقوب القمى عن عيسى عن جارية عن جابر به ..
قلتُ: قال المنذرى في "الترغيب"[1/ 293]: "رواه أبو يعلى بإسناد جيد
…
".
قلتُ: بل ليس بجيد عندنا، وعيسى مضى كلام النقاد فيه عند الحديث [رقم 1795].
لكن للحديث طريق آخر من رواية ابن عباس نحوه
…
لكنه جعل صاحب القصة هو ابن مسعود وفى آخره: (صدق ابن أم عبد
…
).
أخرجه ابن خزيمة [1809]، وغيره بسندٍ ضعيف، وله طريق آخر يرويه إبراهيم النخعى عن ابن مسعود به نحو سياق المؤلف لكن مختصرًا
…
أخرجه الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 9541]، بإسناد جيد إلى إبراهيم. لكنه منقطع بين إبراهيم وابن مسعود عندنا.
وبعض المحدثين يُصححون رواية النخعى عن ابن مسعود مطلقًا، ولنا وقفة في هذا ذكرناها في "المحارب الكفيل". وللحديث طريق آخر مرسل عن الحسن بنحوه مختصرًا
…
=
كعبٍ، فسأله عن شئ - أو كلمه بشئ - فلم يرد عليه أبيّ، فظن ابن مسعودٍ أنها مَوْجِدَةٌ، فلما انفتل النبي - صلي الله عليه وسلم - من صلاته، قال ابن مسعود: يا أبيّ، ما منعك أن ترد على؟ قَال: إنك لم تحضر معنا الجمعة، قال: لم؟! قال: تكلمتَ والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب. فقام ابن مسعودٍ فدخل على النبي - صلي الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -:"صَدَقَ أُبَيٌّ، أَطِعْ أُبَيًّا".
1800 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب، أخبرنا عيسى بن جارية، عن جابرٍ قال: دخل ابن مسعودٍ المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب فذكر نحو حديث عبد الأعلى.
1801 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا يعقوب، عن عيسى بن جارية، حدّثنا جابر بن عبد الله، قال: جاء أبيّ بن كعب إلى رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إن كان منى الليلة شئٌ - يعنى في رمضان - قال: وما ذاك يا أبيّ؟ قال: نسوةٌ في دارى، قلن: إنا لا
= أخرجه عبد الرزاق [5421]، بإسناد واهٍ، والقصة المذكورة في الحديث قد رويت من وجوه أخرى مختلفة، فبعضهم يجعل القصة بين ابن مسعود وأبى بن كعب كما هنا، وبعضهم يجعلها بين أبى الدرداء وأبى، وبعضهم يرويها عن أبى ذر وأبيّ، وبعضهم يجعلها لابن مسعود مع رجل مبهم. . . وقيل غير ذلك.
قال البيهقى في "المعرفة"[عقب رقم 1780]: (وهذا الاختلاف إنما هو في اسم صاحب القصة، واتفقت الروايات على تصديق النبي - صلي الله عليه وسلم - قائله .. ).
قلتُ: ويمكن حمل هذا الاختلاف على التعدد، لكن ليس غالبًا
…
وبعض طرق القصة.
مستقيمة الإسناد. ولعلنا نستوفى تخريج طرقها في مكان آخر.
1800 -
قوى: انظر قبله.
1801 -
ضعيف: أخرجه ابن حبان [2549، 2550]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 3731]، وابن نصر في "قيام رمضان"[رقم 14]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 248]، من طريق يعقوب القمى عن عيسى بن جارية عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف إن لم يكن منكرًا، آفته عيسى بن جارية، وقد مضى ذكر كلام النقاد فيه عند الحديث [رقم 1795]، والحديث ذكره ابن عدى في "الكامل" مع جملة أخرى - وكلها عند المؤلف - في ترجمة (عيسى) ثم قال:"وكلها غير محفوظة"، لكن الهيثمى يُحسِّن إسناده في "المجمع"[2/ 222]، ولا تثريب عليه
…
=
نقرأ القرآن فنصلى بصلاتك، قال: فصليت بهن ثمان ركعاتٍ، ثم أوترت، قال: فكان شبه الرضا ولم يقل شيئًا.
1802 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب، أخبرنا عيسى، عن جابر بن عبد الله، قال: صلى بنا رسول الله - صلي الله عليه وسلم - في شهر رمضان ثمان ركعات وأوتر، فلما كانت القابلة اجتمعنا في المسجد ورجونا أن يخرج إلينا، فلم نزل فيه حتى أصبحنا، ثم دخلنا، فقلنا: يا رسول الله، اجتمعنا في المسجد ورجونا أن تصلى بنا، فقال:"إنى خَشِيت - أَوْ كَرِهْتُ - أَنْ تكْتَبَ عَلَيْكمْ".
1803 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب، أخبرنا عيسى بن جارية، عن جابرٍ،
1802 - ضعيف: بهذا التمام: أخرجه ابن خزيمة [1070]، وابن حبان [2409، 2415]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ 3733]، وفى "الصغير"[525]، وابن نصر في "كتاب الوتر"[20]، وفى "قيام رمضان"[13]، وابن المنذر في "الأوسط"[2545]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 248] وغيرهم من طرق عن يعقوب القمى عن عيسى بن جارية عن جابر به
…
ولفظ الجماعة - دون المؤلف والطبرانى - في آخره: (خشيتُ - أو كرهت - أن يكتب عليكم الوتر .... ) هكذا زادوا: (الوتر
…
).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وعيسى بن جارية ليس ممن يحتج بما ينفرد به، وقد تكلم فيه جماعة ورموا حديثه بالنكارة، كما مضى كلاهم في الحديث [رقم 1795].
وقد قال ابن عدى في "الكامل" بعد أن أورد في (ترجمة عيسى) جملة من مروياته عن جابر، ومنها هذا الحديث:"وكلها غير محفوظة".
وأصل الحديث محفوظ من رواية عائشة كما يأتى [برقم 4788]، وليس في شئ من طرقه تحديد الركعات التى صلاها النبي - صلي الله عليه وسلم -، وأيضًا فليس فيها:(خشيتُ أن تكتب عليكم صلاة الوتر)، بل المحفوظ في بعض طرق حديث عائشة هو: (خشيتُ أن تفرض عليكم صلاة الليل
…
).
1803 -
صحيح: دون قوله: (ولو حبوًا)، أخرجه أحمد [3/ 367]، وابن حبان [2063]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ 2726]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1148]، وابن سعد في "الطبقات"[4/ 208]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 36]، وابن عدى في "الكامل" =
قال: جاء ابن أم مكتومٍ إلى النبي - صلي الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، إنى مكفوف البصر، شاسع المنزل، فكلمه في الصلاة أن يرخص له أن يصلى في منزله، قال:"أَتَسْمَعُ الأَذَانَ؟ " قال: نعم، قال:"ائْتِهَا وَلَوْ حَبْوًا".
1804 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا يعقوب، حدّثنا عيسى بن جارية، عن جابرٍ، قال: أمر رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بقتل الكلاب، فجاء ابن أم مكتومٍ، فقال: يا رسول الله، إن منزلى شاسعٌ، ولى كلبٌ، فرخص له أيامًا، ثم أمر بقتله.
= [5/ 248]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 383]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 71]، وغيرهم، من طرق عن يعقوب القمى عن عيسى بن جارية عن جابر به
…
وقد زاد أحمد وابن سعد وابن حميد وابن شاهين: (ولو زحفًا) وتأتى هذه الزيادة عند المؤلف [برقم 1885، 2073].
قلتُ: ومداره على عيسى بن جارية، وهو ضعيف صاحب مناكير. وحديثه هذا ذكره ابن عدى في "كامله" مع جملة أحاديث أخرى ثم قال:"وكلها غير محفوظة".
قلتُ: والحديث صحيح ثابت مروى من طرق عن أبى هريرة خرجناها في "غرس الأشجار"، لكن ليس فيها تلك الزيادة:(ولو حبوًا) أو: (ولو زحفًا) بل هي زيادة منكرة على التحقيق. فانتبه يا رعاك الله!
1804 -
ضعيف: دون الأمر بقتل الكلاب: أخرجه أحمد [3/ 326]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ 3725]، وابن سعد في "الطبقات"[4/ 208]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 35]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 53]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 248]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 361] وغيرهم، من طرق عن يعقوب القمى عن عيسى بن جارية عن جابر به
…
قلتُ: وسنده ضعيف؛ لتفرد عيسى بن جارية به، وقد مضى أنه لم يكن بعمدة مع تلك المنكرات في أحاديثه.
وهذا الحديث ذكره ابن عدى في ترجمة (عيسى) مع جملة أخرى من أحاديثه عن جابر - وكلها مضت عند المؤلف - ثم قال: "وكلها غير محفوظة".
قلتُ: وجملة الأمر بقتل الكلام صحيحة ثابتة من طرق عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أبى سعيد في قتل الكلب العقور [برقم 1170]، ويأتى حديث ابن عباس [برقم 2428، 2693]، وحديث عائشة أيضًا [برقم 4503]، وحديث ابن عمر [5428].
1805 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم -، قال:"مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتَةً فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَافِيَةُ - يعنى الطير والسباع - فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ".
1806 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن أيوب، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - نهى عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، والمعاومة، والثُّنْيَا.
1805 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 356]، وابن حبان [5202]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 185]، وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 816]، وغيرهم، من طريق حماد بن سلمة عن أبى الزبير عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات. وأبو الزبير يدلس عن جابر ولا بد، ونحلف على هذا ولا نستثنى إن شاء الله، وقد عنعنه عنه كما ترى، لكنه لم ينفرد عليه: بل تابعه وهب بن كيسان كما يأتى عند المؤلف [برقم 2195].
وتابعهما عبيد الله بن عبد الرحمن بن رافع الأنصارى عند أحمد والدارمى وابن حبان وجماعة ولكن وقع في سنده اختلاف يأتى بتحريره هناك [برقم 2195] إن شاء الله. وانظر إن شئت: "الإرواء"[6/ 4]، و"الصحيحة"[2/ 106].
وقد مضى له شاهد من حديث سعيد بن زيد [برقم 957]، دون شطره الثاني. لكنه وجه آخر من الاختلاف في سنده على هشام بن عروة كما يأتى التنبيه عليه بعون الله. وقد توبع حماد بن سلمة عن أبى الزبير بنحو شطره الأول: تابعه أيوب عن أبى الزبير به
…
وفيه زيادات غريبة، أخرجه البيهقى في "سننه"[21402]، وجماعة، لكن الطريق، لا يثبت إلى أيوب أصلًا، فراجع "الضعيفة"[3/ 412]، للإمام.
1806 -
صحيح: أخرجه مسلم [1536]، وأبو داود [3404]، والترمذى [1313]، والنسائى [4634]، وابن ماجه [2266]، وأحمد [3/ 313]، وابن حبان [5000]، وابن أبى شيبة [22590]، والبيهقى [10398]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 29]، وفى "المشكل"[1/ 75]، وابن الجارود [598]، وابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 321]، وأبو عوانة [4144]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 485]، وغيرهم من طرق عن أيوب عن أبى الزبير عن جابر به
…
=
1807 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حماد بن شعيب، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ يُدْخَلَ الماءُ إلَّا بِمِئْزَرٍ.
= وزاد الجميع سوى ابن ماجه وابن أبى شيبة وابن عبد البر: (ورخص في العرايا) وليس عند ابن ماجه وابن أبى شيبة وابن عبد البر جملة النهى عن الثنيا، وكذا ليس عند ابن ماجه وابن أبى شيبة:(المخابرة والمعاومة) والباقى كله سواء.
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات. وقد توبع أيوب عليه: تابعه جماعة كلهم رووه عن أبى الزبير عن جابر به، يزيد بعضهم وينقص في لفظه، وقد قرن مع أبى الزبير عند أبى داود وابن ماجه ومسلم:(سعيد بن ميناء) وكذا هو عند البيهقى والطحاوى وابن الجارود وأبى عوانة والبغوى.
وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه سعيد بن ميناء مقرونًا معه كما مضى، وتابعه عطاء بن أبى رباح وعمرو بن دينار كلاهما عن جابر به ببعض فقراته، ورواية عطاء تأتى عند المؤلف [1845]، وأيضًا تأتى رواية سعيد بن ميناء - منفردًا -[برقم 2141].
1807 -
منكر: أخرجه ابن حبان في "المجروحين"[1/ 251]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 311]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 243]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 627]، وغيرهم من طرق عن حماد بن شعيب عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد منكر، وابن شعيب قد ضعفوه حتى قال ابن معين:"ليس بشئ، ولا يكتب حديثه" وقال البخارى: "فيه نظر"، وهذا عنده جرح شديد غالبًا. وقال ابن حبان:"يقلب الأخبار ويرويها على غير جهتها".
قلتُ: وقد أنكروا عليه هذا الحديث وذكروه في ترجمته من منكراته، وصرح بذلك الذهبى في ترجمته من "الميزان" فقال: "ومن منكراته ما رواه جماعة عنه عن أبى الزبير عن جابر
…
" وذكره
…
وقد جزم غير واحد بكونه قد انفرد بهذا الحديث عن أبى الزبير، قال ابن عدى بعد أن رواه: "وهذا الحديث ليس يرويه بهذا اللفظ
…
غير أبى الزبير، وعن أبى الزبير غير حماد بن شعيب" وقال العقيلى بعد روايته:"ولا يتابعه عليه إلا من هو دونه ومثله".
فإن قيل: بلى قد توبع حماد بن شعيب عليه، وليس ممن دونه ولا ممن مثله كما يقول العقيلى، بل تابعه الثقة الإمام الحافظ الحجة الثبت المأمون: أبو خيثمة زهير بن معاوية عند ابن خزيمة =
1808 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا حماد بن شعيب، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، عن النبي - صلي الله عليه وسلم -، قال:"ذَكَاةُ الجنِينِ ذَكَاة أمِّهِ إِذَا أَشْعَرَ".
= [249]، والحاكم [1/ 267]، وابن الأعرابى في "المعجم"[1/ 382]، من طرق عن الحسن
ابن بشر الهمدانى عن زهير بن معاوية عن أبى الزبير عن جابر به.
قلتُ: الحسن بن بشر مختلف فيه. وهو ضعيف في زهير بن معاوية خاصة، قال أحمد:"روى عن زهير أشياء مناكير" ثم وجدت ابن حبان قد كشف عن علة خفية في تلك المتابعة، فقال في "المجروحين"[1/ 251]، بعد أن أخرج الحديث من طريق شعيب بن حماد عن أبى الزبير: "
…
وقد سمع الحسن بن بشر هذا الخبر عن حماد بن شعيب، ورواه عن زهير بن معاوية بن أبى الزبير، ووهم فيه
…
".
قلتُ: فعاد الحديث إلى شعيب بن حماد مرة أخرى، وبه أعله البوصيرى في "الإتحاف"[رقم 514]، ولم ينتبه المناوى لهذا كله، وقال في كتابه "التيسير" [2/ 921/ طبعة مكتبة الشافعي]:"عن جابر بإسناد صحيح" وتابعه عبد الله الغمارى في "الكنز"[رقم 4193]، ورده عليهما الإمام في "الضعيفة"[4/ 3].
ووهم فيه الذهبى أيضًا، فإنه قد صححه على شرط مسلم في "تلخيص المستدرك"، اغترارًا منه بظاهر إسناده، وليس على شرط مسلم أيضًا؛ لأن الحسن بن بشر من رجال البخارى فقط، أما الحاكم، فدعه يهرف ويقول بعد روايته من طريق الحسن:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه".
قلتُ: ونحن نحمد الله أن لم يخرجه الشيخان، حتى لا يسقط كتابهما كما سقط "المستدرك" إلى الأبد.
1808 -
صحيح بشواهده: دون قوله: (إذا أشعر): أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 243]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 251] كلاهما من طريق حماد بن شعيب الزبير عن أبي عن جابر به
…
وليس عند ابن عدى: (إذا أشعر).
قلتُ: وهذا إسناد واهٍ، حماد بن شعيب إلى الترك ما هو، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه جماعة، منهم:
1 -
زهير بن معاوية عند الحاكم [4/ 127]، والبيهقى في "سننه"[19272]، وابن الجعد [2653]، وأبى الشيخ في "الطبقات"[2/ 360]، وأبى نعيم في "تاريخ أصبهان"[ص 51]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن عدى في "الكامل"[2/ 320]، وغيرهم، من طرق عن الحسن بن بشر عن زهير به دون:(إذا أشعر).
قلتُ: وهذه متابعة لا تثبت، والحسن صاحب مناكير عن زهير خاصة، وقد أنكر عليه أحمد روايته هذا الحديث عن زهير، كما حكاه الأثرم عنه. راجع "تهذيب المزى"[6/ 60]، وقد يكون الحسن قد سمع هذا الحديث من حماد بن شعيب، ثم وهم فيه وجعله عن زهير، تمامًا كما فعل في الحديث الماضى، وهذا محتمل جدًّا، فيعود الحديث إلى حماد بن شعيب مرة أخرى.
2 -
وتابعه الثورى عند أبى نعيم في "الحلية"[7/ 922]، والخليلى في "الإرشاد"[1/ 438]، من طريق محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسى عن إسحاق عن عمرو الرازى عن معاوية بن هشام عن الثورى به دون قوله: (إذا أشعر
…
).
قلتُ: قال الخليلى: "هذا لا يرُوى في الدنيا من حديث سفيان إلا من حديث محمد بن إبراهيم الطيالسى
…
".
قلتُ: والطيالسى هذا قال عنه الدارقطنى: "متروك" واتهمه بالسرقة أيضًا، كما تراه في ترجمة عبد الكريم بن أبى عمير من "اللسان"[4/ 50]، وقال في موضع آخر:"دجال يضع الحديث" وقال البرقانى: "بئس الرجل" راجع ترجمته من "اللسان"[5/ 22]، ومثله لا يُصدق في إسحاق بن عمرو الرازى الثقة أصلًا.
وترى ابن حبان يغمز إسحاق الرازى بروايته هذا الحديث عن معاوية بن هشام، فيقول بعد أن ذكر إسحاق في "الثقات" [1/ 367]: "لم أر في حديثه ما في القلب منه إلا حديثًا واحدًا رواه عن معاوية بن هشام
…
" ثم ذكره بسنده ومنته، وإسحاق برئ منه كما مضى.
وقد تلون هذا الطيالسى في إسناده، فقال ابن عدى في "الكامل" [6/ 408]: "سمعتُ محمد بن إبراهيم بن زياد الطيالسى يقول: ثنا محمد بن أبى النوادر، ثنا معاوية بن هشام عن اثورى عن أبى الزبير عن جابر
…
" فذكره.
قلتُ: وابن أبى النوادر أغرب من عنقاء مغرب، فإما أن يكون مصحفًا، وإما أن يكون من توليد الطيالسى نفسه، وبالجملة: فتلك متابعة لا أصل لها من حديث الثورى عن أبى الزبير.
3 -
وتابعه: عبيد الله بن أبى زياد القداح عند أبى داود [2828]، والدارمى [1979]، والحاكم [4/ 127]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ 8099]، وأبى نعيم في "الحلية"[9/ 2236] وغيرهم، من طريق عتاب بن بشير عن عبيد الله بن أبى زياد القداح به
…
وليس فيه: (وإذا أشعر).=
1809 -
حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا معتمرٌ، حدّثنا أبو إسماعيل، عن أبى الزبير، والوليد بن عبد الله بن أبى مغيثٍ، عن جابرٍ، أن نبى الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَأْذَنُوا لمِنْ لَمْ يَبْدَأْ بِالسَّلامِ".
= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، القداح مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، والراوى عنه قريب منه. ثم إن الحديث معلول من هذه الطرق كلها - مع ما فيها من النكارة - بعنعنة أبى الزبير عنه، فليس نقبل منه عن جابر سوى:(حدثنا) و (أخبرنا) وما سوى ذلك فليس يشبعنا، ألا فليأكله غيرنا بالهناء والشفاء.
لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يجزم المطلع عليها أن للحديث أصلًا أصيلًا، وقد صححه جماعة وحسنه آخرون. راجع طرقه في "نصب الراية"[4/ 258]، و"التلخيص"[4/ 156، 157، 158]، وقد مضى له شاهد من حديث أبى سعيد [1206]، دون (إذا أشعر).
• تنبيهان:
الأول: قد وجدت مَنْ تابع الحسن بن بشر على روايته هذا الحديث عن زهير بن معاوية عن أبى الزبير، فأخرجه السهمى في "تاريخه"[ص 265]، من طريق ابن عدى - صاحب الكامل - عن عبد الله بن السرى عن عمار بن رجاء عن سويد بن عمرو الكلبى عن زهير بن معاوية به دون:(إذا أشعر).
قلتُ: وهذا إسناد قوى إلى زهير. رجاله كلهم ثقات معرفون. وليس في الإسناد سوى عنعنة أبى الزبير.
والثانى: أنى رأيتُ البيهقى في "المعرفة"[عقب رقم 5944]، وكذا في "سننه"[عقب رقم 19272] قد جزم بكون محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى قد رواه أيضًا عن أبى الزبير. وهى فائدة ليست بالفائدة.
1809 -
صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[1/ 229]، من طريق المعافَى بن عمران عن إبراهيم بن يزيد المكى - وهو أبو إسماعيل عند المؤلف - عن أبى الزبير والوليد بن أبى مغيث عن أحدهما أو كلاهما عن جابر به ....
قلتُ: هذا إسناد هالك، وفيه علتان:
الأولى: الوليد بن أبى مغيث لم يدرك جابرًا ولا كاد، وهو من الطبقة الذين عاصروا صغار=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= التابعين فقط، وذكْره في الإسناد لا ينفعه، بل يضره، لكنه متابع بأبى الزبير، وهو يدلس عن جابر خاصة وقد عنعنه، هذا إن كان الطريق إليه ثابتًا، فكيف وفيه ذلك العقرب الأحمر؟! أعنى إبراهيم بن يزيد، وهو العلة الثانية.
والثانية: إبراهيم بن يزيد هو الخوزى كما يأتى بيانه. ومن طريقه عن أبى الزبير وحده عن جابر: أخرجه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8816]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 357]، كلاهما من طريقين:(على بن هاشم، ومعتمر بن سليمان) عن إبراهيم بن يزيد عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: إبراهيم هذا هو الخوزى المتروك باتفاقهم، وهو صاحب مناكير لا تُطاق، حتى قال ابن حبان كما في "المجروحين" [1/ 100]: "روى عن
…
أبى الزبير
…
مناكير كثيرة، وأوهامًا غليظة حتى يسبق إلى القلب أنه المتعمد لها" ثم ذكر له هذا الحديث من مناكيره، ومثله فعل ابن عدى في "الكامل".
وقد وقع عند المؤلف بكنيته: (أبو إسماعيل) فلم يعرفه الهيثمى في "المجمع"[8/ 68]، فقال:"رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه"
…
وقد وهم الإمام في "الضعيفة"[2/ 480]، وهمًا فاحشًا، فإنه أورد الحديث من طريق أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 357]، ثم ساق سند أبى نعيم كله، لكنه تصرف في اسم إبراهيم بن يزيد تصرفًا غريبًا، فإن أبا نعيم قد وقع في سنده: (
…
ثنا عليّ بن هاشم عن إبراهيم بن يزيد .. ) هكذا نسب إبراهيم، فجاء الإمام وحذف - إن لم يكن وقع منه سهوًا أوزاع عنه بصره - اسم والد إبراهيم:(يزيد)، فصار الإسناد هكذا: (ثنا على بن هاشم عن إبراهيم عن أبي الزبير
…
).
هكذا: (إبراهيم) غير منسوب، ثم تكلم الإمام على رجاله حتى قال:"وإبراهيم هو ابن طهمان، ثقة من رجال الشيخين".
قلتُ: وما أدرى كيف وقع للإمام ذلك؟! وما دخل ابن طهمان بهذا الحديث، ولعله اشتبه عليه بابن طهمان لما وقع له من ذلك التصرف في سند أبى نعيم، ولو فرضنا جدلًا أن (إبراهيم) وقع في سند أبى نعيم غير منسوب، فإن تعيينه بابن طهمان لا يجئ إلا بشق الأنفس، ومتى كان على بن هاشم بن البريد يروى عن ابن طهمان؟! بل هو مشهور معروف بالرواية عن إبراهيم بن يزيد الخوزى، كما تراه في ترجمته من "التهذيب"، وكذا تراه في ترجمة (إبراهيم بن يزيد الخوزى) =
1810 -
حدّثنا عبد الأعلى، عن مالك، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابرٍ بن عبد الله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر الأسود حتى انتهى إلى الحجر الأسود الثلاثة أطوافٍ.
1811 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا حفص بن أبى داود، عن محمد بن عبد الرحمن،
= أيضًا، فسبحان من لا يسهو، (إبراهيم بن يزيد الخوزى) أيضًا، فسبحان من لا يسهو.
لكن للحديث شاهد بمعناه من حديث كلدة بن حنبل
…
وفيه أنه دخل على النبي - صلي الله عليه وسلم - دون أن يستأذن أو يسلم، فقال له: (ارجع فقل: السلام عليكم أأدخل؟!
…
)
أخرجه أبو داود [5176]، والترمذى [2710]، وأحمد [3/ 414]، وجماعة، وسنده حسن صالح.
وله طريق آخر عند أبى داود [5177]، وغيره، بسندٍ صححه الدارقطنى وجوده الحافظ كما في "الفتح"[11/ 3]، وهو كما قالا لولا أنه قد اختلف فيه على ربعى بن حراش.
وللحديث شواهد أخرى بعضها قريب من لفظه، لكن لا يصح منها شئ قط، وقد صح الحديث بلفظ: (
…
لا يؤذن للمستأذن حتى يبدأ بالسلام)، ولكنه موقوف على أبى هريرة عند الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8603]، واللفظ له، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 8603]، وغيرهما، بسندٍ صحيح. فاللَّه المستعان.
1810 -
صحيح: أخرجه مالك في "الموطأ"[810]، ومن طريقه مسلم [1263]، والنسائى [2944]، والترمذى [857]، والدارمى [1840]، وابن خزيمة [2718]، وابن حبان [3813]، وابن أبى شيبة [4900]، والبيهقى في "سننه"[9062]، وفى "المعرفة"[رقم 3039]، وأبو عوانة [رقم 2755]، وابن الجارود [455]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 182]، وغيرهم، من طرق عن مالك عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به مثل سياق المؤلف
…
وهو عند بعضهم بنحوه ....
قلتُ: وقد توبع عليه مالك: تابعه عليه جماعة مطولًا ومختصرًا: ويأتى المختصر من طريق محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن جابر به .. [برقم 1882]، و [رقم 2202]، وأما المطول: فيأتى من طريق يحيى بن سعيد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به
…
[برقم 2126]، وفيه قصة حجة النبي - صلي الله عليه وسلم -، ويأتى الكلام عليه هناك إن شاء الله.
1811 -
ضعيف: هذا إسناد ساقط جدًّا، وفيه علتان: =
عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: عاد رسول الله - صلي الله عليه وسلم - مريضًا وأنا معه فرآه يصلى ويسجد على وسادةٍ، فنهاه، وقال:"إنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَسْجُدَ عَلَى الأَرْضِ فَاسْجُدْ، وَإلا فَأَوْمِئْ إيمَاءً، وَاجْعلِ السُّجُودَ أَخْفَضَ مِنَ الرُّكُوعِ".
1 - محمد بن عبد الرحمن هو ابن أبى ليلى، صدوق في نفسه إمام فقيه، لكنه سيئ الحفظ مع تخليط شديد في المتون والأسانيد.
2 -
وحفص بن أبى داود: هو حفص بن سليمان المقرئ الكوفى، ساقط الحديث جدًّا عندهم، وكلام النقاد فيه شديد قاسٍ، بل كذبه ابن خراش واتهمه بوضع الحديث، وقد شرحنا حاله شرحًا دقيقًا مع سرد أقوال النقاد فيه كل ذلك في كتابنا "النكران على من استحب التكبير عند ختْم القرآن" وهو مخطوط لا يزال في مضبطة عندى.
وقد تلوَّن فيه حفص بن سليمان، فعاد ورواه عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب عن ابن عمر به مرفوعًا نحو سياق المؤلف
…
، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[12/ 13082]، وقد اضطرب الهيثمى في الكلام على هذا الطريق في "المجمع"[2/ 347]، لكن للحديث طريق آخر يرويه أبو بكر الحنفى عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر به نحو سياقه هنا. وفى أوله: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد مريضًا فرآه يصلى على وسادة، فأخذها فرمى بها، فأخذ عودًا ليصلى عليه فرمى به
…
وقال
…
) ثم ذكره بنحوه
…
أخرجه البيهقى في "سننه"[3484]، وفى "المعرفة"[1160]، وفى "سننه الصغير"[456]، والبزار [568]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 92]، من طرق عن أبى بكر الحنفى عن الثورى به
…
قلتُ: قال البيهقى في "سننه الكبرى": "هذا الحديث يُعد في أفراد أبى بكر الحنفى عن الثورى
…
" ونحوه قال في "المعرفة" وزاد: "وقد تابعه عبد الوهاب بن عطاء عن الثورى".
قلتُ: وهذه المتابعة: أخرجها هو في سننه "الكبرى"[3485]، والبزار في "مسنده" كما في "التلخيص"[1/ 226].
وقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث كما في "العلل"[رقم 307]، فقال:"هذا خطأ، إنما هو عن جابر قوله - يعنى موقوف - إنه دخل على مريض، فقيل له: فإن أبا أسامة قد روى عن الثورى عن هذا الحديث مرفوعًا، فقال: ليس بشئ، هو موقوف".
قلتُ: وتعقبه الحافظ في "التلخيص"[1/ 227]، قائلًا:"قلتُ: فاجتمع ثلاثة: أبو أسامة وأبو بكر الحنفى وعبد الوهاب". =
1812 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا سلامٌ - يعنى ابن سليم - عن محمد بن أبى حميد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "أَلا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يُنْجِيكُمْ مِنْ عَدُوِّكمْ وَيَدِرُّ لَكُمْ أَرْزَاقَكُمْ؟ تَدْعُونَ اللَّهَ فِي لَيْلِكُمْ وَنَهَارِكمْ، فَإنَّ الدُّعَاءَ سِلاحُ المؤْمِنِ".
= قلتُ: فكان ماذا؟! أبو حاتم يجزم بكون ذلك كله خطأ، وأن المحفوظ فيه هو الموقوف.
ودقائق علل الحديث مسلمة إلى هذا الإمام بلا كلام، ولم يخالفه أحد من القدماء من أرباب هذا الشأن فيما أعلم، فالقول قوله إن شاء الله.
وأبو حاتم وأبو زرعة وأحمد وابن المدينى وابن معين وقبلهم القطان وشعبة وأضراب هؤلاء: كانت أصول النقلة في أيديهم، يطَّلعون عليها، وينقلون منها، وينتخبون ما شاؤوا، ويتنكبون عما شاؤوا، فظهور الخطأ في تلك الأصول عندهم كان واضحًا جليّا، لا يحتاج التدليل عليه إلى مزيد برهان، بل كان يكفى أحدهم أن يقول:"هذا خطأ" أو "هذا وهْم" أو "هذا ليس من حديث هذا" أو "هذا قد شُبِّه له، والصواب كذا
…
".
ونحو تلك العبارات التى نحتاج نحن لتقويمها مزيدًا من البحث والاستقراء حتى ننهض ببعض ما كان ينهض به بعض هؤلاء فقط، والكلام هنا يطول جدًّا. والتسليم لهؤلاء في مثل هذا المقام هو من إعطاء القوس باريها، وليس تقليدًا في شئ. فانتبه أيها الذكى! وللحديث شواهد أخر لا يصح منها شئ قط، وأكثرها تالفة الأسانيد.
وأقواها هو حديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"[7/ قم 7089]، نحو سياق المؤلف، وظاهر إسناده الاستقامة، بل جوده الإمام في "الصحيحة"[1/ 5771]، لكنه معلول بالوقف كما تراه عند البيهقى في "سننه"[3486، 3487]، وكذا عند أبى عوانة [2/ 338]، والله المستعان.
1812 -
باطل: هذا إسناد ساقط، وله علتان:
الأولى: محمد بن أبى حميد هذا شيخ تالف واهٍ، قال أحمد:"أحاديثه مناكير"، وقال البخارى:"منكر الحديث"، ومثله قال أبو حاتم وابن معين في رواية عنه، وقال النسائي:"ليس بثقة" وضعفه غيرهم. ويقال له أيضًا: "حماد بن أبى حميد" وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[10/ 221]، والبوصيرى في "الإتحاف"[رقم 6164]. =
1813 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصارى، حدّثنا إسماعيل بن مسلمٍ، عن الحسن، عن يزيد الرقاشى، عن محمد بن المنكدر، حدّثنا جابر بن عبد الله، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -:"عَسَى أَنْ يُكَذِّبَنِى رَجُلٌ وَهُوَ مُتَّكِئ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَبْلُغُهُ الحدِيثُ عَنِّي، فَيَقُولُ: مَا قَالَ ذَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، دَعْ هَذَا وَهَاتِ مَا فِي الْقُرْآنِ".
= والثانية: سلام بن سليم هو الطويل السعدى، أسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه، وقد كذبه ابن خرش، وقال الحاكم:"روى أحاديث موضوعة" وقال ابن حبان: "روى عن الثقات الموضوعات كأنه المتعمد لها" راجع ترجمته السوداء من "التهذيب" والحديث أشار المنذرى إلى تضعيفه في "الترغيب"[2/ 317]، وقد قواه بعضهم، كما تراه في "كشف الخفاء"[2/ 372]، والرد عليه عند الإمام في "الضعيفة"[1/ 329].
وللجملة الأخيرة منه: "الدعاء سلاح المؤمن" شواهد بأسانيد منكرة جدًّا، وقد مضى منها حديث عليّ بن أبى طالب [برقم 439]، فانظره متى تحب.
1813 -
صحيح: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[5/ 103]، والخطيب في "الكفاية"[1/ رقم/ 11 طبعة دار الهدى]، من طريق إسماعيل بن مسلم عن الحسن البصرى عن يزيد الرقاشى عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف. وفيه علتان:
الأولى: إسماعيل بن مسلم هو المكى، فقيه مشهور، لكنه ضعيف صاحب مناكير، وقد تركه جماعة أيضًا، ومثله لايكذب إن شاء الله.
والثانية: يزيد الرقاشى هو ذلك الزاهد العابد المتقشف، لكن لم يكن الحديث من شأنه، فكان يوصل المراسيل، ويرفع الموقوفات، وينفرد عن الثقات بالمنكرات والمعضلات، فلما أكثر ذلك في حديثه، وجب التجافى عن أمره كله، ولم يكن الرجل مدفوعًا عن دين وزهد وتألُّه، لكن الأمر كما قال يحيى القطان:"لم نجد الصالحين في شئ أكذب منهم في الحديث".
وقد خولف إسماعيل بن مسلم في إسناده، خالفه عمرو بن عبيد المعتزلى، فرواه عن الحسن فقال: عن جابر به
…
، ولم يذكر فيه (الرقاشى) ولا (ابن المنكدر).
هكذا أخرجه المؤلف عقب هذا الحديث، وهو الآتى [رقم 1814]، وهو عند ابن عدى في "الكامل" أيضًا [5/ 103]، لكن عمرًا لا يساوى فلسًا، وله معتقد خبيث ليس من الإسلام الحق =
1814 -
قَالَ إسمَاعيلُ: فحدثت به عمرو بن عبيدٍ، فقال: لا، حدّثنا الحسن، عن جابر بن عبد الله، قال: قلت: فانطلق بنا إلى الحسن، فأتينا الحسن فسألناه عن الحديث، فقال: حدثنى يزيد الرقاشى، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ.
= في شئ وقد كذبه بعضهم، ولم يكن عندهم يساوى في الحسن شيئًا، كل هذا مع الزهد والورع والعبادة، لكن أيش ينفع صاحبه بعدما غرس بيده أشجار الفتنة؟! وتروى عنه حكايات كثيرة إن صحَّ بعضها فهو زنديق مغتر، وإلا فهو تالف، والسلام.
وقد توبع عليه يزيد الرقاشى، تابعه محفوظ بن المسور عند الخطيب في "الفقيه والمتفقه"[1/ رقم 264]، وابن عبد البر في "جامع بيان فضل العلم"[2/ رقم 2340]، وفى "التمهيد"[1/ 152]، من طريقين عن داود بن رشيد عن بقية بن الوليد عن محفوظ بن المسور عن ابن المنكدر عن جابر به بلفظ: (يوشك أحدكم أن يقول: هذا كتاب الله ما كان فيه من حلال أحللناه، وما كان فيه من حرام حرمناه. ألا من بلغه عنى حديث فكذب به فقد كذب الله ورسوله والذى حدَّثه
…
).
قلتُ: وهذه متابعة تحتاج إلى متابعة، وفيها مصيبتان:
الأولى: بقية أستاذ في التسوية، وقد عنعنه كما ترى، وهو مكثر جدًّا من الرواية عن المجاهيل والذين لم يُخْلقوا بعد.
والثانية: شيخه محفوظ بن المسور، طير غريب لا يدرى أحد من يكون، وفى "ميزان الذهبى":"محفوظ بن المسور الفهرى عن ابن المنكدر بخبر منكر، وعنه بقية بصيغة: (عن) لا يُدْرَى من ذا!! ".
قلتُ: والإكثار عن ذلك الطراز من الأغمار كان يُولَع به بقية، حتى غمزه بعضهم من أجله، وعلى كل حال: فللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، وبعضها مستقيم الإسناد. وقد جمع بعضهم طرقه في جزء مفرد.
وحديث جابر: أخرجه أيضًا: أبو نصر الوائلى في "الإبانة" كما في "الكنز"[986]، وراجع "الصحيحة"[6/ 871].
1814 -
صحيح: هذا متصل بذيل الحديث الماضى، وهو عند ابن عدى في "الكامل"[5/ 103]، وانظر قبله.
1815 -
حدّثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو خالد الأحمر، عن ابن جريجٍ، عن أبى الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "ارْكبُوا الْهَدْيَ بِالمعْرُوفِ حَتَّى تَجِدُوا ظَهْرًا".
1816 -
حدّثنا أبو بكر، حدّثنا وكيعٌ، عن ابن جريجٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن النبي - صلي الله عليه وسلم - نهى عن طَرْقِ الْفَحْلِ.
1815 - صحيح: أخرجه مسلم [1324]، وأبو داود [1761]، والنسائى [2802]، وأحمد [3/ 317، 324، 325]، وابن خزيمة [2664]، وابن حبان [4015]، وابن أبى شيبة [14916]، والبيهقى [9988]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 162]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 298]، وفى "الاستذكار"[4/ 241]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 399]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به ....
قلت: وهذا إسناد صالح. وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند مسلم وجماعة. وقد توبع عليه ابن جريج:
1 -
تابعه معقل بن عبيد الله الجزرى عند مسلم [1324]، والبيهقى في "سننه"[9989]، وفيه تصريح أبى الزبير بالسماع أيضًا.
2 -
ابن لهيعة عند أحمد [3/ 348]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 162]، وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه عطاء بن أبى رباح عند ابن الجارود [429]، من طريق عبد الله بن هاشم عن يحيى القطان عن ابن جريج قال: ثنا عطاء قال: سمعت جابرًا ....
قلتُ: وهذا إسناد مُضئ جدًّا، لكن في القلب منه شئ، فإن الجماعة من أصحاب القطان قد رووه عنه فقالوا: عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به .. كما مضى. وعبد الله بن هاشم ثقة حافظ مأمون. فلعله حفظه إن شاء الله.
وللحديث شاهد أنس يأتى [برقم 2869]، وآخر عن أبى هريرة يأتى [برقم 6307].
1816 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [22644]، وعنه المؤلف بهذا اللفظ. وهو عند مسلم [1565]، والنسائى [4670]، وابن حبان [5155]، والحاكم [2/ 51]، والبيهقى في "سننه"[10634]، و [10843]، وفى "المعرفة"[عقب 3571]، وأبى عوانة [رقم 4277]، وغيرهم بلفظ: (نهى عن بيع ضراب الجمل، وعن بيع الماء والأرض لتحرث، فعن ذلك نهى =
1817 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا وكيعٌ، عن ابن جريجٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن النبي - صلي الله عليه وسلم - نهى عن مَنع فَضْلِ الماءِ لِيَمْنَعَ بِهِ الكَلأَ.
= رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) هذا سياق مسلم، وعند الباقى نحوه دون ابن حبان، فعنده النهى عن (ضراب الجمل) فقط. كلهم رووه من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابرٍ به ....
قلتُ: وإسناده حسن مقبول. وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند مسلم وجماعة. وكذا ابن جريج، وللحديث بجملة النهى عن (طرق الفحل) أو (ضراب الجمل) شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 6371].
1817 -
صحيح: هذا جزء من الذي قبله. وعن المؤلف: أخرجه ابن حبان [4953]، بهذا اللفظ، وهو عند مسلم [1565]، وابن ماجه [2477]، وأحمد [3/ 338]، والحاكم [2/ 70]، وابن أبى شيبة [20942]، والبيهقى في "سننه"[10842]، وابن الجارود [595] وابن عدى في "الكامل"[2/ 262]، و [6/ 125]، وابن عبد البر في "التمهيد"[13/ 126]، وأبى عوانة [رقم 4276]، وغيرهم، نحو لفظ المؤلف دون:(ليمنع به الكلأ) كلهم من طريقين عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: ورواه سعيد بن عبد العزيز عن أبى الزبير عن جابرٍ بلفظ: (نهى عن بيع الماء والأنهار) هكذا أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"[1/ رقم 276]، لكن الطريق إلى سعيد مغموز، ورواه محمد بن جحادة عن أبى الزبير عن جابرٍ به مثل لفظ الجماعة
…
أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[2/ رقم 1804/ أطرافه]، من طريق زياد بن خيثمة عن محمد بن جحادة به ....
قلتُ: وزيادة ثقة مشهور، لكن اختلف عليه فيه، فرواه عنه بعضهم فقال: عن محمد بن جحادة عن أبى الزبير عن عبد الله بن عمرو به
…
، فجعله من (مسند ابن عمرو).
هكذا أخرجه أبو الشيخ فيما رواه أبو الزبير عن غير جابر [رقم 119] وهذا عندى غير محفوظ من حديث أبى الزبير.
وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه عطاء بن أبى رباح عند الحاكم [2/ 51]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8588]، والنسائى في "الكبرى"[6256]، وفى "جزء من إملائه"[رقم 18] وغيرهم، من طريقين عن حسين بن واقد عن أيوب عن عطاء به
…
=
1818 -
حدّثنا أبو بكر، حدّثنا عليّ بن مسهرٍ، عن الأجلح، عن الذيال بن حرملة الأسدى، عن جابرٍ بن عبد الله، قال: اجتمعت قريشٌ للنبى صلى الله عليه وسلم يومًا، فقالوا: انظروا أعلمكم بالسحر والكهانة والشعر، فليأت هذا الرجل الذي قد فرق جماعتنا، وشتت أمرنا، وعاب ديننا، فليكلمه ولينظر ما يرد عليه، قالوا: ما نعلم أحدًا غير عتبة بن ربيعة، قالوا: أنت يا أبا الوليد! فأتاه عتبة، فقال: يا محمد، أنت خيرٌ أم عبد الله؟ فسكت رسول الله. ثم قال: أنت خيرٌ أم عبد المطلب؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فإن كنت تزعم أن هؤلاء خيرٌ منك فقد عبدوا الآلهة التى عبت، وإن كنت تزعم أنك خيرٌ منهم فتكلَّمْ حتى نسمع قولك، إنا واللَّه ما رأينا سخلةً قط أشأم على قومك منك؛ فرقت جماعتنا،
= قلتُ: قال الحاكم: "تفرد به الحسين بن واقد عن أيوب، وهو غريب صحيح" وقال الذهبى في "تلخيص المستدرك": "غريب، صحيح تفرد به حسين".
قلتُ: والحسين ثقة من أهل السنة، لكنْ له أوهام وغرائب، وهذا الطريق عندى من غرائبه، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 6187، 6257، 6285]، ومضى حديث سعد [برقم 828].
1818 -
ضعيف: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 5808]، وفى "المصنف"[36560]، وعنه عبد بن حميد في "المنتخب"[1123]، وابن عساكر في "تاريخه"[38/ 242 - 243]، وأبو نعيم في "الدلائل"[رقم 177]، والحاكم في "المستدرك"؟! كما في "الإتحاف"[رقم 5808]، وعنه البيهقى في "الدلائل"[رقم 508]، وغيرهم مثل سياق المؤلف مطولًا، وهو عند البغوى في "تفسيره"[1/ 166]، بنحوه مطولًا دون فقرته الأخيرة، كلهم رووه من طريقين عن الأجلح الكندى عن الذيال بن حرملة عن جابرٍ به ..
قلتُ: هذا إسناد ضعيف، ومداره على الأجلح بن عبد الله الكمندى وهو ضعيف سيئ الحفظ على التحقيق، ومن سَبَرَ حديثه وجده يضطرب ولا يحفظ، وقد ضعفه جماعة، ومشاه آخرون، ولم يوثقه نصّا سوى ابن معين وحده، نعم وثقه العجلى في موضع - مع تساهله - وقال في موضع آخر:"جائز الحديث وليس بالقوى في عداد الشيوخ" وقال الفسوى: "ثقة حديثه ليِّن" وقال ابن عدي: "هو عندى مستقيم الحديث صدوق" وتكلم فيه غير هؤلاء وضعفوه، حتى قال ابن سعد:"كان ضعيفًا جدًّا" وقال أحمد: "روى الأجلح غير حديث منكر"، وضعفه النسائي وأبو حاتم وأبو داود العقيلى وابن حبان وغيرهم. =
وَشَتَّتَّ أمرنا، وَعِبْتَ ديننا، ففضحتنا في العرب، حتى لقد طار فيهم أن في قريشٍ ساحرًا، وأن في قريشٍ كاهنًا! واللَّه ما ننتظر إلا مثل صيحة الحبلى بأن يقوم بعضنا إلى بعضٍ بالسيوف حتى نتفانى! أيها الرجل، إن كان إنما بك الحاجة جمعنا حتى تكون أغنى قريشٍ رجلًا، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أيَّ نساء قريشٍ شئت فنزوجك عشرًا. قال له رسول الله:"أفَرَغْتَ"؟ قال: نعم، قال: فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2)}، حَتَّى بَلَغَ: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)} [فصلت:1 - 13] ".
فقال عتبة: حسبك! حسبك! ما عندك غير هذا؟ قال: لا، فرجع إلى قريشٍ، فقالوا: ما وراءك؟ قال: ما تركت شيئًا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته، قالوا: هل أجابك؟ قال: نعم، والذى نصبها بنيةً، ما فهمت شيئًا مما قال غير أنه قال:{أَنْذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ (13)} [فصلت: 13]، قالوا: ويلك! يكلمك رجلٌ بالعربية لا تدرى ما قال! قال: لا، واللَّه ما فهمت شيئًا مما قال غير ذِكْرِ الصاعقة.
= وجانب الضعف فيه أظهر، لاسيما وهو مفسر تفسيرًا، كقول ابن حبان:"كان لا يدرى ما يقول، يجعل أبا الزبير: أبا سفيان" وقال: "ويقلب الأسامى"، ومضى قول أحمد فيه. ومع كل هذا تجد الحافظ يرتضى أن يقول عنه في "التقريب":"صدوق شيعى"، ولو تسامحنا معه لوجب أن يقول:"صدوق يخطئ"، ونحو ذلك، أما أن يقول:"صدوق" هكذا على الإطلاق فلا يقبل منه، اللَّهم إلا إذا كان يريد بها شيئًا غير الضبط.
وقد تهوَّر ابن الجوزى - إن ثبت عنه - ورمى أجلح بالوضع، كما نقله عنه سبط بن العجمى في "الكشف الحثيث"[ص 41/ رقم 30]، وهذا غلو وإسراف لا يحبه الله. والذيال بن حرملة روى عنه جماعة من الثقات، وذكره ابن حبان في "الثقات"؛ فمثله صدوق لا بأس به إن شاء الله.
وللحديث شاهد مرسل عن محمد بن كعب القرظى به نحو سياق المؤلف
…
عند ابن إسحاق في "السيرة"[1/ 187]، وسنده حسن إليه. وليس القرظى من كبار التابعين حتى ننظر في تقوية مرسله بالطريق الماضى، فانتبه أيها الذكى.
1819 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا شريكٌ، عن الأجلح، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة أتِى بأبى قحافةَ ورأسه ولحيته كأنهما ثغامةٌ، فقال:"غَيِّروا الشَّيْبَ، وَاجْتَنِبُوا السَّوَادَ".
1820 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا حسين بن عليّ، عن زائدة، عن ابن عقيلٍ، عن جابرٍ، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -: "نَادِ يَا عُمَر فِي النَّاسِ: أَنَّهُ مَنْ مَاتَ يَعْبُدُ اللَّهَ مُخْلِصًا مِنْ
1819 - صحيح: أخرجه مسلم [2102]، وأبو داود [4204]، والنسائى [5076]، وابن ماجه [3624]، وأحمد [3/ 316، 322، 338]، وابن حبان [5471]، والطيالسى [1753]، والطبرانى في "الكبير"[9/ رقم 8324]، في "الأوسط"[6/ رقم 5658]، وفى "الصغير"[رقم 483]، وابن أبى شيبة [25000]، وابن الجعد [2652]، والنسائى أيضًا في "الكبرى"[9347، 9348]، والبيهقى في "سننه"[14599]، وفى "الشعب"[5/ رقم 6413]، وابن سعد في "الطبقات"[5/ 451]، والبغوى في "شرح السنة"[9/ 77]، وأبو عوانة [رقم 1199، 1200]، وغيرهم، من طرق كثيرة عن أبى الزبير عن جابرٍ به مثل سياق المؤلف
…
وعند بعضهم بنحوه
…
قلتُ: مداره على أبى الزبير المكى، وقد عنعنه في جميع طرقه التى وقفتُ عليها، وقد تُوبع أبو الزبير عند الطبراني في "الكبير"[9/ رقم 8328]، والخطيب في "الجامع"[1/ رقم 877]، وابن جميع في "معجم الشيوخ"[1/ رقم 182]، ولا يصح من ذلك شئ أصلًا.
والحديث حديث أبى الزبير عن جابرٍ.
لكن للحديث شواهد نحو سياق المؤلف جميعًا، منها حديث أنس بن مالك، ويأتى عند المؤلف [برقم 2831]، وسنده صحيح كالشمس.
وله شاهد آخر نحو سياقه جميعًا عن أسماء بنت أبى بكر عند الطحاوى في "المشكل"[9/ 61]، وابن سعد في "الطبقات"[5/ 451]، وغيرهما، بإسناد صالح. وهو عند أحمد [6/ 349]، بقصة أبى قحافة فقط دون:(وجنبوه السواد). وفى النهى عن الخضاب بالسواد جملة من الأحاديث، يأتى منها حديث ابن عباس [برقم 2603]. والله المستعان.
1820 -
صحيح: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[1038]، من طريق حسين بن على الجعفى عن زائدة بن قدامة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابرٍ به نحوه
…
=
قَلْبِهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجنَّةَ، وَحَرَّمَ عَلَيْهِ النَّارَ"، قال: فقال عمر: يا رسول الله، أفلا أبشر الناس؟ قال: "لا، لا يَتَّكِلُوا".
= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وابن عقيل سيئ الحفظ كما مضى الكلام عليه في مواضع سبقت، وبه أعله البوصيرى في "الإتحاف"[رقم 11]، لكن وقعت له أوهام عجبة في الكلام على رجاله. والحسين بن على الجعفى ثقة مشهور، لكنه خولف في إسناده)، خالفه بدل بن المحبر، فرواه عن زائدة فقال: عن ابن عقيل عن ابن عمر عن عمر به
…
نحوه
…
، فجعله من (مسند عمر) هكذا أخرجه المؤلف في "المسند الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 10]، والبزار [174]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1462] من طرق عن بدل بن المحبر عن زائدة به.
قلتُ: وبدل بن المحبر ثقة ثبت مأمون. رجحه أبو حاتم على عفان بن مسلم، وحبان بن هلال، وبهز بن أسد، وأضرابهم، وقال ابن عبد البر:"هو عندهم ثقة حافظ". لكن أنكر عليه الدارقطنى هذا الحديث، بل وضعفه من أجله، فقد سأله عنه الحاكم كما في "سؤالاته"[ص/ 190 رقم 291]، فقال:"ضعيف، حدث عن زائدة بحديث لم يتابع عليه، حديث لعبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر عن عمر".
قلتُ: لا يقبل هذا من أبى الحسن بن مهدى، وابن عقيل مضطرب الحديث كثير التخليط، فلا يبعد أن يكون هذا الاختلاف منه نفسه، وقد مضى قريبًا حديث [برقم 1792]، قد اضطرب ابن عقيل في إسناده على أربعة وجوه، فإن كان تضعيف الدارقطنى لبدل بن المحبر إنما هو لانفراده بهذا الطريق، فهذا منه غير مقبول كما عرفت، وإن كان لغيره، فأيش هذا؟! ولا يقاوم الجرح المبهم ذلك التوثيق الجلى جدًّا، وقد أحب الحافظ أن يتوسط بين مقولة الدارقطنى وتوثيق الجماعة لبدل بن المحبر، فقال عنه في "التقريب":"ثقة إلا في حديثه عن زائدة".
قلتُ: وهذا خطأ آخر، بل الرجل ثقة ثبت أبدًا، ولو صح - وهو لم يصح - أنه قد أخطأ على زائدة في هذا الحديث بخصوصه؛ لما كان ذلك باعثًا لهجران حديثه كله عن زائدة، وهذا واضح إن شاء الله ولم يلتفت الحافظ الذهبى بما قيل في بدل أصلًا، بل وذكره في "تذكرة الحفاظ"[1/ 383]، وقال في مطلع ترجمته: "الحافظ الثبت
…
".
* وبالجملة: فهذا الحديث سنده ضعيف؛ لضعف ابن عقيل واضطرابه في "سنده"، لكن للحديث - المرفوع منه - شواهد صحيحة عن جماعة من الصحابة. ويأتى حديث أنس بن مالك [برقم 2262، 3899، 3937]، وقد مضى حديث أبى بكر في "مسنده"[برقم 105].=
1821 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا حسين بن عليّ، عن زائدة، عن ابن عقيلٍ، عن جابرٍ، قال رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لأبى بكرٍ:"مَتَى تُوتِرُ؟ " قال: من أول الليل بعد العتمة، ثم قال لعمر:"مَتَى تُوتِرُ؟ " قال: من آخر الليل، قال لأبى بكر:"أَخَذْتَ بِالحزْمِ"، وقال لعمر:"أَخَذْتَ بِالْقُوَّةِ".
1822 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا يونس بن محمدٍ، عن مفضل بن فضالة، عن حبيب
=* فائدة: قد وقعت قصة المناداة لجمع من الصحابة، منهم أبو بكر وعمر وجابر وأبو هريرة وغيرهم. والمشهور منها: إنما عن أبى هريرة، وقصته عند مسلم وغيره.
1821 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [1202]، وأحمد [3/ 309، 330]، والطيالسى [1671]، وابن أبى شيبة [6708]، والبخارى في "تاريخه"[6/ 103]، والطحاوى في "شرح المعانِي"[1/ 342]، وغيرهم من طرق عن زائدة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابرٍ به
…
قلتُ: هذا إسناد حسنه الحافظ في "التلخيص"[2/ 17]، والبوصيرى في "الزوائد"، والإمام في "الصحيحة"[6/ 186]، وهو عندنا إسناد ضعيف؛ لما مضى من شرح حال ابن عقيل في مواضع. وقد أشرنا إلى بعض أحواله فيما علقناه على "ذم الهوى" لابن الجوزي [1/ رقم 146].
لكن للحديث طرق أخرى بنحوه عن جماعة من الصحابة، منهم: أبو قتادة وأبو هريرة وعقبة بن عامر وابن عمر وغيرهم.
وأصحها: حديث أبى قتادة، وهو عند أبى داود [1434]، وابن خزيمة [1084]، والحاكم [1/ 442]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 3059]، والبيهقى في "سننه"[4617]، وأبى نعيم في "المعرفة"[رقم 1867]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2556]، والطحاوى في "المشكل"[11/ 98]، وغيرهم، من طرق عن يحيى بن إسحاق السيلحينى عن حماد بن سلمة عن عبد الله بن رباح عن أبى قتادة به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح لامع، لولا أن ابن خزيمة قد أعله بالإرسال، لكن يشهد له الطرق الماضية بالإشارة. وراجع "الصحيحة"[6/ 186] للإمام.
1822 -
منكر: أخرجه أبو داود [3925]، والترمذى في جامعه [1817]، وفى "العلل"[رقم 351]، وابن ماجه [3542]، والحاكم [4/ 152]، وابن أبى شيبة [24536]، والبيهقى في =
بن الشهيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ بن عبد الله: أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - أخذ بيد مجذومٍ فوضعها معه في القصعة، فقال:"كلْ بِسْمِ اللهِ ثِقَةً بِاللهِ، وَتَوَكُّلًا عَلَيْهِ".
= "سننه"[14028]، وفى "الشعب"[2/ 1356]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 309]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1092]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[1/ رقم 541]، وابن أبى الدنيا في "التواضع والخمول"[رقم 83]، وابن الجوزى في "المتناهية"[2/ 869]، والعقيلى [4/ 242]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1330]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 462]، وجماعة، من طريق يونس بن محمد عن مفضل بن فضالة عن حبيب بن الشهيد عن ابن المنكدر عن جابرٍ به
…
قلتُ: قال الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث يونس بن محمد عن المفضل بن فضالة
…
".
وأخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[2/ رقم 1678/ أطرافه]، ثم قال:"تفرد به مفضل بن فضالة البصرى أخو مبارك عن حبيب بن الشهيد".
قلتُ: والمفضل هذا ضعيف صاحب مناكير، وقد ضعفه الجماعة بحق، وقد خولف في إسناده ومتنه، فقال الترمذى في "علله" بعد أن ذكر طريق المفضل عن حبيب بن الشهيد:"سألتُ محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: روى شعبة هذا الحديث عن حبيب بن الشهيد عن عبد الله بن بريدة أن عمر أخذ بيد مجذوم .. ".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ موقوفًا كما يأتى. وقد ذكر الترمذى في "جامعه" تلك العبارة الماضية من قوله هو: وعنده (
…
عن ابن بريدة أن ابن عمر أخذ بيد مجذوم
…
) هكذا وقع عنده: (أن ابن عمر) وليس: (أن عمر)، والظاهر أن (ابن) زيادة مقحمة وقعت سهوًا من الناسخ؛ لأن المزى قد نقل قول الترمذى برمته في "تحفة الأشراف"[رقم 3010]، وفيه: (عن ابن بريدة أن عمر
…
).
وهكذا حكاه عنه ابن القيم في "الزاد"[4/ 134]، والحافظ في "الفتح"[10/ 160]، وهو الصواب. لكنى لم أقف على رواية شعبة تلك بعد البحث المتواضع، نعم أخرج العقيلى في "الضعفاء"[4/ 242]، عقب طريق المفضل بإسناد صحيح إلى شعبة عن حبيب بن الشهيد قال: (سمعتُ عبد الله بن بريدة يقول: كان سلمان يعمل بيديه ثم يشترى طعامًا، ثم يبعث إلى المجذوميين فيأكلون معه
…
). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"[1/ 200]، من طريق آخر عن شعبة به
…
وقد توبع شعبة عليه: تابعه سفيان بن حبيب عند الطبرى في "تهذيبه"[رقم 1323]، وتابعهما: يحيى القطان عند ابن أبى شيبة [24533، 34661]، قال العقيلى:"هذا أصل الحديث، وهذه الرواية أوْلَى".
قلتُ: وهذه الرواية رجالها ثقات، ولم يظهر لى صحة رواية ابن بريدة عن سلمان الفارسى بعد، وإن كان محتملًا إن شاء الله.
وعلى كل حال: فأصل الحديث عن حبيب: ما رواه شعبة والقطان وسفيان بن حبيب عنه، فانظر إلى تخليط المفضل بن فضالة الذي رواه عن حبيب بهذا الإسناد وذاك المتن.
وقد قال ابن عدى بعد أن ذكر له هذا الحديث في ترجمته: "ولم أر في حديثه أنكر من هذا الحديث الذي أمليته" وللحديث طريق آخر عن ابن المنكدر عن جابر به
…
أخرجه ابن عدى في "الكامل"[1/ 284]، و [4/ 331]، ومن طريقه ابن الجوزى في "العلل المتناهية"[2/ 870]، من طريق عبيد الله بن تمام، عن إسماعيل بن مسلم المكى، عن محمد بن المنكدر عن جابر به نحوه ..
قلتُ: قال ابن الجوزى عقبه: "قال أحمد: إسماعيل المكي منكر الحديث، وقال يحيى: لم يزل مختلطًا وليس بشئ، وقال على: لا يكتب حديثه، وقال النسائي: متروك الحديث".
قلتُ: وأيضًا فالراوى عنه قد تكلموا فيه أيضًا، فقال أبو حاتم:"ضعيف الحديث، روى أحاديث منكرة" وضرب أبو زرعة على حديثه، وقال الساجى: "كذاب يحدث بمناكير
…
" وأسقطه سائر النقاد فسقط المسكين.
وقد خولف في إسناده أيضًا، خالفه محمد بن عبد الله الأنصارى الإمام الفقيه، فرواه عن إسماعيل فقال: عن أبى الزبير عن جابرٍ به ....
هكذا أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 310]، ولم يسق لفظه، وإنما أحال على رواية المفضل عن حبيب بن الشهيد
…
وإسماعيل ضعيف على كل حال.
والحديث ضعفه ابن القيم في "الزاد"[4/ 134]، وتساهل الحافظ فحسَّنه، كما نقله عنه المناوى في "الفيض"[5/ 41]، وتابعه المناوى هو الآخر، في "التيسير"[2/ 431]، وهذا تساهل. =
1823 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا يونس بن محمد، حدّثنا عبد الواحد بن زيادٍ، حدّثنا مجالد بن سعيدٍ، حدثنى الشعبى، عن جابرٍ، أنَّ امرأتين من هذيل قتلت إحداهما الأخرى، ولكل واحدةٍ منهما زوجٌ وولدٌ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دية المقتول على عاقلة القاتلة، وبرأ زوجها وولدها، قال: فقال عاقلة المقتول: ميراثها لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا، ميرَاثُهَا لِزَوْجهَا وَوَلَدِهَا"، قال: وكانت حبلى، فقالت عاقلة المقتولة: إنها كانت حبلى، وألقت جنينًا، قال: فخاف عاقلة القاتلة أن يضمِّنهم، قال: فقالوا: يا رسول الله، لا شرب ولا أكل، ولا صاح فاستهل، فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم -:"أَسَجَعُ الجاهِلِيةِ؟ " فقضى في الجنين غرةً: عبدٌ أو أمةٌ.
1824 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان بن عيينة، سمع عمرٌو، جابرٍ بن عبد الله،
1823 - صحيح: أخرجه البيهقى في "سننه"[16151]، وفى "المعرفة"[رقم 5201]، وابن أبى عاصم في "الديات"[رقم 133]، به مثل سياق المؤلف.
ونحوه عند أبى داود [4575]، دون جملة سجع الكهان إلى آخره
…
، وهو عند ابن ماجه مختصرًا بأوله فقط، ونحوه عند ابن أبى شيبة [272289]، والحربى في "غريب الحديث"[3/ 1226]، أيضًا، كلهم من طريق عبد الواحد بن زياد عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابرٍ به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، ومجالد ضعيف لا يحتج بما ينفرد به كما قاله الحافظ في "التلخيص"[4/ 30].
لكن للحديث شواهد تصححه؛ فيأتى له شاهد من حديث أبى هريرة [برقم 5917]، وراجع:"نصب الراية"[4/ 440]، و"التلخيص"[4/ 30]، و"سنن البيهقى"[8/ 106 - 107]، والحديث عند ابن عبد البر في "الاستذكار"[8/ 74]، مختصرًا نحو سياق ابن أبى شيبة والحربى.
1824 -
صحيح: أخرجه البخارى [4622]، ومسلم [2584]، والترمذى [3315]، وأحمد [3/ 392]، وابن حبان [5990]، والطيالسى [1708]، والبيهقى في "سننه"[17644]، والنسائى في "الكبرى"[8863]، والحميدى [1239] وعبد الرزاق [18041]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابرٍ به مطولًا ومختصرًا. =
قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فكسع رجلٌ من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقاله الأنصارى: يا للأنصار! فقال المهاجرى: يا للمهاجرين! فسمع ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مَا بَال دَعْوَى الجاهِلِيَّةِ؟ " قيل: يا رسول الله، كسع رجلٌ من المهاجرين رجلا من الأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"دَعُوهَا فَإنَّهَا مُنْتِنَةٌ".
1825 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان بن عيينة، سمع عمرٌو، جابرٍ بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم باع مدبرًا.
1826 -
وَبِهِ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحرْبُ خَدْعَةٌ".
= قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه ابن جريج عند البخارى [3330]، وجماعة. وكذا تابعه حماد بن زيد كما يأتى عند المؤلف [برقم 1959]. وتابعهما: أيوب ومعمر وغيرهما. وقد توبع عليه عمرو بن دينار أيضًا: تابعه أبو الزبير عند مسلم وجماعة.
1825 -
صحيح: أخرجه البخارى [2117]، والطيالسى [1696]، وابن الجعد [1603]، من طريقين عن عمرو بن دينار مختصرًا مثل سياق المؤلف.
وهو عند البخارى [2397]، ومسلم [997]، والترمذى [1219]، وابن ماجه [2613]، وأحمد [3/ 308]، والدارمى [2573]، وسعيد بن منصور [439]، وابن أبى شيبة [20667]، والبيهقى [21322]، والنسائى في "الكبرى"[4997]، والحميدى [1222]، وابن الجارود [983]، وجماعة من طرق عن عمرو بن دينار أيضًا ولكن بلفظ أتم، وسياق مسلم: (دبر رجل من الأنصار غلامًا له، لم يكن له مال غيره؛ فباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) ونحوه عند جماعة، كلهم رووه من طريق عمرو بن دينار عن جابرٍ به ....
قلتُ: قد توبع عمرو عليه: تابعه جماعة منهم أبو الزبير وعطاء بن أبى رباح ومجاهد وابن المنكدر. وروايتا أبى الزبير وعطاء تأتيان معًا عند المؤلف [برقم 1932]، والله المستعان.
1826 -
صحيح: أخرجه البخارى [2866]، ومسلم [1739]، وأبو داود [2636]، والترمذى [1675]، وأحمد [3/ 308]، والطيالسى [1698]، وسعيد بن منصور [رقم 2889] وابن أبى شيبة [33664]، والبيهقى [13057]، والنسائى في "الكبرى"[8643]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 247]، والحميدى [1237]، وابن الجارود [1051]،=
1827 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان بن عيينة، سمع عمرٌو، عن جابرٍ، قال: كان معاذٌ يصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يرجع فيؤم قومه، فأخَّر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الصلاةً، فجاء فقرأ سورة البقرة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ؟! ".
1828 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، سمع عمرو جابرًا قال: أتاه النبي صلى الله عليه وسلم
= والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1439]، وأبو عوانة [رقم 5264]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 333]، وجماعة، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابرٍ به ....
قلتُ: هكذا رواه أصحاب سفيان عنه. وخالفهم جميعًا: داود بن مهران، فرواه عن ابن عيينة فقال: عن أبى الزبير عن جابر به
…
هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[2/ رقم 1685/ أطرافه]، ثم قال:"والمحفوظ عن ابن عيينة عن عمرو عن جابر".
قلتُ: وهو كما قال. وقد رواه ابن جريج وغيره عن أبى الزبير عن جابرٍ به
…
كما عند أحمد [3/ 297]، وابن حبان [4763]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ 12]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[1442]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1415]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 115]، وصرح أبو الزبير بالسماع عند ابن حبان.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها: حديث ابن عباس [برقم 2504]، وحديث عائشة [برقم 4559]، وغيرهما.
1827 -
صحيح: أخرجه البخارى [5755]، ومسلم [465]، وأبو داود [790]، والنسائى [835]، وأحمد [3/ 308]، وابن خزيمة [1611]، وابن حبان [1840]، والشافعى [208]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7363]، والبيهقى في "سننه"[4879]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 213]، والحميدى [1246]، وابن الجعد [1601]، وابن الجارود [327]، وأبو عوانة [رقم 1404]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 437]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2002]، والشاشى في "مسنده"[رقم 1264]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 138]، وجماعة، من طرق عن عمرو بن دينار عن جابرٍ به مطولًا ومختصرًا
…
1828 -
صحيح: أخرجه البخارى [1211، 1285، 4459]، ومسلم [2773]، والنسائى [1901]، و [3020]، وأحمد [3/ 381]، وابن حبان [3174]، وعبد الرزاق [6629]، والبيهقى في "سننه"[6477]، وفى "المعرفة"[رقم 2166]، وابن الجارود [524]، =
يعنى عبد الله بن أبيّ - بعدما أدْخِلَ حفرته فأمر به فَأخْرِجَ، فنفث عليه من ريقه وألبسه قميصه، واللَّه أعلم.
1829 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا سفيان، سمع عمرٌو جابرًا، قال: لما أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} [الأنعام: 65]، قال:"أعُوذُ بِوَجْهِكَ"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]، قال:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65]، قال:"هَاتَانِ أَهْوَن - أَوْ أَيْسَرُ".
1830 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، سمع عمرٌو جابرًا: دخل رجلٌ المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال:"أَصَلَّيْتَ"؟ قال: لا: قال: "فَصَل رَكْعَتَيْنِ".
= والذهبى في "الدينار"[رقم 28]، وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 79]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2925]، وأبو جعفر بن البخترى في "الجزء الحادى عشر من حديثه"[رقم 1/ ضمن مجموع مؤلفاته]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 45 - 46]، وجماعة، من طرق عن عمرو بن دينار عن جابر به نحوه ..
1829 -
صحيح: أخرجه البخارى [4352]، والترمذى [3065]، وأحمد [3/ 309]، وابن حبان [7220]، والنسائى في "الكبرى"[7731]، و [11165]، والحميدى [1259]، ونعيم بن حماد في "الفتن"[رقم 1730]، وابن أبى عاصم في السنة [رقم 300]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 199]، والبغوى في "شرح السنة"[رقم 300]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 632]، وفى "الاعتقاد"[رقم 30]، وابن خزيمة في "التوحيد"[رقم 10]، وابن منده في "الرد على الجهمية"[1/ رقم 88]، والدارمى في "الرد على بشر المريسى"[2/ 712]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1074]، وجماعة، من طرق عن عمرو بن دينار عن جابرٍ به ....
1830 -
صحيح: أخرجه البخارى [889]، ومسلم [875]، وابن ماجه [1112]، وأبو داود [1115]، والترمذى [510]، والنسائى [1400]، والدارمى [1555]، وأحمد [3/ 308]، وابن خزيمة [1832]، والشافعى [272]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 15]، والطبرانى في "الكبير"[7/ رقم 6700]، وعبد الرزاق [5513]، والبيهقى في "سننه"[5480]،=
1831 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، سمع عمرٌو، عن جابرٍ: سمع أذناى من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَخرُجُ أَقْوَامٌ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ".
1832 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، سمع عمرٌو، عن جابرٍ، قال: أطعمنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لحم الخيل، ونهانا عن لحوم الحُمُرِ الأهلية.
= وفى "المعرفة"[رقم 1735]، والحميدى [1223]، وابن الجارود [293]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 260]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1793]، والشافعى في "سننه"[رقم 15/ رواية الطحاوى] وجماعة، من طرق عن عمرو بن دينار عن جابرٍ به
…
نحو سياق المؤلف، وزاد بعضهم تسمية ذلك الرجل المبهم بكونه:(سليكًا الغطفانى)
…
قلتُ: وقد توبع عليه عمرو بن دينار: تابعه أبو الزبير وأبو سفيان، وتأتى متابعة أبى الزبير [برقم 1970]، ومتابعة أبى سفيان [برقم 1946، 2186، 2276]، وتابعهما الحسن البصرى عند المؤلف [برقم 2622]، وكذا عمرو بن سليم الزرقى كما يأتى [برقم 2177].
1831 -
صحيح: أخرجه مسلم [191]، وأحمد [3/ 308]، و [3/ 381]، والطيالسى [1704]، والبيهقى في "سننه"[220566]، وفى "الشعب"[1/ رقم 325]، والحميدى [1245]، وابن أبى عاصم في السنة [2/ رقم 840]، والمزى في "التهذيب"[22/ 129]، والخطيب في "تاريخه"[12/ 176]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 870]، وابن خزيمة في "التوحيد"[381]، وابن سمعون في "أماليه"[166]، والفسوى في "المعرفة"[2/ 212]، وجماعة، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: ورواه البخارى ومسلم وجماعة بألفاظ أخَرَ نحوه مع زيادات في متنه، ولعلنا نذكر بعضها في موضع يأتى.
1832 -
صحيح: أخرجه الترمذى [1793]، والنسائى [4328]، وابن حبان [5268]، والشافعى [1749]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 289]، وعبد الرزاق [8734]، وابن أبى شيبة [24311]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 204]، والحميدى [1254]، والبرجلانى في "الكرم والجود"[رقم 90]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 183]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به .. نحو سياق المؤلف.
قلتُ: وقد اختلف على عمرو في هذا الإسناد، فرواه عنه ابن عيينة على الوجه الماضى. =
1833 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، قال: قلت لعمرو: أسمعت جابرًا يقول: مر رجلٌ بسهامٍ في المسجد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يمسك بنصالها؟ قال: نعم.
= ووقع تصريح عمرو بالسماع من جابر عند عبد الرزاق، والشافعى في "سننه"[547/ رواية الطحاوى] ومن طريقه الطحاوى في "المشكل"[7/ 194]، وغيرهم.
وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه غير واحد على هذا الوجه كما ذكره الترمذى في "سننه"[4/ 253]، ومن هؤلاء: مطر الوراق والحسين بن واقد والمغيرة بن مسلم وغيرهم. وخالفهم جميعًا: حماد بن زيد، فرواه عن عمرو فقال: عن محمد بن عليّ بن الحسين عن جابر به .. نحوه.
هكذا أخرجه البخارى ومسلم وجماعة كثيرة، وسيأتى [برقم 1998].
وقد رجَّح الترمذى رواية ابن عيينة على رواية حماد، ثم ذكر عن البخارى أنه قال:"ابن عيينة أحفظ من حماد بن زيد".
قلتُ: قد توبع حماد بن زيد على هذا الوجه: تابعه ابن جريج عند أبى داود [3808]، لكنه أبهم الواسطة بين عمر وجابر، فقال:(عن عمرو بن دينار قال: أخبرنى رجل عن جابر .. ) والصواب عندى هو ما قاله ابن حبان في "صحيحه"[12/ 75]، عقب روايته طريق سفيان: "
…
ويحتمل أن يكون عمرو سمع جابرًا، وسمع محمد بن على عن جابر
…
".
قلتُ: وهذا أولى من توهيم حماد وغيره في إسناده، لاسيما وقد احتج الشيخان برواية حماد كما يأتى تخريجها [برقم 1998]، والله المستعان.
1833 -
صحيح: أخرجه البخارى [440]، ومسلم [2614]، والنسائى [718]، وابن ماجه [3777]، وأحمد [3/ 308]، والدارمى [633]، وابن خزيمة [1316]، وابن أبى شيبة [8056]، والحميدى [1252]، وأبو عليّ الصورى في "الفوائد المنتقاة"[38]، والبيهقى في "سننه"[15653]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2471]، وابن حبان [1647]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به مثله
…
وعند بعضهم نحوه
…
قلتُ: وقد توبع ابن عيينة عليه:
1 -
تابعه حماد بن زيد عند البخارى [6663]، ومسلم [2614]، وجماعة.
2 -
وتابعه عبد الملك بن ميسرة عند القطيعى في "الألف دينار"[264]، بإسناد صحيح إليه.
وتوبع عليه عمرو بن دينار: تابعه أبو الزبير المكى عند مسلم [2614]، وأبى داود [2586]، وأحمد [3/ 350]، وجماعة.
1834 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، سمع عمرٌو جابرًا: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المخابرة.
1835 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن سليمان بن يسارٍ، أن طارقًا قضى بالعمرى للوارث، عن قول جابرٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1835 م - حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، سمع جابرًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيُّكُمْ كانَتْ لَهُ أرْضٌ أَوْ نَخْلٌ فَلا يَبِعْهَا حَتَّى يَعْرِضَهَا عَلَى شَرِيكِهِ".
1834 - صحيح: أخرجه مسلم [1536]، والحميدى [1255]، والبيهقى في "سننه"[11476]، وأبو عوانة [رقم 4169]، وأبو الحسين الآبنوسى في "المشيخة"[رقم 197]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 195]، والبيهقى أيضًا في "سننه الصغير"[رقم 1686]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
مثل هذا اللفظ فقط.
قلتُ: ورواه بعضهم عن سفيان فزاد في لفظه كما عند النسائي [9921]، وغيره، وتوبع عليه سفيان أيضًا ولكن بلفظ أتم. وللنهى عن المخابرة: طرق أخرى عن جابر به
…
مضى منها طريق أبى الزبير عنه [برقم 1806]، ويأتى طريق عطاء عنه [برقم 1845].
1835 -
صحيح: أخرجه مسلم [1625]، وأحمد [3/ 381]، والشافعى في "مسنده"[592/ ترتيبه]، وابن أبى شيبة [22614]، والحميدى [1256]، والبيهقى في "سننه"[11756]، وفى "المعرفة"[عقب رقم 3887]، وأبو عوانة [رقم 4639]، والطحاوى في "شرح المعاني"[4/ 91]، وابن عبد البر في "التمهيد"[7/ 121]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: وقد توبع عليه عمرو: تابعه أبو الزبير مطولًا عند عبد الرزاق [16886]، ومن طريقه مسلم [1625]، والبيهقى في "سننه"[11755]، وفى "المعرفة"[رقم 3888]، وغيرهم من طريق ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به
…
مطولًا
…
وصرح أبو الزبير بالسماع عند البيهقى في "سننه" وكذا عنه ابن جريج. فاللَّه المستعان.
• تنبيه: طارق في الإسناد: هو طارق بن عمرو المكى أحد أئمة الجور.
1835 م - قوى: أخبرجه النسائي [4700]، وابن ماجه [2492]، وأحمد [14331]، وابن أبى شيبة [22730]، والحميدى [1272]، وابن الجارود [641]، وأبى عوانة [رقم 4489]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن أبى الزبير عن جابر به مثله
…
وعند بعضهم نحوه
…
=
1836 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الصحفة ولعق الأصابع، فإنه لا يُدْرَى في أي ذلك البركة.
= قلتُ: وهذا إسناد صالح. وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند أبى عوانة. وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه جماعة على نحوه .. منهم زهير بن معاوية عند مسلم [1608]، وأحمد [3/ 312]، وابن حبان [5179]، وابن الجعد [2607]، وأبى عوانة [رقم 4490]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 52]، ويحيى بن آدم في "الخراج"[رقم 245]، وغيرهم. وسيأتى عند المؤلف [برقم 2171].
وكذا تابعهما الثورى وابن جريج على نحو سياق المؤلف عند عبد الرزاق [14403]، وطريق ابن جريج عند مسلم [1608]، وجماعة كثيرة، وزادوا في أوله: (قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشفعة في كل شركة لم تقسم ربعة أو حائط، لا يحل له
…
إلخ)، وصرح فيه أبو الزبير بالسماع أيضًا. وقد توبع أبو الزبير على نحو سياق المؤلف: تابعه سليمان اليشكرى عند الترمذى [1312]، والحاكم [2/ 64]، وجماعة، لكن الإسناد إليه معلول، والعمدة على طريق أبى الزبير.
1836 -
صحيح: أخرجه مسلم [2033]، وأحمد [3/ 393]، وابن أبى شيبة [24455]، والحميدى [1234]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5857]، والباغندى في جزء من "أماليه"[رقم 74/ جمهرة الأجزاء]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن أبى الزبير عن جابرٍ به نحوه
…
قلتُ: وهذا إسناد حسن. وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند الحميدى ومن طريقه الباغندى.
والحديث عزاه الإمام في "الإرواء"[7/ 31/ رقم 1970]، إلى النسائي في "الكبرى"[1/ 16]، وابن ماجه [3270]، والبيهقى، وأحمد [3/ 103، 393]، كلهم من طريق سفيان عن أبى الزبير به
…
ولم يُعيِّن أي السفيانيين رواه عن أبى الزبير!
وسفيان عند أحمد في الموضع الثاني [3/ 393] هو ابن عيينة، وسفيان عند الآخرين هو الثورى.
وقد توبع السفيانان عليه: تابعهما ابن جريج عليه عند جماعة بلفظ أتم. ويأتى عند المؤلف [برقم 2246]، وتوبع عليه أبو الزبير: تابعه أبو سفيان طلحة بن نافع كما يأتى عند المؤلف [برقم 1903]، و [2283]. =
1837 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدثّنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَطْفِئُوا المصَابِيحَ".
1838 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ قال: لم نبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الموت، إنما بايعناه على أن لا نفر.
= وكذا تابعه أبو صالح كما يأتى أيضًا [برقم 1934، 2165]، وللحديث شواهد بنحوه عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث ابن عباس [برقم 2503]، وحديث أنس [3312]، وباللَّه التوفيق.
1837 -
صحيح: هذا جزء من سياق أتم مضى من طريق من حماد بن زيد عن أبى الزبير به [برقم 1772]، فانظره. وستأتى تلك الجملة (أطفؤوا المصابيح) من رواية عطاء عن جابرٍ بلفظ أتم عند المؤلف [برقم 2130]، وتمام تخريجه هناك إن شاء الله.
1838 -
صحيح: أخرجه مسلم [1856]، والترمذى [1594]، والنسائى [4158]، وأحمد [3/ 381]، والبيهقى في "المعرفة"[5616]، وفى "الدلائل"[رقم 1469]، والحميدى [1275]، وأبو عوانة [رقم 5798]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن أبى الزبير عن جابر به. . . .
قلتُ: وهذا إسناد ليس به بأس. وأبو الزبير صرح بسماعه من جابرٍ عند جماعة. وقد توبع عليه ابن عيينة:
1 -
تابعه الليث عند مسلم [1856]، وأحمد [3/ 355]، وابن حبان [4875]، والبيهقى في "سننه"[16335]، وفى "الدلائل"[رقم 1471]، وأبى عوانة [رقم 5800]، والنسائى في "الكبرى"[11509]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 223]، والطحاوى في "المشكل"[6/ 176]، وغيرهم.
وزادوا في أوله: (كنا يوم الحديبية ألفًا وأربعمائة، فبايعناه وعمر آخذ بيده تحت الشجرة وهى سمرة
…
) لفظ مسلم.
2 -
وتابعه الثورى عند مسلم [1856]، مقرونًا مع ابن عيينة.
3 -
وموسى بن عقبة عند أحمد [3/ 396]، لكن مطولًا. والسند إليه مغموز.=
1839 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيع حاضرٌ لبادٍ.
= 4 - وأبو العطوف عند العقيلى في "الضعفاء"[1/ رقم 200]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 76]، بسياق أتم، والإسناد صحيح إليه.
5 -
وشعبة عند البيهقى في "الدلائل"[رقم 1472]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 366]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 292]، والطريق إليه واهٍ، وقد توبع أبو الزبير عليه: تابعه:
1 -
أبو سفيان طلحة بن نافع كما يأتى عند المؤلف [برقم 1908].
2 -
وتابعه أبو سلمة بن عبد الرحمن عند الترمذى [1591]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1757]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 223]، لكن اختلف في سنده كما ذكر الترمذى في "علله"[رقم 293].
3 -
وعبد الله بن محمد بن عقيل عند الباغندى في "الأمالى"[رقم 96]، لكن الطريق إليه لا يصح، فيه ثلاثة من الضعفاء على التوالى.
4 -
ووهب بن منبه عند ابن سعد في "الطبقات"[2/ 100]، وفى أوله زيادة نحو زيادة الليث عن أبى الزبير، والإسناد إليه ستقيم، لكن نفى ابن معين سماع وهب من جابر، وللحديث شاهد عن معقل بن يسار عند مسلم وجماعة.
1839 -
صحيح: أخرجه مسلم [1522]، وأبو داود [3442]، والترمذى [1223]، والنسائى [4495]، وابن ماجه [2176]، وأحمد [3/ 307، 312، 386]، وابن حبان [4960]، والشافعى [839]، والطيالسى [1752]، وابن أبى شيبة [20893]، و [36519]، والحميدى [1270]، وابن الجعد [2637]، وابن الجارود [574]، والبيهقى في "سننه"[10687]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 11]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 198]، و"الاستذكار"[6/ 531]، وأبو عوانة [رقم 4016]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 500]، وجماعة، من طرق (زهير، وابن عيينة، والثورى، وابن أبى ليلى، وابن جريج) عن أبى الزبير عن جابرٍ به
…
وفيه زيادة تأتى.
قلت: وهذا إسناد صالح حسن: وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند جماعة من رواية ابن جريج وابن عيينة، وقد زادوا جميعًا في آخره: (دعوا الناس يرزق بعضهم من بعض
…
) لفظ مسلم. وهذه الزيادة تأتى عند المؤلف [برقم 2169].
1840 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن رجلًا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: رأيت كأن عنقى ضربت - أو رأسى انقطع - قال: "لِمَ يُخْبِرُ أَحَدُكُمْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَان؟! ".
1841 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ بَيع الثَّمَرِ حَتَّى يَبْدُوَ صَلاحُهُ.
= وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى بعضها من رواية أبى هريرة وأنس.
1840 -
صحيح: أخرجه مسلم [2268]، وابن ماجه [3913]، وأحمد [3/ 350]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1046]، وابن حبان [6056]، والحاكم [4/ 434]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4765]، والنسائى في "الكبرى"[7657، 10748]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 912]، والحميدى [1286]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 769]، والحميدى [1286]، وأبو الجهم في "حديثه"[رقم 109]، وغيرهم، من طرق (ابن عيينة، وابن لهيعة، والليث) عن أبى الزبير عن جابرٍ به نحوه
…
وليس عند ابن ماجه وأحمد وعبد بن حميد: قصة الرجل الذي قطعت رأسه، وزاد مسلم وأحمد وعبد بن حميد في أوله: (من رآني في اليوم فقد رآنى؛ إنه لا ينبغى للشيطان أن يتمثل في صورتى
…
) لفظ مسلم. وتأتى الزياده عند المؤلف [برقم 2262]، إن شاء الله.
قلتُ: وإسناده مستقيم، وأبو الزبير قد عنعنه عند الجميع، لكن رواه الليث عنه، وهو لا يروى عنه إلا ما كان مسموعًا له من جابرٍ، كما مضى الكلام عليه عند الحديث [رقم 1769]، وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه أبو سفيان كما يأتى [برقم 2274]، وللحديث شاهد عن أبى هريرة عند ابن ماجه [3911]، وجماعة، بإسناد صحيح.
1841 -
صحيح: أخرجه مسلم [1536]، والنسائى [4525]، وأحمد [3/ 312، 323، 395]، والبيهقى في "سننه"[10383]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 25]، وابن الجعد [2647]، والخطيب في "تاريخه"[14/ 115]، وأبو عوانة [رقم 4080]، وأبو عبيد في "الأموال"[رقم 170]، وغيرهم، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به .. وعند بعضهم بنحوه
…
ولفظ النسائي: (نهى عن بيع النخل حتى يُطعم) وعند مسلم والباقين - سوى المؤلف والخطيب: (نهى عن بيع الثمر حتى يطيب) =
1842 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا سفيان، عن الأسود بن قيسٍ، عن نبيحٍ العنزى، عن جابرٍ بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالقتلى - قتلى أحدٍ - أن يُردوا إلى مصارعهم، وكان قد نُقِلَ بعضهم إلى المدينة، أو من شاء الله منهم.
= قلتُ: وإسناده صحيح في المتابعات. وأخرجه البخارى [2077]، والنسائى [3879]، وأحمد [3/ 360]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ 9022]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 29]، والبيهقى في "سننه"[10435]، وأبو عوانة [رقم 4082]، كلهم من طرق عن ابن جريج عن عطاء وأبى الزبير عن جابر قال:(نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يطيب، ولا يباع منه إلا بالدنيار والدرهم إلا العرايا .. ) لفظ البخارى.
وقد توبع عليه عطاء وأبو الزبير: تابعهما سعيد بن ميناء، وعمرو بن دينار وغيرهما. وللحديث شواهد كثيرة.
1842 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3165]، والترمذى [1717]، والنسائى [2004، 2005]، وابن ماجه [1516]، وأحمد [3/ 308]، وابن حبان [3183]، وعبد الرزاق [6658]، وابن أبى شيبة [12138]، وابن الجارود [553]، والبيهقى في "سننه"[6862]، وفى "الدلائل"[رقم 1179]، وفى "المعرفة"[رقم 2187]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 562]، و الخطيب في "تاريخه"[2/ 290]، ولوين في "جزء من حديثه"[رقم 13]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1432]، وسعيد بن منصور في "سننه"[رقم 2401]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 188]، وغيرهم، من طرق عن الأسود بن قيس عن نبيح بن عبد الله العنزى عن جابرٍ به
…
وعند بعضهم بنحوه.
قلتُ: قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح، ونبيح ثقة".
قلتُ: وكذا وثقه أبو زرعة الرازى وابن حبان والعجلى، وصحَّح له ابن خزيمة وابن حبان والحاكم والترمذى كما مضى.
وروى عنه الأسود بن قيس وأبو خالد الدالانى، ولم يعرفه ابن المدينى، فذكره في جملة المجهولين الذين يروى عنهم الأسود بن قيس، هكذا ذكره الحافط في "التهذيب"[10/ 417].
وقال عن نبيح في "التقريب": "مقبول" وهذا تفريط لا يخفى، بل الرجل ثقة كما قاله الجماعة.
وكذا وثقه الذهبى في "الكاشف"[2/ 316].
1843 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا سفيان، عن الأسود بن قيسٍ، عن نبيحٍ العنزى، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تطرقوا النساء ليلًا، قال جابرٌ: ثم طرقناهن بعد.
1844 -
حدّثنا زهير، حدّثنا سفيان، عن حميدٍ الأعرج، عن سليمان بن عتيقٍ، عن جابرٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع السنين.
1843 - صحيح: أخرجه الترمذى [2712]، وأحمد [3/ 299، 308، 358]، وابن حبان [2713]، وابن أبى شيبة [33646]، والحميدى [1297]، والطيالسى [1768]، وأبو عوانة [رقم 6090]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 799]، وجماعة من طرق عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزى عن جابرٍ به
…
وعند بعضهم بنحوه .. وليس عند الترمذى والطيالسى وابن حبان قول جابرٍ: (ثم طرقناهن بعد).
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مثل الذي قبله. وللحديث طرق أخرى عن جابرٍ بنحوه
…
منها طريق الشعبى عنه عند البخارى [4946]، ومسلم [715] وجماعة، وهو عندهما أيضًا من طريق محارب بن دثار عن جابرٍ به نحوه
…
وله طرق أخرى عنه به
…
1844 -
صحيح: أخرجه مسلم [1536]، وأبو داود [3374] والنسائى [4627]، وابن ماجه [2218]، وأحمد [3/ 309]، وابن حبان [4995]، والشافعى [696]، و [رقم 704]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 31]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 25]، والحميدى [1281]، والمزى في "تهذيبه"[12/ 42]، والذهبى في "التذكرة"[2/ 430]، وابن عبد البر في "التمهيد"[2/ 195]، وأبو عوانة [رقم 4151]، والبيهقى في "سننه"[10408]، وفى "المعرفة"[رقم 3467].
والبغوى في "شرح السنة"[3/ 491]، وابن الجارود [580]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن حميد الأعرج عن سليمان بن عتيق عن جابرٍ به
…
وقد زاد أبو داود وجماعة: (ووضع الجوائح).
قلتُ: وهذا إسناد قوى. والزيادة المذكورة معلولة من هذا الطريق، وقد صحَّت من طرق أخرى، وللحديث طرق عن جابر.
1845 -
حدّثنا زهير، حدّثنا سفيان، عن ابن جريجٍ، عن عطاء، عن جابرٍ بن عبد الله، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة، وعن بيع الثمر حتى يبدو صلاحه، وأن لا يباع إلا بالدنانير والدراهم، إلا العرايا.
1846 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا ابن عيينة، قال: سمع جعفرٌ أباه يحدَّثه، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغرف على رأسه ثلاثًا - يعنى: في الغُسْلِ.
1847 -
حدّثنا زهير، حدّثنا هشيم بن بشير، حدّثنا أبو الزبير، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
1845 - صحيح: أخرجه البخارى [2252]، ومسلم [1536]، وأبو داود [3373]، والنسائى [2379]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 9022]، وأحمد [3/ 360]، والبيهقى في "سننه"[10436]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[6/ 333]، وأبو عوانة [رقم 4142]، وجماعة، من طرق عن ابن جريج عن عطاء عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف
…
1846 -
صحيح: أخرجه الشافعي [65]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[802]، والحميدى [1264]، وأبو عوانة [رقم 480]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 395]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 233]، والبيهقى أيضًا في "المعرفة"[رقم 386]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن الحسين عن جابرٍ به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: إسناده لا غبار عليه، وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه جماعة عليه مثل سياقه، وبعضهم بأتم من لفظه في قصة.
ومن هؤلاء: حفص بن غياث وعبد الوهاب الثقفى ويحيى بن سعيد القطان، وتأتى رواية القطان عند المؤلف [برقم 2320]، وتوبع عليه جعفر بن محمد: تابعه مخول بن راشد بلفظ أتم كما يأتى عند المؤلف [برقم 2227]، وكذا تابعه معمر بن يحيى بن سام نحو سياق مخول
…
عند البخارى [253]، وجماعة، وللحديث طرق أخرى عن جابر. وشواهد كثيرة.
1847 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [33]، وأحمد [3/ 303]، والدارمى [231]، وابن أبى شيبة [26251]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 551]، والطبرانى في "طرق حديث (من كذب عليَّ متعمدًا) "[رقم 92]، وابن عساكر في "تاريخه"[17/ 32]، وغيرهم، من طرق عن هشيم عن أبى الزبير عن جابرٍ به ....
1848 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا أبو الزبير، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَلا لا يَبِيتَنَ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ فِي بَيْتٍ، إلا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا أَوْ ذَا مَحْرَمٍ".
1849 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا هشيم بن بشير، حدّثنا أبو الزبير، عن جابرٍ قال: لَعَنَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أكِلَ الرِّبَا، وَمُوكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وقال: هُمْ سَوَاءٌ.
قلتُ: وإسناده ضعيف، هشيم وشيخه مدلسان، أما هشيم فقد صرح بالتحديث كما ترى، وأما أبو الزبير فقد أفسده بقوله (عن).
وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه أبو سفيان، ويزيد الفقير، وعبد الله بن محمد بن عقيل وغيرهم، لكن الطرق إليهم منكرة، لكن من الحديث متواتر بلا شك، وقد مضى من حديث عليّ والزبير وأبى سعيد.
فإن قيل: قد توبع هشيم عليه عن أبى الزبير: تابعه شعبة عند الذهبى في "التذكرة"[3/ 1065]، من طريق محمد بن يونس عن بدل بن المحبر عن شعبة عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد قويم لو صح إلى شعبة، ولكن كيف يصح ومحمد بن يونس قد أفسده بوجوده فيه؟! وهو الكديمى الحافظ المتهم المعروف، وقد قال الذهبى عقب روايته:"حديث منكر عجيب، ما أتى به سوى الكديمى وليس بالعمدة".
1848 -
صحيح: أخرجه مسلم [2171]، وابن حبان [5587]، وابن أبى شيبة [17658]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1073]، والنسائى في "الكبرى"[9215]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 109]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 227]، وأبو إسحاق الهاشمى في "أماليه"[رقم 76]، والبيهقى في "سننه"[13339]، وابن جميع في "المعجم"[رقم 251]، والرافعى في "تاريخ قزوين"[1/ 435]، وغيرهم، من طرق عن هشيم بن بشير عن أبى الزبير عن جابرٍ به.
زاد مسلم والخطيب وابن جميع: (عند امرأة ثيب).
قلتُ: وهذا إسناد صالح لو لم يعنعنه محمد بن مسلم، لكن يشهد لمتنه أحاديث النهى عن الخلوة بالمرأة الأجنبية، ويأتى منها حديث ابن عباس [برقم 2391].
1849 -
صحيح: أخرجه مسلم [1598]، وأحمد [3/ 304]، وابن الجارود [646]، والبيهقى في "سننه"[10248]، وفى "الشعب"[4/ 5506]، ومريم بنت عبد الرحمن في "مسندها" =
1850 -
حدّثنا زهيرّ، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا سيارٌ، عن الشعبى، عن جابرٍ بن عبد الله قال: خرجنا في غزاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما قفلنا تعجلت على بعيرٍ لى قطوفٍ، قال: فلحقنى راكبٌ من خلفى فنخس بعيرى بعنزة كانت معه، فسار بعيرى كأجود ما أنت راءٍ من الإبل، فالتفت، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَا يُعْجِلُكَ؟ " قال: قلت: إنى حديث عهد بعرسٍ، قال:"بِكْرًا تَزَوَّجْتَ أَمْ ثَيِّبًا؟ " قال: قلت: ثيبًا، قال:"فَهَلا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وتُلاعِبُكَ؟! "، قال: فلما رجعوا، قال:"أَمْهِلُوا حَتَّى نَدْخُلَ لَيْلًا عِشَاءً كَىْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ، وَتَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ".
= [رقم 5]، وابن عساكر في "تاريخه"[49/ 363]، وأبو عوانة [رقم 4439، 4440]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 473]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 60]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 1344]، وغيرهم من طرق عن هشيم عن أبى الزبير عن جابرٍ به
…
وليس عند أحمد وأبى نعيم وابن المقرئ: (هم سواء).
قلتُ: قد أعله أبو الزبير بعنعنته، لكن في الباب عن جماعة من الصحابة مثله ونحوه، وقد مضى منها حديث عليّ [برقم 402]، و [516]، وحديث أبى جحيفة [برقم 890]، ويأتى منها حديث ابن مسعود [برقم 4981، 5146، 5241، 5344، 5350].
1850 -
صحيح: أخرجه البخارى [4791، 4947، 4949]، ومسلم [715]، والدارمى [2216]، وسعيد بن منصور [511]، وغيرهم، مثل سياق المؤلف.
وهو عند أبى داود [2778]، وأحمد [3/ 303]، وابن حبان [2714]، والنسائى في "الكبري"[9144].
وأبى عوانة [6081]، والعسكرى في "تصحيفات المحدثين"[ص 272]، وغيرهم، مختصرًا بنحو الجملة الأخيرة منه، كلهم رووه من طرق عن هشيم عن سيار أبى الحكم عن الشعبى عن جابر به.
قلتُ: قد اختلف في سنده على هشيم، كما تراه عند الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5189]، و"الصغير"[رقم 788]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 306]، وقد توبع هشيم على الوجه الماضى: تابعه شعبة عند البخارى ومسلم وجماعة مختصرًا. وتوبع عليه الشعبى: تابعه عمرو بن دينار كما يأتى عند المؤلف [برقم 1974].
1851 -
حدّثنا زهير، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا داود بن أبى هند، عن أبى الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لأَهْلِهَا".
1852 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا هشيم، أخبرنا ليثٌ، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حيث أفاض من عرفاتٍ:"أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيكمُ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارَ، وَلا يَقْتلْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا".
1851 - صحيح: أخرجه أبو داود [3558]، والترمذى [1351]، والنسائى [3739]، وابن ماجه [2383]، وأحمد [3/ 303]، والبيهقى في "سننه"[11768]، وغيرهم، من طرق عن داود ابن أبى هند عن أبى الزبير عن جابر به
…
وزادوا جميعًا: (والرقبى جائزة لأهلها). وعند ابن ماجه والبيهقى: (والرقبى جائزة لمن أرقبها .. ).
قلتُ: وإسناده حسن لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه توبع عليه: تابعه عطاء عند البخارى [عقب رقم 2483]، ومسلم [1625]، والنسائى [3729]، وأحمد [3/ 297]، و [3/ 297، 361]، وابن حبان [5129]، والطيالسى [1680]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1437، 1949، 6058].
والبيهقى في "سننه"[11751]، وابن راهويه [110]، وابن المبارك في "المسند"[رقم 207]، والمعسلى في "معجم شيوخه" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 414]، وغيرهم بلفظ (العمرى جائزة). وله طرق أخرى عن جابر بلفظ مختلف بمعناه.
• تنبيه: أشار الترمذى في "سننه"[3/ 633]، عقب روايته الحديث الماضى من طريق أبى الزبير: إلى أن بعضهم قد رواه عن أبى الزبير عن جابر به موقوفًا ولم أظفر بهذه الرواية الموقوفة بعد، والحديث صحيح على كل حال.
1852 -
جيد: هذا إسناد صالح مستقيم، وعنعنة أبى الزبير مجبورة برواية الليث بن سعد عنه هنا، وقد جهدتُ للوقوف على هذا الحديث بذاك اللفظ عند غير المؤلف فلم أستطع.
نعم: عزاه صاحب "الكنز"[12361]، بهذا اللفظ إلى ابن جرير في "تهذيب الآثار" ولم أجده في "التهذيب" المطبوع، ولم يطبع من "التهذيب" إلا ما يساوى ربع الأصل، ولا يزيد.
وعلى كل حال: فقد توبع عليه الليث: تابعه جماعة نحو هذا اللفظ دون (ولا يقتل بعضكم بعضًا): منهم ابن عيينة والثورى وأيوب وغيرهم، وحديث الثورى يأتى [برقم 2147].=
1853 -
حدّثنا مصعب بن عبد الله الزبيرى، حدثنى أبى، عن هشام بن عروة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"أَلا أُخْبِركمْ عَلَى مَنْ تُحَرَّمُ النَّار غَدَا؟ عَلَى كُلِّ هَيِّنٍ لَيِّنٍ قَرِيبٍ سَهْلٍ".
= وللحديث شاهد نحو لفظ المؤلف عن أم جندب مرفوعًا عند أبى داود [1966]، وأحمد [3/ 503]، والبيهقى [9323]، وجماعة، فيه:(يا أيها الناس لا يقتل بعضكم بعضًا، وإذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف) لكن سنده ضعيف. وهو عند ابن ماجه [3532]، دون موضع الشاهد. ويقويه حديث جابر.
1853 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 837]، وفى "الصغير"[1/ رقم 89]، والبيهقى في "الشعب"[6/ قم 8126]، وبيبى الهرثمية في "جزئها"[رقم 3]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[1/ رقم 313]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 14]، والبغوى في "حديث مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيرى"[ق 2/ 138]، كما في "الصحيحة"[2/ 649]، وغيرهم من طريق مصعب بن عبد الله الزبيرى عن أبيه عن هشام بن عروة عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
ولفظ الطبراني في "الصغير" في أوله: (ألا أخبركم بأهل الجنة
…
).
قلت: وهذا إسناد منكر، ليس برجاله شئ سوى عبد الله بن مصعب الزبيرى، فقد ضعفه ابن معين وأبو حاتم. ووثقه ابن حبان، وقد خولف في إسناده أيضًا، خالفه عبدة بن سليمان، فرواه عن هشام بن عروة فقال: عن موسى بن عقبة عن عبد الله بن عمرو الأودى عن ابن مسعود به نحوه
…
هكذا أخرجه المؤلف [برقم 5053]، وجماعة، كما يأتى الكلام عليه هناك. وتوبع عليه عبدة: تابعه الليث بن سعد وغيره، وهذا هو المحفوظ كما جزم به أبو حاتم وأبو زرعة كما في "العلل"[رقم 1819]، ورجاله ثقات سوى عبد الله بن عمرو الأودى، وهو شيخ مجهول لم يرو عنه سوى موسى بن عقبة، ولم يوثقه سوى ابن حبان وحده.
وقد اختلف في سنده على هشام بن عروة كما سنذكره في الحديث [رقم 5053]، والطريق الماضى هو المحفوظ عنه كما جزم الدارقطنى في "العلل"[5/ 198]، وله طريق آخر عن ابن مسعود مرفوعًا بلفظ:(من كان سهلًا لينًا حرمه الله على النار) يأتى عند المؤلف [برقم 5060]، وفى سنده مجهول، وفى الباب عن جماعة من الصحابة نحوه
…
ولا يصح =
1854 -
حدّثنا عبيد بن جنادٍ الحلبى، حدّثنا يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الإيمان؟ قال:"الصَّبْر وَالسَّمَاحَة".
= منها شئ قط، وأكثرها مناكير على التحقيق، ولا يتسع لمقام لغربلة طرقها هنا، فراجع بعضها عند الإمام في "الصحيحة"[2/ 649]، ولعلنا نستوفى الكلام عليه في مكان آخر.
1854 -
حسن بشواهده: أخرجه ابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 61]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 155]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 136]، والطبرانى في "مكارم الأخلاق"[رقم 31]، والشجرى في "الأمالى"[ص 408]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9711]، وابن أبى الدنيا أيضًا في "الصبر"[رقم 35]، وغيرهم، من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر به
…
قلتُ: هذا إسناد منكر، وآفته يوسف هذا؛ ضعفه الجماعة ومشاه ابن عدى وأبو زرعة، وقد تركه الدولابى والأزدى، ونحوهما النسائي بقوله:"ليس بثقة" قال ابن حبان: "يروى عن أبيه ما ليس من حديثه من المناكير التى لا يشك عوام أصحاب الحديث أنها مقلوبة" وقال العقيلى: "لا يتابع على حديثه".
ووجدتُ النسائي قد ذكره في "الضعفاء"[ص 106/ رقم 618]، وقال:"متروك الحديث".
وقد ذكروا له هذا الحديث في مناكيره كما فعل ابن حبان وابن عدى والذهبى في "الميزان"[4/ 472]، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[1/ 224].
وللحديث طريق آخر بلفظه مع زيادة: (قيل: أي المؤمنين أكمل إيمانًا؟! قال: أحسنهم خلقًا) أخرجه ابن أبى شيبة [30393]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9710]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 647]، - وعنده فيه زيادة أخرى - من طريقين عن حسين بن على الجعفى عن زائدة بن قدامة عن هشام بن حسان [وقد سقط (هشام) من سند ابن أبى شيبة]، عن الحسن عن جابر به
…
قلتُ: هذا إسناد ضعيف، قال الإمام في "الصحيحة" [2/ 83]:"رجاله ثقات رجال الشيخين إلا أن الحسن وهو البصرى مدلس، ولم يصرح بالسماع".
قلتُ: بل جزم ابن المدينى بكونه لم يسمع من جابر كما في "جامع التحصيل"[ص 163]، وفيه علة ثالثة، وهى أن هشام بن حسان قد تكلموا في روايته عن الحسن؛ لكونه كان كثير =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الإرسال عنه، وعلة رابعة، وهى الاختلاف في سنده، فرواه عباد بن العوام عن هشام فقال: عن الحسن به مرسلًا نحو سياق المؤلف
…
، ولم يذكر فيه جابرًا، هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"[رقم 54]، من طريق بيان بن الحكم عن محمد بن حاتم المصيصى عن بشر بن الحارث عن عباد به
…
قلتُ: وهذا إسناد قوى إلى عباد، رجاله ثقات معروفون سوى بيان بن الحكم، قال عنه الذهبى في "الميزان" [1/ 356]:"لا يُعرف".
قلتُ: بل هو عندى صدوق إن شاء؛ فقد روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل، وهو كان لا يروى إلا عمن أذن له أبوه في الكتابة عنه كما تراه في ترجمة (عبد الله بن صندل) من "التعجيل"[1/ 225]، وكذا في ترجمة (عبد الرحمن بن المعلم) وقال الحافظ في ترجمة (الليث بن خالد البلخى) من "التعجيل":"كان عبد الله بن أحمد لا يكتب إلا عن من يأذن له أبوه في الكتابة عنه، ولهذا كان معظم شيوخه ثقات"
…
ولون ثالث من الاختلاف فيه، فرواه عمران القصير عن الحسن به نحوه
…
موقوفًا عليه، هكذا أخرجه البهيقى في "الشعب"[7/ رقم 9709]، وتوبع عمران على هذا الوجه: تابعه عمران بن خالد عن الحسن به
…
مع زيادة أخرى
…
، أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[2/ 156]، بإسناد مغموز إليه، ورأيتُ معمرًا قد رواه عن الحسن فقال: عن رجل عن الحسن أن رجلًا سأل النبي صلى الله عليه وسلم. ثم ذكره مرسلًا مع زيادات أخرى.
هكذا أخرجه عبد الرزاق [20297]، وقبل ذلك [4843]، ذكره عن معمر فقال: (عن معمر عمن سمع الحسن يقول
…
) ثم ذكره مرسلًا أيضًا، وفى آخره قال عبد الرزاق:(ذكره معمر عن عمرو). فيظهر أن عبد الرزاق كان قد نسى الواسطة بين معمر والحسن ثم تذكرها بعد، فقال:(ذكره معمر عن عمرو).
وعمرو هذا هو ابن عبيد العابد المبتاع المشهور، متروك الحديث على زهده وتألُّهه. ووجدتُ شريكًا النخعى قد رواه أيضًا عن هشام بن حسان عن الحسن به مرسلًا نحو سياق المؤلف، هكذا أخرجه أبو الشيخ في "فوائده"[رقم 12].
وهذا كله يُعلُّ الطريق الأول عن هشام عن الحسن عن جابر به
…
، ويتساهل الحافظ ويقول عن هذا الطريق في "المطالب" [رقم 3215]:"إسناده حسن". =
1855 -
حدّثنا أبو همامٍ، حدّثنا المغيرة بن سقلابٍ، أخبرنا معقل بن عبيد الله، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ ضَمِنَ لِي مَا بَيْنَ لحْيَيْهِ، وَمَا يَيْنَ رِجْلَيْهِ، ضَمِنْت لَهُ الجَنَّةَ".
= لكن في الباب عن جماعة من الصحابة والتابعين ما يتقوى به هذا الحديث إن شاء الله؛ فله شاهد مطولًا عن عمرو بن عبسة عند أحمد [4/ 385]، وجماعة.
وسنده لا يصح، وآخر عن عبادة بن الصامت عند أحمد أيضًا [5/ 318]، وابن عبد الحكم في "فتوح مصر"[ص 296]، وفيه ابن لهيعة، وثالث عن عمير بن قتادة عند الحاكم [3/ 725]، وجماعة.
والمحفوظ فيه مرسل، على اختلاف في سنده أيضًا، راجع "علل ابن أبى حاتم"[رقم 1941]، وفى الباب غير ذلك مما لا يصح سنده، وأرجو أن يكون حسنًا بهذه الشواهد إن شاء الله.
• تنبيه: وجدتُ له طريقًا آخر عن الحسن به موقوفًا عليه
…
عند الدينورى في "المجالسة"[رقم 1155، 3424]، لكن الإسناد إليه واهٍ.
1855 -
صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4981]، وفى "الصغير"[2/ رقم 756]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4915]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 546]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 62]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 317]، وغيرهم، من طرق عن الوليد بن شجاع عن المغيرة بن سقلاب عن معقل بن عبيد الله عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
قلتُ: هذا إسناد ضعيف، قال الطبراني في "الصغير":"لم يروه عن عمرو إلا معقل، تفرد به المغيرة بن سقلاب".
قلتُ: والمغيرة مشاه أبو زرعة وصاحبه، وضعفه سائر النقاد؛ لكثرة ما ينفرد به من المناكير عن المشاهير، حتى قال أبو الحسن العطار:"لا يساوى بعرة"، وقال ابن حبان:"كان ممن يخطئ ويروى عن الضعفاء والمجاهيل، فغلب على حديثه المناكير والأوهام؛ فاستحق الترك"، وقال ابن عدى:"عامة ما يرويه لا يتابع عليه".
لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم أبو هريرة ويأتى حديثه [برقم 6200]، ومنهم سهل بن سعد ويأتى حديثه [برقم 7555]، واللَّه المستعان. =
1856 -
حدّثنا عبد الغفار بن عبد الله، حدّثنا المعافى بن عمران، حدّثنا الفضيل بن مرزوقٍ، حدثنى الوليد - رجلٌ من أهل الخير والصلاح - عن محمد بن عليّ، عن سعيد بن المسيب، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على منبره يوم جمعة: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا، وَبَادِرُوا بِالأَعْمَالِ الصَّالحَةِ، وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكمْ إيَّاهُ، وَبِكَثْرَةِ صَدَقَتِكمْ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ، تُؤْجَرُوا، وَتُنْصَرُوا، وَترْزَقُوا، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ قَدِ افْتَرَضَ عَلَيْكمُ الجمُعَةَ فَرِيضَةً مَفْرُوضَةً فِي يَوْمِى هَذَا، وَمَقَامِى هَذَا، فِي شَهْرِى هَذَا، فِي عَامِى هَذَا، إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَمَنْ تَرَكَهَا، فِي حَيَاتِى أَوْ بَعْدَ مَوْتِى، جُحُودًا بِهَا، أَوِ اسْتِخْفَافًا بِهَا، فَلا جَمَعَ اللَّهُ لَه شَمْلَهُ، وَلا بَارَكَ لَهُ فِي أَمْرِهِ، أَلا وَلا صَلاةَ لَهُ، أَلا وَلا زَكَاةَ لَهُ، أَلا وَلا حَجَّ لَهُ، وَلا صَوْمَ لَه، أَلا وَلا بِرَّ لَه، فَمَنْ تَابَ، تَابَ الله عَلَيْهِ، وَلا تَؤمَّنَّ امْرَأَة رَجُلا، وَلا يَؤمَّنَّ أَعْرَابِيٌّ مُهَاجِرًا، وَلا يَؤُمَّنَّ فَاجِرٌ بَرًّا إلا سُلْطَانٌ يُخَافُ سَيْفهُ وَسَوْطهُ".
1856 - منكر: هذا إسناد لا يثبت، فضيل بن مرزوق مختلف فيه، وشيخه رجل لم يُسَمَّ، ولا ينفعه الصلاح والفلاح ما لم يكن من أهل الضبط، وباقى رجاله معرفون؛ محمد بن عليّ هو أبو جعفر الباقر؛ وشيخ المؤلف يقول عنه حسين الأسد في تعليقه:"لم أر من وثقه".
قلتُ: ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 421]، وقال:"حدثنا عنه الحسن بن إدريس الأنصارى .. " وهذا توثيق مقبول بلا تردد. وله ترجمة في "الجرح والتعديل"[6/ 54].
وقد اضطرب فضيل بن مرزوق في الحديث على ألوان، فتارة رواه على هذا الوجه الماضى، وتارة رواه فقال: عن الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوى عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف.
هكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[5359]، وهو في "مشيخة أبى الطاهر ابن أبى الصقر"[رقم 95]، ولكن مختصرًا بجملته الأولى.
ووجدته من هذا الطريق عند الطبراني في "الطوال"[رقم 22]، وفى "الأوسط"[2/ رقم 1261]، و [رقم 7246]، وعند البيهقى أيضًا في "فضائل الأوقات"[رقم 261].=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد توبع ابن مرزوق على هذا الوجه: تابعه ابن نمير عند ابن ماجه [1081]، ويعقوب الدورقى عند ابن عدى في "الكامل"[4/ 181]، وعبد الله بن صالح العجلى عند العقيلى في "الضعفاء"[2/ 298]، وغيرهم، مطولًا نحو سياق المؤلف.
وتابعه أيضًا - ولكن مختصرًا - المفضل بن يونس عند الشجرى في "الأمالى"[ص 466]، ومحمد بن معاوية النيسابورى عند ابن العديم في "بغية الطلب"[1/ 226]، وطريق العجلى أخرجه أبو حاتم الرازى أيضًا كما في "العلل"[رقم 1878]، وغيرهم، كلهم من طريق الوليد بن بكير عن عبد الله بن محمد العدوى عن علي بن زيد عن ابن المسيب عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ساقط جدًّا، العدوى شيخ هالك، قال الدارقطنى وأبو حاتم والبخارى:"منكر الحديث" وقال وكيع: "يضع الحديث"، وأسقطه سائر النقاد فسقط إلى الأبد.
وعن حديثه هذا يقول ابن عبد البر: (جماعة أهل العلم بالحديث يقولون: إن هذا الحديث من وضع عبد الله بن محمد العدوى، وهو عندهم موسوم بالكذب)، وقال أبو حاتم كما في "العلل":"هذا حديث منكر".
وأيضًا: فالوليد بن بكير يقول عنه الدارقطنى "متروك الحديث". وقد تلوَّن فيه هذا العدوى الهالك، فعاد ورواه فقال: سمعت عمر بن عبد العزيز على المنبر يقول: حدثنا عبادة بن عبد الله عن طلحة بن عبيد الله به
…
مرفوعًا نحوه ....
هكذا أخرجه الباغندى في "مسند عمر"[ص 12]، وأبو طاهر الأنبارى في "المشيخة"[ق / 1641]، والضياء المقدسى في "المختارة"[10/ 103/ 2]، كما في "الإرواء"[3/ 52].
وهو غير مصدَّق في عمر بن عبد العزيز أصلًا وللحديث طرق أخرى عن عليّ بن زيد عن ابن المسيب عن جابر به، .. لكنها طرق تالفة، انظر بعضها في "الإرواء"[3/ 52، 53].
وقد اختلف فيه على ابن المسيب أيضًا كما تراه في "علل الدارقطنى"[9/ 209]، واللون الثالث لاضطراب فضيل بن مرزوق في "سنده"، هو أنه رواه مرة أخرى فقال: عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى به .. نحو شطره الأوسط
…
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط". وراجع الكلام عليه في "الإرواء"[3/ 53]، وهذا الحديث لو بُسط المقال في تخريجه وطرقه وشواهده وغربلة كل ذلك، لجاد في جزء مفرد، لكن يكفى الإشارة إلى ذلك في هذا المقام.
1857 -
حدّثنا عيسى بن سالمٍ، حدّثنا عبيد الله بن عمرو، عن ابن عقيلٍ، عن جابر بن عبد الله قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاهدت في سبيل الله صابرًا، محتسبًا، مقبلًا غير مدبرٍ، حتى أقتل، أدخل الجنة؟ قال:"نَعَمْ، إِلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْكَ دَيْنٌ، لَيْسَ عِنْدِكَ لَهُ وَفَاءٌ".
1858 -
حدّثنا داود بن عمرو بن زهير الضبى، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن رجلًا قال للنبى صلى الله عليه وسلم: إِنِّي رأيْتُ كَأنَّ رأسِى قُطِعَتْ - أوْ عُنُقِى ضُرِبَتْ - فَقَالَ: "لِمَ يُخْبِر أَحَدُكُمْ بِتَلَعّبِ الشَّيْطَانِ؟! ".
1859 -
حدّثنا عمرو بن محمد الناقد، حدّثنا هشيم بن بشيرٍ، أخبرنا أبو الزبير، عن جابر، قال رسول الله:"لا يَبِيتَنَّ رَجُلٌ عِنْدَ امْرَأَةٍ فِي بَيْتٍ إِلا أَنْ يَكُونَ نَاكِحًا، أَوْ ذَا مَحْرَمٍ".
1860 -
حدّثنا جعفر بن مهران السباك، حدّثنا عبد الأعلى، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن حرام بن عثمان، عن محمود بن عبد الرحمن بن عمرو بن الجموح، عن
1857 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 325، 352، 373]، والبزار [1337]، والحارث [رقم/ 443 زوائده]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 255]، وغيرهم، من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ وابن عقيل سيئ الحفظ كما سبق شرح ذلك في مواضع. لكن للحديث شواهد نحو هذا السياق:
منها حديث أبى قتادة عند النسائي [3156]، وأحمد [5/ 297]، والدارمى [2412]، وابن حبان [4654]، وجماعة، وسنده صحيح، وفى الباب: عن أبى هريرة وعبد الله بن جحش وغيرهما.
1858 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1840].
1859 -
صحيح: مضى النظر فيه [برقم 1848].
1860 -
صحيح: المرفوع منه فقط: أخرجه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 340]، من طريق المؤلف به
…
=
جابر بن عبد الله قال: ابتعنا بقرةً في عهد نبى الله صلى الله عليه وسلم لنشترك عليها، فانفلتت منا، فامتنعتْ علينا، فعرض لها مولًى لنا يقال له: ذكوان، بسيفٍ في يده وهى تجول بالصماد، فضبا إلى تلٍ، فلما مرت به ضربها بالسيف في أصل عنقها، أو على عنقها، فخرقها بالسيف ووقعت، فلم يدرك ذكاتها، فخرجت أنا وعبد الله بن ثابت بن الجذع، فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا له شأنها، فقال:"كُلُوا، إذَا فَاتَكُمْ مِنْ هَذهِ الْبَهَائِمِ شَىْءٌ، فَاحْبِسُوهُ بِمَا تَحْبِسُونَ بِهِ الْوَحْشَ".
= قلتُ: وإسناده تالف البتة، وحرام بن عثمان الرواية عنه حرام كما قال الشافعي، وهو متروك قولًا واحدًا، راجع "اللسان"[2/ 182]، والراوى عنه صدوق مكثر من التدليس، وقد عنعن.
ومحمود بن عبد الرحمن شيخ مجهول الحال، ولم يترجمه إلا الحافظ في "التعجيل"[1/ 395]، وشيخ المؤلف غمزه الذهبى في "الميزان" فأيش هذا الإسناد الممَّزق!
وقد تلوَّن فيه حرام بن عثمان - كما هي عادته - فعاد ورواه عن عبد الرحمن ومحمد ابنى جابر بن عبد الله عن جابر به نحوه
…
لكن المرفوع منه بلفظ: (إذا توحشت الإنسية وتمنعت؛ فإنه يحلها ما يحل الوحشية، ارجعوا إلى بقرتكم وكلوها،
…
).
هكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[18709]، واللفظ له، وابن منيع في "المسند" كما في "المطالب"[رقم 2433]، وكذا في "إتحاف الخيرة"[رقم 4681]، ورواه مرة ثالثة فقال: عن أبى عتيق عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل إنسية توحشت؛ فذكاتها ذكاة الوحشية).
هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 447]، وأبو عتيق هذا لا يميزه أحد على وجه الأرض إلا حرام وحده، وقد قال يحيى القطان:"قلتُ لحرام بن عثمان: عبد الرحمن بن جابر ومحمد بن جابر وأبو عتيق، هُم واحد؟! فقال: إن شئت جعلتهم عشرة"، هكذا أخرجه ابن عدى [2/ 445]، والعقيلى [1/ 320]، بإسناد صحيح إلى القطان به
…
وهذا دليل على كون حرام كان ساقطًا عديم الحياء لكن يشهد للمرفوع من سياق المؤلف: حديث رافع بن خديج عند البخارى [2356]، ومسلم [1968]، وجماعة كثيرة.
وفيه: (إن لهذه البهائم أوابد كأوابد الوحش، فما غلبكم منها فاصنعوا به هكذا
…
) لفظ البخارى. وله شواهد نحو هذا اللفظ. راجع "سنن البيهقى"[9/ 246].
1861 -
حدّثنا جعفر بن مهران قال: حدّثنا عبد الأعلى عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن سهل أبى ليلى عن جابر بن عبد الله قال: خرج مرحب بن الحارث اليهودى وهو يقول:
قد علمت خيبر أنى مرحبْ
…
شاكى السلاح بطلٌ مجرِّبْ
أطعن أحيانًا وحينًا أضربْ
…
إذا الليوث أقبلْت تَلَهَّبْ
وأحجمتْ عن صولة المجرِّب
…
كان حماى الحمى لا يقربْ
هل من مبارز؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ لِهذا؟ " قال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله، أنا واللَّه الموتور الثائر، قتلوا أخى بالأمس، فقال:"قُمْ إِلَيْه، الَّلهُمَّ أعِنْهُ" فلما دنا أحدهما من صاحبه عرضتْ بينهما شجرة فطفق أحدهما يلوذ بها من صاحبه، فكلما لاذ بها منه اقتطع بسيفه ما دونه، حتى رأيتها وإنها كالرجل القائم، حتى خلص كل واحد منهما إلى صاحبه، فشد عليه مرحبٌ فضربه، واتقاه بالدرقة، فوقع سيفه فيها فنشب وعضت له الدرقة فأمسكتْه، فضربه محمد بن مسلمة فقتله.
1862 -
حدّثنا جعفر بن مهران، حدّثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق قال:
1861 - حسن: أخرجه أحمد [3/ 385]، والحارث [2/ 694/ زوائده] والبيهقى في "سننه"[17887، 18125]، - ولم يسقطه كله - وفى "الدلائل"[رقم 1559]، وابن عساكر في "تاريخه"[55/ 267 - 268] والطبرى في "تاريخه"[2/ 136] وغيرهم، من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار - وهذا في سيرته [2/ 333]- عن عبد الله بن سهل عن جابر به
…
قلتُ: وإسناده صالح. وابن إسحاق قد صرح بالسماع عند الجميع دون المؤلف والطبرى.
وعبد الله بن سهل هو ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل الأنصارى أبو ليلى، وهو ثقة معروف من رجال الجماعة، والحديث حسنه الحافظ في "الفتح"[7/ 478]، وفى متنه غرابة!
1862 -
حسن: أخرجه أحمد [3/ 376]، وابن حبان [4774]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 965]، والبزار [1834]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1884]، والطبرى في "تاريخه"[2/ 167]، وغيرهم من طرق عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن عبد الرحمن بن جابر عن أبيه به مطولًا في قصة أخرى يأتى بعضها في الحديث الآتى.=
حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابرٍ، عن أبيه جابر بن عبد الله، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نعلم بخبء القوم الذي خبؤوا لنا، فاستقبلنا وادى حنينٍ في عماية الصبح، وهو وادٍ أجوف من أودية تهامة حَطُوطٌ، إنما ينحدرون فيه انحدارًا، قال: فوالله إن الناس ليتتابعون لا يعلمون بشئ، إذ فَجِئَهُمُ الكتائبُ من كل ناحية، فلم يتناظر الناس أن انهزموا راجعين، قال: وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين، قال:"أَيْن أَيُّهَا النَّاسُ؟! أَنَا رَسُولُ اللَّهِ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ".
1863 -
حدّثنا جعفر حدّثنا عبد الأعلى، عن محمد بن إسحاق، حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر، قال: كان أمام هوازن رجل جسيم على جمل أحمر في يده راية سوداء، إذا أدرك طعن بها وإذا فاته شئ من بين يديه دفعها من خلفه فأنفذه، فصمد له عليّ بن أبى طالب ورجل من الأنصار، كلاهما يريده قال: فضربه عليّ على عرقوبَى الجمل فوقع على عَجُزِهِ، قال: وضرب الأنصارى ساقه، قال: فطرح قدمه بنصف ساقه فوقع واقتتل الناس.
وخرج حين كانت الهزيمة كلدة - وكان أخا صفوان بن أمية - وكان يومئذ مشركًا في المدة التى ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا بطل السحر اليوم! فقال له صفوان: اسكت فض الله فاك فواللَّه لأن يَرُبَّنِى رجل من قريش أحب إليَّ من أن يَرُبَّنى رجل من هوازن.
1864 -
حدّثنا عبيد الله بن معاذٍ العنبرى، حدّثنا أبى، حدّثنا شعبة، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشى، فكنت في الصف الثاني.
= قلتُ: وهذا إسناد صالح. وابن إسحاق صرح بالسماع كما ترى.
1863 -
حسن: هذا بقية الحديث الماضى، وهكذا أخرجه ابن حبان [4774]، وهو الذي قبله في سياق واحد من طريق المؤلف به.
1864 -
صحيح: أخرجه النسائي [1974]، وابن حبان [3096]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 161]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2087]، والحافظ في "تغليق التعليق"[1/ 366]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن أبى الزبير به
…
=
1865 -
حدّثنا عبيد الله، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، قال: سمعت أيوب بن خالد بن صفوان يقول: قال جابر: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِن لِلَّهِ سَرَايَا مِنَ الملائِكَةِ تَحِلُّ وَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ فِي الأَرْضِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الجَنَّةِ"، قالوا: وأين رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: "مَجَالِسُ الذكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ اللَّهِ، وَذَكِّرُوة بِأَنْفُسِكُمْ، مَنْ كانَ يُحِبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْيَنْظُرْ كَيْفَ مَنْزِلَة اللَّهِ عِنْدَة، فَإنَّ الله يُنْزِلُ الْعَبْدَ مِنْهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفْسِهِ".
= قلتُ: وهذا إسناد حسن مستقيم، وعنعنة أبى الزبير مجبورة برواية شعبة عنه كما مضى التدليل على ذلك في الحديث [رقم 1769].
وقد توبع عليه شعبة: تابعه أيوب السختانى كما يأتى عند المؤلف [برقم 2118]، وتوبع عليه أبو الزبير كما مضى [برقم 1773].
1865 -
منكر: بهذا التمام: أخرجه الحاكم [1/ 671]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2501]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1107]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 81]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 80]، والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 528]، وفى "الدعوات"[رقم 6]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 596]، والقشيرى في "الرسالة"[ص 101]، والبزار في "مسنده"[ص 295 - زوائد ابن حجر] كما في "الضعيفة"[11/ 71]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 6075]، وكذا ابن منيع في "مسنده" كما في "الإتحاف" أيضًا [رقم 6057]، والطبرانى أيضًا في "الدعاء"[رقم 1891]، وابن قتيبة في "تأويل مختلف الحديث"[ص 121/ دار الجيل]، وغيرهم من طرق عن عمر بن عبد الله مولى غفرة عن أيوب ابن خالد بن صفوان عن جابر به
…
كلهم نحو سياق المؤلف إلا ابن قتيبة، فعنده مختصر.
قلتُ: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قلتُ: هكذا يجازف الحاكم، وقد رده عليه الذهبى قائلًا:"قلتُ: عمر ضعيف". وقال الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 18]: "صححه الحاكم فوهم، فإن مداره على عمر بن عبد الله مولى غفرة وهو ضعيف".
1866 -
حدّثنا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا بشر بن المفضل، عن عمر مولى غفرة، عن أيوب بن خالدٍ، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
1867 -
حدّثنا عبيد الله بن معاذ، قال: ذكر أبى، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِى مِنْ عَبْدِهِ أَنْ يَرْفَعَ إلَيْهِ يَدَيْهِ فَيَردَّهُمَا صِفْرًا لَيْسَ فِيهِمَا شَىْءٌ".
= قلتُ: عمر مختلف فيه، لكن الضعف على حديثه بيِّن، وقد أجاد ابن حبان في وصف حاله فقال: "كان ممن يقلب الأخبار، ويروى عن الثقات ما لا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به ولا ذكره في الكتب إلا على سبيل الاعتبار
…
" ثم أورد له هذا الحديث.
وكذا ذكره الذهبى في "الميزان" وذكر له هذا الحديث أيضًا، ثم إن شيخه أيوب بن خالد بن صفوان يقول عنه الأزدى:"ليس حديثه بذاك؛ تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه." كذا في "التهذيب"[1/ 401].
ولجملة الرتع عند المرور بمجالس الذكر: شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث أنس [برقم 3432]، ولا يصح منها شئ أصلًا، وأكثرها مناكير إن شاء الله، وللشيخ المحدث محمد عمرو عبد اللطيف رسالة كتبها قديمًا في تقوية تلك الجملة الماضية بعنوان "أخذ الجنة بحسن حديث الرتع في رياض الجنة" ثم رجع القهقرى عنها، وتنكب عما سطرته يداه منها، وحسنًا فعل، وبالاعتدال عمل، ما زالت الشهادات له بالفضل متناسقة، والسعادات إليه - إن شاء الله - متسابقة. والحمد للَّه على كل حال، ونعوذ باللَّه من حال أهل النار.
1866 -
منكر: انظر قبله.
1867 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4591]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 156]، من طريق يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر به.
قلتُ: هذا إسناد منكر، ويوسف إلى الترك أقرب منه إلى الضعف، وقد تركه الأزدى والدولابى والنسائى وغيرهم، وضعفه الآخرون، لكن مشاه أبو زرعة وابن عدى، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بأسانيد لا يثبتها أهل النقد أصلًا.
وأصح ما في الباب: هو حديث سلمان الفارسى عند الترمذى [3556]، وابن ماجه [3865] وجماعة وقد اختلف في وقفه ورفعه، والمحفوظ عندى هو الموقوف إن شاء الله. والله المستعان.
1868 -
حدّثنا عبيد الله بن معاذٍ، قال: ذكر أبى، عن يوسف بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق إذا امرأةٌ قد أخذت بعنان دابته وهو على حمار، فقالت: يا رسول الله، إن زوجى لا يقربنى ففرق بينى وبينه، ومر زوجها فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَا لَكَ وَلَهَا، جَاءَتْ تَشْكُو مِنْكَ جَفَاءً، تَشْكو مِنْكَ أَنَّكَ لا تَقْرَبُهَا؟! " قال: يا رسول الله، والذى أكرمك إن عهدى بها لهذه الليلة! وبكت المرأة، فقالت: كذب، فَرِّقْ بينى وبينه، فإنه من أبغض خلق الله إليَّ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أخذ برأسه ورأسها فجمع بينهما، وقال:"اللَّهُمَّ أَدْنِ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ صَاحِبه"، قال جابرٌ: فلبثنا ما شاء الله أن نلبث، ثم مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق، فإذا نحن بامرأَة تَحمل أدمًا، فلما رأته طرحت الأدم، وأقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، والذى بعثك بالحق ما خلق الله من بشرٍ أحب إليَّ منه إلا أنت، قال عبيد الله: ولا أرانى سمعته من أبى.
1869 -
حدّثنا عبيد الله، حدّثنا أبى، حدّثنا قرة، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله قال: دعا النبي صلى الله عليه وسلم بصحيفة عند موته يكتب فيها كتابًا لأمته قال: "لا يَضِلّونَ وَلا يُضَلّونَ"، فكان في البيت لغطٌ، فتكلم عمر بن الخطاب، فرفضه النبي صلى الله عليه وسلم.
1868 - منكر: أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"[1/ 161/ 1 رقم 192]- وعنده معلق - وابن عدى في "الكامل"[7/ 156]، من طريق المؤلف عن عبيد الله بن معاذ قال: ذكر أبى عن يوسف بن محمد بن المنكدر عن أبيه عن جابر به.
قلتُ: هذا إسناد منكر، وفيه علتان:
الأولى: الانقطاع؛ فعبيد الله بن معاذ لم يسمعه من أبيه معاذ كما ذكر هو ذلك في ذيل الحديث.
والثانية: يوسف بن محمد بن المنكدر مضى الكلام عليه في الذي قبله، وانفراداته عن أبيه دون متابع: ما هي إلا مناكير محضة.
1869 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[5856]، وأحمد 3/ 346]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 243]، وابن حبان في "الثقات"[2/ 342]، والهروى في "ذم الكلام"[1/ رقم 122]، وغيرهم من طريقين (قرة بن خالد، وابن لهيعة) عن أبى الزبير عن جابر به نحوه.
قلتُ: قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 3003]: "وهذا حديث إسناده ثقات".=
1870 -
حدّثنا عبيد الله، حدّثنا أبى، حدّثنا قرة، عن أبى الزبير، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ يَصْعَدُ الثَّنِيَةَ ثَنِيَّةَ المرَارِ فَإنه يحَطُّ عَنْه مَا حطَّ عَنْ بَنِى إسرَائِيلَ؟ "، فكان أول من صعدها خيلنا، خيل بنى الخزرج، قال: فتتابع الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كلُّكمْ مَغْفورٌ لَه إلا صَاحِبَ الجمَلِ الأَحْمَرِ"، فقلنا: تعال يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: واللَّه لأن أجد ضالتى أحبُّ إليَّ من أن يستغفر لى صاحبكم. وإذا هو رجلٌ ينشد ضالة.
1871 -
حدّثنا ابن نمير، حدّثنا سعيد بن الربيع، حدّثنا قرة بن خالد، عن أبى الزبير، عن جابر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا عند موته بصحيفة ليكتب فيها كتابًا لا يَضلون بعده ولا يُضَلُّونَ، وكان في البيت لغطٌ، وتكلم عمر بن الخطاب فرفضها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
= قلتُ: وسنده صالح مستقيم. وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند ابن سعد قال: (أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصارى، حدثنى قرة بن خالد، أخبرنا أبو الزبير، أخبرنا جابر بن عبد الله الأنصارى قال:
…
) وذكره، ويشهد له حديث ابن عباس الآتى [برقم 2409]، والله المستعان.
1870 -
صحيح: على شرط مسلم، أخرجه مسلم [2780]، والحاكم [4/ 93]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2850]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 229 - 230]، وعبد الله بن أحمد، كما في "تفسير ابن كثير"[7/ 336/ طبعة دار طيبة]، وغيرهم، من طرق عن قرة بن خالد عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: ومن طريق عبد الله بن أحمد: أخرجه البيهقى في "الدلائل"[رقم 1443]، وسنده على شرط مسلم، وليس على شرطنا بعد.
وقد مضى البرهان على صحة تدليس أبى الزبير عن جابر بما لا يدع مقالًا لقائل إن شاء الله.
فراجع ما ذكرناه في الحديث [رقم 1769]، ولا تنس قول النسائي في "سننه الكبرى" [عقب رقم 2101]: "
…
وأبو الزبير من الحفاظ، روى عنه يحيى بن سعيد الأنصارى وأيوب ومالك بن أنس، فإذا قال: سمعتُ جابرًا، فهو صحيح، وكان يدلس
…
" فتأمل أيها المخاصم واعرف ما تقول.
1871 -
صحيح: مضى آنفًا [برقم 1869] نحوه.
1872 -
حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا حفصٌ، عن ابن جريجٍ، عن عطاءٍ، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يُخْلَطَ التَّمْرُ وَالزَّبِيبُ جَمِيعًا.
1873 -
حدّثنا محمد بن عبد الله بن نميرٍ، حدّثنا أبو أسامة، عن عبد الحميد بن جعفرٍ، عن يزيد بن أبى حبيب، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة يقول: "إِنَّ الله وَرَسُولَهُ حَرَّمَ بَيْعَ الخمْرِ، وَبَيْعَ الخنَازِيرِ، وَبَيْعَ
1872 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1768].
1873 -
صحيح: أخرجه البخارى [2121]، ومسلم [1581]، والترمذى [1297]، والنسائى [4256، 4669]، وابن ماجه [2167]، وأبو داود [3486]، وأحمد [3/ 324، 326]، وابن حبان [4937]، وابن أبى شيبة [36945]، والبيهقى [10830]، وابن الجارود [578]، وابن عبد البر في "التمهيد"[9/ 42]، وأبو عوانة [4356]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 462]، وابن المنذر في "الأوسط"[188]، والطحاوى في "المشكل"[13/ 213]، وغيرهم من طريقين:(الليث بن سعد، وعبد الحميد بن جعفر) عن يزيد بن أبى حبيب عن عطاء عن جابر به نحوه
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم. ووقع عند البخارى [2/ 779]، تعليقًا، ووصله أحمد [3/ 326]، وغيره، من طريق أبى عاصم عن عبد الحميد بن جعفر قال: أخبرنى يزيد بن أبى حبيب أن عطاء كتب يذكر أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
…
وذكره
…
هذا لفظ أحمد، ولفظ البخارى: (قال أبو عاصم: حدثنا عبد الحميد، حدثنا يزيد: كتب إلى عطاء سمعتُ جابرًا
…
).
قلتُ: ففيه دليل على كون يزيد لم يسمعه من عطاء؛ وإنما كاتبه عطاء به، وقد جزم أبو حاتم في "العلل"[رقم 1140]، بكون يزيد لم يسمع من عطاء شيئًا، لكن يُعكر على كل هذا، أنه وقع عند أبى عوانة [رقم 4358]، من طريق الربيع بن سليمان عن شعيب بن الليث عن الليث بن سعد عن يزيد بن أبى حبيب أنه قال: (سمعتُ عطاء بن أبى رباح يقول:
…
).
وهذا أراه من تصرف بعضهم ممن دون الليث، كأنه حمل الكتابة على السماع؛ فلم ير بأسًا من أن يستعيض عن قول يزيد الماضى: (كتب إليَّ عطاء
…
) بقوله: (سمعتُ عطاء) والكتابة ضرب من التحمل مقبول عندهم إلا مَنْ خالف، وليزيد بن أبى حبيب فيه إسناد آخر، راجع "فتح البارى"[4/ 424]، وعلل ابن أبى حاشم [رقم 1140].
الميْتَةِ، وَبَيْعَ الأَصْنَامِ"، فقال رجلٌ: يا رسول الله، فما ترى في شحم الميتة، فإنا ندهن به السفن، وندهن به الجلود، ونستصبح به؟ فقال: "قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ، إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ شُحُومَهَا، أَخَذُوا فَجَمَلُوهَا، ثُمَّ بَاعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا".
1874 -
حدّثنا ابن نميرٍ، حدّثنا أبى، حدّثنا الربيع بن سعد الجعفى، عن عبد الرحمن بن سابطٍ، عن جابر قال:"مَنْ سرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إلَى رَجُلٍ مِنْ أَهلِ الجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى الحَّسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ"، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله.
1875 -
حدّثنا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا أبو خالدٍ الأحمر سليمان بن حيان، عن
1874 - حسن: أخرجه ابن حبان [6966]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 136، 137]، وابن العدى في "بغية المطلب"[3/ 13]، والدينورى في "المجالسة"[3164]، وغيرهم من طريقين عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن الربيع بن سعد الجعفى عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر به ..
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح إن شاء الله. رجاله كلهم ثقات معروفون سوى الربيع بن سعد وحده، روى عنه جماعة من الثقات الكبار، ووثقه ابن حبان، وقال أبو حاتم:"لا بأس به .. " فمثله في رتبة الصدوق.
وقد توبع عليه: تابعه جابر الجعفى ولكن بلفظ: (من أراد أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة فلينظر إلى الحسين بن على) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[14/ 136]، لكن بإسناد مغموز إليه، ولو صح، فجابر هالك رافضى خبيث، فالعمدة على الطريق الأول، لكن أعله بعضهم بالانقطاع، فقد نفى ابن معين سماع عبد الرحمن بن سابط من جابر، كما في "المراسيل"[ص/ 128 رقم 217]، وعنه في "جامع التحصيل"[ص 222/ رقم 428].
قلتُ: لكن خالفه أبو حاتم الرازى، وجزم بأن عبد الرحمن بن سابط عن جابر متصل كما في "الجرح والتعديل"[5/ 240].
ويؤيده: أنه وقع في سنده عند ابن العديم في "بغية الطلب" ما يفيد السماع، فعنده: (
…
عن عبد الرحمن بن سابط قال: كنتُ مع جابر، فدخل الحسين بن على - رضى الله عنهما - فقال جابر: من سره
…
إلخ) وهذا ظاهر.
1875 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 4437]، وفى "مسند الشاميين" =
ثور بن يزيد، عن أبى الزبير، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسْلِيمٌ بِإصْبَعٍ وَاحِدَةٍ تشِير بِهَا فِعْلُ الْيَهُودِ".
= [1/ رقم 502]، وعبد الله بن أحمد في "العلل"[1/ 557]، وعنه العقلى في "الضعفاء"[3/ 223]، وغيرهم، من طريق عثمان بن أبى شيبة عن أبى خالد الأحمر عن ثور بن يزيد عن أبي الزبير عن جابر به ....
قلتُ: قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 38]: (رواه أبو يعلى، والطبرانى في "الأوسط"
…
ورجال أبى يعلى رجال الصحيح"، ومثله قال المنذرى في "الترغيب" [3/ 292]، والبوصيرى في "الإتحاف" [رقم 5284]، وقال الإمام في "الصحيحة" [4/ 388]: "رجاله ثقات رجال مسلم، لولا عنعنة أبى الزبير، فإنه مدلس".
قلتُ: وهو كما قالوا، لولا أن الإمام أحمد قد أنكره جدًّا على عثمان بن أبى شيبة، وقال:"هذا حديث منكر" كما في "العلل"[1/ 557/ رواية عبد الله]، وقد سأله ولده عبد الله عن جملة من الأحاديث يرويها عثمان بن أبى شيبة - ومنها هذا الحديث - فأجابه عليها، ثم قال عبد الله في آخر ذلك: "
…
فأنكرها جدًّا - يعنى أباه - وقال: هذه أحاديث موضوعة أو كأنها موضوعة،
…
" ثم قال أحمد: "
…
نسأل الله السلامة في الدين والدنيا
…
نراه - يعنى عثمان - يتوهم هذه الأحاديث، نسأل الله السلامة
…
اللَّهم سلم سلم".
قلتُ: الموضوع والباطل والمنكر ونحوها: يطلقها جماعة من النقاد القدماء في بعض الأوقات: على ما ظهر لهم من خطأ الراوى في الرواية متنًا أو سندًا، وسواء كان هذا الراوى ثقة حافظًا، أم كذابًا ماجنًا، فالخطأ هو الخطأ، لا يشفع لصاحبه كونه من النقلة الثقات كعثمان بن أبى شيبة أو غيره، فافهم هذا جيدًا، فقد تخبطت فيه أفهام.
والحديث بعد الآتى [برقم 1877]، قد أنكروه على عثمان أيضًا كما يأتى بيانه بعون الله. فالذى نفهمه هنا من كلام أحمد الماضى: أن هذا الحديث من أوهام عثمان، وأنه لم يروه هكذا أحد سواه، وأظن أحمد يقصد بالإنكار عليه إنما هو في متنه فقط؛ لأن عثمان قد توبع على إسناده، فرواه إبراهيم بن حميد الرؤاسى عن ثور بن يزيد بإسناده يه
…
إلا أنه بلفظ: "لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى؛ فإن تسليمهم بالأكف والرؤوس، وإلإشارة)، هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى" [10172]، والديلمى [4/ 150].
وتوبع عليه إبراهيم بن حميد: تابعه محمد بن عبس المروزى ولكن بلفظ: =
1876 -
حدّثنا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا إسماعيل بن مجالدٍ، عن أبيه، عن عامرٍ، عن جابر قال: لما قدم جعفرٌ من الحبشة عانقه النبي صلى الله عليه وسلم.
= (من تشبه بغيرنا فليس منا، ولا تسلموا بتسليم اليهود والنصارى؛ فإن تسليم اليهود بالأكف، وتسليم النصارى بالإشارة" هكذا أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" [1/ رقم 503]، من طريق محمد بن حميد عن محمد بن عبس به
…
قلتُ: وهذه متابعة تالفة، وابن حميد ليس بشئ وإن كان حافظًا، ثم جاء طلحة بن زيد الرقى ورواه عن ثور بإسناده به مثل رواية إبراهيم بن حميد، لكنه قال:(والحواجب) بدل قوله: (والرؤوس والإشارة) هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8911]، بإسناد حسن إليه، قال البيهقى عقبه:"هذا إسناد ضعيف بمرة، فإن طلحة بن زيد الرقى متروك الحديث متهم بالوضع، وعثمان بن عبد الرحمن - هو الراوى عن طلحة - ضعيف".
قلتُ: أما طلحة فهو كما قال وزيادة، أما عثمان فصدوق صالح، لكنه كان يكثر من الراوية عن الضعفاء والمجاهيل؛ فتكلم فيه جماعة لذلك، مثله كمثل بقية بن الوليد تمامًا.
وبالجملة: فالعمدة في هذا الحديث: إنما هو على رواية إبراهيم بن حميد التى عند النسائي في (الكبرى) وفى اليوم والليلة أيضًا [رقم 340]، وقد جود سنده الحافظ في "الفتح"[11/ 19]، وهو كما قال لولا أن أبا الزبير لم يَجْهر بـ (حدثنا) ولا قال:(أخبرنا) فكيف لنا قبول حديثه؟!.
نعم له شاهد من حديث عبد الله بن عمرو عن الترمذى [2695]، وجماعة. وهو مع ضعفه معلول بالوقف، وراجع "الصحيحة"[4/ 388]، و [5/ 227]، للإمام.
1876 -
صحيح: أخرجه الآجرى في "الشريعة"[رقم 1668]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[1/ رقم 364]، من طريق إسماعيل بن مجالد عن أبيه مجالد عن الشعبى عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، وفيه علل:
الأولى: إسماعيل بن مجالد مختلف فيه، وهو وسط إن شاء الله. لكن يقول ابن عدى:"عنده عن أبيه غرائب" كما في ترجمة عمر بن إسماعيل عن مجالد من "الكامل"[5/ 67].
والثانية: مجالد بن سعيد ضعيف سيئ الحفظ، وينفرد كثيرًا عن الشعبى بما لا يُطاق، وقد خولف إسماعيل بن مجالد في سنده، خالفه زياد بن عبد الله البكائى، فرواه عن مجالد عن الشعبى عن عبد الله بن جعفر به نحوه
…
وفيه (فقبله) بدل (عانقه)، فجعله من (مسند عبد الله بن جعفر) هكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[13359]، بإسناد قوى إلى زياد به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن زيادًا هذا فيه كلام، ومن هذا الطريق أخرجه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8968]، لكنه قال فيه:(فقبل شفتيه) ثم زاد: (لا أدرى بأيهما كان أشد فرحًا؟! بقدوم جعفر أو بفتح خيبر) والصواب عن مجالد هو ما رواه عنه إسماعيل بن مجالد - ابنه - إسنادًا ومتنًا.
ثم رأيت أسد بن عمرو قد رواه عن مجالد فقال: عن الشعبى عن عبد الله بن جعفر عن أبيه جعفر قال: (لما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم من عند النجاشى تلقانى فاعتنقنى).
هكذا أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 281]، فجعله من (مسند جعفر)، لكن أسدًا متكلم فيه أيضًا، ويشبه أن يكون هذا الاضطراب من مجالد نفسه.
والثالثة: أنه معلول بالإرسال، فقد خولف مجالد في وصله، خالفه الأجلح الكندى، فرواه عن الشعبى به مرسلًا نحوه
…
وفيه (فقبل ما بين عينيه وضمه إليه) وفى رواية: (واعتنقه) هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[4/ 34]، و [4/ 35]، وابن أبى شيبة [25729]، وعنه أبو داود [5220]، والبيهقى في "سننه"[13358]، زاد البيهقى:(وقال: ما أدرى بأيهما أنا أشد فرحًا: فتح خيبر أو قدوم جعفر؟!).
لكن الأجلح ضعيف على التحقيق، وقد اضطرب فيه أيضًا، فعاد ورواه عن الشعبى فقال: عن جابر به
…
مثل لفظ البيهقى الماضى دون التقبيل أو المعانقة، هكذا أخرجه الحاكم [2/ 681]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1598]، وسند الحاكم صحيح إليه، فالاضطراب منه ولا بد.
والمحفوظ في هذا الحديث إنما هو عن الشعبى به مرسلًا، هكذا رواه إسماعيل بن أبى خالد وزكريا بن أبى زائدة كلاهما عن الشعبى به
…
أخرجه الحاكم [3/ 233]، بسندٍ صحيح إليهما. ولفظه مثل لفظ البيهقى الماضى، وفيه (فقبل جبهته). لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه
…
أصحها حديث أبى جحيفة بلفظ: (لما قدم جعفر على رسول الله صلى الله عليه وسلم من أرض الحبشة: قبَّل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين عينيه ثم قال: ما أدرى أنا بقدوم جعفر أسر أو بفتح خيبر؟!) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 244] بسند صحيح، وهو عنده أيضًا في "الصغير"[1/ رقم 30]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 364]، وعنده دون قوله: (ما أدرى
…
إلخ).
ومثله أخرجه الخطيب في "تاريخه"[11/ 292]، وراجع شواهده في "نصب الراية"[4/ 323]، و"التلخيص"[4/ 96]، و"الصحيحة"[6/ 332]، واللَّه المستعان.
1877 -
حدّثنا عثمان بن أبى شيبة، حدّثنا جرير بن عبد الحميد الضبى، عن سفيان الثورى، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهد مع المشركين مشاهدهم، قال: فسمع مَلكيْن خلفه وأحدهما يقول لصاحبه: اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقال: كيف نقوم خلفه وإنما عهده باستلام الأصنام قبل؟ قال: فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم.
1877 - منكر: أخرجه الأزدى في "الضعفاء" كما في "اللسان"[3/ 53]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه"[11/ 286]، ومن طريقه المزى في "تهذيب الكمال"[19/ 485]، وابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 172]، والطبرانى في "الأوسط" كما في "اللسان"[3/ 53]، ومن طريقه البيهقى في "الدالائل"[رقم 369]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 128]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 270]، وعبد الله بن أحمد في "العلل"[1/ 559/ رقم 1333]- وعنده إشارة - وعنه العقيلى في "الضعفاء"[3/ 222]، وابن عساكر في "تاريخه" كما في مختصره لابن بدران [1/ 149]، وغيرهم، من طريق عثمان بن أبى شيبة عن جرير بن عبد الحميد عن الثورى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به ....
قلتُ: هذا حديث منكر متنًا وسندًا، أقذع أحمد العبارة في عثمان بن أبى شيبة من أجله، قال الحافظ ابن كثير في "البداية"[2/ 288]، بعد أن ذكره:"هو حديث أنكره غير واحد من الأئمة على عثمان بن أبى شيبة، .. " وقد سأل عبد الله ابن الإمام أحمد أباه عن هذا الحديث - مع جملة أخرى من غرائب عثمان بن أبى شيبة - كما في "العلل"[1/ 559]، فقال له أحمد:"هذه أحاديث موضوعة، أو كأنها موضوعة، كان أخوه - يعنى أخاه عبد الله أبا بكر - لا يُنَطَف - يعنى يُدنِّس - نفسه بشئ من هذه الأحاديث، نسأل الله السلامة في الدين والدنيا، نراه يتوهم هذه الأحاديث، نسأل الله السلامة، اللَّهم سلِّم سلِّم".
وقد كشف جماعة عن علة هذا الطريق، فقال عبد الله بن أحمد في "العلل"[3/ 264/ رقم 5167]، بعد أن ذكر إنكار أبيه له:"والحديث حدثناه عثمان عن جرير عن سفيان، وإنما كان يحدث به جرير عن سفيان عن عبد الله بن جرير [كذا في الأصل، والصواب: "عن سفيان بن عبد الله بن حدير] بن زياد القمى مرسلًا
…
".
قلتُ: فظهر من هذا أنه ثمَّ مَنْ حدث به عن جرير على هذا الوجه المرسل. وأنه هو أصل الطريق الماضى، وهذا ما جزم به الدارقطنى كما نقله عنه ابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 173]، فقال:=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "يقال: إن عثمان بن أبى شيبة وهم في إسناده، وغيره يرويه عن جرير عن سفيان عن عبد الله [كذا في الأصل، والصواب (عن سفيان بن عبد الله) كما يأتى التنبيه عليه] بن محمد بن زياد بن حدير مرسلًا
…
وهو الصواب".
قلتُ: بل هكذا رواه عثمان بن أبى شيبة نفسه عن جرير، فقال المؤلف في الرواية الآتية [رقم 1878]: "حدثنا عثمان حدثنا جرير عن سفيان عن عبد الله بن زياد بن حدير عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله
…
" يعنى مثل اللفظ الماضى.
قلتُ: وهذا هو المحفوظ عن جرير، لكن وقع تصحيف في سند تلك الرواية المرسلة عند المؤلف وغيره، فقوله: (عن سفيان عن عبد الله بن زياد
…
) صوابه (عن سفيان بن عبد الله
…
) تحرفت (ابن) بين سفيان وعبد الله إلى (عن)، ونحوه وقع في كلام الدارقطنى، وكذا في كلام عبد الله بن أحمد، وكأنه من الناسخ إن شاء الله.
ثم رأيته وقع في الطبعة العلمية من مسند المؤلف [2/ رقم 1873]، على الصواب: فعنده هناك: (عن سفيان بن عبد الله بن زياد
…
) فللَّه الحمد. وذكر المعلق عليه بالهامش أنه وقع في بعض النسخ (عن سفيان عن عبد الله
…
) وهذا تصحيف كما مضى.
لكن يُعكِّر على ما قلناه، أن البخارى لما ترجم في "تاريخه"[4/ 94]، لسفيان بن عبد الله بن محمد بن حديرًا، ذكر أن جريرًا كان يسميه هكذا، أما الثورى فكان يقول: (عن عبد الله بن محمد
…
إلخ)، وهذا مشكل للغاية، ولم يستطع العلامة المعلمى في تعليقه على "تاريخ البخارى" أن يجيب عن هذه العضلة بشئ، فإنه ختم تعليقه - ويأتى بعضه - على ترجمة سفيان بن عبد الله قائلًا: "ويبقى النظر في معنى عبارة المؤلف - يعنى البخارى -، وفى رواية الثورى عن سفيان هذا
…
واللَّه أعلم".
قلتُ: ويأتى المزيد، والحاصل: أن الحديث أصله مرسل من رواية سفيان بن عبد الله بن محمد ابن حدير [وبعضهم لا يذكر محمدًا بين عبد الله وحدير] عن النبي صلى الله عليه وسلم به
…
وهكذا رواه أبو يعلى عن عثمان بن أبى شيبة نفسه كما مضى، ثم جاء أبو زرعة الرازى ورواه عن عثمان فقال: (عن جرير عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير عن ابن عقيل عن جابر به
…
) هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[1/ 286]، ومن طريقه المزى في "تهذيبه"[19/ 486]، من طريق أبى الحسن محمد بن عبد الواحد، عن أبى العباس أحمد بن محمد بن الحسين الرازى عن محمد بن قارن عن أبى زرعة به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى أبى زرعة، ورجاله كلهم معرفون، محمد بن عبد الواحد هو أبو الحسن المعروف بابن زوج الحرة، ترجمه الخطيب في "تاريخه"[2/ 361]، ثم قال:"كتبنا عنه، وكان صدوقًا" وكان يعرف بالأصغر تمييزًا له من سمِّيه محمد بن عبد الواحد أبى الفرج الدارمى. وكلاهما من شيوخ الخطيب.
وأبو العباس أحمد بن الحسين حافظ ثقة مشهور، ومحمد بن قارن ترجمه الذهبى في "تاريخه"[وفيات سنة 329]، وقال: "سمع أبا زرعة والمنذر بن شاذان و
…
وله تصانيف".
قلتُ: وحدث عنه أبو زرعة الإستراباذى الحافظ، وأبو بكر بن المقرئ وجماعة من الكبار. ولم يغمزه أحد بشئ فيما أعلم؛ فالإسناد مستقيم إن شاء الله، لكن أيش هذا؟!
فهذه ثلاثة ألوان من الاختلاف في سنده على عثمان بن أبى شيبة، فتارة يرويه عنه جماعة على الوجه الأول: (عن جرير عن الثورى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به
…
) وتارة يرويه عنه أبو يعلى - وقد روى عنه الوجه الأول أيضًا - فيقول: (عن جرير عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير به مرسلًا
…
) وهذا الوجه هو الذي صوَّبه جماعة من النقاد كما مضى، وتارة يرويه عنه أبو زرعة فيقول: (عن جرير عن سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير عن ابن عقيل عن جابر به
…
) وهذا الوجه هو الذي صوَّبه الخطيب في "تاريخه" فقال: "وعندى أن هذا الوجه أشبه بالصواب".
ثم جاء العلامة المعلمى اليمانى واستظهر لونًا رابعًا من وجوه الاختلاف في هذا الحديث، فقال في تعليقه على "تاريخ البخارى" [4/ 95]: "بن جابر، فتحرفت على عثمان كلمة (بن) الأولى فصارت:(عن) فصار: سفيان عن عبد الله بن محمد، فظن عثمان أن سفيان هو الثورى؛ لأن جريرًا إذا روى عن سفيان وأطلق فهو الثورى، وظن أن عبد الله بن محمد هو ابن عقيل؛ لأنه المشهور بعبد الله بن محمد في شيوخ الثورى، فإذا صح هذا، فجابر إن كان هو الصحابى، فلا أرى سفيان هذا أدركه؛ فالظاهر أنه منقطع، وإن كان غيره كجابر الجعفى، فالانقطاع محقق؛ والجعفى مُتكَلَّمٌ فيه
…
".
قلتُ: وهذا على وجاهته إلا أنه ضرب من التخرُّص أيضًا، ويبعده أنه لم يرد في شئ من بطون الدفاتر التى وقفنا عليها، ولا رجحه - فضلًا عن أن يذكره - أحد من نقاد الصنعة المتقدمين، بل أكثرهم صوَّب الوجه المرسل كما مضى، وبعضهم رجَّح الوجه الثالث. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثم هناك إشكال آخر، ما هو الصواب في شيخ جرير بن عبد الحميد في هذا الحديث، فلو قلنا بكونه غير الثورى - وهو الصواب - فيلزمنا تمييزه، فهل هو (عبد الله بن محمد بن زياد بن حدير؟!) أم هو:(سفيان بن عبد الله بن زياد بن حدير) أم يكون (عبد الله بن زياد بن حدير)؟! أم ربما كان (عبد الله بن حدير بن زياد) وكل ذلك قد وقع في روايات الحديث وفى كلام النقاد عنه.
ولم نجد لأحد من هؤلاء ترجمة البتة، وإنما الوجود عندهم هو (سفيان بن عبد الله بن محمد بن زياد بن حدير) فهذا هو الذي ترجمه البخارى وابن أبى حاتم وابن حبان، وذكروا رواية جرير عنه، وكذا الثورى، زاد ابن حبان:(والكوفيون)، يعنى أن الكوفيين قد رووا عنه، ولم يذكروا فيه جرحًا ولا تعديلًا سوى ابن حبان، فإن كان هذا الرجل هو شيخ جرير في هذا الحديث، فلا أعلم أحدًا ممن تكلم عليه قد ذكر اسمه هكذا، اللَّهم إلا الدارقطنى وحده، إنْ تغاضينا عما وقع في كلامه من تصحيف.
والذى عندى في هذا كله: أن عثمان بن أبى شيبة هو صاحب تلك الإشكالات جميعًا، وقد كان عثمان آية يضرب بها المثل في التصحيف والتحريف، وله في ذلك أخبار وحكايات ونوادر ذكر بعضها الدارقطنى في كتابه "التصحيف وأخبار المصحفين" وجماعة من رواة الأدب والأسمار، فمثله لا يبعد عنه الإتيان في اسم راوٍ بخمسة أقوال، وهذا شاهد على كونه ما حفظ إسناد الحديث ولا ضبطه، بل كان يضطرب فيه على تلك الوجوه كلها.
ولا يعكر على هذا قول عبد الله بن أحمد في "العلل" عن هذا الحديث: "وإنما كان يحدث به جرير عن سفيان عن عبد الله بن حدير [بالأصل: (جرير) وهو تصحيف بلا تردد] بن زياد القمى مرسلًا" ففيه ما يدل على أن هناك من رواه على هذا الوجه عن جرير دون عثمان؛ لأنا نقول: لم يذكر لنا عبد الله من رواه عن جرير هكذا، وقد يكون سمعه في المذاكرة ممن سمعه من عثمان عن جرير، وإن لم يصرح له من سمعه منه بكونه سمعه من عثمان.
وقد يكون عثمان قد اضطرب فيه على ألوان كثيرة غير ما سبق، فلما اشتهرت بين النقلة وصل هذا الوجه الماضى، سمع عبد الله بن أحمد، فظن أن بعضهم رواه عن جرير هكذا، فقال على الاحتمال: "وإنما كان يحدث به جرير عن سفيان
…
" ولفظه يقرب من هذا.
فإن صح ذلك - على ما فيه من التكلف - سلم لنا ما ادعيناه من كون الاضطراب في الحديث وصلًا وإرسالًا وغير ذلك، مع الاختلاف في ضبط اسم شيخ جرير، إنما هو من عثمان بن أبى=
1878 -
حدّثنا عثمان، حدّثنا جريرٌ، عن سفيان، عن عبد الله بن زياد بن حديرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
1879 -
حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، حدّثنا الحجاج بن أرطأة، عن عطاء بن أبى رباحٍ وأبى الزبير المكى، عن جابر بن عبد الله الأنصارى، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن يباع النخل سنتين أو ثلاثًا، ونهى أن يشترى ما في رؤوس النخل بكيلٍ من تمرٍ، ونهى أن تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها.
= شيبة نفسه، وهذا هو الظاهر عندى، فإن لم يصح هذا كله، فأنا متراجع عن ترجيح واحد من تلك الوجوه الماضية، ومتوقف فيها جميعًا حتى يثبت لنا بالبرهان القوى ترجيح بعضه على بعض، ولو تركت لقلمى العنان، يجرى كما يشاء في هذا الميدان، لجاء الكلام على هذا الحديث - بعد البحث والتفتيش - في جزء مفرد.
والحديث على كل حال: لا يصح من تلك الوجوه الماضية قط، وليس فيها إسناد نظيف ننظر إليه؛ فضلًا عن ترقيع عباءته، ومَن حسَّنه، فلم يدر ما الحديث ولا فقه شأنه بعد، وفى متنه نكارة شديدة لا تزول إنْ زالت الجبال، واللَّه المستعان.
1878 -
منكر: انظر ما مضى.
1879 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 381]، من طريق الحجاج بن أرطأة عن عطاء وأبى الزبير عن جابر به
…
نحو لفظ المؤلف.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات، وهو عند عبد بن حميد في "المنتخب"[1074]، من طريق الحجاج به
…
لكن بالجملة الوسطى منه فقط.
وقد توبع الحجاج بنحوه: تابعه أرطأة بن المنذر قال: عن عطاء بن أبى رباح وأبى الزبير عن جابر به
…
فذكره مثله دون الجملة الأخيرة، وعنده مكانها:(ونهى أن يباع القراح من السنبل بكيل من الحنطة) هكذا أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين"[1/ رقم 675]، قال: حدثنا أحمد بن عبد الوهاب قال: ثنا أبى قال: ثنا إسماعيل بن عياش عن أرطأة بن المنذر به
…
قلتُ: وهذا إسناد قوى. رجاله كلهم ثقات، سوى شيخ الطبراني وهو قوى الحديث، وأرطأة حمصى شامى معروف؛ فرواية إسماعيل عنه مستقيمة.
وللحديث طرق أخرى عن جابر ولكن مفرقًا، وقد مضى بعضها [برقم 1806، 1841، 1844]، وغير ذلك.
1880 -
حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد - يعنى الثقفى - عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان، فصام حتى بلغ كراع الغميم، قال: فصام الناس، وهم مشاة وركبانُ فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصوم، إنما ينظرون ما تفعل أنت، فدعا بقدحٍ فرفعه إليه حتى نظر الناس، ثم شرب، فأفطر بعض الناس، وصام بعضٌ، فقيل للنبى صلى الله عليه وسلم: إن بعضهم صام، فقال:"أُولَئِكَ الْعُصَاةُ"، واجتمع إليه المشاة من أصحابه، فَصَفُّوا إليه، فقالوا: نتعرض لدعوات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد اشتد السفر، وطالت الشُّقَةُ، فقال لهم:"اسْتَعِينُوا بِالنَّسْلِ، فَإنَّهُ يَقْطَعُ عَنْكُمُ الأَرْضَ وَتَخِفُّونَ لَهُ"، قال: ففعلنا، فخففنا له.
1880 - صحيح: أخرجه ابن حبان [2706] من طريق المؤلف به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح قويم:
والشطر الأول: حتى قوله: (أولئك العصاة) أخرجه مسلم [1114]، والترمذى [710]، والنسائى [2263]، وابن خزيمة [2019]، وابن حبان [3549]، والشافعى [761]، والطيالسى [1667]، والبيهقى [7935]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 65]، والحميدى [1289]، وجماعة كثيرة، من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به
…
وسيأتى عند المؤلف [برقم 2129].
أما شطره الثاني: فأخرجه ابن خزيمة [2563]، من طريق عبد الوهاب الثقفى عن جعفر عن أبيه به
…
نحو سياق المؤلف
…
وقد توبع عبد الوهاب على نحو هذا الشطر الأخير: تابعه ابن جريج قال: أخبرنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر قال: "شكا ناسٌ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم المشى، فدعا بهم وقال:(عليكم بالنسلان) فنسلنا فوجدناه أخف علينا
…
".
هكذا أخرجه ابن خزيمة [2537]، - واللفظ له - والحاكم [1/ 610]، و [2/ 111]، وعنه البيهقى في "سننه"[10126]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8102]، والخطابى في "الغريب"[2/ 371]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 2053]، وغيرهم من طرق عن روح بن عبادة عن ابن جريج به
…
وهذا إسناد حجازى شريف جدًّا.
1881 -
حدّثنا منصور بن أبى مزاحمٍ، حدّثنا محمد بن خطاب البصرى، عن عليّ بن زيدٍ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذَا ذَلَّتِ الْعَرَبُ ذَلَّ الإسلامُ".
1881 - منكر: أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 340]، من طريق منهصور بن أبى مزاحم عن محمد بن الخطاب عن علي بن زيد بن جدعان عن ابن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد منكر ما فيه خير، وقد سئل أبو حاتم عن هذا الحديث كما في "العلل"[رقم 2642]، فقال:"هذا حديث باطل، ليس له أصل".
قلتُ: وفيه علتان:
1 -
محمد بن الخطاب هو ابن جبير بن حية البصرى الثقفى، قال أبو حاتم:"لا أعرفه"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، على قاعدته المعروفة، ولو وقف ابن حبان له على هذا الحديث، لرماه بالعظائم، وقد ذكره الأزدى في "الضعفاء" وقال:"منكر الحديث" كما في "الميزان"[3/ 537]، وأورد له الذهبى هذا الحديث إشارة إلى انفراده به ..
فأحسن أحوال أن يكون في رتبة من لا يحتج بحديثه إذا انفرد فضلًا عن أن يخالف، فضلًا عن أن ينفرد بمثل هذا الخبر المنكر.
والعجب أن ترى الحافظ العراقى يميل إلى تقوية شأن هذا الرجل المغمور المغموز، فيقول في رسالته "القرب إلى مجة العرب"[5/ 2]، كما في "الضعيفة"[2/ 46]، معقبًا على قول أبى حاتم:"لا أعرفه" قال: "وقد زالت عينه برواية جماعة عنه
…
" ثم ذكر منهم ثلاثة فقط، وهذا إن سلم له في جهالة العين؛ فلن يسلم في جهالة الحال، ولا يشفع له أن ذكره ابن حبان في "ثقاته" لما عرفته من خطة ابن حبان المكشوفة في ذلك، ثم قال العراقى معقبًا على قول الأزدى الماضى "منكر الحديث": قال: "والأزدى ليس بعمدة".
قلتُ: ليس هذا موضع ذاك؛ لأنه لو لم يتكلم فيه الأزدى بشئ أصلًا؛ لكفى أنه شيخ مغمور مستور انفرد عن عليّ بن زيد بمثل هذا الخبر المنكر، وعليّ أصحابه كثيرون، فكيف وقد جزم أبو حاتم بكونه حديثًا باطلًا ليس له أصل، مع قوله عن محمد بن الخطاب:"لا أعرفه"؟!
على أن الأزدى وإن ضعفه بعضهم في روايته - وقد أسرف من رماه بالوضع - إلا أنه من حذاق النقاد على تشدد فيه، وكلامه في الرجال قوى رصين يعجبنى كثيرًا، وهو واحد من أولئك الحفاظ الذين لا يحكمون على الراوى بشئ إلا بعد استقراء أحاديث له، =
1882 -
حدّثنا عبد الله بن محمد بن سالمٍ، حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد بن
عليّ بن حسينٍ، عن أبيه، عن جده، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رمل من الحجر إلى الحجر.
1883 -
حدّثنا سفيان بن وكيع بن الجراح، حدّثنا أبى، عن إبراهيم بن يزيد المكى، عن أبى الزبير، عن جابر قال: كنا في سفرٍ، فصام رجلٌ، فَغُشِىَ عليه، فوقف عليه أصحابه، فمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: صام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ".
= ومقابلتها على أحاديث الشيوخ الثقات؛ ولذلك ترى في نقده ما يشهد له بالتقدم في صناعة الجرح القائمة على السبر والنظر والاعتبار، ولم يكن ممن يتابع غيره على جرح أحد كائنًا من كان، إلا بعد أن يرى - هو - في أحاديث هذا الراوى من الخلل ما يدعوه إلى أن يسجِّل رأيه فيه، ولذلك تراه انفرد بتليين جماعة من الكبار دون متابع له من النقاد.
وكل ذلك شاهد على تضلُّعه وطول باعه في هذا العلم الغريب في تلك الأعصار - أعنى علم الجرح والتعديل - وقد أساء جماعة في عدم الانتفاع بأقوال هذا الحافظ النَّقَّاد في الرواة والنقلة، وشرح ذلك تجده في كتابنا "المحارب الكفيل".
والثانية: أن عليّ بن زيد بن جدعان، ضعيف سيئ الحفظ على علمه وفضله وفقهه، وهو صاحب مناكير تركه جماعة من أجلها، وقد وقع للهيثمى والمناوى وجماعة ممن تكلموا على هذا الحديث أوهام، تعقبها الإمام في "الضعيفة"[1/ 301]، وأجاد جدًّا في تحليل من الحديث، أبرد الله مضجعه.
1882 -
صحيح: مضى من هذا الطريق [برقم 1810] نحوه مختصرًا بأتم من لفظه، وسيأتى مطولًا [برقم 2027]، وهناك نستوفى تخريجه بعون الله وقوته إن شاء الله.
1883 -
صحيح: هذا إسناد ضعيف واهٍ، شيخ المؤلف ليس بشئ بعد أن أفسده وراقه، وإبراهيم بن يزيد المكى هو الخوزى الهالك المتروك، وأبو الزبير يدلس عن جابر، وقد عنعنه.
وللحديث طرق أخرى عن جابر به
…
أصحها وأشهرها: ما رواه محمد بن عبد الرحمن الأنصارى عن محمد بن عمرو بن الحسن عن جابر به في قصة نحو سياق المؤلف
…
أخرجه البخارى [1844]، ومسلم [1115]، وأبو داود [2407]، والنسائى [2262]، وأحمد [3/ 319]، والدارمى [1709]، وابن أبى شبية [8960]، والبيهقى في "سننه"[7942]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 62]، وابن الجارود [399]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 159]، وجماعة كثيرة من طرق عن شعبة عن محمد بن عبد الرحمن به
…
=
1884 -
حدّثنا جعفر بن حميدٍ الكوفى، حدّثنا يعقوب - يعنى القمى - عن عيسى ابن جارية، عن جابرٍ قال: كان رجلٌ يحمل الخمر من خيبر إلى المدينة فيبيعها من المسلمين، فحمل منها بمالٍ، فقدم به المدينة، فلقيه رجلٌ من المسلمين، فقال: يا فلان، إن الخمر قد حرمت، فوضعها حيث انتهى على تلّ وسجى عليها بالأكسية، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، بلغنى أن الخمر قد حرمت، قال:"أَجَلْ"، قال: إلى أن أردها على من ابتعتها منه، قال:"لا يَصْلُحُ رَدّهَا"، قال: إلى أن أهديها لمن يكافئنى منها، قال:"لا"، قال: إن فيها مالا ليتامى في حجرى، قال:"إذَا أَتَانَا مَالُ الْبَحْرَيْنِ فَأتِنَا نُعَوِّضْ أَيْتَامَكَ مِنْ مَالِهِمْ"، ثم نادى بالمدينة، قال: فقال الرجل: يا رسول الله، الأوعية ننتفع بها؟ قال:"فَحُلُّوا أَوْكِيَتَهَا"، فَانْصَبَّتْ حتى استقرت في بطن الوادى.
= قلتُ: وسنده صجيح، وقد توبع شعبة عليه. ووقع في سنده اختلاف شرحناه في غير هذا المكان. والله المستعان.
1884 -
ضعيف: بهذا السياق: أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"[336]، من طريق يعقوب بن عبد الله القمى عن عيسى بن جارية عن جابر به .. مثل سياق المؤلف.
قلتُ: وهو عند الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 3727]، من هذا الطريق
…
ولكن مختصرًا بلفظ: "عن جابر أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: بلغنى أن الخمر قد حرمت، قال: أجل. قال: فإن عندى خمرًا ليتيم؛ فأمر بها، فأهريقت
…
".
قال ابن كثير في "تفسيره"[2/ 125]، بعد أن ساقه من طريق المؤلف:"هذا حديث غريب" وذكره البوصيرى في "إتحاف الخبرة"[رقم 2560]، ثم قال:"هذا إسناد حسن".
قلتُ: مداره على عيسى بن جارية وهو ضعيف صاحب مناكير وغرائب، انظر ما قلناه عنه في الحديث [رقم 1795]، والراوى عنه صدوق متماسك.
والجملة الأخير من الحديث - أعنى قوله: "فانصبت حتى استقرت في بطن الوادى" - ذكرها الحافظ في "الفتح"[10/ 39]، وعزاها إلى ابن مردويه في "تفسيره" في قصة من حديث جابر وقال:"بسندٍ جيد"، وأغلب الظن أنها عند ابن مردويه من هذا الطريق الماضى.
وقد عرفت كيف أن بينه وبين الجودة حجابًا كثيفًا.
ويشهد لأكثره حديث أنس الآتى [برقم 3042]، و [3439]، و [رقم 4051]، ومضى حديث أبى سعيد أيضًا [برقم 1056، 1277].
1885 -
حدّثنا جعفر بن حميد، حدّثنا يعقوب، عن عيسى، عن جابرٍ، نحو حديث أبى الربيع في قصة ابن أم مكتومٍ قال:"أَجِبْ وَلَوْ حَبْوًا، أَوْ زَحْفًا".
1886 -
حدّثنا جعفر، حدّثنا يعقوب، عن عيسى، عن جابرٍ، نحو حديث ابن أم مكتومٍ في الكلاب.
1887 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حدّثنا معاوية بن هشامٍ، حدّثنا سفيان، عن داود، عن عامر، عن جابر بن عبد الله قال: لما لقى النبي صلى الله عليه وسلم النقباء من الأنصار قال لهم: "تُؤْوُوِى وَتَمْنَعُونِى"، قالوا: فَمَا لَنَا؟ قَالَ: "لَكُمُ الْجَنَّةُ".
1888 -
حدّثنا زهير بن حربٍ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، عن حصينٍ، عن
1885 - صحيح: دون قوله: (حبوًا أو زحفًا) مضى [برقم 1803].
1886 -
ضعيف: دون الأمر بقتل الكلاب
…
: مضى [برقم 1804].
1887 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 4353]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 26]، و [8/ 447]، من طريقين عن معاوية بن هشام عن الثورى عن داود بن أبى هند عن الشعبى عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد جيد، وقد توبع عليه معاوية: تابعه قبيصة بن عقبة عند الحاكم [2/ 682]، وابن المقرئ في "المعجم"[1/ رقم 126]، فالإسناد صحيح.
وقد توبع عليه الشعبى: تابعه أبو الزبير المكى ولكن مطولًا عند أحمد [3/ 322، 339]، وابن حبان [6274]، والحاكم [3/ 364]، والطبرانى في "الكبير"[2/ 1757]، وفى "الأوسط"[8/ رقم 7968]، وفى "الصغير"[2/ 1076]، والبيهقى في "سننه"[16333، 17513]، وغيرهم. وصرح أبو الزبير بالسماع عند البيهقى وغيره. فانظر "الصحيحة"[1/ 93] للإمام.
1888 -
صحيح: أخرجه البخارى [894، 1953، 1958، 4616]، ومسلم [863]، والترمذى [عقب رقم 3311]، وأحمد [3/ 313، 370]، وابن أبى شيبة [5184]، والبيهقى في "سننه"[5414]، وفى "الشعب"[5/ 6494]، وفى "المعرفة"[رقم 1742]، وعبد ابن حميد في "المنتخب"[1101]، وابن الجارود [292]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 97]، وجماعة من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، عن سالم بن أبى الجعد عن جابر به
…
=
سالمٍ، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائمًا يوم الجمعة فجاءت غيرٌ من الشام، فانفتل الناس حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلا، فأنزلت هذه الآية التى في الجمعة:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11].
1889 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جرير، عن ليث، عن عطاء، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذَا الثُومِ، وَالْبَصَلِ، وَألْكُرَّاثِ، فَلًا يَقْرَبْنَا".
= قلتُ: وقد توبع عليه سالم: تابعه أبو سفيان كما يأتى عند المؤلف [برقم 1979]، مقرونًا مع حصين. وقد رواه بعض الضعفاء عن حصين فزاد في متنه زيادات منكرة. كما شرحناه في "غرس الأشجار". فراجع "ضعفاء العقيلى"[1/ 24، 25]، و"سنن البيهقى"[5417].
1889 -
صحيح: هذا إسناد صحيح في الشواهد والمتابعات، والليث هو ابن أبى سليم الضعيف المختلط المشهور، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه.
1 -
ابن جريج عن عطاء به
…
وزاد: (فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم).
أخرجه مسلم [564]- واللفظ له - والترمذى [1806]- وليس عنده الزيادة - والنسائى [707]، وابن خزيمة [1665]، وابن حبان [1644]، والبيهقى في "سننه"[4832]، وفى "الشعب"[7/ 11189]، وفى "الآداب"[426]، وابن عبد البر في "التمهيد"[6/ 419]، وأبو عوانة [958]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1873]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[2/ 148]، وجماعة كثيرة.
وهو عند البخارى [816]، ومسلم [564]، وأبى عوانة [957]، وجماعة، من طريق ابن جريج به نحوه
…
ولكن دون ذكر (البصل، والكراث).
2 -
وتابعه أيضًا: الزهرى بلفظ: (من أكل ثومًا أو بصلًا فليعتزلنا أو ليعتزل مسجدنا
…
) أخرجه البخارى [رقم 5137]- واللفظ له - ومسلم [564]، وأبو داود [3822]، وأحمد [3/ 400]، وابن خزيمة [1664]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 9347]، وفى "الصغير"[2/ رقم 1126]، والبيهقى في "سننه"[4835]، والنسائى في "الكبرى"[6679]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 240]، وجماعة.
وقد توبع عليه عطاء: تابعه أبو الزبير كما يأتى [برقم 2321].
1890 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن عاصمٍ، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنكح المرأة على عمتها أو على خالتها.
1891 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن عاصم، عن الشعبى، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذَا طَالَتْ غَيْبَةُ أَحَدِكُمْ فَلا يَأْتِ أَهْلَهُ طُروقًا".
1892 -
حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ قال:
1890 - صحيح: أخرجه البخارى [4819]، والنسائى [3297]، وأحمد [3/ 338، 382]، وابن حبان [4114]، والطيالسى [1787]، وعبد الرزاق [10759]، وابن أبى شيبة [16760]، والبيهقى في "سننه"[13725]، ومحمد بن نصر في "السنة"[236]، وأبو نعيم في "مسند أبى حنيفة"[261]، وجماعة من طرق عن عاصم الأحول، عن الشعبى، عن جابر به
…
قلتُ: وللشعبى فيه إسناد آخر يرويه عن أبي هريرة به نحوه
…
وسيأتى عند المؤلف [برقم 6641]، وقد اختلف في إسناده على ألوان كثيرة ذكرها الدارقطنى في "العلل"[11/ 115، 116، 118،117، 119]، ثم قال في آخر كلامه: "والصحيح عن داود بن أبى هند عن الشعبى عن أبى هريرة، وعن عاصم الأحول عن الشعبى عن جابر .. ).
قلتُ: وقد توبع عليه الشعبى: تابعه أبو الزبير المكى.
في الباب عن جماعة من الصحابة. مضى منها حديث على [برقم 360]، ويأتى حديث أبى هريرة [برقم 6641]، وأبى موسى [برقم 7225].
1891 -
صحيح: أخرجه البخارى [4946]، ومسلم [715]، وأحمد [3/ 396]، والنسائى في "الكبرى"[9142]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 262]، وأبو عوانة [رقم 6082]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 398]، وغيرهم، من طرق عن عاصم الأحول عن الشعبى عن جابر به نحوه ....
قلتُ: وقد توبع عليه عاصم: تابعه سيار أبو الحكم عليه نحوه
…
1892 -
منكر: أخرجه أحمد [3/ 316]، وابن حبان [2935]، والحاكم [1/ 497]، والبيهقى في "سننه"[6342]، وفى "الشعب"[7/ 9967، 9968]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1023]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[245]، وهناد في "الزهد"=
أتت الحُمَّى النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم فاستأذنت عليه، قال:"مَنْ أَنْتِ؟ " قالت: أنا أم ملدمٍ، قال:"أَتَهْتَدِينَ إلَى أَهْلِ قُبَاءَ؟ " قالت: نعم، قال: فأتتهم فَحُمُّوا، ولقوا منها شدةً فاشتكوا إليه، وقالوا: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لقينا من الحُمَّى؟ قال:"إِنْ شِئْتُمْ دَعَوْتُ اللَّهَ فَكَشَفَهَا عَنْكُمْ، وَإن شِئْتُمْ كانَتْ طَهُورًا"، قالوا: لا، بل تكون لنا طهورًا أو عرفًا.
= [1/ رقم 389]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 437]، وابن الجوزى في "الثبات عند الممات"[ص 46]، وأبو جعفر بن البخترى في "الجزء المنتقى من السادس عشر"[رقم 8/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان طلحة بن نافع عن جابر به
…
وعند بعضهم مختصرًا.
قلتُ: إسناده على شرط مسلم.
وقد جوده الحافظ في "الفتح"[10/ 110]، لكن يعكر عليه أن على بن المدينى قد جزم في "علله الكبير" بكون أبى سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث فقط، حكاه عنه الحافظ في "التهذيب"[5/ 26]، وكذا قال شعبة كما حكاه عنه أبو حاتم الرازى .. راجع "المراسيل"[55].
وهكذا قال أبو خالد الدالانى أيضًا، كما في "جامع التحصيل"[ص 252]، قال الحافظ في "التهذيب" معلقًا على هذا: "قلتُ: لم يخرج له البخارى سوى أربعة أحاديث عن جابر، وأظنها التى عناها شيخه على ابن المدينى،
…
".
ثم أشار الحافظ إلى هذه الأحاديث عند البخارى، فإذا كان الحافظ يُقر على ابن المدينى وغيره على ما قالوه بشأن سماع أبى سفيان من جابر، فكيف صح له أن يجود له هذا الحديث هنا!؟!
وقد صح عن أبى سفيان أنه قال: "جاورت جابرًا بمكة ستة أشهر"، وصح عنه أنه قال: "كنتُ أحفظ، وكان سليمان اليشكرى يكتب
…
" يعنى عن جابر، وهذا يرد على من جزم بكون حديث أبى سفيان كله عن جابر إنما هو كتاب، كما ورد عن شعبة وغيره.
ونقل الترمذى في "علله"[ص 447]، عن البخارى أنه قال:"كان يزيد أبو خالد الدالانى يقول: أبو سفيان لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث" قال البخارى: "وما يدريه؟! أولا يرضى أن ينجو رأسًا برأس حتى يقول مثل هذا؟! ".
قلتُ: وهذا إنكار من البخارى على مَنْ زعم ذلك، فكأنه لم يصله قول شيخه ابن المدينى ولا ما حكى عن شعبة، والبخارى إمام الصنعة بلا جدال، ولا شك أيضًا أن ابن المدينى أعلم منه بالعلل والسماعات، لكن المثبت مقدم على النافى.=
1893 -
أَخْبَرَنَا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "الْقَسْوَةُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ قِبَلِ المشْرِقِ فِي رَبِيعَةَ، وَمُضَرٍ، وَالإيمَانُ فِي أَهْلِ الحجَازِ".
= ويؤيد إنكار البخارى: أن أبا سفيان قد صرح بالسماع من جابر في عدة أحاديث غير تلك الأربعة التى أشار إليها الحافظ في "تهذيبه"، وسيأتى منها عند المولف حديثان: الأول [برقم 2211]، والثانى [برقم 2317].
وقد وقفتُ على أربعة أحاديث أخر كلها يقول فيها أبو سفيان: (سمعتُ جابرًا) والإسناد إليه صحيح ليس فيه شئ، ولو فتش البعض لوجد أكثر من ذلك.
* فالصواب عندى: أن حديث أبى سفيان عن جابر محمول على السماع ما لم يظهر الإرسال، عفوًا بله التدليس، وقد وصف أبو سفيان بذلك، وصفه به الدارقطنى والحاكم، لكنه ليس مكثرًا منه إن شاء الله وراجع "شرح علل الترمذى"[1/ 446].
إذا عرفت هذا: فلا بأس من متابعة الحافظ في تجويده إسناد هذا الحديث. لكن تبقى فيه عنعنة الأعمش، وقد كان يدلس عن أبى سفيان أيضًا كما نصَّ عليه ابن حبان في "الثقات"[4/ 393]، لكنه مكثر من الرواية عن أبى سفيان أيضًا، فالأولى حمل ذلك على الاتصال ما لم يظهر التدليس.
وللحديث شاهد نحو لفظه من مراسيل أبى عثمان النهدى عند هناد في "الزهد"[1/ رقم 390]، لكن الإسناد إليه مخدوش، ثم وجدتُ له شاهد آخر أتم من لفظه - وفى آخر قصة - من حديث أبى هريرة عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 502]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9969]، وفى "الدلائل"[رقم 2410]، وغيرهما، وسنده صحيح متصل. ثم وقفتُ على شاهد ثالث عن سلمان الفارسى، ورابع عن مولاة لسعد.
1893 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [32434]، وتمام في "الفوائد"[رقم 1630]، وغيرهما، من طريق الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وسنده جيد. وقد مضى الكلام عن تلك الترجمة (الأعمش عن أبى سفيان عن جابر) فيما مضى قبلُ. وأبو سفيان طلحة بن نافع مختلف فيه، وهو صدوق وسط. ما أقربه من أبى الزبير! ولم ينفرد به، بل تابعه:=
1894 -
وَعَنْ جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "النَّاس تَبَعٌ لِقرَيْشٍ فِي الخيْرِ وَالشَّرِّ".
1895 -
وَعَنْ جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الشَّيْطَانَ إذَا سَمِعَ النِّدَاءَ
= 1 - أبو الزبير المكى بلفظ: (غلظ القلوب والجفاء في المشرق، والإيمان في أهل الحجاز) أخرجه مسلم [53]، وأحمد [3/ 335]، و [3/ 345]، وابن حبان [7296]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 9071]، وغيرهم، وصرح أبو الزبير بالسماع عند مسلم وغيره.
2 -
وتابعه سليمان اليشكرى نحو لفظ أبى الزبير: عند أحمد [3/ 332]، وابن جميع في "معجم الشيوخ"[54]، من طريقين عن أبى عوانة، عن أبى بشر جعفر بن إياس عن سليمان به
…
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم جدًّا، وسليمان أوثق من أبى الزبير وأبى سفيان في جابر، وله شاهد من حديث أبى مسعود الأنصارى عند البخارى [3307]، وجماعة.
1894 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 331]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 63]، وابن حبان [6263] وابن أبى شيبة [10618]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 11174] وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 1510]، وأبو عمرو الدانى في "الفتن"[2/ رقم 196]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[3/ 70]- وعنده سَقْطٌ في سنده - وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح، ولولا أن الأعمش مكثر عن أبى سفيان، ما قبلنا منه عنعنته، وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير المكى عند مسلم [1819] وأحمد [3/ 1383]، والبيهقى في "سننه"[16309] وأبى عوانة [رقم 5623] وأبى نعيم في "تثبيت الإمامة"[رقم 151] والباغندى في جزء من "مجالسه"[رقم 41/ ضمن مجموع جمهرة الأجزاء]، وغيرهم. وصرح أبو الزبير بالسماع عند مسلم وجماعة.
وللحديث شاهد عن أبى هريرة مرفوعًا يأتى عند المؤلف [برقم 6264]، وفى الباب عن جماعة من الصحابة.
1895 -
جيد: أخرجه مسلم [388] وأحمد [3/ 316]، وابن خزيمة [393] وابن حبان [1664] وابن أبى شيبة [2373]، والبيهقى في "سننه"[1878]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3049]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1032]، وابن عبد البر في "الاستذكار" =
بِالصَّلاةِ ذَهَبَ حَتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ"، قال سليمان: فسألته عن الروحاء؟ فقال: هي من المدينة سبعةً وثلاثين ميلًا.
1896 -
وَعَنْ جابر قال: ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسًا بالمدينة فصرعه على جذم نخلةٍ، فانفكت قدمه، فأتيناه نعوده، فوجدناه في مشربةٍ لعائشة يُسَبِّحُ جالسًا، فقمنا خلفه فسكت عنا، ثم أتيناه مرة أخرى فوجدناه يصلى المكتوبة، فقمنا خلفه فأشار إلينا فقعدنا، فلما قضى الصلاة قال:"إذَا صَلَّى الإمَامُ جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا، وَإذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَلا تَفْعَلُوا كمَا يَفْعَلُ أَهْلُ فَارِسَ بِعُظَمَائِهَا".
= [1/ 388]، وأبو عوانة [رقم 753]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 315]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به
…
وعند بعضهم بنحوه
…
قلتُ: هذا إسناد صالح، وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير عند أحمد [3/ 336]، وزاد:(له ضراط) لكن رواه عنه ابن لهيعة! وله شاهد من حديث أنس بسياق أتم عند الطبراني في "الأوسط"[9/ رقم 9195]، وسنده مظلم.
• تنبيه: قد وقع اختلاف في تقدير المسافة بين الروحاء والمدينة، فعند المؤلف وابن حبان وبعضهم:(سبعة وثلاثين ميلًا)، وعند مسلم وابن خزيمة:(ستة وثلاثين ميلًا)، وعند أحمد والباقين:(ثلاثون ميلًا)، وهذا التقدير وقع عند المؤلف وابن خزيمة وابن حبان من قول أبى سفيان، سأله عنه سليمان - وهو الأعمش - ووقع عند الجميع متصلًا في ذيل الحديث، وقد رجَّح الحافظ في "الفتح"[2/ 85]، كون هذا التقدير مدرجًا في بعض الروايات. وهذا ما يظهر لى.
1896 -
صحيح: أخرجه أبو داود [602]، وأحمد [3/ 300]، وابن خزيمة [1615]، وابن حبان [2112]، والبخارى في "الأدب المفرد"[960]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 422]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 4484]، وابن أبى شيبة [7136]، والبيهقى في "سننه"[4853]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2005]، والطحاوى في "المشكل"[14/ 142]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ....
قلتُ: هذا إسناد صالح على شرط مسلم، وتلك الترجمة:(الأعمش عن أبى سفيان عن جابر) لا بأس بها كما اهتدينا إليه أخيرًا. راجع الكلام حولها في الحديث الماضى [برقم 1892]. =
1897 -
وَعَنْ جابر، قال: قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَتَطوَّفْنَا بالبيت وأحللنا، فلما أتينا البطحاء أمرنا أن نهلَّ بالحج، قال: فقال بعض القوم: أنهلُّ بالحج وإنما عَهْدُنَا بالنساء أمس؟! قال: فكان منهم في ذلك كلامٌ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ هَذَا مَا سُقْتُ الْهَدْىَ"، قال: وقال لنا: "لِيَشْتَرِكِ النَّفَرُ فِي الْهَدْى".
1898 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن سالم بن أبى الجعد،
= وقد توبع عليه أبو سفيان بنحوه
…
تابعه أبو الزبير عند مسلم [413]، والنسائى [1200]، وابن ماجه [1240]، وأحمد [2/ 334]، وابن خزيمة [486]، وابن حبان [2122]، والبخارى في "الأدب"[948]، والبيهقى في "سننه"[5728]، وأبى عوانة [رقم 1287]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1247]، وجماعة، من طرق عن الليث بن سعد عن أبى الزبير به
…
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم، وعنعنة أبى الزبير مجبورة برواية الليث عنه كما مضى شرحه في الحديث [رقم 1769].
وقد توبع عليه الليث: تابعه حميد بن عبد الرحمن عند مسلم [413]، وجماعة.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث أنس [برقم 3558، 3595]، وراجع "الإرواء"[2/ 118 - 123].
1897 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 364]، من طريق عبد الواحد عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه .. دون قوله:(ليشترك النفر في الهَدْى).
قلتُ: وهذا إسناد جيد على شرط مسلم، وزاد أحمد:(ولم يحل رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه ساق الهدى، فأحرمنا جن توجهنا إلى منى).
وللحديث طرق عن جابر نحوه
…
مطولًا ومختصرًا. والأمر بالإشراك في الهدى وقع في رواية أبى الزبير عن جابر كما يأتى عند المؤلف [برقم 2150]، وستأتى رواية جعفر بن محمد المطولة عن أبيه عن جابر [برقم 2027، 2126، 6739]، والله المستعان.
1898 -
صحيح: أخرجه مسلم [715]، والنسائى [4639]، وأحمد [3/ 314]، وابن حبان [4911]، و [6517]، والبيهقى في "سننه"[10725]، وعبد بن حميد [1109]، وابن الجارود [636]، وأبو عوانة [رقم 3935]، والبغوى في "شرح السنة"[4/ 9]، والطحاوى=
عن جابر بن عبد الله قال: أقبلنا من مكة إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فأعيا جملى فتخلفت عليه أسوقه، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجةٍ متخلفًا فلحقنى فقال لى: ما لك متخلفًا؟ قال: قلت: لا، يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلا أن جملى ضَلَعَ عليَّ فأردت أن ألحْقَهُ بالقوم، قال: فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذنبه فضربه، ثم زجره، فقال:"اركب"، فلقد رأيَتنى بعد وإنى لأكفُّهُ عن القوم، قال: فنزلنا منزلًا دون المدينة فأردت أن أتعجل إلى أهلى، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تَأْتِ أَهْلَكَ طُرُوقًا"، قال: قلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنى حديث عهدٍ بعرس، قال:"فَمَا تَزَوَّجْتَ؟ " قلت: امرأةً ثيبًا، قال:"فَهَلا بِكْرًا تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ؟ " قال: فقلت: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن عبد الله توفى - أو استشهد - وترك جَوَارِىَ، فكرهت أن أتزوج إليهن مثلهن، قال: فسكت ولم يقل لى: أحسنت، ولا: أسأت، قال: ثم قال لى: "بِعْنِى جَمَلَكَ هَذَا"، قال: قلت: لا، بل هو لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا، بَلْ بِعْنِيهِ"، قال: قلت: لا، بل هو لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا، بَلْ بِعْنِيهِ"، قال: قلت: فإّنَ لِرَجُلٍ عليَّ أوقية ذهب فهو لك بها، قال:"قَدْ أَخَذْتُ، فَتَبَلَّغْ عَلَيْهِ المدِينَةَ"، قال: فلما قدمت المدينة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لبلالٍ:"أَعْطِهِ أُوقِيَّةَ ذَهَبِ وَزِدْهُ"، قال: فأعطانى أوقية ذهبٍ وزادنى قيراطًا، قال: فقلت: لا تفارقنى زيادة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، قال: فكان في كيسٍ لى فأخذه أهل الشام يوم الحرة.
1899 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر بن عبد الله، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لَوْ كانَ لابْنِ آدَمَ نَخْلٌ لَتَمَنَّى إليْهِ مِثْلَهُ، وَلا يَمْلأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إلا التّرَابُ".
= في "المشكل"[11/ 49]، و غيرهم من طرق عن الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عن جابر به مطولًا ومختصرًا.
قلتُ: قد توبع سالم عليه: تابعه الشعبى عليه مختصرًا كما مضى عند المؤلف [برقم 1850]، وكذا تابعه عليه مختصرًا: أبو المتوكل [برقم 1793]، وتابعه غيرهما.
1899 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [3233]، وأبو الحسين بن سمعون في "أماليه"[رقم 84]، من طريقين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به =
1900 -
وَعَنْ جابر، جاء غلام لحاطب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخل حاطبٌ النار، فقال:"كَذَبْتَ؛ أَلَيْسَ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا وَالحُدَيْبِيَةَ؟ ".
= قلتُ: وهذا إسناد حسن على شرط مسلم. وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير عليه بنحوه عند أحمد [3/ 340]، من طريق ابن لهيعة عن أبى الزبير به
…
وابن لهيعة سيئ الحفظ مختلط يتلقَّن، لكنه توبع عليه: تابعه ابن جريج قال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
…
وذكره نحوه
…
وهذا إسناد صالح مستقيم، ومن هذا الطريق أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن [رقم 588]، وزاد في أوله: (كنا نقرأ: لو أن لابن آدم
…
إلخ).
ثم وجدت العقيلى في "الضعفاء"[4/ 119]، قد أخرج الحديث من الوجه الأول من طريق محمد بن فضيل عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف
…
وفيه: (لو أن لابن آدم واديًا من نخل لطلب
…
إلخ).
قال العقيلى: "ولا يتابع - يعنى ابن فضيل - على هذه اللفظة: (وادى من نخل).
والرواية في هذا الباب ثابتة من غير هذا الوجه: لو أن لابن آدم واديين من مال".
قلتُ: لم ينفرد ابن فضيل بهذا اللفظ عن الأعمش، بل تابعه عليها: جرير بن عبد الحميد وموسى بن أعين.
وتابعهما أيضًا عبد الملك بن معن كما يأتى عند المؤلف [برقم 2303]، والصواب أن الذي تفرد بهذا اللفظ هو الأعمش، كما جزم به ابن حبان في "صحيحه"[8/ 27]، [عقب رقم 3233]، واللفظ الذي رجحه العقيلى ورد عن جماعة من الصحابة، وهو المشهور.
ويأتى بنحوه من حديث ابن عباس [برقم 2573]، ومن حديث أنس بن مالك [2849]، و [2858]، ومن حديث عائشة [برقم 4460]، ومن حديث أبى هريرة [برقم 6573، 6611]، فالله المستعان.
1900 -
صحيح: أخرجه أحمد [6/ 362]، والطبرانى في "الكبير"[25/ رقم 965]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[1/ رقم 333، 334، 335]، والمحاملى في "أماليه"[1/ رقم 98]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2376]، وغيرهم، من طريقين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن أم مبشر به
…
=
1901 -
وَعَنْ جابر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"يُبْعَث كلُّ عَبْد عَلَى مَا مَاتَ عَليهِ".
= قلتُ: هذا إسناد حسن على الجادة، وأم مبشر صحابية أنصارية معروفة، لكن اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه زائدة بن قدامة وأبو عوانة كلاهما على الوجه الماضى، وخالفهما جرير بن عبد الحميد، فرواه عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
ولم يذكر فيه (أم مبشر) هكذا رواه المؤلف هنا. وكذا ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[رقم 335].
والأشبه أن الوجهين محفوظان من حديث الأعمش، ويؤيده أن الوجهين قد وردا جميعًا من غير طريق الأعمش:
1 -
فقد رواه حجاج الأعور عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر عن أم مبشر به
…
هكذا ذكره ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 2]، ولم أقف على من أخرجه بعد، نعم أخرجه أحمد [3/ 325]، من طريق حجاج الأعور بإسناده به .. لكن لم يذكر فيه (أم مبشر).
2 -
ورواه الليث عن أبى الزبير عن جابر به
…
أخرجه مسلم [2495]، والترمذى [3864]، وأحمد [3/ 349]، وابن حبان [4799]، و [7120]، والحاكم [3/ 340]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 3064]، والنسائى في "الكبرى"[8296، 11074]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 325]، وفى "المعرفة"[رقم 15، 1756]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1015]، وغيرهم. وهكذا رواه أبو خيثمة أيضًا عن أبى الزبير عند ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 2].
1901 -
صحيح: أخرجه مسلم [2878]، وأحمد [3/ 366]، وابن حبان [7319]، والحاكم [1/ 490]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1013]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"[112]، والبيهقى في "القضاء والقدر"[رقم 84]، والخطابى في "الغريب"[1/ 613]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 136]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 208]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد صالح، وقد أخرجه البغوى في "شرح السنة"[7/ 317]، من طريق أبى حذيفة عن الثورى عن الأعمش بإسناده به
…
وزاد: (المؤمن على إيمانه، والكافر على كفره). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وأبو حذيفة ضعيف الحفظ، ليس بشئ في سفيان الثورى، وقد خولف فيه، خالفه عبد الرحمن بن مهدى، وأبو أحمد الزبيرى، وأبو نعيم الملائى، وأبو عامر العقدى، ومحمد بن كناسة، ومصعب بن المقدام، وأبو عاصم النبيل، والفريابى وغيرهم، كلهم رووه عن الثورى عن الأعمش بإسناد به
…
دون تلك الزيادة الماضية. وهذا هو المحفوظ عن الثورى. لكن قد جاءت تلك الزيادة في رواية أبى الزبير وغيره عن جابر:
1 -
أما أبو الزبير: فروايته عند أحمد [3/ 346]، وابنه في "السنة"[2/ رقم 1450]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 9076]، والبيهقى في "إثبات عذاب القبر"[رقم 216]، والشجرى في "أماليه"[2/ 6]، وغيرهم، من طرق عن ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر به في سياق طويل .. وفى آخره: (يبعث كل عبد في القبر على ما مات، المؤمن على إيمانه، والمنافق على نفاقه
…
) لفظ أحمد.
وابن لهيعة مكشوف الأمر، وقد خولف في رفعه، خالفه ابن جريج، فرواه عن أبى الزبير فقال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول
…
وساقه مطولًا مثل لفظ أحمد والماضين. لكنه لم يجاوز به جابرًا، بل وقفه عليه من قوله، وهذا هو المحفوظ، لاسيما وقد صرح أبو الزبير فيه بالسماع، ومثله ابن جريج.
لكن هنا شاردة غريبة، فقد قال ابن كثير في "تفسيره" [4/ 497/ طبعة دار طيبة]: "وقال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج أخبرنى أبو الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتانى القبر، فقال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
…
" ثم ذكره مطولًا مرفوعًا مثل السياق المشار إليه آنفًا، وهذا إسناد لا غبار عليه، ولكن أين رواه أحمد؟! قد بحثتُ عنه في "المسند" فلم أعمر عليه من هذا الطريق قط، وإنما رواه أحمد في "المسند" [3/ 346]، حدثنا موسى بن داود حدثنا ابن لهيعة عن أبى الزبير به
…
، ومن طريق أحمد: أخرجه عبد الله بن أحمد في "السنة". وقد استظهرت أنه ربما يكون قد سقط مع ما سقط من "المسند"، فرجعتُ إلى الجزء المطبوع في الأحاديث الساقطة من "المسند" فلم أعثر على هذا الطريق فيه، ثم نظرت في أطراف "المسند"[2/ 110]، للحافظ، فوجدته قد عزا الحديث إلى أحمد من نفس الطريق التى أخرجه أحمد منها في "مسنده"، ومثله فعل الهيثمى في غاية المقصد في "زوائد المسند"[رقم 1249]، وهكذا أشار في "مجمع الزوائد"[3/ 168]، حيث قال:"رواه أحمد، والطبرانى في "الأوسط"=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفيه ابن لهيعة
…
". ولو كان الحديث عند أحمد من طريق آخر عن جابر، لأشار إليه الهيثمى فلم يبق بعد كل هذا إلا أحد احتمالين لا ثالث لهما:
1 -
إما أن يكون ابن كثير قد شُبِّه له، وهذا عندى بعيد.
2 -
وإما أن يكون الإمام أحمد قد أخرجه في كتاب آخر غير "المسند" وقد كان ينبغى على ابن كثير أن يذكر المصدر الذي نقل منه الحديث والإسناد؛ وإلا فمتى ذكر سند أحمد في رواية؛ فالمعروف أنها في "مسنده" وهذه عادته في "تفسيره"، فلماذا أخلَّ بها هنا إن صَّح هذا الاحتمال الماضى؟!
* والحاصل: أنه إن ثبت أن أحمد قد روى الحديث من الطريق الذي ذكره ابن كثير في "تفسيره" فالإسناد على شرط مسلم، والزيادة الواردة فيه مقبولة. والجمع بينه وبين رواية عبد الرزاق: هو أن ابن جريح كان يرفعه تارة، ثم يكسل فيوقفه على جابر.
ويؤيد المرفوع. رواية ابن لهيعة عن أبى الزبير كما مضى. وهناك آخر روى الحديث عن جابر بلفظ المؤلف
…
لكن مع الزيادة المشار إليها
…
وهو:
2 -
وهب بن منبه عند ابن حبان [7313]، بإسناد قوى إليه عن جابر به مرفوعًا قال: (يبعث كل عبد على مات عليه، المؤمن على إيمانه، والنافق على نفاقه
…
)، لكن جزم ابن معين بكون وهب بن منبه لم يلق جابر بن عبد الله، وأن روايته عنه إنما هي صحيفة وقعت إليه؛ فأخذ يحدث بها، راجع "المراسيل"[رقم 420].
ونازع المزى في هذا، وردَّ عليه الحافظ في "التهذيب"[1/ 316]، في ترجمة (إسماعيل بن عبد الكريم اليمانى)، وأجاد الحافظ.
وللحديث - دون الزيادة - شواهد عن جماعة من الصحابة بنحوه. يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 6247].
• تنبيه مهم: الحديث أخرجه ابن ماجه [4230]، من طريق شريك عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر به
…
ولكن بلفظ: (يحشر الناس على نياتهم).
وهذا ظاهره أنه حديث آخر حفظه شريك عن الأعمش هكذا بهذا اللفظ، لولا أنى رأيت الحافظ المزى قد ذكره في "تحفة الأشراف"[رقم 2206]، عقب اللفظ الأول: (يبعث كل عبد على =
1902 -
وَعَنْ جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"طَعَامُ رَجُلٍ يَكْفِى رَجُلَيْنِ، وَطَعَامُ رَجُلَيْنِ يَكْفِى أَرْبَعَةً، وَطَعَامُ أَرْبَعَةٍ يَكْفِى ثَمَانِيَةً".
1903 -
وَعَنْ جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إذَا أَكلَ أَحَدُكمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَة، فَإنكمْ لا تَدْرُونَ فِي أَيِّهِ تَنْزِلُ الْبَرَكةُ".
= ما مات عليه .. ) فتبعتُه في ذلك، ورواه الطبرى في "تفسيره"[5/ 465]، من طريق ابن مهدى عن الثورى عن الأعمش بإسناده به
…
ولكن بلفظ: (تبعث كل نفس على ما كانت عليه) فللَّه الحمد.
1902 -
صحيح: أخرجه مسلم [2059]، والترمذى [عقب رقم 1820]، وأحمد [3/ 315]، وابن أبي شيبة [24551]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 28]، وابن عساكر في "تاريخه"[23/ 359]، وأبو عوانة [رقم 6812، 6813]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ....
قلتُ: قد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير المكى عند مسلم [2059]، وابن ماجه [3254]، وأحمد [3/ 301]، و [3/ 382]، والدارمى [2044]، وابن حبان [5237]، والنسائى في "الكبرى"[6774]، والذهبى في "التذكرة"[4/ 1303]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 25]، وأبى عوانة [رقم 6810]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 466]، وابن بشران في "الأمالى"[2/ رقم 945]، والبيهقى في "الآداب"[رقم 459]، وغيرهم.
وللحديث شواهد عن جماعة الصحابة. انظر "الصحيحة"[4/ 256]، للإمام.
1903 -
صحيح: أخرجه مسلم [2033]، وأحمد [3/ 315]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5853]، وأبو عوانة [رقم 6702]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 463]، وابن أبى شيبة [24447]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
وزاد البيهقى والمؤلف في الآتى، والبغوى ومسلم في رواية له في أوله: (إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شئ من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة؛ فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان
…
) ولفظ أحمد وابن أبى شيبة وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1220]، دون الزيادة:(إذا أطعم أحدكم فلا يمسح يده حتى يمصها: فإنه لا يدرى في أي طعام يبارك له فيه). =
1904 -
وَعَنْ جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"إنَّ الشَّيْطَانَ لَيَحْضَرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كلِّ شَىْءٍ، حتَّى يَحْضُرُهُ عِنْدَ طَعَامِهِ وَشَرَابِهِ، فَإذَا وَقَعَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيَرْفَعْهَا، وَلْيُمِطْ مَا أَصَابَهَا مِنَ الأَذَى، ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ".
1905 -
وَعَنْ جابرٍ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ خَافَ أَنْ لا يَسْتَيْقِظَ آخِرَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَ اللَّيْلِ، ثُمَّ لْيَرْقُدْ، وَمَنْ طَمِعَ أَنْ يَسْتَيْقِظَ آخِرَ اللَّيْلِ، فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ الْقِرَاءَةَ مَحْضُورَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، وَذَلِكَ أَفْضَلُ".
= قلتُ: وإسناده صالح مستقيم.
• وقد توبع عليه أبو سفيان:
1 -
تابعه أبو الزبير المكى على نحوه عن جابر
…
كما مضى [برقم 1836]، دون الزيادة الماضية، وقد وقعت تلك الزيادة بنحوها من رواية ابن جريج عن أبى الزبير كما يأتى عند المؤلف [برقم 2246].
2 -
وتابعهما أبو صالح عن جابر به نحوه دون الزيادة الماضية: وستأتى متابعته عند المؤلف [برقم 1934، 2165]، مقرونًا مع أبى سفيان.
1904 -
صحيح: انظر قبله.
1905 -
صحيح: أخرجه مسلم [755]، والترمذى [عقب رقم 455]، وابن ماجه [1187]، وأحمد [3/ 315، 389]، وابن خزيمة [1086]، وابن حبان [2565]، وعبد الرزاق [4623]، وابن أبى شيبة [6707]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1017]، وابن الجارود [269]، والبيهقى في "سننه"[4615].
وفى "الشعب"[3/ رقم 3070]، وفى "سننه الصغير"[رقم 589]، وأبو عوانة [رقم 1762]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 185]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2557]، وابن نصر في "قيام الليل"[ص 116]، وجماعة، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير عن جابر به نحوه
…
عند مسلم [755]، وأحمد [3/ 300]، والبيهقى في "سننه"[4616]، وأبى عوانة [رقم 1763]، وغيرهم.=
1906 -
وَعَنْ جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن أَهْلَ الجنُةِ يَأكلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبُونَ، وَلا يَتْفِلُونَ، وَلا يَبُولُونَ، وَلا يَتَمَخَّطُونَ، وَلا يَتَغَوَّطُونَ"، قال: فما بال الطعام؟ قال: "جُشَاءً وَرَشْحًا كَرَشْحِ المسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ".
1906 - صحيح: أخرجه مسلم [3835]، وأحمد [3/ 349]، وابن حبان [7435]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1030]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 197]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 115]، وغيرهم مثل سياق المؤلف جميعًا.
وهو عند أحمد [3/ 364]، والطيالسى [1776]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ 4866]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 62]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 305]، وغيرهم مثله دون (يلهمون التسبيح
…
إلخ)، وأخرجه أبو داود مختصرًا بلفظ (إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون)، كلهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ....
قلتُ: وهذا الحديث هو أحد الأحاديث التى ثبت فيها تصريح أبى سفيان بالسماع من جابر كما تراه عند أحمد [3/ 364]، راجع ما ذكرناه في الحديث [رقم 1892]، وقد اختلف في إسناده على الأعمش.
فرواه عنه أصحابه على الوجه الماضى، وخالفهم جميعًا النضر بن إسماعيل، فرواه عنه فسلك فيه الجادة، فقال: عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[10/ 129]، ثم قال:"وخالفه أصحاب الأعمش، رووه عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر، وهو أصح".
قلتُ: والنضر ضعيف صاحب مناكير وغرائب، وقد توبع عليه أبو سفيان:
1 -
تابعه: أبو الزبير عند مسلم [2835]، وأحمد [3/ 349، 384]، والدارمى [2827]، وابن طولون في "المائة"[رقم 93]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 375]، وأبى الفضل الزهرى في "حديثه"[34]، مثل سياق المؤلف. وصرح أبو الزبير بالسماع عند مسلم وجماعة.
2 -
وتابعهما: ماعز التميمى عند أحمد [3/ 354]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[2/ 1019] من طريقين عن صفوان بن عمرو عن ماعز التميمى عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: وإسناده صحيح في المتابعات، وماعز شيخ نكرة مستور، وله شاهد نحو شطره الأول من حديث أبى هريرة يأتى عند المؤلف [برقم 6084].
1907 -
وَعَنْ جابر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاثٍ:"لا يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إلا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عز وجل".
1908 -
وَعَنْ جابرٍ، قال: ما بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية على الموت ولكن بايعناه على أن لا نفرَّ، غير جد بن قيسٍ اختبأ في إبط بعيره.
1907 - صحيح: أخرجه مسلم [2877]، وأبو داود [3113]، وابن ماجه [4167]، وأحمد [3/ 293، 315، 330]، وابن حبان [636، 638]، والطيالسى [1779]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1590]، والبيهقى في "سننه"[6358]، وفى "الشعب"[2/ 1011]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 121]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1015]، وابن الجعد [رقم 2987]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ 938]، وابن أبى الدنيا في "حسن الظن بالله"[1]، والحسين بن حرب في "زوائد الزهد"[رقم 1034]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 595]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 255]، وابن عساكر في "تاريخه"[69/ 44]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 42]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 366]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 844]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ....
قلتُ: وقد توبع عليه أبو سفيان:
1 -
تابعه أبو الزبير المكى عند مسلم [2877]، وأحمد [3/ 325]، و [3/ 334]، والبيهقى في "سننه"[6359]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1041]، والحافظ في "الأمالى"[ص 8]، والقاضى إسماعيل بن عبد الجبار في "حديثه" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 283]، وغيرهم، وصرح أبو الزبير بالسماع عند أحمد في الموضع الثاني.
وقد رواه ابن أبى ليلى عن أبى الزبير فزاد فيه زيادة منكرة، فقال في آخره:(إن قومًا قد أرداهم سوء ظنهم بالله عز وجل: {وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (23)} [فصلت: 23]،
…
، هكذا أخرجه أحمد [3/ 390]، وابن أبى الدنيا في حسن الظن بالله [رقم 4]، ومن طريقه الرافعى في "تاريخ قزوين"[1/ 444]، وابن أبى ليلى إمام فقيه من أقران النعمان في العلم والعمل. لكنه سيئ الحفظ شديد التخليط في الرواية.
2 -
وتابعه أيضًا: وهب بن منبه كما ذكره أبو نعيم في "الحلية"[8/ 121].
1908 -
صحيح: هذا إسناد جيد على شرط مسلم. وقد توبع أبو سفيان على هذا التمام عن جابر
…
=
1909 -
وَعَنْ جابر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إنَّ عَرْشَ إبلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ فَيَبْعَثُ سَرَايَاة يَفْتِنُونَ النَّاسَ فَأَعْظَمهُ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُ فِتْنَةً".
= 1 - تابعه أبو الزبير المكى، عند الحميدى [1275]، وأبى عوانة [رقم 5798]، وقد مضت متابعة أبى الزبير عند المؤلف [برقم 1838]، لكن دون قوله: (غير جد بن قيس
…
إلخ).
2 -
ووهب بن منبه عند ابن سعد في "الطبقات"[2/ 100]، وفى أوله زيادة. مضى الإشارة إليها [1838]، ووهب قد نفى ابن معين سماعه من جابر، مع كونه قد صرح بالسماع منه في هذا الحديث وفى غيره، راجع ترجمة (إسماعيل بن عبد الكريم) من "تهذيب التهذيب"[1/ 316]، فهو مهم.
2 -
وتابعهما ابن المنكدر عند الطبرى في "تفسيره"[22/ 226/ طبعة الرسالة]، لكن الطريق إليه مغموز، وعنده في أوله زيادة مثل زيادة وهب بن منبه
…
ووجدتُ الطبرى قد أخرجه أيضًا [22/ 226]، من طريق عبد الملك بن معن عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
مثل المؤلف
…
وزاد في أوله: (كنا يوم الحديبية ألفًا وأربع مئة
…
) وراجع الحديث الماضى [برقم 1838].
1909 -
صحيح: أخرجه مسلم [2813]، وأحمد [3/ 314]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1033]، وأبو الشيخ في "العظمة"[5/ 1675]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 322]، والبيهقى في "الشعب"[6 رقم 8721]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر بن عبد الله به
…
وزاد أحمد وابن حميد والبيهقى والبغوى وهو رواية لمسلم: (يجئ أحدهم فيقول: فعلتُ كذا وكذا. فيقول: ما صنعت شيئًا، قال: ثم يجئ أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقتُ بينه وبين امرأته، قال: فيدنيه منه ويقول: نعْمَ أنت).
قلتُ: وسنده حسن صالح، وعنعنة الأعمش مجبورة بكونه مكثرًا من الرواية عن أبى سفيان، وأبو سفيان اختلف في سماعه من جابر، والراجح ثبوته كما مضى الكلام حوله في الحديث [رقم 1892]: وقد توبع عليه أبو سفيان:
1 -
تابعه أبو الزبير دون الزيادة الماضية كما يأتى [برقم 2153].
2 -
وتابعه ماعز التميمى دون الزيادة أيضًا: عند أحمد [3/ 354]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[2/ رقم 1016]، وماعز شيخ غائب.=
1910 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن سالم بن أبى الجعد، عن جابر، جاء رجلٌ من الأنصار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إن لى جاريةً فإنى أعزل عنها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سيأتيها ما قدر لها، ثم أتاه بعد ذلك، فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قد حملت الجارية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا قَدَّرَ الله مِنْ نَفْسٍ تَخْرُجُ إلا وَهِىَ كَائِنَةٌ".
1911 -
حدّثنا أبو خيثمة، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:"إن فِي اللَّيْلِ سَاعَةً لا يُوَافِقُهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ يَسْأَل اللَّهَ خَيْرًا مِنَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إلا أَعْطَاة إياهُ".
= 3 - وتابعهم وهب بن منبه عن جابر بنحوه دون الزيادة: عند ابن حبان [6187]، بإسناد قوى إليه.
وقد صرح وهب بسماعه من جابر، لكن لا يزال ابن معين يقول: "لم يلق وهب جابرًا، ولكنه ينبغى أن يكون صحيفة وقعت إليه
…
" كذا في "المراسيل" [رقم 420]، وراجع ترجمة (إسماعيل بن عبد الكريم) من "التهذيب" [1/ 316].
1910 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [89]، وأحمد [3/ 313، 3888]، وابن حبان [4194]، وسعيد بن منصور [رقم 2243]، وعبد الرزاق [12551]، وابن أبى شيبة [16597]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 35]، وأبو عوانة [عقب رقم 3527]، وابن بطة في "الإبانة"[2/ رقم 1434]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن سالم بن أبى الجعد عن جابر به
…
وهو عند بعضهم مختصرًا نحوه
…
قلتُ: وسنده صحيح لولا عنعنة الأعمش، لكن تابعه منصور بن المعتمر عند عبد الرزاق والطحاوى وأحمد في الموضع الثاني.
وقد توبع عليه سالم بن أبى الجعد تابعه عليه جماعة، منهم: أبو سفيان، وأبو الزبير، وأبو مريم الأنصارى، وعروة بن عياض، وغيرهم.
1911 -
صحيح: أخرجه مسلم [757]، وأحمد [3/ 313]، وابن حبان [2561]، وابن أبى الدنيا في "قيام الليل"[رقم 247]، وأبو عوانة [رقم 1758]، وابن بشران في "الأمالى"[2/ رقم 581]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 81]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
=
1912 -
وَعَنْ جابر قال: كانت عند أم المؤمنين عائشة امرأةٌ معها صبيّ يقطر منخراه دمًا،. فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"مَا شَأنُ هَذَا الصَّبِيِّ؟ " قالت: به العذرة، قال:"وَيْحَكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ، وَأَيُّ امْرَأَةٍ كَانَ بِصَبِيِّهَا عُذْرَةٌ أَوْ وَجَعٌ بِرَأْسِهِ، فَلْتَأْخُذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا فَلْتَحكَّهُ، ثمَ لْتُسْعِطْهُ"، ثم أمر عائشة، ففعلت ذلك بالصبى، فبرأ.
= قلتُ: وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير عليه نحوه عند مسلم [757]، وأحمد [2/ 403]، و [3/ 348]، وابن المبارك في "الزهد"[12161]، وفى "مسنده"[61]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 171]، وغيرهم، من طريقين عن أبى الزبير به
…
وقد عنعنه أبو الزبير، لكنه توبع كما مضى.
1912 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 315]، والحاكم [4/ 228، 450]، وابن أبى شيبة في "المسند" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 5348]، وفى "المصنف"[رقم 23437]، وابن عساكر في "تاريخه"[5/ 152]، وأبو جعفر بن البخترى في "المنتقى من الجزء السادس عشر"[رقم 7/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
قلتُ: قال الحافظ في "المطالب"[رقم 2513]: "إسناده حسن"، ومثله قال البوصيرى في "الإتحاف"، وهو كما قالا.
وقد توبع عليه أبو سفيان بنحوه .. تابعه أبو الزبير المكى عند الحاكم [4/ 228]، بإسناد صحيح إلى نصير بن أبى الأشعث عن أبى الزبير عن جابر به
…
وفى لفظه اختصار.
وقد توبع عليه ابن أبى الأشعث عن أبى الزبير: تابعه ابن لهيعة كما ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 2563]، وتابعهما: حماد بن شعيب عند الحاكم أيضًا [4/ 450]، لكن الإسناد إليه لا يصح.
وتابعهم موسى بن عقبة لكن اختلف عليه في سنده، فرواه عنه إسماعيل بن جعفر فقال: عن موسى عن أبى الزبير به
…
مثل رواية الجماعة عن أبى الزبير
…
أخرجه النسائي في "الكبرى"[7584]، وخولف إسماعيل فيه، خالفه الدراوردى، فرواه عن أبى الزبير عن جابر عن عائشة به نحوه مختصرًا
…
، فجعله من (مسند عائشة).=
1913 -
وَعَنْ جابر قال: كان خالٌ لى من الأنصار يرقى من الحية، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فأتاه خالى فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنك نهيت عن الرقى، وإنى أرقى من الحية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اعْرِضْهَا عَلَيَّ"، قال: فعرضها عليه، قال:"لا بَأسَ بِهَذِهِ، هَذِهِ مِنَ الموَاثِيقِ".
= هكذا أخرجه النسائي أيضًا [7585]، وهذا من أوهام الدراوردى، والمحفوظ هو الأول. لكنى وجدتُ ابن أبى حاتم قد ذكر لأبيه هذا الحديث في "العلل"[رقم 2563]، فقال: "سألتُ أبى عن حديث رواه نصير بن أبى الأشعث وابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر
…
" فذكره نحو سياق المؤلف، ثم قال: "موسى بن عقبة عن أبي الزبير عن جابر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم .. فسمعتُ أبى يقول: الصحيح جابر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
قلتُ: كذا قال أبو حاتم، وفيه نظر عندى، كأنه لم يقف على الاختلاف في سنده على موسى بن عقبة، ولو صح ما قال، فمراده من قوله: "والصحيح: جابر عن عائشة
…
" يعنى أن المحفوظ من رواية أبى الزبير إنما هو عن جابر عن عائشة به
…
فخرجت بذلك رواية الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
فانتبه يا رعاك الله.
وللحديث شاهد نحوه من رواية أم قيس بنت محصن الأسدية عند البخارى [5385، 5388]، ومسلم [2214]، وجماعة.
• تنبيه مهم: عزا الحافظ في "الفتح"[10/ 148]، حديث جابر إلى أحمد وأصحاب "السنن"، وهذا وهْم منه دون تردد، ولم يخرجه أحد من أصحاب "السنن" إلا النسائي وحده وفى "الكبرى". راجع "تحفة الأشراف"[رقم 2972].
ثم وجدتُ ابن القيم قد سبق الحافظ إلى هذا الوهم في العزو، فإنه قال في "زاد المعاد" [4/ 87]:"وفى "السنن" و"المسند" عنه من حديث جابر
…
".
1913 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [3515]، والحاكم [4/ 460]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 328]، والطبرانى في "الكبير"[17/ 74]، وعنه أبو نعيم في "المعرفة [4572]، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" [1/ 847]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف بتمامه .. وفى أوله عند ابن ماجه: (كان أهل بيت من الأنصار يقال لهم: آل عمرو بن حزم يرقون من الحُمَّى
…
) =
1914 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر قال: كان رجلٌ من الأنصار يرقى من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال: فقال: يا رسول الله، إنك نهيت عن الرقى، وإنى كنت أرقى من العقرب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
= وعند الحاكم: (جاء رجل من الأنصار يقال له عمرو بن حزم
…
)، وعند الطبراني ومَنْ رواه عنه:(رجل من الأنصار يقال له عمرو بن حنَّة).
قلتُ: وإسناده حسن على شرط مسلم. وقد توبع عليه أبو سفيان على هذا التمام: تابعه أبو الزُّبَير عند أحمد [3/ 393]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 328]، وابن وهب في "الجامع"[678]، من طرق عن ابن لهيعة عن أبى الزُّبَير به
…
وفى أوله عندهم: (عن جابر: أن عمرو بن حزم دُعى لامرأة بالمدينة لدغتها حية ليرقيها، فأبى، فأخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) لفظ أحمد.
وابن لهيعة حاله معلومة، لكنه توبع عليه: تابعه جماعة عن أبى الزبير دون سياق المؤلف، ومع زيادة في آخره
…
، تأتى في الحديث الآتى.
1914 -
صحيح: أخرجه مسلم [2199]، وأحمد [3/ 302، 315]، وابن حبان [6091، 6097]، والحاكم [4/ 460]، وابن أبى شيبة [23530]، والبيهقيّ في "سننه"[19379]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 328]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1026]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 401]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
وفى رواية لمسلم وأحمد: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فجاء آل عمرو بن حزم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله، إنه كانت عندنا رقية نرقى بها من العقرب، وإنك نهيت عن الرقى، قال: فعرضوها عليه فقال: ما أرى بأسًا، من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه).
قلتُ: وسنده صالح. وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزُّبَير عند مسلم [2199]، وأحمد [3/ 334، 382، 393]، وابن حبان [532]، والنسائى في "الكبرى"[7540]، والبيهقى في "سننه"[19378]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 326]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 1014]، وابن جريج في "جزئه"[رقم 29]، وجماعة من طرق عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
مثله، وعند بعضهم بنحوه
…
=
1915 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا جريرٌ، عن منصورِ، عن سالم بن أبى الجعد، عن جابر قال: ولد لرجلٍ منا غلامٌ فسماه محمّدًا، فقال له قومه: لا ندعك تسميه باسم رسول اللَّهَ صلى الله عليه وسلم، فانطلق بابنه حامله على ظهره، فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ولد لى غلامٌ فسميته محمدًا، فقال لى قومى: لا ندعك تسميه باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"تَسَمَّوْا بِاسْمِى، وَلا تَكْتَنوا بِكُنْيَتِى، فَإِنَّمَا أَنَا قَاسِمٌ أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ".
1916 -
حدّثنا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا عباد بن العوام، أخبرنا محمّد بن عمرٍو، عن
= وفى رواية لمسلم وأحمد والطحاوى وهو لفظ البيهقيّ والخرائطى وابن جريج: (لدغت رجل منا عقرب ونحن جلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رجل: يا رسول الله: أرقية؟ قال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل
…
).
قلتُ: وقد صرح أبو الزُّبَير بالسماع من رواية ابن جريج عنه عند مسلم وجماعة. وللحديث شاهد عن رجل من الأنصار.
1915 -
صحيح: أخرجه البخارى [2946، 2947، 3345، 5833]، ومسلم [2133]، وأحمد [3/ 298، 301، 303، 313، 369، 370، 385]، والطيالسى [1730]، وعبد الرزاق [19867]، وابن أبى شيبة [25927]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 337، 338]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1112]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 107]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 263]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 37]، والبيهقيّ في "سننه"[19105]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 224]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 5221]، وجماعة من طرق عن سالم بن أبى الجعد عن جابر به مثله
…
وعند بعضهم نحوه مختصرًا
…
ورواه بعضهم بالمرفوع منه فقط.
قلتُ: وقد توبع عليه سالم: تابعه أبو سفيان وأبو الزُّبَير وسلميان اليشكرى وابن المنكدر مطولًا ومختصرًا، ووقع في متنه اختلاف يسير. راجع "فتح البارى"[10/ 570، 571].
1916 -
حسن: أخرجه أبو داود [399]، والنسائى [1081]، وأحمد [3/ 327]، وابن حبان [2276]، والحاكم [1/ 309]، وابن أبى شيبة [3275]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 184]، والبيهقيّ في "سننه"[رقم 1906]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 275] وغيرهم من طرق عن محمّد بن عمرو بن علقمة عن سعيد بن الحارث عن جابر به
…
وعند بعضهم نحوه
…
=
سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله قال: كنت أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، وآخذ قبضةً من الحصا فأجعلها في كفى، ثم أحولها إلى الكف الأخرى حتى تبرد، ثم أضعها لجبينى حتى أسجد من شدة الحر.
1917 -
حَدَّثَنَا زهير، حَدَّثَنَا عباد بن العوام، أخبرنا حجاجٌ، عن أبى الزُّبَير، عن جابرٍ قال: كنا لا نقتل تجار المشركين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
= قلتُ: وهذا إسناد صالح، وابن علقمة صدوق متماسك، وسعيد بن الحارث هو ابن أبى سعيد الأنصارى ثقة معروف.
وقد رواه جماعة عن محمّد بن عمرو على الوجه الماضى، وخالفهم محمّد بن بشر بن الفرافصة، فرواه عن محمّد بن عمرو فقال: عن سعيد بن الحارث عن أبى سعيد الخدرى به
…
، فجعله من (مسند أبى سعيد) هكذا ذكره عبد الله بن أحمد عن أبيه في "المسند"[3/ 327]، عقب [رقم 14546]، وقال:"أخطأ ابن بشر".
قلتُ: وهو كما قال. والأول هو المحفوظ.
1917 -
ضعيف: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 4396]، من طريق عباد بن العوام عن الحجاج بن أرطأة عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
قلتُ: ومن طريق المؤلف: أخرجه ابن حبان في "المجروحين"[1/ 228]، وفى سنده علتان:
الأولى: عنعنة أبى الزُّبَير، فهو يدلس عن جابر خاصة كما مضى شرح ذلك في الحديث [رقم 1769]، فراجعه.
والثانية: الحجاج بن أرطأة ضعيف الحفظ على جلالته في الفقه والفتيا، وكان شديد التخليط في الأسانيد والمتون أيضًا، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 128]، وابن القيسرانى في التذكرة [رقم 589]، لكنه لم ينفرد به، بل توبع عليه:
1 -
فتابعه أشعث بن سوار عند ابن أبى شيبة [33130]، ويحيى بن آدم في "الخراج"[129]، والبيهقيّ في "سننه"[17939]، ولكن بلفظ:(كانوا لا يقتلون تجار المشركين) وتحرف (أبو الزُّبَير) عند ابن أبى شيبة إلى (الزُّبَير
…
)، هكذا دون (أبو) فانتبه. وأشعث حاله قريب من ابن أرطأة.
2 -
وتابعه الفزارى، عند السهمى في "تاريخ جرجان"[ص 406]، =
1918 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن يونس بن عبيدٍ، عن عطاءٍ، عن جابرٍ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم نهى عن الثنيا إِلَّا أن تعلم.
= من طريق أبى نعيم الجرجانى الحافظ عن إسحاق بن إبراهيم - هو الطلقى الثقة - عن محمّد بن خالد - هو الرازى الصدوق - عن الجراح - هو ابن الضحاك - عن الفزارى عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
ولكن بلفظ: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقتلوا تجار المشركين).
قلتُ: وسنده مستقيم إلى هذا الفزارى، ولكن من يكون ذا؟! لا أعرفه إِلَّا أن يكون هو محمّد بن عبيد الله العرزمى المتروك المعروف، ولا أعلم فزاريًا غيره يروى عن أبى الزُّبَير.
3 -
وتابعهم: يزيد بن عبد الرحمن عند أبى عمرو بن نجيد في "جزء من حديثه"[رقم 15/ ضمن مجموع أجزاء حديثية] ومن طريقه الذهبى في "تذكرة الحفاظ"[2/ 684]، من طريق مسروق بن المرزبان عن عبد السلام بن حرب عن يزيد بن عبد الرحمن عن محمّد بن مسلم - هو أبو الزُّبَير - عن جابر به
…
بلفظ: (نُهينا عن قتل تجار المشركين).
قلت: وهذه متابعة مغموزة، ومسروق ضعفه أبو حاتم ومشاه غيره، ويزيد بن عبد الرحمن هو أبو خالد الدالانى ضعيف مدلس، والحديث لا يصحّ.
1918 -
صحيح: أخرجه الترمذى [1290]، وأبو داود [2405]، والنسائى [3880، 4633]، وابن حبان [4971]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 48]، والطبرانى في "الصغير"[1/ رقم 518]، وفى "الأوسط"[5/ رقم 5225]، والبيهقيّ في "سننه"[10401]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 24]، وأبو عوانة [رقم 4156]، والبيهقيّ أيضًا في "المعرفة"[رقم 3489]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 75]، وغيرهم، من طرق عن عباد بن العوام عن سفيان بن حسين عن يونس بن عبيد عن عطاء بن أبى رباح عن جابر به
…
وزاد أبو داود والترمذى والنسائى والدارقطنى والبيهقيّ - في سننه - وابن عدى في أوله: (نهى عن المحاقلة والمزابنة والمخابرة
…
) وليست المخابرة عند أبى داود والبيهقيّ.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الجودة، بل قال الترمذى في "سننه": "هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، من حديث يونس بن عبيد عن عطاء عن جابر
…
" وقال الطبراني: "لم يروه عن يونس إِلَّا سفيان بن حسين، تفرد به عباد بن العوام" وقال ابن عدي: (وهذا الحديث لا أعلم يرويه عن سفيان بن حسين غير عباد بن العوام، ولا أعلم يروى سفيان بن حسين عن يونس بن عبيد غير هذا الحديث
…
". =
1919 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا عباد، عن الحسن بن أبى جعفرٍ، عن أبى الزُّبَير، عن جابرٍ قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثَمَنِ الْكَلْبِ وَالهِرِّ إِلّا الُمعَلَّمَ.
= قلتُ: وهؤلاء كلهم ثقات سوى سفيان بن حسين فقد تكلموا في روايته عن الزهرى وحده، وهو في غيره قوى الحديث، لكن في الإسناد عليه خفية.
فقد أخرجه الترمذى أيضًا في "علله الكبير"[رقم 211]، ثم قال:"سألتُ محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث سفيان بن حسين عن يونس بن عبيد عن عطاء، وقال: لا أعرف ليونس بن عبيد سماعًا من عطاء بن أبى رباح".
قلتُ: وقول البخارى حمله جماعة من فضلاء المعاصرين على الجزم بعدم السماع مطلقًا، فحيثما يقول البخارى عن راوٍ ما:"لا أعلم له سماعًا من فلان" يعنى لم يسمع على الجزم عندهم، وهذا فيه نظر قد بسطناه في غير هذا المكان.
والتحقيق عندى: أن هذه العبارة (لا أعرف له سماعًا من فلان) ونحوها يطلقها البخارى غالبًا. على إرادة نفى السماع البتة، فتكون بمعنى قولنا:(لم يسمع فلان من فلان)، لكنه يطلقها أحيانًا على سبيل غلبة الظن بمعنى عدم الوقوف على ما يدل على السماع، وعندنا أمثلة على ذلك مذكورة في سوى هذا المقام، والحاصل: أن الحديث معلول بما قاله البخارى من عدم علمه بسماع يونس بن عبيد من عطاء، لكن الحديث ثابت - بالزيادة الماضية - من طرق عن جابر دون قوله:(إِلَّا أن تُعلم)، وجملة النهى عن (الثنيا) دون استثناء عند مسلم وجماعة. فانظر ما مضى [1806]، واللَّه المستعان.
• تنبيه: وقع لحسين الأسد في تعليقه على هذا الحديث غفلة غريبة جدًّا، فإنه قال: "رجاله ثقات غير أنه منقطع، يونس بن عبيد هو ابن دينار العبدى لم يدرك جابرًا) هكذا قال، وواللَّه ما رأيتُ كاليوم عجبًا! متى وأين روى يونس بن عبيد هذا الحديث عن جابر حتى يُعلَّه هذا المعلَّق بالانقطاع؟! ليت شعرى أي شئ هذا؟! فالإسناد أمام عينيك: (عن يونس بن عبيد عن عطاء عن جابر
…
) فكيف زاغت الأبصار عن (عطاء)!؟ ولو أتعب نفسه قليلًا ونظر في مظان الحديث عند أبى داود والترمذى والنسائى وغيرهم حسبما يتفق له، لتدارك مثل هذه السقطات - عفوًا - بل الغفلات الشنيعة.
1919 -
صحيح: دون قوله: (إِلَّا المعلم): أخرجه أحمد [3/ 317]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 73]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 191]، وفى "العلل المتناهية"[2/ 595]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وابن حبان في "المجروحين"[1/ 237]، وغيرهم، من طرق عن عباد بن العوام عن الحسن بن أبى جعفر عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
وليس عند أحمد وابن الجوزى ذكر (الهر).
قلتُ: وهذا إسناد لا يصحّ، وفيه علتان:
الأولى: عنعنة أبى الزُّبَير، فهو يدلس عن جابر كثيرًا كما مضى شرح ذلك في الحديث [رقم 1769].
والثانية: أن الحسن بن أبى جعفر منكر الحديث كما قاله جماعة، وقد كان عابدًا زاهدًا لكن لم يكن الحديث صنعته.
ولم ينفرد به على هذا الوجه: بل تابعه أبو العطوف الجراح بن المنهال بلفظ: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب إِلَّا كلب الصيد ومهر البغى) أخرجه ابن مردويه في جزء فيه أحاديث ابن حيان [رقم 3]، وأبو عمرو القيسى في "جزء من حديثه"[رقم 2].
وأبو العطوف ساقط البتة، وقد اتهمه بعضهم بالكذب، راجع اللسان [2/ 99]، لكن تابعهما حماد بن سلمة عن أبى الزُّبَير عن جابر بلفظ (نهى عن ثمن الكلب والسنور إِلَّا كلب صيد).
أخرجه النسائي [4668]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 73]، وابن أبى شيبة [20910]، والبيهقيّ في "سننه"[10794]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 58]، وفى "المشكل"[1/ 12]، وابن المنذر في "الأوسط) [رقم 3239]، وابن الجوزى في "التحقيق" [2/ 190]، وفى "المتناهية" [2/ 596]، وغيرهم.
قال النسائي عقب روايته: "هذا منكر"، وقال في موضع آخر [عقب 495]:"ليس هو بصحيح" وقد ضعَّف البيهقيّ وغيره طريق حماد هذا، وسبقه الترمذى إلى الإشارة إلى ذلك في "سننه"[3/ 578]، ومرادهم بالنكارة أو التضعيف: إنما هو الاستثناء فقط، أعنى قوله:"إِلَّا المعلم" أو قوله: "إِلَّا كلب الصيد" وهو كما قالوا.
وقد قوى بعضهم هذا الاستثناء بشواهد ذكرها، وهى شواهد واهية لا يثبت منها شئ قط، وقد توسَّعنا ببيان ذلك في "غرس الأشجار" وراجع المزيد في "نصب الراية"[4/ 71]، و"التخليص"[3/ 3]، و"الصحيحة"[6/ 1155، 1238]، و"الإرشادات"[ص 372، 373، 374]، للباحث طارق عوض الله.
ويؤيد نكارة هذا الاستثناء في حديث جابر: أن جماعة قد رووه عن أبى الزُّبَير فلم يذكروها في متنه، وإنما ذكروا النهى عن بيع الكلب والهر فقط
…
ومن هؤلاء: =
1920 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا جرير، عن ليث، عن أبى الزُّبَير، عن جابرٍ قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ست مائة رجل مع أبى عبيدة بن الجَرَّاح وما معنا إِلَّا جرابٌ من تمرٍ، قال: فاقتسمناه، فأصاب كل رجلٍ منا خمس تمراتٍ، أو سبع تمراتٍ، فأكلناه حتى بلغنا
= 1 - معقل بن عبيد الله: عند مسلم [1569]، وابن حبان [4940]، والبيهقيّ في "سننه"[10819]، وغيرهم. ووقع في تلك الرواية تصريح أبى الزُّبَير من جابر عندهم. فالإسناد صالح.
2 -
وابن لهيعة عند أحمد [3/ 339]، و [3/ 386]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 53]، ووقع عندهما تصريح أبى الزُّبَير بالسماع من جابر، وهو عند ابن ماجة [2161]، من طريق ابن لهيعة لكن مختصرًا ليس فيه النهى عن ثمن الكلب.
3 -
وعمر بن زيد الصنعانى ولكن بلفظ: (نهى عن ثمن الهر) أخرجه أبو داود [3480]، وأحمد [3/ 397]، والمزى في "التهذيب"[21/ 351]، والبخارى في "تاريخه"[6/ 157] وكذا رواه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[3/ 297]، ورواه عمر بن زيد بلفظ آخر فقال:(نهى عن أكل الهر وأكل ثمنه).
هكذا أخرجه عبد الرزاق [8749]، وعنه أبو داود [3807]، والترمذى [1280]، وابن ماجة [3250]، والحاكم [2/ 40]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 290]، والبيهقيّ في "سننه"[10820]، وفى "سننه الصغير"[رقم 1564]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1044]، وابن الجوزى في "العلل"[2/ 662]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 83] وغيرهم.
ووقع في تلك الراوية تصريح أبى الزُّبَير بالسماع من جابر، لكن عمر بن زيد الصنعانى واهٍ ليس بشئ، قال ابن حبان: "تفرد بالمناكير عن المشاهير حتى خرج عن حد الاحتجاج به
…
" وقال البخارى: "فيه نظر" وقال أبو نعيم الأصبهانى: "روى عن محارب وأبى الزُّبَير المناكير، لا شئ".
قلتُ: وجملة النهى عن أكل الهر: جملة منكرة من حديث أبى الزُّبَير عن جابر، والمحفوظ عنه إنما هو بدونها كما مضى، وقد توبع أبو الزُّبَير على جملة النهى عن ثمن الكلب والهر: تابعه جماعة: منهم أبو سفيان كما يأتى عند المؤلف [برقم 2275].
1920 -
صحيح: أخرجه مسلم [1935]، والبخارى [4104]، والنسائى [4353]، و [4354]، وأحمد [3/ 11]، وأبو داود [3840]، وابن حبان [5260]، وابن الجعد [2648]، =
الجوع، قال: فجعلنا نمص نواه، فلما بلغنا الجوع ساحلنا البحر، فإذا حبابٌ مثل الكثيب الضخم قد نضب عنه الماء، فقال بعضنا: أنأكل هذا وهو ميتةٌ؟ فقال أبو عبيدة: أنتم غزاة في سبيل الله، كلوا فلا بأس، فأكلنا منه وَمَلَحْنَا منه وتزودنا، فلما انتهينا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرنا له ذلك، فقال:"لا بَأسَ بِهِ، هَلْ مَعَ أَحَدٍ مِنْكُمْ شَىْءٌ مِنْهُ يُطْعِمُنِيهِ؟ " قال: فقال بعضنا لبعض: نعم، فبعثنا إليه منه.
1921 -
حَدَّثَنَا زهير، حَدَّثَنَا جرير، عن مغيرة، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله قال: توفى - أو استشهد - عبد الله بن عمرو بن حرامٍ وعليه دين، فاستعديت رسول الله صلى الله عليه وسلم على غرمائه أن يضعوا من دينه، فطلبتُ إليهم فلم يفعلوا، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اذْهَبْ فَصَنِّفْ تَمْرَكَ أَصْنَافًا: الْعَجْوَةُ عَلَى حِدَةٍ، وَعَذْقُ زَيْدٍ عَلَى حِدَةٍ، أَصْنَافًا، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَيَّ"، قال: ففعلت، ثم أرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء فجلس على أعلاه - أو
= وعبد الرزاق [8668]، والبيهقيّ في "سننه"[18741]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1760]، وفى "الأوسط"[8/ رقم 7822]، وابن أبى شيبة [19758]، والحميدى [1243]، وابن الجارود [878]، والطيالسى [1744]، وأبو عوانة [6151]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 411]، والبيهقيّ أيضًا في "الدلائل"[750]، وفى "سننه الصغير"[3064]، وأبو الشيخ في "العظمة"[884]، وجماعة، من طرق عن أبى الزُّبَير عن جابر به .. مطولًا ومختصرًا
…
قلتُ: وقد صرح أبو الزُّبَير بالسماع من جابر من رواية ابن جريج عنه، وقد توبع عليه أبو الزُّبَير: تابعه عمرو بن دينار كما يأتى [برقم 1955]، وكذا تابعه وهب بن كيسان وغيره
…
كما أشرنا إلى ذلك في الحديث الماضى [برقم 1786].
* تنبيه: ليث في الإسناد: هو ابن أبى سليم الضعيف المختلط المشهور، وليس هو ابن سعد الإمام الحجة، فانتبه حتى لا يختلط عليك هذا بذا يارعاك الله! وقد توبع الليث عليه.
1921 -
صحيح: أخرجه البخارى [2020، 2275]، والنسائى [3638]، وأحمد [3/ 313]، وابن أبى شيبة [31710]، وغيرهم من طريقين عن المغيرة بن مقسم عن الشعبى عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
قلتُ: مغيرة لا يدلس إِلَّا عن إبراهيم النخعى وحده، كما هو التحقيق في ذلك، ولم ينفرد به؛ بل تابعه فراس بن يحيى، وزكريا بن أبى زائدة وغيرهما. وله طرق أخرى عن جابر نحوه.
في وسطه - ثم قال: "كِلْ لِلْقَوْمِ"، قال: فكلت لهم حتى أوفيتهم الذي لهم ثم بقى تمرى كأنه لم ينقص منه شئٌ.
1922 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا محمّد، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر قال: قال النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم: "مَا فِي الأَرْضِ نَفْسٌ مَنْفُوسَة تَأْتِى عَلَيْهَا مِئَةُ سَنَةٍ".
1922 - صحيح: أخرجه الترمذى [2250]، وأحمد [3/ 314]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1025]- وعنده زيادة وقصة في أوله - وغيرهم، من طريقين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إِسناد صالح على شرط مسلم. وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه جماعة على نحوه
…
منهم:
1 -
أبو نضرة البصرى
…
وتأتى روايته [برقم 2217].
2 -
وأبو الزُّبَير عند مسلم [2538]، وأحمد [3/ 322]، و [3/ 345، 384]، وابن حبان [2987]، ونعيم بن حماد في "الفتن"[رقم 1787]، والبيهقيّ في "الدلائل"[رقم 2858]، وغيرهم. وزادوا في أوله: (سمعتُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يموت بشهر: تسألونى عن الساعة، وإنما علمها عند الله، وأقسم باللَّه ما على الأرض
…
) لفظ مسلم. وصرح أبو الزُّبَير بالسماع من رواية ابن جريج عنه عند مسلم وجماعة.
3 -
وعبد الرحمن صاحب السقاية عند مسلم [3538]، وأحمد [3/ 379]، ومن طريقه المزى في "التهذيب"[16/ 508]، وابن حبان في "الثقات"[5/ 83]، وابن أبى شيبة [37564]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 239] وغيرهم، وصاحب السقاية صدوق صالح.
4 -
وسالم بن أبى الجعد عند مسلم [2538]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 200]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 3137]، وزاد الطحاوى في رواية له في أوله: (قال رجل: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال: وما سؤلك عن الساعة؟! ما من نفس
…
).
5 -
والحسن البصرى عند أحمد [3/ 326]، من طريق المبارك بن فضالة قال: ثنا الحسن عن جابر به
…
نحو لفظ أبى الزُّبَير.
قلتُ: والحسن كثير التدليس وقد عنعن، بل هو لم يسمع من جابر كما جزم به ابن المدينى، راجع "جامع التحصيل"[ص 163]. =
1923 -
حَدَّثَنَا زهير، حَدَّثَنَا محمدٌ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تَسَمَوْا بِاسْمِى وَلا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِى، فَإِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسِمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ".
1923 م - حَدَّثَنَا زهير، حَدَّثَنَا محمّد، حَدَّثَنَا الأعمش، عن سالم بن أبى الجعد، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَسَمُّوا بِاسْمِى وَلَا تَكْتَنُوا بِكُنْيَتِى، فَإِنَّمَا جُعِلْتُ قَاسمًا أَقْسِمُ بَيْنَكُمْ".
1924 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، حَدَّثَنَا حسن بن عياشٍ،
= 6 - ووهب بن منبه عند الحاكم [4/ 544]، بإسناد قوى إليه به
…
قلتُ: وفيه تصريح وهب بسماعه من جابر، لكن أبا زكريا الغطفانى، لا يزال ينفى سماع وهب من جابر، بل ويقول:"لم يلق وهب بن منبه جابرًا، ولكنه ينبغى أن يكون صحيفة وقعت إليه" كما في "المراسيل"[رقم 420].
وعليه: فما يقع من تصريح وهب بالسماع إنما هو من أوهام بعضهم، راجع ترجمة "إسماعيل بن عبد الكريم" من "تهذيب التهذيب".
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى بعضها.
1923 -
صحيح: أخرجه ابن ماجة [3736]، وأحمد [3/ 313]، وابن أبى شيبة [25925]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 39]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 337]، وغيرهم من طريقين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وإسناده حسن مستقيم، وقد مضى الإجابة على عنعنة الأعمش في هذا الطريق، وكذا عن إعلال من أعلَّ (أبو سفيان عن جابر) بالانقطاع، فانظر الحديث الماضى [برقم 1892].
وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه جماعة مضى الإشارة إليهم في الحديث رقم [رقم 1915]، وله شواهد عن جماعة من الصحابة.
1923 م - صحيح: مضى بأطول من هذا اللفظ [برقم 1915].
1924 -
صحيح: أخرجه مسلم [858]، والنسائى [1390]، وأحمد [3/ 331]، وابن حبان [1513]، وابن أبى شيبة [5137]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 229]، والبيهقيّ في "السنن"[5464]، والمزى في "تهذيبه"[6/ 293]، وأبو بكر المروزى في فضل الجمعة [رقم 57]، وغيرهم، من ثلاثة طرق عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر به
…
عن جعفرٍ، عن أبيه، عن جابر: كنا نصلى مع النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع فنريح نواضحنا، قال حسن: فقلت لجعفرٍ: أىَّ ساعةٍ تيك؟ قال: زوال الشمس.
1925 -
حَدَّثَنَا أبو بكر، حَدَّثَنَا مصعبٌ، حَدَّثَنَا حسن بن صالحٍ، عن ليثٍ، عن طاوسٍ، عن جابر، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يَدْخُلِ الحَمَّامَ بِغَيْرِ إِزَارٍ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُدْخِلْ حَلِيلَتَهُ الحمَّامَ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلَا يَأْكُلْ عَلَى مَائِدَةٍ تُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ".
- قلت: وهذا إسناد عَلَوى شريف، وجعفر بن محمّد هو الإمام ابن الإمام ابن الإمام ابن الإمام، نسب غالٍ، وآباء كرام، ولم يتكلم أحد فى جعفر بحجة قط، وحسبه قول أبى حاتم الرازى عنه:"جعفر بن محمد ثقة لا يُسأل عن مثله".
1925 -
حسن لغيره: أخرجه الترمذى [2801]، والطبرانى فى "الأوسط"[1/ رقم 588]، وابن عدى فى "الكامل"[2/ 315]، وغيرهم، من طرق عن مصعب بن المقدام عن الحسن بن صالح عن ليث بن أبى سليم عن طاووس عن جابر به.
قلتُ: هذا إسناد لا يصحّ، قال الترمذى:"هذا حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث طاووس عن جابر إِلَّا من هذا الوجه، قال محمّد بن إسماعيل - هو البخارى - ليث بن أبى سليم صدوق، وربما يهم فى الشئ، قال محمّد بن إسماعيل: وقال أحمد بن حنل: ليث لا يُفرح بحديثه، كان ليث يرفع أشياء لا يرفعها غيره، فلذلك ضعفوه".
قلت: فهذا الطريق منكر عن طاووس إن شاء الله. لكن رواه أبو الزُّبَير عن جابر به مثل سياق طاووس عنه:
أخرجه النسائى [401]- وعنده الفقرة الأولى منه فقط - وأحمد [3/ 339]- وعنده زيادة فى آخره - والحاكم [4/ 320]، والطبرانى فى "الأوسط"[1/ رقم 688]، و [3/ رقم 2510]، و [8/ رقم 8214]، والبيهقيّ فى "الشعب"[5/ رقم 5596]، وأبو الشيخ فى "الطبقات"[3/ 183]، والسهمى فى "تاريخه"[ص 191]- وعنده زيادة فى آخره - والخطيب فى "تاريخه"[1/ 244 - 245]، والشريف أبو المحاسن فى "كتاب الحمام" - وعنده الفقرة الأولى منه فقط - كما فى "نيل الأوطار"[1/ 320]، وابن بشران فى "الأمالى"[رقم 189]، وغيرهم، من طرق عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
=
1926 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَثَّنَا حفص بن غياث، عن جعفرٍ، عن أبيه، عن جابر قال: كانت العرب يفيض بهم الرجل يقال له: أبو سيارةَ على حمارٍ، فلما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقفت قريشٌ مواقفها، فكانت تقول: نحن الحمس فخرج حتى وقف بعرفاتٍ، فهو قوله:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} [البقرة: 199].
1927 -
حدّثنا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، عن أسامة، عن محمّد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ".
= قلتُ: وقد عنعنه أبو الزُّبَير في جميع طرقه، وما لنا في عنعنة أبى الزُّبَير حظ قط، راجع الحديث [رقم 1769].
لكن للحديث - بهذا السياق - شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم عمر بن الخطاب، وقد مضى حديثه عند المؤلف [برقم 251]، وسنده ضعيف. ومنهم ابن عباس عند الطبراني في "الكبير"[11/ رقم 11462]، وفيه زيادة في آخره، ورجاله ثقات إِلَّا يحيى بن أبى سليمان المدنى، فهو منكر الحديث كما قال البخارى، وقال أبو حاتم:"مضطرب الحديث ليس بالقوى، يكتب حديثه"، ووثقه ابن حبان والحاكم.
وله شواهد أخرى ولكن متفرقة ببعض فقراته. وهو حديث حسن كما قال الترمذى.
1926 -
صحيح: أخرجه مسلم [1218]، من طريق حفص بن غياث عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جابر به نحوه
…
دون الآية.
قلتُ: وهذا اللفظ جزء من حديث جابر الطويل في سياق حجة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم وسيأتى مطولًا عند المؤلف [برقم 2027، 2028، 2126، 6739].
ولهذا اللفظ الماضى: شواهد نحوه من حديث عائشة وجبير بن مطعم وابن عباس وغيرهم.
1927 -
قوى: أخرجه ابن ماجة [3843]، وابن حبان [82]، وابن أبى شيبة [26712، 29122، 34358]، والنسائى في "الكبرى"[7867]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1093]، والآجرى في "أخلاق العلماء"[رقم 105]، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات [1/ رقم 581]، وأبو محمّد الفاكهى في حديثه [رقم 181]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 222]، وعنه ابن حبان أيضًا في "الثقات"[9/ 205]، وابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله"[1/ 718]، والشجرى في "الأمالى"[ص 207]، وغيرهم، من طرق عن أسامة بن زيد الليثى =
1928 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالدٍ، عن عامرٍ، عن جابرٍ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، قال: رحم يهوديًّا ويهوديةً.
= عن محمّد بن المنكدر عن جابر به
…
ولفظ النسائي وابن حبان في "صحيحه" والآجرى في أوله: (اللَّهم إنى أسألك علمًا نافعًا
…
) وزاد الآجرى في آخره: "قال جابر: فأسرعتُ إلى أهلى، فقلتُ لهم: إنى سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهؤلاء الكلمات، فادعوا بهن
…
".
قلتُ: وهذا إسناد حسن غريب، وأسامة بن زيد الليثى مختلف فيه، وهو صدوق متماسك إن شاء الله. وقد قال ابن عدى في "الكامل" [1/ 394]: "
…
ويروى عنه ابن وهب نسخة صالحة
…
".
قلتُ: وهذا الحديث رواه عنه ابن وهب عند الآجرى. والحديث صحَّح إسناده البوصيرى في (الزوائد)، وحسنه العلائى كما في "فيض القدير"[4/ 108]، وقد توبع عليه أسامة بن زيد: تابعه محمّد بن وسوقة الغنوى بجملة (اللَّهم إنى أسألك علمًا نافعًا).
أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ 1315]، من طريق الحُسين بن على بن جعفر عن أبيه عن إسحاق بن منصور البجلى - وهو السلولى - عن جعفر بن زياد الأحمر عن محمّد بن سوقة به.
قلتُ: ورجاله كلهم مقبولون، وابن سوقة ثقة فاضل، وتابعه أيضًا ابن لهيعة عند الطبراني أيضًا في "الأوسط"[9/ رقم 9050]، ومع ضعف ابن لهيعة فالإسناد إليه لا يصحّ.
وله شاهد مثله من حديث عائشة عند الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7139]، وفى سنده مجهول مع آخر لا يُعرف، فلا تغتر بقول الهيثمى في "المجمع" [10/ 290]:"رواه الطبراني في "الأوسط" ورجاله ثقات".
1928 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [21788]، و [29025]، و [36051]، وعنه المؤلف، ورجاله ثقات سوى مجالد، وهو ابن سعيد الكوفى وهو ضعيف سمئ الحفظ، وقد رواه عنه أبو أسامة في قصة بسياق أتم عند أبى داود [4452]، ومن طريقه البيهقيّ في "سننه"[16790]، وهكذا رواه عنه عبد الرحيم بن سليمان عند الدارقطنى في "سننه"[4/ 169]، وتابعهما ابن عيينة عند الحميدى [1294]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 154]، وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"[8/ 190]، بإسناد صحيح إلى ابن المبارك وعبد الرحمن [كذا عنده، والصواب عبد الرحيم، وهو ابن سليمان] وأبو أسامة، ثلاثتهم عن مجالد عن الشعبى عن جابر به
…
مثل لفظ المؤلف. وقد توبع عليه مجالد: =
1929 -
حَدَّثَنَا أبو بكر، حَدَّثَنَا حميد بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبى الزُّبَير، عن جابرٍ، أن أبا بكرٍ كان يصلِّى بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يصلون بصلاة أبى بكرٍ.
1930 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا أبو أحمد، عن شريكٍ، عن ابن عقيلٍ، عن جابرٍ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُومَ فَلْيَتَسَحَّرْ وَلَوْ بِشَىْءٍ".
1931 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا ابن إدريس، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَقَدِ اهْتَزَّ الْعَرْشُ لِمَوْتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ".
= تابعه عبد الله بن شبرمة بمثل لفظ المؤلف عند ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[2/ 49]، لكن الإسناد إليه لا يثبت، وتابعه غيره عن الشعبى بسياق أتم. وللحديث طريق آخر عن جابر به
…
:
فأخرجه مسلم [1701]، وأبو داود [4455]، وأحمد [3/ 321]، وعبد الرزاق [13333]، والبيهقيّ في "سننه"[16708]، وجماعة من طرق عن ابن جريج قال: أخبرنى أبو الزُّبَير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: (رجم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجلًا من أسلم، ورجلًا من اليهود وامرأةً
…
) لفظ مسلم، ونحوه أحمد والبيهقيّ. ولفظ أبى داود:(رجم النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم رجلًا من اليهود وامرأة زنيا .. ) وسنده جيد، وله شواهد عن جماعة من الصحابة.
1929 -
صحيح: هذا إسناد صالح لولا عنعنة أبى الزُّبَير، لكن ثبت هذا اللفظ في حديث عائشة عند البخارى [633، 651، 655، 681]، ومسلم [418]، وجماعة كثيرة. ويأتى حديث عائشة عند المؤلف [برقم 4478]، لكن بسياق آخر.
1930 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 367، 379]، وابن أبى شيبة [8916]، وغيرهم من طرق عن شريك القاضى عن عبد الله بن محمّد بن عقيل عن جابر به
…
قلتُ: وسنده ضعيف، شريك وشيخه ضعيفا الحفظ، لكن يشهد لمتنه أحاديث الأمر بالسحور، وسيأتى منها حديث أنس [برقم 2848، 3130، 3150، 3900، 3951، 3922، 3923، 3935]، وحديث ابن مسعود [برقم 5073]، وحديث أبى هريرة [برقم 6366].
والحديث أخرجه أيضًا الطبراني في "الأوسط" كما في "المجمع"[3/ 359]، والضياء المقدسى في "المختارة" كما في "الجامع الصغير"[رقم 8388].
1931 -
صحيح: أخرجه البخارى [3592]، ومسلم [2466]، وابن ماجة [158]، وأحمد [3/ 316]، وابن حبان [7031]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 5335]، =
1932 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا شريكٌ، عن سلمة بن كهيلٍ، عن عطاءٍ، وأبى الزُّبَير، عن جابرٍ، أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم باع مُدَبَّرًا.
= وسعيد بن منصور [رقم 2963]، وابن أبى شيبة [32313]، وابن طهمان في "المشيخة"[رقم 141]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 562]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 433 - 434]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 162]، والبيهقيّ في الأسماء والصفات [رقم 810، 811]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 114]، وأبو جعفر بن أبى شيبة في "العرض"[رقم 48]، وجماعة من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: رواه الأعمش عن أبى سفيان مقرونًا مع أبى صالح عند البخارى وابن حبان. وقد توبع عليه أبو سفيان:
1 -
تابعه أبو صالح مقرونًا مع أبى سفيان عند البخارى وابن حبان كما مضى، وهو وحده عن جابر
…
عند الحاكم [3/ 229]، وابن طهمان في "المشيخة"[رقم 140]، وابن أبى عاصم في "السنة"[رقم 563]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 443]، والبيهقيّ في "الأسماء والصفات"[رقم 812]، والدولابى في "الكنى"[رقم 1324]، وغيرهم، وزاد البخارى والبيهقيّ والحاكم وابن الأثير:"فقال رجل لجابر: فإن البراء يقول: "اهتز السرير" فقال: إنه كان بين هذين الحيين ضغائن، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
".
2 -
وأبو الزُّبَير عند مسلم [2466]، والترمذى [3848]، وأحمد [3/ 349]، وابن حبان [7029]، والطبرانى في "الكبير"[6/ 5336، 5337، 5338]، وعبد الرزاق [6747]، وغيرهم. وصرح أبو الزُّبَير بسماعه من جابر من رواية ابن جريج عنه عند مسلم وجماعة.
3 -
ابن المنكدر عند ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[1/ 248/ الطبعة العلمية]، لكن الإسناد إليه واه، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. وهو معدود من الأحاديث المتواترة.
1932 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 365]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 139]، وابن أبى شيبة [36069]، والبيهقيّ [21336]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 396]، وابن عساكر في "تاريخه"[31/ 76]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 307]، وعلى بن عمر الحربى في "الفوائد المنتقاة"[رقم 102]، وغيرهم، من طرق عن شريك القاضى عن مسلمة بن كهيل عن أبى الزُّبَير وعطاء كلاهما عن جابر به
…
=
1933 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا شبابة، عن المغيرة بن مسلمٍ، عن أبى الزُّبَير، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين.
= ولفظ الجميع دون ابن أبى شيبة والمؤلف والحربى وابن عساكر: (أن رجلًا مات وترك مدبرًا ودينًا؛ فأمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيعوه في دينه؛ فباعوه بثمانمائة
…
) وهو منكر بهذا اللفظ كما أوضحناه في مكان آخر. راجع "سنن البيهقيّ"[10/ 311]، و"المعرفة"[عقب رقم 6275].
وقد خولف شريك فيه، خالفه جماعة من أصحاب سلمة بن كهيل في متنه، فرواه مطر الوراق عنه عن أبى الزُّبَير وعطاء عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف.
ورواه إسماعيل بن أبى خالد وحسين المكتب والثورى وشعبة وغيرهم عن سلمة عن عطاء عن جابر به
…
نحو لفظ المؤلف
…
أخرجه البخارى [2034، 2117، 6763]، والنسائى [4654]، وابن ماجة [2512]، وأحمد [3/ 301]، والطبرانى في "الصغير"[2/ رقم 1149]، والبيهقيّ في "سننه"[21335]، وأبو عوانة [رقم 4694]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 360]، وغيرهم.
وفى رواية للبخارى والبيهقيّ: (عن جابر قال: بلغ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أن رجلًا من أصحابه أعتق غلامًا له عن دبر لم يكن له مال غيره؛ فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه .. ) وله طرق أخرى عن عطاء عن جابر به
…
نحوه
…
وهكذا رواه ابن عيينة والليث بن سعد وغيرهما عن أبى الزُّبَير عن جابر
…
عند مسلم [997]، وأحمد [3/ 301]، وجماعة. وقد مضتْ رواية عمرو بن دينار عن جابر به
…
مثل لفظه هنا
…
عند المؤلف [برقم 1825]، فانظره غير مأمور. واللَّه المستعان.
1933 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [36306]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 48]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2573]، وغيرهم
…
من طرق عن شبابة بن سوار عن المغيرة بن مسلم عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
زاد ابن أبى الدنيا: (بكبش كبش .. ) ثم قال: (قال جابر: وفى العقيقة تقطع أعضاء، ويطبخ بماء وملح، ثم يبعث به إلى الجيران، فيقال: هذا عقيقة فلان
…
) ثم قال: (قال أبو الزُّبَير: فقلت لجابر: أيضع فيه خلًا؛ قال: نعم، هو أطيب له .. ).
قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم
…
قال الإمام في "الإرواء"[4/ 382]: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "قلتُ: رجاله ثقات كلهم رجال مسلم غير المغيرة بن مسلم وهو القسملى وهو ثقة، لكن أبا الزُّبَير مدلس وقد عنعنه، ولولا ذلك لقلنا بصحته".
قلتُ: لو وقف الإمام على تلك الزيادة الماضية عند ابن أبى الدنيا؛ لما تردد في تصحيحه، وهى صريحة في كون أبى الزُّبَير قد سمعه من جابر.
وقد توبع أبو الزُّبَير عليه: تابعه ابن المنكدر عن جابر به .. وزاد: (وختنهما لسبعة أيام) أخرجه الطبراني في "الصغير"[3/ رقم 891]، ومن طريقه ابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 9]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 219]، ومن طريقه البيهقيّ في "سننه"[17341]، من طريقين عن محمّد بن المتوكل القرشى المعروف بابن أبى السرى عن الوليد بن مسلم عن زهير بن محمد التميمى عن ابن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: قال ابن عدى: "لا أعلم رواه عن الوليد غير محمّد بن المتوكل، وهو محمّد بن أبى السرى العسقلانى".
قلتُ: ومحمد هذا وإن كان صدوقًا إِلَّا أنه كثير الخطأ والأوهام كما جزم به جماعة. ثم إن في الإسناد علة أخرى، وهى أن زهير بن محمّد التميمى تكلموا في رواية أهل الشام عنه، حتى قال أحمد:"كأنَّ زهيرًا الذي يروى عنه الشاميون آخر"، وراويه عنه هو مسلم بن الوليد الإمام الشامى المشهور، وقال أبو حاتم عن زهير: "حدث بالشام من حفظه فكثر غلطه
…
" وقال أبو أحمد الحاكم: "في حديثه بعض المناكير" بل قال الساجى: "منكر الحديث" وقال أبو عروبة الحرانى: "كأن حديثه فوائد لا يعنى غرائب وانفرادات.
وقد ذكره ابن عدى في "الكامل" ثم ساق له هذا الحديث مع جملة أخرى من غرائب حديثه ثم قال: "وهذه الأحاديث لزهير بن محمّد فيها بعض النكرة
…
".
قلتُ: فهذا الطريق غير محفوظ على التحقيق، ثم رأيتُ الطبراني قد أخرجه في "الأوسط"[7/ رقم 6708]، بإسناده ومتنه كما أخرجه في "الصغير" لكنه زاد في سنده "ابن عقيل" بين زهير وابن المنكدر، وهذا اضطراب في سنده أيضًا، إما من زهير وإما من ابن أبى السرى.
وقد أعله الإمام في "تمام المنة"[ص 67]، بعلة ثالثة، فقال:"والوليد بن مسلم يدلس تدليس التسوية، وقد عنعنه".
قلتُ: نعم، هو يدلس التسوية ولكن عن الأوزاعى وحده كما شرحناه في مكان آخر، على أنه =
1934 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا محمّد بن فضيلٍ، عن الأعمش، عن أبى صالحٍ، وأبى سفيان، عن جابرٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ طَعَامِهِ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِى فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ".
1935 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حلثّنا يحيى بن آدم، عن أبى الأحوص، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرِ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"الإِيمَانُ فِي أَهْلِ الحجَازِ، وَالْقَسْوَةُ وَغِلَظُ الْقُلُوبِ قِبَلِ المشْرِقِ، فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرٍ".
1936 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا حسين بن على، عن زائدة، عن سليمان، عن أبى سفيان، عن جابرٍ قال: جهز رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشًا حتى انتصف الليل أو بلغ ذلك، ثم خرج إلينا فقال:"قَدْ صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا، وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَ هَذِهِ الصَّلاةَ، أَمَا إِنَّكُمْ لَنْ تَزَالُوا فِي صَلاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُوهَا".
= قد صرح بالسماع عند الطبراني في "الأوسط". والحديث محفوظ دون تلك الزيادة: (وختنهما لسبعة أيام)، نعم لتلك الزيادة شاهد من حديث ابن عباس ولكن بإسناده واه، وتخريجه في "غرص الأشجار".
وقد رواه أبو جعفر الباقر عن جابر به
…
مثل لفظ المؤلف وزاد: (كبشًا كبشًا
…
) أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[3/ 191]، لكن الإساد إليه لا يثبت، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. يأتى منهم حديث أنس [برقم 2945]، وراجع "الإرواء"[4/ 379] للإمام.
1934 -
صحيح: مضى من طريق أبى سفيان وحده عن جابر به
…
عند المؤلف [برقم 1836، 1903]، وهو من طريق أبى صالح مقرونًا مع أبى سفيان عند مسلم [2023]، وابن أبى شيبة [24456]، من طريق محمّد بن فضيل عن الأعمش عن أبى صالح وأبى سفيان عن جابر به
…
وهذا إسناد صحيح.
1935 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1893].
1936 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [4069]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 157] وعنده تصحيف في سنده - وأحمد [3/ 367]، وغيرهم، من طريقين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به .. =
1937 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حَدَّثَنَا عيسى بن يونس، عن عبد الله بن مسلمٍ، عن عبد الرحمن بن سابط، عن جابرٍ قال: قلت: يا رسول الله، كيف أصبحت؛ قال:"بِخَيْرٍ مِنْ رَجُلٍ لَمْ يُصْبِحْ صَائِمًا، وَلَمْ يَعُدْ سَقِيمًا".
= قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم، وعنعنة الأعمش مجبورة بكثرة روايته عن أبى سفيان، ورواية أبى سفيان عن جابر أعلَّها بعضهم بالانقطاع، والتحقيق أنَّها محمولة على السماع ما لم يظهر الإرسال، راجع ما سطرناه في الحديث [رقم 1892]، وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزُّبَير قال: سألتُ جابرًا: هل سمعت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم يقول: "الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة"؟ قال: انتظرنا النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم ليلة لصلاة العتمة
…
ثم ذكره نحو سياق المؤلف به
…
أخرجه أحمد [3/ 347]، من طريقين عن ابن لهيعة ثنا أبو الزُّبَير به
…
قلتُ: وهذه متابعة لا تثبت؛ وما حيلتنا وقد أفسدها ابن لهيعة؟! نعم، تابعه عليه حماد بن شعيب .. ولكن مختصرًا بلفظ (المرء في صلاة ما انتظرها) أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[1052]، لكن حمادًا تالف البتة.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه
…
يأتى منها حديث أنس بن مالك [برقم 3800]، وشاهد آخر من حديث أبى سعيد الخدرى عند جماعة.
وقد أخطأ فيه أبو معاوية الضرير وجعله من حديث جابر، كما يأتى بيانه بعد قليل [برقم 1939]، فالله المستعان.
* تنبيه مهم: وقع في إسناد المؤلف: (
…
عن زائدة عن سليمان عن أبى سفيان
…
) فقال حسين الأسد في تعليقه: "زائدة هو ابن قدامة، وسليمان هو ابن طرخان التيمى".
قلتُ: أما الأول فنعم، وأما الثاني فلا وربى، بل سليمان هو أبو محمّد الأسدى، عفوًا أعنى الإمام الأعمش، ولم يذكروا لسليمان التيمى رواية عن أبى سفيان أصلًا، والأعمش هو المعروف بذلك؛ لكونه كان راوية أبى سفيان. ولكن ذهب علم الرجال واستعجم على هؤلاء القوم، وأنا مغرم جدًّا بمعرفة أسماء النقلة، وتمييز المبهم منهم، ولولا الحياء من الله لقلتُ ما لا يحمده أكثر الناس هنا، فاللَّهم غفرًا ورُحْمًا.
1937 -
حسن لغيره: أخرجه ابن ماجة [3710]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 8983]، وابن أبى شيبة [10843، 25803]، والبيهقيّ في "الشعب"[6/ رقم 9197]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1/ 344]، والبيهقيّ أيضًا في "الزهد"[رقم 592]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكذا الطبراني في "الدعاء"[1937]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن مسلم بن هرمز عن عبد الرحمن بن سابط عن جابرٍ به
…
وزاد الطبراني (ولم يشيع جنازة).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وابن هرمز قد ضعفوه كلهم على قلب رجل واحد، إلاما نقله بعضهم عن أحمد أنه قال عنه:"صالح الحديث" والمحفوظ عن أحمد تضعيفه.
وبه أعله البوصيرى في "الزوائد" وقد اضطرب فيه ابن هرمز، فعاد ورواه عن سلمة المكى، عن جابر بلفظ:(قيل للنبى صلى الله عليه وسلم: كيف أصبحت؟! قال: بخير من قوم لم يشهدوا جنازة، ولم يعودوا مريضًا) هكذا أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1133]، من طريق أبى عاصم النبيل عن ابن هرمز به
…
قلتُ: وسلمة المكى شيخ مجهول لا يُدرى من ذا!
والحديث بهذا اللفظ له شاهد من حديث ابن عباس يأتى عند المؤلف [برقم 2676]، أما اللفظ الأول: فله شاهد من حديث أبى هريرة قال: (دخل أبو بكر - رضى الله عنه - على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: كيف أصبحت؟ قال: صالح من رجل لم يصبح صائمًا، ولم يعد مريضًا ولم يتبع جنازة
…
).
أخرجه النسائي في "الكبرى"[10016]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 188]- واللفظ له - والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7333]، وفى "الدعاء"[رقم 1938]، من طريق أبى عوانة عن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أبى هريرة به
…
قلت: وهذا إسناد حسن في المتابعات، وعمر مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب.
والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع"[3/ 324]، فلم يصب؛ لكونه عند (النسائي) كما مضى.
ووجدتُ له شاهدًا آخرًا نحو اللفظ الماضى دون اتباع الجنازة من حديث عبد الرحمن بن أبى عمرة عند الحافظ مطين في "الصحابة" ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 708]، وابن السكن في "الصحابة" كما في "الإصابة"[5/ 45].
ورجاله مقبولون لا بأس بهم، إِلَّا أنه قد اختلف في سنده على سالم بن أبى الجعد راويه عن ابن أبى عمرة، كما تراه عند ابن أبى شيبة [25802]، وابن أبى عمرة لم تثبت صحبته على التحقيق.
1938 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا محمّد بن خازمٍ، عن حجاجٍ، عن محمّد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: أتى النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم أعرابيٌّ، فقال: أخبرنى عن العمرة أواجبةٌ هي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا، وَأَنْ تَعْتَمِرَ خَيْرٌ لَكَ".
1938 - لا يصحّ: أخرجه الترمذى [931]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 285، 286]، والطبرانى في "الصغير"[2/ عقب رقم 1015]، والبيهقيّ في "سننه"[8534]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 180]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 228]، وابن أبى شيبة [13646]، وابن خزيمة [3068]، وأحمد [3/ 316، 357]، والحاكم في "معرفة علوم الحديث"[ص 186]، وغيرهم، من طرق عن الحجاج بن أرطأة عن ابن المنكدر عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
قلت: هذا إسناد منكر، لكن يقول الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح"، كذا يتسامح الترمذي كثيرًا، وقد ردَّ عليه ذلك النووى في "المجموع"[7/ 6]، فقال: "وأما قول الترمذى: (هذا حديث حسن صحيح) فغير مقبول، ولا يُغْتر بكلام الترمذى في هذا؛ فقد اتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف
…
".
قلتُ: ثم أفصح النووى عن علته فقال: "ودليل ضعفه أن مداره على الحجاج بن أرطأة، لا يُعرف إِلَّا من جهته، والترمذى إنما رواه من جهته، والحجاج ضعيف ومدلس باتفاق الحفاظ، وقد قال في حديثه:(عن محمّد بن المنكدر) والمدلس إذ قال في روايته: (عن) لا يحتج بها بلا خلاف،
…
ولأن جمهور العلماء على تضعيف الحجاج بسبب آخر غير التدليس؛ فإذا كان فيه سببان يمنع كل واحد منهما الاحتجاج به، وهما الضعف والتدليس، فكيف يكون حديثه صحيحًا؟!
…
".
قلت: وبالحجاج أعله ابن خزيمة والدارقطنى والبيهقيّ وابن حزم وابن حبان وجماعة، وأورده الأخير في "المجروحين" ثم ذكر له هذا الحديث في مناكيره، وكذا ضعفه ابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 124]، وقال: "حديث ضعيف، كان زائدة يأمر بترك حديث الحجاج
…
" ومثله فعل ابن عبد البر في "التمهيد" [20/ 14]، و"الاستذكار" [4/ 111]، وقال في الأخير: "وهذا لا حجة فيه عند أهل العلم بالحديث؛ لانفراد الحجاج به، وما انفرد به فليس بحجة عندهم". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهو كما قالوا وزيادة، والحجاج ليس بحجاج، وقد اضطرب فيه أيضًا، فأخرجه البيهقيّ في "سننه"[8535]، بإسناد صحيح إلى يحيى بن أيوب المصرى قال: أخبرنى ابن جريج والحجاج بن أرطأة عن محمّد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله - رضى الله عنه -: (أنه سئل عن العمرة أواجبة فريضة كفريضة الحج؟ قال: لا، وأن تعتمر خير لك
…
) هكذا رواه موقوفًا، قال البيهقيّ عقبه: "وهذا هو المحفوظ عن جابر موقوفًا
…
".
قلتُ: وهو كما قال، لا سيما وقد تابعه ابن جريج على هذا الوجه الموقوف، ثم جاء اللص المتهم، أعنى أبا عصمة نوح بن أبى مريم القاص، وروى الحديث عن ابن المنكدر - بكل وقاحة - عن جابر به مرفوعًا
…
نحو سياق المؤلف.
هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 43]، ثم قال: "وهذا يُعرف بحجاج بن أرطأة عن محمّد بن المنكدر، وأبو عصمة قد رواه أيضًا عن [ابن] المنكدر، ولعله سرقه منه
…
".
قلتُ: بل هذا هو الظاهر، وأبو عصمة هذا من أولئك الذين جمعوا في صدورهم كل شئ دون الصدق.
لكنْ للحديث طريق آخر عن جابر به
…
فأخرجه الدارقطنى في "سننه"[2/ 286]، والبيهقيّ في "الكبرى"[8533]، من ثلاثة طرق عن سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب المصرى عن عبيد الله بن المغيرة عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
نحو لفظ رواية جابر الموقوفة
…
وهكذا أخرجه الطبراني في "الصغير"[2/ رقم 1015]، لكن وقع عنده عبيد الله بن المغيرة هكذا: (عن عبيد الله عن أبى الزُّبَير
…
) غير منسوب، فظنه الطبراني:(عبيد الله بن أبى جعفر) فقال: "عبيد الله الذي روى عنه يحيى بن أيوب هذا الحديث هو عبيد الله بن أبى جعفر المصرى".
قلتُ: وهو وهْم منه كما نبَّه عليه الحافظ في "التلخيص"[2/ 226]، ثم جاء أبو بكر الباغندى الحافظ المعمر، وأتى في الإسناد بوهم آخر، فرواه عن جعفر بن مسافر فقال: (عن سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب عن عبيد الله بن عمر
…
).
هكذا ذكره البيهقيّ في "سننه"[4/ 348]، ثم قال: "وهذا وهم من الباغندى، وقد رواه ابن أبى داود - يعنى عبد الله بن سليمان - عن جعفر - يعنى ابن مسافر - كما رواه الناس - يعنى عن عبيد الله بن المغيرة
…
". =
1939 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا محمّد بن خازم، حَدَّثَنَا داود بن أبى هند، عن أبى نضرة، عن جابر بن عبد الله قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات ليلةٍ، وهم ينتظرون العشاء، فقال:"صَلَّى النَّاسُ وَرَقَدُوا وَأَنْتُمْ تَنْتَظِرُونَهَا، أَمَا إِنَّكُمْ فِي صَلاةٍ مَا انْتظرْتُمُوهَا، ثُمَّ قَالَ: لَوْلا ضَعْفُ الضَّعِيفِ وَكِبَرُ الْكَبِيرِ لأَخَّرْتُ هَذِهِ الصَّلاةَ إِلَى شِطْرِ اللَّيْلِ".
= قلتُ: ورواية ابن أبى داود عند الدارقطنى في "سننه" كما مضى. والصواب في الطريق الماضى هو هكذا: (عن سعيد بن عفير عن يحيى بن أيوب المصرى عن عبيد الله بن المغيرة عن أبى الزُّبَير عن جابر به
…
).
قلتُ: وهذا إسناد صالح لولا عنعنة أبى الزُّبَير، لكن أعله البيهقيّ في "سننه" فقال: "وإنما يعرف هذا المتن بالحجاج بن أرطأة عن محمّد بن المنكدر عن جابر
…
".
قلتُ: وهذا إعلال قوى عندى، وأرى أن يحيى بن أيوب هو الواهم - إن شاء الله - في هذا الطريق، فقد مضى أنه رواه عن الحجاج بن أرطأة وابن جريج عن ابن المنكدر عن جابر به موقوفًا
…
، فلعله شبِّه له عليه الأمر، فدخل له إسناد في إسناد، وهو وإن كان صدوقًا متماسكًا، لكنه موصوف بكثرة الخطأ في حديثه، وكان في بعض حديثه اضطراب كما يقول الدارقطنى، فالظاهر أن طريق أبى الزُّبَير هذا غير محفوظ.
ويؤيده: أن لفظه قريب جدًّا من لفظ رواية جابر الموقوفة التى يرويها يحيى بن أيوب نفسه عن الحجاج وابن جريج عن ابن المنكدر عن جابر به
…
لكن للحديث شواهد أخرى لا يصحّ منها شئ قط، وقد غربلنا طرقها في "غرس الأشجار".
فاللَّه المستعان.
1939 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [1529]، وابن أبى شيبة [4063]، والبيهقيّ في "سننه"[1634]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1078]، وغيرهم، من طرق عن أبى معاوية الضرير عن داود بن أبى هند عن أبى نضرة عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد غلط، أبو معاوية ثقة ثبت في حديث الأعمش، لكنه إذا خرج عن محيط دائرة الأعمش؛ خلَّط ما شاء الله له أن يُخلِّط، قال الإمام أحمد:"أبو معاوية الضرير في غير حديث الأعمش مضطرب لا يحفظها حفظًا جيدًا"، ونحوه قال ابن خراش وغيره. =
1940 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا محمد بن خازمٍ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم النعمانُ بن قوقلٍ فقال: يا رسول الله، إذا أحللتُ الحلال، وحرمتٌ الحرام، وصليتُ المكتوبات، أأدخل الجنة؟ قال: قال: "نَعَمْ".
= وقد خالفه عبد الوارث بن سعيد وبشر بن المفضل ومحمد بن أبى عدى، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وعليّ بن عاصم، وعلى بن مسهر، وابن طهمان، ويحيى بن أبى زائدة، وخالد الطحان، ووهيب بن خالد وغيرهم، كلهم رووه عن داود بن أبى هند عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى به
…
فجعلوه من (مسند أبى سعيد)، وهذا هو المحفوظ كما جزم ابن أبى حاتم في "علله"[رقم 533].
وحكى عن أبيه أنه قال عن رواية أبى معاوية: "هذا حديث وهم، وهم فيه أبو معاوية"، ونحوه أشار الدارقطنى في "علله"[111/ 328]، وقال: "والصحيح عن أبى سعيد
…
".
وحديث أبى سعيد عند أبى داود [422]، والنسائى [538]، وابن ماجة [693]، وأحمد [3/ 5]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 297]، وابن خزيمة [345]، والبيهقى في "سننه"[1633]، وجماعة غيرهم.
1940 -
صحيح: أخرجه مسلم [15]، وأحمد [3/ 316]، والبيهقى في "سننه"[19489]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1525]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 137]، وأبو عوانة [رقم 4]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 5769]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 5]، وأبو الحسن بن المقير في "جزء من فوائده"[رقم 10]، ضمن مجموع أجزاء حديثية] والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 70]، وغيرهم، من طريقين (عبد الله بن نمير، وأبو معاوية) عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به.
قلت: وهذا إسناد جيد لكن اختلف فيه على الأعمش، فرواه عنه ابن نمير وأبو معاوية على الوجه الماضى، وتابعهما شيبان النحوى، لكنه قرن (أبا صالح السمان) مع أبى سفيان في سنده، فقال: (عن الأعمش عن أبى صالح وأبى سفيان عن جابر به
…
وزاد: "ولم أزد على ذلك شيئًا").
أخرجه مسلم [15]، وأبو عوانة [رقم 5]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[4/ رقم 1526]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 138]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 7860]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 374]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهكذا رواه أبو حمزة السكرى عن الأعمش مثل رواية شيبان كما ذكره أبو نعيم في "المعرفة" وأخرجه ابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة"[6/ 451].
لكن اختلف فيه على أبى حمزة، فرواه عنه بعضهم فقال: عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر، وعن أبى صالح عن أبى سعيد
…
هكذا أخرجه ابن منده أيضا في "معرفة الصحابة" كما في "الإصابة"[6/ 4451]، وذكر أبى سعيد فيه غير محفوظ. والصواب هو أن أبا صالح يرويه عن جابر كما مضى، لكنْ أبى جابر بن نوح الحمانى إلا المخالفة، فرواه عن الأعمش فقال: عن أبى صالح عن النعمان بن قوقل به
…
، ولم يذكر فيه (جابرًا).
هكذا أخرجه ابن قانع في "المعجم"[عقب رقم 1780]، وأبو الحسين الثقفى في "جزء من فوائده"[رقم 26/ جمهرة الأجزاء]، والطبرانى في "مسند النعمان بن قوقل" كما في "الإصابة"[6/ 451]، من طريق محمد بن طريف عن جابر به
…
".
قلتُ: قال الحافظ في "الإصابة": "هو مرسل، ولعل أبا صالح أراد: عن قصة النعمان ولم يرد الرواية عنه؛ وإنما الرواية عنه عن جابر
…
".
قلتُ: التأويل فرع التصحيح كما يقولون، ومتى صح هذا الوجه عن الأعمش؟! راويه عن جابر بن نوح يقول عنه ابن حبان في "المجروحين" [1/ 210]: "يروى عن الأعمش وابن أبى خالد المناكير الكثيرة كأنه كان يخطئ، حتى صار في جملة من سقط الاحتجاج بهم إذا انفردوا
…
"، وضعفه سائر النقاد.
ثم انبرى عبد الله بن عبد القدوس رافعًا راية المخالفة هو الآخر، ورواه عن الأعمش فقال: عن أبى صالح وأبى سفيان عن جابر عن النعمان بن قوقل به
…
، فجعله من (مسند ابن قوقل).
هكذا أخرجه ابن منده في "المعرفة" كما في "الإصابة"[6/ 451]، وهذا خطأ أيضًا، وابن عبد القدوس وإن كان صدوقًا في الأصل، إلا أنه كان خفيف الضبط، وقد ضعفه جماعة.
وقال أبو أحمد الحاكم: "في حديثه بعض المناكير"، وقد اتهمه بعضهم بالرفض، فإن صح عنه، فهو ساقط العدالة البتة، ولا حب ولا كرامة.
والمحفوظ في هذا الحديث هو ما رواه الجماعة عن الأعمش تارة عنه (عن أبى سفيان عن جابر به
…
)، وتارة عنه (عن أبى سفيان وأبى صالح كلاهما عن جابر به .. ). =
1941 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا محمد بن خازمٍ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخمْسِ كَمَثَلِ نَهَرٍ جَارٍ غَمْر عَلَى بَابِ أَحَدِكمْ يَغْتَسِل كل يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ".
= وقد توبع أبو صالح وصاحبه عليه:
تابعهما: أبو الزبير المكى عند مسلم [15]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 139]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 70]، ثلائتهم من طريق معقل بن عبيد الله عن أبى الزبير به
…
ولم يسم فيه النعمان بن قوقل، وإنما أبهمه.
قلتُ: وإسناده صحيح في المتابعات. وقد خولف معقل بن عبيد الله في سنده، خالفه يزيد بن جعدبة، فرواه عن أبى الزبير فقال: عن جابر عن النعمان بن قوقل أخبره
…
، فجعله من (مسند النعمان).
هكذا أخرجه ابن قانع في "المعجم"[رقم 1780]، ومن طريقه ابن منده في "المعرفة" كما في "الإصابة"[6/ 451]، من طريق إسماعيل بن صبيح عن يزيد به
…
قلتُ: وهذا لا شئ، وابن جعدبة كذبه مالك وجماعة، فماذا تكون قيمة مخالفة هذا الخاسر؟! لكن ابن لهيعة يناصره على تلك المخالفة، فتابعه على هذا الوجه عند الحاكم [3/ 680]، وأبى نعيم في "المعرفة"[رقم 5770]، ثم اضطرب فيه ابن لهيعة كما هي عادته، فرجع إلى رشده، ورواه عن أبى الزبير عن جابر به
…
مثل رواية معقل بن عبيد الله عن أبى الزبير وهذا هو المحفوظ. واللَّه المستعان.
1941 -
صحيح: أخرجه مسلم [668]، وأحمد [2/ 426]، و [3/ 305، 317، 357]، والدارمى [1182]، وابن حبان [1725]، وابن أبى شيبة [7650]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1014]، والبيهقى في "سننه"[4752]، وفى "الشعب"[3/ رقم 2810]، والرامهرمزى في "الأمثال"[رقم 53]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 87، 88]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 228]، والحربى في "غريب الحديث"[3/ 1066]، وأبو عوانة [رقم 1528]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 262]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 406]، والطحاوى في "المشكل"[12/ 204]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 730]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وزاد بعضهم: (فما يبقى من الدرن شئ!). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وسنده صالح مستقيم. وقد اختلف في إسناده على الأعمش، قال ابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 229]، "واختلف على الأعمش في هذا الحديث، فمن أهل العلم من لا يحتج بحديثه هذا من أجل أبى سفيان بن نافع، فهو ضعيف، ومنهم من يجعلهما إسنادين، .. ".
قلتُ: أما أبو سفيان فهو صدوق متماسك، وقد احتج به الشيخان، وهذا يقوى أمره عند أبى عمر النمرى نفسه، أما الاختلاف فيه على الأعمش، فلا يوجب اطراح الحديث إن شاء الله.
وبيان ذلك: أن يعلى بن عبيد وأبا معاوية ومحمد بن فضيل وعمار بن محمد الثورى وعبد الله بن نمير وأبو عوانة وغيرهم كلهم رووه عن الأعمش على الوجه الماضى.
وخالفهم جميعًا: محمد بن عبيد الطنافسى، فرواه عن الأعمش فسلك في إسناده الجادة، فقال: عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة به
…
هكذا أخرجه أبو جعفر بن البخترى في جزء فيه ستة من "أماليه"[رقم 6/ ضمن مجموع مؤلفاته]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[3/ رقم 2812]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 474]، وغيرهم، من طريق العباس الدورى عن محمد بن عبيد به ..
قلتُ: قال الدورى عقب روايته: "هذا حديث غريب"، وتعقبه البيهقى قائلًا: "وهذا لأن الجماعة إنما رووه عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر
…
".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ، وهو الذي رجحه الدارقطنى في "علله"[8/ 173]، وقال: "رواه أصحاب الأعمس عن أبى سفيان عن جابر
…
وهو الصحيح".
قلت: ورواه وكيع عن الأعمش فقال: عن أبى سفيان عن عبيد بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم به مرسلًا .. ! ولم يذكر فيه جابرًا.
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [7655]، وزاد في آخره:(فماذا يبقين من الدرن؟!). وتوبع وكيع على هذا الوجه: تابعه الثورى وأبو معاوية عند ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 89، 91]، وزاد الثورى فيه مثل رواية وكيع. ولم يذكر أبو معاوية:(الخمس) وإنما قال: (مثل الصلوات كمثل رجل على بابه نهر يغتسل فيه كل يوم خمس مرات
…
)، ورواية أبى معاوية عند البخارى في "الأدب المفرد" أيضًا [رقم 407].
وهذا الوجه هو الذي رجحه أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 283]، وقال:"الحفاظ يقولون: عن عبيد بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشبه، وكذا رواه عبد العزيز بن رفيع عن عبيد بن عمير عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشبه". =
1942 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا محمد بن خازمٍ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول قبل موته بثلاثٍ:"لا يَمُوتنَّ أَحَدٌ مِنْكمْ إِلا وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ".
1943 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا محمدٌ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ
= قلتُ: بل الأشبه أن الحديث محفوظ عن الأعمش على الوجهين جميعًا، فلعله قد سمع أولًا من عبيد بن عمير مرسلًا، ثم قابل أبا سفيان فحدثه به مجودًا عن جابر به
…
وهذا أولى من توهيم الثقات بمجرد المخالفة.
ويؤيده: أن أبا معاوية قد رواه عن الأعمش على الوجهين الماضيين، وأبو معاوية من أثبت الناس في الأعمش إن لم يكن أثبتهم على الإطلاق.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منهم حديث أنس بن مالك [برقم 3988]. واللَّه المستعان.
* تنبيه: جزم البيهقى في "سننه"[3/ 63]، بكون الزيادة التى زادها بعضهم في آخر الحديث وهى:(فماذا يبقى من دونه؟!) بكونها زيادة مدرجة، وساعده على ذلك أنه وقع عند مسلم وغيره في نهاية الحديث:(قال: قال الحسن: وما يبقى ذلك من الدون؟!) ولم أدر من حكى ذلك عن الحسن؟!
وإن كان الأقرب أنه أبو سفيان أو الأعمش، والحسن هو البصرى عند الإطلاق وقول الحسن لم أجده إلا عند ابن أبى شيبة وعنه مسلم والبيهقى وابن نصر.
ووقعت تلك الزيادة عند البخارى في "الأدب" وعند أبى جعفر بن البخترى وغيرهما متصلة بذيل الحديث، وكذا وقعتْ في رواية عبيد بن عمير المرسلة، فإن ثبت أنها مدرجة في هذا الحديث بخصوصه، فقد ثبتت من غير إدراج في حديث أنس الآتى [برقم 3988]، وكذا في حديث أبى هريرة عند الشيخين، فهى زيادة صحيحة ثابتة.
1942 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1907].
1943 -
قوى: أخرجه مسلم [778]، والترمذى في "علله"[رقم 88]، وأحمد [3/ 315]، و [3/ 316]، وابن خزيمة [1206]، وابن حبان [2490]، وابن أبى شيبة [6450]، =
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلاةَ فِي مَسْجِدِهِ فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ نَصِيبًا مِنْ صَلاتِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلاتِهِ خَيْرًا".
= والبيهقى في "سننه"[2858]، وأبو عوانة [رقم 2461]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1657]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 54]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم، لكن اختلف فيه على الأعمش، فرواه أبو معاوية وابن نمير وأبو خالد الأحمر وعبدة بن سليمان وغيرهم عن الأعمش على اللون الماضى.
وخالفهم جماعة آخرون، رووه عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن أبى سعيد الخدرى به
…
فجعلوه من (مسند أبى سعيد) ومن هؤلاء:
1 -
سفيان الثورى: لكن اختلف عليه في سنده، فرواه عنه أبو حذيفة عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
مثل الوجه الأول
…
هكذا أخرجه البغوى في "شرح السنة"[2/ 204]، بإسناد صحيح إليه، وأبو حذيفة - واسمه موسى بن مسعود - تكلموا في سوء حفظه، وهو صاحب غرائب عن الثورى، حتى قال أحمد:"كأن سفيان الذي يحدث عنه أبو حذيفة ليس هو سفيان الثورى الذي يحدث عنه الناس".
وقد خولف في الثورى، خالفه عبد الرحمن بن مهدى الإمام الفحل، فرواه عن الثورى عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن أبى سعيد به ..
هكذا أخرجه ابن ماجة [1376]، وابن خزيمة [1206]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 27]، وتوبع ابن مهدى على هذا الوجه عن الثورى؛ تابعه عبد الرزاق [4837]، وعنه أحمد [3/ 59]، وقبيصة بن عقبة عند عبد بن حميد في "المنتخب"[970]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 311]، والحسين بن حفص عند البيهقى في "سننه"[2859]، وهذا الوجه هو المحفوظ عن الثورى. وتابعه عليه:
2 -
زائدة بن قدامة عند أحمد [3/ 59]، وابن أبى شيبة [6451]، والبيهقى في "سننه"[عقب رقم 2859].
3 -
وشجاع بن الوليد عند عبد بن حميد في "المنتخب"[969]، وهذا الوجه هو الذي صححه الترمذى في "علله الكبير". =
1944 -
وَبِهِ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر قال: إنما أهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحج.
= • ويؤيده: أن أبا سفيان قد توبع عليه هكذا عن جابر:
1 -
تابعه أبو الزبير المكى عند أحمد [3/ 15، 59]، وأبى الشيخ في "الطبقات"[3/ 250]، وغيرهما من طرق عن ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر عن أبى سعيد به
…
نحوه
…
قلتُ: لكن هذه المتابعة مدخولة كما ترى.
2 -
وتابعه أيضًا: ماعز التميمى عند الطبراني في "مسند الشامين"[2/ رقم 1021]، من طريق الوليد بن عتبة عن بقية عن صفوان عن ماعز عن جابر عن أبى سعيد به نحوه
…
قلتُ: وهذه متابعة لا تصح هي الأخرى، بقية هو ابن الوليد الذي لا يخفى شر تدليسه على أحد، وقد عنعنه كما ترى، وباقى رجاله ثقات سوى ماعز فهو شيخ غائب، وصفوان هو ابن عمرو السكسكى الثقة المعروف.
وتلك المتابعتان على ضعفهما تؤيدان أن الحديث محفوظ من الوجه الثاني: (من حديث أبى سعيد) وأن من رواه عن الأعمش فجعله من (مسند جابر) فقد قصَّر في حفظه كما أشار الترمذى.
وقد مضى له طريقٌ واهٍ عن أبى سعيد به
…
عند المؤلف [برقم 1408]، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، لكن دون هذا السياق جميعًا.
19 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 315]، والبيهقى في "سننه"[8592]، وغيرهما، من طريق أبى معاوية عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
ولفظ البيهقى: (أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته بالحج ليس معه عمرة
…
).
قلتُ: وسنده صالح على شرط مسلم. وهو من هذا الطريق عند أحمد [3/ 364]، مطولًا وفى أوله: (خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مهلِّين بالحج
…
).
وقد رواه جماعة عن جابر نحوه مطولًا ومختصرًا. فرواه عنه بعضهم بلفظ: (أقبلنا مع النبي صلى الله عليه وسلم مهلين بحج مفرد)، وفى لفظ (مهلين بالحج خالصًا وحده)، وفى لفظ: عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم: (أفرد الحج)، وفى رواية: (أهلَّ هو وأصحابه بالحج
…
).
وفى أخرى: (أهلَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد، ولم يزد رسول الله على الناس شيئًا، =
1945 -
حَدَّثَنَا داود بن رشيدٍ، حَدَّثَنَا بقية، عن جرير بن يزيد الحميرى، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلٍ يتوضأ وهو يغسل خفيه، فنخسه بيده وقال:"إِنَّا لَمْ نُؤْمَرْ بِهَذَا"، قال: فأراه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال بيده من مَقْدَمِ الخفين إلى الساق، وفرق بين أصابعه، مرةً واحدةً.
= ولسنا ننوى إلا الحج، ولا نعرف العمرة
…
) وكل تلك الألفاظ صحيحة ثابتة. وقد خرجناها في "غرس الأشجار" وفى غيره. ولها شواهد عن جماعة من الصحابة.
1945 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1135]، والمؤلف في "مسنده الكبير" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 708]، وغيرهما، من طرق عن بقية بن الوليد عن جرير بن يزيد عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
نحوه
…
ولفظ الطبراني: (مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يتوضأ يغسل خفيه، فنخسه برجله، وقال: ليس هكذا السنة، أمرنا بالمسح على الخفين هكذا، وأمرَّ يديه على خفيه
…
).
ولفظ المؤلف في "مسنده الكبير": (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يتوضأ وهو يغسل خفيه، فدفعه بمنكبه هكذا - ووصف ذلك بقية - وقال: أمرتُ بالمسح. قال: وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده هكذا: من أطراف أصابعه إلى أسفل الساق
…
).
قلتُ: وأخرجه ابن ماجة [551]، وابن راهويه في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 101]، من طريق بقية حدثنا جرير بن الوليد حدثنى منذر حدثنى محمد بن المنكدر، عن جابر به .. بلفظ: (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجل يتوضأ وهو يغسل خفيه، فقال صلى الله عليه وسلم بيده هكذا: إنما أمرتُ بالمسح، وفرج بين أصابع كفيه على خفيه
…
) هذا لفظ ابن راهويه ونحوه لفظ ابن ماجة وفيه: (وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده هكذا من أطراف الأصابع إلى أصل الساق، وخطط بالأصابع
…
).
قلتُ: هكذا وقع عندهما في سنده زيادة: (حدثنى منذر
…
) بين جرير وابن المنكدر، فالظاهر أن بقية قد دلَّسه في الطريق الأول، وبقية عَلَم من أعلام تدليس التسوية، وقد صرح بالسماع في رواية ابن راهويه الماضية، فالعمدة عليها. ولا بأس أن ننظر فيها فنقول:
1 -
أما بقية: فهو صدوق في نفسه لولا ما شان به شأنه من ذلك التدليس المردى، لكنه صرح بالسماع كما مضى.
2 -
وأما جرير بن يزيد، فشيخ نكرة من أغمار شيوخ بقية المجهولين، وقد أورده الذهبى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= في "الميزان"[1/ 397]، وقال:"لا يعتمد عليه لجهالته"، وقال الحافظ في "التقريب" [1/ 139]:"هو عندى الذي قبله".
قلتُ: يعنى أنه هو جرير بن يزيد بن جرير البجلى الذي يقول عنه أبو زرعة: "شامى منكر الحديث".
قلتُ: لكن الأول وقع منسوبًا عند الطبراني هكذا: (عن جرير بن يزيد الكندى)، والرجل الماضى (بجليّ) فالظاهر أنه غيره، وهذا خير له، ووقع عند المؤلف:(عن جرير بن يزيد الحميرى).
3 -
وأما منذر، شيخ لا يُدْرى من ذا! وقد ذكره الحاكم الكبير في "الكنى" ثم قال:"لا يتابع في حديثه" وقال الحافظ في "التقريب": "مجهول". وقد اضطرب الحافظ في تمييز هذا الرجل، فتارة يصفه بالجهالة كما مضى. وتارة يجزم بكونه هو منذر بن زياد الطائى، كما تراه في اللسان [6/ 90]، ترجمة (منذر أبى يحيى
…
) ومنذر الطائى هذا هالك متهم بالكذب والتوليد، وتارة ثالثة يجزم الحافظ بكونه هو منذرًا الثورى، كما تراه في ترجمة جرير بن يزيد من "التهذيب"[2/ 67].
وهذا عندى وهم فاحش؛ لأن منذرًا الثورى هذا ثقة مشهور واسمه منذر بن يعلى الكوفى، وهو غير معروف بالراوية عن ابن المنكدر، فالصواب عندى: إما أن يكون المنذر الواقع في هذا الحديث هو منذر بن زياد الساقط المعروف، وإما أن يكون طيرًا غريبًا لا يُعرف متى كان!
ورأيتُ الحافظ ابن عبد الهادى في "التنقيح"[1/ 137]، قد احتمل أن يكون منذر هذا هو ابن زياد الطائى، فاللَّه أعلم.
* والحاصل: أن الإسناد واهٍ والمتن منكر، وقد قال الحافظ في "التلخيص" [1/ 160]:"إسناده ضعيف جدًّا".
• تنبيهان:
الأول: هذا الحديث قد سقط من بعض نسخ "سنن ابن ماجة" كما نبه عليه الزيلعى في "نصب الراية"[1/ 156]، والحافظ في "التلخيص"[1/ 160]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة"[عقب رقم 708/ طبعة دار الوطن].
والثانى: أن إسناد المؤلف قد وقع في الطبعة العلمية هكذا: (
…
عن بقية عن جرير بن يزيد الحميرى عن محمد بن المنكدر عن جابر
…
) وهكذا كان قد وقع في أصل طبعة =
1946 -
حَدَّثَنَا داود بن رشيد، حَدَّثَنَا حفص بن غياثٍ، عن الأعمش، عن أبى صالح، عن أبى هريرة؛ وعن أبى سفيان، عن جابرٍ قال: جاء سليك الغطفانى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب في يوم الجمعة، فقال له:"أَصَلَّيْتَ قَبْلَ أَنْ تَجِئَ؟ " قال: لا، قال:"فَصَلِّ رَكعَتَيْنِ، وَتَجَوَّزْ فِيهِمَا".
= دار المأمون أيضًا. ولكن أبى حسين الأسد إلا أن يعبث به، فجاء إلى إسناده وزاد فيه بين معكوفتين [حدثنى المنذر]، ووضعها بين جرير وابن المنكدر، ثم علق على ذلك بالهامش قائلًا:"ما بين حاصرتين سقط من الأصلين، وأظن أن ذلك سهو [كذا] من الناسخ".
قلتُ: هكذا يكون التصرف في الأسانيد دون برهان قائم! والذى جرَّه إلى ذلك: أنه رآه عند ابن ماجة [551]، هكذا: (حدثنا بقية عن جرير بن يزيد قال: حدثنى منذر حدثنى محمد بن المنكدر
…
) فظن أن (حدثنى المنذر) قد سقطت من سند المؤلف، وهذا غلط منه إن شاء الله، ولو أنه وقف على سند الطبراني في "الأوسط" وكذا على سند المؤلف في "مسنده الكبير" كما نقله عنه البوصيرى في "الإتحاف" لأدرك أن بقية قد دلَّس (منذرًا) عند المؤلف والطبرانى.
وبقية إمام في تدليس التسوية، فالحمد للَّه الذي علَّمنا ما لم نكن نعلم، وكان فضله علينا كبيرًا.
1946 -
صحيح: أخرجه أبو داود [1116]، وابن ماجة [1114]، وابن حبان [2500]، والطبرانى في "الكبير"[7/ رقم 6698]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[2/ 25]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3224]، وغيرهم من طرق عن حفص بن غياث عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة، وعن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح بطريقيه، أما حديث جابر: فرواه جماعة عن الأعمش فلم يذكروا فيه (أبا صالح عن أبى هريرة):
أخرجه مسلم [875]، وأحمد [3/ 389]، وابن خزيمة [1835]، وابن حبان [2502]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 13]، والطبرانى في "الكبير"[7/ رقم 6697]، وعبد الرزاق [5514]، وابن أبى شيبة [5161]، والبيهقى في "سننه"[5483]، وفى "المعرفة"[رقم 1737]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 265]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 365]، وجماعة كثيرة، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ..
وفى رواية عند جماعة: (إذا أتى أحدكم الجمعة والإمام يخطب، فليركع ركعتين وليتجوز =
1947 -
حَدَّثَنَا داود بن رشيد، حَدَّثَنَا الوليد بن مسلمٍ، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن جابرٍ قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا وَقَعَتْ كَبِيرَةٌ، أَوْ هَاجَتْ رِيحٌ مُظْلِمَةٌ، فَعَلَيْكُمْ بِالتَّكْبِيرِ، فَإِنَّه يُجَلِّي الْعَجَاجَ الأَسْوَدَ".
= فيهما
…
) لفظ مسلم، وسيأتى ذلك اللفظ من هذا الطريق عند المؤلف [برقم 2276]، وقد جاء أيضًا هذا اللفظ زيادة في آخره عند مسلم وجماعة.
وقد توبع عليه الأعمش: تابعه: الوليد بن مسلم أبو بشر عند أبى دود [1117]، وأحمد [3/ 297]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 13]، وغيرهم. وللحديث طرق عن جابر: رواه عنه مجاهد وأبو الزبير وعمرو بن سليم والحسن البصرى وعمرو بن دينار وغيرهم، وسيأتى حديث أبى الزبير [برقم 1970]، وحديث الحسن يأتى [برقم 2622]، ورواية عمرو بن سليم تأتى [برقم 2117]، أما رواية عمرو بن دينار فقد مضت [برقم 1830]، وتأتى أيضًا [برقم 1969]، و [1988].
19 -
باطل: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[5/ 262]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 179]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 283]، وغيرهم، من طريق الوليد بن مسلم عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشى عن محمد بن زاذان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد رخيص جدًّا لا يساوى درهمًا ولا دينارًا، قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [رقم 6155]:"هذا إسناد ضعيف، لتدليس الوليد بن مسلم".
قلتُ: أساء البوصيرى جدًّا في إعلاله بتدليس الوليد، ومن أدراه أن الوليد قد دلَّس فيه"! فهلَّا قال:"إسناده ضعيف؛ لعنعنة الوليد" ولو فعل ذلك لكان ملومًا أيضًا، وذلك من وجهين:
الأول: أنه لو راجع ترجمة الوليد بن مسلم من كتب الرواة والنقلة، وأحاط بأقوال النقاد في تدليسه، لعلم أن الوليد لا يدلس إلا عن الأوزاعى وجده، وهنا يرويه عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشى؛ فإعلاله بتدليسه، ليس بجيد البتة.
والثانى: أنه أوهم أن ليس في الإسناد ما يُعل به سوى تدليس الوليد وحده، وغفل عن كون الإسناد ملوثًا برجلين:
الأول: عنبسة بن عبد الرحمن القرشى، ذلك الساقط الذي كذبه الأزدى وغيره بخط عريض، وقال أبو حاتم:"كان يضع الحديث"، وقال أبو زرعة:"منكر الحديث، واهى الحديث"، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[10/ 199]، وأجاد. =
1948 -
حَدَّثَنَا أبو عبد الله أحمد بن إبراهيم النكرى، حَدَّثَنَا مبشرٌ، عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ قال: سالت أبا سلمة بن عبد الرحمن أي القرآن أنزل قبل؟ فقال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} [المدثر: 1]، فقلت: أو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} ، قال: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل قبل؟ فقال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} ، فقلت: أو {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} [العلق: 1]، قال جابرٌ: لا أخبرك إلا ما حَدَّثَنَا رسول الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى، نَزَلْتُ فَاسْتَبْطَنْتُ بَطْنَ الْوَادِى، قَالَ: فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ أَمَامِى وَخَلْفِى، وَعَنْ يَمِينِى
= والثانى: محمد بن زاذان: وهو المدنى الذي يقول عنه البخارى: "منكر الحديث لا يكتب حديثه" ومثله قال أبو حاتم. وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه، ثم إنه لا أراه أدركُ جابر بن عبد الله، وكأن هذا الزاذان قد شعر بذلك، فحاول تدارك الخطب كيما يفتضح أمام الله والناس أكثر من ذلك، فعاد ورواه عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 204]، ثم إنه - أو الراوى عنه - رأى الاقتصار في رواية الحديث على جابر وحده؛ ربما يحول دون ذيوعه في برنامج الناس، فاهتدى إلى الإكراب، فعاد مرة ثالثة ورواه عن أنس بن مالك به مرفوعًا
…
هكذا أخرجه ابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 283]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 204]، كلاهما من طريق الوليد بإسناده ومتنه].
قلتُ: ولو رواه هذا الخائب عن عشرين نفسًا من الصحابة، لما زادنا فيه ذلك إلا بصيرة، ولمثل هذا خلق الله نقاد الحديث، وأئمة الجرح والتعديل. نسأله أن نكون منهم.
1948 -
صحيح: أخرجه البخارى [4638]، ومسلم [161]، وأحمد [3/ 306، 392]، وابن حبان [34]، والطيالسى [1688]، والنسائى في "الكبرى"[11632]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 460]، وأبو عوانة [رقم 248، 250]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 687]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 296]، وفى "تاريخه"[1/ 534]، والبغوى في "تفسيره"[1/ رقم 263]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 423]، وجماعة، من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن جابر به
…
مطولًا مثل سياق المؤلف =
وَعَنْ شِمَالِى، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثمَّ نودِيتُ، فَنَظَرْتُ أَمَامِى وَخَلْفِى، وَعَنْ يَمِينِى وَعَنْ شِمَالِى، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثمَ نَظَرْتْ إِلَى السَّمَاءِ، فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ - قَالَ: مُبَشِّرٌ: يَعْنى جبْرِيلَ - فَجُئِثْتُ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَأَمَرْتُهُمْ، فَدَثَّرُونِى، فَأَنْزَلَ الله:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4)} [المدثر: 1: 4] ".
1949 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالدٍ، حَدَّثَنَا أبان بن يزيد، حَدَّثَنَا يحيى بن أبى كثيرٍ، قال: سألت أبا سلمة: أي القرآن أنزل أول؟ قال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} [المدثر]، قال: فقلت: إنى أنبئت أن أول سورةٍ نزلت من القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} [العلق]، قال أبو سلمة: سألت جابر بن عبد الله: أي القرآن أنزل أول؟ قال: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} [المدثر]، فقلت له: إنى أنبئت أن أول سورةٍ نزلت من القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)} [العلق: 1]، قال جابرة لا أحدثك إلا ما حَدَّثَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"جَاوَرْتْ فِي حِرَاءٍ، فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى، فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِىَ، فَنُودِيتْ، فَنَظَرْتُ أَمَامِى وَخَلْفِى، وَعَنْ يَمِينِى وَعَنْ شِمَالِى، فَلَمْ أَرَ شَيْئًا، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتْ فَوْقِى، فَإِذَا أَنَا بِهِ قَاعِدٌ عَلَى عَرْشٍ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، قَالَ: فَجُثِثتُ مِنْهُ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى خَدِيجَةَ فَقلْتُ: دَثِّرُونِى فَدَثَّرونِى، وَصَبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا، فَأُنْزِلَتْ عَلَيَّ: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3)} [المدثر] ".
= قلتُ: وهو عند جماعة آخرين مختصرًا. وقد توبع عليه ابن أبى كثير: تابعه الزهرى من طرق عنه عند البخارى [3066، 4641، 4642، 4671، 5865]، ومسلم [161]، والترمذى [3325]، والنسائى في "الكبرى"[11631]، وجماعة كثيرة، مطولًا ومختصرًا.
1949 -
صحيح: انظر قبله.
1950 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم الدورقى، حَدَّثَنَا مبشرٌ، عن الأوزاعى، عن يحيى بن أبى كثيرٍ، حدثنى ابن مقسمٍ، قال: حدثنى جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فمرت بنا جنازةٌ، فقام لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما ذهبنا لنحمل إذا هي جنازة يهودية، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهوديةٍ، قال:"إِنَّ الموْتَ فَزَعٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ جِنَازَةً فَقُومُوا".
1951 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حَدَّثَنَا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزهرى، عن ابن أبى صعيرٍ، عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم أحد أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على الشهداء الذين استشهدوا يومئذٍ فقال: "زَمِّلُوهُمْ بِدِهَمائِهِمْ، فَإِنِّىَ قَدْ شَهِدْتُ عَلَى
1950 - صحيح: أخرجه البخارى [1249]، ومسلم [960]، وأبو داود [3174]، والنسائى [1922]، وأحمد [3/ 319، 334، 354]، وابن حبان [3050]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 486]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1153]، والبيهقى في "سننه"[6668]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2997]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن عبيد الله بن مقسم عن جابر بن عبد الله به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وزاد ابن المنذر في آخره: (فمن تبعها فلا يقعد حتى توضع).
قلتُ: وسنده ليس فيه خدشة، ولفظ البخارى: "مرتْ بنا جنازة فقام لها النبي صلى الله عليه وسلم وقمنا له، فقلنا: يا رسول الله، إنها جنازة يهودى، قال: إذا رأيتم الجنازة فقوموا
…
) وهذا فيه اختصار.
1951 -
صحيح: أخرجه عبد الرزاق [6633]، و [9580]، وعنه أحمد [5/ 431]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1163]، والبيهقى في "سننه"[6592]، وغيرهم، من طريق معمر عن الزهرى عن ابن أبى صعير عن جابر به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، وقد توبع معمر على هذا الوجه: تابعه النعمان بن راشد كما ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 1015]، ثم ذكر أن عقيلًا وعمرو بن الحارث ومحمد بن إسحاق وابن جريج كلهم رووه عن الزهرى فقالوا: عن ابن أبى صعير - واسمه عبد الله بن ثعلبة - عن النبي صلى الله عليه وسلم به
…
، ولم يذكروا فيه جابرًا، ثم قال:"فقلتُ لأبى: فحديث معمر والنعمان بن راشد الذي يرويان عن الزهرى عن عبد الله بن ثعلبة عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم هو محفوظ؟! قال: لا، الصحيح مرسل". =
هَؤُلاءِ"، فكان يُدفن الرجلان والثلاثة في القبر الواحد، ويسأل: "أَيُّهُمْ كَانَ أَقْرَأَ لِلْقُرْآنِ؟ " فَيُقَدِّمُهُ، قال جابرٌ: فدفن أبى وعمى يومئذٍ في قبرٍ واحدٍ.
= قلت: يعنى ليس فيه جابر، وهكذا رواه ابن عيينة عن الزهرى مثل رواية الجماعة عنه مختصرًا عند الشافعي [1632]، والبيهقى [6591]، وأحمد [5/ 431]، غيرهم. وفى آخره قال سفيان:"ثبتنى في هذا الحديث معمر".
ففهم الحافظ من تلك العبارة في "هدى السارى"[ص 356]، أن سفيان رجعت روايته بعد ذلك إلى رواية معمر، وقبل ذلك قال: "وأما رواية معمر فقد وافقه عليها سفيان بن عيينة
…
" ثم ذكر عبارة سفيان الماضية.
وهذا فيه نظر عندى، بل مراد سفيان أن معمرًا قد ثبته في روايته هذا الوجه عن الزهرى عن عبد الله بن ثعلبة عن النبي صلى الله عليه وسلم به
…
ليس فيه جابر.
فإن قيل: وأين التثبيت في ذلك إذا كان معمر لم يروه عن الزهرى إلا على الوجه الأول من حديث جابر؟!.
قلتُ: بلى قد رواه معمر عن الزهرى مثل رواية سفيان عنه، فأخرجه النسائي [2002، 3148]، من طريق ابن المبارك عن معمر عن الزهرى عن عبد الله بن ثعلبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
وذكره مختصرًا بلفظ (زملوهم بدمائهم
…
) وزاد: (فإنه ليس كلم يكلم في الله إلا أتى يوم القيامة جرحه يدمى، لونه دون دم، وريحه ريح المسك
…
).
فهذا هو مراد سفيان بقوله: (ثبتنى في هذا الحديث معمر) فلعل سفيان حفظه عن الزهرى ثم نسيه، فقابل معمرًا فحدثه به على هذا الوجه.
ثم رأيت ذلك قد وقع صريحًا عند سعيد بن منصور في "سننه"[2583]، فإنه قال: (حدثنا سفيان قال: سمعتُ الزهرى ولم أتقنه، فقال معمر: إنه حدث عن ابن صعير أو ابن أبى صعير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أشرف على قتلى أحد فقال: شهدتُ على هؤلاء فزملوهم بدمائهم وكلومهم
…
).
وأصرح منه ما أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[27/ 179]، من طريق أبى الحسين بن النقور عن عيسى بن على عن عبد الله بن محمد - هو أبو القاسم البغوى - عن جده عن سفيان قال: (سمعت الزهرى لم أحفظه، فحدثنى معمر عن الزهرى عن [ابن] أبى صعير عن النبي صلى الله عليه وسلم به
…
) فذكره نحو اللفظ الماضى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحاصل: أن سفيان ما تابع معمرًا على الوجه الأول كما فهم ذلك الحافظ، نعم قد اختلف فيه على معمر، فرواه عنه عبد الرزاق على الوجه الأول: (عن الزهرى عن ابن أبى صعير عن جابر به
…
) وخالفه ابن المبارك، فرواه عنه على الوجه الماضى: (عن الزهرى عن ابن أبى صعير به
…
) وتوبع ابن المبارك على هذا الوجه عن معمر: تابعه ابن عيينة كما مضى عند ابن عساكر. وخالفهم معتمر بن سليمان، فرواه عن معمر فقال: عن الزهرى عن رجل عن جابر به مختصرًا نحو سياق المؤلف.
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [36769]، ومعتمر بصرى معروف، وقد تكلموا فيما حدث به معمر بالبصرة.
وقد توبع معمر على هذا الوجه الثاني من رواية ابن المبارك وسفيان عنه: تابعه عقيل وعمرو بن الحارث، ومحمد بن إسحاق - واختلف عليه في سنده - وابن جريج كما مضى من كلام ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 1015]، ووافقهم على هذا الوجه عن الزهرى: ابن عيينة وصالح بن كيسان وعبد الرحمن بن إسحاق وشعيب بن أبى حمزة وأبو أيوب الغافقى، كلهم رووه عن الزهرى عن ابن أبى صعير به
…
وابن أبى صعير هذا مختلف في صحبته، وقد اختلف على الزهرى في هذا الحديث على ألوان غريبة، قال ابن عبد البر في "التمهيد" [21/ 230]:"اختلف على ابن شهاب في هذا الحديث اختلافًا كثيرًا، ورواية الليث عندهم بالصواب أولى".
قلتُ: ورواية الليث هذه أخرجها البخارى [1278، 1280، 1282، 1288، 3851]، وجماعة كثيرة، من طرق عن الليث بن سعد عن الزهرى عن عبد الرحمن بن مالك، عن جابر بن عبد الله قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يجمع بين الرجلين من قتلى أحد في ثوب واحد ثم يقول: أيهم أكثر أخذًا للقرآن؟! فإذا أشير إلى أحدهما قدمه في اللحد وقال: أنا شهيد على هؤلاء يوم القيامة. وأمر بدفنهم في دمائهم ولم يغسلوا ولم يصل عليهم
…
) لفظ البخارى.
وأخرجه النسائي في "الكبرى"[2082]، بإسناده ومتنه ثم قال: "لا نعلم أحدًا من ثقات أصحاب الزهرى تابع الليث على هذه الرواية، واختلف على الزهرى فيه
…
".
قلتُ: وهذا الحديث قد انتقده الدارقطنى في "الإلزامات والتتبع"[ص 368/ رقم 206]، على البخارى، وأعله بالاضطراب في سنده، وحاول الحافظ نفى هذا الاضطراب بما تراه في =
1952 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الواسطى، حَدَّثَنَا هشيمٌ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمًدًا فَلْيَتَبَّوَأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ".
1953 -
حَدَّثَنَا محمد بن الصباح، حَدَّثَنَا إسماعيل بن زكريا، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ تَرْكِهِ الإيمَانَ إِلَّا تَرْكُهُ الصَّلاةَ".
= "هدى السارى"[ص 355]، و"الفتح"[3/ 210]، فأصاب بعضًا وأخطأ في بعض، وقد تجمع عندى سبعة ألوان من الاختلاف في سنده على الزهرى، ولو شرعنا في تخريجها هنا لضاق المقام جدًّا، فلعلنا نفعل ذلك في مكان آخر إن شاء الله: ورواية الليث عندنا رواية محفوظة ثابتة. وقد رجحها ابن عبد البر كما مضى، وقال البيهقى في "سننه" [4/ 11]: "الليث بن سعد رحمه الله إمام حافظ، فروايته أولى
…
" وكذا احتج بها البخارى في "صحيحه"، وهؤلاء سلف صالح في تثبيت رواية الليث وإن خالفه فيها الجماعة.
والثقة الحافظ إذا انفرد برواية لم يروها غيره: "كان ذلك أرفع له، وأكمل لرتبته، وأدل على اعتنائه بعلم الأثر، وضبطه دون أقرانه لأشياء ما عرفوها، اللَّهم إلا أن يتبين غلطه ووهمه في الشئ فيعرف ذلك
…
" كذا قاله الحافظ الذهبى في "الميزان". والله المستعان.
1952 -
صحيح: مضى من هذا الطريق [برقم 1847].
1953 -
صحيح: أخرجه مسلم [82]، والترمذى [2618، 2619]، وأحمد [3/ 370]، وابن حبان [1453]، والطبرانى في "الصغير"[2/ رقم 799]، والبيهقى في "سننه"[6287]، وفى "الشعب"[3/ رقم 2793]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 121، 256]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1022]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 886]، واللالكائى في شرح الاعتقاد" [4/ رقم 1514، 1515]، وابن منده في "الإيمان" [1/ 219]، وعبد الله بن أحمد في "السنة" [767]، وأبو عوانة [رقم 138]، والخلال في "السنة" [1399، 1400]، وابن الأعرابى في "المعجم" [495]، والطحاوى في "المشكل" [8/ 40]، وجماعة كثيرة، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: وسنده على شرط مسلم. وقد تكلم بعضهم في سماع أبى سفيان من جابر، وقد ناقشناه في الحديث [رقم 1892]، ولفظ مسلم:"بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة"، =
1954 -
حدّثنا زكريا بن يحيى، حَدَّثَنَا هشيمٌ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ قال: كنا مع أبى عبيدة بن الجراح في سريةٍ - أو جيشٍ - فنفد زادنا، فبصرنا بحوتٍ قذفه البحر فأردنا أن نأكل منه، فنهانا أبو عبيدة، ثم قال: نحن رسل رسول الله، وفى سبيل الله، كلوا، فأكلنا منه، فلما رجعنا ذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"إِنْ كَانَ مَعَكُمْ مِنْهُ شَىْءٌ فَابْعَثُوا بِهِ إِلَيْنَا".
1955 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن جابر بن عبد الله، يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاث مائة راكبٍ، وأميرنا أبو عبيدة بن الجراح نرصد عيرًا لقريش، فأقمنا بالساحل نصف شهر، فأصابنا جوعٌ شديدٌ حتى أكلنا الخبط، قال: فسمى ذلك الجيش جيش الخبط، ثم ألقى ألبحر لنا دابةً يقال لها: العنبر، فأكلنا منه نصف
= ولفظ الترمذى في رواية: (بين الكفر والإيمان ترك الصلاة). وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه جماعة، فانظر الماضى [برقم 1783].
1954 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 303]، والنسائى في "الكبرى"[4865]، وفى "الصغرى"[4353]، وابن أبى شيبة [19758]، وابن الجارود [878]، وغيرهم، من طرق عن هشيم عن أبى الزبير عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف.
قلت: وسنده صحيح في المتابعات، وقد توبع هشيم عليه: تابعه جماعة: منهم حماد بن سلمة كما مضى [برقم 1786]، وتابعه ابن عيينة كما يأتى [برقم 1956]، وكذا تابعه الليث بن أبى سليم كما مضى [برقم 1925]، وانظر تمام تخريجه في هذا الرقم الأخير. وتوبع عليه أبو الزبير: تابعه عمرو بن دينار وهو الآتى.
1955 -
صحيح: أخرجه البخارى [4103، 4104، 5174، 5175]، ومسلم [1935]، والنسائى [4352]، وأحمد [3/ 308، 311]، وابن حبان [5259]، وعبد الرزاق [8667]، والدارمى [2012]، والحميدى [1242]، والبيهقي في "سننه"[18738]، وفى "الدلائل"[رقم 1748]، وأبو عوانة [رقم 6148]، وجماعة كثيرة، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
مطولًا ومختصرًا.
قلتُ: قد توبع عليه ابن دينار: تابعه وهب بن كيسان عند البخارى [2821، 4102]، ومسلم [1935]، وجماعة كثيرة.
شهرٍ حتى ثابت أجسامنا، وَادَّهنَّا بوَدَكِهِ، فأخذ أبو عبيدة ضلعًا من أضلاعه فنظر إلى أطول
جملٍ في الجيش فحمله عليه فمر تَحته.
1956 -
قال أبو عثمان، قال لنا سفيان بن عيينة. قال أبو الزبير، عن جابر: أعطانا رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابًا فيه تمرٌ، فلما نفد وجدنا فَقْدَهُ، فجعل الرجل يجئ بالشئ، قال: وأخرجنا من عينيه كذا وكذا جرةً من وَدَكٍ، قال: فلما قدمنا على النبي صلى الله عليه وسلم سألنا: "هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَىْءٌ؟ "
1957 -
حَدَّثَنَا عمرو بن محمدٍ الناقد، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرٍو، عن جابر قال: كسع رجلٌ من المهاجرين رجلًا من الأنصار، فقال الأنصارى: يا للأنصار! وقال المهاجرى: يا للمهاجرين! فلما سمع النبي صلى الله عليه وسلم ذاك، قال:"مَا بَالُ دَعْوَى الجاهِلِيَّةِ؟ " قالوا: يا رسول الله، رجلٌ من المهاجرين كسع رجلًا من الأنصار، فقال:"دعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ"، فقال عبد الله بن أبى بن سلولٍ: أقد فعلوها؟ لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فقال عمر: دعنى يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال:"دَعْه إِنَّهُ لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ محَمَّدًا يَقْتُل أَصْحَابَهُ".
1958 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرٍو، عن جابرٍ قال: أتى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبَيِّ بعدما أدخل حفرته فأمر به، فأخْرِجَ، فَوُضِعَ على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه، والله أعلم.
1959 -
حَدَّثَنَا خلف بن هشامٍ، حَدَّثَنَا حماد بن زيدٍ، عن عمرٍو، عن جابر بن عبد الله قال: كسع رجلٌ من المهاجرين رجلًا من الأنصار، قال: فجاء قوم ذا، وقوم ذا، فقال
1956 - صحيح: هذا متصل بالذى في قبله. وهكذا أخرجه ابن حبان [5259]، من طريق المؤلف به
…
وانظر [رقم 1920].
• تنبيه: أبو عثمان: هو عمرو الناقد شيخ المؤلف.
1957 -
صحيح: مضى [برقم 1824].
1958 -
صحيح: مضى أيضًا [برقم 1828].
1959 -
صحيح: سبق [برقم 1824]، فانظر ثَمَّ.
هؤلاء: يا للمهاجرين! وقال هؤلاء: يا للأنصار، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"دَعُوهَما فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ"، ثم قال:"أَلا مَا بَالُ دَعْوَى الجاهِلِيَّةِ! أَلا مَا بَالُ دَعْوَى الجَاهِلِيَّةِ! ". 1960 - حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى الواسطى، حَدَّثَنَا هشيمٌ، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جابر قال: لعن النبي صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله، وشاهديه، وكاتبه، وقال:"هُمْ سَوَاءٌ".
1961 -
حدّثَنَا زكريا بن يحيى، حَدَّثَنَا هشيم، عن خالد قال: حَدَّثَنَا بعض أشياخنا، عن جابر بن عبد الله أن أبا بكر قال: من كانت له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَةٌ فليقم، قال: فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدنى أن يعطينى كذا وكذا، وحفن بيده ثلاث حفنات. قال: فقال أبو بكر: إذا أتانا مال فأتنا، قال: فجاءه مال فأتيته قال: فحفنته بيدى، فقال: اعْددها، فإذا هي خمس مئة، قال: فأعطانى ألفًا أخرى، قال: وقال: ألك مال سواه؟ قال قلت: لا، قال: فإذا حال عليه الحول فأدِّ زكاته.
1960 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1849].
1961 -
صحيح: دون قوله: "ألك مالٌ سواه
…
" إلخ، هذا إسناد ضعيف؛ لجهالة هؤلاء الأشياخ، وهشيم مدلس وقد عنعنه، وخالد هو الحذاء الثقة الإمام، لكن للحديث طرق عن جابر به نحوه
…
منها:
1 -
طريق محمد بن على أبى جعفر الباقر عن جابر به نحوه
…
دون قوله: (ألك مال سواه؟!
…
إلخ)]، أخرجه البخارى [2174]، والحميدى [1233]، ومسلم [2314]، والبيهقى في "سننه"[12525]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1370] والآجرى في "الشريعة"[1247]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 187]، وعبد الرزاق [7034]، وجماعة.
2 -
وطريق محمد بن المنكدر عن جابر به نحوه
…
دون قوله: (ألك مال سواه؟!
…
إلخ)، وسيأتى هذا الطريق [برقم 2019].
3 -
وعبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به
…
مختصرًا جدًّا بلفظ: (جاءنا مال البحرين في خلافة أبى بكر) وسنده صحيح إليه.
4 -
وأبى الزبير عن جابر به نحو سياق المؤلف به
…
أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"[1270]، وأحمد [3/ 310]، وابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 211 - 212]، من ثلاثة طرق واهية عنه به
…
=
1962 -
حَدَّثَنَا زكريا، حَدَّثَنَا هشيم، عن مجالد، عن الشعبى، عن جابر، أن أبا بكر قال: من كان له عدة فليقم فذكر نحوه إلا أنه لم يذكر فيه قول أبى بكر: إذا حال عليه الحول، ولا قوله: لك مال غيره؟
1963 -
حَدَّثَنَا زكريا، حَدَّثَنَا هشيمٌ، أخبرنا على بن زيد، حَدَّثَنَا محمد بن المنكدر، عن جابرٍ قال: أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبى بكرٍ، وعمر، وعثمان، خبزًا ولحمًا فصلوا ولم يتوضؤوا.
= 5 - والشعبى عن جابر به نحوه
…
دون قوله: (ألك مال سواه؟!
…
إلخ).
أخرجه المؤلف في الآتى [رقم 1962]، وابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 212 - 213]، كلاهما من طريقين عن مجالد بن سعيد عن الشعبى به .. ومجالد ضعيف الحفظ.
6 -
وعمرو بن دينار عن جابر به مختصرًا
…
أخرجه المؤلف [برقم 1966]، من طريق عمرو الناقد عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
قلتُ: هكذا وقع عند المؤلف في الطبعتين، والمشهور عن سفيان أنه يرويه عن عمرو بن دينار
عن محمد بن على أبى جعفر الباقر عن جابر به
…
كما مضى في الطريق الأول.
وهكذا توبع عليه ابن عيينة: تابعه ابن جريج وغيره عن عمرو بن دينار بهذا الإسناد به
…
، فأخشى أن يكون (محمد بن على) قد سقط من سند المؤلف، فإن لم يصح ذلك؛ فأخشى أن يكون عمرو الناقد قد وهم فيه على سفيان، فإن لم يصح ذلك أيضًا، فعمرو قد سمع من جابر، فلعله من المزيد إن شاء الله.
وقد رواه إسماعيل بن مسلم المكى عن عمرو بن دينار - وقُرن معه أبو الزبير - عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف به
…
هكذا أخرجه ابن زنجويه في "الأموال"[رقم 1270]، لكن إسماعيل قد ضعَّفوه جميعًا.
وجملة: (ألك مال سواه؟!
…
إلخ) لم أفف عليها إلا من رواية أبى الزبير، والطرف إليه لا تصح كما مضى. ولم أقف عليها من طريق صحيح بعد، ولعلنى لم أمعن النظر، فاللَّه المستعان.
1962 -
صحيح: انظر قبله.
1963 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 304]، وابن أبى شيبة [521]، وأبو محمد الخلال في "المجالس العشرة"[رقم 73]، وغيرهم، من طريق على بن زيد بن جدعان عن (بن المكندر عن جابر به
…
ولبس عند أحمد ذكر (عثمان). =
1964 -
حَدَّثَنَا زكريا، حَدَّثَنَا هشيمٌ، عن عليّ بن زيدٍ، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا بَيْنَ مِنْبَرِى إِلَى حُجْرَتِى رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الجَنَّةِ، وَإِنَّ مِنْبَرِى عَلَى تُرْعَةٍ مِنْ تُرَعِ الجَنَّةِ".
1965 -
حَدَّثَنَا زكريا، حَدَّثَنَا هشيمٌ، أخبرنا سيارٌ، عن أبى هبيرة الأنصارى، عن جابرٍ قال: اشترى رسول الله صلى الله عليه وسلم منى بعيرًا كان لى ونحن في سفرٍ، قال: وجعل لى ظهره إلى أَن تَقْدُمَ، فلما قدمنا أتيته بالبعير، فدفعتُ إليه، فأمر لى بثمنه: أوقيتين، فانصرفت، فإذا رسوله قد اتبعنى، فقال: هلم يدعوك النبي صلى الله عليه وسلم، فظننت أنه قد بدا له، فلما أتيته، قال
= قلتُ: وإسناده صحيح في المتابعات، وابن جدعان فقيه ضعيف الحفظ، لكنه توبع عليه:
1 -
فتابعه: أبو معشر المدنى على نحوه
…
عند المؤلف كما يأتى برقم [2098]، وأبو معشر ضعيف مختلط.
2 -
وتابعه ابن جريج عليه في قصة، ولم يذكر فيها (عثمان)، وروايته عند عبد الرزاق [639]، ومن طريقه ابن حبان [1130]، وجماعة، وسنده صحيح. وهو عند أحمد [3/ 322]، لكن ليس فيه ذكر (أبى بكر).
3 -
وتابعه ابن عيينة كما يأتى عند المؤلف [برقم 2017]، وليس فيه ذكر (عثمان) وهو عند ابن ماجة [489]، من طريق ابن عيينة به نحو سياق المؤلف
…
ولم يذكر فيه (عثمان) ولا (عمر) وقرن سفيان مع ابن المنكدر في روايته عن جابر: (عمرو بن دينار) و (عبد الله بن محمد بن عقيل).
وله طرق أخرى عن ابن المنكدر عن جابر به
…
مثله، وتارة بأتم سياقًا، وتارة يذكر فيه (عمر) و (أبا بكر)، وتارة يذكر أحدهما، وتارة لا يذكرهما أصلًا، وتارة يقتصر عليهما دون النبي صلى الله عليه وسلم وتارة يقتصر على أحدهما فقط.
وقد توبع ابن المنكدر على تلك الوجوه كلها عن جابر. وكثير من طرقه صحيحة، والضعيف منها صحيح لغيره.
1964 -
صحيح: وقد مضى [برقم 1784].
1965 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 303]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1144]، من طريقين عن هشيم عن سيار أبى الحكم عن أبى هبيرة الأنصارى عن جابر به
…
=
لى: "خُذْ بَعِيرَكَ، فَهُوَ لَكَ"، قال: فانصرفت، فلقيت رجلًا من اليهود، فأخبرته بالذى كان، فجعل يعجب، وقال: أعطاك الثمن ورد عليك البعير؟!
1966 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان بن عيينة، عن عمرٍو، سمع جابرًا يقول: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَعْطَيْنَاكَ هَكَذَا وَهَكَذَا"، وحفن سفيان بيده ثلاث حفناتٍ.
1967 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرٍو، عن جابرٍ قال: لما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ، قال:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ". {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قال:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65] قال: "هَاتَانِ أَهْوَنُ - أوْ - هَاتَانِ أَيْسَرُ".
1968 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو، حَدَّثَنَا جابرٌ، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"الحَرْبُ خُدْعَةٌ"، قال أبو عثمان: قال لى بعض أصحابنا: كثيرٌ منهم كان يقول: "الحَرْبُ خَدْعَةٌ"، ولم أسمعه أنا إلا بالرفع "خُدْعَةٌ".
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم، رجاله كلهم ثقات مشاهير، وهشيم قد صرح بالسماع كما ترى. وأبو هبيرة اسمه يحيى بن عباد السلمى.
ووقع عند الطبراني (عن ابن هبيرة) هكذا، والصواب (أبو هبيرة) ولم أجد أحدًا قد غمز في سماعه من جابر.
وللحديث طرق كثيرة عن جابر مطولًا ومختصرًا، وقد مضى بعضها [برقم 1793]، و [1850، 1898]، ويأتى بعضها [برقم 2124، 2125].
1966 -
صحيح: انظر الماضى آنفًا [برقم 1961].
1967 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1829].
* تنبيه: أبو عثمان هو عمرو الناقد شيخ المؤلف في هذا الحديث.
1968 -
صحيح: مضى [برقم 1826]، فانظره ثمَّ.
1969 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرٍو، عن جابرٍ قال: دخل رجلٌ المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، قال:"صَلَّيْتَ؟ " قال: لا، قال:"فَصَلِّ رَكعَتَيْنِ".
1970 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابر قال: دخل سليكٌ الغطفاني المسجد والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، قال:"أَصَلَّيْتَ؟ " قال: لا، قال:"فَصَلِّ رَكعَتَيْنِ".
1971 -
حَدَّثَنَا عمرُو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان، قال: قلت لعمرٍو: أسمعت جابر بن عبد الله يقول: مر رجلٌ بسهامٍ في المسجد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا؟ "
1972 -
حَدَّثَنَا عمرٌو الناقد، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو، عن جابر قال: قال رجلٌ يوم أحدٍ: يا رسول الله، إن قُتلتُ فأين أنا؟ قال:"فِي الجنَّةِ"، فألقىَ تمراتٍ في يده، وقاتل حتى قتل.
1973 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرٍو، سمعت جابر بن عبد الله، يشير إلى أذنيه: سمع أذُنَى من رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنَّ قَوْمًا يَخْرُجُونَ مِنَ النَّارِ فَيَدْخُلُونَ الجنَّةَ".
1969 - صحيح: مضى [برقم 1830].
1970 -
صحيح: انظر [رقم 1830].
1971 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1833].
1972 -
صحيح: أخرجه البخارى [3820]، ومسلم [1899]، والنسائى [3154]، وأحمد [3/ 308]، وسعيد بن منصور في "سننه"[2552]، والحميدى [1249]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 350]، و [7/ 309]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 98]، وفى "الاستذكار"[5/ 132]، والبيهقى في "سننه"[17975]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 24]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 48] وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به.
1973 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1831].
1974 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو، عن جابرٍ قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا ابِرُ، أَتَزَوَّجْتَ"؟ قلت: نعم، قال:"بِكْرًا أَوْ ثَيِّبًا؟ " قال: قلت: لا، بل ثيبًا، قال:"فَهَلًا جَارِيَةً تُلاعِبُكَ وَتُلاعِبُهَا؟ " قلت: يا رسول الله، إن أبى قتل يوم أحدٍ وترك تسع بناتٍ، وهن لى تسع أخوات، فلم أحب أن أجمع إليهن جاريةً خرقاء مثلهن، ولكن امرأةً تمشطهن وتقوم عليهن، قال:"أَصَبْتَ".
1975 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرو، عن جابر: أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل، ونهانا عن لحوم الحمُرِ.
1976 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرٍو، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا، فَسَمِعَتْ فِيهَا ضَوْضَاءَ، فَقُلْتُ: لمِنْ هَذَا؟ قَالُوا: لِرَجُل
1974 - صحيح: أخرجه البخارى [4792، 5052، 6024]، ومسلم [715]، والترمذى [1100]، والنسائى [3219]، وأحمد [3/ 308، 369، 390]، وابن حبان [7138]، والطيالسى [1706]، وسعيد بن منصور [510]، والحميدى [1227]، وابن الجعد [1602]، والبيهقى في "سننه"[13248، 13249]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 229]، والبغوى في شرح السنة" [5/ 30]، والآجرى في "تحريم النرد" [رقم 6]، وجماعة، من طرق عن عمرو بن دينار عن جابر به مطولًا ومختصرًا.
قلت: وقد توبع عمرو عليه: تابعه جماعة.
1975 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1832].
1976 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [31993]، وعنه مسلم [2394]، والحميدى [1235]، وابن عساكر في "تاريخه"[44/ 152]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن عمرو بن دينار وعند جابر به ..
قلتُ: وهو عند مسلم [2394]، وأحمد [3/ 309]، والنسائى في "الكبرى"[8125]، والدولابى في "الكنى"[رقم 52]، والبيهقى في "البعث والنشور"[176]، والمؤلف [2014] وابن عساكر في "تاريخه"[44/ 151]، وأبى الخير الباغبان في جزء من "فوائده"[رقم 2/ جمهرة الأجزاء]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن عمرو. بن دينار وابن المنكدر كلاهما عن جابر به
…
=
مِنْ قُرَيْشٍ، قلْتُ: مَنْ هُوَ؟ قَالُوا: عُمَرُ بْنُ الخطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخَلَهَا، فَذَكرْتُ غَيْرَتَكَ يَا أَبَا حَفْصٍ"، فبكى، وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟
1977 -
حَدَّثَنَا عمرو، حَدَّثَنَا سفيان، عن عمرٍو، عن جابر قال: إن رجلًا دَبَّرَ غلامًا له ولم يكن له مالٌ غيره، فباعه النبي صلى الله عليه وسلم، فاشتراه ابن النحام منه.
1978 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حدثنا سفيان، عن ابن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوجت: "هَلِ اتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا؟ " قلت: أنَّى لنا أنماطٌ؟! قال: "أَمَا إِنَّهَا سَتَكُونُ".
1979 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، قال: حَدَّثَنَا هشيمٌ، عن حصينٍ، عن سالم بن أبى الجعد، وأبى سفيان، عن جابر بن عبد الله قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة،
= قلتُ: وأخرجه البخارى [6621]، ومسلم [2394]، وجماعة كثيرة، من طرق عن ابن المنكدر وحده عن جابر به نحوه
…
1977 -
صحيح: مضى مختصرًا [برقم 1825]، من هذا الطريق.
1978 -
صحيح: أخرجه البخارى [3432، 4866]، ومسلم [2083]، وأبو داود [4145]، والترمذى [2774]، والنسائى [3386]، وأحمد [3/ 301]، وابن حبان [6683]، والبيهقى في "الشعب"[5/ 6294]، وفى "الدلائل"[2581]، وأبو عوانة [رقم 6928، 6929]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 48]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن ابن المنكدر عن جابر به
…
وزاد الترمذى وأحمد والبيهقى والبغوى، وهو رواية للبخارى ومسلم وأبى عوانة:(قال جابر: وعن امرأتى نمط، فأنا أقول: نحِّيه عنى، وتقول: قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها ستكون) لفظ مسلم. وعند البخارى: (إنها ستكون لكم أنماط، فأدعها
…
).
1979 -
صحيح: أخرجه البخارى [4616]، ومسلم [863]، وابن خزيمة [1852]، وابن حبان [6877]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 25]، وغيرهم، من طرق عن حصين بن عبد الرحمن عن أبى سفيان وسالم بن أبى الجعد، كلاهما عن جابر به
…
وانفرد المؤلف وعنه ابن حبان بالمرفوع منه: (والذى نفسى بيده
…
إلخ). =
وقدمت عيرٌ إلى المدينة، فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَوْ تَتَابَعْتُمْ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ أَحَدٌ لَسَالَ بِكُمُ الْوَادِى النَّارَ"، فنزلت هذه الآية:{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11]، وقال: في الاثنى عشر الذين ثبتوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكرٍ، وعمر.
1980 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حَدَّثَنَا محبوبٌ، عن أسامة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: "سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ".
1981 -
حدّثنا عبد الله، حَدَّثَنَا إبراهيم بن عيينة، عن أبى طالبٍ القاصِّ، عن
= قلتُ: وقد مضتْ رواية سالم وحده عن جابر عند المؤلف [برقم 1888]، ورواية أبى سفيان وحده عند الترمذى [3311]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1812]، وغيرهما.
1980 -
قوى: مضى الكلام عليه [برقم 1927].
1981 -
صحيح: دون قوله (وكفى بالمرء
…
إلى آخره): أخرجه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5872]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 1320، 1321]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 233]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 118]، وأبو عوانة [رقم 6780]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1284]، وابن أبى الدنيا في "قرى الضيف" ومن طريقه ابن بشران في الأول من "الفوائد المنتقاة من الأمالى"[ق 1/ 288]، وأبو بكر الأنبارى في "الأمالى"[10/ 1]، كما في "الضعيفة"[9/ 95]، وغيرهم، من طرق عن إبراهيم بن عيينة عن أبى طالب القاص عن محارب بن دثار عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد لا يثبت، إبراهيم بن عيينة مختلف فيه، وهو أخو سفيان بن عيينة الإمام، وأبو طالب القاصّ هو يحيى بن يعقوب خال أبى يوسف القاضى، مشاه أبو حاتم وقال:"لم يرو شيئًا منكرًا، وهو ثقة في الحديث".
وقال البخارى: "منكر الحديث"، وذكره ابن حبان في "الثقات" لكنه قال:"وكان يخطئ". =
محارب بن دثارٍ، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الإدَامُ الخلُّ، وَكفَى بِالمرْءِ شَرًّا أَنْ يَسْخَطَ ما قُرِّب إلَيْهِ".
1982 -
حدّثنا عبيد الله بن عمر أبو سعيد، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا عمرٌو، عن جابر قال: لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} [الأنعام: 65]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ"، {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} [الأنعام: 65]، قال:"هَذَا أَهْوَنُ - أوْ - هَذَا أَيْسَرُ".
= ثم عاد وأدخله في "المجروحين" وقال: "يروى عن الثقات الأشياء المقلوبات على قلة روايته، ربما سبق إلى قلب مَنْ يسمعها أنه كان المتعمد لذلك، لا يجوز الاحتجاج به
…
" ثم ساق له هذا الحديث وقال: "زاد فيه هذا الكلام الأخير الذي ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ".
قلت: ويقصد بتلك الزيادة قوله: (وكفى بالمرء شرًا .. إلخ) وهو كما قال ابن حبان. فقد رواه جماعة عن محارب بن دثار عن جابر به
…
دون هذه الزيادة
…
هكذا أخرجه أبو داود [3820]، والترمذى [عقب رقم 1839]، و [1842]، وابن ماجه [3317]، وأحمد [3/ 371]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 621]، و [8/ رقم 8817]، وابن أبى شيبة [24614]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم [1319]، وتمام في "الفوائد"[2/ رقم 1621]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 246]، و [8/ 186]، و [10/ 344]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 218]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 118]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 226]، وابن عساكر في "تاريخه"[22/ 165]، وأبو عوانة [رقم 6781]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 458]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 170]، والخليلى في "الإرشاد"[2/ 435]، والدولابى في "الكنى"[رقم 102167]، وجماعة.
وللحديث طرق أخرى عن جابر به
…
ورواه عنه بعضهم فزاد فيه زيادات منكرة، راجع "الضعيفة"[11/ 655]، وسيأتى الحديث بسياق أتم من طريق أبى سفيان عن جابر به
…
عند المؤلف [2218، 2211]، فالله المستعان.
1982 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1829].
1983 -
حدّثناهُ إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا حماد، عن عمرٍو، عن جابرٍ قال: لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ} ، قال:"أَعوذُ بِوَجْهِكَ"، {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} ، قال:"أَعُوذُ بِوَجْهِكَ". {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} [الأنعام: 65]، قال:"هَذَا أَهْوَن".
1984 -
حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حماد، عن عمرو، عن جابرٍ، أن رجلًا من الأنصار أعتق غلامًا له، لم يكن له مالٌ غيره، قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "مَنْ يَشْتَرِيه منِّى"؟ فاشتراه نعيم بن عبد الله بثمان مائةٍ، فدفعها إليه، قال: سمعت جابرًا يقول: عبدًا قَبَطيّا مات عام أول.
1985 -
حدّثنا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، بإسناده مثله.
1986 -
حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، أن رجلًا من المهاجرين كسع رجلًا من الأنصار، تجمَّع قوم هذا وقوم هذا، فقال هذا: يا للمهاجرين! وقال هذا: يا للأنصار! فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَعُوَها فَإِنهَا مُنْتِنَةٌ، ثم قال: "أَلا مَا بَالُ دَعْوَى الجْاهِلِيَّةِ! أَلا مَا بَالُ دَعْوَى الجْاهِلِيةِ! ".
1987 -
حدّثنا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، بإسناده نحوه.
1983 - صحيح: انظر [رقم 1829].
1984 -
صحيح: أخرجه البخارى [6548]، ومسلم [997]، وابن حبان [4930]، والشافعى [1521]، و [1524]، والطيالسى [1701]، والبيهقى في "سننه"[21324]، وأبو عوانة [4680]، وجماعة، من طريق حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر به مثل سياق المؤلف
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: وأخرجه جماعة مختصرًا. وتوبع عليه حماد بن زيد: تابعه ابن عيينة كما مضى [برقم 1825]، وانظر ما قلناه ثمَّ.
1985 -
صحيح: انظر قبله.
1986 و 1987 - صحيح: مضى [برقم 1824].
1988 -
حدّثنا عبيد الله القواريرى، حدّثنا حماد، عن عمرٍو، عن جابرٍ: أن رجلًا دخل ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقال:"صَلَّيْتَ يَا فُلانُ؟ " قال: لا، قال:"فَقُمْ فَارْكَعْ".
1989 -
حدّثناهُ إسحاق، حدّثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابرٍ، قال: بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة، فذكر نحوه.
1990 -
حدّثنا القواريرى، حدّثنا حماد، عن عمرٍو، عن جابر قال: هلك أبى فترك سبع بناتٍ - أو تسع بناتٍ، قال حمادٌ: ولا أعلمه إلا قال: تسع - فتزوجت امرأة ثيبًا، فقال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم:"تَزَوَّجْتَ يَا جَابِرُ؟ " قلت: نعم، قال:"بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟ " قلت: ثيبًا، قال:"فَهَلَّا جَارِيَةً تُلاعِبُهَا وَتُلاعِبُكَ" أو قال: "تُضاحِكُهَا وَتُضاحِكُكَ؟ " قال: قلت: إن عبد الله هلك وترك تسع بنات، وإنى كرهت أن أجيئهن بمثلهن فأردت امرأةً تقوم عليهن، فقال لى:"بَارَكَ اللَّهُ لَكَ - أو قَالَ: خَيْرًا".
1991 -
حدّثنا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، عن عمرو، سمعت جابرًا، يقول: هلك أبى وترك تسعًا - أو سبعًا - فذكر نحوه، إلا أنه، قال: فقال لى: "فَبَارَكَ اللهُ لَكَ"، ودعا لى.
1992 -
حدّثنا عبيد الله القواريرى، حدّثنا حمادٌ، قال: قلت لعمرو بن دينارٍ: يا
1988 و 1989 - صحيح: مضى [برقم 1830].
1990 و 1991 - صحيح: مضى قريبًا من هذا الطريق [برقم 1974].
1992 -
صحيح: أخرجه البخارى [6190]، ومسلم [191]، والطيالسى [1703، 1704]، والبيهقى في "سننه"[20567]، وفى "الشعب"[1/ رقم 314]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 841]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 873]، وجماعة، من طرق عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
مثل لفظ المؤلف، وفى أوله زيادة عند البخارى والبيهقى وابن منده.
وقد توبع عليه حماد: تابعه ابن عيينة كما مضى عند المؤلف [برقم 1831]، فانظره غير مأمور.
أبا محمد: أسمعت جابر بن عبد الله يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"أَنَّ اللَّهَ يُخْرِجُ مِنَ النّارِ قَوْمًا بِالشَّفَاعَةِ؟ " قال: نعم.
1993 -
حدّثنا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، بإسناده مثله.
1994 -
حدّثنا عبيد الله، حدّثنا حماد، حدّثنا عمرو، عن جابر: أن رجلًا مر بأسهمٍ في المسجد قد أبدى نصولها فَأمِرَ أن يأخذ بنصولها لا يَخْدشُ مسلمًا.
1944 م - حدّثنا إسحاق، حدّثنا حماد، عن عمرو، عن جابر: مثله.
1995 -
حدّثنا إسحاق، حدّثنا سفيان، قال: قلت لعمرٍو: أسمعت جابرًا يحدث أن رجلًا دخل المسجد بسهامٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خذْ بِأَنْصَالِهَا؟ " قال: نعم.
1996 -
حدّثنا عبيد الله، حدّثنا حماد، عن عمرٍو، عن جابرٍ - قال حماد: ولا أعلمه إلا قد رفعه - أنه نهى عن كراء الأرض.
1997 -
حدّثنا أبو سعيدٍ القواريرى، حدّثنا حماد، عن مطر، عن عطاءٍ، عن جابرٍ يرفعه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كراء الأرض.
1993 - صحيح: انظر قبله.
1994 -
صحيح: مضى [برقم 1833]، من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن جابر به نحوه
…
وهو من طريق حماد بن زيد عن عمرو بهذا اللفظ: عند البخارى [6663]، ومسلم [2614]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2470]، وغيرهم.
1995 -
صحيح: مضى [برقم 1833].
1996 -
صحيح: أخرجه النسائي [عقب 3919]، وأحمد [3/ 338]، من طريق حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
مثل لفظ المؤلف
…
ورواه جماعة عن جابر به مثله وبنحوه
…
وسيأتى بهذا اللفظ من طريق عطاء عن جابر به
…
[برقم 1997].
1997 -
صحيح: أخرجه مسلم [1536]، والنسائى [3878]، والبيهقى في "سننه"[11480] وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن مطر الوراق عن عطاء بن جابر به .. مثل لفظ المؤلف .. =
1998 -
حدّثنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا عمرٌو، عن محمد بن على، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحُمُر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل.
1999 -
حدّثنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيمٍ، عن
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات، ومطر مختلف فيه. وقد ضعفوه في عطاء أيضًا، لكن تابعه رباح بن أبى معروف عند مسلم [1536]، مثله وزاد:(وعن بيعها السنين، وعن بيع الثمر حتى يطيب).
ورباح صدوق وسط، وتابعه أيضًا سعيد بن دريك عند ابن حبان في "الثقات"[6/ 354]، ولفظه:(نهى عن كراء الأرض بالثلث والربع) وابن دريك هذا مجهول الحال.
وقد تابعهم: النعمان بن أبى عياش عند مسلم [1536]، وابن حبان [5193]، وغيرهما.
والنعمان ثقة مشهور، وقد رواه جماعة عن جابر به مثله وبنحوه
…
1998 -
صحيح: أخرجه البخارى [3982، 5201، 5204]، ومسلم [1941]، وأبو داود [3788]، والنسائى [4372]، وأحمد [3/ 361، 385]، والدارمى [1993]، وابن حبان [5268، 5273]، وابن الجارود [885]، والبيهقى في "سننه"[19218]، وفى "المعرفة"[رقم 5928]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 426]، وأبو عوانة [رقم 6163]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 204]، وفى "المشكل"[7/ 196]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 113]، وابن عبد البر في "التمهيد"[10/ 125]، وجماعة من طرق عن حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن محمد بن عليّ عن جابر به
…
قلتُ: قد اختلف في إسناده على عمرو بن دينار كما مضى الكلام عليه [برقم 1832]، فانظره إن شئت.
ومحمد بن على هو ابن الحسين بن على بن أبى طالب: الإمام ابن الإمام ابن الإمام ابن الإمام.
199 -
صحيح: أخرجه البيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5761]، من طريق على بن عصام عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن سابط عن جابر به
…
مثل سياق المؤلف
…
وزاد في أوله: (إنه لا يدخل الجنة من نبت لحمه من سحت، النار أولى به
…
).
قلتُ: وهذا إسناد جيد؛ ابن خثيم قوى الحديث، وابن سابط ثقة مشهور، لكن نفى ابن معين سماعه من جابر، كما في "المراسيل"[رقم 217].=
عبد الرحمن بن سابط، أنه حدثه جابر بن عبد الله، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لكعب بن عجرة:"يَا كَعْبُ بْنُ عُجْرَةَ، الصَّلاةُ قُرْبَانٌ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَة تُطْفئُ الخَطِيئَةَ كمَا يُطْفئ الماء النَّارَ. يَا كعْبُ بْن عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيانِ: فَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقٌ رَقَبَتَهُ، وَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقٌ رَقَبَتَه".
=* والصواب: أنه سمع منه كما جزم به ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[5/ 240]، ويؤيده: أنه قد صرح بسماعه من جابر في بعض طرق هذا الحديث. وعلى بن عاصم هو الواسطى الذي كان يخطئ ويُصر على الخطأ، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه جماعة عليه عن ابن خثيم، منهم:
1 -
يحيى بن سليم عند المؤلف كما مضى، وكذا عند ابن أبى الدنيا في "محاسبة النفس"[رقم 47]، لكنه عنده بجملته الأخيرة: (يا كعب بن عجرة: الناس غاديان
…
إلى آخره).
2 -
وحماد بن سلمة عند الدارمى [2776]، بلفظ (يا كعب بن عجرة: إنه لن يدخل الجنة لم نبت من سحت)، وهو عند القضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 105]، بلفظ:(يا كعب، الصلاة قربان، والصوم جنة، والصدقة تطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار) لكن الطريق إلى حماد لا يصح عند القضاعى.
ورواه داود بن المحبر عن حماد بن سلمة بإسناده به مطولًا بلفظ يأتى، لكن داود تالف البتة، لكن لم ينفرد به داود عن حماد مطولًا، بل تابعه موسى بن إسماعيل عند الطحاوى في "المشكل"[3/ 310]، بإسنادٍ صحيح إلى موسى به بإسناد به .. لكن دون سياق المؤلف، وإنما بلفظ آخر يأتى في رواية معمر بعد الآتية.
3 -
وداود بن عبد الرحمن العطار عند ابن زنجويه في "الأموال"[برقم 1031]، بإسناد صحيح إليه به .. ولفظه:(يا كعب بن عجرة، الصلاة برهان، والصيامة جنة، والصدقة تطفئ كما يطفئ الماء النار)، وداود العطار ثقة معروف.
4 -
ومعمر بن راشد ولكن مطولًا بلفظ: (عن جابر بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة: أعاذك الله يا كعب بن عجرة من إمارة السفهاء! قال: وما إمارة السفهاء؟! قال: أمراء يكونون بعدى لا يهدون بهديى، ولا يستنون بسنتى، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم؛ فأولئك ليسوا منى، ولستُ منهم، ولا يردون على حوضى، ومن لم يصدقهم على كذبهم، ولم يعنهم على ظلمهم؛ فأولئك منى وأنا منهم، وسيردون على حوضى. يا كعب ابن عجرة: الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة، والصلاة قربان - أو قال: برهان - =
2000 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الوارث بن سعيد، عن القاسم بن عبد الواحد، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، سمع جابرًا، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ الْعَبْدَ إذَا تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إذنِ سَيِّدِهِ كانَ عاهِرًا".
= يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لم نبت من سُحت أبدًا، النار أولى به. يا كعب بن عجرة، الناس غاديان، فمبتاع نفسه فمعتقها، أو بائعها فموبقها
…
) هكذا أخرجه عبد الرزاق [20719]- واللفظ له - وعنه أحمد [3/ 321]، وابن حبان [4514]، والحاكم [1/ 152]، و [4/ 141]، و [4/ 468]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9399]، وفى "الآداب"[رقم 300]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1138]، والخطابى في "العزلة"[رقم 224]، والحافظ في "الأمالى المطلقة"[ص 213]، وغيرهم.
5 -
ووهيب بن خالد مطولًا مثل رواية معمر عند أحمد [3/ 399].
6 -
وزائدة بن قدامة مطولًا أيضًا مثل رواية معمر عند أبى نعيم في "الحلية"[8/ 247]، لكن الإسناد إليه غير ثابت.
وقد وجدتُ ابن حبان قد رواه من طريق أخرى [1723]، عن حماد بن سلمة بإسناده به مطولًا مثل رواية معمر.
وللحديث طرق أخرى ولكن عن كعب بن عجرة نفسه به
…
مطولًا ومختصرًا
…
منها عند الترمذى [614]، والنسائى في [4207]، والطبرانى في "الكبير"[19/ رقم 212، 309، 317،318، 358، 361]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 2730]، وفى "الصغير"[1/ رقم 430]، وجماعة كثير.
والحمد للَّه الذي بنعمته تتم الصالحات
200 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [2078]، والترمذى [1111، 1112]، وأحمد [3/ 300]، و [3/ 377]، و [3/ 382]، والدارمى [2233]، والحاكم [2/ 211]، والطيالسى [1675]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 4797]، وعبد الرزاق [12979]، وابن أبى شيبة [116862]، و [16863]، وابن الجارود [686]، والبيهقى في "سننه"[13507، 15308] وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 333]، ابن عدى في "الكامل"[2/ 315]، و [3/ 56]، والطحاوى في "المشكل"[7/ 5]، وأبو ذر الهروى في "فوائده"[رقم 4]، وجماعة، من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به .... وهو عند بعضهم بنحوه
…
=
2001 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابر، قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا قط، فقال: لا.
= وعند أبى داود وغيره: ( .... بغير إذن مواليه) بدل: (سيده)، وزاد أحمد في الموضع الثالث:(قال: وسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن أخوف ما أخاف على أمتى عمل قوم لوط .... ).
قلتُ: مداره على ابن عقيل، وفيه مقال معروف، وهو سيئ الحفظ مضطرب الراوية على التحقيق، ما أشبهه بعليّ بن زيد بن جدعان وابن أرطأة وابن ليلى وأضرابهم! وقد مشاه جماعة، إلا أن الضعف بعليّ حديثه ظاهر لمن سبر مروياته بتبصُّر، وقد أشرنا إلى كلام النقاد فيه مع مناقشة من قوَّاه، فيما علقناه على "ذم الهوى" لابن الجوزى [1/ رقم 146].
وقال الترمذى عقب روايته: "حديث جابر حديث حسن، وروى بعضهم هذا الحديث عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح، والصحيح عن عبد الله بن محمد ابن عقيل عن جابر".
قلتُ: فكأن مَنْ رواه عن ابن عقيل وجعله من (مسند ابن عمر) قد وهم عليه فيه، وهكذا وقع عند ابن ماجه [1959]، قال:(حدثنا أزهر بن مروان، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، حدثنا القاسم بن عبد الواحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن ابن عمر به .... ).
وقد جزم الإمام في "الإرواء"[6/ 352]، بكون هذا الإسناد قد انقلب على بعضهم، ثم طفق يشرح ذلك بإجادة ثم قال:(فثبت بذلك خطأ رواية ابن ماجة).
قلت: وهو كما قال، ويؤيده كلام الترمذى الماضى، وأنا أستبعد أن يكون ابن عقيل قد اضطرب فيه كعادته.
وللحديث شاهد بنحوه عن ابن عمر مرفوعًا عند ابن ماجه [1960]، وأبى داود [2079]، جماعة. وهو منكر مرفوعًا. والمحفوظ فيه هو الوقف كما صوَّبه الدارقطنى في "علله". راجع "نصب الراية"[3/ 197]، و"التلخيص"[3/ 165]، و"الإرواء"[6/ 353].
2001 -
صحيح: أخرجه البخارى [5678]، ومسلم [231]، وأحمد 3 [3/ 307]، والدارمى [79]، وابن حبان [6377]، والطيالسى [1720]، وابن أبى شيبة [31810]، وعبد بن حميد في المنتخب [1087]، والحميدى [1228]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 89]، والترمذى في الشمائل [رقم 353]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 632]، والبرجلانى في "الكرم والجود"[رقم 10]، والبغوى في "شرح السنة"[/ 428]، والطبرى في "تهذيبه"[128]،=
2002 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، حدّثنا محمدٌ السلمى، قال سفيان: أراه ابن عليّ بن علام المنصور، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، سمع جابرًا، قال: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا جَابِر، عَلِمْتُ أَنَّ اللَّهَ أَحْيَا أَبَاكَ، فَقَالَ لَهُ: تَمَنَّ عَلَى اللَّهِ، فَقَالَ: أَرْجِعُ إلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَل مَرة أُخْرَى، قَالَ: إنى قَضَيْتُ أَنَّهمْ لا يَرْجِعُونَ".
= وابن سعد في "الطبقات"[1/ 368]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 27]، وجماعة كثيرة من طريقين (الثورى، ابن عيينة) عن محمد بن المنكدر عن جابر به.
2002 -
حسن: أخرجه أحمد [3/ 361]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1039]، والحميدى [1265]، وابن أبى الدنيا في "المتمنين"[رقم 2]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 3515]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3874]، وسعيد بن منصور في "تفسيره"[رقم 513]، وغيرهم من طرق عن ابن عيينة عن محمد بن على بن ربيعة عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ آفته ابن عقيل هذا، وقد مضى غيه مرة أنه سيئ الحفظ كما قاله جماعة من النقاد، ومن دونه ثقات، ابن عيينة هو ابن عيينة، ومحمد بن على بن ربيعة هو ابن علام منصور بن المعثمر وثَقَّه ابن معين وغيره، وقال أبو حاتم:"صدوق لا بأس به صالح الحديث"، وهو من رجال "تعجيل المنفعة".
وقد توبع عليه ولكن مطولًا في قصة: تابعها لمفضل بن صدقة عند الحاكم [2/ 130]، بإسناد قوى إليه، وقال الحاكم عقبه:"صحيح الإسناد ولم يخرجاه" كذا قال، وتعقبه الذهبى قائلًا: "
…
المفضل بن صدقة قال النسائي: متروك".
قلتُ: ولم ينفرد به ابن عقيل، بل توبع عليه:
1 -
فتابعه طلحة بن خراش عليه نحوه بلفظ أتم ..... وفى آخره: (قال: وأنزلت هذه الآية: {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا
…
} [آل عمران: 169].
أخرجه الترمذى [3010]، وابن ماجه [190، 2800]، وابن حبان [7022]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 196]، وفى "السنة"[1/ رقم 602]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 656]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 394]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 130]، وابن خزيمة في "التوحيد"[رقم 5999]، والدارمى في "الرد على الجهمية"[رقم 289]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والبيهقى في "الدلائل"[1188]، والإسماعيلى في "المعجم"[304]، والحاكم [3/ 224]، وجماعة، من طرق عن موسى بن إبراهيم بن كثير عن طلحة بن خراش عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد حسن في المتابعات، موسى حسن الرواية وطلحة وثقه ابن حبان وابن عبد البر، ومشاه النسائي، لكن غمزه الأزدى وقال:"طلحة روى عن جابر مناكير" وقال الترمذى عقب روايته: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه
…
".
2 -
وتابعه ابن المنكدر مثل سياق المؤلف عند أبى نعيم في "المعرفة"[رقم 3873]، وهو عنده في "الحلية"[3/ 154 - 155]، لكن بسياق أتم من طريق محمد بن عثمان بن أبى شيبة عن منجاب بن الحارث عن إبراهيم بن يوسف عن زياد بن عبد الله عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن قيس عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد غريب، إبراهيم بن يوسف لم أهتد إلى تميزه بعد، نعم ذكره المزى في شيوخ منجاب بن الحارث من "تهذيبه"[28/ 490]، فقال:"روى عن إبراهيم بن يوسف السعدى" ولم يزد على ذلك، وزياد بن عبد الله هو البكائى الصدوق في حديث ابن إسحاق وحده.
وقد ضعفه ابن معين في غيره، ومحمد بن إسحاق هو الإمام صاحب "المغازى"، أما شيخه عمرو بن قيس فقد جهدتُ للوقوف على ترجمة له فلم أقدر، وأخشى أن يكون قد وقع في اسمه تصحيف أو سقط، وليس هو عمرو بن قيس الشامى؛ لكونه لا تعرف له رواية عن ابن المنكدر أصلًا، مع كونه من أقرانه، ولا يكون عمر بن قيس المكى لكونه غير معروف أيضًا بالرواية عن ابن المنكدر، ولا يُعرف لابن إسحاق رواية عنه، ولا أظنه عمرو بن قيس الملائى أيضًا، والمعروف بالرواية عن ابن المنكدر: إنما هو عمرو بن أبى قيس الرازى فلعله المراد هنا، ويكون لفظ (أبى) قد سقط من سند أبى نعيم.
وللحديث طرق أخرى عن جابر كلها غير محفوظة:
1 -
فرواه بنحوه أبو عبادة الأنصارى عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجابر
…
) وذكره نحو سياق المؤلف
…
أخرجه البيهقى في "الدلائل"[رقم 1187]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3875]، وابن أبى الدنيا في "المتمنين"[رقم 4]، وغيرهم، من طريق الفيض بن الوثيق عن أبى عبادة به
…
قلتُ: وهذا إسناد هالك، وأبو عبادة هو عيسى بن عبد الرحمن كما قاله ابن كثير - في "تفسيره"[1/ 565]، وهو شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى وأبو حاتم وغيرهما. وتركه جماعة.=
2003 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيمٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: لما رجعتْ مهاجرةُ البحر إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال:"أَلا تحَدِّثونَ بِأَعَاجِيبِ ما رَأَيْتمْ بِأَرْضِ الحْبَشَةِ؟ " قال فتيةٌ منها: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما نحن جلوسٌ إذ مرت علينا
= وأخرجه الحاكم [3/ 223]، من طريق فيض بن الوثيق عن أبى عبادة [ووقع عنده:(أبو عمارة)]، الأنصارى به
…
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، هو وتعقبه الذهبى فقال:"فيض بن وثيق كذاب".
قلتُ: فيض هذا شيخ صدوق صالح، وثقه ابن حبان، وروى عنه جماعة من الكبار منهم أبو زرعة وأبو حاتم وهما لا يرويان إلا عن ثقة، ولم يصح تكذيبه عن أحد من النقاد أصلًا وإنما قال الخطيب فى ترجمته من "تاريخه"[12/ 398]،:(بلغنى عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن الجنيد قال: سمعتُ يحيى بن معين يقول: الفيض بن وثيق كذاب خبيث) وهذا كما ترى بلاغ عما لا يُدرى من يكون! وتعصيب الجناية برقبة أبى عبادة الأنصارى هو المعتمد.
وهذا الطريق أيضًا عند ابن بطة فى "الإبانة"[3/ رقم 28]، والطبرانى فى البزار كما فى "المجمع"[9/ 526].
2 -
ورواه صدقة بن عبد اللَّه الدمشقى عن عياض بن عبد الله عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف: أخرجه ابن أبى الدنيا فى "المتمنين"[رقم 3]، وابن أبى عاصم فى "الجهاد"[رقم 215]، وفى "السنة"[رقم 603]، من طريقين عن صدقة به ....
قلتُ: وصدقة ضعيف صاحب مناكير، ولم يوثقه إلا من لم يخبر حاله، وعياض بن عبد اللَّه إن كان هو ابن أبى سرح فثقة مشهور، وإن كان غيره، فلا أميزه، وصدقة معروف بالرواية عن عاض بن عبد اللَّه الفهرى القرشى، وهو لم يدرك جابرًا ولا كاد، وقد تكلموا فيه أيضًا، فإن يكن هو المراد هنا؛ فقد ازدات الإسناد سقوطًا، ووقع عند ابن أبى الدنيا:(عن عياض بن عبد الرحمن الأنصارى) ولا أراه إلا خطأ محضًا، والله المستعان.
2003 -
ضعيف: دون الجملة الأخيرة: أخرجه ابن ماجه [4010]، وابن أبى عمر فى "مسنده" كما فى "المطالب"[3393]، وابن أبى حاتم فى "تفسيره" كما فى "تفسير ابن كثير"[4/ 121]، وأبو سعيد النقاش فى "فنون العجائب"[رقم 20/ دار ابن حزم،، وابن أبى الدنيا فى "الأهوال" [رقم 2435]، وغيرهم، من طرق عن يحيى بن سليم عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبى الزبير عن جابر به
…
=
عجوز من عجائزها تحمل على رأسها قلةً من ماء، فمرت بفتًى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها فدفعها، فخرت على ركبتها، فانكسرت قُلَّتَهَا، فلما ارتفعتِ التفتت إليه، فقالت: سوف تعلم يا غُدَرُ، إذا وضع الله الكرسى، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدى والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمرك وأمرى عنده غدًا، قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صَدَقَتْ ثُمَّ صدَقَتْ، كيْفَ يُقَدِّسُ اللَّهُ قَوْمًا لا يُؤْخَذُ لِضَعِيفِهِمْ مِنْ شَدِيدِهِمْ؟! ".
= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: عنعنة أبى الزبير المكى، وهو كثير التدليس عن جابر كما مضى شرح ذلك في الحديث [رقم 1769].
والثانية: يحيى بن سليم هو القرشى الطائفى مختلف فيه، وهو صدوق صحيح الكتاب، لكنه لم يكن محمودًا في حفظه، وكان قد أتقن حديث ابن خثيم، كما قاله أحمد.
ولم ينفرد به: بل تابعه مسلم بن خالد الزنجى عند ابن حبان [5058]، وأبى سعيد النقاش في فنون العجائب [رقم 21/ دار ابن حزم]، وذكره الذهبى من هذا الطريق في كتابه "العُلُو "[رقم 194]، ثم قال:"إسناد صالح".
قلتُ: وهذا منه تسامح لا يخفى، ورأيه في عنعنة أبى الزبير معروف، ومسلم بن خالد ليس بقوى، وقد رواه الفضل بن العلاء عن ابن خثيم بإسناده به بالجملة الأخيرة منه فقط، كما تراه عند ابن حبان [5059]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 396]، وهى جملة ثابتة مضت من حديث أبى سعيد الخدرى عند المؤلف [برقم 1091].
وقد توبع عليه ابن خثيم مطولًا: تابعه ابن عيينة عند الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 6559]، وابن جميع في "المعجم"[رقم 118]، من طريقين عن مكى بن عبد الله الرعينى عن ابن عيينة عن أبي الزبير عن جابر به مطولًا
…
وفيه قصة في قدوم جعفر بن أبى طالب من الحبشة وتلقِّى النبي صلى الله عليه وسلم له
…
قلت: وهذا إسناد منكر، ومتابعة غير محفوظة، ومكى بن عبد الله ذكره العقيلى في "الضعفاء"[6/ 87]، وقال:"حديثه غير محفوظ ولا يتابع عليه" ثم ساق له هذا الحديث بقصة قدوم جعفر فقط.=
2004 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا مالك بن سعير بن الخمس، حدّثنا إسماعيل بن عبد الملك، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: لما كان الخندق نظرتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجدته قد وضع حجرًا بينه وبين إزاره يقيم به صلبه من الجوع.
= وهكذا أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1340]، دون موضع الشاهد، وبمكى أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 376]، وللحديث شاهد من رواية بريدة بن الحصيب مرفوعًا عند الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5234]، والبيهقى في "سننه"[11294]، و [19990]، وفى "الأسماء والصفات"[ص 865/ الحاشدى]، والحربى في "الغريب"[1/ 251]، وابن أبى شيبة في "مسنده" والمؤلف في "مسنده الكبير" والرويانى في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3372]، والبزار [1596/ زوائده]، وغيرهم.
ورجاله مقبولون. لكن فيه عطاء بن السائب وهو إمام المختلطين، ولم يروه عنه أحد ممن سمع منه قديمًا، بل رأيته قد اضطرب في إسناده، كما تراه عند الدرامى في الرد على بشر المريسى [4/ 418]، إن صح الطريق إليه.
ولا يطمئن القلب إلى تحسين الحديث بهذا الشاهد، نعم: إن وجد له شاهد ثالث ضعفه محتمل، اتجه القول بتحسينه بشوهده آنذاك، والجملة الأخيرة منه ثابتة، ولها طرق عن جماعة من الصحابة. فالله المستعان.
20 -
صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[9/ 254]، من طريق مالك بن سعير [وعنده:(ابن سعيد)] عن إسماعيل بن عبد الملك عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
الأولى: أبو الزبير يدلس عن جابر وقد ععنه.
والثانية: إسماعيل هو أبو عبد الملك المكى مشاه ابن معين وغيره، وضعفه سائر النقاد، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه هشام بن سعد قال: عن أبى الزبير قال: أخبرنى جابر بن عبد الله قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة رجل نحفر الخندق؛ فرأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ حجرًا فجعله في بطنه وإزاره يقيم بطنه من الجوع .... ) ثم ذكر قصة ..
أخرجه البيهقى في "الدلائل"[رقم 1310]، من طريق أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن هشام بن سعد به
…
=
2005 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبى صالحٍ وأبى سفيان، عن جابر، قال: جاء رجل يقال له: أبو حميدٍ، بقدحٍ من لبنٍ من النقيع، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَلا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرِضُهُ عَلَيْهِ؟! ".
2006 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: كان رجلٌ يرقى من العقرب، فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، فقال: يا رسول اللَّه، إنك نهيت عن الرقى وإنى كنت أرقى من العقرب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
2007 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جرير، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ،
= قلتُ: وهذه متابعة فيها نظر، أحمد بن عبد الجبار مختلف فيه، وشيخه عالم صدوق على أوهام له، وهشام بن سعد مشاه بعضهم.
والتحقيق: أنه ضعيف الحفظ مطلقًا، لكنه ثبت في زيد بن أسلم وحده، وللحديث طريق آخر يرويه جماعة عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر به مطولًا ومختصرًا نحوه ....
أخرجه البخارى [3875]، وأحمد [3/ 300، 301]، والدارمى [1/ 33]، وابن أبى شيبة [31709، 36811]، وهناد في "الزهد"[2/ رقم 765]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 28]، والفريابى في "الدلائل"[رقم 18]، ومثله أبو نعيم في "الدلائل"[رقم 285]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1308]، وغيرهم. وسنده قوى.
وقد وهم من عزاه إلى مسلم، مثل العر اقى في "المغنى"[2/ 265]، والتبريزى في "المشكاة"[رقم 5877]، وغيرهما، وهذا وهم محض، إنما هو عند مسلم [2039]، من طريق آخر مطولًا عن جابر به
…
دون جملة وضع الحجر على بطنه الشريف صلى الله عليه وسلم، فانتبه يا أيها الذكى!
• تنبيه: وجدتُ الحديث من طريق المؤلف به
…
: عند ابن حبان في "المجروحين"[1/ 122]، ذكره في ترجمة (إسماعيل بن عبد الملك).
2005 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1774].
2006 -
صحيح: مضى من هذا الطريق [برقم 1914].
2007 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 1913].
قال: كان خالى من الأنصار يرقى من الحُمَّى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اعْرِضْهَا عَلَيَّ" فعرضها عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا بَأسَ بِهَذِهِ، هَذِهِ مِنَ الموَاثِيقِ".
2008 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"إذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَعْتَدِلْ، وَلا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ الْكَلْبِ".
2009 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: كانت عند عائشة امرأةٌ - قال أبو يعلى: تصب على صبيِّ يقطر منخراه دمًا - فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"مَا شأْنُ هَذَا الصَّبِيِّ؟ " فقالوا: به العذرة، فقال:"وَيْحَكُنَّ يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لا تَقْتُلْنَ أَوْلادَكُنَّ، أَيُّمَا امْرَأَةٍ كَانَ بِصَبِيِّهَا عُذْرَةٌ أَوْ وَجَعٌ بِرَأْسهِ، فَلْتَأخذْ قُسْطًا هِنْدِيًّا فَلْتَحُكَّهُ، ثمَّ لَتسْعِطْ"، ثم أمر عائشة ففعلت ذلك بالصبى فبرأ.
2010 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن منصور، عن سالم بن أبى الجعد، عن جابرٍ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد جافى، حتى يرى بياض إبطيه.
2008 - صحيح: أخرجه الترمذى [275]، وابن ماجه [891]، وأحمد [3/ 305، 315]، والطبرانى في "الأوسط"[41/ رقم 4483]، وعبد الرزاق [2930]، وابن أبى شيبة [2651، 2656]، وابن الجعد [2988]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 365]، وتمام في "فوائده"[106]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 471]، وابن المنذر في "الأوسط"[1395]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 784]، وجماعة كثيرة من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلت: وهذا إسناد جيد مستقيم على شرط مسلم. وعنعنة الأعمش مجبورة بكثرة روايته عن أبى سفيان، وأبو سفيان ثبت سماعه من جابر كما مضى الكلام عليه [برقم 1892].
ومن هذا الطريق: أخرجه ابن خزيمة [644]، وعنده:(افتراش السبع) بدل (افتراش الكلب) كأنه بالمعنى، وفى الباب عنه جماعة من الصحابة
…
2009 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1912].
2010 -
صحيح: أخرجه عبد الرزاق [2922]، وعنه أحمد [3/ 294]، وابن خزيمة [649]،=
2011 -
حَدَّثَنا إسحاق، حدّثنا هشيمٌ، عن أبى بشر، عن أبى سفيان، عن جابر، وفد ثقيف سألوا النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: إن أرضنا أرضٌ باردةٌ، فكيف بالغسل؟ فقال:"أمما فَاحْثِى عَفَى رَأْسِى ثَلاثًا".
2012 -
حَدَّثَنا إسحاق، حدّثنا هشام بن يوسف، عن ابن جريجٍ، قال: حدثنى أبو
= والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1745]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 2983]، وفى "الصغير"[271]، والبيهقى في "سننه"[2542]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 421]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 355]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1398]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبى الجعد عن جابر بن عبد الله به ....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين. وقد توبع عليه عبد الرزاق: تابعه هشام بن يوسف الصنعانى عند أبى جعفر الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 231]، بإسناد صحيح إليه، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة .... ويأتى منها حديث ميمونة بنت الحارث عند المؤلف [برقم 7096، 7102].
• تنبيه: قد سقط ذكر (معمر) من سند المؤلف في طبعة حسين الأسد، وهو ثابت في الطبعة العلمية [2/ رقم 2006].
2011 -
صحيح: أخرجه مسلم [328]، وأحمد [3/ 304]، وأبو عوانة [رقم 664]، والطيالسى [1778]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[811]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 297]، والسهمى في "تاريخه"[ص 237]، وغيرهم من طرق عن هشيم عن أبى بشر جعفر بن إياس عن أبى سفيان عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
قلتُ: وسنده صالح، وقد توبع عليه أبو سفيان بنحوه
…
1 -
تابعه أبو جعفر الباقر كما مضى [برقم 1846].
2 -
وأبو الزبير المكى من رواية ابن لهيعة عنه عند أحمد في "المسند"[3/ 348]، وغيره ..
3 -
وعمرو بن دينار عند ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 165]، بإسناد صحيح إليه؛ لكن أعله أبو زرعة من هذا الطريق بالوقف، وراجع ما علقه ابن عبد الهادى على "علل ابن أبى حاتم"[ص 120] وللحديث شواهد كثيرة.
2012 -
صحيح: أخرجه مسلم [1215، 1279]، وأبو داود [1895]، والنسائى [2986]، وأحمد [3/ 317]، وابن حبان [3819، 3914]، والبيهقى في "سننه"[9201]،=
الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أصحابه، بين الصفا والمروة إلا طوافًا واحدًا: طوافه الأول.
2013 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن الزهرى، عن ابن أبى صعيرٍ، عن جابرٍ، قال: لما كان يوم أحد أشرف النبي صلى الله عليه وسلم على الشهداء الذين استشهدوا يومئذٍ، فقال:"زَمِّلُوهُمْ بِدِمَائِهِمْ، فَإنِّى قَدْ شَهِدْتُ عَلَى هَؤُلاءِ" فكان يدفن الرجلان والثلاثة في القبر الواحد، ويسأل:"أَيُّهُمْ كانَ أقْرَأَ لِلْقُرْآنِ" فيقدمه. قال جابرٌ: فدفن أبى وعمى يومئذٍ في قبرٍ واحدٍ.
2014 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، سمعه من جابرٍ،
= وفى "المعرفة"[3102]، وأبو عوانة [2681]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 204]، وفى "المشكل"[9/ 202] وابن حزم في "حجة الوداع"[64]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به
…
وزاد ابن حبان في الموضع الثاني: (
…
لحجته وعمرته
…
).
قلتُ: وسنده حسن مستقيم، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عندهم جميعًا خلا البيهقى في "المعرفة" والطحاوى في "المشكل".
وهو عند الترمذى [947]، وابن أبى شيبة [14293، 14319]، من هذا الطريق به نحوه
…
ولفظ الترمذى: (عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرن الحج والعمرة فطاف لهما طوافًا واحدًا .. ) وقد توبع عليه ابن جريج: تابعه أشعث بن سوار عند ابن ماجه [2973]، نحو لفظ الترمذى الماضى.
وقد توبع عليه أبو الزبير بنحوه: تابعه جماعة: منهم طاوس وعطاء وغيرهما، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. ويأتى قريبًا من طريق ليث بن أبى سليم عن عطاء وطاووس ومجاهد، ثلاثتهم عن جابر وابن عمرو وابن عباس، ثلاثتهم به نحو لفظ المؤلف .. [برقم 2498].
2013 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1951].
2014 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[8125، 8126]، وابن عساكر في "تاريخه"[44/ 151]، وغيرهما من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر وعمرو بن دينار، كلاهما عن جابر به
…
=
وعمرو بن دينار، سمع جابر بن عبد الله، يقوز،: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَارًا - أَوْ قَصْرًا - فَسَمِعْتُ فِيهِ صَوْتًا - أَوْ ضَوْضَاءً - فَقُلْت: لمِنْ هَذَا؟ قِيلَ: هوَ لابْنِ الخطَّاب". قال سفيان: زاد ابن المنكدر. "فَأرَدْت أَنْ أَدْخُلَهُ، فَذَكَرْت غَيْرَاتَكَ" فبكى عمر، قال: يا نبى الله، أو أغار عليك؟!.
2015 -
حَدَّثَنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله، يقول: قال لى رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يَا جَابِر، هَلِ اتَّخَذْتُمْ أَنْمَاطًا؟ " قلت: أي رسول الله، وأنى لنا أنماطٌ! قال:"أَمَا إنَّهَا ستَكُون".
2016 -
حَدَّثَنا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، سمع جابر بن عبد الله، يقول: وُلِدَ لرجلٍ منا غلامٌ، فسماه القاسم، فقلنا: لا نكنيك أبا القاسم، ولا ننعمك عينًا! فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر ذلك له، فقال:"أَسْمهِ عَبْدَ الرَّحْمَنِ".
= قلتُ: وسنده كالشمس، لا شك فيه ولا لبْس، وقد مضى من طريق سفيان عن عمرو بن دينار وحده عن جابر به
…
[1976]، ويأتى من طريق ابن المنكدر وحده عن جابر
…
[2063]، وله شاهد من حديث أنس يأتى [برقم 3736].
2015 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1978].
2016 -
صحيح: أخرجه البخارى [5833]، ومسلم [2133]، وأحمد [3/ 307]، والبيهقى في "سننه"[19104]، وفى "المعرفة"[رقم 5912]، والحميدى [1232]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 209]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 339]، وابن أبى صادق السعدى في "الأربعين" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 191]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 224]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 6335]، وابن وهب في "الجامع"[رقم 79]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة - وهو في حديثه [رقم 4]، - عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله به
…
قلتُ: وقد توبع عليه ابن عيينة: تابعه روح بن القاسم عند مسلم [2133]، لكن دون (ولا ننعمك عينًا).
وقد توبع عليه ابن المنكدر بنحوه
…
تابعه سالم بن أبى الجعد كما مضى [برقم 1915].
2017 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، ومحمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل لحمًا، ثم صلى ولم يتوضأ، وأن أبا بكرٍ أكل لحمًا ثم صلى ولم يتوضأ، وأن عمر بن الخطاب أكل لحمًا ثم صلى ولم يتوضأ ..
2018 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، سمع من جابر بن عبد الله، قال: مرضت فأتانى النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر وهما يمشيان، فوجدانى قد غُشِىَ عليّ، فتوضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصبَّ على وضُوَءَهُ، فأفقت، فسألته، فقلت: يا رسول الله، كيف أصنع في مالى؟ فلم يجبنى، حتى نزلت آية الميراث، يعنى قوله:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ} [النساء: 11].
2017 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 307]، من طريق ابن عيينة عن ابن المنكدر وابن عقيل، كلاهما عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح؛ وابن عقيل وإن كان سيئ الحفظ، إلا أن ابن المنكدر قد تابعه كما ترى، وللحديث طرق أخرى عن جابر مثله وبنحوه، وقد رواه جماعة عن ابن المنكدر عن جابر به
…
بعضهم مثل سياق المؤلف هذا، وبعضهم مختصرًا نحوه
…
وبعضهم لا يذكر في متنه (أبا بكر وعمر) وبعضهم يذكر أحدهما فقط، وبعضهم لا يذكرهما أصلًا، كل ذلك استيعاب تخريجه تجده في "غرس الأشجار" أعاننا الله على إتمامه بخير
…
وقد مضى له طريق آخر عن ابن المنكدر نحوه مختصرًا [برقم 1963]، وسيأتى له طريق ثالث عن ابن المنكدر نحو سياقه هنا [برقم 2598]، وانظر تعليقنا على الحديث الماضى [برقم 1963].
2018 -
صحيح: أخرجه البخارى [5327، 6344، 6879]، ومسلم [1616]، وأبو داود [2886]، والترمذى [2097، 3015]، وابن ماجه [2728]، وأحمد [3/ 307]، والنسائى في "الكبرى"[6322، 7498]، و [11134]، وابن خزيمة [106]، والبيهقى في "سننه"[12047]، وأبو عوانة [رقم 4533]، والحميدى [129]، وابن الجارود [958]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 233]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 189]، والطحاوى في "المشكل"[13/ 124]، والطبرى في "تفسيره"[4/ 378]، وجماعة من طرق عن ابن عيينة عن ابن المنكدر عن جابر به
…
وعند جماعة نحوه
…
=
ردوا إلى مصارعهم - قال: سمع صوت صائحة، فقال:"مَنْ هَذِهِ؟ " فقالوا: ابنة عمرٍو - أو أخت عمرو - قال: "فَلِمَ تَبْكِى؟ - أَوْ لا تَبْكى - فَمَا زَالَتِ الملائِكَة تُظَلِّلُهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتى رفِعَ".
2022 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن ابن المنكدر، سمع جابرًا، يقول: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم الخندق فانتدب الزبير، ثم ندب الناس فانتدب الزبير، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لِكُل نبيٍّ حَوَارِيٌّ وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْر".
2023 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن محمد بنِ المنكدر، سمع جابرًا، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المدِينَة كَالْكِيرِ تَنْفِى خَبَثَهَا، وَيَنْصعُ طَيِّبهَا".
2022 - صحيح: أخرجه البخارى [2691، 2692، 2835]، ومسلم [2415]، والترمذى [3745]، وابن ماجه [122]، وأحمد [3/ 307، 338، 345، 365]، وابن حبان [6985]، والنسائى في "الكبرى"[8211، 8860]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1088]، والحميدى [1231]، وابن الجعد [2902]، وتمام في "فوائده"[رقم 1613]، وابن عساكر في "تاريخه"[18/ 360، 361، 362]، والبيهقى في "سننه"[18221]، وفى "الدلائل"[رقم [1361]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 409]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 117]، والطحاوى في "المشكل"[9/ 15]، والدينورى في "المجالسة"[453]، وجماعة كثيرة من طرق عن ابن المنكدر عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بالمرفوع منه فقط
…
قلتُ: وقد وقع في بعض طرقه اختلاف شرحه الدارقطنى في "علله"[4/ 242]، ونحوه البزار في "مسنده"[6/ 138].
وللحديث طرق أخرى عن جابر به
…
وله شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث عليَّ [برقم 594].
2033 -
صحيح: أخرجه البخارى [1784]، وأحمد [3/ 307، 365، 392]، وابن أبى شيبة [32426]، والنسائى في "الكبرى"[4262]، والحميدى [8718]، والجندى في "فضائل المدينة"[رقم 27]، والفسوى في "المعرفة"[1/ 347]، وعبد الرزاق [17164]، وغيرهم، من طرق عن السفيانين عن ابن المنكدر عن جابر بن عبد الله به
…
2024 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن محمد بن المنكدر، سمع جابرًا، يقول: كانت يهود تقول: من أتى امرأته في قبلها من دبرها كان الولد أحولَ، فنزلت:{نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ} [البقرة: 223].
2025 -
حدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عباد بن العوام، أخبرنا حجاجٌ، عن أبى الزبير، عن
= وزاد الحميدى وعبد الرزاق والنسائى والجندى في أوله - وهو رواية لأحمد -: (قدم أعرابى المدينة فبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الهجرة، ثم حُمّ؛ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أقلنى بيعتى، قال: لا. فلما اشتدت به الحمى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أقلنى بيعتى. قال: لا. ثم اشتدت به الحمى؛ فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: أقلنى بيعتى. قال: لا. ثم اشتدت به الحمى فخرج هاربًا من المدينة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: المدينة كالكير
…
) لفظ الحميدى.
قلتُ: وقد توبع عليه السفيانان:
1 -
تابعهما مالك مثل لفظ المؤلف مع الزيادة الماضية نحوه
…
أخرجه في "الموطأ"[رقم 1570]، ومن طريقه البخارى [6783، 6785، 6891]، ومسلم [1383]، والترمذى [3920]، والنسائى [4185]، وأحمد [3/ 306]، وابن حبان [3732، 3735]، والنسائى في "الكبرى"[7808، 7818]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 443]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 202]، وجماعة.
2 -
وعبد العزيز بن أبى سلمة نحو سياق مالك عند الطيالسى [1714]، وغيره.
2024 -
صحيح: أخرجه البخارى [4254]، ومسلم [1435]، وأبو داود [2163]، والترمذى [2978]، وابن ماجه [1925]، والنسائى في "الكبرى"[8976]، والحميدى [1263]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 40]، وفى "المشكل"[15/ 176]، والبيهقى في "سننه"[13878]، وفى "المعرفة"[رقم 4450]، وأبو عوانة [رقم 3483، 3484]، وجماعة من طرق عن السفيانين عن ابن المنكدر عن جابر به مثله
…
وهو عند جماعة بنحوه
…
قلت: وقد رواه جماعة عن ابن المنكدر بنحوه
…
2025 -
قوى لغيره: أخرجه الترمذى [1238]، وابن ماجه [2271]، وأحمد [3/ 310]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 171]، وغيرهم من طرق عن الحجاج بن أرطأة عن أبى الزبير عن جابر به نحوه
…
=
جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا بَأسَ بِالحيَوَانِ اثْنَيْنِ بِوَاحِد يَدًا بِيَدٍ، وَلا خَيْرَ فِيهِ نَسَاءً".
2026 -
حَدَّثَنَا إسحاق وزهيرٌ، قالا: حدّثنا وكيعٌ، عن الأوزاعى، عن حسان بن عطية، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلًا وَسِخَةً ثيابه، فقال:"أَمَا وَجَدَ هَذَا مَا يُنَقِّى ثِيَابَة؟ " ورأى رجلًا ثائر الشعر، فقال:"مَا وَجَدَ هَذَا مَا يُسَكِّن بِهِ شَعْرَهُ؟ "
= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: أبو الزبير يدلس عن جابر كما شهد هو على نفسه بذلك، وقد عنعنه، راجع الحديث [رقم 1769].
والثانية: الحجاج سيئ الحفظ يدلس عن ضعفاء، وقد عنعنه هو الآخر، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه:
1 -
بحر بن كنيز السقاء عند الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2714]، بإسناد صحيح إليه، لكن بحرًا غرق في لجج غُبابه، وهو إلى الترك أقرب منه إلى الضعف.
2 -
وتابعه أشعث بن سوار عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 60] بإسناد حسن إليه، لكن أشعث ضعيف عندهم،.
3 -
وتابعهم سعيد بن بشير عند الطبراني في مسند الشاميين [4/ رقم 2801]، لكن الإسناد إليه لا يثبت، وسعيد نفسه ضعيف.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يتقوَّى بها إن شاء الله. ومحل تخريجها في "غرس الأشجار". فانظر: "نصب الراية"[4/ 61]، للزيلعى، و"الصحيحة"[5/ 538]، للإمام.
2026 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4062]، ومن طريقه أبو بكر الجصاص في "أحكام القرآن"[1/ 82]، والنسائى [5236]، وأحمد [3/ 357]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التلبيس"[ص 247]، وابن حبان [5483]، والحاكم [4/ 206]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6224، 6225]، وفى "الآداب"[رقم 485]، والبغوى في شرح "السنة"[6/ 47]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 156]، و [6/ 78]، وابن عبد البر في "التمهيد"[5/ 52]، والخطيب في "الجامع"[1/ رقم 868]، وفى "المتفق والمفترق"[رقم 552]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وغيرهم من طرق عن الأوزاعى عن حسان بن عطية عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
وليس عند النسائي شطره الأول.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الاستقامة، لكنه معلول، فقد رواه جماعة من أصحاب الأوزاعى عنه على هذا الوجه، وخالفهم خارجة بن مصعب الخرسانى، فرواه عن الأوزاعى فقال: عن محمد بن المنكدر عن جابر به بشطره الثاني فقط
…
وأسقط منه (حسان بن عطية).
هكذا أخرجه تمام في "فوائده"[2/ رقم 1671] من طريق أبى عبد الله بن منده عن سهل بن السرى عن أحمد بن يحيى بن إسماعيل عن أبيه عن خارجة به
…
قلتُ: وهذه مخالفة ساقطة، وخارجة قد أخرجه النقاد من زمرة أهل الصدق، بل كذبه ابن معين في رواية، لكنه لم ينفرد عن الأوزاعى بهذا الوجه، بل تابعه الوليد بن مسلم عليه، فقال ابن عبد البر في "التمهيد" [5/ 53]: "وروى الوليد هذا الحديث عن الأوزاعى عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعًا، وذلك خطأ، والصواب ما ذكرنا عن الأوزاعى عن حسان بن عطية عن ابن المنكدر
…
".
قلتُ: قد رواه ابن حبان بإسناده من طريق الوليد بن مسلم عن الأوزاعى به مثل رواية الجماعة، فإن صحَّ ما قاله ابن عبد البر؛ فالظاهر أنه قد اختلف في سنده على الوليد.
وعلى كل حال: فالمحفوظ عن الأوزاعى هو الوجه الأول، لكن أعله النسائي بعلة أخرى، فقال في "سننه الكبرى"[5/ 410]، بعد أن أخرجه من طريق الأوزاعى به .. :"خالفه يحيى بن سعد - يعنى الأنصارى - رواه عن محمد بن المنكدر عن أبى قتادة مرسلًا - يعنى منقطعًا، كأنه ينفى سماع ابن المنكدر من أبى قتادة".
ثم أخرجه من طريق الفلاس عن عمر بن على المقدمى قال: ثنا يحيى بن سعيد عن محمد بن المنكدر عن أبى قتادة قال: "كان له جمة ضخمة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم فأمره أن يحسن إليها، وأن يترجل كل يوم
…
" ثم قال النسائي: "هذا أشبه بالصواب".
قلت: ومن طريق المقدمى أخرجه ابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 9 - 10]، وترجيح هذا الوجه على طريق الأوزاعى، غير ناهض عندى، بل حديث الأوزاعى محفوظ إن شاء الله.
أما طريق المقدمى ففيه علل ومطاعن، وقد اختلف في سنده على يحيى بن سعيد على ألوان، وقد شرحنا بذلك في غير هذا المكان، وراجع "علل الدارقطنى"[6/ 148]،=
2027 -
حَدَثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حدّثنا وهيبٌ، حدّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، قال: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم تسعًا بالمدينة لم يحج، ثم أذن في الناس بالخروج، فلما جاء ذا الحليفة صلى بذى الحليفة، وولدت أسماء بنت عميسٍ محمد بن أبى بكرٍ، فأرسلتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"اغْتَسِلِى وَاسْتَثْفِرِى بِثَوْبٍ وَأَهِلِّى" قَال: ففعلت، فلما اطمأن صدر راحلة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ظهر البيداء أهلَّ، وأهللنا لا نعرفه إلا الحج وله خرجنا، ورسول الله بين أظهرنا، والقرآن ينزل عليه، وهو يعرف تأويله، وإنما يفعل ما أمِرَ به. قال جابرٌ: فنظرت بين يديَّ ومن خلفى، وعن يمينى وعن شمالى مد بصرى، والناس مشاةٌ وركبانٌ، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَبَّيْكَ اللَّهُمَ لَبَّيْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ لَبَيْكَ، إنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالملْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ" فلما قدمنا مكة بدأ فاستلم الركن، فسعى ثلاثة أطوافٍ ومشى أربعةً، فلما فرغ من طوافه، انطلق
= و"التمهيد"[9/ 24 - 10]، وشعب البيهقى [5/ 225]، و "أوسط الطبراني"[رقم 671]، و"الحلية"[3/ 157]، وتاريخ ابن عساكر [27/ 31]، وأفراد الدارقطنى [رقم 4873/ أطرافه]، و"علل ابن أبى حاتم"[رقم 2424]، و"الصحيحة"[2/ 275]، و [5/ 318]، و"تمام المنة"[ص 70، 71، 72].
2027 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [3943]، من طريق المؤلف به
…
وقد توبع عليه وهيب مثله مطولًا:
1 -
تابعه يحيى بن سعيد كما يأتى [برقم 2126].
2 -
وتابعه حاتم بن إسماعيل عند مسلم [1218]، وأبى داود [1905]، وابن ماجه [3074]، والدارمى [1850]، وابن حبان [3944]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1135]، وابن أبى شيبة [14705]، والبيهقى [8609]، وابن الجارود [469]، وأبى عوانة [رقم 2912]، وغيرهم، ورواه جماعة ببعض فقراته مختصرًا.
3 -
ورواه حفص بن غياث عن جعفر بن محمد بإسناده به مختصرًا .... كما مضى [برقم 1926]، ونحوه رواه يزيد بن الهاد عن جعفر عند النسائي [2761]، وجماعة.
إلى المقام، فقال:"قال الله: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} "[البقرة: 125]، فصلى خلف مقام إبراهيم رركعتين قال جعفرٌ: قال أبى: كان يقرأ فيهما بالتوحيد: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون: 1]، و:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، قال: ولم يذكر ذلك عن جابر ثم انطلق إلى الركن، فاستلمه، ثم انطلق إلى الصفا، فقال:"نَبدَأ بِما بَدَأَ الله بِهِ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]، فرقى على الصفا حتى بدا له البيت، فكبر ثلاثًا، وقال: "لا إلَهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَه الملِكُ وَلَهُ الحمْدُ يُحْيِى وَيُمِيت، بِيَدِهِ الخيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ" ثَلاثًا ثم دعا في ذلك، ثم هبط من الصفا، فمشى حتى إذا انصبت قدماه في بطن المسيل سعى، حتى إذا صعدت قدماه من بطن المسيل مشى إلى المروة، فرقى على المروة حتى بدا له البيت، فقال مثل ما قال على الصفا، فطاف سبعًا، وقال: "مَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْىٌ فَلْيحِلَّ، وَمَنْ كَانَ مَعَهُ هَدْىٌ فَلْيُقِمْ عَلَى إحرَامِهِ، فَإنِّى لَوْلا أَنَّ مَعِىَ هَدْيًا لحَلَلْتُ، وَلَوْ أَنى اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِى مَا اسْتَدْبَرْت لأَهْلَلْتُ بِعُمْرَةٍ".
قال: وقدم عليّ من اليمن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"بِأَي شَىْء أَهْلَلْتَ يَا عَلِيُّ؟ " قال: قلت: اللَّهم إنى أهلُّ بما أهل به رسولك. قال: "فَإِنَ مَعِىَ هَدْيًا فَلا تَحِلَّ". قال عليٌّ: فدخلت على فاطمة وقد اكتحلتْ ولبستْ ثيابًا صبيغًا فقلت: من أمرك بهذا؟ فقالت: أبى أمرنى.
قال: وكان عليّ يقول بالعراق: فانطلقتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشًا على فاطمة مستثبتًا في الذي قالت، فقال:"صدَقَتْ، أَنَا أَمَرْتهَا" قال: ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة بدنة من ذلك بيده ثلاثًا وستين، ونحر عليٌّ ما غبر، ثم أخذ من كل بدنةٍ قطعةً فطبخ جميعًا فأكلا من اللحم وشربا من المرقة، فقال سراقة بن مالك بن جشعم: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال:"لا، بَلْ لِلأَبَدِ، دَخَلْتِ الْعُمْرَةُ في الحجِّ" وشبك بين أصابعه.
2028 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان، حدّثنا جعفر بن محمد، حدّثنا أبى، قال: أتينا جابر بن عبد الله فذكر نحوه.
2029 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا نضر، حدّثنا شعبة، عن سعد، قال: سمعت محمد بن عمرٍو، قال: قدم الحَجاج فكان يؤخر الصلاة، فسألنا جابر بن عبد الله، عن ذلك، فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر بالهاجرة حين تزول الشمس، والعصر والشمس نقيةٌ، والمغرب حين تغرب الشمس، والعشاء أحيانًا يؤخر وأحيانًا يعجل، فكان إذا رأى الناس قد اجتمعوا عجَّل، وإذا رآهم قد تأخروا أخَّر، وكانوا - أو كان - يصلى الصبح بغلسٍ.
2030 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن ابن خثيمٍ، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"مَنْ لَمْ يذَرِ المخَابَرَةَ، فَلْيَأذَنْ بِحَرْبٍ مِنَ اللهِ وَرَسولِهِ".
2028 - صحيح: سيأتي مطولًا من طريق يحيى [برقم 2126].
2029 -
صحيح: أخرجه البخارى [535، 540]، ومسلم [646]، وأبو داود [397]، والنسائى [527]، وأحمد [3/ 369]، وابن أبى شيبة [3224]، والبيهقى في "سننه"[1886، 1951]، والطحاوى في شرح المعانى" [1/ 184]- وعنده مختصرًا - والطيالسى [1722]، وابن عبد البر في "التمهيد" [8/ 88]، والبغوى في "شرح السنة" [1/ 270]، والسراج في "مسنده" [ق 99/ 1]، كما في "الإرواء" [1/ 276]، وجماعة من طرق عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن محمد بن عمرو بن الحسن عن جابر به
…
2030 -
ضعيف: أخرجه ابن حبان [5200]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 107]، والترمذى في "علله"[رقم 215]، من طريق يحيى بن سليم الطائفى عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلت: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:
الأولى: أبو الزبير هو محمد بن مسلم المكى صدوق صالح الحديث، لكنه يدلس عن جابر كما شهد هو بذلك على نفسه، راجع شرح ذلك في الحديث [رقم 1769]، وهو آفة هذا الإسناد على التحقيق.=
2031 -
حَدَّثَنَا إسحاق، قال: سمعت معتمرًا يقول: حدَّث أبى، عن خداش، عن أبى الزبير، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إذَا اسْتَلْقَى أَحَدُكُمْ فَلا يَضعْ إحدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأخْرَى".
= والثانية: يحيى بن سليم لم يكن محمودًا في حفظه، لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه عليه جماعة منهم:
1 -
عبد الله بن رجاء المكى عند أبى داود [3406]، ومن طريقه البيهقى [11477]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 107]، وأبى نعيم في "الحلية"[9/ 236]، الرامهرمزى في المحدث الفاصل [ص 486 - 487]، وغيرهم
…
قال أبو نعيم: "تفرد به ابن خثيم بهذا اللفظ، وعبد الله بن رجاء هو المكى ليس بالعراقى البصرى".
قلتُ: هو أصله من البصرة، لكنه نزل مكة واستوطن بها، وكان ثقة صدوقًا إلا أن كتبه قد ذهبت أخيرًا فوقعت بعض المناكير في حديثه، وقد ظنه المناوى (عبد الله بن رجاء الغدانى البصرى) فأعلَّ الحديث به في "الفيض"[6/ 224]، وناقشه الإمام في "الضعيفة"[2/ 417].
2 -
3 - وتابعه أيضًا مسلم بن خالد وداود بن عبد الرحمن العطار كما ذكره الترمذى في (علله الكبير" نقلًا عن البخارى.
2031 -
صحيح: أخرجه الترمذى [2766]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 277]، وإبراهيم بن عبد الصمد في "أماليه"[رقم 67]، وغيرهم، من طريقين عن سليمان التيمى عن خداش عن أبى الزبير عن جابر به
…
وزاد الترمذى (
…
على ظهره فلا
…
).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، قال الترمذى:"هذا حديث رواه غير واحد عن سليمان التيمى، ولا يُعرف خداش هذا من هو؟! وقد روى له سليمان التيمى غير حديث".
قلت: خداش هذا هو ابن عياش البصرى شيخ مجهول الصفة، قال عنه الحافظ في "التقريب":"لين الحديث" كذا قال، ولم يذكر برهانه على لينه في "التهذيب" والصواب أنه مجهول وحسب، وحديثه هذا قد ساقه له الأزدى في "الضعفاء" ثم قال:"لا يصح، كما في "اللسان، [2/ 396].
وقد اختلف في إسناده على سليمان التيمى، فرواه عنه غير واحد على الوجه الماضى، وخالفهم أزهر بن سعد السمان، فرواه عن سليمان فقال: عن خداش عن أبى الزبير عن جابر عن ابن عباس به .... ، فجعله من (مسند ابن عباس).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هكذا أخرجه البزار في "مسنده"[ص 249/ زوائده] قال: حدثنا قيس بن آدم حدثنا جدى أزهر بن سعد عن سليمان التيمى به
…
قال البزار: "قد روى مرة عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقل أحد: عن جابر عن ابن عباس إلا أزهر
…
".
قلت: قال الإمام في "الصحيحة"[3/ 254]: "قلتُ: وقيس بن آدم لم أجد له ترجمة، وأما جده أزهر بن سعد فهو ثقة من رجال الشيخين، فلعل المخالفة ليست منه، بل من حفيده
…
".
قلتُ: قول الإمام عن قيس: "لم أجد له ترجمة
…
، فهو كما قال، ولن يجد له ترجمة قط؛ لكونه مصحفًا أو محرفًا من (بشر بن آدم) وهو ابن بنت أزهر السمان، وهو أحد شيوخ البزار وجماعة، ضعفه الدارقطنى وأبو حاتم، ومشاه غيرهما، فالظاهر أن المخالفة منه كما احتمله الإمام، والمحفوظ عن سليمان إنما هو الوجه الأول، ومداره على خداش وقد عرفتَ حاله، لكنَّ خداشًا لم ينفرد به، بل تابعه جماعة:
1 -
فتابعه عبيد الله بن الأخنس عند مسلم [2099]، وأحمد [3/ 299]، والبيهقى في "الآداب"[رقم 581]، وغيرهم بنحوه.
2 -
والثورى من طريق أبى حذيفة عنه عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 277]، وأبى عروبة الحرانى في "جزء من حديثه"[رقم 45]، ولفظ أبى عروبة:(نهى أن يستلقى الرجل على قفاه، يضع رجله على الآخرى)، وأبو حذيفة ضعيف الحفظ.
3 -
وحماد بن سلمة عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 277]، والحاكم [4/ 299]، وأبى داود [4865]، وغيرهم نحو لفظ المؤلف، وزاد الحاكم في آخره:(وهو مضطجع).
4 -
وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عند المؤلف [برقم 2181].
5 -
والليث بن سعد .... ويأتى عند المؤلف [برقم 2260].
6 -
وابن جريج عند مسلم [2099]، وأحمد [3/ 297]، و [3/ 322]، وابن حبان [5551]، وأبى عوانة [رقم 7038]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث"[رقم 676]، وغيرهم، وزادوا جميعًا في أوله سوى ابن شاهين: (لا تمش في نعل واحدة، ولا تحتب في إزار واحد، ولا تأكل بشمالك، ولا تشتمل الصماء
…
) لفظ مسلم.=
2032 -
حَدَّثَنَا زكريا، حدّثنا هشيمٌ، عن الشعبى، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه استحلف ابنى صوريا حيث سألهما عن الرجم، فاستحلفهما كيف تجدانه في كتاب الله في كتابكم؟ قال: فاستحلفهما "بالله، الذي لا إلَهَ إلَّا هُوَ، الَّذى أنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، كَيفَ تَجِدَونَ حَدَّ الزِّنى فِي كِتَابِكُمْ؟ ".
= وقد رواه بعض الضعفاء عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
كما أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8037]، و [9/ رقم 9059]، والخطيب في "تاريخه"[2/ 391]، و [4/ 381]، و [8/ 40]، وهو منكر من رواية عمرو بن دينار عن جابر.
والمحفوظ عن عمرو هو ما رواه روح بن القاسم وأبو الربيع السمان، كلاهما عن عمرو بن دينار عن أبى بكر بن حفص عن أبى هريرة به
…
نحو لفظ المؤلف، ورواه محمد بن ثابت عن عمرو بن دينار به مرسلًا ....
والصحيح هو حديث أبى بكر بن حفص كما قاله الدارقطنى في العلل [11/ 235]، ورواية روح بن القاسم عن عمرو بن دينار عند ابن حبان [5554]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2802]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 277]، وغيرهم من طريقين عن روح عن عمرو بإسناده به
…
وسنده صحيح.
2032 -
صحيح: هذا إسناد صحيح لولا عنعنة هشيم، وشيخ المؤلف هو زكريا بن يحيى بن صبيح الواسطى المعروف بـ (زحمويه) وقد اختلف في سنده على هشيم، فرواه عنه زكريا كما عند المؤلف.
وخالفه محمد بن عباد العكلى، فرواه عن هشيم فقال: عن ابن شبرمة عن الشعبى عن جابر به
…
، فزاد فيه (ابن شبرمة) هكذا أخرجه وكيع القاضى في "أخبار القضاة"[2/ 92]، من طريق إسماعيل بن الفضل السلمى عن محمد بن عباد بإسناده به
…
ولفظه: (عن جابر أن اليهود جاؤوا برجل منهم وامرأة مُحْصنَييْن قد فجرا؛ فاستحلف ابن صوريا ورجلًا آخر بالله الذي أنزل التوارة على موسى، والذى أنجاه من الغرق، وأغرق فرعون: تجدان ما قرا له بالرجم؟! فدعا بهما النبي صلى الله عليه وسلم فَرُجِمَا
…
).
قلتُ: ومحمد بن عباد فيه لين، وقَد خالفه وهب بن بقية، فرواه عن هشيم عن ابن شبرمة عن الشعبى به مرسلًا
…
=
2033 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيمٌ، حدّثنا عبد الملك، عن عطاء، عن جابر، قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، صلى قبل أن يخطب بغير أذان ولا إقامة، ثم خطب بعدما صلى، فوعظ الناس وذكَّرهم، ثم أتى النساء فوعظهن، ومعه بلالٌ، فذكَّرهن، وأمرهن بالصدقة، قال: فجعلت المرأة تلقى خاتمها، وخرصها، والشئ كذلك فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا، فجمع ما هناك، فقال:"إن مِنْكنَّ في الجَنَّة لَيَسِيرًا" فقالت امرأةٌ: يا رسول الله، لم؟ قال:"إنكنَّ تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ".
2034 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيم، عن عبد الملك، قال: سمعت عطاءً
= هكذا أخرجه أبو داود [4454]- ولم يسق لفظه - ومن طريقه البيهقى في "سننه"[16792]، وقد أحال أبو داود في لفظه على رواية مجالد عن الشعبى عن جابر التى أخرجها [برقم 4452]، وستأتى عند المؤلف [برقم 2136].
ورواه وهب بن بقية مرة أخرى عن هشيم عن مغيرة عن إبراهيم والشعبى به مرسلًا
…
هكذا أخرجه أبو داود أيضًا [4453]، وأحال في لفظه على رواية مجالد - ومن طريقه البيهقى [16791]، وسياق المؤلف له شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم ابن عمر أبو هريرة والبراء بن عازب وغيرهم. وكلها صحيحة ثابتة، وحديث ابن عمر في "الصحيحين"، وحديث البراء عند مسلم وأبى داود وجماعة، راجع "نصب الراية"[4/ 130].
2033 -
صحيح: أخرجه مسلم [885]، والنسائى [1575]، وأحمد [3/ 318]، والدارمى [1610]، وابن خزيمة [1460]، والبيهقى في "سننه الكبرى"[5993]، وفى "الصغير"[رقم 533]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 323]، والفريابى في "أحكام العيدين"[رقم 87/ 86]، وجماعة، من طرق عن عبد الملك بن أبى سليمان عن عطاء عن جابر به
…
قلتُ: وهو عند بعضهم بنحوه باختصار، وبعضهم بسياقٍ أتم.
2034 -
صحيح: أخرجه مسلم [1318]، وأبو داود [2807]، والنسائى [4393]، وأحمد [3/ 304، 318]، وابن خزيمة [2902]، وابن أبى شيبة [12789]، والبيهقى في "سننه"[9975، 18910]، وابن عبد البر في "التمهيد"[12/ 140، 159]، وأبو عوانة [رقم 2638، 6387]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[3/ 14]- وعنده وهْم في إسناده - وغيرهم، من طرق عن عبد الملك بن أبى سليمان عن عطاء عن جابر به
…
=
يحدِّثُ عن جابر، قال: كنا نتمتع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنذبح البقرة عن سبعةٍ، ونشترك فيها.
2035 -
حَدَّثَنَا زكريا بن يحيى، حدّثنا هشيمٌ، عن حجاجٍ، عن عطاءٍ، عن جابرٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَتْ لَه أَرْضٌ فَلْيَزْرَعْهَا، فَإن عَجَزَ عَنْهَا، فَلْيمْنَحْهَا أَخَاهُ المُسْلِمَ وَلا يُكْرِهَا".
= قلتُ: وقد توبع عليه عبد الملك: تابعه جماعة، وكذا توبع عليه عطاء: تابعه أبو الزبير المكى عند مسلم وجماعة، وسيأتى حديث أبى الزبير عند المؤلف [برقم 2150].
2035 -
صحيح: أخرجه البخارى [2215، 2489]، ومسلم [1536]، والنسائى [3875، 3876، 3877]، وابن ماجه [2454]، وأحمد [3/ 302، 304، 354، 392]، وابن حبان [5148، 5190]، والبيهقى في "سننه"[11481]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 107]، وابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 33]، وأبو عوانة [رقم 4176]، و [رقم 4194، 4195، 4199]، وجماعة من طرق عن عطاء عن جابر به
…
قلتُ: قد توبع عطاء عليه: تابعه أبو الزبير وأبو سفيان وغيرهما، لكن أعلَّ النسائي رواية عطاء، فقال في "سننه الصغير"[7/ 37]، وفى "الكبرى" [3/ 93]: "وفي رواية همام بن يحيى كالدليل على أن عطاء لم يسمع من جابر حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: من كانت له أرض فليزرعها
…
".
ثم أخرجه من طريق أحمد بن يحيى - هو الأودى الصوفى - عن أبى نعيم - هو الفضل بن دكين - قال: (حدثنا همام بن يحيى قال: سأل عطاء سليمان بن موسى قال: حدَّث جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
) ثم ذكره.
قلتُ: وما قاله النسائي فما أراه إلا وهمًا منه إن شاء الله، برهان ذلك: أن ابن عدى قد أخرجه في "الكامل"[3/ 268]، قال:(أخبرنا ابن أبى سويد - هو محمد بن عثمان، ضعيف، لكنه متابع كما يأتى - ثنا عبد الله بن رجاء أنبأنا همام أن عطاء سأله سليمان بن موسى وأنا شاهد: حدَّثك جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أخاه ولا يكْرِهَا؟! قال عطاء: نعم).=
2036 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عيسى، حدّثنا عبد الله بن وهبٍ، قال: أخبرنى عمرو بن الحارث، عن عبد ربه بن سعيدٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ، فَإذَا أُصِيبَ - يَعْنِى: دَوَاءُ الدَاءِ - بَرَأَ بِإذنِ اللهِ".
= قلتُ: فهذا ظاهر جدًّا في كون السائل هو سليمان، وأن المسئول هو عطاء، وهو صريح في إقرار عطاء بسماعه من جابر دون تردد، وهكذا رواه محمد بن خزيمة - وثقه الذهبى - عن عبد الله بن رجاء مثله عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 107]، ونحوهما رواه شيبان بن فروخ عن همام عند مسلم [1536]، ومثله عفان بن مسلم عند أحمد [3/ 363].
ومثلهما الخصيب ابن ناصح - إن صح الطريق إليه - عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 107].
والذى يظهر لى: أن النسائي ربما ظن أن السائل هو عطاء، وأن المسؤول هو سليمان بن موسى، ولفظ روايته قد يدل على ذلك، فعنده (حدثنا همام قال: سأل عطاء سليمان بن موسى قال حدث جابر .... إلخ).
* والصواب: أن عطاء مفعول مقدم على فاعله؛ فلذلك التبس الأمر على النسائي فقال ما قال.
2036 -
صحيح: على شرط مسلم أخرجه مسلم [2204] وأحمد [3/ 335]، وابن حبان [6063]، والحاكم في "المستدرك"[4/ 222، 445]، وفى "معرفة علوم الحديث"[ص 78/ الطبعة العلمية]، والنسائى في "الكبرى"[7556]، والبيهقى في "سننه"[19342]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 323]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 154]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 115]، وأبو محمد الخلال في "المجالس العشرة"[رقم 66]، وغيرهم، من طرق عن ابن وهب - وتابعه رشدين بن سعد عند ابن عدى - عن عمرو بن الحارث عن عبد ربه بن سعيد عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلت: وسنده صالح لولا عنعنة أبى الزبير، لكن يقول الحاكم في "معرفة علوم الحديث": "هذا حديث رواته بصريون، ثم مدنيون ومكيون، وليس من مذاهبهم التدليس؛ فسواء عندنا ذكروا سماعهم أو لم يذكروا
…
".
قلتُ: كذا قال الحاكم، واعتمد كلامه جماعة من الأفاضل في نَفْى التدليس عن أبى الزبير البتة، كأن الحاكم قد حكم ولا مردَّ لحكمه! ومجازفات الحاكم ترى منها جملة لا بأس بها في كتابنا "إرضاء الناقم بمحاكمة الحاكم"، وأين ذهب وصف النسائي لأبى الزبير بالتدليس؟! =
2037 -
حَدَّثَنَا هارون بن معروفٍ، حدّثنا عبد الله بن وهب، قال: أخبرنى عمرو بن الحارث، أن بكيرًا حدثه، أن عاصم بن عمر بن قتادة حدثه، أن جابر بن عبد الله عاد المقنع، ثم قال: لا أبرح حتى تحتجم، فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إن فِيهِ شِفَاءٌ".
2038 -
حَدَّثَنَا هارون، حدّثنا محمد بن سلمة الحرانى، قال: أخبرنى - أو أخبرنا - محمد بن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عمه واسع بن حبان، عن جابر بن عبد الله، أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل جاد عشرة أوسقٍ من التمر بقنوٍ يعلق في المسجد للمساكين.
2039 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، قال: أخبرنى عبد الله بن وهبِ، قال: أخبرنى داود بن
= وأين ذهب قوله عنه في "سننه الكبرى"[1/ 640/ عقب رقم 2101]،: "وأبو الزبير من الحفاظ
…
فإذا قال: سمعتُ جابرًا فهو صحيح؛ وكان يدلس"؟!.
بل كيف غاب عن هؤلاء الأفاضل تصريح أبى الزبير لليث بن سعد واعترافه له بالتدليس عن جابر؟! والقصة مشهورة، راجع ما علَّقناه على الحديث الماضى [برقم 1769]، وللَّه الأمر.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة
…
لكن دون هذا التمام.
2037 -
صحيح: أخرجه البخارى [5372]، ومسلم [2205]، وأحمد [3/ 335]، وابن حبان [6076]، والحاكم [4/ 231، 453]، والنسائى في "الكبرى"[7593]، والبيهقى في "سننه"[19307]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 2830]، وجماعة، من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث عن بكير الأشج عن عاصم بن عمر بن قتادة عن جابر به
…
قلتُ: وقد توبع بكير عليه ولكن بلفظ أمّ. وسيأتى عند المؤلف [برقم 2100].
2038 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 1781].
2039 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [2892]، والترمذى [2092]، وابن عيينة [2720]، وأحمد [3/ 352]، والحاكم [4/ 370، 380]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 79]، والبيهقى في "سننه الكبرى"[11999]، وفى "الصغير"[رقم 1774]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 395]، وفى "المشكل"[3/ 188]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 524]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 96]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به مثله .. وعند بعضهم نحوه
…
=
قيس المدنى، وغيره، عن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبى طالب، عن جابر بن عبد الله، أن امرأة سعد بن الربيع، قالت: يا رسول الله، إن سعدًا هلك وترك ابنتين وأخاه، فعمد أخوه فقبض ما ترك سعدٌ، وإنما تنكح النساء على أموالهن فلم يجبها في مجلسه ذلك، ثم جاءت فقالت: يا رسول الله، ابنتا سعد! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ادْعُ لِي أَخَاهُ" فجاءه، فقال:"ادْفَعْ إلَى ابْنَتَيْهِ الثلُثَيْنِ، وَإلَى امْرَأَتِهِ الثمُنَ، وَلَكَ مَا بَقِيَ".
2040 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندي، حدّثنا مسور بن الصلت، حدّثنا محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَمَما أَنْفَقَ الرَّجُل عَلَى أَهْلِهِ وَمَالِهِ كُتِبَ لَهُ صَدَقَةٌ، وَمَا وَقَى بِهِ عِرْضهُ فَهوَ لَهُ صَدَقَةٌ، قَالَ: وَكُلُّ نَفَقَةِ مُؤْمِنٍ فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ فَعَلَى اللَّهِ خَلَفُهُ ضَامِنًا، إلا نَفَقَتَهُ فِي بنْيَانٍ" قال مسورٌ: قال محمد بن المنكدر: فقلنا لجابر بن عبد الله: ما أراد بقوله: "وَمَا وَقَى بِهِ المرْءُ عِرْضَهُ؟ " قال: يعطى الشاعر، وذا اللسان. قال جابرٌ: كأنه يقول: الذي يُتَّقَى لسانه.
= قلت: هذا إسناد ضعيف، قال الترمذى:"هذا حديث صحيح لا نعرفه إلا من حديث عبد الله بن محمد بن عقيل .. " وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال ابن عبد البر في "الاستذكار"[5/ 131]: "هو خبر حسن" وكذا حسنه الإمام في "الإرواء"[6/ 122].
قلتُ: ومداره على ابن عقيل كما قاله الترمذى؛ وليس هو ممن تلزم بتفرده الحجة؛ لما اشتهر عنه من سوء الحفظ، واختلال الضبط، وقد مشاه جماعة، إلا أن الضعف ظاهر على حديثه لمن استقراه، وكم كان يضطرب في الأسانيد ويتلون فيها على الثقات، ما أشبهه في هذا بعبد الملك بن عمير! وقد أشرنا إلى بعض أحواله فيما علقناه على "ذم الهوى" لابن الجوزى [1/ رقم 146].
قد رواه بشر بن المفضل عن ابن عقيل فوهم عليه في متنه، فقال: "هاتان بنتا ثابت ابن قيس
…
".
2040 -
منكر: بهذا التمام: أخرجه البيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3495] و [7/ رقم 10713]، وفى سننه "الكبرى"[20922]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1724]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 431]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 32]، والبيهقى أيضًا في "الآداب"[رقم 128] وغيرهم، من طرق عن المسور بن الصلت عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه .. =
2041 -
حَدَّثَنَا أبو عليّ الشيلمانى، حدّثنا خالد بن إسماعيل المخزومى، حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن صالحٍ مولى التوأمة، عن جابرٍ، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَيُّمَا شَابٍّ تَزَوَّجَ في حَدَاثَةِ سِنِّهِ عَجَّ شَيْطَانُهُ: يَا وَيْلَهُ! يَا وَيْلَهُ! عَصَمَ منِّى دِينَهُ".
= قلتُ: وهذا إسناد منكر، والمسور تركه النسائي وغيره، وضعفه سائر النقاد، وقال الحاكم: "روى عن [ابن] المنكدر مناكير
…
" راجع "اللسان" [6/ 37].
لكنه لم ينفرد به على هذا الوجه: بل تابعه عبد الحميد بن الحسن الهلالى نحوه بهذا السياق عند البغوى في "تفسيره"[1/ 402]، والحاكم [2/ 57]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 28]، وعبد بن حميد في المنتخب [1083]، والبيهقى في "سننه"[20921]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3496]، وفى "الآداب"[رقم 127]، وا بن عدى في "الكامل"[5/ 322]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[75]، وابن أبى الدنيا في "قضاء الحوائج"[رقم 9]، والثعلبى في "تفسيره"[3/ 145/ 1]، كما في "الضعيفة"[2/ 301]، والبغوى أيضًا في "شرح السنة"[3/ 182]، وغيرهم من طرق عن عبد الحميد بن الحسن الهلالى عن ابن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهذا منكر أيضًا، وعد الحميد هذا وثقه ابن معين في رواية، ومشاه في أخرى، لكن ضعفه أبو زرعة وصاحبه والدارقطنى وغيرهم، وقال الساجى:"ضعيف يحدث مناكير" وقال ابن حبان: "كان يخطئ حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد"، فالظاهر أن ابن معين لم يخْبر حديثه ولا عرفه جيدًا، وقد قال عنه العقيلى: "لا يتابع على حديثه عن ابن المنكدر
…
"، وهو من رجال الترمذى.
وحديثه هذا قد صححه الحاكم، وتعقبه الذهبى قائلًا:"عبد الحميد ضعفوه" وقد أورد له الذهبى هذا الحديث في "الميزان" ثم قال: "غريب جدًّا" كما في "فيض القدير"[5/ 32].
لكن للجملتين الأولَيَيْن من الحديث شواهد كثيرة في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة، والفقرة الأولى منه قد رواها أبو غسان محمد بن مطرف عن ابن المنكدر عن جابر به
…
عند البخارى [5675]، وابن حبان [3379]، والطبرانى في "الصغير"[2/ رقم 672]، وابن أبى الدنيا في "قضاء الحوائج"[رقم 10]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 177]، وجماعة غيرهم.
2041 -
باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 4475]، والخطيب في "تاريخه"[8/ 32]، ومن طريقه ابن الجوزى في "العلل"[2/ 611]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 146]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعنه ابن عدى في "الكامل"[3/ 42 - 43]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 281 - 282]، وابن عساكر في "تاريخه"[27/ 20 - 21]، وأبو الحسين الثقفى في جزء من "فوائده"[رقم/ 41 ضمن جمهرة الأجزاء]، وابن زيدان في "مسنده"[20/ 1]، كما في "الضعيفة"[2/ 113]، وابن الجوزى أيضًا في "ذم الهوى"[2/ رقم 606/ بتخريجنا]، وغيرهم من طرق عن أبى عليّ الشيلمانى، عن خالد بن إسماعل المخزومى، عن عبيد الله بن عمر، عن صالح مولى التوأمة عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد أسود مظلم جدًّا، وفيه آفات:
الأولى: الشيلمانى هو الحسين بن الحسن روى عنه جماعة ووثقه ابن حبان، لكن قال أبو حاتم:"مجهول"، وقد جزم الطبراني بكونه قد تفرد به عن خالد بن إسماعيل، لكن تعقبه المحدث الحوينى في "تنبيه الهاجد"[رقم 596]، وقال: "
…
ولم يتفرد به الشيلمانى، فتابعه الصيدلانى ثنا خالد بن إسماعيل به
…
أخرجه ابن عدى [3/ 913]
…
".
قلتُ: أخرجه ابن عدى [3/ 42/ طبعة دار الفكر]، قال:(ثنا عمر بن سنان ثنا أبو يوسف الصيدلانى .... ) وشيخ ابن عدى تعبتُ وما اهتديت إليه، ووجدتُ الإمام قد ذكره في "الثمر المستطاب"[1/ 411]، ثم قال:"عمر بن سنان لم أجد له ترجمة" ولم يذكره الحوينى - سدَّده الله - في إسناد ابن عدى، كأنه قد عرفه، وبه تضعف تلك المتابعة رأسًا.
ثم عاودتُ البحث مرة أخرى حتى مللتُ، إلى أن اهتديتُ إليه ولله الحمد، فإذا به شيخ صدوق وصفه السمعانى بالحافظ، وكان شيخًا صالحًا عابدًا ورعًا، روى عنه الطبراني وابن حبان وابن دريد وأبو بكر بن المقرئ وجماعة، وأكثر عنه ابن عدى في "كامله" واسمه كاملًا:"عمر بن سنان سعيد بن أحمد بن سعيد بن سنان أبو بكر الطائى المنبجى .. " وترجمته في "تاريخ ابن عساكر"[45/ 59]، و"أنساب السمعانى"[5/ 318]، و"معجم البلدان"[5/ 207]، مادة (منبج) فلله الحمد حمدًا كثيرًا.
والثانية: صالح مولى التوأمة صدوق في الأصل، إلا أنه قد اختلط اختلاطًا شديدًا حتى كان يسيل لعابه، ورواية القدماء عنه صالحة، وليس هذا منها البتة.
والثالثة: خالد بن إسماعيل المخزومى هالك جدًّا، قال ابن حبان: "يروى عن عبيد الله بن عمر العجائب، لا يجوز الاحتجاج به بحال، ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار
…
" ثم ذكر له هذا الحديث والذى بعده، بل قال ابن عدى: "يضع الحديث على ثقات المسلمين
…
".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثم ساق له هذا الحديث مع جملة من منكراته ثم قال: "وهذا الأحاديث بهذه الأسانيد مناكير، ولخالد بن إسماعيل هذا غير ما ذكرت من الحديث، وعامة حديثه هكذا كما ذكرتُ وتبينتُ أنها موضوعات كلها
…
" وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه، راجع "اللسان" [2/ 372]، وقد نقل ابن الجوزى في "علله المتناهية" عن الدارقطنى أنه قال: "تفرد به خالد بن إسماعيل ..... ".
قلتُ: وهو كما قال، لكن أبى المحدث أبو إسحاق الحوينى إلا تكدير هذا الصفو، فتعقب الدارقطنى في "تنبيه الهاجد"[رقم 596]، قائلًا: (لم يتفرد به خالد بن إسماعيل،
…
فتابعه عصمة بن محمد - وهو كذاب - فرواه عن عبيد الله بن عمر بسنده سواء
…
أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"[ج 18/ ق 156]، من طريق عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصارى: نا عصمة بن محمد
…
).
قلتُ: كيف تثبت تلك المتابعة إلى عصمة - وإن كان هالكًا - وفى الطريق إليه عقارب ناهسة؟! وإسناد ابن عساكر في "تاريخه"[64/ 313/ طبعة دار الفكر]، هكذا: "أخبرنا أبو الحسين عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى الحديد، أنا جدى أبو عبد الله، أنا المسدد بن عبد الله بن العباس الحمصى، نا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعى نا أبو زكريا يحيى بن عبد الرحمن [بن] عمارة بقرية دقانية، نا محمد بن إسحاق الأشعرى الصينى، نا عبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصارى، نا عصمة بن محمد عن عبيد الله بن عمر [ووقع بالأصل: عصمة بن محمد بن عبيد الله بن عمر، وهذا تصحيف ظاهر] عن صالح مولى التوأمة، عن جابر بن عبد الله
…
إلخ".
قلت: وهاك رجاله:
1 -
شيخ ابن عساكر وجدُّه ترجمهما ابن عساكر في "تاريخه": الأول في [4/ 35]، والثانى في [13/ 17]، ولم يذكر فيهما جرحًا ولا تعديلًا.
2 -
ومسدد بن عليّ شيخ حمصى كان فيه تساهل كما قاله أبو محمد الكتانى، وترجمته في "سير النبلاء"[17/ 518].
3 -
وأبو بكر الربعى محدث ثقة مشهور، وترجمته في "السير"[16/ 339]، وغيره.
4 -
ويحيى بن عبد الرحمن هذا ترجمه ابن عساكر في "تاريخه"[645/ 313]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا نقيضه، وكذا ترجمه ياقوت في "معجم البلدان"[2/ 458] مادة (دقانية).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 5 - ومحمد بن إسحاق هو ابن يزيد الصينى، ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح"[7/ 196]، وقال:"كتبتُ عنه بمكة، وسألتُ أبا عون بن عمرو بن عون - هو الواسطى الثقة الصدوق - عنه، فتكلم فيه وقال: هو كذاب، فتركتُ حديثه".
6 -
وعبد الرحمن بن عبد العزيز الأنصارى، لا أعرفه إلا أن يكون هو أبا محمد الإمامى، من رجال مسلم، وثقه جماعة، لكن قال أبو حاتم:"شيخ مضطرب الحديث"، وقال الأزدى:"ضعيف عندهم"، وجهله ابن معين.
* والحاصل: أن تلك المتابعة لا تصح بمثل هذا الإسناد الممزَّق، ولا بمثله يُتَعقب على حافظ الزمان أبى الحسن الدارقطنى في جزمه بتفرد خالد بن إسماعيل بهذا الحديث، ولو صحَّت تلك المتابعة - وهى لا تصح - فالظاهر أن عصمة قد سرقه من خالد ثم حدَّث به.
والمحدث أبو إسحاق الحوينى - سدَّده الله - كثيرًا ما يتعقب جماعة من الكبار في كتابه "تنبيه الهاجد" على جزمهم بتفرد راوٍ برواية أو إسناد؛ فيأتى المحدث الحوينى - حفظه الله - ويتعقب بعض هؤلاء النقاد بمثل قوله: "قلتُ: رضى الله عنك، فلم ينفرد به فلان، بل تابعه فلان،
…
".
وتكون تلك المتابعة لا تصح إلى ذلك المتابع أصلًا، فأنَّى يتم له التعقُّب، والنقاد قد يطلقون تفرد الراوى بالحديث يريدون به تفرده بالسياق لا بأصل الحديث كما قاله الحافظ في "النكت"، وقال أيضًا: "وإنما يحسن الجزم بالإيراد عليهم حيث لا يختلف السياق، أو حيث يكون المتابع ممن يعتبر به؛ لاحتمال أن يريدوا شيئًا من ذلك بإطلاقهم
…
".
قلتُ: فينبغى أن يكون المتعقب على دراية بتلك الأمور ونحوها حتى يامن على نفسه الزلل، وقد تجمع لديَّ من الانتقادات على تعقبات المحدث الحوينى - وفقه الله - في كتابه "تنبيه الهاجد" ما لو جمعته لجاء في مجلد لطيف، وقد مضى تعقب عليه في الحديث رقم [1472] وهو مشكور على كل حال، ومثله إذا أخطأ مرة أصاب مرات، وإن غاضت أنهار تَميِّزه يومًا، أمطرت سحائب إتقانه أشهرًا معلومات، وأين مثل هذا الرجل - في معرفته بالحديث - في تلك الأزمان المتجهِّمة؟! ما زالت رايات الإسلام به منصورة، وأعلام الإيمان به منشورة
…
اللهم آمين.
وعود على بدء فنقول: وقد ذكر الحديث الحافظ في "المطالب"[2/ 36]، وجزم بكونه منكرًا، ثم اتهم به خالدًا، وكذا أعله الهيثمى بخالد في "مجمع الزوائد"[4/ 253].
2042 -
حَدَّثَنَا الشيلمانى، بهذا الإسناد، عن صالحٍ، عن أبى هريرة، قال: لو لم يبق من أجلى إلا يومٌ واحدٌ لقيت الله بزوجةٍ، إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"شِرَارُكمْ عُزَّابُكمْ".
2043 -
حَدَّثَنَا أبو يوسف الجيزى، حدّثنا مؤملٌ، حدّثنا عبد الله العمرى، حدّثنا
2042 - باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 4476]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 282]، والواحدى في "الوسيط"[3/ 114/ 2]، كما في "الضعيفة"[6/ 16]، وغيرهم، من طريق أبى على الشيلمانى عن خالد بن إسماعيل عن صالح مولى التوأمة عن أبى هريرة به ....
قلت: وسنده ساقط جدًّا مثل الذي قبله. وقد توبع عليه الشيلمانى: تابعه أبو يوسف الصيدلانى عند ابن عدى [3/ 43]، بإسناد صحيح إليه.
والحديث ذكره الحافظ في "المطالب" وجزم بنكارته، ثم اتهم به خالدًا، وكذا أعله الهيثمى بخالد في "مجمع الزوائد"[4/ 460]، وابن طاهر في "التذكرة"[رقم 489].
ومن طريق ابن عدى: أخرجه ابن الجوزى في "الموضوعات"[2/ 257، 258]، ثم أعله بصالح وخالد، وقد مضى أن ابن عدى قد ذكر لخالد هذا الحديث والذى قبله مع جملة أخرى من أباطيله ثم قال: "
…
موضوعات كلها" ثم جاء أبو الفيض - لا فاض فيضه - يوسف بن السفر ورواه - بدون حياء - عن الأوزاعى عن يحيى بن أبى كثير عن أبى سلمة عن أبى هريرة به مرفوعًا مثل المرفوع عند المؤلف وزاد: "ركعتان من متأهل خير من سبعين ركعة من غير متأهل" هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل" [7/ 163]، ثم ساق له جملة أخرى من أحاديثه عن الأوزاعى ثم قال: "وهذا الأحاديث التى رواها يوسف عن الأوزاعى بواطيل كلها".
قلت: ويوسف هذا كذبه جماعة، راجع "اللسان"[3/ 322].
وللحديث شواهد أخر كلها ساقطة منكرة جدًّا، وسيأتى له شاهد من حديث عطية بن بسر عند المؤلف [برقم 6856]، وراجع "الضعيفة"[6/ 16]، [13/ 137] للإمام.
2034 -
صحيح: هذا إسناد ضعيف وفيه علل:
1 -
شيخ المؤلف هو يعقوب بن إسحاق الجيزى، قال عنه حسين الأسد في تعليقه:"لم يوثقه أحد فيما أعلم) كذا قال، وقد ذكره ابن حبان في "الثقات" [9/ 285]، وقال:=
ربيعة بن عطاءٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيْفَ أَنتمْ إذَا غُدِىَ عَليكُمْ بِجَفْنَةٍ، وَرِيحَ عَلَيْكمْ بِأخْرَى؟ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّا يَوْمَئِذ لَبِخَيرٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَلْ أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ".
2044 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن مجالدٍ، عن مجالدٍ، عن
= "حدثنا عنه المواصلة" وهذا منه توثيق مقبول بلا تردد، راجع "التنكيل"[1/ 437 - 438]، وكتابنا "المحارب الكفيل".
2 -
ومؤمل هو ابن إسماعيل الإمام في السنة، الضعيف في روايته، كان كثير الخطأ واسع الخطو في الأوهام.
3 -
وعبد الله العمرى ما أراه إلا عبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم الضعيف المشهور.
4 -
وربيعة بن عطاء يقول عنه حسين الأسد في "تعليقه": "لا أعرفه" وكذلك أقول إن شاء الله، وليس هو ربيعة بن عطاء الزهرى؛ لكونه متأخرًا عن إدراك جابر، ومثله ربيعة بن عطاء بن يعقوب، ثم بدا لى أن هناك تصحيفًا قد وقع في إسناد المؤلف، وأن صوابه: (عن ربيعة عن عطاء عن جابر
…
) فهكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10334]، بإسناد صحيح عن سعيد بن عامر عن العمرى عن ربيعة عن عطاء عن جابر به
…
قلتُ: ولكن من يكون (ربيعة)؟! وعطاء إذا أطلقَ فهو ابن أبى رباح، ثم بحثتُ حتى اهتديتُ إلى كون (ربيعة) هو ابن أبى عبد الرحمن الإمامَ الفقيه، وأن عطاء هو ابن يسار المدنى، فهكذا وجدتُ عبد الرزاق [6786]، قد روى أثرًا عن عبد الله بن عمر عن ربيعة بن أبى عبد الرحمن، وكذا أخرج البيهقى في "سننه"[14367]، أثرًا من طريق ابن وهب عن عبد الله بن عمر عن ربيعة عن عطاء به
…
فلله الحمد على ما ألهم وعلَّم.
إِذا عرفتَ هذا: فليس في الإسناد ما يُعل به سوى ضعف عبد الله بن عمر العمرى وحده، أما الهيثمى فإنه قال في "المجمع" [10/ 411]:"رواه أبو يعلى وفيه من لا أعرفهم" وقد عرفتَ ما فيه، لكن للحديث شواهد مرسلة ومسندة، بعضها صحيح الإسناد، وقد مضى منها حديث على بن أبى طالب [برقم 502]، وذكرنا هناك طرفًا من هذه الشواهد. فالله المستعان ..
2044 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 5687]، وأبو نعيم في "الحلية"[10/ 113]، وابن عدى/ في "الكامل"[1/ 319]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 740]، والهروى في "ذم الكلام"[4/ رقم 637]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[2/ رقم 1185]،=
الشعبى، عن جابر بن عبد الله، أن أعرابيًا، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: انْسُب الله، فأنزل الله:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} إلى آخرها.
2045 -
حَدَّثَنَا خلاد بن أسلم، حدّثنا عبد المجيد بن أبى رواد، حدّثنا ابن جريج، عن أبى الزبير، عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ أَحَبَّ الطعَامِ إلَى اللهِ مَا كثُرَتْ عَلَيهِ الأَيْدِى".
= والبيهقى في "الشعب"[2/ 2552]، وفى "الأسماء والصفات"[598]، وغيرهم من طرق عن سريج بن يونس عن إسماعيل بن مجالد عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف وفيه علتان:
الأولى: إسماعيل بن مجالد مختلف فيه، وهو وسط كما قال أبو زرعة، لكنه صاحب غرائب عن أبيه كما ذكره ابن عدى في ترجمة ابنه عمر بن إسماعيل من "الكامل"[5/ 67].
والثانية: مجالد بن سعيد ضعيف سيئ الحفظ، وكان عامة ما يرويه غير محفوظ كما قاله ابن عدى، وهو قد تغير بأخرة حتى ربما تلقَّن، وهذه مصيبة.
وللحديث شواهد لا يصح منها شئ، وهى متقاعدة عن حد الاعتبار بها في هذا المقام، فانتبه يا رعاك الله!
2045 -
ضعيف: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[7/ 7317]، والبيهقى في "الشعب"[7/ 9622]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 345]، وأبو الشيخ في "الثواب" كما في" الترغيب"[3/ 98]، وأبو الحسن الحربى في "الفوائد المنتقاة"[38]، والوزير بن الجراح في "الأمالى"[18]، ومن طريقه الذهبى في "سير النبلاء"[15/ 9]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 96]، والقاضى عبد الجبار بن أحمد في "أماليه" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 232]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 1790/ أطرافه]، والطبرانى أيضًا في "مكارم الأخلاق"[161]، وغيرهم، من طرق عن خلاد بن أسلم - وقد توبع عند القاضى عبد الجبار، لكنها متابعة لا تثبت - عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به ..
قلتُ: وسنده لا يصح، قال الدارقطنى: "تفرد به عبد المجيد
…
وعنه خلاد" وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ابن جريج إلا عبد المجيد" وقال البيهقى: "تفرد به عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبى رواد عن ابن جريج".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: خلاد بن أسلم ثقة، وعبد المجيد مختلف فيه، وأكثر ما نقموه عليه الإرجاء، وهو عندى صدوق وسط على أوهامه، وكان من أثبت الناس في ابن جريج.
لكن هذا الحديث بخصوصه أنكره عليه ابن عدى في "الكامل" فذكره له مع جملة أحاديث أخرى ثم قال: "وكل هذه الأحاديث غير محفوظة
…
" ثم إن في الإسناد علتين غير هذا، فابن جريج يدلس عن ضعفاء ومجاهيل ما شاء الله له أن يدلس، وأبو الزبير قد شهد على نفسه بالتدليس عن جابر خاصة، وكلاهما قد عنعناه.
وقال المنذرى في "الترغيب"[3/ 98]: "في هذا الحديث نكارة" ومثله قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 3569]، ومع كل هذا فقد حسنه العراقى في "المغنى"[2/ 288]، وتابعه الزبيدى في "الإتحاف"[4/ 217]، وهكذا فلْيكن التساهل.
وللحديث شاهد مثله عن أبى هريرة به
…
فأخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 81]، من طريق مقدام بن داود المصرى عن النضر بن عبد الجبار عن ابن لهيعة عن عطاء عن أبى هريرة به
…
قلتُ: وهذا إسناد واهٍ؛ المقدام ضعفه النسائي وغيره، وابن لهيعة مكشوف الأمر جدًّا، وهو مع سوء حفظه مدلس وقد عنعنه، وقد خولف في إسناده، خالفه عبد الملك بن جريج، فرواه عن عطاء عن جابر به .. ، وجعله من (مسند جابر).
هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9620]، بإسنادٍ صحيح عن صالح بن عبد الله عن مسلم - وهو ابن خالد - عن ابن جريج به
…
قلتُ: وهذه مخالفة مغموزة، ومسلم هو ابن خالد الزنجي فقيه ضعيف، ثم جاء طلحة بن عمرو المكى وخالف الكل، ورواه عن عطاء عن عبد الله بن عمر به موقوفًا عليه.
هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "الإخوان"[رقم 201]، وفى "قرى الضيف"[رقم 49]، من طريق أبى عمر الدورى عن إسماعيل بن عياش عن طلحة بن عمرو به
…
قلتُ: وإسماعيل شامى قد تكلموا في روايته عن غير أهل بلده، وطلحة مكى معروف، وقد خولف فيه إسماعيل، خالفه وكيع - الجبل الراسخ - فرواه عن طلحة فقال: عن عطاء به موقوفًا عليه.
هكذا أخرجه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9619]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" =
2046 -
حَدَّثَنَا أبو الحارث سريج بن يونس، حدّثنا إسماعيل بن مجالد، عن مجالد، عن الشعبى، عن جابر، قال: جاء أعرابيّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ثيابنا في الجنة ننسجها بأيدينا؟ فضحك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال الأعرابى: لم تضحكون من جافٍ يسأل عالمًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدَقْتَ يَا أَعْرَابِيُّ، وَلَكِنَّهَا ثَمَرَاتٌ".
= [6/ 239]، وهناد في "الزهد"[1/ رقم 647]، ولعل هذا التلون في إسناده إنما هو من طلحة نفسه، فقد تركه جماعة، وضعفه آخرون، لكن قال البيهقى بعد أن أخرج الطريق الماضى:"وهذا هو المحفوظ موقوفًا على عطاء"
…
قلتُ: وهذا لا يعارضه ضعف طلحة، كما لا يُفهم منه أنه يصححه، بل قد يكون الحديث محفوظًا مرسلًا - مثلًا - من رواية الضعفاء عن ثقة، فيأتى بعض الثقات فيخطئ فيه ويسنده عن ذلك الثقة، وهذا أمر معروف يقع في نقد جهابذة النقاد من أئمة هذا الشأن، وكثير من أصحابنا يستشكل عليه ذلك جدًّا.
وللحديث شاهد آخر من حديث أنس بن مالك مرفوعًا بلفظ: (إن الله يحب كثرة الأيدى في الطعام) أخرجه الدولابى في "الكنى"[1/ 188]، وسنده منكر، وله شواهد أخرى لكنها متقاعدة عن حدِّ الشهادة لهذا المتن، فانتبه أيها الباحث الذكى، والله المستعان.
2046 -
حسن لغيره: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 2213]، وفى "الصغير"[1/ رقم 120]، ومن طريقه الخطيب في "الفقيه والمتفقه"[2/ رقم 986/ طبعة التوعية]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 165]، والبزار [4/ 196]، وغيرهم، من طريق إسماعيل بن مجالد عن أبيه مجالد عن الشعبى عن جابر به .. وعند الطبراني والخطيب: (
…
لا يا أعرابى، ولكنها تشقق عنها ثمار الجنة
…
).
قلتُ: وهذا إسناد ضيعف، قال الطبراني:"لم يروه عن مجالد إلا ابنه إسماعيل، ولا يُروى عن جابر إلا بهذا الإسناد".
قلتُ: وإسماعيل شيخ صدوق، وإنما الآفة من أبيه مجالد بن سعيد، فقد كان سيئ الحفظ. لكن للحديث شاهد نحو لفظه من رواية عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد [2/ 224]، والطيالسى [2277]، والبزار [2434]، والمزى في "تهذيبه"[7/ 426]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 282] وأبى نعيم في "صفة الجنة"[رقم 379]، وابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 164]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 112]، وغيرهم، =
2047 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا إسماعيل، عن مجالدٍ، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله، قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أبى طالب، هل تنفعه نبوتك؟ قال:"نَعَمْ، أَخْرَجْتُهُ مِنْ غَمْرَةِ جَهَنَّمَ إلَى ضَحْضاحٍ مِنْهَا" وسئل عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن، فقال:"أَبْصَرْتُهَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ أَنْهَارِ الجَنَّةِ، في بَيْت مِنْ قَصَب لا صَخَبَ فِيهِ وَلا نَصَبَ" وسئل عن ورقة بن نوفلٍ، قال:"أَبْصَرْتُهُ في بُطْنَانِ الجَنَّةِ عَلَيْهِ سُنْدُسٌ" وسئل عن زيد بن عمرو بن نفيلٍ، فقال:"يُبْعَثُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أُمَّةً وَحْدَهُ بَيْنِى وَبَيْنَ عِيسَى" عليهما السلام.
= من طريق العلاء بن عبد الله بن رافع عن حنان بن خارجة عن ابن عمرو به
…
ولفظ البيهقى: (قال رجل: يا رسول الله: أخبرنا عن ثياب أهل الجنة: أخلْق يُخلق؟! أم نسج يُنْسج؟! فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك بعض القوم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مم تضحكون؟! من جاهل يسأل عالمًا؟! ثم قال: تتشقق عنها ثمر الجنة
…
مرتين) وهو مختصر عند البخارى، وفى أوله زيادة عند البزار والطيالسى ومن طريقه المزى.
قلتُ: وسنده ضعيف، وحنان شيخ مستور الحال، والعلاء صدوق إن شاء الله؛ فأرجو أن يكون إسناده حسنًا بالذى قبله، واللَّه المستعان على كل حال.
2047 -
صحيح: دون السؤال عن ورقة: أخرجه تمام في "فوائده"[2/ رقم 1404]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 319]، وابن عساكر في "تاريخه"[63/ 22، 23]، وغيرهم من طريق سريج بن يونس عن إسماعيل بن مجالد عن أبيه عن الشعبى عن جابر به
…
قلتُ: وهو عند الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8152]، بفقرته الأولى فقط، وكذا أخرجه البزار [رقم 3472]، ورواه الطبراني في "الكبير"[8/ رقم 6]، ولكن بالفقرة الثانية فقط، ومداره على مجالد بن سعيد، وهو ضعيف عندهم، وينفرد عن الشعبى بمناكير وغرائب، لكن لفقرات الحديث شواهد دون السؤال عن ورقة.
1 -
فيشهد للفقرة الأولى: حديث أبى سعيد الخدرى الماضى [برقم 1360]، وحديث العباس بن عبد المطلب الآتى عند المؤلف [برقم 6694]، وله شواهد أخرى.
2 -
ويشهد للفقرة الثانية: حديث أبى هريرة الآتى عند المؤلف [برقم 6089]، وحديث عبد الله بن جعفر [برقم 6795].=
2048 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عيسى بن ما سرجس مولى ابن المبارك، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر إذا زالت الشمس.
2049 -
حَدَّثَنَا عبد الغفار بن عبد الله، حدّثنا على بن مسهر، عن مجالد، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل سعد بن أبى وقاصٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هَذَا خَالِى".
= لكن لم أجد ما يشهد لقوله: (أبصرتها على نهر من أنهار الجنة
…
) فكأنها زيادة ضعيفة إن شاء الله.
3 -
ويشهد لفقرته الأخيرة: حديث عمر بن الخطاب الماضى [برقم 973]، وحديث زيد بن حارثة الآتى [برقم 7212].
2048 -
صحيح: هذا إسناد صحيح في المتابعات، وابن عقيل ضعيف الحفظ، لكن تابعه جماعة عن جابر بنحوه
…
، وقد مضى طريق محمد بن عمرو بن الحسن عن جابر به نحوه بسياق أمّ [برقم 2029]، وله طرق أخرى كما ذكرنا.
2049 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [3752]، والطبرانى في "الكبير"[1/ رقم 323]، وابن أبى عاصم في الآحاد والمثانى [1/ رقم 211، 213]، وأحمد في "فضائل الصحابة"[/ رقم 1312]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 438]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 137]، وابن عساكر في "تاريخه"[20/ 332، 333]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 509]، وفى فضائل الخلفاء الراشدين [رقم 116]، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"[رقم 165]، وغيرهم، من طرق عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابر به
…
وزادوا جميعًا في آخره سوى أحمد والمؤلف: (فلْيرنى امروٌ خاله).
قلتُ: وهذا إسناد ضيعف؛ قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مجالد".
قلتُ: ومجالد ضعيف كما مضى مرارًا، لكنه توبع عليه: تابعه إسماعيل بن أبى خالد - الثقة المأمون - على مثله بالزيادة الماضية عند الحاكم [3/ 569]، من طريق أبى عليّ النيسابورى الحافظ عن أبى محمد بن ناجية الحافظ، عن علي بن سعيد الكندى، عن أبى أسامة عن إسماعيل به
…
2050 -
حَدَّثَنَا خلاد بن أسلم، أخبرنا النضر، أخبرنا أبو العوام عبد العزيز بن ربيعٍ الباهلى - وكان منزله في دار زياد - قال: سمعت أبا الزبير واسمه محمدٌ، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طلاب في مسيرٍ، فأتى على قبرين يعذب صاحباهما، فقال:"أَمَا إنَّهُمَا لا يُعَذَّبَانِ في كبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا كانَ يَغْتَابُ النَّاسَ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لا يَتَأذَّى مِنْ بَوْلِهِ" فدعا بجريدة رطبة أو جريدتين فكسرهما، ثم أمر بكل كسرةٍ فغرست على قبرٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. " أَمَا إنهُ سَيُهَوَّنُ مِنْ عَذَابِهِمَا مَا كانَتَا رَطبَتَيْنِ - أوْ - مَا لَمْ تَيْبَسَا".
= قلتُ: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ومثله قال الذهبى في "تلخيصه":"على شرط البخارى ومسلم" وهو وهْم منهما؛ لأن على بن سعيد الكندى لم يخرج له أحد الشيخين أصلًا، فهو صحيح فقط.
ثم نظرتُ فوجدته معلولًا، فإن على بن سعيد قد خولف في إسناده، خالفه جماعة من أصحاب أبى أسامة حماد بن أسامة، منهم حيدرة بن إبراهيم وأبو كريب وأبو سعيد الأشج، وسعيد بن سليمان وبشر بن خالد والعباس بن الحسين وغيرهم، كلهم رووه عن أبى أسامة فقالوا: عن مجالد عن الشعبى عن جابر به
…
وهذا هو المحفوظ عندى، فلعل على بن سعيد قد وهم فيه على أبى أسامة، وللحديث طريق آخر عن جابر به دون الزيادة الماضية عند الطبراني في "مسند الشاميين"[2/ رقم 1018]، وعنه أبو نعيم في "المعرفة"[رقم 510]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[20/ 333]، من طريق عبد الوهاب بن الضحاك عن إسماعيل بن عياش عن صفوان ابن عمرو عن ماعز التميمى عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد مو ضوع، وعبد الوهاب يقول عنه أبو داود:"كان يضع الحديث، وقد رأيته"، وقال أبو حاتم:"كان يكذب"، وقال الدارقطنى:"له عن إسماعيل بن عياش وغيره مقلوبات وبواطيل"، وقد أسقطه سائر النقاد فسقط، ولا يصح الحديث على شهرته.
2050 -
صحيح: أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 735]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 176]، وفى "الغيبة والنميمة"[رقم 37]، وأبو العباس الدغولى في كتاب، "الآداب" كما في "المغنى" للعراقى [3/ 111] وغيرهم، من طريق النضر بن شميل عن عبد العزيز بن ربيع عن أبى الزبير عن جابر به
…
=
2051 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا طلحة بن زيد، عن عبيدة بن حسان، عن عطاء الكيخارانى، عن جابرٍ، قال: بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت في نفرٍ من المهاجرين فيهم أبو بكرٍ، وعمر، وعثمان، وعليّ، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبى وقاصٍ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لِيَنْهَضْ كُلُّ رَجُلٍ إلَى كُفْئِهِ" ونهض النبي صلى الله عليه وسلم إلى عثمان، فاعتنقه، قال:"أَنْتَ وَلِيِّى في الدُّنْيَا، وَأَنْتَ وَلِيِّى في الآخِرَةِ".
= قلتُ: وسنده صالح لولا عنعنة أبى الزبير، وقد جوَّد إسناده العراقى في "المغنى" وصححه الحافظ في "المطالب"[رقم 16]، وقال البوصيرى في "الإتحاف" [رقم 450]:"أبو العوام وثقه ابن معين؛ فالحديث حسن صحيح"، وعزاه لابن راهويه في "مسنده".
لكن اختلف فيه على عبد العزيز، فرواه عنه ابن شميل كما مضى، وخالفه يحيى بن كثير العنبرى، فرواه عن عبد العزيز فقال: عن عطاء عن جابر به
…
، هكذا ذكره المزى في "التهذيب"[18/ 129]، وأخرجه المؤلف كما يأتى [برقم 2055].
ولعل عبد العزيز كان له في هذا الحديث شيخان، وهذا أولى عندى من توهيم الثقات بمجرد المخالفة، نعم قد ترجح رواية النضر بن شميل لكونه قد توبع عليها: تابعه أبو داود الطيالسى عند المؤلف كما يأتى [برقم 2066].
وله طريق آخر عن جابر به نحوه في سياق طويل أخرجه مسلم [3006]، وجماعة. وله شاهد من حديث ابن عباس عند البخارى [213، 215، 1295،1312، 5705، 5708]، ومسلم [292]، وأبى داود [20]، والترمذى [70]، والنسائى [31]، وابن ماجه [347]، وجماعة كثيرة.
2051 -
موضوع: أخرجه الحاكم [3/ 104]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 383]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 101]، وابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"[رقم 82]، وأبو نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين"[رقم 12]، وابن الجوزى في "الموضوعات"[1/ 334]، وغيرهم، مثل سياق المؤلف.
وهو عند القطيعى في "زوائده على فضائل الصحابة"[1/ رقم 868]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 109]، وابن عساكر في "تاريخه"[39/ 102] وغيرهم، بالمرفوع منه فقط، كلهم رووه من طريقين عن طلحة بن زيد عن عبيدة بن حسان عن عطاء الكيخارانى عن جابر به
…
=
2052 -
أَخْبَرَنَا أبو يعلى أحمد بن عليّ بن المثنى الموصلى، حدّثنا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "إنَّ أَهْلَ الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ فِيهَا وَيَشْرَبونَ، وَلا يَتْفُلُونَ، وَلا يَبولونَ، وَلا يَمْتَخِطُونَ، وَلا
= قلت: وهذا إسناد موضوع، وفيه آفتان:
الأولى: طلحة بن زيد هذا شيخ هالك آثم، جزم أحمد وابن المدينى وأبو داود بكونه كان وضَّاعًا، وأسقطه سائر النقاد، وبه أعله الحافظ في "المطالب"[رقم 4010]، والبوصيرى في "الإتحاف"[رقم 6618]، والهيثمى في "المجمع"[9/ 99]، وساق له ابن حبان وابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "المجروحين" و"الكامل".
والثانية: عبيدة بن حسان هو السنجارى الذي يقول عنه أبو حاتم "منكر الحديث"، وقال ابن حبان: "كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات
…
" راجع "اللسان" [4/ 135].
هذا ونحن في واد، والحاكم في واد آخر، فإنه قال في "المستدرك" [3/ 104]:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه".
قلتُ: وكيف للشيخين أن يخرجا في كتابيهما هذا الطراز المفضوح من الأخبار؟! ولو فعلا - وحاشاهما في ذلك - لسقط كتاباهما كما سقط المستدرك إلى الأبد، وقد تعقبه الذهبى قائلًا:"بل ضعيف، فيه طلحة بن زيد وهو واه، عن عبيدة بن حسان شويخ مقل".
وعطاء هو ابن نافع الكيخارانى الثقة المعروف، لكن قال ابن حبان في ترجمته من "مشاهير علماء الأمصار" [ص 192/ رقم 1545]:"روايته عن الصحابة كلها مدلسة".
وللحديث شاهد من رواية عثمان نفسه مرفوعًا بلفظ: (هذا جليسى في الدنيا، ووليى في الآخرة) أخرجه البزار [959]، من طريق شبابة بن سوار عن خارجة بن مصعب عن عبد الله بن عبيد الحميرى عن أبيه عن عثمان به ....
قلتُ: وهذا إسناد هالك، وخارجة قد أخرجه جماعة من دائرة أهل الصدق، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 100]، وعبد الله بن عبيد وأبوه شيخان مستوران.
وله طريق آخر عن عثمان به نحوه عند (الحاكم) لكن بإسناد منكر، راجع "اللآلئ المصنوعة"[1/ 291].
2052 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1906].
يَتَغَوَّطون" قال: فما بال الطعام؟ قال: "جُشَاءٌ وَرَشْحٌ كَرَشْحِ الْمِسْكِ، يُلْهَمُونَ التَّسْبِيحَ وَالتَّحْمِيدَ كَمَا تُلْهَمُونَ النَّفَسَ".
2053 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول، قبل موته بثلاثٍ:"أَلا لا يَمُوتَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلا وَهوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللهِ".
2054 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، حدّثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرنى عمرو بن الحارث، عن
2053 - صحيح: مضى [برقم 1907، 1942].
2054 -
صحيح: أخرجه مسلم [2648]، وأحمد [3/ 335]، وابن حبان [336، 337]، والطبرانى في "الكبير"[7/ رقم 6562، 6566، 6568]، وفى "مسند الشاميين"[4/ رقم 2799]، وابن الجعد [2629]، والنقاش في "فوائد العراقيين"[26]، والطبرى في "تفسيره"[12/ 615]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 438]، وابن وهب في "القدر"[رقم 18]، وابن بطة في "الإبانة"[1/ رقم 1356]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 349]، والفريابى في القدر [رقم 32]، وجماعة، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به نحو سياق المؤلف
…
ولفظ مسلم: (جاء سراقة بى مالك بن جعشم قال: يا رسول الله، بيِّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟! قال: لا، بل فيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير، قال: ففيم العمل؟! - قال زهير - هو راويه عن أبى الزبير -: ثم تكلم أبو الزبير بشئ لم أفهمه، فسألت: ما قال؟! - فقال: اعملوا فكل ميسر
…
).
قلت: وسنده صالح لولا عنعنة أبى الزبير، وهو قد شهد لليث بن سعد بتدليسه عن جابر، فما حيلتنا نحن في التنكب عن عنعنته؟! ولم ينفرد به: بل تابعه عليه ابن المنكدر بنحوه عند أحمد [3/ 304]، وابن بطة في "الإبانة"[1/ رقم 1357]، وعبد الله بن أحمد في "السنة"[رقم 766]، وغيرهم، من طريق هشيم عن عليّ بن بن زيد عند ابن المنكدر به ..
قلتُ: نأسف على تلك المتابعة، وعليّ بن زيد - وهو ابن جدعان - قد أفسدها بوجوده فيها، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث عليّ [برقم 610]، ويأتى حديث عبد الله بن عمر [برقم 5463، 5571].
أبى الزبير، عن جابرٍ، أنه قال: يا رسول الله، نعمل لأمرٍ قد فرغ منه أو لأمرٍ نأتنفه؟ قال:"لأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ مِنْهُ" فقال سراقة بن مالكٍ: ففيم العمل إذًا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلٌّ مُيسَّرٌ لِعَمَلِهِ".
2055 -
حَدَّثَنَا الجراح بن مخلدٍ، حدّثنا يحيى بن كثير بن درهمٍ العنبرى، حدّثنا عبد العزيز بن ربيعٍ الباهلى، عن عطاء بن رباحٍ، عن جابرٍ، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرٍ، فأتى على قبرين يعذبان، فقال:"أَمَا إِنَّهمَا يُعَذَّبَانِ فِي غَيْرِ كَبِيرٍ: الْغِيبَةِ، وَالْبَوْلِ" ثم دعا بجريدةٍ، فكسرها، فوضع على كل واحدٍ منهما قطعةً، وقال:"أَرْجُو أَنْ يُخَفِّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ تَيْبَسَا".
2056 -
حَدَّثَنَا الجراح، حدّثنا أحمد بن سليمان الخراسانى، حدّثنا أحمد بن محرزٍ الأزدى، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لأَنْ يَمْتَلِئَ جَوْفُ أَحَدِكمْ قَيْحًا أَوْ دَمًا، خَيْرٌ لَه مِنْ أَنْ يَمْتَلِئَ شعْرًا هُجِيتُ بِهِ".
2055 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2050].
2056 -
منكر: بهذا التمام: هذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [8/ 223]:"رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفهم".
قلتُ: كذا قال، ورجاله كلهم معروفون:
1 -
فشيخ المؤلف: هو الجراح بن مخلد الثقة المعروف.
2 -
وأحمد بن سليمان هو المعروف بابن أبى الطيب المروزى شيخ صدوق من رجال "التهذيب".
3 -
وأحمد بن محرز الأزدى هو آفة هذا الإسناد، وقد احتمل الحافظ في "اللسان"[6/ 164] أن يكون (أحمد) من تغيير بعض الرواة، وأن صوابه (النضر بن محرز)، وهو كما قال إن شاء الله، فقد أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 29]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 288]، وابن عساكر في "تاريخه"[62/ 81]، من طريقين عن النضر بن محرز عن ابن المنكدر عن جابر =
2057 -
حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا أبو عوانة، عن أبى بشرٍ، عن سليمان بن قيسٍ، عن جابرٍ، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى طيبة فحجمه، فسأله:"كمْ ضَرِيبَتُكَ؟ " قال: ثلاثة آصعٍ، فوضع عنه صاعًا.
2058 -
حَدَّثَنَا أحمد بن منيعٍ، حدّثنا محمد بن يزيد الواسطى، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"عَلَيْكُمْ بِالإِثْمِدِ عِنْدَ النَّوْمِ، فَإِنَّهُ يَجْلُو الْبَصَرَ وَيُنْبِتُ الشَّعْرَ".
= قلتُ: والنضر هذا يقول عنه ابن حبان: "منكر الحديث جدًّا لا يجوز الاحتجاج به
…
"، وقال أبو حاتم: "مجهول"، وذكره ابن عدى في "الكامل" ثم ساق له هذا الحديث - مع غيره - ثم قال: "وهذه الأحاديث بأسانيدها غير محفوظة، وليس للنضر كثير حديث"، وقال العقيلى: "لا يتابع على حديثه ولا يعرف إلا به
…
".
ثم ساق له هذا الحديث ثم قال: "إنما يعرف هذا الحديث بالكلبى عن أبى صالح عن ابن عباس
…
" ثم أخرجه بسنده إلى الكلبى به
…
والكلبى هو محمد بن السائب الساقط أبدًا، ومن طريقه أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 119]، والطحاوى كما في "الفتح"[10/ 549]، لكنه قال: عن أبى صالح عن أبى هريرة به مرفوعًا
…
قال الحافظ في "الفتح"[10/ 549]: "وابن الكلبى واهى الحديث، وأبو صالح شيخه ما هو الذي يقال له السمان، المتفق على تخريج حديثه في "الصحيح" عن أبى هريرة، بل هذا آخر ضعيف يقال له:(باذان)
…
".
قلتُ: وباذان هذا تالف البتة، وقد كذبه الأزدى، وقد يكون النضر بن محرز قد سرقه من الكلبى ثم أغرب فيه، والحديث صحيح ثابت دون تلك الزيادة:(هُجيتُ به) ..
وله شواهد - دون الزيادة - عن جماعة من الصحابة، منهم سعد بن أبى وقاص، وقد مضى حديثه [برقم 797، 816، 817]، ومنهم ابن عمر ويأتى حديثه [برقم 5516، 5573].
2507 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1777].
2058 -
صحيح: أخرجه الترمذى في "الشمائل"[رقم 52]، وفى "العلل"[رقم 328]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 2790]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 94]، والمخلص في "الفوائد المنتقاة"[9/ 4/ 2]، كما في "الصحيحة"[2/ 359]، وغيرهم، من طريق محمد بن يزيد الواسطى عن محمد بن إسحاق عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا إسناد حسن لولا عنعنة ابن إسحاق فقد كان مدلسًا، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه:
1 -
إسماعيل بن مسلم المكى عند ابن ماجه [3496]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1085]، والعقيلي في "الضعفاء"[1/ 92]، وأبى الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 697]، والقاضى الخلعى في "الفوائد"[20/ 550/ 1]، كما في "الصحيحة"[2/ 359]، وغيرهم، من طرق عن إسماعيل به
…
وإسماعيل فقيه ضعيف.
2 -
وتابعه سليمان بن خالد الواسطى عند الطبراني في "الأوسط" 6 [6/ 6151]، من طريق محمد بن حنيفة الواسطى عن عمه أحمد بن محمد بن ماهان بن أبى حنيفة عن أبيه عن سليمان به
…
قلتُ: وهذه متابعة لا تصح، ومحمد بن حنيفة ضعفه الدارقطنى كما في "تاريخ بغداد"[2/ 296]، وعمه صدوق إن شاء الله.
أما محمد بن ماهان فهو أبو حنيفة الواسطى شيخ مجهول كما قاله أبو حاتم؛ ولا ينفعه قول العجلى فيه: "واسطى صدوق" لما عرف عنه من التساهل الفاحش، وسليمان بن خالد نفسه - وهو الواسطى - ضعفه الدارقطنى، كما في "الميزان"، وعنه في "اللسان"[3/ 83].
3 -
وتابعهم قزعة بن سويد مثله دون قوله: (عند النوم) عند الطبرى في "التهذيب"[رقم 2806]، من طريق بشر بن دحية عن قزعة به.
قلتُ: وبشر قد اتهمه الذهبى في "الميزان" ودافع عنه الحافظ في "اللسان"[2/ 23]، وقزعة شيخ ضعيف، وهو من رجال "التهذيب".
4 -
وتابعهم: أبو بكر الهذلى مثله دون (عند النوم) عند الخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 784] من طريق عباد بن الوليد عن مسلم بن إبراهيم عن أبى بكر الهذلى به
…
قلتُ: وإسناده قوى إلى أبى بكر الهذلى، لكن الهذلى نفسه إخبارى تالف، وقد كذبه غندر.
5 -
وتابعهم: هشام بن حسان عليه مثله دون (عند النوم) عند ابن عدى في "الكامل"[3/ 195]، والمخلص في "الفوائد المنتقاة" كما في "الصحيحة"[2/ 359]، قال ابن عدى: ثنا ابن مكرم، ثنا عمرو بن عليّ، ثنا زياد بن الربيع اليحمدى، حدثنا هشام بن حسان، عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الاستقامة، رجاله كلهم ثقات معرفون، فابن مكرم هو محمد بن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الحسين بن مكرم أبو بكر البعدادى وثقه الدارقطنى كما في "تاريخ بغداد"[2/ 233]، وعمرو بن على هو الحافظ الفلاس، وزياد بن الربيع وثقه الجماعة وغمزه البخارى ثم احتج به.
لكن ذكر هذا الطريق: ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 2275]، ثم حكى عن أبيه أنه قال:"هذا حديث منكر، لم يروه عن محمد - يعنى ابن المنكدر - إلا الضعفاء: إسماعيل بن مسلم - وقد مضت روايته - ونحوه، ولعل هشام بن حسان أخذه من إسماعيل بن مسلم؛ فإنه كان يدلس".
ولم يعجب هذا النقد الإمام الألبانى، فتعقب أبا حاتم في "الصحيحة"[2/ 359]، قائلًا:"لم أر من رماه بالتدليس مطلقًا، وإنما تكلموا في روايته - يعنى هشام بن حسان - عن الحسن وعطاء خاصة؛ لأنه كان يرسل عنهما كما قال أبو داود، ولذلك قال الحافظ: "ثقة من أثبت الناس في ابن سيرين، وفى روايته عن الحسن وعطاء مقال؛ لأنه قيل: كان يرسل عنهما" وهذا الحديث من روايته عن محمد بن المنكدر؛ فلا مجال لإعلاله
…
".
قلتُ: وهذا فيه نظر لا يخفى، وكون الإمام لم ير أحدًا رمى هشام بن حسان بالتدليس مطلقًا، فهذا حسب اطلاعه، وإلا فقد وصفه بالتدليس عليّ بن المدينى كما نقله عنه الحافظ في "طبقات المدلسين"[ص 47/ رقم 110].
وهب أن أحدًا لم يذكره من ذلك بشئ، ألا يكفى في إثبات تدليسه قول أبى حاتم الماضى:"فإنه كان يدلس" ثم إن هشامًا لا ينكر له - عند التحقيق - أن يكون قد سمع أشياء من الحسن البصرى - بل أثبت له البخارى السماع منه مطلقًا - لكنه كثير الإرسال عنه حتى تكلموا في روايته، وهذا صورة التدليس، فقول أبى حاتم الرازى: "ولعل هشام بن حسان أخذه من إسماعيل بن مسلم
…
" ليس مستبعدًا البتة، بل هو في دائرة الإمكان.
ثم رأيت الطبراني قد أخرجه في "الأوسط"[6/ رقم 6056]، قال: (حدثنا محمد بن يونس العصفور قال: نا أبو حفص عمرو بن على قال: نا زياد بن الربيع اليحمدى قال: ثنا هشام بن حسان عن إسماعيل بن مسلم عن ابن المنكدر عن جابر به
…
).
فأشهد أن هذا العلم إلهام، وما عليّ إلا تقنيع رأسى، وخفض هامتى؛ تعظيمًا لأبى حاتم الرازى، ذلك الحافظ الناقد إمام علل الحديث في زمانه؛ والمتوحَّد فيه على أقرانه، وأنى لمثلنا مساورة أفهام هؤلاء الأعلام؟!.
مرَامٌ شطَّ مرم العقل فيه
…
ودون مداه بِيدٌ لا تبيدُ =
2059 -
حَدَّثَنَا الفضل بن الصباح، حدّثنا سعيد بن زكريا، عن عنبسة بن عبد الرحمن، عن محمد بن زاذان، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"السَّلامُ قَبْلَ الْكَلامِ"، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وَلا تَدْعُوا أَحَدًا إِلَى الطَّعَامِ، حَتَّى يُسَلِّمَ".
= وعود على بدء فنقول: لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة تصححه إن شاء الله.
وسيأتى منها حديث ابن عباس [برقم 2410]، وانظر "الصحيحة"[2/ 359]، للإمام.
2059 -
قوى: أخرجه الترمذى [2699]، ومن طريقه ابن الجوزى في "العلل المتناهية"[2/ 720]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 204]، والمزى في "تهذيبه"[10/ 438]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 78]، وابن المقرئ في "المعجم"[1001]، وغيرهم، من طرق عن الفضل ابن الصباح عن سعيد بن زكريا عن عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
وزادوا جميعًا: (ولا تدعوا أحدًا إلى الطعام حتى يسلِّم) وهذه الزيادة هي الآتية في الرقم القادم [رقم 2059] مكرر.
قلتُ: وهذا إسناد باطل جدًّا، قال الترمذى:"هذا حديث منكر لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسمعتُ محمدًا يقول: عنبسة بن عبد الرحمن ضعيف في الحديث ذاهب، ومحمد بن زاذان منكر الحديث".
قلتُ: أما ابن زاذان فهو كما قال، وأما عنبسة فهو هالك ساقط، قال أبو حاتم:"متروك الحديث، كان يضع"، وكذبه الأزدى، وتركه جماعة، وضعفه الآخرون.
وقد رواه ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1027]، فقال: (نا إبراهيم بن الوليد - هو الجشاش الثقة - نا غسان بن مالك البصرى نا عنبسة بن عبد الرحمن، نا محمد زاذان المدينى قال: سمعتُ جابر بن عبد الله قال
…
) ثم ذكره بشطره الأول دون الزيادة، وأسقط منه (ابن المنكدر) وصرح بسماع ابن زاذان من جابر، فإن لم يكن ثَمَّ سَقْطٌ في مطبوعة "المعجم"، فهو من مراوغات عنبسة الهالك.
وابن زاذان لا يصح له سماع من جابر أصلًا، وغسان بن مالك ضعفه أبو حاتم الرازى أيضًا، والحديث رواه ابن جميع في "معجمه"[رقم 363]، قال: (حدثنا ياسين بن يوسف بالمصيصة قال: حدثنا يوسف بن مسلم قال: حدثنا خالد بن عمرو قال: حدثنى عنبسة بن عبد الرحمن عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله قال
…
) وذكره بشطره الأول دون الزيادة، هكذا سقط منه (محمد بن زاذان) فلعله سقط من المطبوعة، فإن لم يكن فخالد بن عمرو هو القرشى =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=الأموى الذي يقول عنه ابن معين: "كان كذابًا يكذب، .. " وقال صالح جزرة: "كان يضع الحديث" وأسقطه سائر النقاد.
وأيضًا فشيخ ابن جميع لم أقف لى على ترجمة الآن، ولعل هذا السقط من فعلات عنبسة، والحديث حكم عليه ابن الجوزى بالوضع كما نقله عنه الحافظ في "التلخيص"[3/ 57]، وقال في المتناهية:(هذا حديث لا يصح) وضعفه النووى في "الأذكار"[1/ 557]، وفى "الروضة"[4/ 9]، وقد ذكر له الحافظ في "التلخيص"[4/ 95]، شاهدًا عند ابن عدى في (الكامل) من حديث ابن عمر مرفوعًا وقال:"إسناده لا بأس به".
وليس كما قال، فقد أخرجه ابن عدى [5/ 291]، من طريق السرى بن عاصم عن حفص بن عمر الأيلى عن عبد العزيز بن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر مرفوعًا بلفظ (السلام قبل السؤال، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه).
قلتُ: وسنده هالك، السرى بن عاصم كذبه ابن خراش، واتهمه ابن عدى بالسرقة، وشيخه حفص كذبه أبو حاتم أيضًا، وقال ابن عدي:"أحاديثه كلها إما منكرة المتن أو منكرة الإسناد"، وأشد من هذا قد قاله عنه ابن حبان في "المجروحين". لكن قد توبع عليه حفص بن عمر، تابعه بقيه بن الوليد عند أبى نعيم في "الحلية"[8/ 199]، قال: حدثنا أبى: ثنا أحمد بن محمد البغدادى، ثنا أبو البقاء! [كذا عنده، والصواب: (أبو التقى)،]، ثنا بقية بن الوليد عن عبد العزيز بن أبى رواد به ..
قلتُ: وهذه متابعة لا يفرح بها، فوالد أبى نعيم لم أفطن له الآن، والبغدادى لم أستطع تمييزه بعد، ولعله أبا الحسن أحمد بن محمد بن أبان المترجم في "طبقات أبى الشيخ الأصبهانى"[4/ 254]، ولم يذكره بتوثيق ولا غيره.
ووجدتُ والد أبى نعيم قد روى عنه في مواضع من (الحلية) فانظر [2/ 207]، و [2/ 230] 243، 259، 294، 347، 355، 351، 353، 356]، و [3/ 46، 50، 102، 111، 176، 182، 186]، وغيرها كثير.
ثم إن بقية جدُ عريق في التدليس والتسوية، وقد عنعنه كما ترى، وقد سئل أبو زرعة عن هذا الطريق كما في "العلل"[رقم 2516]، فقال:"هذا حديث ليس له أصل، لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز، إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وقبل ذلك قد ذكر ابن أبى حاتم هذا الطريق فقال: "وسئل أبو زرعة عن حديث رواه أبو تقى قال: حدثنى بقية قال: حدثنى عبد العزيز بن أبى رواد
…
".
فهذا يقية قد صرح بالسماع من عبد العزيز، ومع ذلك يقول أبو زرعة:"لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز" فلم يتلفت إلى ذلك البتة، فالظاهر أنه كان يُغلِّط أبا تقى في ذلك، كأن يكون قد سمعه من بقية معنعنًا، ثم وهم فيه وقلب العنعنة سماعًا.
وأبو تقى ثقة متماسك، لكن ليس من شرط الثقة ألا يخطئ، نعم قد توبع عليه أبو تقى: تابعه كثير بن عبيد بن نمير الحمصى عند ابن السنِّى في "اليوم والليلة"[رقم 210]، قال: "أخبرنا العباس بن أحمد الحمصى: حدثنا كثير بن عبيد حدثنا بقية ابن الوليد حدثنا عبد العزيز بن أبى رواد بإسناده به
…
) فذكره بلفظ (من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه).
قلتُ: وشيخ ابن السنى شيخ شامى روى عنه جماعة من الحفاظ وغيرهم، وترجمته في "تاريخ دمشق"[26/ 243]، ولم أر فيه جرحًا ولا تعديلًا، والظاهر أنه شيخ صدوق إن شاء الله لكن كثير بن عبيد وإن كان ثقة معروفًا، إلا أنه حمصى.
وقد مضى قول أبى زرعة عن هذا الطريق: "لم يسمع بقية هذا الحديث من عبد العزيز؛ إنما هو عن أهل حمص، وأهل حمص لا يميزون هذا" وكان أبا زرعة يريد: أن أهل حمص كانوا لا يضبطون عنعنة بقية من سماعه، فسماع من سمع منهم هذا الحديث من بقية إنما كان معنعنًا: (عن بقية عن عبد العزيز بن أبى رواد
…
) فحدث به من حدَّث عن بقية مصرحًا بسماعه من عبد العزيز، وهذا وهم وغلط، وقول الإمام في "الصحيحة" [2/ 477]:"وكثير بن عبيد هذا حمصى ثقة، ومن الصعب الاقتناع بأن مجرد كونه حمصيّا - مع كونه ثقة - لا يميز بين قول بقية (عن) وبين قوله (حدثنا)، ولذلك فإنى أذهب إلى أن الحديث بهذا الإسناد حسن على أقل الدرجات".
فهذا لا أراه إلا مجازفة لا يعجز عنها أحد من هؤلاء المغترين بظاهر سلامة الأسانيد، وغفل الإمام عن قول أبى حاتم ابن حبان في حق بقية: "دلس عن عبيد الله بن عمر ومالك وشعبة: ما أخذه عن مثل مجاشع بن عمرو، والسري بن عبد الحميد، وعمر بن موسى التيمى، وأشباههم، فروى عن أولئك الثقات الذين رآهم ما سمع من هؤلاء الضعفاء عنهم، فكان يقول:(قال عبيد الله) و (قال مالك) فحملوا عن بقية عن عبيد الله، وعن بقية عن مالك
…
". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: فقول ابن حبان: "فحملوا عن بقية
…
إلخ" يريد أن أصحاب بقية كانوا ربما سمعوا منه الرواية وهو يقول فيها: "قال مالك" أو "قال عبيد الله بن عمر" فلا يجدون حرجًا من قلب (قال مالك) إلى (عن مالك) وقلب (قال عبيد الله) إلى (عن عبيد الله).
ومعلوم أن قول المدلس (قال فلان) أظهر في الانقطاع من قوله (عن فلان)، فقد يقولها المدلس عمن لم يسمع منه أصلا، أو لم يدركه، ويكون ذلك من قبيل الإرسال الخفى، وقول أبى زرعة الماضى يدل على أن أهل حمص كان يفعلون ذلك في رواياتهم عن بقية، بل ربما قلبوا العنعنة سماعًا، وهذه فائدة نفيسة من أبى زرعة في رواية الشاميين أو الحمصيين عن بقية.
ثم وجدت ابن أبى حاتم قد قال أيضًا في "العلل"[رقم 3390]: "وسألت أبى عن حديث رواه بقية قال: حدثنى ابن أبى رواد عن نافع عن ابن عمر به .... " ثم ساقه بلفظ "لا تبدؤوا بالكلام قبل السلام، فمن بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه) ثم قال: "قال أبى: هذا حديث باطل، ليس من حديث ابن أبى رواد".
فانظر كيف لم يلتفت أبو حاتم - هو الآخر - إلى تصريح بقية بالسماع، بل وجزم بكونه باطلًا ما حدَّث به ابن أبى رواد قط، فلابد أن يكون بقية قد سمع هذا الحديث من غير ثقة - كما هي عادته إذا عنعن، - عن ابن أبى داود به
…
؛ فسمعه منه كثير بن عبيد وهشام بن عبد الملك - إن صح الطريق إليه - من غير سماع فيه، كأن يكون بقية قد قال فيه:(عن ابن أبى رواد) أو (قال ابن أبى رواد
…
) فلقلَّة تمييز الحمصيين لعنعنة بقية من سماعه؛ تساهلوا فيه وقالوا: (عن بقية، حدثنى عبد العزيز بن أبى رواد
…
)، وفى المقام بسط ليس هنا موضعه.
وللحديث طرق أخرى عن نافع بأسانيد مظلمة جدًّا، راجع "الصحيحة"[2/ 477]، لكن لقوله:(السلام قبل الكلام) شواهد تقويه إن شاء الله، فانظر الحديث الماضى [برقم 1809]، وما علقناه عليه، وكذا "الصحيحة"[2/ 481، 482] للإمام.
والزيادة الآتية: باطلة الإسناد كما مضى، ولم أجد ما يشهد لها الآن، فالله المستعان.
• تنبيه مهم: قد سقط (محمد بن زاذان) من الطبعتين جميعًا، والصواب إثباته بلا تردد، فهكذا ذكر الحافظ إسناد المؤلف في "المطالب"[رقم 2752]، والبوصيرى في "الإتحاف"[3571]، وأعله البوصيرى فقال:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف محمد بن زاذان" فهذا ظاهر جدًّا في كون (ابن زاذان) قد سقط من إسناد المؤلف في المطبوعتين، وقد أخرجه المزى في "تهذيب الكمال"[10/ 438]، من طريق المؤلف به
…
على الصواب. فانتبه.
حدّثنا محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ قُتِلَ دُونَ مَالِهِ، فَهُوَ شَهِيدٌ".
2062 -
حَدَّثَنَا حجاج بن يوسف الذي يعرف بابن الشاعر، حدّثنا عثمان بن عمر، حدّثنا يونس، عن الزهرى، عن أبى سلمة، عن جابرٍ، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نجتنى الكباث، فقال:"عَلَيْكمْ بِالأَسْوَدِ مِنْهُ فَإِنهُ أَطْيَبُهُ" فقلنا: وكنت ترعى الغنم؟ قال: "نَعَمْ، وَهَلْ مِنْ نَبِيٍّ إِلا وَقَدْ رَعَاهَا؟!.
= الأولى: عمرو بن عثمان الكلابى ضعفه الجماعة وتركه النسائي والأزدى، ووثقه ابن حبان وحده فما أصاب، لكن عَمْرًا لم ينفرد به؛ بل تابعه على بن جميل الرقى عند الخطيب في "تاريخ بغداد"[11/ 217]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 360]، وأبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 121]، والعسكرى في "تصحيفات المحدثين"[ص 475]، وغيرهم، من طرق عن علي بن جميل به
…
قلتُ: لكن ابن جميل قبحه سوء عمله، فقال عنه ابن حبان في "المجروحين" [2/ 116]: (يضع الحديث وضعًا، لا يحل كتابة حديثه ولا الرواية عنه
…
) وقال ابن عدى في "الكامل" 5 [/ 215]: "حدث بالبواطيل عن ثقات الناس، ويسرق الحديث".
والثانية: هارون بن حيان هو الرقى الذي يقول عنه الحاكم: "كان يضع" وضعفه الدارقطنى والساجى، ونقل العقيلى في "الضعفاء"[4/ 360]، عن البخارى أنه قال:"هارون بن حيان عن محمد بن المنكدر في حديثه نظر"، ثم قال العقيلى: "وهذا الحديث ما حدثنا إسحاق بن إبراهيم
…
" وساق له هذا الحديث ثم قال: "هذا يروى من غير هذا الوجه بإسناد جيد".
قلتُ: قد صح الحديث من طرق عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث سعيد بن زيد [برقم 949، 953].
2062 -
صحيح: أخرجه البخارى [3225]، و [5138]، ومسلم [2050]، وأحمد [3/ 326]، وابن حبان [5143]، و [5144]، والنسائى في "الكبرى"[6734]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 126]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 345]، وابن قتيبة في "غريب الحديث"[1/ 434]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1776]، وأبو عوانة [رقم 6800]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 475]، وغيرهم من طرق عن يونس بن يزيد عن الزهرى عن أبى سلمة عن جابر به
…
وهو عند ابن قتيبة بشطره الأول فقط. =
2060 -
حَدَّثَنَا عمروٌ الناقد، حدّثنا على بن ثابت الجزرى، حدّثنا الوازع بن نافعٍ، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر، قال: كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بدرٍ إذ تبسم في صلاته، فلما قضى الصلَّاة، قلنا: يا رسول الله، رأيناك تبسمت! قال:"مَرَّ بِى مِيكَائِيلُ، وَعَلَى جَنَاحِهِ أَثَرُ غُبَارٍ وَهُوَ رَاجِعٌ مِنْ طَلَبِ الْقَوْمِ، فَضَحِكَ إلَيَّ فَتَبَسَّمْتُ إليْهِ".
2061 -
حَدَّثَنَا عمرٌو، حدّثنا عمرو بن عثمان الكلابى، حدّثنا هارون بن حيان،
2060 - منكر: أخرجه الدارقطنى في "سننه"[1/ 175]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7203]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 95]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[3178]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 84]، وابن منيع في "مسنده" كما في "المطالب"[454]، و"الإتحاف"[رقم 1433]، للبوصيرى، وكذا أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 163] وغيرهم، من طرق عن علي بن ثابت الجزرى عن الوازع بن نافع عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن جابر به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال البوصيرى في "الإتحاف": "هذا إسناد ضعيف
…
". وقال البيهقى: "الوازع بن نافع العقيلى الجزرى تكلموا فيه". وقال الهيثمى في "المجمع" [6/ 111]: "رواه أبو يعلى، وفيه الوازع بن نافع وهو متروك
…
".
قلتُ: وازع هذا شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى وغيره، وقد تركه جماعة. راجع "اللسان"[6/ 213]، وقال ابن حبان:"كان ممن يروى الموضوعات عن الثقات على قلة روايته، ويشبه أنه لم يكن المتعمد لذلك؛ بل وقع ذلك في روايته لكثرة وهمه، فبطل الاحتجاج به لما انفرد عن الثقات بما ليس من أحاديثهم، .. " ثم ساق له ثلاثة أحاديث من مناكيره، منها هذا الحديث، وهكذا ذكره له ابن عدى في ترجمته من "الكامل" مع جملة أخرى من مناكيره ثم قال:"وعامة ما يرويه عن شيوخه بالأسانيد التى يرويها غير محفوظة".
قلتُ: وباقى رجاله ثقات، وقد أخرجه الطبراني أيضًا في "الكبير"[2/ رقم 1767]، من طريق الوازع بإسناده به مختصرًا بلفظ:(مر بى جبريل وأنا أصلى فضحك إليَّ؛ فتبسمتُ إليه) هكذا وقع عنده (جبريل)، وعند الجميع (ميكائيل).
2061 -
صحيح: هذا إسناد تالف البتة، وفيه علتان:=
2063 -
حَدَّثَنَا صالح بن مالكٍ، حدّثنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أُرِيتُ أَنِّى أُدْخِلَتُ الجَنَّةَ، فَإِذَا أَنَا بِالرُّمَيْصَاءِ امْرَأَةِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: وَسَمِعْتُ خَشَفًا أَمَامِى، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ؟ " قال: هذا بلالٌ، قال:"وَرَأَيْتُ قَصْرًا أَبْيَضَ بِفِنَائِهِ جَارِيَةٌ، فَقُلْتُ: لمِنْ هَذَا الْقَصْرُ؟ فَقَالَتْ: لِعُمَرَ بْنِ الخطَّابِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَهُ فَأَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَذَكرْتُ غَيْرَتَكَ يَا عُمَرُ" فقال عمر: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، أو عليك أغار؟!.
2064 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا ابن عيينة، عن عمرٍو، عن جابرٍ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المخابرة.
= قلتُ: وقد توبع عليه يونس: تابعه عقيل بن خالد على شطره الأول فقط عند أبى عوانة [6801]، لكن بإسناد مغموز إليه، فالظاهر أن يونس قد تفرد به عن الزهرى.
2063 -
صحيح: أخرجه البخارى [3476]، وأحمد [3/ 372،، و [3/ 389]، والطيالسى [1715]، والنسائى في "الكبرى"[8124]، وابن الجعد [2904]، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة [1/ رقم 460]، وابن عساكر في "تاريخه" [4/ 150]، والبغوى في "شرح السنة" [7/ 86]، والبيهقى في "البعث والنشور" [رقم 177]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد" [رقم 2022]، والطحاوى في المشكل [5/ 90]، وجماعة من طرق عن عبد العزيز بن عبد الله بن أبى سلمة الماجشون عن ابن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهو عند مسلم [2456]، من هذا الطريق به
…
ولكن مختصرًا دون قصة عمر، وللحديث طرق أخرى عن ابن المنكدر به
…
، مضى منها طريق آخر عنه [برقم 2014]، وقد توبع عليه ابن المنكدر: تابعه عمرو بن دينار كما مضى [برقم 1976، 2014]، وفى الباب عن أبى هريرة وأنس وغيرهما.
• تنبيه: ليس عند الطيالسى والنسائى وابن الجعد واللالكائى والطحاوى: الجملة المتعلقة ببلال - رضى الله عنه -.
2064 -
صحيح: مضى من هذا الطريق [برقم 1834].
2065 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا أبو الأحوص، عن أبى إسحاق، عن سعيد بن أبى كربٍ، عن جابرٍ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ".
2065 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [454]، وأحمد [3/ 369، 393]، والطيالسى [1797]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ 2830]، وابن أبى شيبة [271]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 25]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 209]، والذهبى في "التذكرة"[3/ 800]، والمزى في "التهذيب"[42/ 11]، والقاسم بن سلام في "الطهور"[رقم 341]، وغيرهم من طرق عن أبى إسحاق عن سعيد بن أبى كرب أو كريب عن جابر به ..
قلتُ: وهذا إسناد صحيح متصل، وأبو إسحاق وإن كان قد تغير بآخرة، إلا أن شعبة والثورى قد روياه عنه، وهما ممن سمع منه قديمًا، وأما عن عنعنته، فقد صرح بالسماع من طريق شعبة عنه عند أحمد وغيره، وسعيد بن أبى كرب وثقه أبو زرعة وابن حبان.
لكن نقل الحافظ في "تهذيبه"[4/ 75]، عن ابن المدينى أنه قال عنه:"لم يرو عنه غير أبى إسحاق، وهو مجهول"، وتعقبه الذهبى في "الميزان"[2/ 3259]، قائلًا:"قلتُ: بلى، روى عنه سليمان بن كيسان التميمى، حديثًا عن جابر في "ويل للعراقيب من النار"، وقد وثقه أبو زرعة".
قلتُ: ولا شك أن توثيق أبى زرعة مقدم على جهالة ابن المدينى له، ولم يكن أبو زرعة ممن يوثق أغمارًا ولا غائبين، وقد اختلف في كنية والدِ سعيد، فرواه الأكثرون عن أبى إسحاق فقالوا: (عن سعيد بن أبى كرب، به
…
).
ورواه عنه آخرون فقالوا: (عن ابن أبى كريب)، وهو مترجم عند الأكثرين على الأول، وترجمه بعضهم على الثاني، ولعل أبا إسحاق كان يتردد في ذلك، فيقول هذا تارة، والآخر تارة، وهذا أقرب عندى، وقد اضطرب فيه شعبة، فتارة يشك فيه فيرويه عن أبى إسحاق فيقول:(سعيد بن أبى كريب أو شعيب بن أبى كريب) كما عند أحمد، وتارة يقول:(عن سعيد أبى شعيب)، وهذا كله من شعبة، فقد كان على حفظه ومعرفته يخطئ في أسماء الرجال، قال الدارقطنى في "العلل" [11/ 314]:"كان شعبة يغلط في أسماء الرجال؛ لاشتغاله بحفظ المتن"، لكن ليس ذلك مما يضره أو يُعاب عليه، كما قاله أبو داود، بل هو الحافظ البحر، والناقد الكبير، والماء إذا بلغ قلتين لم يحمل من الخبث شيئًا، وقد توبع عليه ابن أبى كرب أو كريب، تابعه عبد الله بن مرثد عند أحمد [3/ 393]، والبخارى في "تاريخه"[5/ 209]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 15]، ثلاثتهم من طريق يزيد بن عطاء عن أبى إسحاق عن عبد الله بن مرثد - مقرونًا مع ابن أبى كرب - عن جابر به
…
=
2066 -
حَدَّثَنَا قاسم بن أبى شيبة، حدّثنا أبو داود الطيالسى، عن أبى العوام، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقبرين، فقال:"إِنهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَإنَّهُ كانَ لا يَتَأَذى مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا الآخَر فَإنَّه كانَ يَغْتَابُ النَّاسَ".
2067 -
حَدَّثَنَا قاسم بن أبى شيبة، حدّثنا أبو أسامة، عن بريدٍ، عن أبى بردة، عن
= قلتُ: وهذه متابعة لا تصح؛ ويزيد قد ضعفوه، وقد رواه يونس بن أبى إسحاق عن أبيه عن عبد الله بن خليفة عن جابر به
…
، هكذا أخرجه الفاكهى في "حديثه"[رقم 161]، من طريق أبى جابر محمد بن عبد الملك عن يونس به ..
قلت: وأبو جابر هذا ضعفه أبو حاتم الرازى، ويونس صاحب أوهام معروفة؛ فالخطأ فيه من أحدهما ولا بد، وعبد الله بن خليفة هذا شيخ مستور لا يُعرف.
وقد توبع عليه أبو إسحاق بالإسناد الأول: تابعه سليمان بن كيسان عن سعيد بن أبى كرب عن جابر به
…
أخرجه أبو عبيد في "الطهور"[رقم 342]، من طريق حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة عن عبد ربه بن سعيدعن سليمان به
…
قلتُ: لكنها متابعة ليس لنا فيها حظ، ذهب ابن لهيعة بخيرها؛ إذ كان أحد رجال إسنادها، ووجدت الدارقطنى قد أخرج الحديث من طريق أبى إسحاق عن ابن أبى كرب عن جابر به .. وزاد: (ويل للعرب من شر قد اقترب
…
) الحديث، هكذا أخرجه في "الأفراد"[رقم/ 1559 أطرافه]، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.
2066 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2050، 2055].
• تنبيه: للمؤلف شيخان كلاهما يسمى: (القاسم بن أبى شيبة) فأشهرهما هو العبسى أخو الحافظين أبى بكر وعثمان ابنى أبى شيبة؛ وهو شيخ ضعيف تكلموا فيه، راجع "اللسان"[4/ 465].
والآخر هو الهلالى من أهل بغداد. ذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 18]، وقال:"حدثنا عنه أحمد بن عليّ بن المثنى - هو أبو يعلى - مستقيم الحديث"، وهذا توثيق منه عزيز، ولا أدرى أيهما شيخ المؤلف في هذا الحديث؟! وإن كان الأظهر أنه هو الأول الضعيف. والله أعلم.
2067 -
صحيح: هذا يأتى في "مسند أبى موسى"[برقم 7264]، والكلام عليه يكون هناك؛ لأنه موضعه.
أبى موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"المؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
2068 -
حَدَّثَنَا قاسمٌ، حدّثنا أبو معاوية، عن مجالدٍ، عن أبى الوداك، عن أبى سعيد، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
2069 -
حَدَّثَنَا قاسمٌ، حدّثنا أبو أسامة، عن محمد بن عمرو، عن أبى سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
2068 - صحيح: أخرجه الدارمى [2042]، وأبو عوانة [رقم 6829]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2797]، والطحاوى في "شرح المعانى"[5/ 109]، وغيرهم، من طرق عن مجالد بن سعيد عن أبى الوداك جبر بن نوفٍ عن أبى سعيد به
…
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه مسدد في (مسنده) كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 3598]، ومداره على مجالد بن سعيد وهو سيئ الحفظ ضعيف عندهم، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 39]، وشيخه أبو الوداك شيخ صدوق. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة كما مضى وسيأتى.
2069 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 435]، والدارمى [2043]، وابن أبى شيبة [24548]، وأبو عوانة [عقب رقم 6827]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 747]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 211]، وأبو عروبة الحرانى في جزء من "حديثه"[رقم 46]، وإسماعيل بن جعفر في "حديثه"[رقم 161]، وغيرهم، من طرق عن محمد بن عمرو بن علقمة عن أبى سلمة عن أبى هريرة به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح، وقد توبع عليه أبو سلمة: تابعه جماعة، كلهم عن أبى هريرة به مثله.
منهم: الأعرج عند مالك [1647]، ومن طريقه البخارى [5081]، وأحمد 2 [2/ 257]، وجماعة كثيرة. ومنهم: أبو صالح السمان وذكر في أوله قصة عند مالك أيضًا [1648]، ومن طريقه مسلم [2063]، والترمذى [1819]، وأحمد [2/ 375]، وأبو عوانة [رقم 6823]، وجماعة كثيرة.
ومنهم: أبو حازم الأشجعى عند البخارى [2082]، وابن ماجه [3256]، وأحمد [2/ 415]، وجماعة كثيرة.
ومنهم: همام بن منبه وعبد الرحمن بن يعقوب وغيرهما.
2070 -
حَدَّثَنَا قاسم بن أبى شيبة، حدّثنا أبو عاصمٍ، عن ابن جريجٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله.
2071 -
حَدَّثَنا عمرو بن الضحاك، حدّثنا أبى، حدّثنا عمران القطان، حدّثنا مطر،
2070 - صحيح: أخرجه مسلم [2061]، وأحمد [3/ 333، 357، 392]، والدارمى [2040]، وابن أبى شيبة [24547]، وأبو نعيم في "الحلية"[10/ 364]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 138]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 433]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 379]، وأبو عوانة [رقم 6815، 6816، 6817]، وابن جريج في "جزء من حديثه"[رقم 22]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 108]، وأبو عبد الرحمن السلمى في "طبقات الصوفية"[1/ 112]، وغيرهم من طريقين:(الثورى، وابن جريج) عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وسنده صالح، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند أحمد وجماعة من رواية ابن جريج عنه، وقد قُرن جابر مع ابن عمر في رواية الثورى عن أبى الزبير عند مسلم وغيره، وستأتى عند المؤلف [برقم 2152]، ورواية ابن عمر وحده تأتى أيضًا [برقم 6533].
2071 -
صحيح: أخرجه الشاموخى في "أحاديثه"[34]، من طريق محمد بن المؤمل بن الصباح عن محمد بن بلال الكندى عن عمران القطان عن مطر الوراق عن طلحة بن نافع عن جابر به نحو سياق المؤلف
…
لكن دون جملة (ومن أهلَّ لغير الله) وجملة: (ومن قال عليَّ ما لم أقل) ..
قلتُ: وسنده ضعيف، وفيه علل:
الأولى: محمد بن بلال متكلم فيه، وكان يغرب عن عمران كما قاله ابن عدى، لكن تابعه أبو عاصم النبيل عند المؤلف.
والثانية: وعمران القطان مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب إن شاء الله،.
والثالثة: مطر الوراق كثير الأوهام، فاحش الخطأ، وطلحة بن نافع صدوق معروف.
• لكن لفقرات الحديث كلها شواهد ثابتة من طرق:
1، 2 - فيشهد للفقرة الأولى، ومعها الفقرة الثانية شواهد عن جماعة من الصحابة: مضى منها حديث عمرو بن خارجة [برقم 1508]، ويأتى حديث ابن عباس [برقم 2540].
3 -
ويشهد للفقرة الثالثة: شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا، مضى منها حديث عليّ [602]، ويأتى حديث ابن عباس [برقم 2539].=
عن طلحة، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ ادَّعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ، أَوِ انْتَمَى إلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ رَغْبَةً عَنْهُمْ، فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ، وَمَنْ سَبَّ وَالِدَيْهِ - أَوْ وَالِدَهُ - فَكَذَلِكَ، وَمَنْ أَهَلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ فَكَذَلِكَ، وَمَنِ اسْتَحَلَّ شَيْئًا مِنْ حُدُودِ مَكَّةَ فَكَذَلِكَ، وَمَنْ قَالَ عَلَى مَا لَمْ أَقُلْ فَكَذَلِكَ".
2072 -
حَدَّثَنَا جعفر بن حميد، حدّثنا يعقوب بن عبد الله، عن عيسى بن جارية، عَن جابرٍ، قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل كلاب المدينة، فجاءه ابن أم مكتومٍ، فقال: يا رسول الله، أنا مكفوف البصر، ومنزلى شاسعٌ، ولى كلبٌ. فرخص له أيامًا، ثم أمر بقتل كلبه، فقتل.
2073 -
حَدَّثَنَا جعفر بن حميد، حدّثنا يعقوب، عن عيسى بن جارية، عن جابر، قال: جاء ابن أم مكتومٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنى مكفوف البصر ومنزلى شاسعٌ، وأنا أسمع الأذان قال:"فَإنْ سَمِعْتَ الأَذَانَ فَأَجِبْ، وَلَوْ حَبْوًا، وَلَوْ زَحْفًا".
= 4 - ويشهد للفقرة الرابعة: حديث عليّ عند ابن حبان [5896]، والذهبى في "التذكرة"[4/ 1268]، وغيرهم، من طريق فطر بن خليفة، عن القاسم بن أبى بزة عن أبى الطفيل، عن على به
…
وفيه: (لعن الله من أهلَّ لغير الله)، وهو عند مسلم وجماعة ولكن دون موضع الشاهد.
5 -
ويشهد للفقرة الخامسة: تلك الجمل من الأحاديث الثابتة في لعن من أحدث أو آوى محدثًا في الحرم.
6 -
ويشهد للفقرة الأخيرة إن شاء الله: ما تواتر عنه صلى الله عليه وسلم من تحريم الكذب عليه مع تَوعُّد فاعل ذلك بأن يتبوأ مقعده من النار، وسيأتى حديث أبى هريرة [برقم 6123]، ولفظه:(من تقوَّل على ما لم أقل، فليتبوأ مقعده من النار)، ولا شك أن من تبوأ مقعده من النار فقد طرد من رحمة الله، وحقت عليه لعنته. فتأمل.
2072 -
صحيح: دون ذكر الكلب وقتله: وقد مضى الكلام عليه من هذا الطريق [برقم 1804، 1886]، فراجعه ثمَّ.
2073 -
صحيح: دون (ولو حبوًا، ولو زحفًا): مضى الكلام عليه [برقم 1803، 1885]، فانظره إن شئت.
2074 -
حَدَّثَنَا جعفر بن حميدٍ، حدّثنا يعقوب، عن عيسى بن جارية، عن جابرٍ، قال: كان رجلٌ يحمل الخمر من خيبرٍ إلى المدينة فيبيعها من المسلمين، فحمل منها بمالٍ، فقدم به المدينة، فلقيه رجلٌ من المسلمين، فقال: يا فلانٌ، إن الخمر قد حرمت، فوضعها حيث انتهى على تلّ، وسجَّى عليه بأكسيةٍ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: يا رسول الله، بلغنى أن الخمر قد حرمت. قال:"أَجَلْ" قال: إنى أردها على من ابتعتها منه. قال: "لا يَصْلُحُ رَدّهَا" قال: لى أن أهديها؟ وذكر الحديث.
2075 -
حَدَّثَنَا جعفرٌ، حدّثنا ابن المبارك، عن عتبة بن أبى حكيمٍ، عن حصين بن حرملة، عن أبى المصبح، عن جابر بن عبد الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا اغْبَرَّتْ قَدَمَا عَبْدٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُمَا حَرَامٌ عَلَى النَّارِ".
2074 - ضعيف: بهذا السياق: مضى [برقم 1884].
2075 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 367]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[1/ رقم 755]، وابن أبى عاصمه في "الجهاد"[رقم 113]، وغيرهم، مثل سياق المؤلف. وأخرجه ابن حبان [4604]، والطيالسى [1772]، والبيهقى في "سننه"[18297]، وابن المبارك في "الجهاد"[رقم 32]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 468]، وغيرهم، مثله لكن في سياق أتم وفيه قصة.
ولفظ ابن حبان: (
…
أخبرنا عتبة بن أبى حكيم عن حصين بن حرملة حدثنا أبو المصبح المقرائى قال: بينما نحن نسير بأرض الروم في طائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمى إذ مر مالك بجابر بن عبد الله وهو يمشى يقود بغلًا له، فقال له مالك: يا أبا عبد الله، اركب فقد حملك الله، فقال جابر: أصلح دابتى وأستغنى عن قومى، وسمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سيبل الله حرمه الله على النار؛ فأعجب مالكًا قوله، فسار حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت، ناداه بأعلى صوته: يا أبا عبد الله، اركب فقد حملك الله، فعرف جابر الذي أراد برفع صوته وقال: أصلح دابتى وأستغنى عن قومى، وسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله حرمه الله على النار
…
، فوثب الناس عن دوابهم، فما رأينا يومًا أكثر ماشيًا منه
…
).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وكلهم رووه من طرق عن عبد الله بن المبارك عن عتبة بن أبى حكيم [وعند الطيالسى ومن طريقه البيهقى (عتبة بن حكيم) وهو خطأ] عن حصين بن حرملة [وعند الطيالسى ومن طريقه البيهقى: (عن حرملة) وهو خطأ آخر] عن أبى المصبح الحمصى عن جابر بن عبد الله به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، وعتبة بن أبى حكيم مختلف فيه، وشيخه حصين رجل مجهول الحال.
وقد خولف في إسناده، خالفه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، فرواه عن أبى المصبح - وهو ثقة - فقال:(إن أبا المصبح الأوزاعى حدثهم قال: بينا نسير في درب قلمتة، إذ نادى الأمير مالك بن عبد الله الخثمعى رجلًا يقود فرسه في عراض الجبل: يا أبا عبد الله ألا تركب؟! قال: إنى سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سيبل الله عز وجل ساعة من نهار، فهما حرام على النار) فجعله من (مسند مالك بن عبد الله الخثمعى).
هكذا أخرجه أحمد [5/ 225]- واللفظ له - والطبرانى في "الكبير"[19/ 661] وفى "مسند الشاميين"[1/ 609]، و [رقم 780]، و ابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 2871]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 467]، وغيرهم، من طرق عن الوليد بن مسلم عن ابن جابر به ..
قلتُ: وهذا إسناد صحيح، وقد توبع عليه الوليد: تابعه ابن المبارك في الجهاد [رقم 33]، وعنه ابن عساكر في "تاريخه"[67/ 237]، وابن العديم في "بغية الطلب"[4/ 388].
وتوبع عليه ابن جابر: تابعه عبد الله بن العلاء بن زبر عند الطبراني في "الكبير" وفى "مسند الشاميين" مقرونًا مع ابن جابر.
لكن في الحديث إشكال، فسياق أحمد الماضى يدل على أن الحديث من "مسند مالك بن عبد الله" وهكذا وقع عند الطبراني في"الكبير" و"مسند الشاميين" بالمرفوع منه فقط: (
…
عن أبى المصبح عن مالك بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم به .... )، لكن سياقه عند الآخرين يدل على أن الحديث من (مسند رجل من الصحابة).
ففى لفظ ابن المبارك: (
…
حدثنى أبو المصبح قال: غزونا مع مالك بن عبد الله الخثمعى أرض الروم، فسبق رجل الناس، ثم نزل يمشى ويقود دابته، فقال مالك: يا أبا عبد الله، ألا تركب؟! فقال - يعنى الرجل -: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه
…
إلخ).=
2076 -
حَدَّثَنَا محمد بن قدامة، حدّثنا ابن عيينة، حدثنا سعيد بن حسانٍ، عن عروة بن عياضٍ، عن جابرٍ، قال: أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقال: إن عندى أمةً، وإنى أعزل عنها، فقال:"أَمَا إِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ يَمْنَعُ أَمْرًا أَرَادَهُ الله" فلم يلبث أن جاء، فقال للنبى صلى الله عليه وسلم: إنها قد حملت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ".
= وهذا السياق هو الذي صوَّبه الحافظ في "الإصابة"[5/ 731]، في (ترجمة مالك بن عبد الله الخثمعى) وفسَّر هذا الصحابى المبهم في سياقه بكونه هو (جابر بن عبد الله) وقال: "فإن الحديث لجابر بن عبد الله، وسمعه مالك منه
…
".
قلتُ: وسبقه إلى ذلك ابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 961]، فقال: (ومالك لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم إنما رواه عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
)، وقد سبقهما ابن عساكر إلى نحو ما قالاه في "تاريخه"[56/ 466، 467]، وهذا أراه الصواب إن شاء الله، ويؤيده الطريق الماضى عند المؤلف وغيره.
لكن يعكر على كل هذا: أن للحديث ثلاثة طرق أخرى عن مالك بن عبد الله به مرفوعًا، مضى أحدها عند المؤلف [برقم 944]، لكنها كلها طرق مغموزة.
نعم قد يمكن التوفيق بين كل هذا: بأن يكون مالك بن عبد الله قد سمع الحديث من جابر بن عبد الله كما دلت عليه الروايات الماضية، ثم صار مالك يرسله بعد ذلك ولا يذكر فيه جابرًا، ومراسيل الصحابة مقبولة على القول الصحيح.
ويؤيد ذلك أن مالك بن عبد الله في أغلب الروايات الماضية لم يصرح فيها بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم وإنما يقول: (عن أو قال: النبي صلى الله عليه وسلم به
…
) ومن رواه عنه وصرح فيه بسماعه من النبي صلى الله عليه وسلم فقد وهم عليه فيه، وقد وقع للإمام في "الإرواء"[5/ 6]، وهْم غريب في كلامه على الطريق - الأولى عند المؤلف، وفى المقام بَسْطٌ ويكفى تلك الإشارة. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.
2076 -
صحيح: أخرجه مسلم [1439]، والنسائى في "الكبرى"[9096]، والبيهقى في "سننه"[14084]، والحميدى [1258]، ومن طريقه المزى في "تهذيبه"[20/ 31]، وأبو عوانة [3529]، وغيرهم، من طرق عن ابن عيينة عن سعيد بن حسان عن عروة بن عياض عن جابر=
2077 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبيد بن حساب، حدّثنا أبو عوانة، عن الأسود بن قيسٍ، عن نبيح العنزى، عن جابر، أن امرأةً، قالت: يا رسول الله، صلِّ على وعليَّ زوجى، فقال صلى الله عليه وسلم:"صَلَّى اللهُ عَلَيْك وَعَلَى زَوْجِكِ".
= قلتُ: وهذا إسناد قوى، بل صحيح؛ رجاله كلهم ثقات معروفون، وسعيد بن حسان هو المخزومى القرشى قد وثقه الجماعة، لكن اختلف فيه قول أبى داود، فتارة سأله عنه الآجرى، فوثقه، وتارة سأله عنه فلم يرضه، والعمدة على توثيقه له؛ لموافقته الجماعة.
وقد يكون أبو داود قد وقف له على رواية منكرة - لعلها ممن دونه - فتغير قوله فيه، على أنه قد أبهم في الرواية الأخْرى عنه عدم الرضا، فقد يكون متعلقًا بشئ من المذاهب التى كان يبغضها السلف كالإرجاء والقدر ونحوهما.
ولم يصب الحافظ في قوله عن سعيد: "صدوق له أوهام" لأننا لو تساهلنا واعتبرنا الرواية الأخرى عن أبى داود، وفسرنا عدم رضاه عن سعيد بكونه متعلقًا بحفظه وضبطه؛ لكان الأولى بالحافظ أن يقول عنه:"ثقة له أوهام" فانتبه.
وقد توبع ابن عيينة عليه: تابعه ابن المبارك فى "مسنده"[رقم 219]. وللحديث طريق آخر عن جابر مضى عند المؤلف [برقم 1910]، ولكن دون هذا التمام. واللَّه المستعان.
2077 -
صحيح: أخرجه أبو داود [1533]، وابن حبان [916، 918]، والنسائى في "الكبرى"[10256]، وفى"اليوم والليلة"[رقم 423]، والبيهقى في "سننه"[2695]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 306]، والخطيب في "الجامع"[2/ 1313]، وابن عساكر في "المعجم"[1450] ومحمد بن سليمان لُويْن في "جزء من حديثه"[12]، والقاضى إسماعيل في "فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 75]، وغيرهم، من طريق الأسود بن قيس عن نبيح بن عبد الله العنزى عن جابر به. . . مثل سياق المؤلف.
قلتُ: وسنده صحيح مستقيم، وهو من هذا الطريق عند أحمد [3/ 397]، والدارمى [45]، ولكن في سياقه طول، وهذا السياق مختصر عند ابن أبى شيبة [8717].
ومدار هذا الحديث على نبيح العنزى وقد وثقه أبو زرعة وابن حبان، وصحَّح له الترمذى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم وغيرهم، فلا يضره أن ذكره ابن المدينى في جملة المجهولين الذين يروى عنهم الأسود بن قيس، واللَّه المستعان.
2078 -
حَدَّثَنَا حفصٌ الحلوانى، حدّثنا بهلول بن مورقٍ الشامى، عن موسى بن عبيدة، عن أخيه، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَزَالُ أُمَّتِى ظَاهِرِينَ عَلَى الحقِّ، حَتَّى يَنْزِلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيَقُولُ إِمَامُهُمْ: تَقَدَّمْ فَيَقُولُ: أَنْتُمْ أَحَقُّ، بَعْضُكُمْ أُمَرَاءُ بَعْضٍ، أَمْرٌ أَكرَمَ اللَّهُ بِهِ هَذِهِ الأُمَّةَ".
2078 - صحيح: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[29/ 362]، [47/ 501]، من الطريق المؤلف به ..
قلتُ: وفى إسناده علتان:
الأولى: موسى بن عبيدة هو الربذى المدنى، ضعفوه لسوء حفظه وكثرة أوهامه، بل تركه جماعة، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[7/ 564]، والبوصيرى في "الإتحاف"[رقم 7416].
والثانية: أخوه هو عبد الله بن بريدة كما بينه ابن عساكر في روايته، وهو مختلف فيه، والصواب أنه صدوق له أوهام، لكن جزم ابن معين بكونه لم يسمع من جابر بن عبد الله شيئًا، كما في "تاريخه"[2/ 594/ رواية الدورى]، لكنْ للحديث طرق أخرى عن جابر به نحوه
…
1 -
فرواه ابن جريج قال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول
…
وذكره مرفوعًا نحوه ..
أخرجه مسلم [156]، وأحمد [3/ 384]، وابن الجارود [1031]، وابن حبان [6819]، والبيهقى في "سننه"[18396]، وأبو عوانة [رقم 235]، وابن عساكر في "معجمه"[رقم 1411]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 418]، والهروى في "ذم الكلام"[4/ رقم 672]، وغيرهم من طرق عن ابن جريج به
…
قلتُ: وسنده صالح، وأبو الزبير وابن جريج كلاهما قد صرحا بالسماع؛ فأمنَّا من مغبة تدليسهما، وقد توبع عليه ابن جريج: تابعه معقل بن عبيد الله عند أبى عوانة [عقب رقم 235]، بإسناد حسن إليه، وكذا تابعه ابن لهيعة على نحوه عند أحمد [3/ 345]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 9078]، والبخارى في "تاريخه"[3/ 1/ 351]، كما في "الصحيحة"[4/ 602]، بإسناد قوى إليه.
2 -
ورواه إبراهيم بن عقيل عن أبيه عن وهب بن منبه عن جابر بشطره الثاني فقط
…
ولفظه: =
2079 -
حَدَّثَنَا ابن أبى سمينة، حدّثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: قال أبى، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: أمر أبى بخزيرةٍ، فصنعت، ثم أمرنى فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم، قال: فأتيته وهو في منزله، قال: فقال لى: "مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ، أَلحْمٌ ذِى؟ " قال: قلت: لا، قال: فأتيت أبى، فقال لى: هل رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلت: نعم قال: فهلَّا سمعته يقول شيئًا؟ قال: قلت: نعم قال لى: "مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ، أَلحْمٌ ذِى؟ "قَال: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون اشتهى، فأمر بشاةٍ لنا داجنٍ، فذبحتْ، ثم
= (ينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم المهدى: تعال صلِّ بنا، فيقول: لا، إن بعضهم أمير بعض؛ تكرمة الله لهذا الأمة).
أخرجه الحارث بن أبى أسامة في "مسنده" كما في "المنار المنيف"[ص 147]، لابن القيم: من طريق إسماعيل بن عبد الكريم عن إبراهيم بن معقل به
…
قلتُ: قال ابن القيم: "وهذا إسناد جيد"، وهو كما قال وزيادة، لكن جزم ابن معين بكون وهب بن منبه لم يسمع من جابر بن عبد الله شيئًا، ونازعه المزى في ذلك في "تهذيبه"[3/ 140]، وردَّ عليه الحافظ في "التهذيب"[1/ 275].
• والصواب: مع الحافظ إن شاء الله، لكن تعقبه الإمام في "الصحيحة"[5/ 276]، ولم يصب في تعقبه البتة، وقد تعقبناه في غير هذا المكان. ولذلك الشطر الأخير شواهد أخرى، أما شطره الأول: فصحيح ثابت من طرق عن جماعة من الصحابة.
2079 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [7020]، والحاكم [4/ 124]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5895]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[4/ رقم 2020]، والمزى في "تهذيب الكمال"[2/ 68، 69]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 236]، و [20/ 257]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 275]، وأبو نعيم في "الدلائل [26]، وغيرهم، مثل سياق المؤلف مطولًا. وهو عند النسائي في "الكبرى" [8281]، وأبى نعيم في "أخبار أصبهان" [2/ 285]، وغيرهما مختصرًا بجملته الأخيرة فقط، كلهم رووه من طرق عن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن أبيه [وسقط حبيب بن الشهيد من سند الحاكم] عن عمرو بن دينار عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح. رجاله كلهم ثقات، وقد صححه الحاكم والذهبى وهو كما قالا، وأخرجه أيضًا أبو طاهر المخلِّص في "المخلصيات" كما في "تهذيب الحافظ"[1/ 113].
أمر بها فشويت، ثم أمرنى فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لى:"مَاذَا مَعَكَ يَا جَابِرُ؟ " فأخبرته، فقال:"جَزَى اللهُ الأَنْصَارَ عَنَّا خَيْرًا، وَلا سِيَّمَا عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ، وَسَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ".
2080 -
حَدَّثَنَا أحمد بن الدورقى، حدّثنا إبراهيم بن حبيب بن الشهيد، قال: قال أبى، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن عبد الله، قال: أمر أبى بحريرةٍ، فصنعت، ثم أمرنى فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر نحوه.
2081 -
حَدَّثَنَا هارون، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، يبلغ به، قال:"أَفْضَلُ الجهَادِ: مَنْ عُقِرَ جَوَادُهُ، وَأُهَرِيقَ دَمُهُ".
2080 - صحيح: انظر قبله.
2081 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 346، 391]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 9225]، و [رقم 4447]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1060]، والحميدى [1276]، والمروزى في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 646]، وغيرهم من طرق عن أبى الزبير عن جابر به
…
وفى متنه زيادات عند عبد بن حميد والحميدى والمروزى وأحمد في الموضع الثاني.
قلتُ: وسنده صالح لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه توبع:
1 -
فتابعه: أبو سفيان طلحة بن نافع مثله مع زيادات عند بعضهم: أخرجه أحمد [3/ 300، 302]، والدارمى [2392]، والطبرانى في "الصغير"[2/ 713]، وابن أبى شيبة [19323] والحارث [2/ رقم 626/ زوائده]، وابن عساكر في "الأربعين في الجهاد"[ص 113]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 237]، وابن جميع في "المعجم"[رقم 156]، وابن عساكر أيضًا في "المعجم"[رقم 1570]، وغيرهم من ثلاثة طرق عن الأعمش عن أبى سفيان به
…
قلت: وهذا إسناد حسن على شرط مسلم، وعنعنة الأعمش مغفورة لكونه مكثرًا عن أبى سفيان، وأبو سفيان قد اختلف في سماعه من جابر، والتحقيق إثباته كما مضى شرح ذلك في الحديث [رقم 1892]، فانظره إن شئت.
2 -
وتابعه على بن الحسين عند ابن سمعون في "أماليه"[رقم 338]، من طريق يحيى بن أبى بكير عن عبد الغفار بن القاسم أبى مريم عن الحكم بن عتيبة عن عليّ بن الحسين به
…
=
2082 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد الكندى، حدّثنا فليح بن سليمان، حدّثنا محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال: ندب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق الناس، من يأتيه بخبر بنى قريظة، فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، ثلاثًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوَارِيًّا، وَحَوَارِيَّ الزُّبَيْرُ".
2083 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريرى، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا الحجاج الصواف، عن أبى الزبير، قال: حدثنى جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب - أو أم المسيب - وهى تزفزف، فقال:"مَا لَكِ يَا أُمَّ السَّائِبِ - أَوْ يَا أُمَّ الْمسَيِّبِ - تُزَفْزِفِينَ؟ قَالَتِ: الْحمَّى، لا بَارِكَ اللَّهُ فِيهَا. فَقَالَ: لا تَسُبِّى الْحمَّى، فَإنَّهَا تذْهِبُ خَطَايَا ابْنِ آدَمَ كَمَا يذْهِبُ الْكِيرُ خَبثَ الحدِيدِ".
=قلتُ: وهذه متابعة ضائعة جدًّا، وأبو مريم هذا قد أسقطه النقاد بخط عريض، حتى رماه أبو داود وغيره بالوضع، راجع "اللسان"[4/ 42]، وماذا ينفعه إطراء ابن عقدة له وابن عقدة بحاجة إلى من يوثقه نفسه؟!.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. راجع "الصحيحة"[4/ 8].
2082 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2022].
2083 -
حسن: أخرجه مسلم [2575]، وابن حبان [2938]، والحاكم [1/ 145، 497]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 516]، والنسائى في "الكبرى"[10902]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 1063]، والبيهقى في "سننه"[6353]، وفى "الشعب"[7/ رقم 9839]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2070، 2571، 2072]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 11]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1440، 1462]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 308]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 7317، 7402]، وغيرهم من طرق عن أبى الزبير عن جابر به مثل سياق المؤلف، وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وسنده حسن صالح. وأبو الزبير شهد على نفسه بالتدليس، كما مضى شرح ذلك في الحديث [1769]، لكنه صرح بالسماع عند مسلم وغيره. وللمرفوع منه شواهد عن جماعة من الصحابة.
2084 -
حَدَّثَنَا القواريرى، حدّثنا يزيد بن زريع، حدّثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيدٍ، عن جابرٍ، قال بينا نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجلٌ بمثل البيضة من ذهبٍ، أصابها ببعض المغازى، قال: فقام بها عن شقه الأيسر، فقال له: يا رسول الله، خذ هذه منى صدقةً، فواللَّه ما أصبحت أملك مالا غيرها فأعرض عنه، ثم جاءه عن شقه الأيمن، فقال له مثل ذلك، فأعرض عنه، ثم جاءه
2084 - ضعيف: دون قوله (إنما الصدقة عن ظهر عنى): أخرجه أبو داود [1673]، والدارمى [1659]، وابن خزيمة [2441]، وابن حبان [3371]، والحاكم [1/ 573]، والبيهقى في "سننه"[7432، 7566]، وفى "الشعب"[3/ رقم 3417]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1120، 1121]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[5/ 212]، وابن زنجويه في "الأموال"[1912]، والطحاوى في "المشكل"[12/ 66] وغيرهم، من طرق عن محمد بن إسحاق بن يسار، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن عبيد، عن جابر به مثله، وهو عند بعضهم مختصرًا.
قلتُ. وسنده ضعيف؛ رجاله ثقات سوى ابن إسحاق فهو صدوق مشهور مكثر من التدليس، وبه أعله النووى في "المجموع"[6/ 236]، وقال: "ومحمد بن إسحاق مدلس، والمدلس إذا قال:(عن) لا يحتج به
…
".
قلتُ: وهذا الإطلاق عندى ليس بجيد، بل لا يحتج بعنعنة المدلس إذا كان مكثرًا من التدليس، أو مشهورًا بالتدليس عن الهلكى والمجاهيل ونحوهم، أما إذا كان قليل التدليس، فعنعنته مقبولة إن شاء الله، وابن إسحاق قد عنعنه في جميع طرقه التى وقفتُ عليها، ثم وجدت الحافظ قد ذكره في "النكت على ابن الصلاح" [ص: 80/ طبعة دار التوفيقية] ثم قال: "ورواة إسناده ثقات، ومحمد بن إسحاق مشهور، ولم أره من حديثه إلا معنعنًا، ثم رأيته في "مسند أبى يعلى" مصرحًا فيه بالتحديث،
…
" وقال أيضًا في "التغليق" [2/ 151]: "ورجال إسناده ثقات، وإنما علته عنعنة ابن إسحاق، لكنى وجدته في "مسند أبى يعلى" قال: حدثنا القواريرى حدثنا يزيد بن زريع عن محمد بن إسحاق حدثنى عاصم فذكره
…
".
قلتُ: ولم أر ذلك في إسناد المؤلف هنا، وسيأتى عند المؤلف أيضًا [برقم 2220] معنعنًا مثل الذي هنا، ولا مجال لتوهيم الحافظ أصلًا؛ لأنه ثقة ثبت ضابط حافظ متيقظ، فلا يخلو الأمر من شيئين: =
من بين يديه، فقال له مثل ذلك، فقال رسول صلى الله عليه وسلم:"هَاتِهَا" مغضبًا قال: فلما أعطاه إياها خذفه بها، لو أصابه أوجعه أو عقره، ثم قال:"يَجِئُ أَحَدُكمْ بِمَالِهِ - أَوْ كمَا قَالَ - لا يَمْلِكُ غَيْرَهُ يَتَصَدَّقُ بِهِ، ثُمَّ يَقْعُدُ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَكَفَّفُ النَّاسَ! إِنَّمَا الصَّدَقَةُ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، خُذْ عَنَّا مَالَكَ، لا حَاجَةَ لَنَا بِهِ".
2085 -
حَدَثَنَا أبو موسى الهروى، حدّثنا المعافى، عن إبراهيم بن يزيد، عن عطاءٍ، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كُلُّ مَعْرُوفٍ يَصْنَعُهُ أَحَدُكمْ إلَى غَنِيٍّ أَوْ فَقِيرٍ، فَهُوَ صَدَقَةٌ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
=1 - إما أن يكون التصريح بالسماع قد وقع عند المؤلف في "مسنده الكبير" وعنه نقل الحافظ.
2 -
وإما أن يكون التغير في صيغة الأداء: إنما هو من الناسخ أو الطابع، وقد يكون هذا التغير إنما وقع في نسخة الحافظ من "مسند المؤلف"، وأن الأصل إنما كان بالعنعنة، كما وقع عند الجميع ممن أخرجوه.
ومع هذا الاحتمال: يصح لنا أن نتوقف في تحسين إسناد الحديث؛ إعمالًا لثبوت العنعنة لدينا، والحديث أخرجه الطبراني أيضًا في "تفسيره"[2/ 369]، معنعنًا.
وله طريق آخر عن جابر عند ابن سعد في "الطبقات"[4/ 277]، ولكن بإسناد أسقط ما يكون في الدنيا، نعم لجملة:(إنما الصدقة عن ظهر غنى) طريق آخر عن جابر عند أحمد [3/ 329]، وابن حبان [3345]، وغيرهما، بإسناد حسن.
ولها طريق ثان عند النسائي في "الكبرى"[5005]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1005]، وغيرهما وسندٌ الثاني صحيح.
2085 -
ضعيف: بهذا التمام: أخرجه أبو إسحاق بن عبد الصمد في "أماليه"[رقم 72]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 36]، وغيرهما، من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزى عن عطاء بن أبى رباح عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد تالف جدًّا، والخوزى هذا قد تركه النقاد فأحسنوا، لكنه لم ينفرد به؛ فتابعه عليه ابن جريج، عند الخطيب في "الجامع"[1/ 896]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[24/ 365]، من طريق شيخه أبى بكر محمد بن المؤمل عن أحمد بن الحسين الهمذانى عن أحمد بن محمد المنكدرى، عن أبى داود سليمان بن سيف، عن أبى عاصم النبيل، عن ابن جريج به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا منكر من حديث ابن جريج، رجاله ثقات سوى المنكدرى، فهو حافظ مشهور، لكن كان يقع في حديثه المناكير كما قال الإدريسى في "تاريخه"، وقال الحاكم في "تاريخه":"كان له أفراد وعجائب" راجع ترجمته في "اللسان"[1/ 287]، وتاريخ ابن عساكر [5/ 428]، وللحديث شواهد بنحوه كلها واهية لا يثبت منها شئ.
1 -
فمنها حديث ابن مسعود عند الطبراني في "الكبير"[10/ رقم 10047]، والبزار [1582]، وأبى نعيم في "الحلية"[3/ 49]، وابن أبى الدنيا في "قضاء الحوائج"[رقم 11]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 76]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 3727/ أطرافه]، والطبرانى أيضًا في "مكارم الأخلاق"[رقم 112]، والخرائطى [ص 13]، كما في "الصحيحة"[5/ 68]، وغيرهم، من طرق عن صدقة بن موسى الدقيقى، عن فرقد بن يعقوب السبخى، عن إبراهيم النخعى، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود به.
قلت: وهذا إسناد منكر.
وصدقة بن موسى ضعفه جمهرة النقاد، ومشاه بعضهم، لكنه إلى الضعف أقرب بلا تردد، وقد جزم ابن عدى والدارقطنى وغيرهما بكون صدقة قد تفرد به عن فرقد السبخى، لكن ورد عند بعضهم ما يفيد أن شعبة قد تابعه عليه.
فأخرجه ابن المظفر في "غرائب شعبة"[1/ 2]، كما في "الصحيحة"[5/ 68]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[7/ 194]، من طريق محمد بن عبد الله بن يوسف بن أيوب المهدى، عن عمه أحمد بن يوسف، عن مسلم بن إبراهيم عن شعبة به
…
قلتُ: وهذا غريب جدًّا من حديث شعبة، قال أبو نعيم عقب روايته:"غريب تفرد به مسلم عن شعبة، ولا أعرف لشعبة عن فرقد غيره".
قلتُ: مسلم بن إبراهيم ثقة حافظ مأمون وليس له في هذه الرواية ذنب قط، والراوى عنه حافظ مشهور أيضًا، فلم يبق إلا محمد بن عبد الله بن يوسف المهدى هذا، فلم أقف له على ترجمة الآن.
وقد خولف في إسناده، خالفه الحسن بن المثنى بن معاذ، فرواه عن مسلم بن إبراهيم فقال: عن صدقة بن موسى عن فرقد السبخى بإسناده به
…
، هكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[3/ 49]، بإسناد مستقيم إليه
…
وهذا هو المحفوظ إن شاء الله. والحديث حديث صدقة بن موسى، وهو الذي تفرد به عن فرقد كما قاله جماعة من النقاد، فلعل محمد بن عبد الله بن يوسف=
2086 -
حَدَّثَنَا منصور بن أبى مزاحمٍ، حدّثنا عبد الرحمن بن أبى الموال، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة، كما يعلمنا .. وذكر الحديث.
= تصحف عليه (صدقة) بـ (شعبة) وهو واهم فيه على كل حال. والحسن بن المثنى شيخ صدوق صالح كان يكاتب ابن أبى حاتم بأشياء من حديثه.
2 -
ومنها حديث ابن عمر عند ابن منيع في "مسنده" كما في "المطالب"[1019]، وعنه ابن أبى الدنيا في "قضاء الحوائج"[13]، من طريق عبد القدوس بن بكر عن طلحة بن عمرو عن عطاء عن ابن عمر به مرفوعًا نحو لفظ المؤلف.
قلتُ: وهذا إسناد ساقط أبدًا، عبد القدوس مختلف فيه، وطلحة هو المكى الذي أسقطه أكثر النقاد فسقط.
3 -
ومنها حديث أبى الضبيس البلوى عند الواقدى كما في "الإصابة"[7/ 225]، وسنده كالقبر المظلم، وإذا وجدتَ الواقدى في إسناد حديث؛ فاغسل يديك منه بماء وأشنان.
والحديث صحيح محفوظ بلفظ (كل معروف صدقة) هكذا روى من طرق عن جماعة من الصحابة، وقد مضى من طريق ابن المنكدر عن جابر [برقم 2040]، وهو ضعيف بهذا التمام.
2086 -
صحيح: أخرجه البخارى [1109، 6019، 6955]، وأبو داود [1538]، والترمذى [480]، والنسائى [3253]، وابن ماجه [1383]، وأحمد [344/ 3]، وابن حبان [877]، وابن أبى شيبة [29403]، والبيهقى في "سننه"[4700، 10082]، وفى "الأسماء"[222] وفى "الاعتقاد"[رقم 24]، وفى "الدعوات"[رقم 373]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1089]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 210]، وابن منده في "الإيمان"[306]، وجماعة كثيرة، من طرق عن عبد الرحمن بن أبى الموال عن ابن المنكدر عن جابر به قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول لنا: إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة؟ وليقل: اللَّهم إنى أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللَّهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - يسميه بعينه الذي يريد - خير لى في دينى ومعاشى ومعادى وعاقبة أمرى؛ فاقدره لى، ويسره لى -، وبارك لى فيه. وإن كنت تعلمه شرّا لى مثل الأول - فاصرفنى عنه، واصرفه عنى، واقدر لى الخير حيث كان ثم رضِّنى به
…
أو قال: في عاجل أمرى وآجله .... ) لفظ أبى داود في "سننه". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وإسناده ظاهره الصحة! رجاله كلهمِ ثقات، لكن أنكره الإمام أحمد على ابن أبى الموال، فأخرج ابن عدى في "الكامل"[4/ 307]، "ثنا ابن أبى عصمة ثنا أبو طالب: سألتُ أحمد بن حنبل عن عبد الرحمن ابن أبى الموال قال: عبد الرحمن لا بأس به، قال: كان محبوسًا في المطبق حين هزم هؤلاء، يروى حديثا لابن المنكدر عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم في الاستخارة، ليس يرويه أحد غيره، هو منكر. قلتُ: هو منكر؟! قال نعم، ليس يرويه غيره، لا بأس به، وأهل المدينة إذا كان حديث غلط يقولون: ابن المنكدر عن جابر، وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس، يحيلون عليهما".
قلتُ: قال الحافظ في "الفتح"[11/ 184]، بعد أن ساق هذا الإعلال: "وقد استشكل شيخنا - يعنى العراقى - في شرح الترمذى هذا الكلام - يعنى كلام أحمد - وقال: ما عرفت المراد به، فإن ابن المنكدر وثابتًا ثقتان متفق عليهما، قلتُ: - يعنى ابن حجر -: يظهر لى أن مرادهم التهكُّم، والنكتة في اختصاص الترجمة: الشهرة والكثرة
…
".
وردَّ الإمام في "الضعيفة"[5/ 330] هذا الإعلال رأسًا، فقال: "وقد استنكر بعضهم - يعنى الإمام أحمد - حديث جابر هذا، ولا وجه لذلك عندى
…
".
قلتُ: وقد حمل بعض أصحابنا كلام أحمد على كونه يريد من وصف إسناده بـ (المنكر) يعنى التفرد المطلق، واستدل على ذلك بقول الحافظ في "هدى السارى" [ص 437]: "المنكر أطلقه أحمد بن حنبل وجماعة على الحديث الفرد الذي لا متابع له
…
" وقال: هذا من ذاك، وأقول: وكل ما مضى مغالطات في فهم عبارة الإمام أحمد، والكلام عليها يكون من وجهين:
الأول: من حيث ثبوتها، فقد أخرجها ابن عدى في "الكامل"[4/ 307]، من طريق شيخه ابن أبى عصمة عن أبى طالب عن الإمام أحمد به
…
وشيخ ابن عدى هذا هو عبد الوهاب بن عصام بن الحكم العكبرى الشيبانى أبو صالح، ترجمه الخطيب في "تاريخه"[11/ 28]، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ومثله الذهبى في "تاريخه"[حوادث سنة 308 هـ]، لكن أغلب الظن أن كلام أحمد هذا موجود في "مسائل أبى طالب"، وهو مفقود فيما أعلم.
والثانى: إن صحَّ كلام أحمد فلا يفهم منه إلا أحد أمرين لا ثالث لهما: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=1 - إما أن يكون إنكار أحمد هذا الحديث لكون ابن أبى الموال هذا ليس ممن يحتمل تفرده عن مثل ابن المنكدر، وابن المنكدر أصحابه كثيرون، ومع ذلك فقد انفرد بهذا الحديث عنه ابن أبى الموال وحده، ولو كان مشهورًا من حديث ابن المنكدر؛ لرواه عنه مشاهير أصحابه أو جماعة منهم أو بعضهم.
ولذلك قال الترمذى بعد أن رواه: "حديث جابر حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن أبى الموال
…
وهو شيخ مدينى ثقة
…
".
وقال الدارقطنى: "غريب من حديث عبد الرحمن بن أبى الموال عن محمد - يعنى ابن المنكدر - عن جابر
…
" نقله عنه ابن عبد الهادى في "التنقيح" [3/ 55/ الطبعة العلمية]، وعنه في "نصب الراية" [3/ 344].
وهذا لا ينافى كون ابن أبى الموال شيخ ثقة، والثقة قد يُغْرب في حديثه ولا يزال ثقة، بل قد وجدت ابن حبان قد قال عن ابن أبى الموال في كتابه "مشاهير علماء الأمصار" [ص 140]: "
…
من متقنى أهل الدينة، وكان يُغْرب" ومطلق الإغراب لا يضر الراوى الثقة، اللَّهم إلا إذا أكثر منه أو غمزه النقاد به في راوٍ بعينه، أو حديث بخصوصه على وجه الإنكار عليه، وليس على وجه الإخبار بكونه يغرب عن فلان، أو أغرب في كذا وكذا، فافهم.
2 -
وهو الأقرب عندى: أن يكون مراد الإمام أحمد من عبارته الماضية: هو كون ابن أبى الموال - مع كونه ثقة عند أحمد - قد أخطأ في هذا الحديث، ودليل خطئه كونه قد انفرد به عن ابن المنكدر دون متابع له، وقول أحمد:"وأهل المدينة - ومنهم ابن أبى الموال - إذا كان حديث غلط يقولون: ابن المنكدر عن جابر .. وأهل البصرة يقولون: ثابت عن أنس .. يُحيلون عليهما".
ظاهر جدًّا في توهيمه ابن أبى الموال في إسناده، فكأن هذا الحديث ليس له أصل من رواية ابن المنكدر عند أحمد، ولعل ابن أبى الموال قد سمعه من آخر فدخل له إسناد في إسناد، ولم يكن ذلك منه غريبًا لشهرة تلك الترجمة (ابن المنكدر عن جابر) عند أهل بلده المدنيين، كما اشتهرت صحيفة (ثابت البنانى عن أنس) عند أهل البصرة، والثقة قد يُشبَّه له.
وهذا الفهم يقطع قول مَنْ حمل كلام أحمد في استنكاره هذا الإسناد على كونه يريد به ذلك التفرد المطلق، فالذى ينهض عندى: هو إعلال هذا الإسناد بما قاله الإمام أحمد، وأنه منكر من حديث ابن المنكدر عن جابر، وهذا ما فهمه ابن عدى من كلام أحمد، فأدرج ابن أبى الموال =
2087 -
حَدَّثَنَا أبو إبراهيم الترجمانى، حدّثنا بقية بن الوليد، عن عمر، عن أبي الزبير، عن جابرٍ: أن بقرةً، انقلبت على خمرٍ فشربت، فخافوا عليها، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"كُلُوا، وَلا بَأْسَ بِأَكْلِهَا".
= في كتابه "الكامل" ثم قال في آخر ترجمته: "ولعبد الرحمن بن أبى الموال أحاديث غير ما ذكرتُ، وهو مستقيم الحديث، والذى أنكر عليه حديث الاستخارة".
قلتُ: والمنكر في عرف القدماء: هو الرواية الخطأ متنًا أو إسنادًا، ومثله الشاذ تمامًا، فقول أحمد: "هو منكر
…
ليس يرويه غيره
…
وأهل المدينة إذا كان حديث غلط
…
إلخ" واضح في كونه يُخطِّئ ابن أبى الموال في تلك الرواية، ويصفه بكونه قد سلك الجادة فيها، ولا يعارض قول أحمد تصحيح البخارى وغيره لهذا الحديث، فإن أحمد قد أومأ إلى علته كما رأيتَ، ولا يمترى باحث - إن شاء الله - في كون الإمام أحمد أنقد في كشف خبايا علل الروايات من البخارى والترمذى وأبى داود وأقرانهم.
نعم، ابن المدينى أعلم من أحمد وأهل عصره قاطبة بهذا العلم، أعنى علم (علل الحديث) ولم يأت بعده أحد أنقد من أبى الحسن الدارقطنى، وفى الأمة أفراد فقط ممن تضلعوا بمعين هذا العلم الشريف، أما الآن: فكدتُ لا أراهم إلا في كتاب، أو تحت التراب.
نعم: ثمة بقية باقية؛ ممن لا يزال الله حافظًا بهم شريعته ودينه.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يصح بها الحديث دون جدال، وقد مضى منه حديث أبى سعيد [برقم 1342].
2087 -
باطل: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[10/ 5]، وابن حبان في "المجروحين"(2/ 87)، وابن عساكر في "تاريخه"[45/ 345]، وغيرهم، من طريق بقية بن الوليد عن عمر عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ليس له سناد، وفيه ثلاث علل:
الأولى: بقية بن الوليد كثير التدليس عن الضعفاء والهلكى والمجاهيل، وكان إمامًا في تدليس التسوية، وتصريحه بالسماع من شيخه عمر عند ابن حبان، لا يكفى لدرء شبهة تدليسه المنكر.
والثانية: عمر! هكذا وقع غير منسوب، فلم يعرفه حسين الأسد في تعليقه وقال:"لم أتبين منْ هو؟! ".
2088 -
حَدَّثَنَا أبو بكرٍ، حدّثنا أبو أحمد، عن شريكٍ، عن ابن عقيلٍ، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ أَرَادَ أَنْ يَصُومَ، فَلْيَتَسَحَّرْ وَلَوْ بِشَىْءٍ".
2089 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا الفرات بن أبى الفرات القرشى، قال: سمعت عطاء بن أبى رباحٍ، يحدث عن جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنمت ثم استيقظت، ثم نمت ثم استيقظت، فقام رجلٌ من المسلمين، فقال: الصلاةَ الصلاةَ. قال: فخرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ورأسه يقطر، فصلى بنا، ثم قال:"لَوْلا أَنْ أشقّ عَلَى أُمَّتِى لأَحْبَبْتُ أَنْ يُصَفوا هَذِهِ الصَّلاةَ هَذِهِ السَّاعَةَ" قال الفرات: أظنها العشاء.
2090 -
حَدَّثَنَا محمد بن عمرو بن جبلة، حدّثنا محمد بن مروان، عن هشامٍ، عن
= أما الهيثمى فإنه غامر وقال في "المجمع"[5/ 69]: "وعمر إن كان ابن عبد الله بن خثعم، فهو ضعيف، وإن كان مولى عفرة، فهو ضعيف وقد وثِّق".
قلتُ: وليس هو بأحد الرجلين، وإنما هو عمر بن موسى الشامى كما وقع منسوبًا عند ابن عدى وابن حبان وابن عساكر، وهو شيخ هالك، اتهمه ابن عدى بالوضع، وقال البخارى:"منكر الحديث"، وتركه الجماعة، راجع "اللسان"[4/ 333]، وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث في عداد منكراته، ومثله ابن حبان.
والثالثة: أبو الزبير: هو محمد بن مسلم المكى، شهد على نفسه بالتدليس عن جابر خاصة، ثم عنعن عنه كما ترى، فكيف يحل لنا قبول خبره؟! انظر [رقم 1769].
2088 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1930].
2089 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1770].
2090 -
ضعيف: بهذا السياق: أخرجه ابن حبان [3853]، من طريق محمد بن عمرو بن جبلة عن محمد بن مروان العقيلى عن هشام الدستوائى عن أبى الزبير عن جابر به نحوه
…
قلتُ: وليس عند ابن حبان: (إلا عفيرًا يعفر وجهه في التراب) ومن هذا الطريق أخرجه البزار في "مسنده" إلا أنه قال: (أفضل أيام الدنيا أيام العشر) كما في "المجمع"[3/ 562]، وقال الهيثمى:"وفيه محمد بن مروان العقيلى وثقه ابن معين وابن حبان، وفيه بعض كلام، وبقية رجاله رجال الصحيح".=
أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِى الحجَّةِ" قال: فقال رجلٌ: يا رسول الله، هي أفضل أم عدتهن جهادًا في سبيل الله؟ فقال:"هِىَ أَفْضَلُ مِنْ عِدَّتِهِنَّ جِهَادًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إلا عَفِيرًا يُعَفِّرُ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، وَمَا مِنْ يَوْمٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ، يَنْزِلُ اللَّهُ إلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا فَيُبَاهِى بِأَهْلِ الأَرْضِ أَهْلَ السَّمَاءِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إلَى عِبَادِى شُعْثًا غُبْرًا ضَاحِينَ جَاؤَوا مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لَمْ يَرَوْا رَحْمَتِى، وَلَمْ يَرَوْا عَذَابِى. فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَكْثَرَ عَتِيقًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ".
= قلت: وهو إلى الضعف أقرب، لكنه توبع على أكثره كما يأتى.
وفى الإسناد علة أخرى، وهى عنعنة أبى الزبير، فهو يدلس عن جابر خاصة كما مضى شرح ذلك [برقم 1769]، وقد توبع عليه العقيلى: تابعه مرزوق مولى طلحة على نحو جملة المباهاة والمغفرة فقط: عند ابن خزيمة [2840]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 4068]، وفى "فضائل الأوقات"[رقم 181] والبغوى في "شرح السنة"[3/ 382]، والشجرى في "الأمالى"[1/ 293]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 120]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[3/ رقم 751]، وابن منده في "التوحيد"[147/ 1]، وأبى الفرج الثقفى في "الفوائد"[1/ 92]، [2/ 92]، كما في "الضعيفة"[2/ 125]، وغيرهم من طرق عن أبى نعيم عن مرزوق مولى طلحة الباهلى به.
قلتُ: قال ابن منده: "هذا إسناد متصل حسن الإسناد، من رسم النسائي، ومرزوق روى عنه الثورى وغيره .... "، وقال الثقفى:"إسناد صحيح متصل، ورجاله ثقات أثبات؛ مرزوق هذا هو أبو بكر مرزوق مولى طلحة بن عبد الرحمن الباهلى، روى عنه الثورى وأبو داود الطيالسى وغيرهم من الأئمة".
قلتُ: ووثقه أبو زرعة وابن حبان وزاد الأخير: "وكان يخطئ" وقال ابن خزيمة: "أنا برئ من عهدته".
وعلى كل حال: فلا ينزل حديثه عن رتبة الحسن، فليس في الإسناد ما يُعل به سوى عنعنة أبى الزبير وحده، ثم قال ابن منده: "ورواه أبو كامل الجحدرى عن عاصم بن هلال عن أيوب عن أبى الزبير عن جابر
…
".=
2091 -
حَدَّثَنَا حجاج بن يوسف، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبى، عن صالح، عن ابن شهاب، عن أبى سلمة، قال: سمعت جابرًا، يحدِّث أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لمَّا كَذَّبَتْنِى قُرَيْشٌ حِينَ أُسْرِىَ بِى إِلَى بَيْتِ المقْدِسِ، قُمْتُ فِي الحجْرِ فَجَلَّى اللهُ لِي بَيْتَ المقْدِسِ، وَطَفِقْتُ أُخْبِرهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إلَيْهِ".
2092 -
حَدَّثَنَا حجاجٌ، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا ابن أبى ذئبٍ، عن الزهرى،
= قلتُ: وهذا الطريق أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 240]، ولكن من طريق عبدان عن أبى كامل عن يحيى بن كثير البصرى أبى النضر عن أيوب به.
قلتُ: وأبو النضر شيخ منكر الحديث كما قاله العقيلى، وقال أبو حاتم:"ذاهب الحديث جدًّا" وقد وقع في إسناد ابن عدى بكنيته (أبى النضر) فقال عبدان عقب روايته: "كان الناس يرون أنه عاصم بن هلال - يعنى كما قاله ابن منده كما مضى - وكان أبو كامل - هو الجحدرى - يؤمئ إلى أنه يحيى بن كثير
…
".
قلتُ: عاصم بن هلال أحسن حالًا من يحيى بن كثير، وإن كان ضعيفًا هو الآخر.
وللحديث طرق أخرى عن أبى الزبير ببعض فقراته، وكلها مغموزة، ولو صحت كلها، فما زالت عنعنة أبى الزبير عقبة كئودًا تحول دون نهضة الحديث، نعم لبعض فقراته شواهد، لكنه ضعيف بهذا السياق.
2091 -
صحيح: أخرجه البخارى [3673، 4433]، ومسلم [170]، والترمذى [3133]، وأحمد [3/ 3777]، وابن حبان [55]، وعبد الرزاق [9719]- وفى سياقه طول - والنسائى في "الكبرى"[11282]، وابن منده في"الإيمان"[2/ 739]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 2759]، وفى "تفسيره"[8/ 3]، وأبو عوانة [255، 256، 265]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 652]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 3]، وابن عساكر في "المعجم"[648]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 671]، والطحاوى في "المشكل"[12/ 119]، وجماعة، من طرق عن ابن شهاب عن أبى سلمة عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.
2092 -
صحيح: أخرجه مسلم [1625]، والنسائى [3747]، وأبو عوانة [رقم 4617]، والبيهقى في "سننه"[11746]، وفى "المعرفة"[رقم 3885]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 94]، وفى "المشكل"[14/ 46]، وغيرهم من طرق عن ابن أبى ذئب - وهو في "موطئه" كما في "التمهيد"[7/ 112] عن ابن شهاب عن أبى سلمة عن جابر به نحوه
…
=
عن أبى سلمة، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ أُعْمِرَ عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَهِىَ لَهُ بَتًّا لا يَجُوزُ لِلْمُعْطِى فِيهَا شَرْطٌ وَلا مَثْنَوِيَّةٌ".
2093 -
حَدَّثَنَا حجاجٌ، حدّثنا يعقوب، حدّثنا أبى، عن صالحٍ، عن ابن شهابٍ، أن أبا سلمة بن عبد الرحمن، أخبره، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى:"أيُّمَا رَجُل أَعْمَرَ رَجُلًا عُمْرَى لَهُ وَلِعَقِبِهِ، فَقَالَ: أُعْطيكَهَا وَعَقِبَكَ مَا بَقىَ مِنْكُمْ أحَد، فَإِنَّهَا لِمَنْ أُعْطِيَهَا، وَإِنَّهَا لا تَرْجِعُ إِلَى صَاحِبِهَا؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَعْطَى عَطَاءً وَقَعَتْ فِيهِ الموَارِيثُ".
2094 -
قَالَ: حدّثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهمٍ الأنطاكى، حدّثنا بقية بن
= قلتُ: وسنده لا غبار عليه، وقد توبع عليه ابن أبى ذئب: تابعه أصحاب الزهرى على معناه.
فانظر الآتى.
2093 -
صحيح: أخرجه النسائي [3748]، وأبو عوانة [رقم 4621]، وغيرهما، من طريق صالح بن كيسان عن الزهرى عن أبى سلمة عن جابر به
…
قلتُ: وقد توبع صالح عليه مثله ونحوه: تابعه مالك والليث بن سعد وشعيب وابن جريج وغيرهم، ورواياتهم عند مسلم [1625]، ومالك [1441]، ومن طريقه أبو داود [3553]، والترمذى [1350]، والنسائى [3745، 3746]، وابن حبان [5137]، والشافعى في مسنده [1061]، وفى "الأم"[4/ 175] والبيهقى في "سننه"[11740، 11743]، وفى "المعرفة"[رقم 3883]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 2]، وابن الجارود [987]، وعبد الرزاق [16897]، وعنه أحمد [3/ 399]، وأبو عوانة [رقم 4619، 4620]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 93]، وفى "المشكل"[14/ 47]، وغيرهم كثير.
وقد اختلف في سنده ومتنه على الزهرى، وشرح ذلك هنا يطول.
وقوله في الحديث: (أعطيكها وعقبك ما بقى منكم
…
إلخ) فكل ذلك مدرج على التحقيق من قول أبى سلمة بن عبد الرحمن، وقيل: هو من قول الزهرى، راجع الكلام على ذلك في "الفتح"[5/ 239]، وفى "التمهيد"[7/ 112، 113].
2094 -
باطل: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 418]، وابن حبان في "المجروحين"[3/ 31]،=
الوليد، حدّثنا مبشر بن عبيدٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُنْكَحُ النِّساءُ إِلا منَ الأَكْفَاءِ، وَلا يُزَوِّجُهُنَّ إِلا الأَوْلِيَاءُ، وَلا مَهْرَ دُونَ عَشَرَة دَرَاهِمَ".
= والبيهقى في "معرفة السنن"[عقب 4540]، وابن الجوزى في "الموضوعات"[2/ 263]، وغيرهم من طريق بقية بن الوليد عن مبشر بن عبيد عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد باطل لا شئ، وآفته على التحقيق: هي مبشر بن عبيد القرشى، رماه أحمد بالوضع، وقال مرة أخرى:"روى عنه بقية وأبو المغيرة أحاديث موضوعة"، وقال أيضًا:"أحاديثه بواطيل"، وقال الدارقطنى:"متروك الحديث، يضع الأحاديث ويكذب"، وقال البخارى:"منكر الحديث" وتركه سائر النقاد، وقد كان يتلون في إسناده ما شاء.
1 -
فتارة يرويه عن أبى الزبير كما هنا.
2 -
ثم عاد ورواه الحجاج بن أرطأة عن عمرو بن دينار وعطاء بن أبى رباح عن جابر به
…
، هكذا أخرجه الدارقطنى في "سننه"[3/ 244]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[13538، 13539]، وفى "المعرفة"[رقم 4540]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 1282] وفى "الموضوعات"[2/ 263]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 417]، وابن حبان في "المجروحين"، [3/ 31] والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 235]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[رقم 514، 5115]، وغيرهم. ولم يذكر عمرو بن دينار عند العقيلى.
3 -
وتارة رواه عنه بقية بن الوليد فقال: عن عمرو وعطاء عن جابر به
…
ولم يذكر فيه ابن أرطأة.
هكذا أخرجه ابن شاهين في "الناسخ"[رقم 512]، وغيره، وأرى ذلك من تدليس بقية، وقد رواه عنه بقية مرة ثالثة فقال: عن مبشر عن ابن أرطأة عن أبى الزبير عن جابر به
…
، هكذا أخرجه البيهقى في "المعرفة"[عقب رقم 4540]، وفى هذا دليل على كونه قد دلس الحجاج في طريق المؤلف ومن رواه من طريق أبى الزبير.
ولا أدرى، هل هذا الإسناد بحاجة إلى تدليس بقية أيضًا؟! ومع تلوُّن مبشر في إسناده، فقد كان يتلون في متنه أيضًا، فتارة ينقص وأخرى يزيد، ذكر ذلك ابن عدى في "الكامل"[6/ 417، 418]، ثم قال: "وهذا الحديث مع اختلاف ألفاظه في المتون، ومع اختلاف إسناده: باطل، كان لا يرويه غير مبشر
…
".
قلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 505، 524]، وابن الجوزى في "الموضوعات" والبوصيرى في "الإتحاف"[رقم 3147]، وغيرهم، راجع "نصب الراية"[3/ رقم 189]،=
2095 -
حَدَّثَنَا أبو بسيط، حدّثنا أبو اليمان، حدّثنا صفوان، عن ماعزٍ التميمى، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ يَئسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المصَلُّونَ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ".
= و"اللآلئ المصنوعة"[2/ 140]، و"الفوائد المجموعة"[ص 124]، وقال ابن حبان في "المجروحين"[3/ 31]، بعد أن ذكر بعضًا من الاختلاف في سنده: "وهذا التخليط من مبشر بن عبيد، مرة كان يحدث هكذا، ومرة هكذا
…
"، والحديث من الطريق الثاني: أخرجه الطبراني في "الأوسط" [1/ رقم 3].
2095 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 354]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[2/ رقم 1015]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 8/ ظلال]، والفسوى في "المعرفة"[2/ 332]، وغيرهم من طرق عن الحكم بن نافع أبى اليمان عن صفوان بن عمرو عن ماعز التميمى عن جابر به
…
وليس عند الطبراني: (ولكن في التحريش بينهم).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وماعز التميمى شيخ مجهول الصفة، بل والعين، لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه:
1 -
أبو سفيان طلحة بن نافع به مثله، وزاد: (
…
المصلون في جزيرة العرب
…
).
أخرجه مسلم [28012]، والترمذى [1937]، وأحمد [3/ 313]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2647]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 326]، والمؤلف [برقم 2294] وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان به
…
قلتُ: قال الترمذى: "هذا حديث حسن
…
".
قلتُ: وهو كما قال، وفى "علل ابن أبى حاتم" [رقم 2355]:"وسألت أبى عن حديث رواه المسيب بن واضح عن أبى إسحاق الفزارى عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون، ولكنه في التحريش بينهم. وعن أبى سفيان الفزارى عن الأعمش عن أبى صالح عن أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه .... " ثم قال: "قال أبى: أحد هذين باطل".
قلتُ: الأول هو المحفوظ إن شاء الله؛ لكون جماعة من ثقات أصحاب الأعمش قد رووه عنه على هذا الوجه، والمسيب بن واضح ضعيف له مناكير، راجع ترجمته في "اللسان"[6/ 40]، فكأنه اضطرب فيه أيضًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=2 - وتابعه أبو الزبير عليه مثل سياق المؤلف عند أحمد [3/ 366]، وابن حبان [5941]، والمؤلف [برقم 2154]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2646]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 756]، وغيرهم من طريق الثورى عنه به
…
قلتُ: وإسناد صحيح في المتابعات، وأبو الزبير يدلس عن جابر، وقد عنعنه، وقد خولف الثورى في إسناده، خالفه ابن جريج، فقال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: (قد يئس الشيطان أن يعبده المسلمون، ولكن في التحريش بينهم) هكذا ذكره موقوفًا، أخرجه أحمد [3/ 384]، من طريق روح بن عبادة عن ابن جريج به
…
قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم، وابن جريج وأبو الزبير كلاهما قد صرحا بالسماع.
3 -
وتابعهم سليمان بن قيس اليشكرى عليه
…
ولكن بلفظ: (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون أبدًا، ولكنه في التحريش بينهم، وقد رضى بذلك).
هكذا أخرجه ابن خزيمة في التوحيد [2/ رقم 572]، من طريق أسد بن موسى عن سعيد بن زيد بن درهم - أخى حماد بن زيد - عن الجعد بن دينار اليشكرى قال: حدثنى سليمان بن قيس به ..
قلتُ: قال ابن خزيمة عقب روايته: "وفى القلب من صحة هذه اللفظة"(حدثنى سليمان بن قيس) شئ؛ فإن سليمان بن قيس هذا هو اليشكرى، وأهل المعرفة من أصحابنا يذكرون أن سليمان بن قيس مات قبل جابر بن عبد الله، وأن صحيفته التى كتبها عن جابر بن عبد الله وقعت إلى البصرة، فروى بعضها أبو بشر جعفر بن أبى وحشية، وروى بعضها قتادة بن دعامة
…
".
قلتُ: ومراد ابن خزيمة هو إنكار قول الجعد بن دينار: (حدثنى سليمان بن قيس)؛ لأن سليمان هذا قد تُوفِّىَ في حياة جابر بن عبد الله؛ فالظاهر أن الجعد لم يسمع منه أصلًا؛ وإنما حدث عنه من صحيفَته التى كانت بالبصرة عند جماعة من المحدثين.
ويبدو أن الوهم في ذكر سماع الجعد من قيس إنما هو ممن دون الجعد، وأراه سعيد بن زيد، فقد ضعفه جماعة لسوء حفظه، فأصل الرواية كان: (عن الجعد بن دينار عن سليمان بن قيس
…
) هكذا بالعنعنة، فجاء سعيد بن زيد ورواه عن الجعد فقلب العنعنة سماعًا، وقال:(عن الجعد بن دينار قال: حدثنى سليمان بن قيس) وهذا أمر عهدناه كثيرًا من جماعة من الضعفاء، ومَنْ في حفظهم شئ؛ بل وربما وقع ذلك من ثقة، فافهم.
• تنبيه: قد تصحَّف شيخ المؤلف هنا (أبو نشيط) إلى (أبى بسيط) في الطبعتين، فلم يعرفه =
2096 -
حَدَّثَنَا منصور بن أبى مزاحمٍ، حدّثنا محمد بن الخطاب البصرى، عن علي بن زيد، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث له:"إذًا ذَلَّتِ الْعَرَبُ ذَلَّ الإِسْلامُ".
2097 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدّثنا فليح بن سليمان، عن سعيد بن الحارث، عن جابر بن عبد الله، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورجلٌ من أصحابه على رجلٍ من الأنصار، وهو يحوِّل الماء في حائطه، فقال:"إِنْ كَانَ عِنْدَكَ مَاءٌ بَاتَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ فِي شَنٍّ، وَإلا كَرَعْنَا؟ " قال: بلى، عندى يا رسول الله ماءٌ بات في سقاءٍ. قال: فانطلقنا إلى العريش، فانطلق، فحلب شاةً على ماءٍ بات في شنّ، قال: فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم عدت بمثل ذلك فشرب صاحبه.
2098 -
حَدَّثَنَا محمد بن بكارٍ، حدّثنا أبو معشرٍ، قال: سألت محمد بن المنكدر،
= حسين الأسد في تعليقه، والصواب أنه أبو نشيط - بالشين - واسمه محمد بن هارون بن إبراهيم البزاز، من رجال "التهذيب".
2096 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 1881].
2097 -
صحيح: على شرط البخارى: أخرجه البخارى [5290، 5298]، وأبو داود [3724]، وابن ماجه [3432]، وأحمد [3/ 328، 343، 344، 355]، والدارمى [2123]، وابن حبان [5314، 5389]، وابن أبى شيبة [24216]، والبيهقى في "سننه"[14437]، وفى "الشعب"[5/ رقم 6031]، وفى "الآداب"[رقم 445]، وغيرهم، من طرق عن فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث عن جابر به مثله
…
وهو عند جماعة بنحوه.
قلتُ: ليس فليح بن سليمان عندنا بالمحمود في حفظه، وهو مختلف فيه، والضعف إليه أقرب عند من سبر مروياته، وقد وقفتُ له على مناكير ربما لو وقع بعضها لثقة ضابط أضرَّت به، ويكفى حديثه المنكر في الاستلقاء، فانظره في "الضعيفة"[2/ 177].
نعم قد احتج به البخارى في "صحيحه"، لكنه كان ينتقى من حديثه ما صحَّ عنده، وليس بالضرورة إذا صح حديث عند البخارى أن يكون صحيحًا عند غيره، راجع حديث الاستخارة الماضى [برقم 2586]، وفى المقام بسط، وتكفى الإشارة إن شاء الله.
2098 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1963، 2017].
عن الوضوء مما مست النار، فقال: حدثنى جابر بن عبد الله، قال: أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى ولم يتوضأ بعد وضوئه الأول، ثم أكلت مع أبى بكرٍ فصلى ولم يتوضأ، ثم أكلت مع عمر فصلى ولم يتوضأ، ثم أكلت مع عثمان فصلى ولم يتوضأ.
2099 -
حَدَّثَنا غسان، عن حمادٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى حمارًا قد وُسمَ في وجهه، قال:"أَلَمْ أَنْهَ عَنْ هَذَا؟ لَعَنَ اللَّهُ مَنْ فَعَلَهُ" ونهى عن ضرب الوجه.
2100 -
حَدَّثَنَا بشر بن الوليد، حدثّنا عبد الرحمن بن سليمان بن عبد الله بن حنظلة بن أبى عامرٍ الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن جابر، قال: جاء يعود المقنَّع بن سنانٍ، وكان خال عاصمٍ أخا أمه، فسلم عليه وهو في رداءٍ وَإزارٍ، وقد أصيب بصره،
2099 - صحيح: أخرجه مسلم [2116، 2117]، وأبو داود [2564]، والترمذى [1710]، [318/ 3، 323، 378]، وابن خزيمة [2551]، وابن حبان [5620]، و [5627، 5628]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 175]، وعبد الرزاق [8451]، و [17949]، وابن أبى شيبة [19926، 19930]، والبيهقى في "سننه"[10114، 13037]، و [13038]، وابن المبارك في "مسنده"[رقم 195]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 692، 694]، وغيرهم، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به مثله
…
، وهو عند جماعة بنحوه
…
وكذا عند بعضهم مختصرًا نحوه ..
قلتُ: وسنده حسن صالح، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند مسلم وجماعة من طريق ابن جريج عنه.
وقد توبع عليه أبو الزبير نحوه دون جملة النهى عن ضرب الوجه: تابعه محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان عند عبد الرزاق [8450]، وعنه أحمد [3/ 296]، من طريق معمر عن يحيى بن أبي كثير عن محمد بن عبد الرحمن عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح ما فيه خدشة، وابن أبى كثير لم يكن مكثرًا من التدليس، وإعلال الخبر بعنعنته ليس بجيد البتة، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، انظر "الصحيحة"[5/ 182] للإمام.
2100 -
صحيح: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[25/ 275] من طريق المؤلف به. =
فقال: ماذا تشتكى - وقد مس رأسه ولحيته بشئٍ من صفرةٍ - قال: خراجًا منعنى النوم وأسهرنى - قال جابرٌ: يا غلام، ادع لنا حجامًا - قال المقنع: و ما تصنع بالحجام يا أبا عبد الله؟ قال: أريد أن أعلق فيه محجمًا، قال: غفر الله لك، والله إن الثوب ليصيبنى، أو الذباب يقع عليَّ يؤذينى فلما رأى جزعه من ذلك أنشأ يحدّثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنْ كانَ فِي شىْءٍ مِنْ أَدْوِيَتِكُمْ خَيْرٌ - أَوْ إِنْ يَكُنْ - فَفِى شرْطَة مِحْجَمٍ، أَوْ شَرْبةٍ مِنْ عَسَلٍ، أَوْ لَذْعَةٍ بِنَارٍ تُوَافِق دَاءً، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَكْتَوِىَ"، فدعا الحجام فأعلق المحجم في خُرَّاجه، فلما بلغ حَلُوءَ حاجبه، شرطه بمشرطةٍ معه، فأخرج الله تبارك وتعالى ما كان فيه من ضره وعوفى
2101 -
حَدَّثَنا عبد الغفار، حدّثنا على بن مسهرٍ، عن مجالدٍ، عن الشعبى، عن جابر بن عبد الله، قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ أقبل سعد بن أبى وقاصٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"هَذَا خَالِى".
2102 -
حَدَّثَنَا محمد بن الخطاب، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكفْرِ تَرَكُ الصَّلاةِ".
= قلتُ: ورجاله مقبولون سوى شيخ المؤلف بشر بن الوليد الكندى، وهو صدوق فقيه قد اختلفوا فيه، والصواب فيه ما قلناه، وهو وسط إن شاء الله، لكن جزم صالح جزرة بكونه قد خرف لما كبر.
غير أنه لم ينفرد به؛ بل تابعه على نحو هذا السياق دون ذكر (المقنع) فيه: نصر بن على الجهضمى عند مسلم [2205]، وقد تابعه على المرفوع منه فقط: أبو عامر العقدى وأبو نعيم الملائى وأبو الوليد الطيالسى وغيرهم، ورواياتهم عند البخارى [5377]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 322]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 349]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 2829]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 118]، وجماعة.
وقد رواه بكير الأشج عن عاصم بن عمر عن جابر به مختصرًا كما مضى [برقم 2037].
2101 -
ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 2049].
2102 -
صحيح: مضى من هذا الطريق [برقم 1953].
2103 -
حَدَّثَنَا محمد بن الخطاب، حدّثنا مؤمل، حدّثنا شعبة، حدّثنا سعد بن إبراهيم، عن محمد بن عمروٍ، قال: لما قدم الحجاج جعل يوخر الصلاة، فسألت جابرًا - أو سئل - فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى الظهر بالهاجرة، ويصلى العصر والشمس حيةٌ، ويصلى المغرب إذا وجبت الشمس، والعشاء كان إذا اجتمع الناس عجَّل، وإذا قل الناس أخَّر، ويصلى الصبح بغلسٍ.
2104 -
حَدَّثَنَا محمد بن الخطاب، حدّثنا مؤملٌ، حدّثنا سفيان، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنت أصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم أرجع إلى أهلى في بنى سلمة، وهم على ميل من المدينة - أو قال: من المسجد - وأنا أرى مواقع النبل، ثم قال: الظهر كاسمها ظهرًا، والعصر والشمس بيضاء نقيةٌ، والمغرب كاسمها، والعشاء كان النبي صلى الله عليه وسلم يؤخرها أحيانًا ويعجلها أحيانًا.
2103 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2029].
• تنبيه: شيخ المؤلف (محمد بن الخطاب) يقول عنه حسين الأسد في تعليقه: "لم أجد له ترجمة فيما توصلت يديَّ إليه من مراجع".
قلتُ: ترجمه ابن حبان في "الثقات"[9/ 139]، فقال:"محمد بن الخطاب البلدى الزاهد سكن الموصل، يروى عن المؤمل بن إسماعيل وأبى نعيم والكوفيين، حدثنا عنه أبو يعلى وأهل الموصل".
قلتُ: وهذا منه توثيق مقبول.
2104 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 303]، وابن أبى شيبة [3232]، والبزار [374]، وغيرهم، من طريق الثورى عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به مثل سياق المؤلف.
قلتُ: وهو عند عبد بن حميد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 825]، مختصرًا بنحو أوله فقط، وكذا هو عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 283]، مختصرًا بجملة "صلى الظهر كاسمها" ومثله عند ابن المنذر في "الأوسط"[رقم 975]، بلفظ (الظهر كاسمها، يقول الظهيرة)، كلهم من هذا الطريق.
ومداره على ابن عقيل وهو ضعيف مضطرب الحديث عند التحقيق، وقد مضى الإشارة إلى بعض أحواله مرات، وقد اختلف في سنده على الثورى كما تراه عند المؤلف في "المعجم"[رقم 196]، مختصرًا.=
2105 -
حَدَّثَنا محمد بن الخطاب، حدّثنا مؤملٌ، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يصلى في ثوب واحد متوشحًا به. فقال أبو الزبير: رأيت جابرًا يصلى في ثوبٍ واحدٍ متوشحًا به.
2106 -
حَدَّثَنَا محمد بن الخطاب، حدّثنا مؤملٌ، حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَافَ أَنْ لا يَسْتَيْقظَ مِنْ آخِر
= وقد توبع ابن عقيل على نحو شطره الأول حتى قوله: (مواقع النبل) تابعه قعقاع بن حكيم عند أحمد [3/ 382]، وابن خزيمة [337]، والشافعى [109]، والطيالسى [1771]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[1605]، وفى "المعرفة"[رقم 599]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 213]، وغيرهم، بسند صحيح إليه.
وكذا تابعه على تلك الجملةً: عقبة بن عبد الرحمن عند أحمد [3/ 331]، وتابعه وهب بن كيسان أيضًا على تلك الجملة عند ابن المنذر في "الأوسط"[رقم 991]، وتابعه جماعة آخرون على باقى الحديث نحوه
…
فانظر [رقم 2029]، والله المستعان.
2105 -
صحيح: أخرجه مسلم [518]، وأحمد [3/ 294، 300، 312، 356، 386]، والطبرانى في "الصغير"[1/ رقم 435]، وعبد الرزاق [1366]، وابن أبى شيبة [3182]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1051]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 463]، وأبو عوانة [1161]، وأبو نعيم في "مسند أبى حنيفة"[رقم 171، 172]، وابن الأعرابى في "المعجم"[1355]، والخطيب في "تاريخه"[15]، وجماعة، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به مثله
…
وهو عند بعضهم نحوه قريبًا من سياقه.
قلتُ: وسنده صالح مستقيم، وأبو الزبير قد صرح بسماعه من جابر عند مسلم وجماعة. وقد رواه الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن أبى سعيد الخدرى به
…
كما مضى عند المؤلف [برقم 1251، 1373]، ويأتى أيضًا [برقم 2311]، وقد توبع عليه أبو الزبير نحوه: تابعه ابن المنكدر عند البخارى [346]، ومسلم [766]، وجماعة كثيرة. وتابعه أيضًا: عبد الله بن محمد بن عقيل وغيره، وفى الباب عن جماعة من الصحابة.
2106 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1905].
اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَ اللَّيْلِ، وَمَنْ طَمِعَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَيْقِظَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ مَشْهُودَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ".
2107 -
حَدَّثَنَا عمار أبو ياسر، حدّثنا جعفرٌ، أخبرنا الجعد، حدثنا أنس بن مالك، عن جابر بن عبد الله، قال: شكا الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا العطش، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعسِّ، قال: وقال: "عِنْدَ أَحَدٍ مِنْكُمْ مَاءٌ؟ " قال: فَأتِىَ بميضأة فصب فيه، قال: ثم وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده في العس، قال جابرٌ: فكنت أنظر إلى العيون تَنبع بين أصابع رسول الله صلى الله عليه وسلم، والناس يستقون.
2108 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن يحيى بن أبى أنيسة، وعبيد الله بن عمر، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة بمثل حصى الخذف.
2107 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 343]، والدارمى [28]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 6848]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 293]، وفى "أخبار أصبهان"[1/ 314]، والآجرى في الشريعة [رقم 1043]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2259]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 1550/ أطرافه]، وغيرهم من طرق عن جعفر بن سليمان عن الجعد بن دينار عن أنس بن مالك عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد قوى صالح. وجعفر دون الثقة وفوق الصدوق، وشيخه ثقة له أوهام. وقد توبع عليه أنس بن مالك بنحوه عن جابر به
…
تابعه سالم بن أبى الجعد عند البخارى [3383، 3921]، ومسلم [18561]- وليس عنده موضع الشاهد - وأحمد [3/ 329، 353، 365]، والدارمى [27]، وابن خزيمة [125]، وابن حبان [6542]، والطيالسى [1729]، وجماعة كثيرة.
ويأتى شاهد له عن أنس [برقم 2759، 2895، 3172، 3193، 3329، 3036].
2108 -
صحيح: أخرجه مسلم [1299]، والترمذى [897]، والنسائى [3074]، و [3075]، وأحمد [3/ 313، 319، 337، 356]، وابن خزيمة [2875]، والشافعى [1728]، والبيهقى في "سننه"[9319]، وفى "المعرفة"[3137]، والبغوى في "شرح السنة" =
2109 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، قال: حدثنى المغيرة بن سقلابٍ، أخبرنا معقلِ بنِ عبد الله، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ ضَمِنَ لِي مَا بين لحْيَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، ضَمِنْتُ لَهُ الجَنَّةَ".
2110 -
حَدَّثَنَا أبو همامٍ، قال: حدثنى ابن وهب، قال: أخبرنى عمرو بن الحارث، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أنه قال: يا رسول الله، أنعمل لأمرٍ قد فرغ منه أم لأمرٍ نأتنفه؟ قال:"لأَمْرٍ قَدْ فُرِغَ" منه فقال سراقة: ففيم العمل إذًا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلٌّ مُيَسَّرٌ لِعَمَلِهِ".
2111 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم الموصلى، حدّثنا عبد الوهاب الثقفى، حدّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابرٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيشٍ، يقول: صبَّحكم ومسَّاكم، ويقول: "بُعِثْتُ
= [3/ 393]، وأبو عوانة [2891، 2896]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[909]، وابن عساكر في "تاريخه"[64/ 48]، وغيرهم، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به ..
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند مسلم وغيره، وقد توبع أبو الزبير على نحو هذا اللفظ: تابعه أبو جعفر الباقر في حديثه الطويل عن جابر في سياق حجة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وموضع الشاهد منه عند النسائي [3054]، وابن ماجه [3074]، والدارمى [1850]، وابن حبان [3944]، والبيهقى [9329]، وجماعة.
2109 -
صحيح: مضى [برقم 1855]، فراجعه إن شئت.
2110 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2054].
2111 -
صحيح: أخرجه مسلم [867]، وابن ماجه [45]، وابن حبان [10]، وابن الجارود [297]، وأبو نعيم في "المستخرج"[2/ 454، 455 / رقم 1951]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 376، 377]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[1/ 76، 82، 83]، والبيهقى في "الصفات"[رقم 402]، وفى "المدخل إلى السنن"[رقم 143]، وغيرهم من طرق عن عبد الوهاب الثقفى عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به
…
=
أَنَا وَالسَّاعَةُ كهَاتَيْنِ - يَقْرِنُ بَيْنَ السَّبَّابَة وَالْوُسْطَى - وَيَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ، فَإنَّ خَيْرَ الحْدِيثِ كتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْى هَدْى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وَإِنَّ شَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكل بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ"، ثم يقول: "أَنَا أَوْلَى بِكُلِّ مُؤْمِنٍ مِنْ نَفْسِهِ، مَنْ تَرَكَ مَالًا فَلأَهْلِهِ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْنًا وَضَيْعَةً إلَيَّ وَعَلَيَّ".
2112 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم الموصلى، حدّثنا حفص بن غياث، عن أشعث، عن ابن سيرين، عن أبى بكرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم النحر على رًاحلته بمنًى.
= قلتُ: قد توبع عبد الوهاب عليه مثله ومختصرًا، تابعه يحيى بن سعيد والثورى ووهيب بن خالد وسليمان بن بلال ويحيى بن سليم ومصعب بن سلام ومحمد بن جعفر بن محمد بن عليّ وغيرهم، وستأتى متابعة وهيب عند المؤلف [برقم 2119].
وقد رواه ابن المبارك عن الثورى فزاد فيه: (وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار
…
) فتابعه جماعة على جملة (وكل بدعة ضلالة) كلهم رووه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به
…
وتابعه على جملة (وكل محدثة بدعة) وكيع عن الثورى به
…
عند أحمد [31/ 371]، والبيهقى في "سننه"[5591]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 24/ ظلال]، ووقعت تلك الجملة أيضًا في رواية عبد العزيز بن المختار عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به
…
عند الشجرى في "الأمالى"[ص 463].
ووقعت أيضًا في رواية محمد بن جعفر بن محمد بن على عن أبيه عن جده عن جابر به
…
عند السهمى في "تاريخه"[ص 365].
أما جملة (وكل ضلالة في النار) فقد انفرد بها ابن المبارك عن الثورى عن جعفر بن محمد، ولا أعلم أحدًا قد تابعه عليها بعد البحث، بل خالفه وكيع فلم يذكرها عن الثورى في روايته عنه، ووكيع أحفظ من ابن المبارك كما قاله أبو حاتم الرازى كما في مقدمة "الجرح والتعديل"[1/ 221]، (ترجمة وكيع) وهو أتقن لحديث الثورى من ابن المبارك، وأيضًا فلم يذكر تلك الزيادة أحد ممن رواه عن جعفر بن محمد على كثرتهم، وقد جزم جماعة من أفاضل معاصرينا بكونها زيادة شاذة، وعارضهم آخرون وصحَّحوها.
2112 -
صحيح: هذا إسناد ضعيف؛ لضعف أضعث في سنده؛ وهو أشعث بن سوار الكندى.=
2113 -
حَدَّثَنَا أحمد بن إبراهيم، حدّثنا حفصٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، وأبى صالح - أو أحدهما - عن جابر، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر بمنًى، بنحوٍ من حديث أبى بكرة.
= وقد توبع عليه حفص بن غياث: تابعه أسباط بن محمد، عن أشعث بإسناده به
…
وفى سياق طويل
…
أخرجه أحمد [5/ 40]، ثنا أسباط به ....
قلتُ: قد مضى أن أشعث في سنده هو ابن سوار؛ ولم يقع منسوبًا في إسناد أحمد ولا المؤلف؛ لكنَّ أسباط بن محمد ما ثبت أنه روى عن أشعث غيره؛ فهو مشهور بالرواية عن ابن سوار، فمتى أطلق (أشعث) في رواية أسباط فهو المراد إن شاء الله.
وأشعث هذا قد ضعفه النقاد لسوء حفظه وتخليطه، وقد مشاه بعضهم، وقد تابعه أيوب السختيانى - واختلف عليه فيه - وغيره مطولًا عن ابن سيرين عن أبى بكرة به
…
ولكن دون موضع الشاهد هنا.
وابن سيرين لم يسمع هذا الحديث من أبى بكرة، فقد رواه جماعة عنه عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبى بكرة به مطولًا
…
ورواه عنه بعضهم عن حميد بن عبد الرحمن عن أبى بكرة به مطولًا أيضًا
…
ومحل الشاهد في تلك الروايات: هو في رواية ابن عون عن ابن سيرين عن عبد الرحمن بن أبى بكرة عن أبيه قال: "خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته يوم النحر
…
".
أخرجه البيهقى في "سننه"[6003]، بهذا اللفظ. وهو أقربها إلى لفظ المؤلف، ورواية ابن عون عند البخارى [67]، ومسلم [1679]، وجماعة كثيرة مطولًا.
2113 -
صحيح: هذا إسناد صحيح مستقيم، وحفص هو ابن غياث ثقة فقيه له أوهام، وقد توبع عليه دون شك في سنده، تابعه محمد بن عبيد الطنافسى عند أحمد [3/ 85، 371]، قال: ثنا الأعمش عن أبى صالح عن جابر به .. وزاد أحمد في الموضع الثاني طرفًا من خطبة يوم النحر ..
وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"[5/ 196]، بعد أن ذكره من طريق أحمد في الموضع الثاني:"انفرد به أحمد من هذا الوجه، وهو على شرط "الصحيحين"، ورواه أبو بكر بن أبى شيبة عن أبى معاوية عن الأعمش به .. ".
قلتُ: وهو كما قال عند ابن أبى شيبة في "المصنف"[37165]، من هذا الطريق نحو سياق أحمد في الموضع الثاني، ونحوه من طريق أبى معاوية عند نعيم بن حماد في "الفتن"=
2914 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبادٍ المكى، حدّثنا ابن عيينة، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن كسب الحجام، فقال: أحسبه، قال:"اعْلِفْهُ نَاضِحَكُمْ".
2115 -
حدثنا محمد بن عباد، حدّثنا سفيان، عن أبى الزبير: عن جابر قال: لم نكن نسمى المنافقين كفارًا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
2116 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن حبيب المعلم، عن عطاء، عن جابرٍ، أن رجلًا قال يوم الفتح: يا رسول الله، إنى نذرت إن فَتح الله عليك أنَّ أصلى في بيت المقدس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صَلِّ هَا هُنَا" فأعادها الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك، يقول:"ضَلِّ هَا هُنَا" فلما أكثر عليه، قال:"فَشَأْنكَ إذًا".
= [رقم 438]، وخطبة يوم النحر قد وقعت في رواية جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر في حديثه الطويل في سياق حجة الرسول صلى الله عليه وسلم عند مسلم [1218]، وجماعة كثيرة.
2114 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 357، 381]، والحميدى [1284]، ومن طريقه الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 130]، وغيرهم، من طريق ابن عيينة عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 2737]: "هذا إسناد صحيح".
قلتُ: الصواب أنه حسن فقط، وأبو الزبير قد صرح بالسماع من جابر عند أحمد في الموضع الثاني، وإنما حسَّناه فقط؛ لكون أبى الزبير قد تكلم فيه غير واحد من النقاد، لكنه صدوق متماسك صالح من الحفاظ، راجع ما علقناه في ذيل تخريج الحديث الماضى [برقم 1769]، فهو مهم.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة راجع "الصحيحة"[3/ 395].
2115 -
ضعيف: هذا إسناد ضعيف لعنعنة أبى الزبير، وهو قد شهد على نفسه بالتدليس عن جابر، كما مضى شرح ذلك في [رقم 1769]، وسفيان هو ابن عيينة الإمام.
2116 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3305]، وأحمد [3/ 363]، والدارمى [2339]، والحاكم [4/ 338]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1009]، وابن الجارود [945]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[5/ 170]، وأبو عوانة [4758]، والبيهقى في "المعرفة [6026]، والطحاوى في "شرح المعاني" [3/ 125]، والخطيب في "الأسماء المهبمة" [ص 32]، وغيرهم، من طرق عن حماد بن سلمة عن حبيب المعلِّم عن عطاء بن أبى رباح عن جابر به
…
=
2117 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حماد، عن سهيل بن أبى صالحٍ، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليمٍ الزرقى، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمْ إِلَى المسْجِدِ فَلَيُصَلِّ رَكعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ".
= قلتُ: وهذا إسناد قوى، وقد صححه الحاكم على شرط مسلم، وهو كما قال. وكذا صححه ابن دقيق العيد في "الاقتراح" كما في "التلخيص"[4/ 178].
لكن قال أبو عوانة عقب روايته: "في هذا الحديث نظر في صحته وتوهينه" ولم يظهر لى برهان هذا النظر بعد، ولم ينفرد به حبيب المعلم، بل تابعه حبيب بن الشهيد عند البيهقى في "سننه الكبرى"[19922]، وفي "الصغرى"[رقم 3249]، وفى "المعرفة"[رقم 6526]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 32]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 45] وغيرهم، من طرق عن حبيب به.
قلتُ: وسنده صحيح. وحبيب ثقة مأمون، وللحديث شاهد نحوه من رواية رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند أبى داود [3356]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 33]، وسنده ضعيف.
• تنبيه: عزا الإمام في "الإرواء"[4/ 147]، هذا الحديث من الطريق الأول إلى البيهقى [10/ 82]، وهو وهْم منه، إذ إنه ليس عند البيهقى في "الكبرى" من هذا الطريق، إنما هو عنده في هذا الموضع [10/ 82] من الطريق الثاني، أعنى رواية حبيب بن الشهيد عن عطاء عن جابر به
…
2117 -
صحيح: أخرجه الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 371]، والخطيب في "تاريخه"[3/ 47]، والترمذى في "علله"[رقم 71]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 53]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 785]، والطحاوى أيضًا في "المشكل"[14/ 180] وغيرهم، من طرق عن سهيل بن أبى صالح عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الخطيب عقب روايته: "
…
خالف سهيلٌ الناس في روايته، وقد رواه مالك بن أنس وزياد بن سعد وربيعة بن عثمان، وعثمان بن أبى سليمان وعمر بن عبد الله بن عروة عن عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبى قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصواب".
قلتُ: ورواية مالك عنده في "الموطأ"[386]، ومن طريقه البخارى [433]، ومسلم [714]،=
2118 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا حمادٌ، عن أيوب، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بلغه موت النجاشى قام بأصحابه فصفوا خلفه صفين، فصلى عليه.
2119 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا وهيبٌ، عن جعفر بن محمدٍ، عن أبيه، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب احمرت عيناه، واشتد غضبه، وعلا صوته - حتى كأنه منذر جيش، ثم قال:"صَبَّحَتْكُمُ السَّاعَة وَمَسَّتْكُمْ، بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ - السّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى - أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ".
2120 -
حَدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا وهيبٌ، عن ابن أبى ذئبٍ، عن عثمان بن عبد الله بن سراقة، عن جابرٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلى على راحلته حيث وُجِّهَتْ في غزوة أنمارٍ
= وأبو داود [467]، والنسائي [730]، وابن ماجه [1013]، والترمذى [316]، وجماعة كثيرة، وهذا هو المحفوظ من حديث عامر بن عبد الله بن الزبير عن عمرو بن سليم عن أبى قتادة به
…
وقد تتابعت كلمات النقاد على توهيم سهيل بن أبى صالح في سنده على عامر، فقال الترمذى في "سننه"[2/ 129]، بعد أن ذكر طريق سهيل:"وهذا حديث غير محفوظ، والصحيح حديث أبى قتادة"، ونحو قال في "علله الكبير" ثم نقل عن ابن المدينى أنه قال:"حديث سهيل خطأ"، ونحوه جزم به الدارقطنى في "العلل"[6/ 145].
2118 -
صحيح: مضى من طريق أبى الزبير [برقم 1864].
2119 -
صحيح: هذا إسناد صحيح. وانظر الماضى [برقم 2111].
2120 -
صحيح: أخرجه البخارى [3909]، وأحمد [3/ 300]، والشافعى [86]، وابن أبى شيبة [8504]، والبيهقى في "سننه"[2035]، وفى "المعرفة"[730]، والمزى في "تهذيبه"[19/ 415]، وابن حبان [2520]، وابن نصر في "السنة"[364]، وغيرهم، من طرق عن ابن أبى ذئب عن عثمان بن عبد الله بن سراقة عن جابر بن عبد الله به
…
وهو عند بعضهم نحوه .. =
2121 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن عمرو بن دينارٍ، سمع جابر بن عبد الله، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحرْبُ خدْعَةٌ".
2122 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، عن حميدٍ، عن أبى المتوكل، عن جابر بن عبد الله: أنهم كانوا لا يضعون أيديهم في الطعام حتى يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم يبدأ.
2123 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا سيارٌ، ومغيرة، عن الشعبى، عن جابرٍ، قال: بِعْتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرًا، على أن لى ظهره حتى أرجع إلى المدينة.
= قلتُ: وقد توبع عليه ابن سراقة: تابعه جماعة عن جابر به بألفاظ مختلفة. وله شواهد أيضًا نحوه
…
2121 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1826]، و [1968].
2122 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 364]، والنسائى في "الكبرى"[67531]، من طريق حماد بن سلمة عن حميد الطويل عن أبى المتوكل الناجى عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح موصول، رجاله كلهم ثقات معروفون، وحميد الطويل لا يدلس إلا عن أنس وحده كما هو التحقيق، على أنه قليل التدليس أيضًا.
وللحديث شاهد عن حذيفة بسياق فيه طول عند مسلم [2017]، وأبى داود [3766]، وأحمد [5/ 382]، وجماعة.
2123 -
صحيح: أخرجه البخاري [22751، 2569، 2805]، ومسلم [715]، والترمذى [1253]، وأحمد [3/ 392]، والطيالسى [1788]، والطبرانى في "الأوسط [61/ رقم 5744]، وفى "الصغير" [1/ رقم 207].
وابن أبى شيبة [21199]، وابن الجعد [2125]، وابن الجارود [635]، وأبو عوانة [رقم 2929]، و [رقم 3932]، وغيرهم، من طرق عن الشعبى عن جابر به مطولًا ومختصرًا نحوه.
قلتُ: وقد توبع الشعبى على نحوه مطولًا ومختصرًا: تابعه جماعة، منهم أبو المتوكل - إن صح عنه - كما مضى عند المؤلف [برقم 1793]، وتابعه أيضًا: سالم بن أبى الجعد كما مضى عند المؤلف أيضًا [برقم 1898]، وتابعه آخرون.
2124 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا وكيعٌ، حدّثنا زكريا، عن الشعبى، عن جابرٍ: أنه باع النبي صلى الله عليه وسلم بعيرًا، واشترط ظهره إلى أهله.
2125 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا هشيمٌ، أخبرنا سيارٌ، عن أبى هبيرة، عن جابرٍ، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، واشترى منى بعيرًا، وجعل لى ظهره حتى أقدم المدينة فلما قدمنا أتيته بالبعير فدفعته إليه وأمر لى بالثمن، ثم انصرفت، وإذا رسولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد لحقنى، قال: قلت: لعله بدا له فيه، قال: فلما أتيته دفع إليَّ البعير، قال:"هُو لَكَ" قال: فمررت برجلٍ من اليهود فأخبرته قال: فجعل يَعْجَبُ، قال: واشترى منك البعير فدفع إليك الثمن، ثم وهبه لك؟! قال: قلت: نعم.
2126 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يحيى بن سعيدٍ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: أتت، جابر بن عبد الله وهو ببنى سلمة، فسألناه عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحدّثنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقام بالمدينة تسع سنين لم يحج، ثم أذن في الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجٌ في هذا العام، فنزل المدينة بشرٌ كثيرٌ كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ويفعل ما يفعل، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمسٍ بقين من ذى القعدة، وخرجنا حتى إذا أتينا ذا الحليفة نفستْ أسماء بمحمد بن أبى بكرٍ، فأرسلتْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أصنع؟ فقال: "اغْتَسِلِى وَاسْتَثْفِرِى بِثَوْبٍ، ثُمَّ أَهِلِّى" فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء أهلَّ بالتوحيد:"لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إِنَّ الحمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالمَّلْكَ، لا شَرِيكَ لَكَ" ولبى الناس، والناس يزيدون ذا المعارج ونحوه من الكلام،
2124 - صحيح: انظر قبله.
2125 -
صحيح: مضى من هذا الطريق [برقم 1965].
2126 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 320]، وابن الجارود [465]، مثل سياق المؤلف مطولًا، وهو عند النسائي [2970]، وابن خزيمة [2626]، وجماعة، مختصرًا ببعض فقراته. كلهم رووه من طرق عن يحيى بن سعيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به.
قلتُ: قد توبع عليه يحيى بن سعيد مطولًا ومختصرًا: تابعه جماعة، فانظر الحديث الماضى [برقم [2027]، وقد مضى هذا الطريق [برقم 2028]، لكن لم يسق المؤلف لفظه هناك.
والنبى صلى الله عليه وسلم يسمع فلا يقول لهم شيئًا، فنظرت مد بصرى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من راكبٍ وماشٍ، ومن خلفه مثل ذلك، وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، قال جابرٌ ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ينزل القرآن وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شئٍ عملناه، قال: فخرجنا لا ننوى إلا الحج، حتى إذا أتينا الكعبة استلم نبى الله صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود، ثم رمل ثلاثةً، ومشى أربعةً، حتى إذا فرغ عمد إلى مقام إبراهيم، فصلى خلفه ركعتين، وقرأ:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} [البقرة: 125]، قال: قرأ فيهما بالتوحيد و: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1)} [الكافرون]، ثم استلم الحجر، ثم خرج إلى الصفا، ثم قال: نبدأ بما بدأ الله به وقرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: 158]، فرقى على الصفا، حتى إذا نظر إلى البيت كبر، ثم قال:"لا إِلَه إلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملِكُ، وَلَهُ الحمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْء قَدِيرٌ، لا إلَهَ إلا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَصَدَقَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ - أَوْ غَلَبَ - الأَحْزَابَ وَحْدَهُ" ثم دعا ورجع إلى هذا الكلام، ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادى رمل، حتى إذا صعد مشى، حتى إذا أتى المروة فرقى عليها، حتى إذا نظر إلى البيت قال عليها كما قال على الصفا، ولما كان السابع بالمروة، قال:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إنِّى لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِى مَا اسْتَدْبَرْتُ لَمْ أَسُقِ الْهَدْىَ وَجَعَلْتُهَا عُمْرَةً، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ مَعَهُ هَدْىٌ فَلْيَحْلُلْ، وَلْيَجْعَلْهَا عُمْرَةً"، فحل الناس كلهم، فقال سراقة بن جشعم: يا رسول الله، ألعامنا هذا أم للأبد؟ قال: فشبك النبي صلى الله عليه وسلم بين أصابعه، قال:"بَلْ لِلأَبَدِ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ، دَخَلْتِ الْعُمْرَةُ فِي الحجِّ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ". وقدم على من اليمن، فقدم معه بهدى، وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم معه هديًا من المدينة، فإذا فاطمة قد حلت ولبست ثيابًا صبيغًا، واكتحلت، وقالت: أمرنى أبى، فأنكر ذلك عليٌّ عليها.
قال: قال جعفرٌ: هذا الحرف لم يذكره جابر بن عبد الله، قال عليّ بالكوفة: فانطلقت محرشًا أستثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي ذكرت فاطمة، فقلت: يا رسول الله، إن فاطمة قد حلت ولبست ثيابًا صبيغًا، واكتحلت، وقالت: أمرنى به أبى، قال:"صَدَقَتْ صَدَقَتْ صَدَقَتْ، أَنَا أَمَرْتُهَا بِهِ".
ثم رجع إلى حديث جابرٍ، فقال لعليّ:"بِمَ أَهْلَلْتَ"؟ قال: قلت: اللَّهم إنى أهِلُّ بما أهَلَّ به رسولك، ومعى الهدى، قال:"فَلا تَحِلَّ" قَالَ: وكان جماعةُ الهدى الذي أَتى به النبي صلى الله عليه وسلم والذى أتى به عليّ مائةً، فنحر رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ثلاثةً وستين، وأعطى عليّا، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل بدنة ببضعةٍ، فَجُعلَتْ في قدرٍ، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قَدْ نَحَرْتُ هَا هُنَا، وَمِنًى كلُّهَا مَنْحَرٌ" ووقف ثم قال: "قدْ وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ" ووقف بالمزدلفة فقال: "قَدْ وَقَفْتُ هَا هُنَا، وَالمزْدَلفَةُ كُلُّهَا مَوقِفٌ".
2127 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا يحيى بن سليمٍ، عن إسماعيل بن أمية، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أن عبد الرحمن بن أبى عمارٍ، أخبره، قال: سألت جابر بن عبد الله: أيؤكل الضبع؟ قال: نعم. قلت: أصيدٌ هي؟ قال: نعم. قلت: سمعتَ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم.
2127 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [3236]، وأحمد [3/ 291]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 245، 246]، وعبد الرزاق [8681]- وعنده مختصرًا - والجصاص في "أحكام القرآن"[4/ 188 - 189]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 192]، وغيرهم، من طرق عن إسماعيل بن أمية عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير عن عبد الرحمن بن أبى عمار عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم، رجاله كلهم ثقات مأمونون، وقد توبع عليه إسماعيل:
1 -
تابعه ابن جريج عند الترمذى [851، 1791]، والنسائى [2836، 4323]، وأحمد [3/ 318]، والدارمى [1942]، والحاكم [1/ 622]، والشافعى [640، 1571]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 245]، وعبد الرزاق [8682]، والبيهقى في "سننه"[19167]، وفى "المعرفة"[رقم 3238، 5922]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 427]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 881]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 399]، وابن الجارود [438]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 164]، وفى "المشكل"[8/ 193]، والترمذى أيضًا في "العلل"[رقم 343]، وجماعة كثيرة، من طرق عن ابن جريج به
…
قال الترمذى في "علله": "سألتُ محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: هو حديث صحيح".=
2128 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الوارث بن سعيد، حدّثنا القاسم بن عبد الواحد، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِن أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى مِنْ بَعْدِى لَعَمَلُ قَوْمِ لُوطٍ".
= قلتُ: وهو كما قال.
2 -
وتابعه أيضًا جرير بن حازم على هذا السياق أيضًا: عند الدارقطنى في "سننه"[2/ 246]، والبيهقى في "سننه"[19169]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 164]، وفى "المشكل"[8/ 191]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 153]، وغيرهم، من طرق عن سعيد بن أبى مريم عن يحيى بن أيوب المصرى عن إسماعيل بن أمية وجرير بن حازم وابن جريج، ثلاثتهم عن عبد الله بن عبيد الله بن عمير عن عبد الرحمن بن أبى عمار عن جابر به
…
قلتُ: ولجرير بن حازم فيه سياق آخر يأتى عند المؤلف [برقم 2159]، وسيأتى الكلام عليه هناك، "الإرواء"[4/ 242]، و"نصب الراية"[4/ 260]، و"التلخيص"[2/ 278].
2128 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [1457]، وابن ماجه [2563]، وأحمد [3/ 382]، والحاكم [4/ 397]- وعنده سقط في إسناده - والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 5374]، والذهبى في "الدينار"[21]، والمزى في "التهذيب"[23/ 394]، وابن حبان في "المجروحين"[2/ 4]، والآجرى في "ذم اللواط"[رقم 12، 13]، وأبو ذر الهروى في "فوائده"[رقم 3]، وابن أبى الدنيا في "ذم الملاهى"[رقم 121]، ومن طريقه ابن الجوزى في "ذم الهوى"[1/ رقم 456/ بتعليقى]، وغيرهم، من طريقين عن القاسم بن عبد الواحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
قلتُ: وسنده ضعيف فيه علتان:
الأولى: القاسم بن عبد الواحد وثقه ابن حبان، لكن سئل عنه أبو حاتم فقال:"يكتب حديثه"، وهذه عبارة تليين، ووجدتُ ابن حبان نفسه قد ذكره في كتابه "مشاهير علماء الأمصار"[ص/ 148 رقم 1169]، وقال:"من خيار أهل مكة، وكان يهم في الشئ بعد الشئ".
والثانية: هي ابن عقيل، وهو ضعيف سيئ الحفظ؛ ليس بذلك القوى أصلًا، نعم قد مشاه جماعة، لكن ممارسة حديثه تدل على اضطرابه وضعفه، وقد شرحنا حاله في غير هذا المكان. وللحديث طرق أخرى عن جابر به
…
=
2129 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة عام الفتح في رمضان، فصام حتًى بلغ كراع الغميم، فصام رمضان، وصام الناس معه فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصيام،
= 1 - فرواه الحجاج بن دينار عن ابن المنكدر عن جابر به
…
مطولًا
…
وفيه: "وإن أشد ما أتخوف على أمتى من بعدى عمل قوم لوط .... ) أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" [1/ رقم 156]، من طريق الحسن بن جرير الصورى عن عثمان بن سعيد الصيداوى عن سليمان بن صالح عن عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن الحجاج بن دينار به ....
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف غريب من حديث بن المنكدر، رجالهم كلهم مقبولون سوى ابن ثوبان هذا، فهو مختلف فيه، وكان قد تغير بآخرة حتى وقعت في حديثه المناكير، بل قال أحمد:"أحاديثه مناكير".
2 -
وله طريق ثان بإسناد باطل، راجع الكلام عليه مع تخريجه في تعليقنا على "ذم الهوى"[1/ رقم 454]، لابن الجوزى، وللحديث شواهد بأسانيد تالفة جدًّا،:
1 -
منها حديث ابن عباس مرفوعًا: (إن أخوف ما أخاف على أمتى من بعدى لفعل قوم لوط
…
) أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 173]، وسنده مظلم.
2 -
وقال الحافظ في "اللسان"[1/ 56]: (وروى إبراهيم بن رستم عن همام عن الهثيم عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن عروة عن عائشة - رضى الله عنها - قالت: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مهتم. قلتُ: يا رسول الله: ما همك؟! قال: أخاف أن يكون في أمتى من يعمل عمل قوم لوط
…
) قال الحافظ: (أخطأ إبراهيم في سنده ومتنه جميعًا، رواه الثقات الأثبات عن الهمام - وهو ابن يحيى - عن القاسم بن عبد الواحد عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر - رضى الله عنه - رفعه: إن أخوف ما أخاف على أمتى عمل قوم لوط
…
".
قلتُ: ثم نقل عن أبى الشيخ الأصبهانى أنه قال في كتابه "فوائد الأصبهانيين": "أخطأ فيه إبراهيم بن رستم".
قلتُ: وهو كما قالا، وإبراهيم وإن وثقه ابن معين وابن حبان، إلا أن الجماعة قد تكلموا فيه، ومع توثيق ابن حبان له فقد قال:"يخطئ"، فإن لم تكن العهدة عليه في هذا الطريق، فليس إلا أن يكون ابن عقيل قد اضطرب في إسناده كعادته.
2129 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1880].
وإنما ينظرون إلى ما فعلت، فدعا بقدحٍ من ماءٍ بعد العصر، فشرب، والناس ينظرون، فصام بعض الناس، وأفطر بعضٌ، فبلغه أن ناسًا صاموا، فقال:"أُولَئكَ الْعُصاةُ".
2130 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حماد بن زيدٍ، عن كثير بن شنطيرٍ، عن عطاءٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَوْكوا الأَسْقِيَةَ، وَأَجيفُوا الأَبوَابَ، وَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ عِنْدَ المسَاءِ، فَإِنَّ لِلْجِنِّ انْتِشَارًا وَخَطْفَةً، وَأَطْفِئُوا الْمِصْبَاحَ عِندَ الرُّقَادِ، فَإنَّ الْفوَيْسِقَةَ رُبَّمَا اجْتَرَّتِ الْفَتِيلَةَ، فَأَحْرَقَتْ أَهْلَ الْبَيْتِ".
2131 -
حَدَّثنَا إسحاق، حدّثنا محمد بن خازمٍ، حدّثنا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طُولُ الْقُنُوتِ".
2130 - صحيح: أخرجه البخارى [3138، 5937]، والترمذى [2857]، وأحمد [3/ 388]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6062]، والمزى في "تهذيبه"[24/ 126]، والذهبى في التذكرة [3/ 1026]، وابن عبد البر في "التمهيد"[12/ 182]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 10]، وغيرهم، من طرق عن كثير بن شنطير عن عطاء عن جابر به
…
وليس عند الترمذى: (فإن للجن انتشارًا وخطفة).
قلتُ: وقد توبع عليه كثير بن شنظير بنحوه
…
: تابعه جماعة عن عطاء، بعضهم يزيد على بعض في متنه.
وللحديث طرق أخرى عن جابر بأكثر فقراته، وطرق أخرى ببعضها، مضى منها طريق أبى الزبير عنه [برقم 1772]، و [رقم 1837]. والله المستعان.
2131 -
صحيح: أخرجه مسلم [756]، وأحمد [3/ 30، 314]، وابن خزيمة [1155]، وابن حبان [1758]، والطيالسى [1777]، وعبد الرزاق [4845]، وابن أبى شيبة [8346]، والبيهقى في "سننه"[4462]، وفى "المعرفة"[رقم 1445]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1016]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 309، 310]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 299]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 16]، [1/ 479]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2522]، وابن جميع في "المعجم"[رقم 156]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان طلحة بن نافع عن جابر به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وسنده صالح ما به بأس، وعنعنة الأعمش مردودة إلا عن شيوخ أكثر من الرواية عنهم، ومنهم أبو سفيان، وأبو سفيان تكلم بعضهم في سماعه من جابر، والتحقيق أنه سمع منه ما شاء الله له أن يسمع؛ فراجع ما ذكرناه في الحديث [رقم 1892]، وقد اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه أصحابه على الوجه الماضى.
وخالفهم عبد الملك بن حميد بن أبى غنية، فرواه عنه فقال: عن أبى وائل عن أيت موسى الأشعرى به
…
وذكر زيادة في أوله، هكذا أخرجه الطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 2106]، والبزار [2600]، من طريق الفلاس عن خلاد بن يزيد عن عبد الملك بن أبى غنيمة به
…
قلتُ: قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا ابن أبى غنية" وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا رواه عن الأعمش عن شقيق - هو أبو وائل - عن أبى موسى إلا عبد الملك بن حميد بن أبى غنية، وغير ابن أبى غنية إنما يرويه عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ من حديث جابر
…
وابن أبى غنية ثقة معروف، ولا أراه حفظ إسناده عن الأعمش، و (الأعمش عن أبى وائل
…
) أقرب في الأسماع عند النقلة من (الأعمش عن أبى سفيان) فانتبه! وقد توبع أبو سفيان عليه:
1 -
تابعه أبو الزبير عند مسلم [756]، والترمذى [387]، وابن ماجه [1421]، وأحمد [3/ 391]، والبيهقى في "سننه"[4461]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1060]، وابن الجعد [2459]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[رقم 311]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 478]، وفى "تفسيره"[1/ 287]، والحميدى [1276]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 299] وغيرهم.
وقد صرح أبو الزبير بسماعه من جابر عند مسلم وجماعة. ولفظ الطحاوى: (أفضل الصلاة طول القيام) وهو لفظ الحميدى أيضًا.
2 -
وتابعه الحسن البصرى بمثله مع زيادة في أوله وآخره عند ابن أبى شيبة في "المسند" كما في "المطالب"[رقم 2957]، من طريق زائدة عن هشام بن حسان عن الحسن به
…
قلتُ: وهذه متابعة مغموزة؛ وهشام تكلموا في سماعه من الحسن، والحسن نفسه لم يسمع من جابر كما قاله ابن المدينى. =
1132 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان، عن حميدٍ الأعرج، عن سليمان، عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع الجوائح.
=3 - وتابعه أيضًا: عليّ بن الحسين زين العابدين عند ابن عدى في "الكامل"[1/ 290]، وابن سمعون في "أماليه"[رقم 338]، لكن من طريقين فاسدين به إليه
…
وله شاهد من حديث عبد الله بن حبشى مرفوعًا عند أبى داود والنسائى وابن ماجه وجماعة، لكن اختلف في وصله وإرساله، وله شواهد أخرى عن أبى ذر وأنيس وعمير بن قتادة.
2132 -
صحيح: أخرجه مسلم [1554]، وأبو داود [3374]، والنسائى [4529]، وأحمد [3/ 309]، وابن حبان [5031]، والحاكم [2/ 47]، والشافعى [704]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 31]، والحميدى [1280]، وابن الجارود [640]، والبيهقى في "سننه"[10408، 10410]، وفى "المعرفة"[رقم 3492]، والطحاوى في "شرح المجانى"[4/ 34]، وأبو عوانة [رقم 4151، 4153، 4247]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 491]، وجماعة، من طرق عن ابن عيينة عن حميد الأعرج عن سليمان بن عتيق عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد قوى، وسليمان بن عتيق وثقه ابن حبان والنسائى، وقال البخارى:"لا يصح حديثه" ولعله يريد حديثًا بعينه.
وجازف ابن عبد البر وقال: "لا يحتج بما تفرد به". ولم ينفرد به سليمان، بل توبع عليه كما يأتى. وقد زاد أبو داود وأحمد والشافعى والدارقطنى والبيهقى والبغوى والطحاوى وأبو عوانة:(ونهى عن بيع السنين).
وهذه الزيادة وحدها من هذا الطريق عند ابن ماجه [2218]، والمؤلف [1844]، والحميدى [1281]، والنسائى [4627]، وجماعة.
وتوبع سليمان بن عتيق عليه دون الزيادة: تابعه أبو الزبير المكى بلفظ (إن بعت من أخيك تمرًا فأصابتها جائحة فلا يحل لك أن تأخذ منه شيئًا، بم تأخذ مال أخيك بغير حق؟!) أخرجه أبو داود [3470]- واللفظ له - والنسائى [4527، 4528]، ومسلم [1554]، وابن ماجه [2219]، والدارمى [2556]، وابن حبان [5034، 5035]، والحاكم [2/ 42]، والدارفطنى [3/ 30]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ 6768]، والبيهقى في "سننه"[10411]، وابن الجارود [639]، وجماعة كثيرة. وصرح فيه أبو الزبير بالسماع.
2133 -
حَدَّثنا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا مجالد، عن عامرٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَّا مَنْ سَلَقَ، وَلا حَلَقَ، وَلا خَرَقَ".
2133 م - وعن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّكُمُ الْيَوْمَ عَلَى دِينٍ، وَإنِّى مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُمَم، فَلا تَمْشُوا الْقَهْقَرَى بَعْدِى".
2133 - صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة [11345]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 1986]، والبزار [801]، وغيرهم، من طريق مجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابر به
…
قلتُ: وسنده ضعيف، ومجالد قد ضعفوه لسوء حفظه، وقد انفرد عن الشعبى بمناكير وغرائب.
نعم للحديث شاهد عن أبى موسى الأشعرى من طرق عنه بألفاظ مختلفة، نحوه، ويأتى أحدها عند المؤلف [برقم 7235]، ولفظه هناك: (لعن الله من حلق أو سلق أو خرق
…
).
ومثل لفظ المؤلف من حديث أبى موسى أيضًا: عند أبى داود [3130]، والنسائى [1861، 1866]، وأحمد [4/ 411]، وجماعة كثيرة، وهو عند البخارى [1234]، - تعليقًا - ومسلم [104]، وجماعة كثيرة، بلفظ (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من السالقة والحالقة والشاقة) وله ألفاظ أخر نحو هذا.
2133 م - ضعيف: بهذا التمام: أخرجه أحمد [3/ 354]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5114]، وأبو طاهر السلفى في "المجالس الخمسة"[رقم 12]، والبزار [4/ 176/ 3479]، كما في "الضعيفة"[7/ 194]، وابن العديم في بغية الطلب [2/ 381]، وغيرهم، من طريقين عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابر به .....
قلتُ: وهذا إسناد مدخول، مجالد قد برئنا من عهدته مرارًا، وبه أعله البوصيرى في "الإتحاف"[رقم 7468]، ولبعض فقرات الحديث شواهد ثابتة.
تنبيه: قال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحديث عن مجالد إلا حماد بن زيد".
قلتُ: وقد تابعه عباد بن عباد المهلبى عند أحمد في "المسند".
فائدة: أبواب التعقب على الطبراني - خاصة - في أمثال هذا الماضى كثير جدًّا، وأعجب من ذلك أن يكون دليل التعاقب عند الطبراني نفسه، وقد تتبع ذلك عليه الحافظ مُغَلْطاى الحنفى في جزء مفرد كما ذكره الحافظ في "النكت" على ابن الصلاح [ص 281/ طبعة دار التوفيقية].=
2134 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، عن مجالدٍ، عن الشعبى، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السَّائِمَةُ جُبَارٌ، وَالْبِئْرُ جُبَارٌ، وَالمعْدِنُ جُبَارٌ، وَفِى الرِّكَازِ الخمُسُ".
2135 -
وعن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَسْأَلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ عَنْ شَىْءٍ، فَإِنَّهُمْ لَنْ يَهْدُوكمْ وَقَدْ ضَلُّوا، وَإِنَّكُمْ إِمَّا أَنْ تُصَدِّقُوا بِبَاطِلٍ، وَإِمَّا أَنْ تُكَذبُوا بحَقٍّ، وَإِنَّهُ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ مُوسى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ مَا حَلَّ لَهُ إِلا أَنْ يَتَّبِعَنِى".
= وفى "تنبيه الهاجد" للمحدِّث أبى إسحاق الحوينى شئ كثير من هذا القبيل، بل هو مؤلَّف في هذا الغرض مطلقًا، على نظر قليل في تعقباته.
2134 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 335، 353]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 203]، وأبو عوانة [رقم 49 - 51]، وغيرهم من طرق عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابر به
…
ولفظ أحمد في الموضع الثاني: (السائبة جبار، والجب جبار
…
إلخ)، هكذا عنده (السائبة) بالباء الموحدة، وكذا:(الجب).
قلتُ: وسنده ضعيف، قال الهيثمى في "المجمع" [6/ 475]:"وفيه مجالد بن سعيد وقد اختلط".
قلتُ: وقد اختلف عليه في إسناده، فرواه عنه حماد بن زيد وعباد المهلبى وجرير بن حازم ثلاثتهم على الوجه الماضى، وخالفهم عبيدة بن الأسود، فرواه عنه فقال: عن الحارث الأعور عن عليّ به
…
مختصرًا بلفظ (البئر جبار، والمعدن جبار)، فجعله من (مسند عليّ).
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5192]، بإسناد صحيح إليه به.
قلتُ: والمحفوظ هو الأول كما صوَّبه الدارقطنى في "علله"[3/ 162]، وعبيدة بن الأسود مشاه أبو حاتم ووثقه ابن حبان، لكن قال الأخير: "يعتبر حديثه إذا روى وبيَّن السماع في روايته
…
".
قلتُ: وقد عنعنه أيضًا، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث أبى هريرة عند المؤلف [برقم 6050، 6072، 6075، 6308].
2135 -
ضعيف: بهذا السياق: أخرجه أحمد [3/ 338]، والبزار [124/ كشف] وغيرهما، من طريق حماد بن زيد عن مجالد بن سعيد عن الشعبى عن جابر به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ومن طريق حماد أخرجه البيهقى في "سننه"[2072]، وفى "الشعب"[5/ رقم 179]، ولكن مختصرًا.
وقد توبع عليه حماد بن زيد: تابعه هشيم عند أحمد [3/ 387]، والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 177]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 240]، وفى "شرح السنة"[1/ 116]، وابن أبى عاصم في "السنة"[رقم 43]، وابن أبى شيبة [26421]، ومن طريقه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[2/ رقم 1497/ مكتبة التوعية] وغيرهم، ولفظ أحمد: (عن جابر بن عبد الله: أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فقرأه النبي صلى الله عليه وسلم فغضب فقال: أمتهوكون فيها يا بن الخطاب؟! والذى نفسى بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شئ فيخبروكم بحق فتكذبوا به، أو بباطل فتصدقوا به، والذى نفسى بيده لو أن موسى صلى الله عليه وسلم كان حيًا ما وسعه إلا أن يتبعنى
…
).
ورواه ابن نمير عن مجالد بإسناده به
…
لكن بسياق أتم عند الدارمى [435]، وكذا هو من طريق ابن نمير عند الهروى في "ذم الكلام"[4/ رقم 583]، ولكن مختصرًا.
والحديث بنحوه من طريق مجالد عند الضياء المقدسى في "المنتقى" من مسموعاته بمرو [33/ 2]، كما في "الإرواء"[6/ 34].
ومدار الحديث على مجالد بن سعيد وهو ضعيف الحفظ كما مضى مرارًا، وبه أعله الحافظ في "الفتح"[13/ 284]، والهيثمى في "المجمع"[1/ 420].
وقد توبع عليه مجالد ولكن ليس فيه من سياق المؤلف شئ سوى الفقرة الأخيرة: تابعه جابر الجعفى عند أحمد [3/ 470]، و [4/ 265]، وعبد الرزاق [10164، 16213]، وابن الضريس في "فضائل القرآن"[1/ 76/ 1]، والهروى في "ذم الكلام"[3/ 64/ 1]، وعبد الغنى المقدسى في "الجواهر"[ق 245/ 1]، كما في "الإرواء"[6/ 35]، وجماعة.
وجابر هالك ولا كرامة، وقد خالف مجالدًا في إسناده أيضًا بعد أن تابعه على بعفض متنه، فرواه عن الشعبى فقال: عن عبد الله بن ثابت أن عمر أو جاء عمر بن الخطاب إلى النبي صلى الله عليه وسلم .... ثم ذكره، هكذا جعله من (مسند عبد الله بن ثابت). وللحديث شواهد لكن دون تمام لفظ المؤلف.
2136 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا سفيان عن مجالد، عن الشعبى، عن جابر:{إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا} [المائدة: 41] فَذَكَرَ ابْنَىْ صوريا حتى أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال لهما:"بِالَّذِى أَنْزَلَ التَّوْرَاةَ عَلَى مُوسَى، وَالَّذِى فَلَقَ الْبَحْرَ، وَالَّذِى أَنْزَلَ عَلَيْكُمُ المنَّ وَالسَّلْوَى أَنْتُمْ أَعْلَمُ؟ " قالا: قد نحلنا قومنا ذاك، قال: فقال
2136 - ضعيف: بهذا السياق: أخرجه الحميدى [1294]، ومن طريقه الطحاوى في "المشكل"[11/ 137]، من طريق ابن عيينة عن مجالد عن الشعبى عن جابر به
…
بسياق أتم من لفظ المؤلف.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، مجالد ليس بشئ لاضطرابه في الأسانيد والمتون، وبه أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 3497]، وقد اضطرب في متنه زيادة ونقصانًا، كما تراه في الماضى [برقم 2032].
وأصل الحديث ثابت دون هذا السياق جميعًا، راجع [رقم 2032]، وقريبًا من لفظ المؤلف: رواه أبو أسامة عن مجالد به
…
عند أبى داود [4452]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[16790]، وغيرهما، ونحوه رواه ابن المبارك عن مجالد به
…
في "مسنده"[رقم 154].
كذا رواه عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد به .. عند الدارقطنى في "سننه"[4/ 169]، وقال الدارقطنى:"تفرد به مجالد عن الشعبى وليس بالقوى".
قلتُ: وقد اختلف في سنده على الشعبى كما مضى الإشارة إليه في [رقم 2032]، وهو ضعيف بمثل سياق المؤلف هنا. راجع "نصب الراية"[4/ 110].
• تنبيه: قال الهيثمى في "المجمع"[6/ 390]، بعد أن ذكر سياق المؤلف:"رواه أبو يعلى وهو مرسل، ورجاله ثقات".
قلتُ: أما إرساله، فليس له وجه، فالظاهر أن ذكر جابر قد سقط من نسخة الهيثمى من "مسند أبى يعلى" فصار الحديث: (عن الشعبى
…
به) وهكذا ذكره الهيثمى في أول سياقه.
وأما كون رجاله ثقات، فهذا مبناه على أن الهيثمى كان حسن الرأى في مجالد، فقد رأيته قال عنه في حديث رواه الطبراني [6/ 57]:"وفيه مجالد بن سعيد وحديثه حسن، وفيه ضعف"، لكنى وجدته في مواضع أخرى قد ضعفه، وفى مواضع ثالثة يحكى اختلاف النقاد فيه، فالظاهر أنه كان يضطرب في بيان حاله كما كان يضطرب في حال ابن لهيعة، فالله المستعان.
أحدهما: يناشدنا بمثل هذه! قال: "تَجدُونَ النَّظَرَ زِنْيَةً، وَالاعْتنَاقَ زِنْيَةً، والْقُبَلَ زِنْيَةً، فَإِذَا شَهِدَ أَرْبَعَةٌ أَنَّهُمْ رَأَوْهُ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ كمَا يَدْخُلُ الْميلُ في المكْحُلَة، فَالرَّجْم؟ ".
2137 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عمار بن غزية، حدّثنا رجلٌ من قومى، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أُعْطِىَ عَطَاءً فَوَجَدَ، فَلْيَجْزِ به، فَإِن لَمْ يَجِدْ فَلْيُثْنِ بِهِ، فَمَنْ أَثْنَى بِهِ فَقَدْ شَكَرَهُ، وَمَنْ كَتَمَهُ فَقَدْ كَفَرَ، وَمَنْ تَحَلَّى بِمَا لَمْ يُعْطَ كَانَ كَلابِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ" قال: بإصبعه هكذا السبابة والوسطى.
2137 - صحيح لغيره: أخرجه أبو داود [4813]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[11810]، وفى "الشعب"[6/ رقم 9108]، وفى "الآداب"[196]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[5147]، وغيرهم من طريق بشر بن المفضل عن عمارة بن غزية عن رجل من قومه، عن جابر به
…
وليس عند أبى داود ومسدد: (ومن تحلَّى بما لم يعط
…
إلخ).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة شيخ عمارة بن غزية، لكن سئل أبو حاتم الرازى عن هذا الحديث من ذلك الطريق كما قال في "العلل"[2469]، فقال:"هذا الرجل هو شرحبيل بن سعد".
قلتُ: يعنى أنه هو شيخ عمارة بن غزية في إسناده، وهكذا رواه يحيى بن أيوب الغافقى عن عمارة بن غزية فقال: عن شرحبيل مولى الأنصار - وهو ابن سعد - عن جابر به
…
هكذا أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 215]، والبيهقى في "سننه"[11811]، وفى "الشعب"[6/ 9108] وفى "الآداب"[عقب 196]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1147]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 458]، وفى "شرح السنة"[6/ 380]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 83، 84، 85]، والخطب في "الموضح"[2/ 170] وغيرهم، ونقل البيهقى في "الآداب" عن ابن المدينى أنه قال عن شيخ عمارة بن غزية:"هو شرحبيل بن سعد الأنصارى، ويكنى بأبى سعد".
قلتُ: وقد توبع عمارة بن غزية عليه: تابعه زيد بن أبى أنيسة على نحوه
…
عند ابن حبان [3415]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 1485] وأبى الحسين الأبنوسى في "المشيخة"[رقم 1173] بإسناد صحيح إليه به ....
قلتُ: ومداره على شرحبيل بن سعد، وهو شيخ ضعيف تكلم فيه جمهرة النقاد حتى اتهمه بعضهم، وقد توبع عليه كما يأتى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= واختلف في سنده على عمارة بن غزية، فرواه عنه بشر بن المفضل ويحيى بن أيوب كما مضى، وخالفهما إسماعيل بن أبى عياش، فرواه عن عمارة فقال: عن أبى الزبير عن جابر به ....
هكذا أخرجه الترمذى [2034]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 64]، وابن أبى حاتم في "العلل"[2569]، من طرق عن إسماعيل بن عياش به
…
قلتُ: وهذا من أوهام إسماعيل، وقد كان يخلط ويخطئ إذا روى عن غير أهل بلده الشاميين، وعمارة مدنى معروف.
وقد سئل أبو زرعة الرازى عن هذا الطريق كما في العلل [رقم 2569]، فقال: "هذا خطأ، إنما هو عمارة بن غزية عن شرحبيل عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
".
قلتُ: ونحوه جزم البيهقى في "الشعب"[6/ 514]، وهو الصواب. وقد توبع عليه شرحبيل بن سعد: تابعه ابن المنكدر على نحوه عند الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 6617]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 364]، من طريقين عن أيوب بن سويد به
…
قلتُ: وهذه متابعة منكرة، وأيوب قد تكلموا فيه. حتى اتهمه ابن معين بسرقة الحديث، وهو إلى الترك أقرب إن شاء الله، وقول الحافظ عنه في "التقريب":"صدوق يُخطئ" فتساهل منه ولا بد، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله".
وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث في عداد مناكيره من كتابه "الكامل"[1/ 364]، وقبل ذلك قال:"وبعض روايات أيوب بن سويد أحاديث لا يتابعه أحد عليها" وقد خولف في إسناده، خالفه صدقة بن عبد الله الدمشقى، فرواه عن الأوزاعى فقال: عن أبى الزبير عن جابر به
…
هكذا أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 147]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 10] بإسنادٍ صحيح إلى عمرو بن أبى سلمة الدمشقى عن صدقة به.
قلتُ: عمرو مختلف فيه، وصدقة لا يصدق في الأوزاعى أصلًا، وهو شيخ منكر الحديث كما قاله مسلم بن الحجاج وغيره، وقال أحمد:"ما كان من حديثه مرفوعًا فهو منكر"، وقال أيضًا:"أحاديثه مناكير" وضعفه سائر النقاد، اللَّهم إلا أن دحيمًا قد قال عنه:"ثقة" هكذا قال، كأنه لم يعرفه، قال أبو نعيم عقب روايته: "كذا رواه صدقة عن الأوزاعى عن أبى الزبير
…
وتفرد به، والحديث مشهور بأيوب بن سويد عن الأوزاعى عن محمد بن المنكدر عن جابر".
قلتُ: لكن لم ينفرد به صدقة على هذا الوجه، بل تابعه مسكين بن بكير على مثله كما ذكره =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبو حاتم الرازى كما في "العلل"[رقم 2448]، ومسكين وإن مشَّاه أبو حاتم وغيره، لكن يقول أحمد:"في حديثه خطأ"، وقال أبو أحمد الحاكم:"كان كثير الوهم والخطأ".
وقد ذكر أبو حاتم كما في العلل [2448] رواية أيوب بن سويد الماضية ثم قال: "هذا خطأ، إنما هو الأوزاعى عن رجل عن أبى الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم كذا يرويه الثقات، وهو الصحيح من رواية الأوزاعى"، ثم ذكر رواية صدقة ومسكين وقال:"وليس لمحمد بن المنكدر معنى".
قلتُ: ورأيتُ أبا حاتم قد سئل في موضع آخر كما في "العلل"[رقم 2328]، عن طريق أيوب بن سويد فقال:"هذا حديث خطأ، إنما يرويه [كذا، ولعلها (نرويه)] عن الأوزاعى عن رجل عن أبى الزبير عن جابر موقوفًا".
كذا قال، وقبل ذلك صحَّح رفعه من هذا الطريق كما مضى، وهو طريق ضعيف على كل حال، نعم للحديث شاهد نحوه .... من رواية عائشة مرفوعًا عند أحمد [6/ 90]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2463]، وأبى نعيم في "الحلية"[3/ 380]، وابن راهويه [774]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 487]، وابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 366]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 65]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9113]، ومحمد بن عبد الله الأنصارى في "حديثه"[رقم 95]، والخرائطى في "فضيلة الشكر"[رقم 83]، وغيرهم، من طرق عن صالح عن أبى الأخضر به ....
قلتُ: وهذا إسناد منكر، وصالح هذا شيخ ضعيف يعتبر به كما قال أحمد، لكنه واهٍ في الزهرى خاصة، وهذا هو التحقيق في شأنه، قال ابن معين:"ليس حديثه عن الزهرى بشئ" ومثله قال البخارى أيضًا كما في "الكامل" لابن عدى [4/ 65]، وقال اين حبان في "المجروحين" [1/ 368]: "يروى عن الزهرى أشياء مقلوبة،
…
اختلط عليه ما سمع من الزهرى بما وجد عنده مكتوبًا، فلم يكن يميز هذا من ذاك".
وقد جزم غير واحد من النقاد بكون صالح بن أبى الأخضر قد انفرد به عن الزهرى، فقال أبو نعيم عقب روايته: "غريب من حديث الزهرى، تفرد به صالح
…
"، وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن الزهرى إلا صالح".
قلتُ: وهو كما قالا، لكن أبى المحدث أبو إسحاق الحوينى إلا المشاححة في الأمر، فتعقب =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبا نعيم والطبرانى في كتابه "تنبيه الهاجد"[رقم 548]، قائلًا: "قلتُ: رضى الله عنكما، فلم يتفرد به صالح بن أبى الأخضر - وهو ضعيف - فتابعه صالح بن رستم أبو عامر - وإلى الضعف ما هو - فرواه عن الزهرى بسنده سواء
…
أخرجه الخطيب في "تاريخه"[14/ 305]، من طريق يوسف بن عيسى الطباع حدثنا محمد بن عبد الله الأنصارى عن صالح بن رستم".
قلتُ: بل رضى الله عنك يا أبا إسحاق، فهذا خطأ من يوسف الطباع هذا، ولم يوثقه أحد فيما أعلم، اللَّهم إلا أن ابن حبان قد ذكره في "ثقاته"[9/ 280].
وقد خولف في إسناده، خالفه الإمام الحافظ أبو مسلم الكجِّى، فرواه عن الأنصارى فقال: عن صالح بن أبى الأخضر عن الزهرى به
…
هكذا أخرجه الطبراني والبيهقى والقضاعى وغيرهم، وهكذا رواه سكن بن نافع وإبراهيم بن حميد وابن المبارك وغيرهم، كلهم عن صالح بن أبى الأخضر به
…
وهذا هو المحفوظ.
والحديث حديث صالح، وهو الذي انفرد به عن الزهرى كما قاله الطبراني وتلميذه، بل وجدتُ ابن عدى قال بعد أن ذكر له هذا الحديث مع جملة أخرى من مناكيره في "الكامل" [4/ 65]:"معروف بصالح".
وقد رواه مالك بن سعير عن صالح فسلك فيه الجادة، فقال: عن صالح عن الزهرى عن أبى سلمة عن أبى هريرة به .... ،
وهكذا ذكره الدارقطنى في "علله"[9/ 252]، ثم قال:"ووهم فيه - يعنى مالكًا - وغيره يرويه عن صالح عن الزهرى عن عروة عن عائشة - رضى الله عنها - وهو الصواب". لكن الحديث عندى صحيح بشواهده إن شاء الله:
1 -
فللفقرة الأولى: وهى: (من أعطى عطاءً فوجد؛ فليجز به، فإن لم يجد فليثْن به
…
) شاهد من حديث ابن عمر مرفوعًا بلفظ: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه
…
).
أخرجه أبو داود [1672]، - واللفظ له - و [5109]، والنسائى [2567]، وأحمد [1/ 61 ط 999]، وابن حبان [34081]، والحاكم [1/ 572]، والبخارى في "الأدب"[رقم 216]، وجماعة كثيرة، من طرق عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عمر به
…
=
2138 -
حَدَّثَنَا إسحاق، والقواريرى، قالا: حدّثنا بشر بن المفضل، حدّثنا عمر بن عبد الله مولى غفرة، قال: سمعت أيوب بن خالد بن صفوان يذكر عن جابرٍ، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ لِلَّه سَرَايَا مِنَ الملائِكةِ، تحِلُّ وَتَقِفُ عَلَى مَجَالِسِ الذِّكْرِ في الأَرْضِ، فَارْتَعُوا فِي رِيَاضِ الجَنَّةِ" قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله؟ قال: "مَجَالِسُ الذِّكْرِ، فَاغْدُوا وَرُوحُوا فِي ذِكْرِ اللهِ، واذْكرُوهُ بأَنْفسكُمْ، منْ كَانَ يُحبُّ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ، فَإِن اللهَ يُنْزِلُ الْعَبْدَ مِنْهُ حَيْثُ أَنْزَلَهُ مِنْ نَفسِهِ".
2139 -
حدَّثَنَا إبراهيم، حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان، عن سلمة: أخبرنى من سمع جابرًا، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ، فَمالُهُ للْبَائِعِ، إِلّا أَنْ يَشْتَرِط المَّبْتَاعُ".
= قلتُ: وسنده على شرط الشيخين، لكن اختلف فيه على الأعمش، وهذا هو الوجه المحفوظ عنه.
2 -
وللفقرة الثانية: (فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفر) طريق آخر عن جابر مرفوعًا بلفظ: (من أبلى بلاءً فذكره فقد شكره، وإن كتمه فقد كفره) أخرجه أبو داود [4814]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 259]، من طريقين عن جرير عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم، وقد جوده المنذرى في "الترغيب"[2/ 45].
3 -
وللفقرة الأخيرة: (ومن تحلى بما لم يعط كان كلابس ثوبى زور) شواهد عن جماعة من الصحابة، منها حديث أسماء بنت أبى بكر بلفظ (المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبى زور) أخرجه البخارى [4921]، ومسلم [2130]، وجماعة كثيرة.
2138 -
ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 1865].
2139 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3435]، وأحمد [3/ 301]، وابن أبى شيبة [36322]، والبيهقى في "سننه"[10551]، وغيرهم، من طرق عن الثورى عن سلمة بن كهيل عمن سمع جابرًا به
…
قلتُ: وهذا إسناد منقطع، لجهالة من سمع منه سلمة هذا الحديث، لكن له طرق أخرى عن جابر به
…
منها: =
2140 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان، عن ابن المنكدر، عن جابرٍ، قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودنى ليس براكبِ بغلٍ ولا برذونٍ.
2141 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا، حدّثنا جابر بن عبد الله، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المحاقلة، والمزابنة، والمخابرة - كراء الأرض على النصف.
= 1 - فرواه سليمان بن موسى الأشدق عن نافع عن ابن عمر، وعن عطاء عن جابر به
…
وزاد: (ومن أبَّر نخلًا بعد تأبيره فله ثمره إلا أن يشترط المبتاع). أخرجه النسائي في "الكبرى"[4983]، وأحمد وابنه [3/ 309]، وابن حبان [4924]، والبيهقى في "سننه"[10549، 10786]، والطبرانى في "مسند الشاميين"[2/ 1555]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 268]، والدولابى في "الكنى"[1350] وغيرهم، من طرق عن سليمان بن موسى الأشدق به
…
قلتُ: وهذا إسناد صالح إن شاء الله، وسليمان مختلف فيه، وهو عندنا صدوق متماسك إمام فقيه جليل القدر.
2 -
ورواه أبو حنيفة عن أبى الزبير عن جابر به نحوه .. عند البيهقى في "سننه"[10550]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 468]، وأبى يوسف في "الآثار"[رقم 820]، وأبى نعيم في "مسند أبى حنيفة"[رقم 10]، وغيرهم من طرق عن أبى حنيفة به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات على ضعفه، وللحديث شاهد عن ابن عمر مرفوعًا يأتى عند المؤلف [برقم 5479، 5517].
2140 -
صحيح: أخرجه البخارى [5340]، وأبو داود [3096]، والترمذى في "سننه"[3851]، وفى "الشمائل"[339]، وأحمد [3/ 373]، والحاكم [1/ 491]، والنسائى في "الكبرى"[7501]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9184]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 232]، وغيرهم من طريق الثورى عن ابن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد مشرق جدًّا.
2141 -
صحيح: أخرجه مسلم [1536]، وأحمد [3/ 391]، والطيالسى [1782]، والبيهقى في "الكبرى"[10381]، وفى "الصغرى"[1499]، والطحاوى في "شرح المعانى" =
2142 -
وَحَدَّثَنَا جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كان لَهَ فضْلُ مَاءٍ - أَوْ أَرْضٍ - فَلْيَزْرَعْهَا، أَوْ يُزْرِعْهَا أَخَاهُ، وَلا تَبِيعُوهَا" قال سليم: قلت: يا سعيد، ما يعني بالبيع؟ الكراء؟ قال: نعم.
2143 -
وَقَالَ: سمعت جابر بن عبد الله، يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمرة حتى تُشْقِحَ. قلت لجابر: ما تُشْقِحُ؟ قال: تحمرُّ، وتصفرُّ، وتؤكلُ.
2144 -
حَدَّثَنَا جابرٌ: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على النجاشى وكبر أربع تكبيراتٍ.
= [4/ 112]، وفى "المشكل"[6/ 221]، وأبو عوانة [4149] وغيرهم، من طرق عن سليم بن حيان عن سعيد بن مينا عن جابر به
…
وليس عند الجميع: (كراء الأرض على النصف
…
)، وأظنها مدرجة، وزاد مسلم والبيهقى:(وعن بيع الثمرة حتى تشقح .... ).
قلتُ: وهذا إسناد صحيح. وقد توبع عليه سليم بن حيان.
2142 -
صحيح: أخرجه مسلم [1536]، وأحمد [3/ 399]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 157]، وفى "المشكل"[12/ 183]، والبيهقى في "سننه"[11484]، وغيرهم من طرق عن سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء عن جابر به.
قلتُ: وسنده مستقيم، وقد توبع سعيد عليه كما مضى عند المؤلف [برقم 2035].
2143 -
صحيح: أخرجه البخارى [2084]، ومسلم [1536]، وأبو داود [3370]، وأحمد [3/ 319، 361]، والطيالسى [1781]، والبيهقى في "الكبرى"[10380]، وابن عبد البر في "الاستذكار"[6/ 304]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 23]، وغيرهم، من طرق عن سليم بن حيان عن سعيد بن ميناء عن جابر به
…
قلتُ: وقد توبع عليه سعيد بنحوه: تابعه جماعة.
2144 -
صحيح: أخرجه البخارى [1269، 3666]، ومسلم [952]، وأحمد [3/ 361، 363]، والطيالسى [1783]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7727]، وابن أبى شيبة [11418، 11955]، والبيهقى في "سننه"[6724]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 494]، وغيرهم من طرق عن سليم بن حيان عن سعيد بن مينا عن جابر به ....
قلتُ: وهو أيضًا عند ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 438].
2145 -
حدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن بن مهديّ، عن سفيان، عن أبى إسحاق، عن سعيد بن أبى كربٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ".
2146 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدىٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل يوم الفتح مكة وعليه عمامةٌ سوداءُ.
2145 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2065].
2146 -
قوى لغيره: أخرجه أبو داود [4076]، والترمذى في "سننه"[1735]، وفى "الشمائل"[رقم 115]، والنسائى في "الكبرى"[9757]، وابن ماجه [2822، 3585]، وأحمد [3/ 363]، وابن حبان [3722، 5425]، والطيالسى [1749]، والطبرانى في "الأوسط"[2/ رقم 1873]، وفى "الصغير"[1/ رقم 39]، وابن أبى شيبة [24952، 36918]، والبيهقى في "سننه"[9623]، وفى "الدلائل"[رقم 1802]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 329]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 19]، وابن الجعد [3316]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 436]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 327]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 986]، وجماعة كثيرة من طرق عن حماد بن سلمة عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وقد توبع عليه حماد: تابعه جماعة: منهم معاوية بن عمار الدهنى عند مسلم [1358]، والنسائى [2869، 5344]، والدارمى [1939]، والبيهقى في "سننه"[9622]، وفى "الدلائل"[رقم 1800]، وتمام في "فوائده"[رقم 1347]، وأبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 329]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 669]، وجماعة.
وهناك متابعات أخر أضربنا عن ذكرها صفحًا، ومدار الحديث على أبى الزبير المكى، وقد عنعنه في جميع طرقه، وقد مضى البرهان على كونه كثير التدليس عن جابر، فانظر [رقم 1769].
ولم أجده من رواية الليث عنه، ولا من رواية شعبة أيضًا، نعم أخرجه ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 982]، من طريق شعبة عنه، لكن الإسناد إلى شعبة منكر، وقد زاد بعضهم:(بغير إحرام).
وفى الباب عن أنس وابن عمر وغيرهم بأسانيد منكرة، وأصح ما في الباب على الإطلاق: حديث عمرو بن حريث ولفظه: (كأنى أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وعليه سوداء حرقانية قد أرخى طرفها بين كتفيه) أخرجه البيهقى في "الدلائل"[رقم 1803]- واللفظ له - =
2147 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة وعليه السكينة، وأمر بالسكينة، وأوضح في وادى محسرٍ، وقال:"خُذوا مَنَاسِكَكُمْ، فَإِنِّى لا أَدْرِى لَعَلَّكمْ لا تَلْقَوْنى بَعْدَ عَامكُمْ - أوْ يَوْمِكُمْ - هَذَا" ورمى بمثل حصى الخذف.
2148 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بحمارٍ يَدْخن منخراه، قد وُسِمَ في وجهه، فقال:"أَلَمْ ألْعَنْ منَ فعل هَذَا؟ أَلا لا يُوسَمَنَّ في الْوَجْهِ، وَلا يُضْرَبَنَّ فِىَ الْوَجْهِ".
2149 -
وَعَنْ جابرٍ، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على بنى النجار، فسمع صوتًا، فخرج مذعورًا، فقال:"اسْتَعِيذوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ".
= والحميدى [566]، وغيرهما. وهو ثابت عند مسلم وجماعة ولكن دون هذا اللفظ الماضى، وقد مضى [برقم 1459، 1460].
2147 -
صحيح: أخرجه أبو داود [1944]، والترمذى [886]، والنسائى [3021]، وابن ماجه [3023]، وأحمد [301/ 3]، و [3/ 332، 367، 391]، والدارمى [1899]، وابن أبى شيبة [13903]، والبيهقى في "سننه"[9307، 9318، 4016]، وأبو عوانة [رقم 2889، 1890]، وغيرهم، من طرق عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر به
…
وهو عند بعضهم مختصرًا نحوه .....
قلتُ: وإسناده صحيح في المتابعات، فقد توبع الثورى على نحوه
…
تابعه ابن جريج عند مسلم [1297]، وأبى داود [1970]، والنسائى [3062]، وأحمد [3/ 318، 378]، وابن خزيمة [2877]، والبيهقى في "سننه"[9335]، وجماعة. وقد صرح أبو الزبير والراوى عنه كلاهما بالسماع، ورواه جماعة أخرى عن أبى الزبير به نحوه
…
وللحديث طرق وشواهد لفقراته جميعًا. وقد مضى بعضها [برقم 1852، 2108].
2148 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2099].
2149 -
صحيح: أخرجه البيهقى في "إثبات عذاب القبر"[رقم 204/ دار الفرقان]، وابن أبى داود في "البعث"[رقم 13]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 125] وغيرهم، من طرق عن =
2150 -
وَعَن جابرٍ، قال: نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنةً، البدنة عن سبعةٍ، وقال:"ليَشْتَرِكِ النَّفَرُ فِي الْهَدْى".
= الثورى عن أبى الزبير عن جابر به
…
وعند ابن أبى داود: (فسمع أصواتهم يعذبون في قبورهم
…
).
قلتُ: وهذا إسناد صالح لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه صرح بالسماع كما يأتى. وقد توبع عليه الثورى:
1 -
تابعه ابن جريج على نحوه عند عبد الرزاق [6742] وعنه أحمد [3/ 1295]، وعنه عبد الله بن أحمد في "السنة"[رقم 1432]، وصرح فيه ابن جريج وشيخه بالسماع.
2 -
وتابعه: موسى بن عقبة على نحوه عند البزار [1/ رقم 1871]، من طريق ابن أبى الزناد عن موسى به
…
قلتُ: وهذه متابعة فيها لين، وابن أبى الزناد متكلم فيه، والتحقيق بشأنه: أنه قوى في أبيه وهشام بن عروة فقط، وضعيف في غيرهما، وقد دلَّلنا على ذلك في غير هذا المقام.
وللحديث طريق آخر يرويه الأعمش عن أبى سفيان عن جابر عن أم مبشر قالت: "دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا في حائط من حوائط بنى النجار فيه قبور منهم قد ماتوا في الجاهلية؛ فسمعهم وهو يعذبون؛ فخرج وهو يقول: استعيذوا بالله من عذاب القبر، قالت:
قلتُ: يا رسول الله، وإنهم ليعذبون في قبورهم؟! قال: نعم، عذابًا تسمعه البهائم).
أخرجه أحمد [6/ 1362] واللفظ له، وابن حبان [3125]، والطبرانى في "الكبير"[25/ رقم 268]، وابن أبى شيبة [29147] وهناد في "الزهد"[1/ رقم 349]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 875]، والبيهقى في إثبات عذاب القبر [رقم 195]، وابن راهويه [2201]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 849]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش به
…
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم. على شرط مسلم.
2150 -
صحيح: أخرجه الدارمى [1955]، وابن حبان [4004]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 244]، والبيهقى في "سننه"[11203]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 103]، وأبو عوانة [رقم 12644]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهكذا أخرجه الحاكم من طريق الثورى [4/ 206]، لكنه قال:(البدنة عن عشرة)، هكذا وقع عنده، والمحفوظ عند الجميع:(البدنة عن سبعة)، وقد قال البيهقى في "سننه"[5/ 235]، بعد أن ذكر رواية الحاكم:"ولا أحسبه إلا وهمًا". =
2151 -
وَعَنْ جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ إِبرَاهِيمَ حَرَّمَ بَيْتَ اللَّهِ وَأَمَّنَهُ، وَإِنِّي حَرَّمْتُ المدِينَةَ، فَحَرَامٌ مَا بَيْنَ لا بَتَيْهَا، لا يُصَادُ صَيْدُهَا، وَلا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا".
= قلتُ: وأرى ذلك ممن دون الثورى، وقد رواه جماعة عن أبى الزبير كلهم ذكروا فيه:(البدنة عن سبعة) وهذا هو المحفوظ من حديث جابر إن شاء الله. وقد راوه جماعة عن أبى الزبير كما قلنا
…
منهم مالك بن أنس وزهير بن معاوية وابن جريج وعزرة بن ثابت، وعمرو بن الحارث وغيرهم، ونكتفى هنا بتخريج رواية مالك فقط، وهى بلفظ:(عن جابر بن عبد الله أنه قال: نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة).
أخرجه في "الموطأ"[1032]، ومن طريقه مسلم [1318]، وأبو داود [2809]، والترمذى [904]، و [1502]، وابن ماجه [3132]، والنسائى في "الكبرى"[4122]، وأحمد [3/ 293]، والدارمى [1956]، - وليس عنده:(البدنة عن سبعة) - وابن حبان [4006]، وابن خزيمة [2901]، والشافعى [1056]، والبيهقى في "سننه"[9572]، وفى "المعرفة"[رقم 3317]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 174]، وفى "المشكل"[6/ 177]، وأبو عوانة [رقم 3640]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 295] وجماعة، من طرق عن مالك عن أبى الزبير به
…
قلتُ: وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه سليمان بن قيس اليشكرى مثل لفظ المؤلف دون قوله: (وقال: ليشترك النافر في الهدى).
أخرجه أحمد [3/ 353]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[10971]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 175]، وفى "المشكل"[6/ 177]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 103]، والحافظ لُوين في جزء من "حديثه"[رقم 59]، وغيرهم، وسنده صحيح، وهو عند الطيالسى [1795]، من هذا الطريق ولكن بلفظ:(نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سبعين بقرة، أو سبعين بدنة، البقرة عن سبعة) وتابعه أيضًا عطاء بن أبى رباح على نحوه كما مضى عند المؤلف [برقم 2034].
2151 -
صحيح: أخرجه مسلم [1362]، والبيهقى في "سننه"[9747]، والنسائى في "الكبرى"[4284]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 192]، وفى "المشكل"[12/ 99]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1076]، وغيرهم، من طرق عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر به
…
=
2152 -
وَعَنْ جابرٍ، وابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"المُؤْمِنُ يَأكلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، وَالْكَافِرُ يَأْكُلُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
2153 -
وَعَن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"عَرْشُ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، فَيَبْعَثُ سَرَايَا، فَأَعْظَمُهُمْ عنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً".
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الطبرى في "تفسيره"[1/ 590]، ومداره على أبى الزبير وهو صدوق حافظ، واسمه محمد بن مسلم المكى، غير أنه شهد على نفسه بالتدليس عن جابر بن عبد الله، وأقرَّ لليث بن سعد بذلك كما مضى شرحه في الحديث [رقم 1769]، وقد عنعنه هنا، فما حيلتنا في رفض روايته المعنعنة البتة؟!
نعم، للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها: حديث أبى سعيد [برقم 998، 1010]، وسيأتى حديث ابن عباس [برقم 2524]، وحديث أنس [برقم 3702].
2152 -
صحيح: أخرجه مسلم [2061]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 138]، وأبو عوانة [6815]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر وابن عمر كلاهما به ....
قلتُ: وهذا الطريق أخرجه أبو الحسن بن ثرثال في جزء من "حديثه"[رقم 80/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وسنده حسن لولا عنعنة أبى الزبير.
وقد رواه أشعث بن عطاف عن الثورى فوهم عليه في إسناده فقال: عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر عن ابن عمر به
…
، فجعله من (مسند ابن عمر).
هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[1/ 379]، ثم قال: (ولا أعلم أنْ أحدًا روى هذا الحديث عن الثورى فقال: عن أبى الزبير عن جابر عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أشعث بن عطاف، ورواه ابن مهدى وغيره عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهذا أصوب
…
".
قلتُ: ونحوه قال أبو زرعة الرازى كما في "العلل"[رقم 1540]، وسيأتى من طريق الثورى بإسناده عن جابر به وحده
…
[2326].
وعلى هذا الوجه توبع عليه الثورى: تابعه جماعة: منهم ابن جريج كما مضى [برقم 2070]، وله طرق أخرى عن ابن عمر أيضًا، يأتى بعضها [برقم 5633].
2153 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 332، 366]، وأبو نعيم في "الحلية"[7/ 911]، وغيرهم، من طريق الثورى عن أبى الزبير عن جابر به
…
=
2154 -
وعَن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إنَّ إبْلِيسَ قَدْ يَئسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المَّصَلُّونَ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَكُمْ".
2155 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدّثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينارٍ، عن محمد بن عليّ، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وأذن في لحوم الخيل.
2156 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا سفيان، عن عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، قال: سمعت جابرًا، يقول: الظهر كاسمها، والعصر والشمس حيةٌ بيضاء، والمغرب كاسمها، كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى بنا وإنا نرى مواقع النبل، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجِّل العشاء، والفجرُ كاسمها.
2157 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن شعبة، عن سعيدٍ الجريرى، عن أبى نضرة، عن جابرٍ، أن بنى سلمة، ذكروا للنبى صلى الله عليه وسلم بُعْدَ منازلهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا بَنِى سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ، فَإنَّمَا تُكْتَبُ آثَارُكُمْ".
= قلتُ: وقد توبع عليه الثورى، تابعه معقل بن عبيد الله عند مسلم [2813]، وتابعه ابن جريج عند أحمد [3/ 384]، قال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول
…
وذكره
…
وهذا إسناد صالح على الجادة، وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه أبو سفيان كما مضى عند المؤلف [برقم 1909]، وتابعهما ماعز التميمى أيضًا.
2154 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2095].
2155 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1998].
2156 -
صحيح: مضى [برقم 2104].
2157 -
صحيح: أخرجه الطبرى في "تفسيره"[10/ 429]، وأحمد [3/ 371]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 2888]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 371]، وأبو عوانة [رقم 893]، وغيرهم من طريق شعبة عن سعيد الجريرى عن أبى نضرة عن جابر به
…
قلتُ: ومن طريق شعبة أخرجه ابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1202]، ولكن بلفظ:(قال جابر: أردنا أن نبيع دورنا ونتحول قريبًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل الصلاة، قال: فذكر ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال: يا فلان - لرجل من الأنصار - دياركم فإنها تكتب آثاركم).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وهذا اللفظ رواية لأحمد [3/ 390]، وأبى عوانة [رقم 893]، وسنده قوى مستقيم، والجريرى وإن كان قد اختلط قبل موته، إلا أن شعبة ممن روى عنه قديمًا، وسماعه منه صحيح كما قاله العجلى، والحديث محفوظ عن شعبة من هذا الطريق، وهكذا رواه عنه جماعة من أصحابه. لكن خالفهم عثمان بن عمر، فرواه عن شعبة فقال: عن سعيد الجريرى عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى به
…
نحو سياق المؤلف به
…
ولكن دون المرفوع منه، وزاد:(فنزلت: {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]، فأقاموا في مكانهم) فجعله من (مسند أبى سعيد).
هكذا أخرجه البزار في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير"[6/ 567/ دار طيبة]، قال: حدثنا عباد ابن زياد الساجى حدثنا عثمان بن عمر حدثنا شعبة به
…
قلتُ: قال ابن كثير عقبه؟ "وفيه غرابة من حيث ذكر نزول هذه الآية، والسورة بكاملها مكية".
قلتُ: بل هو منكر من رواية شعبة إن شاء الله، والمحفوظ عنه هو الطريق الأول، وعثمان بن عمر هو ابن فارس البصرى، وثقة الجماعة، لكن كان يحيى القطان لا يرضاه، والراوى عنه مختلف فيه، فالوهم من أحدهما ولا بد، وقد توبع شعبة على الوجه الأول: تابعه جماعة عن الجريرى به نحوه
…
منهم:
1 -
عبد الوارث بن سعيد عند مسلم [665]، وأحمد [3/ 332]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 2889]، ولفظه أتم من سياق المؤلف.
2 -
وداود بن أبى هند عند ابن خزيمة [451]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 4596]، وأبى نعيم في "الحلية"[3/ 100].
3 -
وابن المبارك عند ابن حبان [2042]، بسياق أتم.
4 -
وأبو إسحاق الفزارى عند أبى نعيم في "الحلية"[9/ 321]، لكن سنده مغموز إليه.
وقد توبع الجريرى على نحو لفظ المؤلف، لكن بسياق أتم: تابعه كهمس بن الحسن عند مسلم [665]، والطبرى ما في "تفسيره"[10/ 429]، والطبرانى في "الأوسط"[4/ رقم 4379]، وأبى عوانة [رقم 894]، والبيهقى في "سننه"[4761].
وخولف كهمس والجريرى في سنده، خالفهما طريف بن شهاب أبو سفيان السعدى، فرواه عن أبى نضرة عن أبى سعيد الخدرى قال: (كانت بنو سلمة في ناحية المدينة، فأرادوا النقلة =
2158 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كوى رجلًا في أكحله مرتين.
= إلى قرب المسجد، فنزلت هذه الآية:{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: 12]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن آثاركم تكتب؛ فلم ينتقلوا) هكذا، وجعله من (مسند أبى سعيد).
أخرجه الترمذى [3226]- واللفظ له -، والحاكم [2/ 465]، وعبد الرزاق [1982]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 2890]، والطبرى في "تفسيره"[10/ 429]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" كما في "تفسير ابن كثير"[6/ 556]، وغيرهم، من طرق عن الثورى عن أبى سفيان به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الترمذى:"هذا حديث حسن غريب من حديث الثورى، وأبو سفيان هو طريف السعدى".
قلتُ: وآفته طريف هذا، فهو شيخ إلى الترك ما هو، وقد ضعفه النقاد بخط عريض، حتى قال ابن عبد البر:"أجمعوا على أنه ضعيف الحديث".
وللحديث شواهد عن أنس وابن عباس وغيرهما. وحديث أنس عند البخارى [1788]،
وجماعة. ووجدتُ أبا الزبير قد رواه عن جابر أيضًا فقال: سمعتُ جابر بن عبد الله قال: (كانت ديارنا نائية عن المسجد، فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد؛ فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن لكم بكل خطوة درجة)، وأخرجه مسلم [6641]، بإسناد صحيح إليه، وقد صرح أبو الزبير فيه بالسماع؛ فالإسناد صالح. وقد رواه جماعة عن أبى الزبير به نحوه
…
منهم ابن لهيعة عند أحمد [3/ 336]- وسياقه أتم - وعبد الله بن عبيدة عند ابن أبى شيبة [6006]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1149]، لكن الإسناد إليه ضعيف، وابن أبى ليلى عند ابن أبى شيبة [6010] بلفظ مختصر.
2158 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [3494]، وابن أبى شيبة [23606]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 610]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 64]، والدولابى في "الكنى"[434]، وغيرهم من طرق عن الثورى عن أبى الزبير عن جابر به نحوه ....
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات، وقد وقع عند الجميع تسمية ذلك الرجل المبهم:(سعد بن معاذ). وقد توبع عليه الثورى بنحوه
…
تابعه جماعة منهم: =
2159 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا جرير بن حازم، حدّثنا عبد الله بن عبيد بن عمير، حدّثنا عبد الرحمن بن أبى عمارٍ، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الضبع، فقال:"هِىَ صَيْدٌ، يَجْعَلُ فِيهَا كبْشًا إِذًا أَصَابَهَا المحْرِمُ".
= 1 - زهير بن معاوية بلفظ: (رُمِى سعد بن معاذ في أكحله، قال: فحسمه النبي صلى الله عليه وسلم بيده بمشقص، ثم ورمت فحسمه الثانية).
أخرجه مسلم [2208]، واللفظ له، وأحمد [3/ 312، 386]، والحاكم [4/ 462]، والبيهقى في "سننه"[19334]، وابن الجعد [2561]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 321]، والطيالسى [17461]، وغيرهم.
2 -
والليث بن سعد ولكن مطولًا عند الترمذى [1582]، والدارمى [2509]، والنسائى في "الكبرى"[8679]، وابن حبان [4784]، وأحمد [3/ 355]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 1375]، وأبى عبيد في "الأموال"[رقم 313]، وغيرهم.
وفى أوله عندهم: (رمى يوم الأحزاب سعد بن معاذ فقطعوا أكحله أو أبجله، فحسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنار، فانتفخت يده، فتركه فنزفه الدم؛ فحسمه أخرى
…
) لفظ الترمذى، وهو بهذا السياق وحده عند ابن سعد [3/ 429]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 321]، وسنده حسن.
وعنعنة أبى الزبير هنا مجبورة برواية الليث عنه، كما مضى شرح ذلك في [1769]، وقد رواه جماعة آخرون عن أبى الزبير لكن دون أن يذكروا الكيَّ فيه مرتين، وله شواهد.
2159 -
ضعيف: بهذا التمام: أخرجه أبو داود [3801]، وابن ماجه [3085]، والدارمى [1941]، وابن خزيمة [2646]، وابن حبان [3964]، والحاكم [1/ 622]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 246]، وابن أبى شيبة [13960]، و [15622]، وابن الجارود [439]، والبيهقى في "سننه"[9654]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 164]، وفى "المشكل"[8/ 192]، وأبو أحمد الغطريفى في "حديثه"[رقم 78]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 137]، والمزى في "تهذيبه"[17/ 222]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 125]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 153]، وغيرهم، من طرق عن جرير بن حازم عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عبد الرحمن بن أبى عمار عن جابر به
…
وهو عند بعضهم بنحوه .. =
2160 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا جريرٌ، قال: سمعت محمد بن المنكدر، عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى امرأةً من الأنصار، فبسطت له عند صورٍ ورشت حوله، وذبحت شاةً، وصنعت له طعامًا، فأكل وأكلنا معه، ثم توضأ لصلاة الظهر فصلى، فقالت المرأة: يا رسول الله، قد فضلت عندنا من شاتنا فضلةً، فهل لك في العشاء؟ قال:"نعَمْ" فأكل وأكلنا ثم صلى العصر ولم يتوضأ.
= قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة على شرط مسلم، لكن أنكره يحيى القطان على جرير بن حازم فقال:"كان جرير بن حازم في حديث الضبع يقول: عن جابر عن عمر - يعنى موقوفًا - ثم جعله بعد عن جابر عن النبى صلى الله عليه وسلم ".
هكذا أخرجه عنه ابن عدى في "الكامل"[2/ 125]، ثم ساق لجرير هذا الحديث في عداد ما ينكر عليه، وجرير وإن كان ثقة إلا أنه كان يُخطئ إذا حدَّث منه حفظه كما قاله ابن حبان وغره، بل قال أحمد:"جرير كثير الخطأ"، فالظاهر هو ما قاله ابن القطان.
والحديث أصله موقوف على عمر بن الخطاب من رواية جابر عنه كما مضى شرح ذلك [203].
نعم قد روى عن عطاء عن جابر مرفوعًا معنى ما رواه جرير هنا، لكن المحفوظ عن عطاء هو الموقوف على جابر بن عبد الله أيضًا، وقد شرحنا ذلك في كتابنا "غرس الأشجار" يسره الله.
وقد توبع جرير عليه لكن دون هذا التمام، كما مضى عند المؤلف [برقم 2127]. واللَّه المستعان.
• تنبيه مهم: وقع في الطبعتين في إسناد المؤلف تصحيف غريب، فعندهما إسناد المؤلف مكذا: (حدثنا شيبان، حدثنا محمد بن خازم
…
) هكذا وقع (محمد بن خازم) وهذا عندى خطأ من الناسخ، والصواب هو (جرير بن حازم)، لكونه هو المتفرد بهذا السياق عن عبد الله بن عبيد بن عمير، والراوى عنه هنا هو شيبان بن فروخ ولا تعرف له رواية عن محمد بن خازم، ولا ذكروا ابن خازم في شيوخ شيبان، بل شيبان معروف بالرواية عن جرير بن حازم بلا تردد، ثم وجدتُ الطحاوى قد أخرج هذا الحديث في "شرح المعانى"[2/ 164]، وفى "المشكل"[8/ 192]، من طريق شيبان بن فروح عن جرير بن حازم به
…
وهذا يؤيد ما قلناه. فالحمد للَّه حمدًا كثيرًا.
2160 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [1138، 1145]، من طريق جرير بن عبد الحميد عن ابن المنكدر عن جابر به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم، وقد رواه جماعة عن ابن المنكدر ببعض فقراته دون سياق رواية جرير عنه:
1 -
فرواه عنه ابن عيينة عند الترمذى [80]، وفى "الشمائل"[رقم 181]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[5/ 448]، ولفظه:(عن جابر قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه، فدخل على امرأة من الأنصار؛ فذبحت له شاة؛ فأكل، وأتته بقناع من رطب؛ فأكل منه ثم توضأ وصلى، ثم انصرف فأتته بعلالة من علالة الشاة؛ فأكل ثم صلى العصر ولم يتوضأ).
قلتُ: وهو من طريق ابن عيينة عند ابن ماجه [489]، وأحمد [3/ 307]، وجماعة ولكنْ مختصرًا.
وقد رواه ابن جريج ومعمر وروح بن القاسم ومحمد بن ثابت البنانى وأسامة بن زيد وعبد الله بن زياد بن سليمان وعبد الوارث بن سعيد، وعبد العزيز بن أبى سلمة وسهيل بن أبى صالح وسعيد بن سلمة المدنى، والثورى وشعبة وقزعة بن سويد وجماعة غيرهم، كلهم عن ابن المنكدر به نحوه باختصار، وأكثرهم بجملة الأكل من الشاة ثم الصلاة دون إحداث وضوء، وقد طعن الشافعي في إسناد هذا الحديث، فقال في "سنن حرملة" كما في معرفة البيهقى [عقب 349]:"لم يسمع ابن المنكدر هذا الحديث من جابر، إنما سمعه من عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر".
قال البيهقى: "وهذا الذي قاله الشافعي محتمل؛ وذلك لأن صاحبى "الصحيح" لم يخرجا هذا الحديث من جهة محمد بن المنكدر عن جابر في "الصحيح"، مع كون إسناده على شرطهما، ولأن عبد الله بن محمد بن عقيل قد رواه أيضًا عن جابر، ورواه عنه جماعة".
قلتُ: وهكذا أعله ابن المدينى أيضًا، فقال البخارى في "تاريخه" المسمى بـ "الصغير" وبعضهم يجعله "الأوسط"[ص 250/ رقم 2486]، حدثنا على - هو ابن المدينى - قلتُ لسفيان - هو ابن عيينة -: إن أبا علقمة الفروى قال: "عن ابن المنكدر عن جابر - رضى الله عنه - أكل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يتوضأ، فقال: أحسب أنى سمعتُ ابن المنكدر أخبرنى عمن سمع جابرًا أكل النبي صلى الله عليه وسلم
…
) ثم قال ابن المدينى: (وقال بعضهم: عن ابن المنكدر سمعتُ جابرًا، ولا يصح).
قلتُ: وهذا البعض الذي صرح بسماع ابن المنكدر فيه من جابر: هو ابن جريج، وروايته عند أبى داود [191]، وجماعة كثيرة، قال البيهقى في "المعرفة": "إن لم يكن ذكْر السماع فيه وهمًا من ابن جريج، فالحديث صحيح على شرط صاحبى الصحيح
…
".=
2161 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عمار بن أبى عمارٍ، عن جابرٍ، قال: كان ليهودى على أبى دين تمرٍ، وترك أبى حديقتين، وتمر اليهودى يستوعب الحديقتين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"هَلْ لَكَ أَنْ تَأخُذَ الْعَامَ بَعْضًا، وَتُؤَخِّرَ بَعْضًا إِلَى قَابلٍ؟ " فأبى اليهودى، فقال لى النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا جَابِرُ، إِذَا حضَرَ الجِدَادُ فَآذِنِّي" فآذنته، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر، فجعل يكال له من أسفل لانخل، والنبى صلى الله عليه وسلم يدعو بالبركة، فوفيناه حقه، قال عمار: أراه من أصغر الحديقتين، قال: ثم أتيناهم برطب فأكلوا وشربوا، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم:"هَذَا مِنَ النَّعِيمِ الَّذِي تُسْأَلُونَ عَنْهُ".
= قلتُ: وهذا هو الظاهر عندى إن شاء الله، وإن كان دليل مَنْ أعل هذا الحديث بعدم سماع ابن المنكدر له من جابر، إنما هو قول ابن عيينة الماضى: "أحسب أنى سمعتُ ابن المنكدر أخبرنى من سمع جابرًا
…
".
فهذا فيه نظر، ومجرد حُسْبان ابن عيينة لا يدفع رواية ابن جريج الماضية؛ لاحتمال أن يكون ابن المنكدر قد سمعه من آخر عن جابر، ثم قابل جابرًا فحدثه به
…
على أن ابن أبى عمر العدنى ومحمد بن الصباح وعلى بن حرب وغيرهم رووه عن سفيان عن ابن المنكدر عن جابر به
…
ولم يذكروا فيه حُسْبان سفيان، نعم.
رواه الإمام أحمد [3/ 307]، فقال: (ثنا سفيان، سمعتُ ابن المنكدر غير مرة يقول: عن جابر، وكأنى سمعته مرة يقول: أخبرنى من سمع جابرًا، ظننْتُه سمعه من ابن عقيل
…
).
قلتُ: سفيان لا يجزم بذلك كما ترى، وإنما يقوله على الظن والتخمين، ولو ثبت ما قاله، فيحمل على كون ابن المنكدر قد سمعه من بعضهم عن جابر؛ ثم سمعه بعد ذلك من جابر بلا واسطة، وقد جزم أبو نعيم في "المعرفة"[عقب رقم 7115]، بكون شعبة قد رواه عن ابن المنكدر عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف هنا
…
وهذا برهان قوى أيضًا على كون ابن المنكدر قد سمعه من جابر، لأن شعبة لا يروى عن شيوخه إلا ما سمعوه ممن فوقهم كما مضى الإشارة إلى ذلك في ذيل الحديث الماضى [برقم 1732]، وقد توبع عليه ابن المنكدر على نحوه. تابعه ابن عقيل عند جماعة.
2161 -
قوى: أخرجه النسائي [3639]، وأحمد [3/ 391]، والبيهقى في "الشعب"[4/ 4599]، وأبو جعفر بن البخترى في "المنتقى من الجزء السادس عشر من حديثه"[رقم 30/ ضمن مجموع مصنفاته]، وغيرهم، مثل سياق المؤلف، وهو عند أحمد أيضًا =
2162 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعى، حدّثنا يحيى بن يمانٍ، حدّثنا الأعمش، عن أبى صالحٍ، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَنْتُمُ الْغُرُّ المَّحَجَّلُونَ".
= [3/ 338، 351]، وابن حبان [3411]، والطيالسى [1799]، والطبرانى في "الكبير"[19/ رقم 572]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 343]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 13]، والخطيب في الأسماء المبهمة [ص 65]، وغيرهم، مختصرًا، كلهم من طرق عن حماد بن سلمة عن عمار بن أبى عمار المكى عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد قوى حسن جدًّا، وحماد بن سلمة متقن في حديث عمار بن أبى عمار، مقدَّم فيه على غيره كما يقول يعقوب بن شيبة الحافظ؛ نقله عنه ابن رجب في "شرح علل الترمذى"[ص 337/ طبعة السامرائى].
2162 -
صحيح: أخرجه أبو عبيد في "الطهور"[رقم 26]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8222]، وغيرهما، من طرق عن يحيى بن اليمان عن الأعمش عن أبى صالح عن جابر به.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 236]، ثم قال ابن عدى:"ولابن يمان عن الأعمش غير هذا، وعامتها غير محفوظة".
قلتُ: وابن اليمان هذا كثير الغلط كما قاله الجماعة من النقاد، وكان سريع الحفظ سريع النسيان، كما يقول ابن أبى شيبة، وقال ابن عدى في ختام ترجمته:"وابن يمان في نفسه لا يتعمد الكذب، إلا أنه يخطئ ويشتبه عليه".
قلتُ: وقد خولف في إسناده، خالفه معرَّف بن واصل، فرواه عن الأعمش فقال: عن أبى صالح عن أبى هريرة مرفوعًا بلفظ: (أمتى الغر المحجلون يوم القيامة من آثار الوضوء).
هكذا أخرجه ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 231]، ومن طريقه القضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 290]، من طريق الحافظ كيلجة عن أبى حذيفة النهدى عن معرَّف بن واصل به
…
قلتُ: وهذا منكر أيضًا، وأبو حذيفة هو موسى بن مسعود البصرى ضعفه جماعة لسوء حفظه، وباقى رجاله ثقات، ومعرف بن واصل ثقة مشهور، وقد تصحَّف (معرف) عند ابن الأعرابى إلى (مطرف) وعند القضاعى إلى (مطر) لكن صحَّ الحديث من طرق عن أبى هريرة باللفظ الماضى، وسيأتى عند المؤلف [برقم 6410]، ويأتى تخريجه هناك.
• تنبيه: قد تصحَّف (أبو صالح) عند الطبراني إلى (أبى مسلم) فانتبه يا رعاك الله.
2163 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ، حدّثنا ابن فضيل، حدّثنا الأجلح، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: لما كان يوم الطائف، ناجى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا، فأطال نجواه، فقال بعض أصحابه: لقد أطال نجوى ابن عمه! فبلغه ذلك، فقال: ما أنا أنجيته بل الله انتجاه.
2164 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ الرفاعى، حدّثنا محمد بن فضيل، حدّثنا الوليد بن جميعٍ، عن أبى سلمة بن عبد الرحمن، عن جابرٍ، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ على المنبر، فقال:"يَا أَيُّها النَّاسُ، إِنِّي لَمْ أقُمْ فِيكُمْ بِخَبَرٍ جَاءَنِى مِنَ السَّمَاءِ، وَلَكِنِّى بَلَغَنِى خبَرٌ فَفَرِحْتُ بِهِ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ تَفْرَحُوا بِفَرَحِ نَبِيِّكُمْ، إِنَّهُ بَيْنَا رَكْبٌ يَسِيرُونَ فِي البَحْرِ إِذْ نَفِدَ طَعَامُهُمْ، فَرُفِعَتْ لَهُمْ جَزِيرةٌ، فَخَرَجُوا يُرِيدُونَ الخُبْزَ، فَلَقِيَتْهُمُ الجسَّاسَةُ" - فقلت لأبى سلمة: وما الجساسة؟ " قال: امرأةٌ تجر شعر جلدها ورأسها فقالت: "فِي هَذَا الْقَصْر خَبَرُ مَا تُرِيدُونَ، فَأَتَوْهُ، فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوثَقٍ، فَقَالَ: أخْبِرُونى أوْ سَلُونِى
2163 - ضعيف: أخرجه الترمذى [3726]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[4/ 125]، وابن الأثير في أسد الغابة [1/ 797]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 247]، وابن عساكر في "تاريخه"[26/ 315، 316]، والخطيب في "تاريخه"[7/ 4002]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 141]، والدارقطنى في الأفراد [رقم 1814/ أطرافه]، وأبو نعيم أيضًا في "المعرفة"[رقم 1401]، وغيرهم، من طرق - وكلها ضعيفة - عن أبى الزبير عن جابر به.
قلتُ: قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث الأجلح، وقد رواه غير ابن فصيل عن الأجلح
…
".
قلتُ: قد توبع الأجلح عليه: تابعه سالم بن أبى حفصة عند ابن عدى وغيره، لكن سالمًا رافضى ساقط، وكذا تابعه معاوية بن عمار الدهنى وأبوه الأعمش، لكن الأسانيد إليهم لا تصح، ولا سيما الأعمش فالطريق إليه منكر جدًّا، والأجلح نفسه ضعيف على التحقيق، ثم إن أبا الزبير قد أقر على نفسه بالتدليس عن جابر، وقد عنعنه كما ترى.
2164 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4328]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[1/ 247]، وغيرهما من طرق عن الوليد بن عبد الله بن جميع عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن جابر به ..
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه العقيلى في "الضعفاء"[4/ 317]، ولكن مختصرًا. =
أخْبِرْكُمْ؛ فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَخْبِرُونى عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ، أطْعَمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَال: أَخْبِرُونِى عَنْ حَمْأَةِ زُغَرَ، فِيهَا مَاءُ؟ قَالُوا: نَعَم" قالوا: هو المسيح تطوى له الأرض في أربعين يومًا، إلا ما كان من طيبة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وطَيْبَةُ: المدِينَة، ما بابٌ مِنْ أَبْوَابِهَا إِلا مَلَكٌ مُصَلِّتٌ سَيْفَهُ يَمْنَعُهُ وَبِمَكَّةَ مِثْلُ ذَلِكَ". ثم قال:"فِي بَحْرِ فارِسَ مَا هُوَ، فِي بَحْرِ الرومِ ما هُوَ"، ثَلاثًا. ثم ضرب بكفه اليمنى على اليسرى ثلاثًا.
= ومداره على الوليد بن جميع وهو شيخ صدوق صالح إن شاء الله. وثَّقه جماعة، واحتج به مسلم، وأفرط ابن حبان - كعادته - في حق الرجل، فذكره في "المجروحين"[3/ 78]، ثم قال:"كان ممن ينفرد عن الأثبات بما لا يشبه حديث الثقات، فلما فحش ذلك منه بطل الاحتجاج به .. " ثم أسند عن الفلاس أنه قال: "كان يحيى بن سعيد لا يحدث عن الوليد بن جميع".
قلتُ: وتمام حكاية الفلاس: "فلما كان قبل موته - يعنى موت القطان - بقليل حدثنا عنه" هكذا أخرجه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[9/ 8]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 57]، والعقيلى في "الضعفاء"[4/ 317]، من طرق عن الفلاس به
…
فهذا هو ذا يحيى قد رجع عن رأيه في ابن جميع، ثم ترى ابن حبان يتناكد ويذكر الوليد في "ثقاته"[5/ 492]، نعم ذكر العقيلى (الوليد بن جميع) في "الضعفاء" ثم قال:"في حدثه اضطراب" يعنى أنه ليس بتام الضبط، وهو كذلك، بل ربما يكون قد اضطرب في إسناد هذا الحديث، فقد قال ابن عدى في "الكامل" [7/ 75] في آخر ترجمته: "وروى عن أبى سلمة عن جابر، ومنهم من قال: عن أبى سلمة عن أبى سعيد الخدرى حديث الجساسة بطوله، ولا يرويه غير الوليد بن جميع هذا
…
".
قلتُ: لكن يشهد للحديث: رواية فاطمة بنت قيس من طرق عنها، الثابتة عند مسلم [2942]، والترمذى [2253]، وأبى داود [4326]، وجماعة كثيرة.
وحديث جابر قد حسنه الحافظ في "الفتح"[13/ 329]، وكذا حسنه الإمام على شرط مسلم في رسالته "قصة المسيح الدجال"[ص 87].
• تنبيه: وقع في آخر الحديث: (فقال لى ابن أبى سلمة
…
) هكذا وقع عند المؤلف، وكذا هو عند أبى الفضل الزهرى وأبى داود:(ابن أبى سلمة) فجزم الحافظ في "الفتح"[13/ 327]، بكونه هو عمر بن أبى سلمة ابن عبد الرحمن.
وعليه فيكون الوليد بن جميع قد ذاكره بهذا الحديث بعدما سمعه من أبيه "أبى سلمة ابن =
فقال لى ابن أبى سلمة: في هذا الحديث شئٌ ما حفظته، قلنا: ما هو؟ قال: شهد جابرٌ أنه ابن صائدٍ، قلت: لا، فإن ابن صائدٍ. قد مات، قال: وإن مات، قلت: قد أسلم، قال: وإن أسلم. قلت: فإنه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة.
2165 -
حَدَّثَنَا أبو هشامٍ، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن الأعمش، عن أبى صالح وأبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنْ طَعَامِهِ، فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ فَإِنَّهُ لا يَدْرِى فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ".
2166 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيقٍ، حدّثنا يزيد، عن حسينٍ، عن عطاء بن أبى رباحٍ، عن جابرٍ، أن رجلًا أعتق غلامًا له عن دبرٍ منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يَشْتَرِيهِ" منى؟ قال: فاشتراه نعيم بن عبد الله، فأخذ ثمنه فدفعه إليه.
= عبد الرحمن"، لكن يُعكِّر على هذا ما ذكره المعلق على "جامع الأصول" [10/ 340]، من كونه وُجد في أصلٍ خطى جيد من "سنن أبى داود" في دار الكتب الظاهرية: "فقال لى أبو سلمة
…
" هكذا قال، ومثله وقع عند المؤلف [رقم 2200].
ولعل هذا يؤيده أن الحديث حديث أبى سلمة، ولم يسبق ذكر فيه لولده (عمر بن أبى سلمة) حتى يصح للوليد بن جميع أن يقول:(فقال لى ابن أبى سلمة) وعليه يكون (ابن) حرفًا مقحمًا لا معنى له، والحكم عندى بين هذا أو ذاك: هو النظر في الأصول الخطية لمن أخرج هذا الحديث، وهذا مما لم يتيسِّر لى الآن.
2165 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1934].
2166 -
صحيح: أخرجه البخارى [2034، 2273، 6763]، وأبو داود [3955]، والنسائى [5418]، وأحمد [3/ 370]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 8164]، والبيهقى في "سننه"[21331، 21333، 21334، 21335]، ومسلم [997]، والسهمى في "تاريخه"[ص 267]، وأبو عوانة [رقم 4695]، وأبو نعيم في "المعرفة"، [رقم 692، 5792]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1583]، وسعيد بن منصور في "سننه"[427]، والطحاوى في "المشكل"[12/ 179]، وجماعة، من طرق عن عطاء بن أبى رباح عن جابر به مثله
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
وزاد البخارى ومسلم وغيرهما، في رواية لهم: (فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه =
2167 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيقٍ، حدّثنا يزيد، عن حبيبٍ، عن أبى الزبير، جابر بن عبد الله، بمثل حديث حسينٍ، عن عطاءٍ، وزاد فيه، قال: قال نبى الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فَقِيرًا، فَلْيَبْدَأْ بِنَفْسِهِ".
2168 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن عبد الله محمد بن عقيلٍ، عن جابرٍ، قال النبي صلى الله عليه وسلم:"مِنْ تَمَامِ الصَّلاةِ، إِقَامَةُ الصَّفِّ".
= إليه
…
) وعند أبى داود وغيره: (فبيع بسعمائة أو بتسعمائة)، وعند النسائي وبعضهم:(فباعه رسول الله صلى الله عليه وسلم بثمانمائة درهم؛ فأعطاه فقال: اقَضِ دينك، وأنفق على عيالك .. ). قلتُ: وقد توبع عطاء على نحوه
…
تابعه أبو الزبير كما هو الآتى، وتابعه عمرو بن دينار كما مضى [برقم 1977، 1984].
2167 -
صحيح: أخرجه مسلم [997]، وأبو داود [3957]، والنسائى [2546، 4652، 4653]، وأحمد [3/ 305، 369]، وابن حبان [4934]، والشافعى [1523]، وعبد الرزاق [16664، 16681]، والبيهقى في "سننه"[7544، 21326، 21327، 21328، 21330]، وفى "الشعب"[3/ 3420]، وفى "المعرفة"[6273]، وأبو عوانة [رقم 4688، 4689]، وأبو نعيم في "المعرفة"[6060، 6372]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 147]، وابن عساكر في "المعجم"[84]، والدولابى في "الكنى"[1301]، والطحاوى في "المشكل"[12/ 181، 182]، وابن الجعد [2626] وجماعة، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به نحوه
…
وهو عند مسلم وجماعة بسياق أتم، ولفظ مسلم:(أعتق رجل من بنى عذرة عبدًا له عند دبر، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ألك مال غيره؟! فقال لا، فقال. من يشتريه منى؟! فاشتراه نعيم بن عبد الله العدوى بثمانمائة درهم، فجاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفعها إليه ثم قال: ابدأ بنفسك فتصدق عليها، فإن فضل شئ فلأهلك، فإن فضل عن أهلك شئ فلذى قرابتك؛ فإن فضل عن ذى قرابتك شئ فهكذا وهكذا، يقول: فبين يديك وعن يمينك وعن شمالك).
قلتُ: وسنده صالح رائق، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند جماعة، وكذا رواه الليث عنه عند جماعة أيضًا.
2168 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 322]، والطبرانى في "الكبير"[2/ رقم 1744]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 2985]، وعبد الرزاق [2425]، وجماعة، من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ابن عقيل عن جابر به
…
=
2169 -
حَدَّثَنَا أبو على مجاهد بن موسى، حدّثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدّثنا زهيرٌ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا يَبِيعُ حَاضِرٌ لِبَادٍ، دَعُوا النَّاسَ يَرْزُقُ اللَّهُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ".
2170 -
وبِإِسْنَادِهِ قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الثمر حتى يطيب.
2171 -
حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى، حدّثنا أحمد بن عبد الله، حدّثنا زهير، حدّثنا أبو الزبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ كَانَ شَرِيكًا فِي رَبْعَةٍ أَوْ نَخْلٍ فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَبِيعَهُ حَتَّى يُؤْذِنَ شَرِيكَهُ، فَإِنْ رَضِىَ أَخَذَ، وَإِنْ كَرِهَ تَرَكَ".
2172 -
حَدَّثَنَا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الله الهروى، حدّثنا إسماعيل ابن علية، حدّثنا الحجاج بن أبى عثمان، عن أبى الزبير، عن جابر: انطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلح بين بنى عمرو بن عوفٍ من الأنصار، قال: وحضرت الصَّلاة، فقال بلالٌ لأبى بكرٍ: أأؤذن فتصلى بالناس؟ قال: نعم، فأقام بلالٌ، فتقدم أبو بكر فصلى بالناس، وجاء رسول
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح في الشواهد، وابن عقيل ليس بقوى البتة! وهو ضعيف مضطرب الحديث على التحقيق وإن مشاه جماعة، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة مثله، ونحوه، ويأتى منها حديث أنس [برقم 2997، 3055، 3137، 3188، 3212، 3213].
2169 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1839].
2170 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1841].
2171 -
صحيح: مضى نحوه [برقم 1835]، وهذا اللفظ عند أحمد [3/ 397]، ومسلم [1608]، وابن الجعد [2607]، وجماعة.
2172 -
صحيح: لم أجده بهذا السياق عند أحد بعد، نعم أخرجه أجمد [3/ 348، 357]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 517]، وابن أبى شيبة [7263]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1666]، وابن مردويه في "جزء من أحاديث ابن حيان"[رقم 2]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 233]، والخليلى في "الإرشاد"[2/ 663]، وأبو عمرو القيسى في "جزء من حديثه"[رقم 1]، وغيرهم، من طرق عن أبى الزبير عن جابر بنحو جملته الأخير فقط: (التصفيق في الصلاة للنساء
…
إلخ). =
الله صلى الله عليه وسلم، فجعلوا يصفقون بأيديهم لأبى بكرٍ، وكان أبو بكر لا يكاد يلتفت إذا كان في الصلاة، فلما صفقوا التفت، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأخر، فأومأ النبي صلى الله عليه وسلم بيده إليه أن يصلى فأبى، فتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى، فلما قضى صلاته، قال لأبى بكرٍ:"مَا مَنَعَكَ أَنْ تُصَلِّىَ؟ " قَال: ما كان لابن أبى قحافة أن يؤم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل على القوم، فقال:"ما بَالُ التَّصْفيقِ! إِنَّمَا التَّصْفِيقُ في الصَّلاةِ لِلنِّسَاءِ، فَإِذَا كَانَ لأَحَدكُمْ حَاجَةٌ فَلْيُسَبِّحْ".
2173 -
حَدَّثَنَا إبراهيم الهروى، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا الحجاج بن أبى عثمان، حدثنى أبو الزبير، أن جابرًا - حدثهم، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأم السائب - أو أم المسيب - وهى تزفزف من الحمى، فقال لها:"مَا شَأْنُكِ يَا أمَّ السَّائِبِ تُزَفْزِفِينَ؟ " قالت: الحمى، لا بارك الله فيها قال:"لا تَسُبِّيهَا، فَإِنَّهَا تُذْهِبُ خَطَايَا بَنِى آدَمَ كمَا يُذْهِبُ الْكِيرُ خَبَثَ الحدِيدِ".
2174 -
حَدَّثَنَا إبراهيم الهروى، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا الحجاج بن أبى عثمان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قدم رجلٌ المدينة مهاجرًا، قال: فَحُمَّ حُمّى شديدةً، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أقلنى الهجرة، فقال:"لا وَاللَّه لا أُقيلُكَ، إِن الإِسْلامَ لا يُقَالُ". قال الحجاج: وذكر أنه غير مرةٍ، كل ذلك يأبى عليه،
= قلتُ: وسنده صحيح في الشواهد، وأبو الزبير يدلس عن جابر خاصة، وقد عنعنه في جميع طرقه.
لكن لتلك الجملة الأخيرة شواهد عن جماعة من الصحابة يأتى منها حديث أبى هريرة [5955، 6042]، أما سياق المؤلف: فيشهد له حديث سهل بن سعد الآتى [برقم 7517، 7524].
2173 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2083].
2174 -
صحيح: هذا إسناد حسن لولا عنعنة أبى الزبير، لكنه توبع على نحوه كما مضى الكلام عليه في [رقم 2023]، وقد رواه بعض الضعفاء عن أبى الزبير فخالف الحجاج بن أبى عثمان راويه هنا عن أبى الزبير - في لفظه، وجاء بسياق منكر غريب جدًّا، انظره عند العقيلى في "الضعفاء"[3/ 368].
فخرج بغير إذنه، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِنَّهَا طَيْبَةُ تَنْفِى خَبَثَ الرِّجَال، كمَا يَنْفى الْكيرُ خَبَثَ الحدِيدِ".
2175 -
حدَّثَنا إبراهيم، حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، حدّثنا الحجاج بن أبى عثمان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قدم الطفيل بن عمروٍ الدوسى على رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هلمَّ إلى حصنٍ حصينٍ، وعددٍ وعدة - قال أبو الزبير: الدوس: حصنٌ في رأس جبلٍ لا يؤتى إلا في مثل الشراك - فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمَعَكَ مَنْ وَرَاءَكَ؟ " قال: لا أدرى، قال: فأعرض عنه لما ذخر الله للأنصار، قال: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة، قدم الطفيل بن عمرٍو مهاجرًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه رجلٌ من رهطه، فَحُمَّ ذلك الرجل حُمّى شديدةً فخرجَ، فأخذ شفرةً فقطع بها دواحله، فشخب حتى مات، فدُفن، فجاء فيما يرى النائم في الليل إلى الطفيل بن عمرٍو في شارةٍ حسنةٍ، وهو مخمرٌ يده، فقال له الطفيل: أفلانٌ؟ قال: نعم، قال: كيف فعلت؟ قال: صنع بى ربى خيرًا، غفر لى بهجرتى إلى نبيه قال: فما فعلت يداك؟ قال: قال ربى: لن نصلح منك ما أفسدت من نفسك، فقص الطفيل رؤياه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرفع يده، فقال:"اللَّهُمَّ وَليَدَيْهِ فَاغْفرْ، اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ، اللَّهُمَّ وَلِيَدَيْهِ فَاغْفِرْ".
2175 - صحيح: على شرط مسلم، أخرجه مسلم [116]، وأحمد [3/ 370]، وابن حبان [3017]، والحاكم [4/ 86] والبخارى في "الأدب المفرد"[614]، وفى"جزء رفع اليدين"[رقم 87]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2406]، والبيهقى في "سننه"[15613]، وفى "الدلائل"[رقم 2109]، وأبو عوانة [رقم 106]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 261]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1285]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 652]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 110]، وغيرهم، من طريقين عن حجاج بن أبى عثمان عن أبى الزبير عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف مرة واحدة، ما نمترى في كون رجاله كلهم عدولًا مقبولين، لكن أبا الزبير يدلس - والله - عن جابر بن عبد الله كما شهد هو نفسه على نفسه بذلك، وقد مضى أكثر من مرة قول النسائي عنه في "سننه الكبرى" [1/ 640]: "إذا قال: سمعتُ جابرًا فهو صحيح؛ وكان يدلس
…
".=
2176 -
حَدَّثَنَا محمد بن إسماعيل بن أبى سمينة، حدّثنا مبشر بن إسماعيل، حدّثنا أبو بكرٍ الغسانى، عن حكيم بن عميرٍ، عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسجد في أعلى جبهته مع قصاص الشعر.
= وهذا يدل على كونه كان كثير التدليس أيضًا عن جابر، وهو هنا لم يقل:(سمعتُ جابرًا) ولا قال شيئًا نحوها، فبالله كيف يحق لنا قبول خبره المعنعن؟! والكلام هنا في تدليس أبى الزبير طويل الذيل، راجع الحديث [رقم 1769].
نعم، هذا الحديث صححه مسلم وأبو نعيم الأصبهانى، وقال الحاكم:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، ووافقه الذهبى لفظًا فقال:"على شرط البخارى ومسلم"، وكدا صحَّح إسناده: الحافظ في "الفتح"[11/ 142]، وهؤلاء جميعًا لا تثريب عليهم إن شاء الله؛ لأنهم أئمة مجتهدون، وشروط قبول الأخبار، وكذا حال النقلة، تختلف من إمام لآخر، أما التشنيع على مجتهد لمجرد المخالفة له في رأى أو مسألة، فهذا سبيل يتنكبه المنصفون، فافهم.
2176 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 432]، وفى "مسند الشاميين"[2/ رقم 1470]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 428]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 421]، وغيرهم، من طريقين عن أبى بكر ابن أبى مريم الغسانى عن حكيم بن عمير عن جابر به .....
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [2/ 309]:"فيه أبو بكر ابن عبد الله بن أبى مريم وهو ضعيف لاختلاطه".
قلتُ: هو شيخ صالح في الأصل، كان زاهدًا بكاءًا خشعًا، ليس بحديثه بأس، حتى طرقه جماعة من اللصوص - والشيخ في غفلة - فسرقوا من متاعه ما ذهب عقل الرجل لأجله، فأصبح وقد اختلط جدًّا، فكثرت المناكير والغرائب والعجائب في حديثه، حتى تركه الدارقطنى وغيره.
وهذا الحديث مما أنكره عليه ابن حبان في "المجروحين"[3/ 136]، وترجمته في "التهذيب"[12/ 29]، وغيره. وللحديث طريق آخر عن جابر به .... مثله
…
أخرجه الدارقطنى [1/ 349]، والطيالسى [1791]، وابن أبى شيبة في "مصنفه [2697]، وفى "مسنده" كما في "المطالب" [460]، وأبو الفضل المزهرى في"حديثه" [رقم 296]، والطبرانى في "مسند الشاميين" [2/ 1346]، وابن عدى في "الكامل [5/ 284]، وغيرهم، من طرق عن إسماعيل بن عياش عن عبد العزيز بن عبيد الله بن حمزة عن وهب من كيسان عن جابر به. =
2177 -
حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن أبى إسحاق، عن سعيدٍ، عن جابرٍ، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم إلى خشبةٍ يتوكأ عليها يخطب كل جمعةٍ، حتى أَتاه رجلٌ من الروم، وقال: إن شئتَ جعلتُ لك شيئًا إذا قعدت عليه كنت كأنك
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 392]، ومداره على عبد العزيز بن عبيد الله الشامى هذا، وهو شيخ لم يرو عنه سوى إسماعيل بن عياش وحده، وقد تعجب أبو حاتم الرازى من هذا، ثم قال عنه:"ضعيف، منكر الحديث، يكتب حديثه؛ يروى أحاديث مناكير، ويروى أحاديث حسانًا".
قلتُ: ويعنى بقوله: "حسانًا" يعنى غرائب وإفرادات ليس له متابع عليها مع ضعفه، وقال أبو زرعة:"مضطرب الحديث واهى الحديث"، وتركه جماعة من النقاد.
وبه أعله البوصيرى في الإتحاف [رقم 1336]، والحافظ في "التلخيص"[1/ 251]، وقال ابن عدى في "الكامل" بعد أن ساق له هذا الحديث مع جملة أخرى من غرائبه:"وهذه الأحاديث التى ذكرتها لعبد العزيز هذا مناكير كلها. .. ". فالله المستعان.
• تنبيه: قال الذهبى عن عبد العزيز في "الميزان"[2/ 632]: "واهٍ، ضعفه أبو حاتم وابن معين وابن المدينى، وما روى عنه سوى إسماعيل بن عياش
…
".
قلتُ: وهذا كلام مستقيم، لكن تعقبه حسين الأسد في تعليقه قائلًا: "نقول: بل روى عنه - يعنى عن عبد العزيز - سفيان بن عيينة أيضًا، عند الطيالسى في إسناد الحديث المذكور
…
".
قلتُ: وهذا وهم فاحش، واستدراك يحتاج إلى استدراك، بل لم يروه ابن عيينة عن عبد العزيز قط، ولا في المنام، وإنما هو التصحيف الذي يوقع الباحث - أحيانًا - في مضائق، فالطيالسى قد قال في (مسنده): (حدثنا أبو عيينة عن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن حمزة بن صهيب
…
) فقوله: (أبو عيينة) تصحيف ظاهر، وصوابه (أبو عتبة) كما نقله الحافظ في "المطالب"[رقم 459]، والبوصيري في "الإتحاف"[رقم 1336]، كلاهما عن الطيالسى به
…
وأبو عتبة هي كنية إسماعيل بن عياش المتفرد بالرواية عن عبد العزيز كما قال أبو حاتم وغيره، ووقع عند الطيالسى في "مسنده" المطبوع تصحيف آخر، وهو قوله: (عبد العزيز بن عبد الرحمن
…
)، كذا، والصواب: (عبد العزيز بن عبيد الله
…
) فانتبه يا رعاك الله.
2177 -
صحيح: دون جملته الأخيرة: (فلما كان من الغد
…
إلخ) أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 393]، من طريق المؤلف به.=
قائمٌ قال: "نَعَمْ" قال: فجعل له المنبر، فلما جلس عليه حنت الخشبة حنين الناقة على ولدها، حتى نزل النبي صلى الله عليه وسلم، فوضع يده عليها، فلما كان من الغد، فرأيتها قد حُوِّلَتْ، فقلنا: ما هذا؟! قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكرٍ وعمر فحولوها.
= قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وفيه علتان:
1 -
شيخ المؤلف (مسروق بن المرزبان) شيخ مختلف فيه، ضعفه أبو حاتم، ووثقه ابن حبان، ومشاه الحافظ جزرة.
2 -
وأبو إسحاق هو السبيعى الإمام، مشهور بالتدليس، وقد عنعنه، ثم هو قد تغير بأخرة أيضًا، وباقى رجاله ثقات، ابن أبى زائدة هو يحيى بن زكريا، وأبو هو زكريا بن أبى زائدة، وسعيد قد اختلف في تعيينه، فسماه ابن عساكر في روايته:(سعيد بن جبير) فقد رواه من طريق أبى عمرو بن حمدان - راوى "المسند الصغير" عن المؤلف - بإسناده به
…
مثل الذي هنا: (عن سعيد) هكذا غير منسوب، وقَرن مع أبى عمرو ابن حمدان: أبا بكر بن المقرئ - راوى "المسند الكبير" عن المؤلف.
ثم قال ابن عساكر: "وزاد ابن المقرئ: عن ابن جبير"، فالظاهر أن تلك الزيادة وقعت احتمالًا من أبى بكر بن المقرئ، كأنه وقع له (عن سعيد) غير منسوب، فظنه هو (سعيد بن جبير) وهذا ليس بجيد؛ لكون ابن جبير غير معروف أو مشهور بالراوية عن جابر، وإنما هو (سعيد بن أبى كرب) كما وقع منسوبًا عند جماعة كما يأتى.
وهكذا ساق الحافظ إسناد المؤلف في "المطالب"[عقب رقم 743]، وقد توبع شيخ المؤلف عليه: تابعه فروة عن أبى المغراء عن يحيى بن أبى زائدة عن أبيه عن أبى إسحاق عن سعيد بن أبى كرب عن جابر به
…
مختصرًا جدًّا بلفظ: (حنَّت الخشبة حنين الناقة الخلوج) هكذا أخرجه الدارمى [35]، وتوبع عليه زكريا بن أبى زائدة: تابعه:
1 -
إسرائيل بن يونس عند أحمد [3/ 293]، وأبى نعيم في "دلائل النبوة"[رقم 173]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 831]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 124]، والبزار في "مسنده" كما في البداية والنهاية [6/ 128]، وغيرهم، مختصرًا به
…
ولفظ أحمد: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى خشبة، فلما جعل منبر؛ حنَّت حنين الناقة إلى ولدها، فأتاها فوضع يده عليها فسكنت).
2 -
والأعمش عند البزار في "مسنده" كما في "البداية"[6/ 128]، والطحاوى في "المشكل" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [10/ 124]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 833]، وغيرهم، مختصرًا نحو سياق إسرائيل الماضى.
وعلى كل حال: فآفة هذا الإسناد هو عنعنة أبى إسحاق وتغيُّره.
لكن للحديث طرق أخرى عن جابر به
…
نحوه
…
وكذا له شواهد عن جماعة من الصحابة، وهو حديث صحيح ثابت بلا شك، لكن دون تلك الفقرة الأخيرة: (فلما كان من الغد فرأيتتها قد حُوِّلتْ، فقلنا: ما هذا؟! قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر فحوَّلوها
…
) فتلك جملة ضعيفة عندى.
نعم، قد مضى لها شاهد من حديث أبى سعيد الخدرى عند المولف [برقم 1067]، وسنده ضعيف أيضًا، ولنذكر هنا طريقًا واحدًا فقط من طرقه الكثيرة عن جابر بن عبد الله:
فمنها: ما أخرجه البخارى [1989،3391]، وأحمد [3/ 350]، وابن أبى شيبة [31748]، والبيهقى في "سننه"[3489]، وفى "الدلائل"[رقم 828، 2315]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 393]، وأبو نعيم في "الدلائل"[رقم 292]، وجماعة، من طرق عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه عن جابر قال: (إن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه؛ فإن لى غلامًا نجارًا؟ قال: إن شئت، قال: فعملت له المنبر، فلما كان يوم الجمعة قعد النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر الذي صُنع، فصاحتَ النخلة التى كان يخطب عندها حتى كادت تنشق، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضممها إليه؛ فَجعلت تئنُّ أنين الصبى الذي يسكت حتى استقرتْ، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر
…
) لفظ البخارى في الموضع الأول، وله طرق اخرى عن جابر بألفاظ نحوه .... فالله المستعان.
• تنبيه: قد سقط من الطبعتين: (عن أبيه) بين ابن أبى زائدة وأبى إسحاق، فصار السند هكذا:(عن ابن أبى زائدة عن أبى إسحاق) وهذا لا يكون؛ لكون ابن أبي زائدة - واسمه يحيى - لا يروى عن أبى إسحاق إلا بواسطة أبيه زكريا، وقد وقعت على الصواب عند ابن عساكر في "تاريخه" وهو يرويه من طريق المؤلف كما مضى، والغريب أن هذا الحديث قد مضى بهذا الإسناد - على الصواب - مختصرًا عند المؤلف [برقم 1068]، ضمن (مسند أبى سعيد الخدرى) ولم ينتبه حسين الأسد ولا المعلق على (الطبعة العلمية) إلى سقوط (عن أبيه) في إسناد المؤلف هنا، فالله المستعان.
2178 -
حدَّثَنَا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا محمد بن فضيلٍ، عن الوليد بن جميعٍ، عن أبى سلمة، عن جابرٍ، قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ على المنبر، فقال:"بَيْنَمَا ناسٌ يَسِيرُونَ فِي الْبَحْرِ فَلَقِيَتْهُمُ الجسَّاسَةُ" فقلت: وما الجساسة؟ فقال: "امْرَأَةٌ تَجُرُّ شَعْرَ جِلْدِهَا وَرَأْسِهَا فَقَالَتْ: فِي هَذَا الْقَصْرِ خَبَرُ مَا تُرِيدُونَ، فَأَتَوْهُ فَإِذَا هُمْ برَجُلٍ مُوثَقٍ، قَالَ: أَخْبِرُونِى، أَوْ سلُّونِى أُخْبِرْكُمْ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِى عَنْ نَخْلِ بَيْسانَ، وَعَيْنِ زُغَرَ وَعُمَانَ، هَلْ أَطْعَمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَ: فَأَخْبَرُونِى عَنْ حَمْأَةِ زُغَرَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، هِىَ مَلأَى تَدَفَّقَ جَانِبُهَا، قَالَ: فَقَال: وَهُوَ المسِيحُ تُطْوَى لَهُ الأَرْضُ، فَيَسْلُكُهَا فِي أَرْبَعينَ إِلا مَا كَانَ مِنْ طَيْبَةَ" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هِىَ المدِينَةُ، مَا بَابٌ مِنْ أَبْوَابِهَا إِلا عَلَيْهِ ملَكٌ صَالِتٌ سَيْفَهُ يَمْنَعُهُ مِنْهَا، وَبِمَكَّةَ مِثْلُ ذَلِكَ" ثم قال: "فِي بَحْرِ فَارِسَ مَا هُوَ، فِي بَحْرِ الرُّومِ مَا هُوَ" ثَلاثًا قال: فقال ابن أبى سلمة: إن في هذا الحديث شيئًا ما حفظته، قال: فشهد جابرٌ أنه ابن صيادٍ قال: فقلت: إن ابن صيادٍ قد مات، قال: وإن مات، قال: فقلت: فإنه قد أسلم، قال: وإن كان قد أسلم قال: فإنه قد دخل المدينة قال: وإن كان قد دخل المدينة.
2179 -
حدّثنا عاقبة بن مكرم الهلالى، حدّثنا يونس بن بكير، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل، عن أبى الزبير، عن جابر قال: ما سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم باح لنا بشئ من الدعاء على الجنائز ولا أبو بكر ولا عمر.
2178 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2164].
2179 -
ضعيف: أخرجه الخصيب في "تاريخه"[5/ 186]، من طريق عبيد الله بن موسى عن إبراهيم بن إسماعيل ع عن أبى الزبير عن جابر به.
قلتُ: وهذا إسناد ليس عليه نور، وإبراهيم بن إسماعيل هو ابن مجمع المدنى ضعفوه لسوء حفظه، قال ابن معين:"ضعيف ليس بشئ" وقال أبو حاتم: "كثير الوهم ليس بالقوى" وقال ابن حبان: "كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل"، لكنه لم ينفرد به:
بل تابعه الحجاج بن أرطأة على نحوه عند ابن ماجه [1501]، وأحمد [3/ 357]، وابن أبى شيبة [11367، 29789]، وغيرهم، والحجاج سيئ الحفظ مضطرب الحديث، وبه أعله =
2180 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا هشامٌ الدستوائى، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: اشتكيت، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنفخ في وجهى، فأفقت.
2181 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، قال: أخبرنى إبراهيم بن إسماعيل، عن أبى الزبير، عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضطجع أحدنا يضع إحدى رجليه على الأخرى.
2182 -
حَدَّثَنَا عقبة، حدّثنا يونس، حدّثنا سليمان الأعمش، عن أبى سفيان، عن
= البوصيرى في "مصباح الزجاجة" وقال: "حجاج بن أرطأة قد كان كثير التدليس مشهورًا بذلك؛ وقد رواه بالعنعنة".
ثم إن في الإسناد علة أخرى، وهى عنعنة أبى الزبير المكى، فهو مكثر أيضًا من التدليس عن جابر، راجع [رقم 1769].
2180 -
صحيح: أخرجه أبو داود [2887]، وأحمد [3/ 372]، والنسائى في "الكبرى"[6324، 6325]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1064]، والطبرى في "تفسيره"[4/ 378]، وأبو عوانة [رقم 4538] وغيرهم، من طرق عن هشام الدستوائى، عن أبى الزبير، عن جابر به
…
بسياق أتم.
ولفظ أبى داود: (عن جابر قال: اشتكيتُ وعندى سبع أخوات؛ فدخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فنفخ في وجهى؛ فأفقتُ، فقلتُ: يا رسول الله، ألا أوصى لأخواتى بالثلث؟! قال: أحسن، قلتُ: الشطر؟! قال: "أحسن. ثم خرج وتركنى، فقال: يا جابر، لا أراك ميتًا من وجعك هذا، وإن الله قد أنزل فبيَّن الذي لأخواتك، فجعل لهن الثلثين، قال: وكان جابر يقول: أنزلت فيَّ هذه الآية: {يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ} [النساء: 176].
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات، وأبو الزبير مدلس عن جابر خاصة، وقد عنعنه كما ترى، لكن تابعه عليه ابن المنكدر على نحو سياق أبى داود وغيره، فانظر الماضى [برقم 2018].
2181 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2031].
2182 -
صحيح: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب العالية"[رقم 4264]، من طريق جعفر بن عون عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه .....
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الهيثم بن كليب في "مسنده" كما في "المطالب" أيضًا =
جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"لَيَأْتِينَّ عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَخْرُجُ الجَيْشُ مِنْ جُيُوشِهِمْ فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ أَحدٌ صحِبَ مُحَمَّدًا فَتَسْتَنْصِرُونَ بِهِ فَتُنْصَرُوا؟ ثُمَّ يُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ مَنْ صَحِبَ مُحَمَّدًا؟ فَيُقَالُ: لا، فَمَنْ صَحِبَ أَصْحَابَهُ؟ فَيُقَالُ: لا، فَيُقَالُ: مَنْ رَأَى مَنْ صَحبَ أَصْحَابهُ؟ فَلَو سمِعُوا بِهِ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لأَتَوْهُ".
2183 -
حدَّثَنَا عقبة، حدّثنا مسعدة بن اليسع، عن شبل بن عبادٍ، عن عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: أي الناس أعلم؟ قال: "مَنْ يجْمَعُ عِلْمَ النَّاسِ إِلى عَلْمِهِ، وَكُلُّ صَاحِبِ عِلْمٍ غَرْثَانُ".
2184 -
حَدَّثَنَا الأزرق بن عليّ، حدّثنا حسان، حدّثنا محمد بن الفضل، عن
= [عقب رقم 4266]، قال الحافظ:"وهذا الإسناد صحيح؛ لكن قصَّر به أبو سفيان، فقد رواه البخارى ومسلم من طريق عمرو بن دينار، ومسلم من طريق أبى الزبير، كلاهما عن جابر عن أبى سعيد - رضى الله عنه - وهو الصواب".
قلتُ: وقد مضت رواية عمرو بن دينار في (مسند أبى سعيد)[برقم 974].
2183 -
ضعيف: أخرجه ابن حبان في المجروحين [3/ 35]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 205]، والديلمى في "الفردوس"[1/ 1/ 121]، كما في "الضعيفة"[3/ 221]، والشجرى في الأمالى [1/ 40]، وغيرهم كلهم من طريق المؤلف بإسناده به.
قلتُ: وهذا إسناد مظلم جدًّا، آفته مسعدة بن اليسع الباهلى، وهو شيخ هالك، كذبه أبو داود، وقال أحمد:"ليس بشئ، خرقنا حديثه، وتركنا حديثه"، وقال أبو حاتم:"هو ذاهب منكر الحديث لا يشتغل به، يكذب على جعفر بن محمد عندى" راجع ترجمته من "اللسان"[6/ 23]، وقد خولف في إسناده، خالفه يحيى بن أبى بكير الكرمانى - الثقة المعروف - فرواه عن شبل بن عباد فقال: عن عمرو بن دينار عن طاووس بن كيسان عن النبي صلى الله عليه وسلم به مرسلًا .....
قلتُ: وهذا هو المحفوظ مرسلًا، ولا خير في مرسل قط، اللَّهم إلا إذا اعتضد، والوجه المنكر الماضى أعله الهيثمى في "المجمع"[1/ 399]، بمسعدة بن اليسع، ونقله عنه المناوى في "الفيض"[2/ 8]، وعزاه صاحب "الكنز"[28935] إلى ابن السنِّى.
2184 -
ضعيف: بهذا السياق: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[3/ 350]، والطبرانى في "الدعاء"[2109]، وغيرهما من طرق عن محمد بن الفضل بن عطية عن عمرو بن دينار عن جابر به. =
عمرو بن دينارٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِنَّ النَّاسَ يَكْثُرُونَ وَأَصْحَابِي يَقلُّونَ، فَلا تَسُبُّوهُمْ، لَعَنَ اللهُ مَنْ سَبَّهُمْ".
= قلتُ: وهذا إسناد موضوع ولابد، قال أبو نعيم عتب روايته:"غريب من حديث جابر لا أعلم راويًا عنه غير عمرو بن دينار".
قلتُ: وعمرو ثقة إمام حجة، وإنما الشأن في الراوى عنه - أعنى محمد بن الفضل بن عطية، ذلك الساقط الخاسر - وأين ذلك الفضل والعطاء؟! وهو الذي كذبه جماعة من النقاد بخط عريض، وترجمه مظلمة في "التهذيب" و"ذيوله".
وقد كان هذا المخذول يتلون في إسناده أيضًا، فمرة يرويه عن عمرو بن دينار به مباشرة ..... كما مضى، وتارة يرويه عن أبيه الفضل بن عطية - وهو شيخ صدوق - عن عمرو بن دينار عن جابر به ....
كما تراه عند الخطيب في "تاريخه"[3/ 149]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2110]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1921]، وأبى محمد بن شيبان العدل في "الفوائد المنتخبة"[2/ 1/ 219]، كما في الضعيفة [7/ 145]، وغيرهم، وبابن الافضل هذا: أعله الهيثمى في "المجمع"[9/ 746].
لكن لم ينفرد به محمد بن الفضل هذا، بل تابعه أبو الربيع السمان أشعث بن سعيد عن عمرو بن دينار عن جابر به نحوه
…
عند الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 1203]، وفى "الدعاء"[رقم 2111]، وأبى نعيم في "الحلية"[3/ 350]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 377]، وأبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 265]، وأبى محمد الخلال في "المجالس العشرة"[رقم 67]، والمقدسى في "النهى عن سب الأصحاب"[23/ 1]، كما في "الضعيفة"[7/ 145]، وغيرهم.
وهذه متابعة لا يفرح بها أيضًا، وأبو الربيع السمان ساقط الرواية عندهم هو الآخر، بل صح عن حشيم أنه قال عنه:"كان يكذب"، وقال ابن عدى بعد أن رواه: "ولا أعلم من روى هذا الحديث عن عمرو بن دينار غير أبى الربيع السمان ومحمد بن الفضل بن عطية عن عمرو
…
".
قلتُ: ويشبه عندى أن يكون أحدهما قد سرقه من الآخر، وللحديث شواهد بشطريه نحو لفظه هنا: وكلها بأسانيد تحتاج إلى أسانيد، راجع "الضعيفة"[7/ 145] للإمام.
2185 -
حَدَّثَنَا محمد بن المنهال، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، عن عطاء بن أبى رباحٍ، عن جابرٍ، قال: كنت في الصف الثاني، أو الثالث حيث صلى النبي صلى الله عليه وسلم على النجاشي.
2186 -
حَدَّثَنَا مسروقٌ، حدّثنا شريكٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: جاء سليكٌ إلى المسجد، والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فأمره أن يصلى ركعتين خفيفتين.
2187 -
حَدَّثَنَا مسروقٌ، حدّثنا ابن أبى زائدة، قال: حدثنى أبو أيوب الإفريقى، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُرِيتُ الأَنْبِيَاءَ، فَأَنَا شَبِيهُ إِبْرَاهِيمَ".
2188 -
حَدَّثَنَا مسروق بن المرزبان، حدّثنا حفصٌ، عن جعفرٍ، عن أبيه، عن
2185 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1773].
2186 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1946].
2187 -
صحيح: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8917]، والخطيب في "موضح الأوهام"[2/ 207]، من طريقين ضعيفين عن أبى أيوب الإفريقي [وسقط (أبى) في سند الطبراني فصار:(عن أيوب) فانتبه] عن ابن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد لا يصح، وأبو أيوب الإفريقى اسمه عبد الله بن عليّ الأزرق الكوفى، وثقه ابن حبان، ومشاه ابن معين، لكن قال أبو زرعة:"ليس بالمتين؛ في حديثه إنكار، هو ليِّن".
قلتُ: وهذا جرح مفسر سافر، ومثله لا يحتمل التفرد عن مثل ابن المنكدر أصلًا، على أن الطريقين إليه فيهما خدوش، لكن للحديث طريق آخر عن جابر نحوه لكن بسياق أتم يأتى [2261]، وله شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث ابن عباس [برقم 2725].
2188 -
صحيح: أخرجه ابن خزيمة: [2811]، وأبو داود [1906]، والشافعى [911]، والبيهقى في "سننه"[1741]، والنسائى في "الكبرى"[3988]، وابن حزم في "حجة الوداع"[86]، وغيرهم، من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر به
…
نحو سياق المؤلف به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح، وهو جزء من حديث جابر الطويل في سياق حجة النبي صلى الله عليه وسلم وقد مضى تخريجه [برقم 2027]، وانظر الماضى [برقم 1926] أيضًا.
جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع بين الظهر والعصر بعرفاتٍ بأذانٍ وإقامتين، والمغرب والعشاء بأذانٍ وإقامتين.
2189 -
حَدَّثَنَا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا حفصٌ، عن ابن جريجٍ، عن سليمان بن موسى، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: رخص لهم في قطع النخل ثم شدد عليهم، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، علينا إثمٌ فيما قطعنا، أو علينا فيما تركنا؟ فأنزل الله:{مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ} [الحشر: 5].
2189 - ضعيف: هذا إسناد ضعيف، وفيه ثلاث علل:
الأولى: سفيان بن وكيع سقط حديثه لما لم يستمع إلى إرشاد النقاد بإقصاء ورَّاقه الذي كان يدخل في أصول الشيخ ما ليس منها، فنصحوه فلم ينتصح، فسلام على ابن وكيع.
والثانية: ابن جريج جدُّ عريق في التدليس، قال الدرقطنى:"شر التدليس: تدليس ابن جريج، فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح" وقد عنعنه كما ترى.
والثالثة: وأبو الزبير هو محمد بن مسلم بن تدرس المكى الصدوق الحافظ العالم، ليس فيه ما يعاب عليه إلا كثرة تدليسه عن جابر بن عبد الله وحده، راجع الحديث الماضى [برقم 1769]، وقد عنعنه هو الآخر، وسلميان بن موسى هو القرشى الأموى الفقيه الإمام على لينٍ في حفظه، والحديث أعله الهيثمى في "المجمع"[7/ 261]، بسفيان بن وكيع وحده، ومثله فعل البوصيرى في "الإتحاف"[رقم 5856]، ومثلهما البدر العينى في "عمدة القارى"[17/ 128]، وزاد إعلاله بسليمان بن موسى أيضًا، فقال:"وسليمان بن موسى الأشدق عنده مناكير، قاله البخارى".
قلتُ: نعم سليمان كما قال، لكن ليس بمجرد وجود بعض المناكير في حديث الشيخ الصدوق الصالح المتماسك أن يُعل كل حديث ينفرد به مع عدم وجود أي نكارة في ذلك الحديث بخصوصه، فكيف وفى الطريق إلى سليمان في هذا الحديث: سفيان بن وكيع وعنعنة ابن جريج.
نعم، للحديث شاهد نحوه من حديث ابن عباس عند الترمذى [3303]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ 587]، والنسائى في "الكبرى"[8610، 11574]، وعنه الطحاوى في "المشكل"[3/ 106] وغيرهم، وسنده ظاهره الصحة، لكن المحفوظ هو الإرسال.
2190 -
حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، حدّثنا أبى، عن عبيد الله، عن أبى مليح، حدّثنا جابر بن عبد الله، قال: أنزل الله صحف إبراهيم في أول ليلة من رمضان، وأنرلت التوراة على موسى لست خلون من رمضان، وأنزل الذبور على داود في إحدى عشر ليلة خلت من رمضان، وأنزل القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم في أربع وعشرين خلت من رمضان.
2190 - ضعيف: هذا إسناد ضعيف معلول، وفيه علل:
1 -
شيخ المؤلف قد برأنا من عهدته مرارا، انظر الماضى.
2 -
وعبيد الله هو ابن أبى حميد الهذلى الذي يقول عنه أحمد: "ترك الناس حديثه"، وقال البخارى:"منكر الحديث" وقال أيضًا: "يروى عن أبى المليح عجائب"، ونحوه قال الحاكم وأبو نعيم، وقد تركه جماعة، وضعفه الآخرون.
وأغرب الهيثمى في "المجمع"[1/ 197]، فأعله بسفيان بن وكيع وحده، ومثله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 415].
3 -
وقد خولف عبيد الله هذا في إسناده، خالفه قتادة بن دعامة، فرواه عن أبى المليح فقال: عن واثلة بن الأسقع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوارة لست مضيْن من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلتْ من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلتْ من رمضان).
هكذا أخرجه أحمد [4/ 107]- واللفظ له - والطبرى في "تفسيره"[2/ 150]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2248]، والخطابى في "غريب الحديث"[3/ 74].
ومن هذا الطريق أخرجه: الطبراني في "الكبير"[22/ رقم 185]، وفى "الأوسط"[4/ رقم 3740]، وابن عساكر في "تاريخه"[6/ 202]، والبيهقى أيضًا في "الأسماء والصافات"[رقم 494]، وفى "سننه"[18429]، وابن نصر في "قيام رمضان"[رقم 32]، والنعالى في "حديثه"[131/ 2]، وعبد الغنى المقدسى في "فضائل رمضان"[53/ 1]، كما في "الصحيحة"[4/ 104]، وغيرهم، وزادوا:"وأنزل الزبور لثمانى عشرة خلت من شهر رمضان" وعزاه الإمام في "الصحيحة" إلى أحمد بهذه الزيادة، وهو وهم مغفور، وكلهم رووه من طريقين عن عمران بن داود القطان عن قتادة به
…
قلتُ: وهذه مخالفة لا تثبت، وسند لا تقوم به الحجة، لكن يقول الإمام في "الصحيحة" [4/ 104]:"وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات، وفى القطان كلام يسير". =
2191 -
حدّثَنا سفيان، حدّثنا أبو أسامة عن هشام عن الحسن، عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بَيْنَ الرَّجُلِ - أوْ قَالَ: بَيْنَ الْعَبْدِ - وَبَيْنَ الْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاةِ".
= قلتُ: ولعل الإمام يريد بهذا الكلام اليسير، قول ابن معين عن القطان:"ليس بالقوى" وفى موضع آخر قال:"لم يرو عنه يحيى بن سعيد، وليس هو بشئ" وقول النسائي: "ضعيف" وقول الدارقطنى: "كان كثير المخالفة والوهم" فهل هذا كلام يسير؟!.
وقد ضعفه آخرون أيضًا، نعم قد وثقه بعضهم ومشاه آخرون، لكن التحقيق بشأنه: أنه ليس ممن يحتج به على الانفراد، ولا سيما إذا انفرد بالرواية عن مثل قتادة في كثرة الأصحاب، فكيف وقد خولف في إسناده؟! خالفه إبراهيم بن طهمان - الثقة المأمون - فرواه عن قتادة به موقوفًا عليه، إلا أنه قال في متنه:(لاثنتى عشرة) بدل (ثلاث عشرة) هكذا ذكره البيهقى في "الأسماء والصفات"[1/ 569/ طبعة مكتبة السوادى]، وهذا هو المحفوظ بلا تردد عن قتادة، وللحديث عن ابن عباس مرفوعًا نحوه
…
عند ابن عساكر في "تاريخه"[6/ 202]، وفى سنده ضعيف وانقطاع، ولا يصح في هذا الباب حديث.
• تنبيه: قال الحافظ في "المطالب"[3573]، بعد أن ساق إسناد المؤلف هنا:(قلتُ: هذا مقلوب، وإنما هو عن واثلة، فليحرر).
قلتُ: قد حررناه فوجدناه ليس مقلوبا ولا يصح عن واثلة ولا غيره، إنما هو موقوف على قتادة.
2191 -
صحيح: آخرجه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 276]، من طريق الحسن بن سفيان عن سويد بن سعيد عن عبد الله بن رجاء عن هشام بن حسان عن الحسن عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف لا يثبت، وفيه علل:
الأولى: سويد بن سعيد: كان صدوقًا أول أمره حتى عمى فصار يتلقَّن، وشيخه ثقة معروف. وهو البصرى نزيل مكة.
فإن قلت: قد رواه المؤلف من طريق آخر عن هشام به
…
قلتُ: شيخ المؤلف في هذا الطريق: هو سفيان بن وكيع الذي لا يحتج به إلا من لا يعرفه، أفسده ورَّاقه فسقط حديثه.
والثانية: هشام بن حسان ثقة حافظ، لكن تكلموا في روايته عن الحسن؛ لكونه كان كثير الإرسال عنه، وقد وصفه ابن المدينى وغيره بالتدليس، وتدليسه قاصر على الحسن وحده. =
2192 -
حَدَّثَنَا سفيان بن وكيع، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، عن جابرٍ، قال: طُلِّقَتْ خالتى، فأرادت أن تَجُدَّ نخلها، فزجرها رجلٌ أن تخرج إليه، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"بَلَى فَجُدِّى ذَلِكَ، فَإِنَّكَ عَسَى أَنْ تَصَدَّقِى فَتَفْعَلِى مَعْرُوفًا".
2193 -
حدَّثَنَا سفيان، حدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى عطاءٌ، أنه سمع جابر بن عبد الله، وذكر العزل، فقال: قد كنا نفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
= والثالثة: الحسن هو أبو سعيد البصرى الإمام الهمام الثقة الحافظ المأمون، لكنه لم يسمع من جابر أصلًا كما جزم به ابن المدينى وغيره، راجع "جامع التحصيل"[ص 163]، لكن للحديث طرق أخرى عن جابر بن عبد الله به
…
وقد مضى منها طريقان [برقم 1783، 1953].
2192 -
حسن: أخرجه مسلم [1483]، وأبو داود [2297]، والنسائى [2288]، وابن ماجه [2034]، والحاكم [2/ 226]، وأحمد [3/ 321]، والدارمى [2288]، وعبد الرزاق [12032]، والبيهقى في "سننه"[15288]، وفى "المعرفة"[رقم 4899، 4900]، وأبو عوانة [رقم 3758]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 74]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد سحالح مستقيم؛ وأبو الزبير وابن جريج كلاهما قد صرحا بالسماع عند مسلم وغيره، وقد توبع عليه ابن جريج على نحوه: تابعه ابن لهيعة عند الطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 74]، بإسناد جيد إليه.
2193 -
صحيح: أخرجه البخارى [4911]، وأحمد [3/ 377، 380]، وعبد الرزاق [12566]، وأبو عوانة [3531]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج، عن عطاء عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه ....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح كالشمس، وقد توبع عليه ابن جريج:
1 -
تابعه عمرو بن دينار على نحوه عند البخارى [عقب رقم 4911]، ومسلم [1440]، والترمذى [1137]، وابن ماجه [1927]، وابن أبى شيبة [16577]، والبيهقى في "سننه"[14081]، وفى "المعرفة"[رقم 4515]، والنسائى في "الكبرى"[9093]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 35]، والحميدى [1257]، وأبى عوانة [رقم 3530]، وغيرهم، ولفظه:(كنا نعزل والقرآن ينزل).=
2194 -
حَدَّثَنَا سفيان، حدّثنا أبى، عن ابن أبى ليلى، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تَسُبُّوا اللَّيْل وَالنَّهَارَ، وَلا الشَّمسَ وَالْقَمَرَ، وَلا الرِّيَاحَ، فَإِنَّهَا تُرْسَلُ رحْمَةً لقَوْمٍ، وَعَذَابًا لِقَوْمٍ".
= وقد أرسله عمرو بن دينار عن جابر به
…
، كما أخرجه الطيالسى [1697]، وأحمد [3/ 368]، والنسائى في "الكبرى"[9092]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 35]، وابن الجعد [1604] وغيرهم، من طرق عن شعبة عن عمرو عن جابر به
…
قال شعبة: (فقلت لعمرو: أسمعتَ هذا من جابر؟! فقال: لا).
قلتُ: قد سمعه من عطاء بن أبى رباح كما مضى عن جابر. ورحم الله شعبة.
2 -
وتابعه معقل بن عبيد الله عند مسلم [1440] نحو لفظ المؤلف.
3 -
وتابعه برد بن سنان عند الطبراني في "مسند الشاميين"[1/ رقم 373]، بإسناد صحيح إليه، ولفظه:(كنا نعزل في زمان النبي صلى الله عليه وسلم فلا يُعاب ذلك علينا).
وقد توبع عطاء عليه أيضًا: تابعه أبو الزبير المكى نحو سياق المؤلف عند مسلم [1440]، وابن حبان [4195]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ 183]، والمؤلف [2255]، والبيهقى في "سننه"[14082]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 35]، وأبى عوانة [رقم 3528، 3532، 3533]، وغيرهم. فالله المستعان.
2194 -
ضعيف: قال الهيثمى في "المجمع"[8/ 137]: "رواه أبو يعلى بإسناد ضعيف".
قلتُ: فيه علتان:
الأولى: شيخ المؤلف هو سفيان بن وكيع بن الجراح، وقد مضى غير مرة أنه قد سقط حديثه يوم أن تنكَّب عن قبول نصائح النقاد له، وكم ذهب إليه أبو حاتم الرازى - مع جماعة من أهل الحديث - يأمره بصيانة نفسه من ذلك الورَّاق الذي كان يدخل في حديثه ما ليس منه، ثم يلقِّنه الشيخ فيتلقنه بسلامة نيَّة، ثم هو يُوعد ويخلف، ويعطى عهدًا ثم سرعان ما ينكثه، فلما كثر ذلك منه: أمطرت سهام المقت عليه، وصُوِّبت حراب اللوم إليه، فسقط حديثه جملة وتفصيلًا، وأين هو من أبيه في كل شئ؟!.
والثانية: ابن أبى ليلى هو محمد بن عبد الرحمن الفقيه الإمام المعروف، لم يكن في حفظه بذاك، وكان يضطرب في الأسانيد والمتون ما شاء الله، وبه أعله البوصيرى في "الإتحاف"[5345].=
2195 -
حَدَّثَنَا سفيان، حدّثنا عبد الوهاب الثقفى، عن أيوب، عن هشامٍ، عن وهب بن كيسان، عن جابر بن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ أَحْيَا أَرْضًا مَيْتةً فَلَهُ فِيهَا أَجْرٌ، وَمَا أَكَلَتِ الْعَوَافِى فَهُوَ لَهُ صَدَقَةٌ".
= وقد اضطرب فيه ابن أبى ليلى - على عادته - فعاد ورواه عن أخيه عيسى بن عبد الرحمن عن أبيه عبد الرحمن بن أبى ليلى به مرسلًا.
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة في "مصنفه"[26310]، وفى "الأدب"[رقم 76]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 615].
نعم: قد توبع ابن أبى ليلى على الوجه الأول: تابعه سعيد بن بشير عند الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4698، 6795]، وفى "مسند الشاميين"[4/ رقم 2797]، وفى "الدعاء"[رقم 2051]، وتمام في "الفوائد"[رقم 1284] من طريقين عنه عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وماذا يجدي هذا وسعيد بن بشير ضعيف هو الآخر لسوء حفظه؟! قال الطبراني بعد روايته: "لم يرو هذا الحديث عن أبى الزبير إلا سعيد بن بشير".
قلتُ: قد تابعه ابن أبى ليلى عند المؤلف كما رأيتَ، وقد قال أبو حاتم الرازى:(لا أعلم رواه إلا ابن أبى ليلى، وسعيد بن بشير) نقله عنه ولده في "العلل"[رقم 2362].
والحديث ضعيف بهذا السياق جميعًا، لكن لجملة النهى عن سب الرياح: شواهد ثابتة، يأتى منها حديث أبى هريرة [برقم 6142].
2195 -
صحيح: أخرجه الترمذى [1379]، وابن حبان [5205]، والنسائى في "الكبرى"[5757]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ 4779]، وابن الجوزى في "التحقيق"[2/ 224]، وغيرهم من طرق عن عبد الوهاب الثقفى عن أيوب عن هثسام بن عروة عن وهب بن كيسان عن جابر به
…
وليس عند الترمذى: (وما أكلت العوافى فهو له صدقة)، وعنده:(فهى له).
قلتُ: قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح"، وهو كما قال. لكن اختلف في إسناده على ألوان، فرواه جماعة عن عبد الوهاب الثققى على الوجه الماضى، وخالفهم آخرون، فرووه عنه فقالوا: عن أيوب عن هشام عن أبيه عن سعيد بن زيد مرفوعًا بلفظ: (من أحيا أرضًا ميتة فهى له، وليس لعرق ظالم حق). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد مضى هذا الوجه عند المؤلف [برقم 957]، وقد توبع أيوب على الوجهين جميعًا، نكتفى هنا بالكلام على رواية جابر فقط، وهى الوجه الأول: فتابعه عليها:
1 -
عباد بن عباد المهلبى عند أحمد [3/ 304]، والنسائى في "الكبرى"[5758]، وغيرهما، مثل سياق المؤلف.
2 -
وتابعه أيضًا حماد بن زيد عند أحمد [3/ 338]، نحو سياق المؤلف إلا أنه قال:(فهى له) بدل قوله: (فله فيها أجر).
ثم جاء يحيى القطان وخالف هؤلاء، ورواه عن هشام فقال: عن عبيد الله بن عبد الرحمن الأنصارى عن جابر به نحو سياق المؤلف.
هكذا أخرجه أحمد [3/ 313]، وابن حبان [5203]، والنسائى في "الكبرى"[5756]، وغيرهم. وتوبع القطان عليه:
1 -
تابعه: عبد الله بن عقيل أبو عقيل عند أحمد [3/ 326].
2 -
وحماد بن أسامة عند أحمد أيضًا [3/ 3810]، والدارمى [2607]، وغيرهما.
3 -
وحماد بن سلمة عند ابن حبان [5202].
4 -
ووكيع عند ابن أبى شيبة [22381]، ومن طريقه ابن عبد الير في "التمهيد"[22/ 282].
5 -
أبو معاوية الضرير عند البيهقى في "سننه"[11595]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 185]، وأبى عبيد في "الأموال"[602]، ويحيى بن آدم في "الخراج"[251]، وغيرهم.
6 -
وأنس بن عياض عند البيهقى [11594].
7 -
وابن أبى الزناد عند ابن زنحويه في "الأموال"[رقم 817]، لكن الإسناد إليه مغموز.
وعبيد الله بن عبد الرحمن هو ابن رافع شيخ مستور كما يقول الحافظ في "التقريب"، لكن التحقيق أنه صدوق صالح، وقد اخلتف في اسمه على أقوال.
ثم جاء مسلم بن خالد الزنجى وخالف الكل، ورواه عن هشام فقال: عن أبيه عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا بلفظ: (من أحيا أرضًا ميتة فهى له، وليس لعرق ظالم حق).
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 601]، بإسناد قوى إليه به
…
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن هشام عن أبيه عن عبد الله بن عمرو إلا مسلم".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهو ليس بذاك، ثم أتى مالك بن أنس وابن عيينة وابن إدريس ويحيى بن سعيد الأنصارى وقرينه الأموى ووكيع وجماعة آخرون، كلهم رووه عن هشام عن أبيه به مرسلًا مثل لفظ مسلم بن خالد الماضى.
وقد اختلف في سنده على هشام على ألوان أخر غير التى مضت، وقد رجَّح الدارقطنى من تلك
الوجوه كلها: الوجه المرسل، فقال في "علله" [4/ 415]:"والمرسل عن عروة أصح".
قلتُ: والناهض عندى: أن هذا الاختلاف أكثره من هشام بن عروة نفسه، فقد تغير حفظه قليلًا لمَّا كبر كما قاله جماعة من النقاد، وكذا تكلم بعضهم في حديثه بالعراق، فقال يعقوب بن شيبة: "هشام مع تَثَبُّتِهِ ربما جاء عنه بعض الاختلاف، وذلك فيما حدث بالعراق خاصة، ولا يكاد يكون الاختلاف عنه فيما يفحش؛ يُسند الحديث أحيانًا، ويرسله أحيانًا، لا أنه يقلب إسناده، كأنه على ما تذكَّر من حفظه
…
وهذا فيما نرى أن كتبه لم تكن معه بالعراق فيرجع إليها" نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل" [ص 331/ طبعة السامرائى]، وقبل ذلك [ص 270]، نقل عن الأثرم أنه قال لأحمد: "هذا الاختلاف عن هشام، منهم من يرسل، ومنهم من يُسْند عنه، من قبله كان؟! قال: نعم"، ثم في [ص 272]، نقل عن القاضى إسماعيل أنه قال: "بلغنى عن عليّ بن المدينى: أن يحيى القطان كان يضعف أشياء حدث بها هشام بن عروة في آخر عمره؛ لاضطراب حفظه بعدما أسنَّ، وسمعتُ على بن نصر وغيره يذكرون نحو هذا عن يحيى بن سعيد).
قلتُ: فالحاصل أن رواية أهل العراق عن هشام قد يقع الغلط فيها منه لا منهم، ورواية غيرهم عنه أصح من غيرها، وقد نقل ابن رجب في [ص 270]، عن أحمد أيضًا أنه قال في رواية الأثرم عنه:"كأن رواية أهل المدينة عنه أحسن - أو قال: أصح" وهذا الحديث قد رواه عنه من أهل المدينة جماعة: منهم مالك بن أنس وأنس بن عياض وابن أبي الزناد - إن صح، عنه - فأما مالك فقد رواه عنه عن أبيه عروة به مرسلًا كما مضى.
وأما أنس بن عياض وغيره فقد رووه عنه عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن أبى رافع عن جابر به
…
كما مضى أيضًا. فهذان الوجهان هما أصح تلك الوجوه كلها، وبهذا جزم ابن عبد البر في "التمهيد"[22/ 282]، فقال بعد أن ذكرهما:"وهما عندى حديثان عند هشام، أحدها: عن أبيه - يعنى مرسلًا - والآخر عن عبيد الله بن أبى رافع، ولفظهما مختلف، فهما حديثان". =
2196 -
حَدَّثَنَا سفيان، حدّثنا أبى، عن أسامة بن زيدٍ، عن ابن المنكدر، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَلُوا اللَّهَ عِلْمًا نَافِعًا، وَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ".
2197 -
حَدَّثَنَا سفيان، حدّثنا أبى، عن أسامة، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقومٍ يقرؤون القرآن في المسجد، فقال:"اقْرَؤوا الْقُرْآنَ قَبْلَ أَنْ يَجِئَ قَوْمٌ يُقِيمُونَهُ إِقَامَةَ الْقِدْحِ، يَتَعَجَّلونَهُ وَلا يَتَأَجَّلُونَهُ".
= قلتُ: وقد اختلف في سنده على عروة بن الزبير أيضًا، وبسط ذلك كله له مكان آخر، راجع "علل الدارقطنى"[4/ 414، 415]، و"التمهيد"[22/ 280، 281، 282]، و"فتح البارى"[5/ 19]، و"تعليق التعليق"[2/ 140]، والحديث الماضى [برقم 957].
وللحديث طرق أخرى عن جابر به نحوه
…
مضى منها طريق أبى الزبير عنه [برقم 1805]، وراجع "الإرواء"[6/ 5].
2196 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 1927، 1980].
2197 -
حسن لغيره: أخرجه أحمد [3/ 357]، والبيهقى في "الشعب"[2/ 2643]، و [644] والكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 50]، وغيرهم، من طرق عن أسامة بن زيد الليثى عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
وزاد أحمد: (وابتغوا به الله عز وجل.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهر الصلاح، وأسامة بن زيد صدوق متماسك على مقال في حفظه، لكنه لم ينفرد به.
بل تابعه حميد بن قيس الأعرج عليه بنحوه عند أبى داود [830]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2642]، وأحمد [3/ 397]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 88]، والآجرى في "آداب حملة القرآن"[رقم 27]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 228]، وسعيد بن منصور في "تفسيره"[رقم 31]، والفريابى في "فضائل القرآن"[رقم 157]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[1/ 69/ الطبعة العلمية]، وغيرهم، من طرق عن خالد بن عبد الله الطحان عن حميد الأعرج به
…
قلتُ: قال الإمام في "الصحيحة"[1/ 464]: "وهذا سند صحيح؛ رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين
…
". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهو كما قال، لولا أن الأعرج وأسامة بن زيد قد خولفا في إسناده، خالفهما سفيان الثورى - الجبل الراسخ - فرواه عن ابن المنكدر بنحوه مرسلًا.
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [30004]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2641]، وقد توبع الثورى على هذا الوجه: تابعه ابن عيينة - الإمام الثبت - عند سعيد بن منصور في "تفسيره"[30]، وعبد الرزاق [6034]، وهذا هو المحفوظ عن ابن المنكدر دون مغالبة.
لكن للحديث شاهد عن سهل بن سعد قال: (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا ونحن نقترئ فقال: الحمد للَّه كتاب الله واحد، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود؛ اقرؤوه قبل أن يقرأه أقوام يقيمونه كما يقوم السهم، يتعجل أجره ولا يتأجله).
أخرجه أبو داود [831] واللفظ له، وأحمد [5/ 338]، وابن حبان [760]، والطبرانى في "الكبير"[6/ 6024]، والبييهقى في "الشعب"[2/ 2647]، والرويانى في "مسنده"[1097] وغيرهم، من طريقين عن بكر بن سوادة عن وفاء بن شريح عن سهل بن سعد به.
قلتْ: وهذا إسناد ضعيف، ووفاء شيخ مصرى مستور الحالط، ولا يشفع له توثيق ابن حبان له أصلًا؛ لما علم من تساهله في توثيق هذه الطبقة من المتقدمين، وقد خولف بكر بن سوادة في إسناده، خالفه زياد بن نعيم - الثقة المعروف - مرواه عن وفاء عن رويفع بن ثابت الأنصارى به
…
، فجعله من (مسند رويفع).
هكذا أشار إليه البخارى في "تاريخه"[8/ 191]، وقد رواه ابن لهيعة عن بكر بن سوادة لكنه اضطرب في إسناده كعادته، راجع "الصحيحة"[1/ 464]، لكن توبع وفاء بن شريح عليه: تابعه عبد الله بن عبيدة الربذى عن سهل بن سعد به نحوه
…
عند جعفر الفريابى في "فضائل القرآن"[رقم 159]، والآجرى في "آداب حملة القرآن"[رقم 28]، والطبرانى في "الكبير"[6/ رقم 6021]، و [6022]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2645، 2646]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[466]، وابن المبارك في "الزهد"[رقم 813]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 131] وغيرهم، من طرق عن موسى بن عبيدة الربذى عن أخيه عبد الله بن عبيدة به.
قلتُ: وهذه متابعة فاسدة، وموسى قد ضعفوه فأبلغوا، حتى تركه جماعة، وأخوه عبد الله وثقه جماعة، لكن تكلم فيه بعضهم أيضًا، وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" ثم هو لم يسمع من سهل بن سعد أيضًا كما قاله ابن خلفون في "الثقات" وعنه الحافظ في "التهذيب"[5/ 310]، فالإسناد واهٍ، ولا يصح ذا.
2198 -
حَدَّثَنَا سفيان، حدّثنا أبى، عن سعيد بن عبيد الأزدى، حدّثنا الفضل الرقاشى، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبًا يوم الجمعة، فقال:"عَسَى رَجُلٌ تَحْضُرُهُ الجُمُعَةُ، وَهُوَ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ مِنَ المَدِينَةِ فَلا يَحْضُرُ الجُمُعَةَ" قال: ثم قال في الثانية: "عَسَى رَجُلٌ تَحْضُرُهُ الجمُعَةُ، وَهُوَ عَلَى قَدْرِ مِيلَيْنِ مِن المَدِينَةِ فَلا يَحْضُرُهَا" وَقَالَ في الثَّالثَة: "عَسَى يَكُونُ عَلَى قَدْرِ ثَلاثَةِ أَمْيَالٍ مِنَ المَدِينَةِ فَلا يحْضُرُ الجُمُعَةَ وَيَطْبعُ اللهُ عَلَى قَلْبِهِ".
2199 -
حَدَّثَنَا سفيان، حدّثنا محمد بن المنكدر، عن ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يسأل عن ركوب البُدْنِ، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"ارْكَبْهَا بِالمعْرُوفِ إِذا أُلجْئْتَ إِلَيْهَا حَتَّى تَجِدَ ظَهْرًا".
2198 - ضعيف: بهذا السياق: قال المنذرى في "الترغيب"[1/ 296]: "رواه أبو يعلى بإسناد ليِّن".
قلتُ: بل بإسناد تالف، وفيه علتان:
الأولى: شيخ المؤلف هو سفيان بن وكيع الذي سقط حديثه لما عاند النقاد في نصيحتهم له.
والثانية: الفضل الرقاشى هو ابن عيسى بن أبان البصرى الواعظ، أحد الساقطين في الرواية، حتى قال أيوب:"لو أن فضلًا الرقاشى وُلِدَ أخرسَ كان خيرًا له"، وترجمته سيئة في "التهذيب وذيوله".
إذا عرفتَ هذا: علمت أن قول الهيثمى في "المجمع"[2/ 193]: "رواه أبو يعلى ورجاله موثقون" تساهل قبيح منه، وإلا فأين من وثَّق الفضل الرقاشى في أهل الدنيا؟! فكأن الجملة - أعنى (رجاله موثقون) - قد درجت على لسان الهيثمى حتى جرَّتْه إلى هذا، نعم: للحديث شاهد بسندٍ منكر عن أبى هريرة مرفوعًا نحوه
…
يأتى عند المؤلف [برقم 6450]، وله شاهد ثانٍ نحوه مختصرًّا من حديث ابن عمر عند الطبراني في "الأوسط"[1/ رقم 336]، ولكن بسندٍ تالف أيضًا.
وإنما الثابت في هذا الباب هو حديث أبى الجعد الضمرى مرفوعًا: (من ترك الجمعة ثلاث مرات تهاونًا بها طبع الله على قلبه)، وقد مضى [برقم 1600]، وله شواهد نحو هذا اللفظ عن جماعة من الصحابة.
2199 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1815].
2200 -
حدَّثَنَا واصل بن عبد الأعلى، حدّثنا ابن فضيلٍ، عن الوليد بن جميعٍ، عن أبى سلمة، عن جابرٍ، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ على المنبر، فقال:"إنَّهُ بَيْنَمَا أُنَاسٌ يَسِيرُونَ فِي الْبَحْرِ فَنَفَدَ طَعَامُهُمْ، فَرُفِعَتْ لَهُمْ جَزِيرَةٌ، فَخَرَجُوا يُرِيدُونَ الخُبْزَ، فَلَقِيَتْهُمُ الجَسَّاسَة - قلت لأبى سلمة: وما الجساسة؟ قال: امرأةٌ تجر شعر رأسها - قَالَتْ لَهَمْ: فِي هَذَا الْقَصْر خَبَرُ مَا تُرِيدُونَ، فَأَتَوْهُ، فَإِذَا هُمْ بِرَجُلٍ مُوَثَّقٍ، فَقَالَ: أَخْبِرُونِى، أوْ سَلُونِى أخْبِرْكُمْ، فَسَكَتَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَخْبِرونِى عَنْ نَخْلَ بَيْسَانَ وَأرِيحْيَا أوْ أرِيَحَا أأطْعَمَ؟ قَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَأَخْبِرُونِى عَنْ حَمْأةِ زُغَرَ هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ". قالوا: هو المسيح تطوى له الأرض فيسلكها في أربعين يومًا إلا ما كان من طيبة".
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَلا وَإِنَّ طَيْبَةَ هِىَ المدِينَةُ، مَا مِن بَابٍ مِنْ أَبْوَابِهَا إِلا مَلَكٌ صَالِتٌ سَيْفَهُ يَمْنَعُهُ مِنْهَا، وَبِمَكَّةَ مِثْل ذَلِكَ " ثم قال: "فِي بَحْرِ فَارِسَ مَا هُوَ، فِي بَحْرِ الرُّومِ مَا هَو" فقال لى أبو سلمة: إن في هذا الحديث شيئًا ما حفظت، قال: شهد جابر بن عبد الله أنه ابن صيادٍ، قلت: فإنه قد مات، قال: وإن مات، قلت: فإنه أسلم، قال: وإن أسلم، قلت: فإنه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة.
2201 -
حَدَّثَنَا الحسين بن يزيد الطحان، حدثنا إبراهيم بن عيجنة، عن أبي طالبٍ، عن محارب، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نِعْمَ الإِدَامُ الخلُّ، وَكَفَى بِالمرْءِ شَرًّا أنْ يَتَسَخَّطَ مَا قُرِّبَ إِلَيْهِ".
2202 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن سالمٍ المفلوج - ثقةٌ - حدّثنا محمد بن جعفر بن محمد بن على بن حسينٍ، عن أبيه، عن جده، عن جابر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رَمَلَ من الحجر إلى الحجر.
2200 - صحيح: مضى الكلام عليه سابقًا [برقم 2164، 2178].
2201 -
صحيح: دون شطره الثاني: مضى الكلام عليه [برقم 1981].
2202 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1882].
2203 -
حَدَّثَنَا سفيان بن وكيعٍ، حدّثنا أبى، عن إبراهيم بن يزيد، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: كنا في سفرٍ، فصام رجلٌ فغشى عليه، فوقف عليه أصحابه، فمر النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: صام قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ".
2204 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عامر بن زرارة، حدّثنا ابن أبى زائدة، عن ابن جريجٍ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"ارْكَبْهَا بِالمعْروفِ إِذَا أُلجْئْتَ إِلَيْهَا حَتَّى تَجِدَ ظَهْرًا" - يَعْنِى بِهِ: الْبَدَنَةَ.
2205 -
حَدَّثَنَا جبارة بن مغلسٍ، حدّثنا أبو بكرٍ النهشلى، حدّثنا الهيثم بن أبى الهيثم، عن جابرٍ: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم في الأخدعين، وبين الكتفين، وأعطى الحجام. أجره، ولو كان حرامًا لم يعطه.
2206 -
حَدَّثَنا مسروق بن المرزبان، حدّثنا حفص بن غياثٍ، عن ابن جريجٍ، عن
2203 - صحيح: مضى تخريجه [برقم 1883].
2204 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 2199،1815].
2205 -
صحيح: هذا إسناد واه جدًّا، وفيه علتان:
الأولى: جبارة بن المغلس ساقط الحديث البتة! بل كذبه جماعة، نعم لم يكن ممن يتعمد كذبًا إن شاء الله، وهو تالف الأمر على كل حال، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[4/ 168].
والثانية: هيثم بن أبى الهيثم شيخ لم أفطن إليه بعد، وهناك أربعة رجال كلهم يتفقون في هذا الاسم واسم الأب، وقد ذكرهم الخطيب في "المتفق والمفترق"[3/ 343، 344]، وعنه الحافظ في "التهذيب"[11/ 188] وليس فيهم من يروى عن جابر أصلًا، بل كلهم في طبقة دون طبقة دون إدراك جابر فضلًا عن الرواية عنه.
وعلى كل حال: فالحديث صحيح ثابت من طرق عن جماعة من الصحابة، وسيأتى منها حديث ابن عباس [برقم 2360]، ولفظه نحو لفظ حديث جابر.
• تنبيه: أبو بكر النهشلى ثقة مشهور، وهو مشهور بكنيته.
2206 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[2749]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[4/ 232]، وغيرهما، من طريق حفص بن غياث عن ابن جريج عن محمد بن عباد بن جعفر عن جابر به
…
=
محمد بن عباد بن جعفر، عن جابر، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة مفردًا.
= قلتُ: قد توبع عليه ابن غياث:
1 -
تابعه يحيى القطان قال: حدثنا ابن جريج قال: أخبرنى محمد بن عباد بن جعفر قال: قلتُ لجابر: أسمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى أن يفرد يوم الجمعة بصوم؟! قال: أي ورب الكعبة.
أخرجه النسائي في "الكبرى"[2747]، ومن طريقه ابن عبد البر في "الاستذكار"[3/ 382]، والإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الكبرى"[4/ 232]، وهذا إسناد صحيح موصول.
2 -
والنضر بن شميل عند النسائي في "الكبرى"[2748]، ولفظه:(عن محمد بن عباد أن جابرًا سئل عن صوم يوم الجمعة فقال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تفرده).
3 -
وفضيل بن سليمان عند الإسماعيلى في (المستخرج) كما في "الفتح"[4/ 232]، ورواه جماعة آخرون عن ابن جريج فخالفوا هؤلاء في إسناده، منهم أبو عاصم النبيل وعبد الرزاق وحجاج الأعور وعبد المجيد بن أبى رواد وغيرهم، رووه عن ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة عن محمد بن عباد عن جابر به نحوه
…
، فأدخلوا واسطة بين ابن جريج ومحمد بن عباد، وصرح ابن جريج بالسماع في رواية عبد الرزاق وحجاج وابن أبى رواد عنه.
ورواية هؤلاء عند البخارى [1883]، ومسلم [1143]، والدارمى [1748]، وأحمد [3/ 296]، وعبد الرزاق [7858]، والبيهقى في "سننه"[8270]، وفى "المعرفة"[2734]، والشافعى في "سننه"[رقم 284/ رواية الطحاوى]، ومن طريقه الشجرى في "الأمالى"[1/ 277]، وأبى عوانة [رقم 2346]، والنسائى في "الكبرى"[2746]، وغيرهم.
ويُحمَل هذا الاختلاف على كون ابن جريج كان قد سمعه من عبد الحميد بن جبير عن محمد بن عباد، ثم قابل محمد بن عباد فسمعه منه، أو سمعه من محمد أولًا، ثم استثبت فيه من عبد الحميد، فكان يحدث به تارة عن هذا، وتارة عن هذا
…
هكذا قاله الحافظ في "الفتح"[4/ 233]، وعليه فهو من المزيد؛ ولابد من هذا لكون ابن جريج قد صرح بالسماع في الوجهين معًا.
وقد توبع عليه الوجه الثاني: تابعه ابن عيينة عن عبد الحميد عن محمد بن عباد قال: (قلت لجابر بن عبد الله الأنصارى وهو يطوف بالبيت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة؟! قال: نعم ورب هذا البيت).=
2207 -
حدّثنا عبد الله بن عمر بن أبان، حدّثنا عبد الرحيم بن سليمان حدّثنا أشعثٍ، عن أبى الزبير المكى قال: سألت جابر بن عبد الله عن الحنطة بالتمر وفضل يدًا بيد، فقال: قد كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نشترى الصاع الحنطة بستة آصع من تمر يدا بيد فإن كان نوعا واحدا فلا خير فيه إلا مثلا بمثل.
2208 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن سعيدٍ الجريرى، عن أبى نضرة، عن جابرٍ: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفرٍ في رمضان، فأتى هو وأصحابه على غديرٍ، فقال للقوم:"اشْرَبُوا" قالوا: نشرب ولا تشرب؟! فقال: "إِنِّي أَيَسَرُكُمْ، إِنِّي رَاكِبٌ" فنزل فشرب وشربوا.
2209 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن
= أخرجه الحميدى [1226]- واللفظ له - ومسلم [1143]، وابن ماجه [1724]، وأحمد [3/ 312]، والنسائى في "الكبرى"[2745] وأبو عوانة [2345]، والشافعى في "سننه"[رقم/ 283 رواية الطحاوى]، ومن طريقه البيهقى في "المعرفة"[رقم 2733]، وجماعة غيرهم.
2207 -
ضعيف: هذا إسناد ضعيف مدخول، رجاله كلهم مقبولون سوى أشعث، وهو ابن سوار الكندى الضعيف المشتهور، وقد اضطرب فيه كعادته، فعاد ورواه عن أبى الزبير عن جابر قال:(إذا اختلف النوعان فلا بأس بالفضل يدًا بيد).
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [20597]، بإسناد صحيح إليه، وأبو "الزبير يدلس عن جابر خاصة كما مضى شرح ذلك في ذيل الحديث [رقم 1769]، وقد عنعنه كما ترى، وللحديث شواهد ثابتة لكن دون هذا السياق جميعًا، والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع" [4/ 205]، ثم قال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".
قلتُ: لم يخرج مسلم لأشعث بن سوار إلا في المتابعات فقط كما قاله المزى في "تهذيبه"[3/ 270]، فانتبه! ومعنى الحديث صحيح كما مضى.
2208 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1080].
2209 -
صحيح: أخرجه ابن المنذر في "الأوسط": [رقم 853] من طريق على بن عبد العزيز البغوى عن ابن الأصبهانى - وهو محمد بن سعيد - عن يحيى بن أبى زائدة عن محمد بن إسحاق ثنا عطاء عن جابر به
…
نحوه
…
=
عطاءٍ، عن جابر، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، أتاه أصحاب الصليب الذي يجمعون الأوداك، فقالوا: يا رسول الله إنا نجمع هذه الأوداك من الميتة وغيرها، وإنما هي للأدم والسفن. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قَاتلَ اللهُ الْيَهُودَ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فَبَاعُوهَا وَأكَلُوا أَثْمَانَهَا" فنهاهم عن ذلك.
2210 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سفيان بن حسينٍ، عن محمد بن المنكدر، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ عَالَ ثَلاثًا مِنْ بَنَاتٍ، يَكْفِيهِنَّ وَيَرْحَمُهُنَّ وَيَرْفُقُ بِهِنَّ، فَهُوَ فِي الجَنَّةِ" فقال رجل: يا رسول الله، واثنتين؟ قال:"وَاثنَتَيْنِ" حتى قلنا: إن إنسانًا لو قال: واحدةً، لقال: واحدةً.
= قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح، رجاله كله ثقات سوى ابن إسحاق فهو صدوق متماسك، لكنه كثير التدليس عن المجروحين، غير أنه صرح بالسماع كما رأيتَ عند ابن المنذر، ولم ينفرد به أيضًا؛ بل تابعه يزيد ابن أبى حبيب وغيره عن عطاء به نحوه. راجع الحديث الماضى [برقم 1873].
2210 -
صحيح لغيره: هذا إسناد ظاهره الصحة، رجاله كلهم ثقات، وسفيان بن حسين وإن ضعفوه في الزهرى؛ إلا أنه ثقة عندهم في غيره، وقال الإمام في "الصحيحة" [3/ 24] بعد أن ذكر هذا الطريق:"وسنده صحيح على شرط مسلم".
قلتُ: كذا قال، وسفيان بن حسين وإن كان من رجال مسلم دون البخارى، فإن مسلمًا لم يخرج له شيئًا من روايته عن ابن المنكدر، فأنَّى يكون على شرطه؟!
ورواه هشيم عن علي بن زيد بن جدعان عن ابن المنكدر عن جابر به نحوه .. عند أحمد [3/ 303]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 84]، والحسين بن حرب في "البر والصلة"[رقم 190]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 352].
وتوبع عليه هشيم: تابعه سعيد بن زيد بن درهم على نحوه دون قوله: (واحدة) عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 78]، والبيهقي في "الشعب"[7/ رقم 11025]، وكذا تابعهما واصل بن عبد الرحمن البصرى على نحوه دون قوله:(واحدة) وزاد: (ويزوجهن) عند الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4760]، لكن الإسناد إليه واه، وعلى بن زيد بن جدعان فقيه ضعيف الحفظ، إلا أنه قد توبع عليه: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - فتابعه سفيان بن حسين كما مضى عند المؤلف، لكن غمز الإمام في تلك المتابعة، فقال في "الصحيحة"[6/ 397]، بعد أن ذكر طريق المؤلف:"كذا وقع في نسختنا منه - يعنى من "مسند أبى يعلى" - لم يذكر ابن جدعان، وغالب الظن أنه سقط من الناسخ، فإن سفيان بن حسين هذا لم يذكروا له رواية عن محمد بن المنكدر؛ وإنما يروى عن ابن جدعان، وهذا - يعنى ابن جدعان - عن محمد - يعنى ابن المنكدر - كما تراه في "مسند أحمد" وكما ذكروا في تراجم هؤلاء الثلاثة
…
".
قلتُ: وهذا الذي ذكره الإمام قد انقدح في صدرى قبل أن أقف على كلامه، وكدتُ أن أجزم به لولا أنى قد رأيت ابن أبى شيبة قد أخرجه في "المصنف" [25434] قال:(حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا سفيان بن حسين عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عال ثلاث بنات يكفيهن ويرحمهن ويرفق بهن؛ فهو في الجنة، أو قال: معى في الجنة).
قلتُ: فهكذا وقع سنده مثل سند المؤلف سواء، فقد يقال: لعل (على بن زيد) قد سقط أيضًا من إسناد ابن أبى شيبة كما سقط من إسناد أبى يعلى، و"المصنَّف": و"المسند" قد عهدنا منهما سقطًا لا بأس به في جملة من أسانيدهما.
ويؤيد ذلك: أن حشرج بن نباتة قد رواه عن سفيان بن حسين فقال: عن علي بن زيد عن محمد بن المنكدر عن جابر به نحو سياق المؤلف
…
وزاد: (ويزوجهن).
هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 92]، بإسناد صحيح إليه .... وحشرج مختلف فيه، وهو عندى صدوق متماسك لا بأس به
…
وقد رأيته توبع عليه على هذا الوجه: تابعه عمر بن عبد الله بن رزين عن سفيان بن حسين بسنده سواء عند البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8685]، لكن بالإسناد إليه تالف، فالعمدة على طريق حشرج، وبه يقوى ما احتمله الإمام من كون (عليّ بن زيد) قد سقط من إسناد المولف، وكذا من "مصنَّف ابن أبى شيبة".
2 -
وتابعه أيضًا سليمان التيمى على نحوه عند بحشل في "تاريخ واسط"[ص 84/ طبعة عالم الكتب]، والبزار [رقم 1908/ كشف الأستار]، كلاهما قالا: حدثنا محمد بن كثير - زاد بحشل: ابن نافع الثقفى - ابن بنت يزيد بن هارن قال: ثنا سرور بن المغيرة قال: ثنا سليمان التيمى عن محمد بن المنكدر عن جابر به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 1687/ أطرافه]، ومن طريقه ابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[4/ 80]، ولكن بلفظ مختصر، قال البزار عقب روايته:"لا نعلم رواه هكذا إلا سليمان وعلى بن زيد، ولم نسمعه إلا من محمد عن سرور".
قلتُ: فتعقبه المحدث أبو إسحاق الحوينى في "تنبيه الهاجد"[رقم 550]، قائلًا: "قلتُ: رضى الله عنك، فلم يتفرد به سليمان التيمى ولا عليّ بن زيد بن جدعان، فتابعهما سفيان بن حسين عن محمد بن المنكدر عن جابر مرفوعًا نحوه
…
أخرجه أبو يعلى
…
".
قلتُ: قد مضى ما في تلك المتابعة سابقًا، والصواب أن سفيان بن حسين إنما يرويه عن علي بن زيد عن ابن المنكدر عن جابر به .... فليس ثمَّ متابعة إن شاء الله، فلم تبق إلا متابعة سليمان التيمى فقط، فلْننظر فيها: قال الدارقطنى عقب رويته: "غريب من حديث سليمان التيمى عنه - يعنى ابن المنكدر - تفرد به سرور بن المغيرة بن زاذان".
قلتُ: وسرور هذا وثقه ابن حبان وليَّنه أبو حاتم فقال عنه: "شيخ" وذكره الأزدى في "الضعفاء" كما في "الميزان"[2/ 116]، و"اللسان"[3/ 11]، ثم ساق له هذا الحديث، وقال:"عنده مناكير عن الشعبى".
فالظاهر أن هذا الطريق غير محفوظ عن سليمان التيمى، وقد مضى قول الدارقطنى:"غريب من حديث سليمان التيمى عنه"، وسليمان أصحابه كثير مشاهير؛ فانفراد هذا الرجل بذلك الإسناد عنه دون متابع له؛ مما لا يقبل من مثله أصلًا، لاسيما وقد استنكره عليه الأزدى في "الضعفاء" على أن الراوى عنه (محمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون) يقول عنه الإمام في "الصحيحة" [6/ 397]:"لم أقف له الآن على ترجمة له فيما بين يدى من المصادر".
قلتُ: ولن يقف الإمام له على حال وإن كان بحث من ساعته إلى قيام الساعة؛ لكون اسمه قد وقع فيه تصحيف، فليس هو (محمد بن كثير .... ) وإنما هو (أحمد بن كثير ابن بنت يزيد بن هارون أبو نافع) هكذا ذكره الخطيب في "تاريخه"[4/ 356]، ولم يورد فيه جرحًا ولا تعديلًا، لكن الظاهر من حاله الصدق والسلامة، فقد روى عنه جماعة من الحفاظ مثل البزار وبحشل ومحمد بن مخلد العطار وغيرهم من الثقات، وكان من جلساء الإمام أحمد كما ترى في "تاريخ بغداد"[14/ 346]، ولا أدرى هل ذكره الحافظ السلفى في "سؤالاته للحافظ خميس الحوزى" عن أحوال جماعة من أهل واسط، فإن الكتاب ليس عندى الآن. وعلى كل حال، فآفة الطريق الماضى: هي سرور بن المغيرة كما مضى. =
2211 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا المثنى بن سعيدٍ القسام، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ بيدى حتى أتى بعض حجر
=3 - قال المحدث الحوينى في "تنبيه الهاجد"[رقم 550]: "وتابعهم أيضًا: أيوب السختيانى، فرواه عن ابن المنكدر بسنده سواء
…
أخرجه أبو يعلى في "المعجم"[30]، وأبو نعيم في "الحلية" [3/ 14] من طريق إبراهيم بن هاشم قال: ثنا محمد بن عبد الله الأرزى قال: ثنا عاصم بن هلال البارقى قال: ثنا أيوب
…
، قال أبو نعيم: غريب من حديث أيوب عن ابن المنكدر، تفرد به عاصم".
قلتُ: وهكذا أخرجه أيضًا ابن عدى في "الكامل"[5/ 233]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5157]، وقال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن أيوب إلا عاصم بن هلال".
قلتُ: وهذه متابعة باطلة، ما حدث به أيوب قط، وعاصم هذا يروى مناكير عن أيوب كما قاله أبو زرعة الرازى، وقال ابن عدى بعد أن ساق له هذا الحديث مع آخر عن أيوب: "وهذان الحديثان ليسا بمحفوظين عن أيوب بهذا الإسناد
…
"، وقد وهم المحدث الحوينى حيث جزم بتلك المتابعة عن أيوب، وهذا يقع له كثيرًا في كتابه كما مضى الإشارة إلى ذلك في مواضع.
إذا عرفت هذا: علمت أنه لم يصح من تلك المتابعات شئ قط، وأن على بن زيد بن جدعان قد انفرد به عن ابن المنكدر عن جابر به مرفوعًا
…
، وابن جدعان ضعيف كما مضى.
ثم وجدته قد خولف في إسناده، خالفه معمر بن راشد - الثقة المأمون - فرواه عن ابن المنكدر بنحوه مرسلًا، هكذا أخرجه عبد الرزاق [19697]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8684]، وهذا هو المحفوظ بلا تردد، ولكن لذلك المرسل شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، بعضهم مثل سياقه هنا، وبعضهم ببعضه فقط، وقد مضى منها: حديث عقبة بن عامر [1764]، وسيأتى حديث ابن عباس [2571، 2742]، وحديث أنس [برقم 3448].
2211 -
حسن: أخرجه مسلم [2052]، وأبو داود [3821]، والنسائى [3796]، والدارمى [2048] وأحمد [3/ 301، 304، 364، 389، 390، 1400]، والبيهقى في "سننه"[19810]، والطيالسى [1774]، وأبو عوانة [رقم 6772، 6773، 6774، 6775، 6776، 6777]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 459]، والطحاوى في "المشكل"[11/ 62]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 150]، وجماعة، من طرق عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
وهو عند جماعة بالمرفوع منه فقط دون القصة التى في أوله.=
نسائه فدخل، ثم أذن لى فدخلت، فقال:"هَلْ مِنْ غَدَاءٍ - أوْ - هَلْ مِنْ عِشَاءٍ؟ " فقالوا: نعم، فأتى بثلاث أقرصةٍ، فقال:"هَلْ مِنْ أُدُمٍ؟ " فقالوا: لا، إلا شيئًا من خلّ قال:"هَاتُوهُ، فنِعْمَ الإِدَامُ الخلُّ! " قال جابر: فما زلت أحبه منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه قال أبو سفيان: وما زلت أحبه منذ سمعت جابرًا يقول ما يقول.
2212 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد، أخبرنا ابن أبى ذئب، عن عبد الرحمن بن عطاءٍ، عن عبد الملك بن جابر بن عتيكٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْقَوْمَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِىَ أَمَانَةٌ".
= قلتُ: وإسناده حسن مستقيم، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع صدوق متماسك، وسماعه من جابر ثابت كما مضى الكلام عليه بذيل الحديث [رقم 1892]، وقد توبع أبو سفيان على المرفوع منه: تابعه جماعة. راجع ما مضى [برقم 1981].
2212 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [4868]، والترمذى [4868]، وأحمد [3/ 324، 379]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2458]، وابن أبي شيبة [25598]، والبيهقى في "سننه"[20950]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 402]، والمزى في "تهذيبه"[17/ 287]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 675]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 156]، وغيرهم، من طرق عن ابن أبى ذئب عن عبد الرحمن بن عطاء القرشى عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر به
…
قلتُ: قال الترمذى: "حديث حسن، وإنما نعرفه من حديث ابن أبى ذئب" وقال الطبراني: "لا يُروى هذا الحديث عن جابر بن عبد الله إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن أبى ذئب".
قلتُ: ولم ينفرد به ابن أبى ذئب، بل تابعه سليمان بن بلال عند أحمد [3/ 394]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 11193]، وفى "الآداب"[رقم 105]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 156]، وغيرهم، ورجال الحديث كلهم ثقات سوى عبد الرحمن بن عطاء القرشى فهو مختلف فيه، وثقه النسائي وابن حبان وابن سعد، ومشاه أبو حاتم الرازى، وضعفه غيرهم، وحديثه عندي قريب من الحسن.
وقد مضى أن الترمذى حسنه، وقال العقيلى في "الضعفاء" [1/ 246]:"وقد روى جابر بن عتيك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا حدث الرجل ثم التفت فهى أمانة" بإسناد صالح".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هكذا قال: "روى جابر بن عتيك"، ولعل في الكلام سقطًا، وتمامه: "وقد روى عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر
…
" وإلا فجابر بن عتيك هذا صحابى مشهور؛ فلعل الحديث له طريق آخر عنه به مرفوعًا، وهذا عندى بعيد.
وعلى كل حال: فالإسناد الماضى قد يكون صالحًا لولا أنى قد وجدتُ الأزدى كما في "التهذيب"[6/ 231]، قال عن عد الرحمن بن عطاء:"لا يصح حديثه" فأظنه يريد هذا الحديث إن شاء الله. ثم رأيتُ صاحب "عون المعبود"[13/ 148]، قد قال في تخريج الحديث:"وقال الموصلى: عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر لا يصح".
والموصلى هذا هو أبو الفتح الأزدى الحافظ؛ فثبت ما قلناه آنفًا وللَّه الحمد. وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على ابن أبى ذئب، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى (عن عبد الرحمن بن عطاء عن عبد الملك بن جابر بن عتيك عن جابر بن عبد الله به
…
).
وخالفهم أبو داود الطيالسى، فرواه عنه فقال: (عن عبد الرحمن بن عمرو بن عطاء عن عبد الملك بن جابر عن أبيه به
…
نحوه)، فجعله من (مسند جابر بن عتيك)، وسمَّى شيخ ابن أبى ذئب:(عبد الرحمن بن عمرو عن عطاء) بدل (عبد الرحمن بن عطاء).
هكذا أخرجه في "مسنده"[1761]، وأبو داود كان كثير الخطأ كما يقول أحمد، فعلل هذا من ذاك، فهذان لونان من الاختلاف في سنده على ابن أبى ذئب، ولون ثالث، فرواه عنه بعضهم فقال: (عن ابن أبى ذئب عن عبد الرحمن بن جابر عن جابر به
…
).
هكذا أخرجه البزار في "مسنده" كما في "المقاصد الحسنة"[ص 84/ طبعة الكتاب العربى]، قال البزار:"وهذا عندى غير عبد الملك بن جابر بن عتيك، ولا نعلم روى عن جابر غير هذا الحديث".
قلتُ: ولون رابع، فرواه عبد الله بن نافع الصائغ عن ابن أبى ذئب فقال:(عن ابن أخى جابر بن عبد الله عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المجالس بالأمانة إلا ثلاثة مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق).
هكذا أخرجه أبو داود [4896]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[20951]، وفى "الآداب"[رقم 107]، وأحمد [3/ 342]، والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 677]، وفى "مكارم الأخلاق"[رقم 664]، وأبو جعفر الطوسى في "الأمالى"[رقم 33]، كما في "الضعيفة"[4/ 381]، وغيرهم.=
2213 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، عن عطاءٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا إِلا كَانَ لَه صَدَقَةً: مَا أُكِلَ مِنْهُ، وَمَا سُرِقَ مِنْهُ، وَمَا أَكَلَتِ الطَّيْرُ مِنْهُ، وَمَا أَكَلَتِ الْوَحْشُ مِنْهُ".
= وأعله جماعة بجهالة ابن أخى جابر هذا، منهم المنذرى والعراقى وغيرهما، وقال الإمام الألبانى:"رجاله ثقات رجال مسلم، غير ابن أخى جابر فقد أغفلوه، ولم يوردوه لا في "التهذيب" ولا في "الخلاصة" ولا في "التقريب" ولا في "الميزان" في "فصل": فيمن قيل: ابن أخى فلان".
قلتُ: وهو كما قال بشأن ابن أخى جابر، على أن عبد الله بن نافع الصائغ وإن وثقه جماعة إلا أن البخارى وغيره قد تكلموا في حفظه، فلا يبعد عليه أن يكون قد خلط في اسم شيخ ابن أبى ذئب.
• والحاصل: أن المحفوظ من تلك الاختلافات جميعًا: إنما هو الوجه الأول؛ لرواية الجماعة له عن ابن أبى ذئب، وكذا لمتابعة سليمان بن بلال له عليه كما مضى، وقد عرفتَ ما في هذا الطريق.
وللحديث شواهد بأسانيد تالفة البتة، يأتى منها حديث أنس عند المؤلف [برقم 4158]، وأصح ما في الباب هو مرسل أبى بكر ابن عمرو بن حزم بلفظ:(إنما يجالس المتجالسون بأمانة الله، فلا يحل لأحد أن يفشى عن صاحبه ما يكره) أخرجه معمر في "جامعه"[396]، وعنه عبد الرزاق [19791]، ومن طريقه البهيقى في "الشعب"[7/ 11191]، وفى "الآداب"[396]، وابن المبارك في "الزهد"[رقم 691] وغيرهم، وسنده حسن مع إرساله، ولا يُحسَّن به حديث جابر.
• تنبيه: وقع في طريق سليمان بن بلال عند أحمد تصحيف وجب الإشارة إليه، وهو ما وقع عنده [3/ 394]: (
…
عن سليمان بن بلال عن عبد الرحمن بن عطاء عن ابنى جابر عن جابر بن عبد الله
…
).
هكذا عنده: (عن ابنى جابر) بالتثنية، والصواب:(عن ابن جابر) وهو عبد الملك بن جابر بن عتيك الثقة المعروف، وكذا وقع في طريق سيلمان بن بلال وهْم آخر نبَّه عليه البيهقى في "الشعب"[7/ 520/ عقب رقم 1193].
22 -
صحيح: أخرجه مسلم [1552]، والبيهقى في "سننه"[11529]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1011]، والبخارى في "تاريخه"[1/ 231]، وأبو عوانة [4230]، و [4231]، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ويحيى بن آدم في "الخراج"[رقم 254]، وغيرهم، من طرق عن عبد الملك بن أبى سليمان عن عطاء عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
قلتُ: وهذا إسناد قوى، وقد توبع عليه عطاء بنحوه:
1 -
تابعه أبو الزبير عن جابر: (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم مبشر الأنصارية في نخل لها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: (من غرس هذا النخل؟! أمسلم أم كافر؟! فقالت: بل مسلم، فقال: لا يغرس مسلم غرسًا ولا يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شئ إلا كانت له صدقة).
أخرجه مسلم [1552]- واللفظ له - وابن حبان [3368]، والبيهقى في "سننه"[11530]، والبغوى في "جزئه"[رقم 127] وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1461]، وأبو عوانة [4232]، وابن عساكر في "معجمه"[رقم 384] وأبو الجهم الباهلى في "حديثه"[رقم 2]، وغيرهم، من طرق عن الليث بن سعد - وهذا في "فوائده"[رقم 28]- عن أبى الزبير به ..
وهذا إسناد حسن مستقيم، ولا يضره عنعنة أبى الزبير، فقد كفاناها الليث بروايته عنه، راجع ما علقناه بذيل الحديث [رقم 1769].
وتوبع الليث عليه: تابعه ابن جريج بنحو المرفوع منه فقط دون قصة أم مبشر: عند مسلم [1552]، وابن حبان [3369]، والمؤلف [2245]، وأبى عوانة [رقم 4233] وابن عساكر في "العجم"[رقم 1059]، وغيرهم.
2 -
وتابعه عمرو بن دينار عن جابر به نحو سياق الليث عن أبى الزبير، وزاد في آخره: (
…
إلا كان له صدقة يوم القيامة) أخرجه مسلم [1552]، وانظر "تحفة الأشراف"[رقم 2521].
3 -
وتابعهم أبو سفيان طلحة بن نافع من رواية الأعمش عنه، لكن اختلف على الأعمش في سنده وسياقه، فرواه عنه جماعة فقالوا:(عن أبى سفيان عن جابر مرفوعًا (من غرس غرسًا فأكل منه إنسان أو طير أو سبع أو دابة فهو له صدقة).
أخرجه أحمد [3/ 391]- واللفظ له - و [6/ 362]، ومسلم [1552]، وأيو عوانة [رقم 4237]، ويحيى بن آدم في "الخراج"[رقم 252]، وغيرهم.
وهو من هذا الطريق ولكن بنحو قصة أم مبشر الماضية من طريق الليث عن أبى الزبير في أوله: عند الطبراني في "الكبير"[25/ 260]، والطيالسى [1775] ورواه جماعة آخرون عن الأعمش فقالوا: عن أبى سفيان عن جابر عن أم مبشر به
…
نحو سياق الليث عن أبى الزبير:=
2214 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا داود بن أبى هند، عن أبي الزبير، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الْعُمْرَى جَائِزَةٌ لمِنْ أَعْمَرَهَا، وَالرُّقْبَي جَائِزَةٌ لمِنْ أَرْقَبَهَا".
2215 -
حَدَّثنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشبٍ، قال: حدثنى طلحة بن نافعٍ، عن جابرٍ، قال: مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلٌ، فقالوا فيه وأثنوا عليه، فقال:"مَنْ يَقْتُلُهُ؟ " قال أبو بكرٍ: أنا، فانطلق فوجده قد خط على نفسه خطةً فهو قائمٌ يصلى فيها، فلما رآه على ذلك الحال رجع ولم يقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يَقْتُلُهُ؟ " فقال عمر: أنا، فذهب فرآه في خطةٍ قائمًا يصلى فرجع ولم يقتله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَن لَهُ - أَوْ مَنْ يَقْتُلُهُ؟ " فقال عليٌ: أنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَنْتَ وَلا أَرَاكَ تُدْرِكُهُ" فانطلق فوجده قد ذهب.
= أخرجه مسلم [1552]- ولم يسق لفظه - وأحمد [6/ 420]، والدارمى [2610]، والطبرانى في "الكبير"[25/ رقم 262،261، 263، 264]، والبيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3497]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1572]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[6/ رقم 3319]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 458]، وأبو عوانة [رقم 4236]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 186]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 341]، وغيرهم، والوجهان كلاهما محفوظان عن الأعمش إن شاء الله.
4 -
وتابعهم أيضًا: وهب بن كسيان عن جابر مرفوعًا: (لا يغرس مسلم غرسًا ولا يزرع زرعًا فيأكل منه إنسان ولا بهيمة إلا كان له أجر) أخرجه أبو عروبة الحرانى في أحاديثه [رقم 48]، من طريق بندار عن عبد الوهاب الثقفى عن أيوب عن هشام بن عروة عن وهب بن كيسان به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح غريب.
2214 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1851].
2215 -
حسن: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3453]، و"المطالب"[3067]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ 329]، وغيرهم من طريق يزيد بن هارون عن العوام بن حوشب عن أبى سفيان طلحة بن نافع عن جابر يه نحوه. =
2216 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا يحيى بن سعيدٍ، أن شرحبيل بن سعدٍ أخبره، عن جابرٍ، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فنزلنا بالسقيا، فقال معاذ بن جبلٍ: من يسقينا في أسقيتنا؟ قال جابرٌ: فقلت: أنا، فخرجت في فتيةٍ معى حتى أتينا الماء الذي بالأثاية وبينهما قريبًا من ثلاثةٍ وعشرين ميلًا، قال: فأتينا الماء الذي بالأثاية فسقينا في حوضنا وسقينا في أسقيتنا حتى إذا كان بعد عتمةٍ إذا أنا برجلٍ ينازعه بعيره إلى الحوض، فقال:"أَوْرِدُوا" وإذا هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأورد وأخذ بزمام راحلته، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى العشاء، وجابرٌ فيما ذكر إلى جنبه ثم صلى بعد العشاء ثلاث عشرة ركعةً.
= قلتُ: وهذا إسناد حسن مستقيم، رجاله كلهم ثقات سوى أبى سفيان فهو صدوق متماسك، وسماعه من جابر صحيح ثابت كما مضى الكلام عليه [برقم 1892]، ويأتى شاهد له من حديث أنس [برقم 4143]، لكن بسند منكر.
2216 -
ضعيف: بهذا السياق: أخرجه أحمد [3/ 380]، وابن حبان [2628]، وابن أبى شيبة [8488]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 126]، وعبد الرزاق [4705]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن سعيد عن شرحبيل بن سعد عن جابر به نحوه
…
قلتُ: قال الحافظ في "المطالب"[رقم 5854]: "إسناد حسن" كذا قال، وتعبير صاحبه الهيثمى في "المجمع"[2/ 555]، أصوب من هذا، فإنه قال:"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار باختصار، وفيه شرحبيل بن سعد، وثقه ابن جان وضعفه جماعة".
وقول الجماعة هو المعتمد في تضعيف شرحبيل، بل كان متهما عند ابن أبى ذئب، وقال مالك:"ليس بثقة" وكان قد اختلط بآخرة أيضًا.
وأصل الحديث ثابت عن جابر - رضى الله عنه - لكنه ضعيف بهذا السياق جميعًا، ويحيى بن سعيد في سنده هو القطان الإمام النبيل.
والحديث من "ثلاثيات الإمام أحمد" وقد فات السفارينى في شرحه على "الثلاثيات"، ونقل حسين الأسد في "تعليقه"[4/ 151]، عن المناوى أنه قال في "الفتح الربانى":"لم أقف عليه لغير الإمام أحمد، وسنده صحيح ورجاله ثقات".
قلتُ: المناوى مشغوف بالمغامرة فيما لا يُحسن، ولولا كثرة عثراته في الكلام على الرجال والأسانيد، ما سلَّط عليه الغمارى سيفه البتار في كتابه "المداوى"، فانتبه!
2217 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا سليمان التيمى، عن أبى نضرة، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَا مِنْكُمْ مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ يَأْتِى عَلَيْهَا مِائَة سَنَةٍ وَهِى حَيَّةٌ".
2218 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا الحجاج بن أبى زينب، حدّثنا أبو سفيان طلحة بن نافعٍ، قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: كنت جالسًا في دارى فمر بى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه فقمت إليه، فأخذ بيدى فانطلقنا حتى أتى بعض حجر نسائه فدخل، ثم أذن لى فدخلت، والحجاب عليها، فقال:"هَلْ مِن غَدَاءٍ؟ " فقالوا: نعم، فأتى بثلاثة أقراصٍ فوضعهن، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قرصةً فوضعها بين يديه، وأخذ قرصة آخرى فوضعها بين يدى، ثم أخذ الثالث فكسره بابتين فجعل نصفه بين يديه ونصفه بين يدى، ثم قال:"هَلْ مِنْ أُدُمٍ؟ " قالوا: لا، إلا شيئًا من خلٍّ، قال؟ "هَاتُوا، فَنِعْمَ الأُدُمُ هُوَ".
2219 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشامٌ، عن الحسن، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا كُنْتُمْ فِي الخصْبِ فَأَمْكِنُوا الرّكُبَ أَسِنَّتَهَا، لا
2217 - صحيح: أخرجه مسلم [1518]، وأحمد [3/ 305، 379]، وابن حبان [2990]، والحاكم [4/ 544]، وابن أبى شيبة [37563]، والمزى في "تهذيبه"[16/ 508]، وغيرهم، من طرق عن سليمان التميمى عن أبى نضرة عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد قوى، وقد توبع عليه أبو نضرة كما مضى [برقم 1992].
2218 -
صحيح: أخرجه مسلم [2052]، من طريق الحجاج بن أبى زينب عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
قلتُ: وهذا إسناد حسن، وقد توبع الحجاج عليه بنحوه .... راجع ما علقناه على الحديث الماضى [برقم 2211].
2219 -
ضعيف: بهذا السياق: أخرجه أحمد [3/ 381]، وابن خزيمة [2549]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 522]، وغيرهم، نحو سياق المؤلف، من طرق عن هشام بن حسان عن الحسن البصرى عن جابر به
…
=
تَعْدُوا المنَازِلَ، وَإِذَا كُنْتمْ فِي الجَدْبِ فَاسْتَنْجُوا، وَعَلَيْكُمْ بِالدُّلجُّةِ فَإِنَّ الأَرْضَ تُطْوَى بِاللَّيْلِ، فَإِذَا تَغَوَّلَتْ لَكُمُ الْغِيلانُ فَبَادِرُوا بِالأَذَانِ، وَلا تُصَلُّوا عَلَى جَوَادِّ الطَّرِيقِ، وَلا تَنْزِلُوا عَلَيْهَا فَإِنَّهَا مَأْوَى الحيَّاتِ وَالسِّبَاعِ، وَلا تَقْضُوا عَلَيْهَا الْحَوَائِجَ فَإِنَّهَا الملاعِنُ".
2220 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيدٍ، عن جابرٍ، قال: جاء رجلٌ ببيضةٍ من ذهبٍ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابها في بعض المغازى، فقال: خذها يا رسول الله صدقةً، فوالله ما أصبحتُ أملك غيرها، فأعرض عنه، ثم أتاه عن شماله فقال مثل ذلك، ثم أتاه من بين يديه فقال
= قلتُ: ومن طريق هشام أخرجه النسائي في "الكبرى"[10791]، ومن طريقه ابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 268]، وأبو داود [2570]، وابن أبى شيبة [29741]، وغيرهم، ولكن مختصرًا ببعض فقراته فقط، ووجدته عند عبد الرزاق [9247]، من طريق هشام عن الحسن به مرسلًا نحو سياق المؤلف.
وأنا أستبعد أن يكون ذلك اختلافًا على هشام في سنده، والأقرب أن ذكر (جابر) قد سقط من سند عبد الرزاق، وفى الإسناد علتان:
الأولى: هشام بن حسان قد تكلموا في سماعه من الحسن البصرى، لكنه لم ينفرد به: بل تابعه سالم الخياط عند ابن خزيمة [2548]، نحو سياق المؤلف به
…
وهو عند ابن ماجه [329]، ولكن مختصرًا ببعض فتراته، كلاهما قد روياه من طريق عمر بن أبى سلمة الدمشقى عن زهير بن محمد التميمى عن سالم عن الحسن قال: ثنا الحسن به ....
قلتُ: وهذه متابعة لا تثبت، وزهير بن محمد قد تكلموا في رواية الشاميين عنه، حتى قال أحمد:"كأن زهيرًا الذي يروى عن الشاميون آخر"، وتصريح الحسن مى هذا الطريق بالسماع من جابر، فمنكر جدًّا من أوهام زهير، فإن الحسن لم يسمع من جابر كما هي العلة الثانية: الثانية: وبهذا جزم ابن المدينى وأبو زرعة وصاحبه وبهز بن أسد والبزار وغيرهم، وزاد بعضهم كون الحسن لم يلقه أصلًا، وللحديث شواهد لأكثر فقراته، لكنه ضعيف بهذا السياق جميعًا، بل في بعضه نكارة أيضًا.
2220 -
ضعيف: دون جملة: (إنه لا صدقة إلا عن ظهر غنى): وقد مضى الكلام عليه [برقم 2084].
مثل ذلك، فقال:"هاتِهَا" مغضبًا، فأخذها فخذفه بها خذفةً لو أصابه لشجه أو عقره، ثم قال:"يَأْتِى أَحدُكُمْ بمَالِهِ كُلِّهِ فَيَتَصَدّقُ بِهِ ثُمَّ يَجْلِسُ فَيَتَكَفَّفُ النَّاسَ؟! أَلا إِنَّهُ لا صَدَقَةَ إِلا عَنْ ظَهْرِ غِنًى".
2221 -
حَدَّثَنا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد، أخبرنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن
2221 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 306]، والحاكم [4/ 316]، والبخارى في "الأدب"[1234]، وابن عبد البر في "التمهيد"[12/ 181]، وابن حبان [5517]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1157]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 11]، وغيرهم، نحو سياق المؤلف.
وهو عند أبى داود [5103]، وابن خزيمة [2559]، وابن أبى شيبة [29806]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2008]، وغيرهم، مختصرًا بالفقرة الأولى منه فقط، كلهم رووه من طرق عن محمد بن إسحاق عن محمد بن إبراهيم عن عطاء بن يسار عن جابر به .....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات والشواهد، رجاله كلهم ثقات سوى ابن إسحاق، فهو صدوق إمام في المغازى والسير، لكنه مدلس وقد عنعنه في جميع طرقه التى وقفتُ عليها، لكن للحديث شواهد لفقراته جميعًا، بل لبعضها طرق أخرى عن جابر به نحوه
…
فرواه الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبى أيوب عن سعيد بن زياد عن جابر مرفوعًا بلفظ: (أقلوا الخروج بعد هدوء؛ فإن لله دواب يبثهن؛ فمن سمع نباح الكلب أو نهاق حمار؛ فليستعذ باللَّه من الشيطان الرجيم؛ فإنهم يرون ما لا ترون).
أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1233]- واللفظ له - وأبو داود [5104]، والنسائى في "الكبرى"[10778]، وفى "اليوم والليلة"[942]، وغيرهم، من طرق عن الليث به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ وسعيد بن زياد ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[4/ 22]، ونقل عن أبيه قوله: "روى عنه سعيد بن أبى هلال
…
يحدِّث عن جابر بن عبد الله ضعيف"، ولا عبرة بتوثيق ابن حبان له، فإنه ما عرفه.
لكنه قد توبع عليه: فرواه الليث مرة أخرى عن يزيد بن الهاد عن شرحبيل بن سعد عن جابر به نحوه
…
أخرجه أبو داود أيضًا [5104]، وأحمد [3/ 356]، من طريقين عن الليث به
…
قلتُ: وهذا ضعيف أيضًا؛ وشرحبيل ضعفه النقاد حتى اتهمه ابن أبى ذئب، وليزيد بن الهاد فيه إسناد آخر لكنه مرسل عند أبى داود أيضًا [5104]، وأحمد [3/ 355]، وغيرهما.=
إبراهيم، عن عطاء بن يسارٍ، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكِلابِ، وَنَهِيقَ الحُمُرِ فَتَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّهُنَّ يَرَوْنَ مَا لا تَرَوْنَ، وَأَقِلُّوا الخَّرُوجَ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ، فَإِنَّ اللهَ يَبُثُّ فِي خَلْقِهِ فِي لَيْلِهِ مَا شَاءَ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَفْتحُ بَابًا إِذَا أُجِيفَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الآنِيَةَ، وَأَطْفِئُوا السُّرُجَ".
2222 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد، أخبرنا الحجاج، عن عطاءٍ، وعن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: وَقَّتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة من ذى الحليفة، ولأهل الشام الجحفة، ولأهل اليمن ألملم، ولأهل طائفٍ قرن، ولأهل العراق ذات عرقٍ.
= فهذه طرق يقوى بعضها بعضًا، ولسائر الحديث طرق أخر عن جابر، مضى بعضها [برقم 1772، 2135]، وله شواهد أيضًا كما ذكرنا آنفًا. فاللَّه المستعان.
• تنبيه: قد وقفتُ على تصريح ابن إسحاق بسماعه هذا الحديث من محمد بن إبراهيم التيمى عند المؤلف [2327]، وابن حبان [5518]، فالإسناد حسن رائق، فالحمد لله الذي هدانا لهذا.
2222 -
صحيح: أخرجه أحمد [2/ 181]، والبيهقى في "سننه"[8698]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 236]، وغيرهما، من طريق يزيد بن هارون عن الحجاج بن أرطأة عن عطاء وأبى الزبير كلاهما عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، وحجاج ضعيف مضطرب الحديث، وقد زاد فيه إسنادًا آخر عند أحمد والبيهقى فقال: (وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به
…
) وهو بهذا الإسناد وحده من طريق ابن أرطأة عند الدارقطنى في "سننه"[2/ 236]، وطريق الحجاج عن عطاء وحده عند الطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 119]، وابن أبى شيبة [14067]، وكذا هو عند الدارقطنى في "سننه"[2/ 135]، ولكن مختصرًا بذكر ميقات أهل العراق فقط.
وللحجاج فيه إسناد رابع، فرواه عن عطاء فقال: عن جرير بن عبد الله البجلى به مرفوعًا نحوه
…
عند ابن راهويه في "مسنده" كما في "نصب الراية"[3/ 12]، وليس ابن أرطأة ممن يحتمل منه تعدد الأسانيد للخبر الواحد، بل لا يقبل هذا إلا من ثقة حافظ مكثر كالزهرى وأضرابه مثلًا؛ فلا نشك في كون الحجاج قد اضطرب فيه كعادته، وبهذا جزم الزيلعى في "نصب الراية" فقال:"والظاهر أن هذا الاضطراب من الحجاج؛ فإن من دونه ومن فوقه ثقات".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: لكن قد توبع الحجاج على روايته عن أبى الزبير عن جابر به
…
تابعه ابن جريج قال: (أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يسأل عن المهل، فقال: سمعتُ - أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم
…
) فذكره نحوه
…
، هكذا أخرجه مسلم [1183]، - والسياق له -، وأحمد [3/ 333]، وابن خزيمة [2592]، والشافعى في "مسنده"[522]، وفى الأم [2/ 198]، ومن طريقه البغوى في "شرح السنة"[3/ 329]، وأبو عوانة [رقم 3029، 3030]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 237]، والبيهقى في "سننه"[8693 [، وفى "المعرفة" [2859]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 118]، وأبو نعيم في "المستخرج"[1 - 2/ 19/ 132]، كما في "الإرواء"[4/ 175]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج به
…
قلتُ: وهذا إسناد صالح مستقيم إلا أنه مشكوك في رفعه، وكأن ابن جريج هو الشاك فيه إن شاء الله، وقوله الماضى:(أحسب رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم .. ) ظاهر في هذا، وبهذا أعله جماعة من النقاد، منهم الإمام مسلم نفسه في كتابه "التمييز"[ص 214 - 215]، وابن خزيمة في صحيحه [4/ 159]، حيث قال:"باب ذكر ميقات أهل العراق إن ثبت الخبر مسندًا" ثم ساقه من طريق ابن جريج كما مضى.
وقال النووى في "شرح مسلم"[8/ 86]: "لا يحتج بهذا الحديث مرفوعًا لكونه لم يجزم برفعه" لكن نازع الولى العراقى في هذا الشك، فقال في "طرح التثريب" [5/ 241]:"قوله (أحسبه) معناه: أظنه، والظن في باب الرواية يتنزل منزلة اليقين؛ فليس ذلك قادحًا في رفعه".
قلتُ: وفى كلامه نظر لا يخفى؛ لأن الظن ليس إطلاقه مطردًا فيما قال، بل له معانٍ مختلفة، منها التردد والشك في ترجيح أحد الطرفين، وهذا المعنى هو ما فهمه الإمام مسلم وابن خزيمة والنووى وغيرهم؛ وأعلوا به هذا الإسناد.
نعم لقد رواه إبراهيم بن يزيد الخوزى عن أبى الزبير عن جابر به مرفوعًا - دون شك - بذكر ميقات أهل المدينة وأهل المشرق فقط، وزاد:(ثم أقبل بوجهه للأفق ثم قال: اللَّهم أقبل بقلوبهم) هكذا أخرجه ابن ماجه [2915]، من طريق على بن محمد عن وكيع عن الخوزى به.
قلتُ: لكن الخوزى هذا ساقط الحديث، وبه أعله البوصيرى في "مصباح الزجاجة"، لكن تابعه ابن لهيعة على وصله - دون شك - عند أحمد [3/ 336]، والبيهقى في "سننه"[8694]، من طريقين عن ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
…
=
2223 -
حدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد، أخبرنا الحجاج بن أرطاة، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فِي الحيَوَانِ اثْنَانِ بِوَاحِدٍ لا بَأْسَ بِهِ، وَلا يَصْلُحُ نَسِيئَةً".
2224 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن
= قلتُ: وابن لهيعة حاله معلومة، وليس لتخليطه نهاية، وقد قال البيهقى عقب روايته:"كذا قال عبد الله بن لهيعة، وكذلك قيل عن ابن أبى الزناد في موسى بن عقبة عن أبى الزبير، والصحيح رواية ابن جريج .. " يعنى بذكر الشك في رفعه.
وهذا هو المحفوظ عن أبى الزبير بلا كلام، ولم يخالف ابن جريج في هذا أحدٌ يجرى معه في ميدان قط، وفى المقام بسط ليس هنا موضعه، وأصل الحديث ثابت محفوظ عن جماعة من الصحابة لكن دون ذكر ميقات أهل العراق فيه، وسيأتى منها: حديث ابن عمر [برقم 5423، 5475، 5803،5718،5610].
وليس مراد مَنْ أعل حديث جابر هنا: هو الطعن في صحته البتة، وإنما مرادهم هو إعلال ميقات أهل العراق منه فقط؛ لما ورد في سنده من الشك في رفعه.
نعم: لتلك الفقرة (أعنى ميقات أهل العراق) شواهد عن جماعة من الصحابة لا تخلو أسانيدها من مطاعن وعلل، وقد جزم غير واحد من النقاد بكونه لا يصح في هذا الباب من المرفوع شئ، وأن المحفوظ فيه إنما هو عن عمر بن الخطاب موقوفًا كما ثبت عند البخارى وجماعة، ونازع في هذا جماعة آخرون، وصححوا ذلك مرفوعًا، وهذا هو الصواب عندى إن شاء الله، وقد بسطنا البراهين على ذلك في "غرس الأشجار".
ولقد كان يلزم من يقول بقاعدة: (كل ما لا يدرك بالرأى من أقوال الصحابة فله حكم الرفع) أن يصحح حديث جابر الماضى مرفوعًا ولا بد، فإن أسوأ أحواله أن يكون موقوفًا من قول جابر؛ ومثله لا يأتى به جابر من قبل نفسه ابتداءًا، وبهذا جزم الولى العراقى في "طرح التثريب"[5/ 241]، فقال:"فلو لم يُصرح برفعه لا يقينًا ولا ظنّا، فهو منزَّل منزلة المرفوع؛ لأن هذا لا يُقال من قبل الرأى، وإنما يؤخذ توقيفًا من الشارع، لاسيما وقد ضمه جابر - رضى الله عنه - إلى المواقيت المنصوص عليها يقينًا باتفاق".
قلتُ: وراجع "نصب الراية"[3/ 12]، و"الإرواء"[4/ 175 - 180]. والله المستعان.
2223 -
قوى لغيره: مضى الكلام عليه [برقم 2025].
2224 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2116].
حبيبٍ المعلم، عن عطاء، عن جابر، أن رجلًا نذر أن يصلى في بيت المقدس، فسأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له:"صَّل هَا هُنَا" يعنى المسجد الحرام، قال: يا رسول الله، إنى إنما نذرت أن أصلى في بيت المقدس، قال:"صَلِّ هَا هُنَا" قال: وأظنه قال في الثالثة: "صَلِّ حَيْثُ قُلْتَ".
2225 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا الوليد، قال: حدثنى أبو عمرٍو الأوزاعى، قال: سمعت يحيى، يقول: سألت أبا سلمة، أي القرآن أنزل قبل؟ فقال:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1)} فقلت: أو {اقْرَأْ} فقال جابرٌ: أحدثكم ما حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "جَاوَرْتُ بِحِرَاءٍ شَهْرًا فَلَمَّا قَضَيْتُ جِوَارِى، نَزَلَتُ فَاسْتَبْطَنْتُ الْوَادِى، فَنُودِيتُ، فَنَظَرْتُ أَمَامِى وَخَلْفِى، وَعَنْ يَمِينِى وَعَنْ شِمَالِى، فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نُودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، ثُمَّ نودِيتُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ أَحَدًا، فَرَفَعْتُ رَأْسِى فَإِذَا هُوَ عَلَى الْعَرْشِ فِي الْهَوَاءِ - يَعْنِى جِبْرِيلَ - فَأَخَذَتْنِى رَجْفَةٌ شَدِيدَةٌ، فَأَتَيْتُ خَدِيجَةَ، فَقُلْتُ: دَثِّرُونِى، فَدَثَّرُونِى وَصُبُّوا عَلَيَّ المَاءَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ:{يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّر} [المدثر: 1 - 4].
2226 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا سعيد بن عامرٍ، حدّثنا هشامٌ الدستوائى، عن أبى
2225 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1948].
2226 -
صحيح: أخرجه مسلم [563]، وأحمد [3/ 374]، وابن حبان [2086]، و [2090]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ 191]، والبيهقى في "سننه"[4833]، والخطيب في "الجامع"[1/ 870]، وغيرهم، من طرق عن هشام الدستوائى عن أبى الزبير عن جابر به نحوه ....
قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات والشواهد، وأبو الزبير قد صرح بالسماع كما يأتى، وقد توبع عليه الدستوائى نحوه.
1 -
تابعه حماد بن سلمة عند أحمد [3/ 387] نحو سياقه هنا.
2 -
ويزيد بن إبراهيم التسترى عند ابن خزيمة [1668].=
الزبير، عن جابرٍ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البصل والكراث، قال: فغلبتنا الحاجة، فأكلنا منها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ الخبِيثَةِ، فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا، فَإنَّ الملائِكَةَ تَأَذَّى بِمَا يَتَأَذَّى بِهِ الإنْسُ - أوْ قَالَ: بَنُو آدَمَ".
2227 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا سعيد بن عامرٍ، عن شعبة، عن مخولٍ، عن محمد بن عليّ، عن جابر بن عبد الله، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل أفرغ على رأسه ثلاثًا. فقال رجلٌ من بنى هاشمٍ: إن شعرى كثيرٌ، فقال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من شعرك وأطيب.
=3 - وابن جريج عند ابن حبان [1646]، والنسائى في "الكبرى"[6687]، وأبى عوانة [954] وغيرهم، نحو سياق المؤلف، وسنده حسن صالح، وابن جريج وأبو الزبير قد صرحا بالسماع عند أبى عوانة؛ فزال ما يخشى من تدليسهما.
ورواه جماعة آخرون عن أبى الزبير عن جابر به
…
ولكن دون سياق المؤلف جميعًا، منهم:
1 -
عبد الرحمن بن نمران عند ابن ماجه [3365].
2 -
وإبراهيم بن إسماعيل بن مجمع عند الحميدى [1299].
3 -
وأيوب السختيانى عند المؤلف [برقم 2321]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1068]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 253]، وغيرهم، وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه عطاء - اختصار يسير - كما مضى عند المؤلف [برقم 1889]، ويأتى [برقم 2322]:
وله شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه .. مضى منها حديث أبى سعيد [برقم 1195]،
وسيأتى حديث أنس [برقم 4291]، وحديث أبى هريرة [برقم 5916، 6118].
2227 -
صحيح: أخرجه البخارى [252]، والنسائى [426]، وأحمد [3/ 398، 370]، والبيهقى في "سننه"[801]، وغيرهم من طرق عن شعبة بن مخول بن راشد عن أبى جعفر محمد بن على عن جابر به
…
وقول الهاشمى ليس عند البخارى والنسائى.
قلتُ: وكذا أخرجه الإسماعيلى في "المستخرج" كما في "الفتح"[1/ 367]، مثل سياق المؤلف، وسنده صحيح، ومخول بن راشد ثقة مشهور من رجال الجماعة.
وقد توبع عليه شعبة نحو سياق المؤلف: تابعه الثورى عند ابن الأعرابى في "المعجم"[1831]، وابن جميع في "معجمه"[134]، من طريق العباس الترقفى عن الفريابى عن الثورى به
…
=
2228 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: كتب النبي صلى الله عليه وسلم على كل بطنٍ عقوله، ثم كتب أنه لا يحل أن يتولى مولى رجلٍ مسلمٍ بغير إذنه.
2229 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابرًا، يقول: كنا نبيع سرارينا أمهات الأولاد، والنبى صلى الله عليه وسلم حيّ فينا لا يرى بذلك بأسًا.
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح ثابت، وقد توبع عليه مخول: تابعه جماعة من الكبار، راجع الماضى [برقم 1846].
2228 -
حسن: أخرجه مسلم [1507]، والنسائى [4829]، وأحمد [3/ 321]، وعبد الرزاق [16154]، وابن الجارود [779]، والبيهقى في "سننه"[16158]، وفى "المعرفة"[5202]، وأبو عوانة [رقم 3904]، وابن أبى عاصم في "الديات"[241]، والطحاوى في "شرح المعانى"[7/ 70]، [15/ 104] وابن حزم في "المحلى"[11/ 44] وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به
…
وهو عند ابن الجارود وابن أبى عاصم بفقرته الأولى فقط، وزاد مسلم والبيهقى وأبو عوانة والطحاوى:"ثم أخبرتُ أنه لعن في صحيفته من فعل ذلك" لفظ مسلم.
قلتُ: وهذا إسناد صالح مستقيم، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عند المؤلف ومسلم وجماعة. وقد صححه البيهقى في "المعرفة" فقال: "وروينا في الحديث الثابت
…
". وقد توبع عليه ابن جريج: تابعه ابن لهيعة عند أحمد [3/ 342، 349]، نحو سياق المؤلف. وسنده صحيح إليه.
2229 -
صحيح: أخرجه عبد الرزاق [13211]، وعنه ابن ماجه [2517]، وأحمد [3/ 321]، وابن حبان [4323]، والدارقطنى في "سننه"[4/ 135]، والنسائى في "الكبرى"[5039، 5040]، والبيهقى في "سننه"[21581]، وفى "المعرفة"[رقم 6345]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به نحوه ....
قلتُ: وهذا إسناد معتدل على شرط مسلم، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع كما ترى، وقد توبع على نحوه أبو الزبير:=
2230 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا زكريا، وهشام بن أبى عبد الله قالا: أخبرنا أبو الزبير، عن جابرٍ، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم لحاجةٍ، فرجعت وهو على راحلته، فسلمت عليه فلم يرد عليّ شيئًا، وزاد زكريا: ثم سلمت عليه فلم يرد عليَّ شيئًا، ثم اتفق حديثهما بعد، فرأيته يرفع ويسجد فتنحيت عنه، ثم قال:"مَا صَنَعْتُ فِي حاجَتِكَ؟ " فقلت: صنعت كذا وكذا، فقال:"مَا مَنَعَنِى أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلا أَنِّى كُنْتُ أُصَلِّى" وَزَادَ زَكَرِيَّا، فَلَمَّا قَضَى صَلاتَهُ نَادَانِى، فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلامَ، وَقَالَ:"إِنِّي كُنْتُ أُصَلِّى".
= تابعه عطاء بن أبى رباح عن جابر قال: (بعنا أمهات الأولاد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبى بكر، فلما كان عمر نهانا فانتهينا) أخرجه أبو داود [3954]- واللفظ له - ومن طريقه ابن حزم في "الإحكام"[4/ 549]، وابن حبان [4324]، والحاكم [2/ 22]، والبيهقى في "سننه"[21580]، وغيرهم، من طرق عن حماد بن سلمة عن قيس بن سعد المكى عن عطاء به
…
قلتُ: وهذا إسناد على رسم الصحيح، وله شاهد.
2230 -
صحيح: أخرجه مسلم [5401]، وأبو داود [9261]، و [1227]، والنسائى [1190]، وابن ماجه [1018]، وأحمد [3/ 332،312، 338، 351،363، 379، 388]، وابن حبان [2518، 2519]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 396]، وعبد الرزاق [4522]، وابن الجعد [2642]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 77]، والبيهقى في "سننه"[2043، 2490، 3210، 3212]، وأبو عوانة [1363، 1364]، وأبو نعيم في "مسند أبى حنيفة"[12، 13، 14، 15]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 456]، وجماعة من طرق عن أبى الزبير عن جابر به نحوه
…
وهو عند جماعة نحوه مختصرًا.
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم، وأبو الزبير شهد على نفسه بالتدليس عن جابر خاصة، لكن رواه عنه الليث عند مسلم والنسائى وابن ماجه وغيرهم، والليث بن سعد لا يروى عن أبى الزبير إلا ما كان سمعه من جابر كما مضى شرح ذلك في ذيل الحديث [رقم 1769].
قد توبع عليه أبو الزبير: تابعه عطاء بن أبى رباح عن جابر قال: (بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة له؛ فانطلقت ثم رجعتُ وقد قضيتها، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فسلمتُ عليه فلم يرد عليَّ، فوقع في قلبى ما الله أعلم به، فقلتُ في نفسى: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد عليَّ أنى أبطأتُ عليه،=
2231 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن جريحٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، عن جابرٍ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل شئٌ من الدواب صبرًا.
2232 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا أيمن بن نابلٍ، قال: سمعت أبا
= ثم سلمت عليه، فلم يرد على، فوقع في قلبى أشد من المرة الأولى، ثم سلمتُ عليه فرد عليَّ فقال: إنما منعنى أن أرد عليك أنى كنتُ أصلى).
أخرجه البخارى [1159]- واللفظ له - ومسلم [540]، وأحمد [3/ 350، 388]، والمؤلف [2257]، والبيهقي في "سننه"[3164]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1007]، وأبو عوانة [1365]، وغيرهم، من طريقين عن كثير بن شنظير عن عطاء به ....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات، وكثير مختلف فيه، إلا أنه صدوق متماسك، واحتجاج الشيخين به يقوِّى حاله.
2231 -
صحيح: أخرجه مسلم [1959]، وابن ماجه [3188]، وأحمد [3/ 318، 339]، والبيهقى في "سننه"[17909، 19269]، وفى "المعرفة"[رقم 5636]، وفى "سننه الصغير"[2858، 3108]، والبغوى في شرح السنة [5/ 412]، وأبو زرعة الدمشقى في "الفوائد المعللة"[رقم 181]، وأبو صالح المصرى في جزء من حديثه وفوائده [رقم 4]، وابن حزم في "المحلى"[7/ 295]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به.
قلتُ: ذاك إسناد سليم معافى، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عند مسلم وجماعة، ولابن جريج فيه شيخ آخر، فأخرجه أحمد [3/ 321]، من طريق محمد بن بكر البرسانى: ثنا ابن جريج أخبرنى عبد الله بن عبيد بن عمير، أن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبى عمار أخبره، أن جابر بن عبد الله به مثله ....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. فاللَّه المستعان.
2232 -
منكر: بهذا التمام: أخرجه النسائي [1175،1281]، وابن ماجه [902]، والترمذى في "علله"[رقم 67]، والحاكم [1/ 399]، والطيالسى [1741]، عنه البيهقى في "سننه"[2653، 2654]، وفى "المعرفة"[رقم 924]، وابن أبى شيبة [2989]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 434]، وأبو إسحاق بن عبد الصمد في "أماليه"[رقم 96]، وغيرهم، من طرق عن ابن نابل عن أبى الزبير عن جابر بن عبد الله به
…
نحوه.=
الزبير يحدِّث عن جابرٍ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: "بسْمِ اللَّهِ، التَّحِيَاتُ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ لِلَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِىُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالَحِينَ، أَسْأَلُ اللَّهَ الجَنَّةَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ".
= قلت: هذا إسناد منكرر، ولا بد، وقد أنكره النقاد على أيمن بن نابل وخطَّؤوه فيه.
1 -
فقد سئل البخارى عن هذا الإسناد فقال: "هو غير محفوظ، هكذا يقول أيمن بن نابل عن أبى الزبير عن جابر، وهو خطأ، والصحيح ما رواه الليث بن سعد عن أبى الزبير عن سعيد بن جبير وطاووس عن ابن عباس، وهكذا رواه عبد الرحمن بن حميد الرؤاسى عن أبى الزبير مثل رواية الليث بن سعد" نقله عنه الترمذي في "علله الكبير".
2 -
وقال الترمذى في "سننه"[2/ 83/ عقب 290]: "وروى أيمن بن نابل المكى هذا الحديث عن أبى الزبير عن جابر، وهو غير محفوظ".
3 -
وقال النسائي عقب روايته: "لا نعلم أحدًا تابع أيمن بن نابل على هذه الرواية، وأيمن عندنا لا بأس به، والحديث خطأ
…
".
4 -
وقال الحاكم للدارقطنى في "سؤالاته"[ص 187/ رقم 286]: "قلتُ: فأيمن بن نابل؟!
قال: ليس بالقوى؛ خالف الناس، ولو لم يكن إلا حديث التشهد، خالفه الليث وعمرو بن الحارث، وزكريا بن خالد عن أبى الزبير".
5 -
وقال حمزة الكنانى الحافظ عن أيمن في هذا الإسناد: "قوله: (عن جابر) خطأ، ولا أعلم أحدًا قال في التشهد: (بسم الله وبالله) إلا أيمن" نقله عنه الحافظ في التلخيص [1/ 266].
6 -
وقال النووى في "الخلاصة" بعد أن ذكر تصحيح الحاكم لهذا الإسناد،: "وهو مردود؛ فقد ضعفه جماعة من الحفاظ هم أجَلُّ من الحاكم وأتقن، وممن ضعفه البخارى والترمذى والنسائى والبيهقى
…
قال الترمذى: سألتُ البخارى عنه فقال: هو خطأ" نقله عن الزيلعى في "نصب الراية" [1/ 303].
7 -
وتضعيف البيهقى للحديث ظاهر من سكوته عليه في "سننه"[2/ 142]، بعد أن نقل إعلاله عن البخارى، ثم وجدته قد صرح بما يفيد ذلك في "سننه الصغير"[عقب رقم 342].
8 -
وقال الحافظ في "التلخيص [1/ 266]، عن هذا الإسناد: "رجاله ثقات، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إلا أن أيمن بن نابل راويه عن أبى الزبير أخطأ في إسناده، وخالفه الليث وهو أوثق الناس في أبى الزبير فقال: عن أبى الزبير عن طاووس وسعيد بن جبير عن ابن عباس
…
".
ثم نقل عن عبد الحق الإشبيلى قوله:، "أحسن حديث أبى الزبير ما ذكر فيه سماعه، ولم يذكر السماع في هذا"، فتعقبه قائلًا: "قلتُ: ليس العلة فيه من أبى الزبير، فأبو الزبير إنما حدث به - يعنى من رواية الجماعة عنه كما يأتى - عن طاووس وسعيد بن جبير لا عن جابر، ولكن أيمن بن نابل كأنه سلك الجادة فأخطأ
…
".
قلتُ: فهؤلاء ثمانية من نقاد الصنعة قد جزموا بوهم أيمن بن نابل فيه، وأنه أخطأ في إسناده ومتنه.
1 -
أما متنه: فإنه زاد في أوله: (بسم الله)، وفى رواية (بسم الله وباللَّه)، وهذه زيادة منكرة لم يأت بها أحد سواه، ولم تأت من وجه يصح قط! وقد خالفه الثقات فلم يذكروها في حديث جابر ولا في غيره مرفوعًا.
2 -
وأما في سنده: فقد خالفه جماعة من الأثبات، كلهم رووه عن أبى الزبير فقالوا: عن طاووس وسعيد بن جبير عن ابن عباس به مرفوعًا نحوه دون ذكر البسملة في أوله.
1 -
ومن هؤلاء: الليث بن سعد عند مسلم [403]، وأبى داود [974]، والترمذى [290]، والنسائى [1174]، وابن ماجه [900]، وأحمد [1/ 292]، وابن خزيمة [705]، وابن حبان [1952، 1953، 1954]، والدارقطنى في "سننه"[1/ 350]، والطبرانى في "الكبير"[11/ رقم 10996]، والبيهقى في "سننه"[2650، 3772]، وفى "المعرفة"[رقم 921]، والشافعى [170]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 263]، والسهمى في "تاريخه"[ص 329]، وأبو عوانة [رقم 1599]، و [رقم 1600]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 490]، وابن المنذر في "الأوسط"[1471]، الإسماعيلى في "المعجم"[388]، وجماعة، من طرق الليث به
…
قلتُ: وسنده مستقيم، وقد صححه جماعة من هذا الطريق، ومن أعله بعنعنة أبى الزبير فما أصاب؛ لكون أبى الزبير لا يدلس إلا عن جابر خاصة، كما مضى الكلام على ذلك "بذيل الحديث"[رقم 1769].
ولفظ طريق الليث عند مسلم: (عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن، فكان يقول: التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله، السلام=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله).
2 -
وتابعه عبد الرحمن بن حميد عند مسلم أيضًا [403]، أبى عوانة [رقم 1601]، وغيرهما بلفظ مختصر، وسياق مسلم:(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن) وسنده صحيح إلى عبد الرحمن.
3 -
وتابعهما: عمرو بن الحارث المصرى، وزاد مع طاووس وسعيد بن جبير:(عطاء بن أبى رباح)، وروايته عند الدارقطنى في "سننه"[1/ 350]، والطبرانى في "الكبير"[11/ رقم 10997]، لكن الإسناد إليه لا يصح، وسياقه نحو سياق الليث.
4 -
وتابعهم زكريا بن خالد كما مضى نقله عن الدارقطنى من "سؤالات الحاكم" له [ص 187/ رقم 286].
قلتُ: فهؤلاء جماعة خالفوا أيمن بن نابل في سنده وزيادة البسملة في أوله، فالقول قولهم بلا شك، لاسيما وفيه الليث بن سعد وهو أثبت الناس في أبى الزبير كما قاله الحافظ في "التلخيص".
وبعد كل هذا فلا نرتاب في كون أيمن بن نابل قد سلك الجادة في إسناده عن أبى الزبير، مع وهمه في زيادة البسملة في أوله، لكن حسين الأسد تجده مغرمًا بمساورة أساطين أهل الحفظ والنقد، فتراه يرد عليهم في "تعليقه"[4/ 164]، ويقول: "نقول: إن تفرد أيمن بهذا الحديث لا يضره؛ لأن أيمن قد وثقه ابن معين والثورى، وابن عمار، والحسن بن على، والحاكم والترمذى، والعجلى
…
".
قلتُ: وهذا كلام من لا يدرى عن علل الأخبار شيئا، ومن أخبره بأن الثقة لا يُخطئ؟!
والترمذى الذي ينقل توثيقه لأيمن بن نابل، هو نفسه الذي يقول في "سننه"[2/ 83]، عن طريق أيمن:"وهو غير محفوظ".
يعنى أنه أخطأ فيه، والبخارى قد احتج بأيمن في "صحيحه"، وقد مضى قوله عن طريق أيمن: "هو غير محفوظ،
…
والصحيح ما رواه الليث بن سعد عن أبى الزبير
…
إلخ" وقد مضى أيضًا قول النسائي: "وأيمن عندنا لا بأس به والحديث خطأ" فأنظر كيف يقول عن أيمن: "لا بأس به" ثم يجزم بكون الحديث خطأ.
ثم نقل حسين الأسد عن العلامة المحدث أحمد شاكر تعقبه على من أعل طريق أيمن بتفرده به:=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "فإن صح هذا النقل، كان الحديث عند إيمن بإسنادين، عن أبى الزبير عن جابر، وعن أبى الزبير عن طاووس عن ابن عباس، ويدل هذا على حفظه له وعدم اضطراب إسنادى الحديث عليه".
قلتُ: هذا كلام غريب؛ لأن الحديث لم يروه أيمن إلا بالإسناد الأول فقط: (عن أبى الزبير عن جابر) ولم أجده رواه بالإسناد الثاني قط.
ولعل مراد أبى الأشبال: أن الحديث كان عند أيمن بالإسنادين معًا، ولكن ما له لم يحدث به إلا بالإسناد الأول فقط؟! ولو صحَّ أنه حدث به على الوجهين، فقول أبى الأشبال:"ويدل هذا على حفظه له وعدم اضطراب إسنادى الحديث عليه" عسرٌ للغاية، وأين ذهب إنكار النقاد وتوهيمهم لأيمن في إسناده؟!.
والعبارة الماضية لا يقال مثلها إلا في حافظ ثقة ضابط مكثر قد اختلف عليه في إسناد حديث على وجهين أو ثلاثة من رواية الثقات الأثبات عنه، ولم يترجح أحد تلك الوجوه على الأخرى عند الناقد؛ فله آنذاك أن يجعل تلك الوجوه كلها محفوظة عن هذا الثقة الحافظ، وأنه قد حفظها جميعًا، وأين هذا من أيمن بن نابل؟! وهو أحد الشيوخ المختلف فيهم جرحًا وتعديلًا، ضعفه ابن حبان لسوء حفظه وكثرة خطئه، وقال يعقوب بن شيبة:"مكى صدوق وهو إلى الضعف ما هو"، وقال أبو حاتم:"شيخ" وضعفه الدارقطنى أيضًا.
نعم قد وثقه جماعة، ومشاه آخرون؛ فالرجل في طبقة الصدوق إن شاء الله، واحتجاج البخارى به يقويه، لكن ليس هو ممن يحتمل مخالفة من هو أوثق منه على الانفراد، فكيف إذا كانوا جماعة؟! بل إن الدارقطنى قد استدل على ضعفه بمخالفته الثقات في هذا الحديث، فقال عنه كما مضى:"ليس بالقوى، خالف الناس، ولو لم يكن إلا حديث التشهد، خالفه الليث وعمرو بن الحارث وزكريا بن خالد عن أبى الزبير"، وهناك من النقاد من يسقط الراوى - يضعفه - لأجل خطأ واحد، إذا ثبت كونه خطأ فاحشًا لا يدل إلا على كون هذا الراوى لم يكن من أهل الضبط والحفظ.
ففى "سؤالات الحاكم للدارقطنى"[ص 206/ رقم 319] قال: "قلتُ: فالربيع بن يحيى الأشنانى؟! قال: ليس بالقوى، يروى عن الثورى عن ابن المنكدر عن جابر الجمع بين الصلاتين، وهذا يسقط مائة ألف حديث".
قلتُ: والربيع هذا قد وثَّقه أبو حاتم جدًّا، لكن لما كان خطؤه في هذا الحديث شديدًا عند =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= الدارقطنى لم يسعه إلا أن يُليِّن حفظه كما ترى، بل ويصف شناعة وهمه فيه قائلًا:(وهذا يسقط مائة ألف حديث).
وهذا محمد بن يحيى الذهلى الحافظ الجبل الثقة المأمون الإمام العلم، لا يشك أحد في كونه أحفظ وأوثق من عشرات أمثال أيمن بن نابل وأضرابه، فنقل الحافظ في "التلخيص"[2/ 267]، عن الحاكم أنه أخرج في "تاريخ نيسابور" عن ابن أبى حاتم عن أبيه أبى حاتم الرازى أنه قال: "حدَّث محمد بن يحيى الذهلي بحديث كاد أن يهلك
…
" ثم ذكر له حديثًا وهم في إسناده.
والأمثلة في هذا الصدد كثيرة، ولو كان أيمن بن نابل ثقة ضابطًا؛ لما احتمل له مخالفته الجماعة عن أبى الزبير في إسناده، مع إنكار أئمة أهل النقد عليه، والشيخ أبو الأشبال - على جلالته - لم يكن عنده ذوق أهل الفن في تعليل الأخبار، فكيف بمن دونه بمفاوز تنقطع دونها آمال الراغبين؟!
نعم، قد ورد ما يدل على كون أيمن لم ينفرد به متنًا وإسنادًا، فقال الحاكم [1/ 400]، بعد أن أخرجه من طريق أيمن بن نابل نحو سياق المؤلف: (حدثنا أبو على الحافظ، ثنا عبد الله بن قحطبة الصليحى، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا معتمر بن سليمان، ثنا أبى عن أبى الزبير، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
…
).
فهذا ظاهر في كون سليمان التيمى قد تابع أيمن بن نابل عليه، لكن قال الحاكم عقبه: "سمعتُ أبا عليّ الحافظ يوثق ابن قحطبة، إلا أنه أخطأ فيه، فإنه عند المعتمر عن أيمن بن نابل كما تقدم
…
".
قلتُ: قد رواه النسائي عن محمد بن عبد الأعلى عن المعتمر عن أيمن بن نابل عن أبى الزبير به
…
وهكذا رواه محمد بن زياد، وعبد الله بن الصباح وغيرهما عن المعتمر به
…
وهذا هو المحفوظ عنه؛ فما نرى ابن قحطبة إلا قد وهم الوهم الفاحش وسلك الجادة في روايته، ثم جاء الحافظ السيوطى ونقل في "حاشيته على سنن النسائي"[2/ 243]، عن الدارقطنى أنه قال في "علله":"قد تابع أيمن عله: الثورى وابن جريج عن أبى الزبير".
قلت: لم أجد هذا النقل في "علل الدارقطنى" المطبوع، فلعله في (مسند جابر) الساقط منه مع ما سقط، فإن صح هذا النقل؛ فلا لوم علينا إن نظرنا في حال الإسناد إلى الثورى وابن جريج بذلك. =
2233 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا حجاج الصواف، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّة".
= فنظرنا فوجدنا ابن عدى قد قال في "الكامل"[2/ 281]: (ثنا هارون بن عيسى بن السكين البلدى، وعليّ بن أحمد بن مروان المقرئ قالا: ثنا حميد بن الربيع، ثنا أبو عاصم، ثنا ابن جريج، عن أبى الزبير عن جابر قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعملنا التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن: التحيات لله
…
فذكره
…
).
ثم قال ابن عدى: (ثنا على بن أحمد ثنا حميد - وهو ابن الربيع - ثنا أبو عاصم ثنا سفيان عن أبى الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم
…
).
قلتُ: قد كفانا ما قاله ابن عدى عن هذين الطريقين عقب روايتهما: "وهذا الحديث عن ابن جريج والثورى عن أبى الزبير باطلان، ليس يرويهما عن أبى عاصم غير حميد بن الربيع؛ وإنما يروى أبو عاصم هذا الحديث عن أيمن بن نابل عن أبى الزبير عن جابر".
قلتُ: وحميد قال عنه ابن عدى في صدر ترجمته: "كان يسرق الحديث، ويرفع أحاديث، وروى أحاديث عن أئمة الناس غير محفوظة" وقال في ختام ترجمته: "ولحميد بن الربيع حديث كثير بعضه سرقه من الثقات، وبعض من الموقوفات الذي رفعه، وبعضٌ زاد في أسانيده؛ فجعل بدل ضعيف ثقة، وهو أكثر من ذلك؛ فاستغنيتُ بمدار ما ذكرته من مناكيره وبواطيله، لكى يستدل به على كثير ما رواه، وهو ضعيف جدًّا في كل ما رواه".
قلتُ: وحميد هذا مختلف فيه، وقد وهَّاه جماعة حتى كذبه ابن معين وتكلم فيه بكلام شديد فوق الكذب، لكن الدارقطنى كان حسن القول فيه - مثل أحمد - فلعله لذلك جزم بمتابعة الثورى وابن جريج لأيمن بن نابل على هذا الحديث، وقول الجارح مقدم على ما سواه، والحاصل: أن الحديث منكر بهذا الإسناد، لكن لمتنه شواهد عن جماعة من الصحابة، ومضى الطريق المحفوظ فيه بإسنادٍ عن ابن عباس، لكن دون التسمية في أوله؛ فهى زيادة منكرة على ما عرفتَ، فاللَّه المستعان.
2233 -
حسن لغيره: أخرجه الترمذى [3464]، و [3465]، وابن حبان [826، 827]، والحاكم [1/ 680، 693]، والطبرانى في "الصغير"[1/ 287]، وابن أبى شيبة [29416]، والنسائى في "الكبرى"[10633]، وفى "اليوم والليلة"[رقم 827]، وابن عساكر في "تاريخه" =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [10/ 370]، و [60/ 323]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1396]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 394]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 118]، وتمام في "فوائده"[رقم 19، 20]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 67، 3086]، والطبرانى أيضًا في "الدعاء"[رقم 1675]، وجماعة غيرهم، من طرق عن حجاج بن أبى عثمان الصواف عن أبى الزبير عن جابر بن عبد الله به
…
قلتُ: قال الطبراني: "لم يروه عن أبى الزبير إلا الحجاج".
قلتُ: وهو كما قال، ولا يستدرك عليه أحد بكون الحجاج قد تابعه حماد بن سلمة عند الترمذى وابن حبان في الموضع الثاني، فإن الطريق إليه لا يثبت، بل هو منكر على التحقيق، فقد رواه عنه: مؤمل بن إسماعيل وهو كثير الأوهام مع كونه صلبًا في السنة، وقد خولف فيه، خالفه جماعة من الثقات، كلهم رووه عن حماد بن سلمة فقالوا: عن حجاج الصواف عن أبى الزبير عن جابر به
…
، ومن هؤلاء:
1 -
حجاج بن المنهال عند الحاكم في الموضع الأول، والطبرانى في "الدعاء".
2 -
وأبو سلمة التبوذكى عند الحاكم في الموضع الثاني.
3 -
والحسن بن موسى الأشيب عند ابن أبى شيبة.
4 -
ومسلم بن إبراهيم الفراهيدى عند النسائي في "الكبرى" وفى "اليوم والليلة".
إذا عرفتَ هذا: فتعد عاد الإسناد مرة أخرى إلى حجاج الصواف وهو ثقة حافظ، قال الترمذى عقب روايته:"هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث أبى الزبير"، وقال الحافظ في "نتائج الأفكار" [1/ 102]:"ورجاله ثقات لكن فيه عنعتة أبى الزبير".
قلتُ: قد مضى مرارًا أن أبا الزبير قد ثبت تدليسه عن جابر بشهادته نفسه، وأنه مكثر عنه من التدليس كما يفهم من قول النسائي عنه:"وأبو الزبير من الحفاظ .. فإذا قال: سمعت جابرًا، فهو صحيح، وكان يدلس"، وهذا ظاهر جدًّا، إلا أن البعض يتنكب عنه بلا برهان قائم، راجع ما علقناه على "ذيل الحديث"[رقم 1769].
نعم: قد توبع عليه أبو الزبير: تابعه ابن المنكدر لكن بلفظ: (من قال: لا إله إلا الله غرست له شجرة في الجنة) أخرجه تمام في "فوائده"[2/ رقم 1769] من طريق محمد بن هارون بن شعيب عن أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة حدثنى أبى عن أبيه عن الثورى عن ابن المنكدر عن جابر به
…
=
2234 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روح، حدّثنا زكريا بن إسحاق، حدّثنا أبو الزبير، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"إِذَا وَلِى أَحَدُكُمْ أَخَاهُ فَلْيُحْسِنْ كَفَنَهُ".
= قلتُ: وهذه متابعة منكرة جدًّا، وشيخ المؤلف مجهول الصفة، وأحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة، صاحب مناكير وغرائب عن أبيه، وكان قد كبر وشاخ حتى صار يتلقن ما ليس من حديثه، فلعله تلقَّن هذا الإسناد إن شاء الله، لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحو سياق المؤلف.
منهم ابن عباس وعبد الله بن عمرو وأنس بن مالك وأبو هريرة، وكلها منكرة الأسانيد، نعم حديث أبى هريرة يظهر لى أن ضعافه محتملٌ إن شاء الله؛ فأرجوا أن يكون شاهدًا حسنًا لحديث جابر هنا، ولفظه:(عن أبى هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر به وهو يغرس غرسًا، فقال: يا أبا هريرة ما الذي تغرس؟ قلتُ: غراسًا لى. قال: ألا أدلك على غراس خير لك من هذا؟! قال: بلى يا رسول الله. قال: قل: سبحان الله والحمد للَّه ولا إله إلا الله والله أكبر، يُغرس لك بكل واحدة شجرة في الجنة) أخرجه ابن ماجه [3807]، والحاكم [1/ 693].
2234 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 329]، وتمام في "فوائده"[1/ رقم 269]، وعنه ابن عساكر في "تاريخه"[41/ 348]، و [51/ 75]، وابن طولون في "الأحاديث المائة"[رقم 12]، وابن المنذر في "الأوسط"[2914] وغيرهم، من طريق زكريا بن إسحاق عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات والشواهد، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند أحمد وغيره. وقد توبع عليه زكريا:
1 -
تابعه ابن جريج قال: أخبرنى أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب يومًا فذكر رجلًا من أصحابه قبُض، فكُفن في كفن غير طائل، وقُبر ليلًا، فزجر النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر إنسان إلى ذلك، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا كفن أحدكم أخاه فليحسن كفنه).
أخرجه مسلم [943]- واللفظ له - وأبو داود [3148]، والنسائى [1895]، وأحمد [3/ 295]، والحاكم [1/ 523]، وعبد الرزاق [6549]، والبيهقى في "سننه"[6486، 6708]، وابن الجارود [546]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 56]- وعنده المرفوع منه فقط - وابن المنذر في "الأوسط"[3141]، وابن حزم في "المحلى"[5/ 113] وجماعة. وسنده حسن مستقيم.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=2 - وأيوب السخيانى عند أحمد [3/ 371]، وأبى نعيم في "الحلية"[3/ 14]، والخطيب في "تاريخه"[9/ 52]، وسننده ثابت إليه.
3 -
والحسين بن واقد بلفظ: (عن جابر أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنى أخى مات فكيف أكفنه؟ قال: أحسن كفنه) أخرجه أحمد [3/ 381] بإسناد حسن إليه.
4 -
وابن لهيعة وزاد: (وصلوا على الميت أربع تكبيرات، في الليل والنهار سواء) أخرجه أحمد [3/ 349]، وابن عدى في "الكامل" [4/ 147] بإسناد صحيح إليه. قال ابن عدى:"ولفظ هذا الحديث "صلوا على الميت أربع تكبيرات" لا أعلم يأتى به غير ابن لهيعة".
5 -
والحجاج بن أرطأة بلفظ: (إذا مات أحدكم فليحسن كفنه، فإن لم يجد فليكفنه في بردَىْ حبرة) أخرجه ابن أبى شيبة [11129]، وعنه ابن المنذر في "الأوسط"[2921]، وسنده صحيح إليه.
6 -
وعبيد الله بن أبى جعفر نحو سياق رواية ابن جريج عند الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 514]، لكن الإسناد إليه لا يصح.
7 -
والحسن بن أبى جعفر بلفظ: (من شهد منكم ميتًا فليحسن كفنه) أخرجه ابن عدى في "الكامل"[4/ 464]، والإسناد إليه أعوج.
8 -
وزهير بن معاوية بلفظ: (حسنوا أكفان موتاكم؛ فإنه يتباهون ويتزاورون في قبورهم) أخرجه أبو نصر الوائلى في "الإبانة" كما في "تذكرة القرطبى"[107]، والإسناد إليه تالف جدًّا.
9 -
وزكريا بن أبى إسحاق المكى بلفظ: (إذا ولى أحدكم أخاه فليحسن كفنه؛ فإنه يبعثون في أكفانهم ويتزاورون في أكفانهم) أخرجه ابن أبى أسامة في "مسنده" كما في "اللألئ المصنوعة"[2/ 366/ طبعة العلمية]، وسنده صحيح إليه.
ولهذا التمام شواهد. راجع "الصحيحة"[3/ 411]، وزكريا بن أبى إسحاق لم أجد له ترجمة، ثم ظهر لى أنه زكريا بن إسحاق المكى - روايه عند المؤلف وجماعة - وقد مضت روايته عند جماعة ولكن دون هذا التمام.
وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه وهب بن منبه على نحو سياق رواية ابن جريج الماضية: عند ابن حبان [3034]، والحاكم [1/ 524]، وغيرهما، بإسناد قوى إليه، لكن وهبًا لم يسمع من جابر كما جزم به ابن معين، راجع "المراسيل"[ص 228/ رقم 420]. =
2235 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، عن جابرٍ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوسم في الوجه، والضرب في الوجه.
2236 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا حسينٌ المعلم، عن عطاء، عن جابرٍ، أن رجلًا أعتق غلامًا له عن دبرٍ منه، وأن الرجل احتاج، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنْ يَشْتَرِيهِ مِنِّى؟ " فاشتراه نعيم بن عبد الله، فأخذ ثمنه فدفعه إليه.
2237 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابرًا، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ قَدْ دَعَا بِهَا فِي أُمَّتِهِ، وَخَبَّأْتُ دَعْوَتِى شَفَاعَةً لأُمَّتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
= وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، منهم أبو قتادة عند الترمذى [995]، وجماعة، لكن المحفوظ فيه موقوف على ابن سيرين، كما تراه عند عبد الرزاق [6208].
2235 -
صحيح: أخرجه مسلم [2116]، وأحمد [3/ 318، 378]، وابن خزيمة [2551]، وابن أبى شيبة [19930]، ووابن المبارك في "مسنده"[رقم 195]، والبيهقى في "سننه"[10114]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 516]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به مثل لفظ المؤلف، وهو عند الترمذى [1710]، من هذا الطريق ولكن بجملة الضرب فقط.
قلتُ: وإسناده صحيح في الشواهد والمتابعات، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع كما ترى، وقد رواه جماعة عن أبى الزبير بألفاظ مختلفة نحوه، وراجع الحديث الماضى [2148،2099].
2236 -
صحيح: مضى الكلام عليه [2166].
2337 -
صحيح: أخرجه مسلم [201]، وأحمد [3/ 384]، وابن حبان [6460، 6469]، والخطيب في "تاريخه"[2/ 217]، وأبو عوانة [رقم 197]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 919]، وابن خزيمة في التوحيد [2/ رقم 373]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج - وهذا في "جزئه"[رقم 26]- عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وسنده حسن على الجادة، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع كما رأيتَ، =
2238 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: قال عطاء، سمعت جابرًا، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَجْمَعُوا بَيْنَ الرُطَبِ وَالْبُسْرِ، وَبَيْنَ الزَّبيب وَالتَّمْرِ".
2239 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا زكريا بن إسحاق، حدّثنا أبو الزبير، عن جابرٍ، قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوةً.
= وقد توبع عليه ابن جريج: تابعه عزرة بن ثابت على نحوه عند الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 3043]، وبحشل في "تاريخه"[ص 154/ طبعة عالم الكتب]، لكن الإسناد إليه مغموز.
وقد توبع عليه أبو الزبير: تابعه الحسن البصرى على مثله عند ابن خزيمة في التوحيد [2/ 383]، وابن المبارك في "الزهد"[381]، وفى "مسنده"[105] من طريق هشام بن حسان عن الحسن به
…
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى الحسن، وهشام وإن تكلموا في روايته عن الحسن؛ لكونه كان كثير الإرسال عنه، فقد صرح بالسماع منه عند ابن المبارك، وإنما الشأن في سماع الحسن من جابر، فقد نفاه ابن المدينى وجماعة.
وللحديث شواهد كثيرة عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أبى سعيد [برقم 1014]، ويأتى حديث ابن عباس [برقم 2328]، وحديث أنس [برقم 2842، 2948، 2970، 3022، 3097، 3233].
2238 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1768، 1872].
2239 -
حسن: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[1065]، مثل سياق المؤلف، وهو عند البيهقى في "الدلائل"[2201]، ومن طريقه أين عساكر في "تاريخه"[11/ 222]، مثله وزاد:(قال جابر: وقد شهدتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة، وغزوتُ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا؛ منعنى أبى، فلما قتل عبد الله يوم أحد، لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط)، و هو بهذا السياق عند مسلم [1813]، وأحمد [3/ 329]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 162]، والمزى في "تهذيبه"[4/ 448 - 449]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 217، 218]، وأبى عوانة [رقم 5603]، وغيرهم، لكن دون الجملة التى عند المؤلف هنا، كلهم رووه من طرق عن زكريا بن إسحاق عن أبى الزبير عن جابر به
…
=
2240 -
قَالَ أبو الزبير قال جابرٌ: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العقبة.
2241 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا زكريا، حدّثنا أبو الزبير، أنه سمع جابرًا يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوةً، قال جابرٌ: لم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعنى أبى، قال: فلما قتل عبد الله يوم أحدٍ لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ قط.
2242 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا زكريا بن إسحاق، حدّثنا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتمسح بعظمٍ أو ببعرٍ.
= قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند مسلم وجماعة ومنهم المؤلف في الآتى [برقم 2241].
وقد توبع عليه زكريا بن إسحاق: تابعه الحجاج بن أبى عثمان الصواف بلفظ: (غزا النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه، شهدت منها تسعة عشرة).
أخرجه البخارى في "تاريخه الكبير"، وفى "الصغير"[ص 193]- وبعضهم يجعله "الأوسط" - ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[11/ 216]، وهو عند البيهقى في "الدلائل"[2202]، بسياق أتم، وأخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم[163]، مطولًا، ومن طريقه ابن الأثير في "أسد الغابة" [1/ 13] ولكن مختصرًا، وسنده صحيح إلى حجاج.
2240 -
حسن: هذا جزء من الذي قبله.
2241 -
حسن: مضى الكلام عليه آنفًا [برقم 2239].
2242 -
صحيح: أخرجه مسلم [263]، وأبو داود [38]، وأحمد [3/ 343، 384]، والبيهقى في "سننه"[532]، وغيرهم، من طرق عن زكريا بن إسحاق عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صالح، وأبو الزبير قد صرح عندهم بالسماع، وهو عند المؤلف كما ترى، وقد توبع عليه زكريا: تابعه ابن لهيعة عند أحمد [3/ 336]، بإسناد صحيح إليه.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، وقد خرجناها في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" يسره الله.
2243 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا زكريا، حدّثنا عمرو بن دينارٍ، قال: سمعت جابر بن عبد الله يحدِّث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينقل معهم الحجارة للكعبة وعليه إزاره، فقال له العباس عمه: يا بن أخى، لو حللت إزارك فجعلته على منكبك دون الحجارة؟ قال: فحله فجعله على منكبه، قال: فسقط مغشيّا، قال: فما رئى بعد ذلك اليوم عريانًا.
2244 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن جريجٍ، أخبرنا أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يزعم: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الصور في البيت، ونهى الرجل أن يصنع ذلك.
2243 - صحيح: أخرجه البخارى [357]، ومسلم [340]، وأحمد [3/ 310، 333]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 349]، والبيهقى في "سننه"[3042]، وفى "الدلائل"[364]، وأبو عوانة [رقم 623]، والحارث في "عواليه"[66]، وأبو نعيم أيضًا في "المعرفة"[1397]، والبيهقى أيضًا في "الشعب"[6/ 7755]، وفى "الآداب"[572]، وغيرهم من طرق عن روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن جابر به ..
قلتُ: وسنده صحيح ثابت، ومن هذا الطريق: أخرجه ابن حزم في "المحلى"[3/ 211]. وقد توبع عليه زكريا: تابعه ابن جريج على نحوه بلفظ: (لما بنيت الكعبة ذهب النبي صلى الله عليه وسلم وعباس ينقلان الحجارة، فقال العباس للنبى صلى الله عليه وسلم: اجعل إزارك على رقبتك؛ فخر إلى الأرض وطمحت عيناه إلى السماء فقال: أرنى إزارى، فشدَّه عليه).
أخرجه البخارى [1505]- واللفظ له - ومسلم [340]، وأحمد [3/ 295، 380]، وابن حبان [1603، 7051]، وعبد الرزاق [1103]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 150]، والبيهقي في الدلائل [رقم 365]، وأبو عوانة [رقم 622]، وغيرهم.
2244 -
حسن: أخرجه الترمذى [1749]، وأحمد [3/ 335، 384]، وابن حبان [5844]، والبيهقى في "سننه"[9504]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج - وهذا في "جزئه"[رقم 34]- عن أبى الزبير عن جابر به
…
وليس عند ابن حبان الفقرة الثانية، وزاد البيهقى وأحمد في الموضع الأول:(وأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عمر بن الخطاب - رضى الله عنه - زمن الفتح وهو بالبطحاء أن يأتى الكعبة فيمحو كل صورة فيها، ولم يدخل البيت حتى محيت كل صورة فيه).=
2245 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روح، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابرًا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لا يَغْرِسُ رَجُلٌ مُسْلِمٌ غِرَاسًا وَلا زَرْعًا فَيَأْكُلُ مِنْهُ سَبْعٌ أَوْ طائِرٌ أَوْ شَىْءٌ إِلا كَانَ لَهُ فِيهِ أَجْرٌ".
2246 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا روحٌ، حدّثنا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابرًا، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"لا يَمْسَحْ أَحَدُكُمْ بِالمنْدِيلِ حَتَّى يَلْعَقَ يَدَهُ، إِنَّهُ لا يَدْرِى فِي أَيِّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ، وَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَرْصُدُ النَّاسَ عِنْدَ كُلِّ شىْءٍ حَتَّى عِنْدَ طَعَامِهِمْ، وَلا يَرْفَعِ الْقَصْعَةَ حَتَّى يَلْعَقَهَا، فَإِنَّ آخِرَ الطَّعَامِ فِيهِ الْبَرَكَةُ".
= قلتُ: وسنده حسن على شرط مسلم، وهو بتلك الزيادة عند ابن عساكر في "تاريخه"[43/ 152 - 153].
وقد توبع عليه ابن جريج: تابعه ابن لهيعة على نحو سياق المؤلف عند الطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 283]، بإسنادٍ صحيح إليه. وهو بتلك الزيادة الماضية فقط من طريق ابن لهيعة عند أحمد [2/ 336]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ 8975]، وقد توبع أبو الزبير على نحو الزيادة الماضية فقط: تابعه وهب بن منبه عند أبى داود [4156]، وابن حبان [5857]، والبيهقى في "سننه"[14339]، وأبى نعيم في "الحلية"[4/ 79]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 142]، وغيرهم، بإسناد قوى إليه، لكن وهبًا لم يسمع من جابر كما جزم به ابن معين، راجع "جامع التحصيل"[ص 296].
2245 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2213].
2246 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[6767]، وابن حبان [5253]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 8554]، وأبو عوانة [5/ 370]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به نحوه.،.، وليس عند أحمد والنسائى الجملة المتعلقة بالشيطان، وزاد ابن حبان في أوله: (إذا طعم أحدكم فسقطت لقمته من يده؛ فليمط ما رابه منها وليطعمها، ولا يدعها للشيطان
…
)، وتلك الجملة عند المؤلف في الآتى [رقم 2247].
قلتُ: وسنده صالح على شرط مسلم، وابن جريج وشيخه قد صرحا فيه بالسماع عند المؤلف والجميع، وقد توبع عليه ابن جريج بنحوه كما مضى [برقم 1836]، وتوبع عليه أبو الزبير بنحوه أيضًا كما مضى [برقم 1903]، وانظر [رقم 1934].
2247 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا روح، حَدَّثَنَا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابرًا، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِذَا طَعِمَ أَحَدُكُمْ فَسَقَطَتْ لُقْمَتهُ مِنْ يَدِهِ، فَلْيمِطْ مَا أَرَابَهُ، ثُمَّ لْيطْعَمْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، فَإِنَّ الرَّجُلَ لا يَدْرِى فِي أَيِّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ فِيهِ".
2248 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا روحٌ، حَدَّثَنَا زكريا بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبو الزبير، أنه سمع جابرًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِروا، فَإِن غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلاثينَ يَوْمًا".
2249 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا روحٌ، حَدَّثَنَا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابرًا، يقول: اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه شهرًا، فخرج صبح تسعٍ وعشرين، فقال بعض القوم: يا رسول الله، أصبحنا من تسع وعشرين! فقال
2247 - صحيح: انظر الماضى.
2248 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 329]، والبيهقى في "سننه"[7726]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ 98/ 1 - 2/ زوائد المعجمين]، كما في "الإرواء"[4/ 7]، وغيرهم، من طريق زكريا بن إسحاق عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عندهم.
وقد توبع عليه زكريا: تابعه ابن لهيعة عليه بلفظ: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، فإن خفى عليكم فأتموا ثلاثين
…
).
أخرجه أحمد [3/ 341]، بإسناد صحيح إليه. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، يأتى منها حديث ابن عباس [برقم 2355، 2388]، وحديث ابن عمر [برقم 5448، 5452].
2249 -
حسن: أخرجه مسلم [1084]، وأحمد [3/ 329]، وابن حبان [3452]، والنسائى في "الكبرى"[9159]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 123]، وابن عبد البر في "التمهيد"[17/ 81]، وأبو عوانة [2198] وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به نحوه
…
النبي صلى الله عليه وسلم: "إِن الشَّهرَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ"، ثم صفق النبي صلى الله عليه وسلم بيديه ثلاثًا، مرتين بالأصابع كلها والثالثة بتسعٍ منها.
2250 -
حَدَّثَنا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا روحٌ، حَدَّثَنَا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى أبو الزبير، أنه سمع جابرًا، يقول: أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن يسمَّى ببركة، وأفلح، ويسارٍ، وبنافعٍ، وبنحو ذلك ثم رأيته سكت بعد عنها فلم يقل شيئًا، ثم قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم ينه عن ذلك ثم أراد عمر أن ينهى عن ذلك ثم تركه.
= قلتُ: وهذا إسناد مستقيم، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عندهم جميعًا. وقد توبع عليه ابن جريج:
1 -
تابعه الليث بن سعد على نحوه وفيه: (إنما الشهر وصفَّق بيديه ثلاث مرات وحبس إصبعًا واحدًا في الآخرة) أخرجه مسلم [1084]- واللفظ له - وأحمد [3/ 334]، والمؤلف [2264] وأبو عوانة [2197]، وغيرهم.
2 -
وتابعه زكريا بن إسحاق المكى نحو سياق رواية ابن جريج عند أبى عوانة [رقم 3717]، وأحمد [3/ 329]، والطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 123]، وغيرهم.
3 -
وابن لهيعة مختصرا عند أحمد [3/ 341]، بإسناد صحيح إليه.
2250 -
قوى: أخرجه مسلم [2138]، وابن حبان [5840]، والبخارى في "الأدب المفرد"[834]- وعنده فيه اختصار - والبيهقى في "سننه"[19094]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[745] وغيرهم، من طرق عن ابن جريج - وهذا في "جزئه"[863]، عن أبى الزبير عن جابر به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح، وابن جريج وشيخه قد نطقا بالسماع عندهم، وقد زاد الجميع سوى المؤلف وابن حبان:(يعلى) ضمن الأسماء المنهى عنها، ورواه المفضل بن فضالة عن ابن جريج بإسناده به مختصرًا وزاد مع تلك الأسماء (ميمون) هكذا أخرجه الطبرى في "تهذيب الآثار"[746]، بإسناد صحيح إليه، والمفضل ثقة إمام، وقد توبع عليه ابن جريج:
1 -
تابعه ابن لهيعة عليه بنحوه
…
وفى أوله: (إن عشتُ إن شاء الله زجرتُ أن يسمى ببركة ويسار - ونافع - قال جابر: لا أدرى ذكر رافعًا أم لا - أنه يقال له: ها هنا بركة؟ فيقال: لا، ويقال: ها هنا يسار؟! فيقال: لا، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إلخ) هكذا أخرجه أحمد [3/ 336].
2251 -
حدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا روحٌ، حَدَّثَنَا ابن جريجٍ، قال: أخبرنى زياد بن إسماعيل، عن سليمان بن عتيقٍ، عن جابرٍ، قال: لما دخلت صفية بنت حييّ على النبي صلى الله عليه وسلم فسطاطه، حضره ناسٌ وحضرت معهم ليكون لى فيها قسمٌ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"قُومُوا عَنْ أُمِّكُمْ" فلما كان من العشى حضرنا، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم في ردائه نحوٌ من مدّ ونصفٍ من تمرٍ عجوةٍ، قال:"كلُوا مِنْ وَلِيمَةِ أُمِّكُمْ".
= 2 - وتابعه الثورى بلفظ: (إن عشتُ لأنهين عن أن يسمى بركة ونافع ويسار، فمات ولم ينه عنه) أخرجه الحاكم [4/ 305]- واللفظ له - والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 744]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 206]، وأحمد [3/ 388] وغيرهم من طرق عن الثورى به
…
قلت: هكذا رواه مؤمل بن إسماعيل وأبو حذيفة النهدى ومحمد بن كثير العبدى، ثلاثتهم عن الثورى به على هذا الوجه، وخالفهم أبو أحمد الزبيرى، فرواه نحوه - مع اختلاف في بعض الأسماء - عن الثورى فقال: عن أبى الزبير عن جابر عن عمر بن الخطاب به
…
، فجعله من (مسند عمر)، هكذا أخرجه الترمذى [2835]، وابن ماجه [3729]، وابن حبان [5841] والحاكم [4/ 305]، والطبرى في "تهذيبه"[743]، وغيرهم.
قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ولا أعلم أحدًا رواه عن الثورى يذكر عمر في إسناده غير أبى أحمد"، وقال الترمذى:"هذا حديث غريب، هكذا رواه أبو أحمد عن سفيان عن أبى الزبير عن جابر عن عمر، ورواه غيره عن سفيان عن أبى الزبير عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو أحمد ثقة حافظ، والمشهور عند الناس هذا الحديث: عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس فيه عمر".
قلتُ: وهذا هو المحفوظ كما أشار الترمذى، وقول الجماعة عن الثورى مقدم على رواية أبى أحمد الزبيرى، لا سيما والزبيرى كان كثير الخطأ في حديث سفيان كما قاله أحمد.
وقد توبع على نحوه أبو الزبير: تابعه أبو سفيان كما يأتى [برقم 2277]، وكذا تابعه وهب بن منبه على نحو سياق المؤلف هنا عند ابن حبان [5839]، بإسناد قوى إليه، لكن وهبًا لم يسمع من جابر كما جزم به ابن معين.
2251 -
ضعيف: أخرجه أحمد [3/ 333]، والحارث [1/ 405/ زوائده]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[3290]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 124]، وغيرهم، من طريقين عن ابن جريج عن زياد بن إسماعيل عن سليمان بن عتيق عن جابر به
…
=
2252 -
حَدَّثَنا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا روحٌ، حَدَّثَنَا زكريا بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبو الزبير، أنه سمع جابر بن عبد الله، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوةٍ غزاها وذلك في رمضان، فصام رجلٌ من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فضعف ضعفًا شديدًا، وكاد العطش يقتله، وجعلت ناقته تدخل العضاه فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"ائْتُونِى بِهِ" فأتى به، فقال:"أَلَسْتَ فِي سَبِيلِ اللَهِ، وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ؟ أَفْطِرْ" فَأفْطَرَ.
= قلتُ: قال الهيثمى في "المجمع"[4/ 75]، و [9/ 404]:"ورجاله رجال الصحيح" وقال البوصيرى في "الإتحاف": "هذا حديث رجال إسناده ثقات".
قلت: بل فيه علتان:
الأولى: زياد بن إسماعيل وإن كان من رجال مسلم ووثقه ابن جان ومشاه النسائي، لكن تكلم فيه الجماعة، فقال الأزدى:"فيه نظر"، وقال الفسوى:"ليس حديثه بشئ" وضعفه ابن معين وأبو حاتم وغيرهم، وقال الذهبى في "الكاشف" [1/ 408]:(ليِّن)، وقال الحافظ:"صدوق سيئ الحافظ".
قلتُ: فمثله يُحسَّن حديثه في الشواهد والمتابعات فقط.
والثانية: سليمان بن عتيق وثقه جماعة لكن قال عنه البخارى: "لا يصح حديثه"، وأراه يقصد حديثًا خاصًا، وقال ابن عبد البر:"لا يحتج بما تفرد به" وهو من رجال مسلم أيضًا.
وهنا [فائدة]: وهى أن كون الإسناد رجاله رجال الصحيح: لا يفهم منه الصحة كما هو معروف؛ بل لا يفهم منه أن رجاله ثقات أيضًا؛ لأنه ليس رجال الصحيح متساوين في الرتبة، فبينهم من التفاوت في الثقة والعدالة كما بين ابن شهاب الزهرى وعمران بن حطان مثلًا، أو ما بين مالك بن أنس ومصعب بن شيبة المكى، وقد عُلم أن الشيخين قد يخرجان لجماعة قد تكلموا فيهم، ولكن في الشواهد والمتابعات، أو طلبًا للعلو مثلًا، كما فعل مسلم مع أسباط بن نصر، وقطن بن نسير وأحمد بن عيسى وأضرابهم، فافهم هذا جيدًا.
2252 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 329]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[2352]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 2141]، وغيرهم، من طرق عن روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عندهم جميعًا، =
2253 -
حَدَّثنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا روحٌ، حَدَّثَنَا زكريا بن إسحاق، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جابرٍ، قال: دخل أبو بكرٍ الصديق يستأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجد الناس جلوسًا ببابه لم يأذن لأحدٍ منهم، قال: فأذن لأبى بكر فدخل، ثم أقبل عمر فاستأذن فأذن له، فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا حوله نساؤه واجمًا ساكتًا، فقال: لأقولن شيئًا أضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة سألتنى النفقة، فقمت إليها فوجأت عنقها!!
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال:"هُنَّ حَوْلِى كَمَا تَرَى يَسْأَلْنَنِى النَّفَقَةَ" فقام أبو بكر إلى عائشة يجأ عنقها، وقام عمر إلى حفصة يجأ عنقها، كلاهما يقول: تسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس عنده؟! فقلن: واللَّه لا نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا أبدًا ليس عنده، ثم اعتزلهن شهرًا أو تسعًا وعشرين، ثم نزل عليه هذه الآية:{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} حتى بلغ: {لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا (29)} [الأحزاب: 28، 29]، قال: فبدأ بعائشة، فاقال:"يَا عَائِشةُ، إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكِ أَمْرًا لا أُحِبُّ أَنْ تَعْجَلِى فِيهِ بِشَىْءٍ حَتَّى تَسْتَشِيرِى أَبَوَيْكِ" قالت: وما هو يا رسول الله؟ فتلا عليها الآية، فقالت: أفيك يا رسول الله أستشير أبويَّ؟ بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، وأسألك أن لا تخبر امرأةً من نسائك بالذى قلتُ، قال:"لا تَسْأَلُنِى امْرَأَةٌ مِنْهُن إِلا أَخْبَرْتُهَا إِنَّ اللَّهَ لَمْ يَبْعَثْنِى مُعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِى مُعَلِّمًا ميَسِّرًا".
= وقد رواه عنه جماعة باختلاف يسير عن هذا السياق، فانظر الماضى [1780، 1883]، وللحديث طرق أخرى عن جابر بنحوه ....
2253 -
حسن: أخرجه مسلم [1478]، وأحمد [3/ 328]، والنسائى في "الكبرى"[9208]، والبيهقى في "سننه"[13047]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 345]، وأبو عوانة [رقم 3719، 3720]، وغيرهم من طرق عن زكريا بن إسحاق عن أبى الزبير عن جابر به نحوه.
قلتُ: وسنده مستقيم، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند أبى عوانة في الموضع الثاني. ولشطر الحديث الأخير شاهد من رواية ابن عباس مطولًا في "الصحيحين".
2254 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا عبد الصمد بن عبد الوارث، حَدَّثَنَا هشامٌ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تَرْتَدُوا الصَّمَّاءَ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، وَلا يَأْكُلْ أَحَدُكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلا يَمْشِيَنَ فِي نَعْلٍ وَاحِدٍ، وَلا يَحْتَبِيَنَّ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ".
2255 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا عبد الصمد، حَدَّثَنَا هشامٌ، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: كنا نعزل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم ينهنا عنه.
2256 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا عبد الصمد، حَدَّثَنَا أبى، حَدَّثَنَا القاسم بن عبد الواحد المكى، حَدَّثَنَا عبد الله بن محمد بن عقيلٍ، قال: سمعت جابرًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا تَزَوَّجَ بِغَيْرِ إِذَنِ سَيدِهِ كَانَ عَاهِرًا".
2257 -
حدَّثَنَا أبو خيثمة، حَدَّثَنَا عبد الصمد، حَدَّثَنَا كثيرٌ، حَدَّثَنَا عطاءٌ، عن جابرٍ، قال: أرسلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت ثم رجعت وقد قضيتها، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم
2254 - صحيح: أخرجه مالك [1643]، ومن طريقه مسلم [2099]، وأحمد [3/ 293، 297، 322، 327، 344، 357]، وابن حبان [5225]، والنسائى في "الكبرى"[9798]، وابن الجعد [رقم 2650]، والبيهقى في "سننه"[3023]، وفى "الشعب"[5/ رقم 6277]، وفى "المعرفة"[رقم 4595]، وأبو عوانة [رقم 6673، 7033، 7034، 7035]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 25، 67]، وجماعة من طرق عن أبى الزبير عن جابر به بهذا التمام.
وزاد مالك في روايته عن أبى الزبير: (كاشفًا عن فرجه) وزاد مسلم وجماعة: (ولا تضع إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت) وفى راية لمسلم أيضًا وجماعة: (إذا انقطع شسع أحدكم فلا يمش
…
إلخ).
قلتُ: وسنده صالح، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند مسلم وجماعة، والحديث عند أبى داود والترمذى والنسائى وجماعة كثيرة ببعض فقراته فقط دون سياق المؤلف جميعًا.
وقد مضى الحديث عند المؤلف [برقم 1772]، مع زيادة في أوله.
2255 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2193].
2256 -
ضعيف: مضى تخريجه [برقم 2000].
2257 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2230]، فانظره ثَمَّ.
فسلمت عليه، فلم يرد عليّ، فوقع في نفسى ما الله أعلم به، قال: قلت: لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجد عليَّ أنى أبطأت، فسلمت عليه، فلم يرد عليّ، فوقع في نفسى أشد من الأولى، ثم سلمت عليه فرد عليّ، وقال:"إِنَّهُ لَمْ يَمْنَعْنِى أَنْ أَرُدَّ عَلَيْكَ إِلا أَنِّى كُنْتُ أُصَلِّى"، وكان على راحلته متوجهًا لغير القبلة.
2258 -
حدَّثَنَا كامل بن طلحة، حَدَّثَنَا الليث بن سعد، حَدَّثَنَا أبو الزبير، أن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأطْفِئُوا السِّرَاجَ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَحُلُّ سِقَاءً، وَلا يُفْتَحُ بَابًا، وَلا يَكْشِفُ إِنَاءً، وَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحدُكُمْ إِلا أَنْ يَعْرِضَ عَلَى إِنَائِهِ عُودًا وَيَذْكرَ اللهَ فَلْيَفْعَلْ، فَإِنَّ الْفُوَيْسِقَةَ تُضْرِمُ عَلَى أَهْلِ الْبَيْتِ بَيْتَهُمْ".
2258 - صحيح: أخرجه مسلم [2012]، وابن ماجه [3410]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6061]، وأبو عوانة [6599]، وغيرهم، من طرق عن الليث عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد حسن جدًّا، والليث لا يروى عن أبى الزبير إلا ما سمعه من جابر جزمًا، وقد توبع الليث على نحو هذا السياق:
1 -
تابعه زهير بن معاوية عند أبى عوانة [رقم 6598]، ومسلم [2012]، وأحمد [3/ 386]، وابن الجعد [2600]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 8]، وابن عساكر في "المعجم"[1198]، وجماعة.
2 -
ومالك عنده في "الموطأ"[رقم 1659]، ومن طريقه مسلم [2012]، وأبو داود [3732]، والترمذى [1812]، وابن حبان [1271]، والبخارى في "الأدب"[رقم 1221]، وأبو عوانة [رقم 6602]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 223]، وجماعة كثيرة.
3 -
وزكريا بن إسحاق عند أبى عوانة [رقم 6600].
4 -
وفطر بن خليفة عند أحمد [3/ 301].
5 -
وعبد الملك بن أبى سليمان عند أبى عوانة [رقم 6603].
ورواه جماعة آخرون عن أبى الزبير باختلاف يسير في سياقه، وله طرق أخرى عن جابر به نحوه مع اختلاف أيضًا يسير، راجع الماضى [برقم 1771، 2130، 2221].
2259 -
حَدَّثنا كامل، حَدَّثَنَا ليث بن سعد، قال: وقال أبو الزبير: إن جابرًا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تَأْكُلُوا بِالشِّمَالِ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِالشِّمَالِ".
2260 -
حَدَّثَنَا كامل، حَدَّثَنَا ليث بن سعدٍ، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جابرٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن اشتمال الصماء، والاحتباء في ثوبٍ واحدٍ، وأن يرفع الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلقٍ على ظهره.
2261 -
حَدَّثَنَا كاملٌ، حَدَّثَنَا ليثٌ، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جابرٍ، أن رسول
2259 - صحيح: آخرجه مسلم [2019]، وابن ماجه [3268]، وأحمد [3/ 334]، والنسائى في "الكبرى" 67491]، وابن عساكر في "تاريخه"[64/ 348]، والسلفى في "معجم السفر"[رقم 1489]، وأبو عوانة [6674]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[899]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[581]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[1/ 173]، وغيرهم، من طرق عن الليث بن سعد عن أبى الزبير عن جابر بهذا السياق.
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم، والليث لا يحمل عن أبى الزبير إلا ما سمعه من جابر جزمًا، كما مضى شرح ذلك في ذيل الحديث [رقم 1769].
ولهذا السياق شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث عمر بن الخطاب [207]، وسيأتى حديث أنس [4272، 4274]، وحديث ابن عمر [5568، 5704، 5705].
2260 -
صحيح: أخرجه مسلم [2099]، والترمذى [2767]، وأحمد [3/ 349]، وابن حبان [5533]، والحاكم [4/ 299]، والنسائى في "الكبرى"[9751]، وأبو عوانة [رقم 7037]، والبيهقى في "سننه"[3024]، وأبو بكر بن مقسم العطار في "جزء من حديثه"[رقم 5/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وغيرهم، من طرق عن الليث عن أبى الزبير عن جابر به مثله
…
قلتُ: وسنده مستقيم كالذى قبله، وقد توبع الليث على جملة النهى عن الاستلقاء كما مضى [برقم 2031، 2181].
2261 -
صحيح: أخرجه مسلم [167]، والترمذى في "سننه"[3649]، وفى "الشمائل"[رقم 13]، وأحمد [3/ 334]، وابن حبان [6232]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1545]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 729]، وأبو عوانة [رقم 262، 263]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 406]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 328]، وابن عساكر في =
الله صلى الله عليه وسلم، قال:"عُرِضَ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ جَمِيعًا، فَإِذَا مُوسَى ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ كَأَنَّهُ مِنْ رجَالِ شَنُوءَةَ، وَرَأَيْتُ عِيسَى فَإِذَا أَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ، وَرَأَيْتُ إِبْراهِيمَ فَإِذَا أقْرَبُ منْ رَأَيْتُ بِهِ شَبَهًا صَاحِبُكُمْ - يَعْنِى نَفْسَهُ - وَرَأَيْتُ جِبْرِيلَ فَأَقْرَبُ مَنْ رَأَيْتُ بهِ شَبَهًا دحْيَةُ".
2262 -
حَذَثَنَا كامِلٌ، حَدَّثَنَا ليثٌ، قال: حدثنى أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "منْ رَآنِى فِي النَّوْمِ فَقَدْ رآنِى، فَإِنَّهُ لا يَنْبَغِى لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَتَمَثَّلَ صُورتى"، وقال:"إِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ فَلا يُخْبِرِ النَّاسَ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِهِ فِي المنَامِ".
= "تاريخه"[61/ 27]، وفى "المعجم"[رقم 124]، وغيرهم من طرق عن الليث بن سعد عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلت: وهذا إسناد حسن صالح، ولا تسأل عن سماع أبى الزبير إذا رأيت الليث قد روى عنه، والليث أوثق الناس في أبى الزبير كما قاله الحافظ في "التلخيص"[1/ 266]، راجع ما علقناه على "ذيل الحديث"[رقم 1769].
وقد توبع عليه أبو الزبير المكى: تابعه ابن المنكدر على نحوه عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[ص 211]، من طريق أبى الشيخ ابن حيان عن الحافظ سمويه عن أبيه عن الحسين بن حفص عن إبراهيم بن أبى يحيى عن ابن المنكدر عن جابر به
…
قلتُ: وهذه متابعة لا يُفرح بها البتة، وابن أبى يحيى هالك ساقط كذبه جماعة، فماذا ينفعه ثناء الشافعي عليه؟! وعنه يقول أحمد:"قدرى معتزلى جهمى، كل بلاء فيه".
وللحديث شاهد عن أبى هريرة مرفوعًا به نحوه مع اختلاف يسير دون ذكر (عروة بن مسعود، وجبريل، ودحية) عند البخارى [3214]، ومسلم [168]، والترمذى [3130]، وجماعة كثيرة. ووقع ذكر (عروة بن مسعود) في طريق آخر عن أبى هريرة عند أحمد [2/ 528]، وجماعة. وله شواهد أخر عن ابن عمر وأم هانئ وغيرهما نحو سياق المؤلف دون ذكر (دحية).
2262 -
صحيح: أخرجه مسلم [2268]، وأحمد [3/ 350]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1046]، وغيرهم، بهذا التمام. وهو عند ابن ماجه [3902]، وابن أبى شيبة [30469]، والنسائى في "الكبرى"[7629]، وغيرهم، شطره الأول فقط. ورواه النسائي في "الكبرى" أيضًا [7656]، وابن ماجه [3913]، وأبو الجهم في "جزئه"[رقم 4] وغيرهم، بشطره =
2263 -
حَدَّثَنَا كاملٌ، حَدَّثَنَا ليث بن سعد، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جابرٍ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال:"إِذَا رَأَى أَحَدُكُمُ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا، ولْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ ثَلاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ شِقِّهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ".
2264 -
حَدَّثَنَا كاملٌ، حَدَّثَنَا ليثٌ، قال: حدثنى أبو الزبير، عن جابر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه شهرًا، فخرج ليلة تسعٍ وعشرين فقلنا: إنما مضى تسعٌ وعشرون، فاقال:"إِنَّمَا الشَّهْرُ هَكَذَا"، وصفق ثلاث مراتٍ، وخنس إصبعًا واحدًا في الآخرة.
= الثاني فقط، كلهم رووه من طرق عن الليث بن سعد - وهذا في "فوائده"[رقم 30، 32]- عن أبى الزبير عن جابر به.
قلتُ: وسنده مثل الذي قبله في الصلاح والاستقامة، وقد توبع عليه الليث على نحو شطره الأول: تابعه زكريا بن إسحاق عند مسلم [2268]، وغيره.
وللحديث شواهد ثابتة. راجع ما مضى من حديث أبى جحيفة [برقم 181]، وسيأتى حديث أنس [برقم 3285]، وحديث ابن مسعود [برقم 5250]، وأبى هريرة [برقم 6488].
2263 -
صحيح: أخرجه مسلم [2262]، وأبو داود [5022]، وابن ماجه [3908]، وأحمد [3/ 350]، وابن حبان [6060]، والحاكم [4/ 434]، وابن أبى شيبة [29545، 30494]، والنسائى في "الكبرى"[7653]، و [10747]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1047]، الخطيب في "تاريخه"[9/ 250]، والبيهقى في "الشعب"[4/ 4761]، وفى "الدعوات"[475]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 156].
وابن عساكر في "المعجم"[644]، وغيرهم من طرق عن الليث بن سعد - وهذا في "فوائده"[رقم 29]- عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلت: وسنده سليم معافى، وعنعنة أبى الزبير مجبورة برواية الليث عنه، راجع ما علقناه على الحديث [رقم 1769]، وللحديث شواهد بنحوه عن أبى هريرة وأبى قتادة كلاهما عند ابن ماجه [3909، 3910]، وجماعة.
2264 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 2249].
2265 -
حدَّثَنَا كامل، حَدَّثَنَا ليث بن سعدٍ، قال: حدثنى أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله، أنه أخبره، أن حاطب بن أبى بلتعة كتب إلى أهل مكة يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد غزوهم، فدل رسول الله صلى الله عليه وسلم على المرأة التى كان معها الكتاب، فأرسل إليها، فأخذ كتابها من رأسها، فقال:"يَا حَاطِبُ، أَفَعَلْتَ؟ " قال: نعم أما إنى لم أفعله غشّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نفاقًا، قد علمتُ أن الله مظهرٌ رسوله ومتممٌ له أمره، غير أنى كنت بين ظهرانيهم، وكانت والدتى معهم، فأردت أن أتخذها عندهم، فقال له عمر: ألا أضرب عنق هذا؟ فقال: "تقْتَل رَجُلًا مِنْ أَهْلِ بَدْرٍ؟! وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللَّهَ قَدِ اطَّلَعَ عَلَى أَهْلِ بدْرٍ، فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ؟ ".
2265 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 350]، وابن حبان [4797]، وابن عساكر في "تاريخه"[26/ 191]، والطحاوى في "المشكل"[11/ 57] وغيرهم من طرق عن الليث عن أبى الزبير عن جابر به نحوه
…
قلتُ: وسنده مستقيم، قال الهيثمى:"رواه أحمد وأبو يعلى .. ورجال أحمد رجال الصحيح".
قلتُ: وكذا رجال المؤلف أيضًا سوى شيخه كامل بن طلحة فهو من رجال أبى داود في "المسائل" وهو شيخ ثقة.
وقال ابن كثير في "الداية"[4/ 285]: "تفرد بهذا الحديث من هذا الوجه: الإمام أحمد، وإسناده على شرط مسلم".
وهو كما قال، وقال البوصيرى في "الإتحاف" [رقم 6824]:"رواه أبو يعلى وأحمد بسندٍ صحيح".
قلتُ: هو عندنا حسن فقط، وذلك للكلام الذي في أبى الزبير المكى، فقد غمزه أيوب السختيانى وابن عيينة ويعقوب بن شيبة وأبو زرعة، وضعفه أبو حاتم الرازى، ومشاه الباقون؛ فمثله لا يصحح حديثه إلا إذا توبع إن شاء الله.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه، مضى منها حديث على [برقم 394، 396، 397، 398]، وسيأتى حديث ابن عمر [برقم 5522].
2266 -
حَدَّثَنا كاملٌ، حَدَّثَنَا ليثٌ، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جابرٍ، أن رسول الله، قال:"إِنَّ خَيْرَ مَا رُكبَتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ مَسْجِدِى هَذَا وَالْبَيْتُ الْعَتِيقُ".
2266 - حسن: أخرجه أحمد [3/ 350]، وابن حبان [1616]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 740]، و [4/ رقم 4430]، والنسائى في "الكبرى"[11347]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1049]، والقاضى عبد الجبار بن أحمد في "حديثه" كما في "تاريخ قزوين"[1/ 397]، وأبو القاسم في جزء أبى الجهم [10]، وعنه الفاكهى في "حديثه"[1/ 15/ 1]، وعنه ابن بشران في "الأمالى"[55/ 2]، كما في "الصحيحة"[4/ 204]، والحافظ في "الرحمة الغيثية"[2/ 254/ الرسائل المنيرية]، وغيرهم، من طرق عن الليث بن سعد - وهذا في "فوائده"[رقم 35]- عن أبى الزبير عن جابر به.
قلتُ: وسنده حسن كما قاله الحافظ المنذرى في "الترغيب"[2/ 149]، وحسنه أيضًا الهيثمى في "المجمع"[3/ 668]، وقال البوصيرى في "الإتحاف" [رقم 959]:"هذا إسناد صحيح".
وكذا صححه الحافظ في "الرحمة الغيثية".
* والصواب: كون الإسناد حسنًا لما عرفته في الماضى، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند الفاكهى في "حديثه" وعنه الدقاق وابن بشران، ولو لم يصرح لما ضرَّ الإسناد عنعنته قط، لما علمته من كون الليث لا يروى عنه إلا ما ثبت سماعه فيه من جابر كما مضى شرح ذلك في الحديث [رقم 1769].
وقد جازف الطبراني فقال بعد روايته: "لم يرو هذا الحديث عن الليث إلا العلاء بن موسى".
قلتُ: ولو لم تكن مجازفات أبى القاسم اللخمى بتلك الكثرة، لَما جرَّد الحافظ العلاء مُغَلْطاى جزءًا حافلًا في نقضه تلك المجازفات كلها، وجاعلًا برهان تعقبه من "معجم الطبراني" نفسه، ولم ينفرد به العلاء بن موسى أصلًا، بل تابعه ثمانية كلهم رووه عن الليث به مثله، وهم:
1 و 2 - حجين بن المثنى، ويونس المؤدب عند أحمد.
3 -
وعيسى بن حماد عند ابن حبان.
4 -
وكامل بن طلحة عند المؤلف.
5 -
وقتيبة بن سعيد عند النسائي.
6 -
وأحمد بن يونس عند عبد بن حميد =
2267 -
حَدَّثَنَا كاملٌ، حَدَّثَنَا ليثٌ، قال: حدثنى أبو الزبير، عن جابر بن عبد الله: أن أم سلمة استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجامة، فأمر أبا طيبة فحجمها. قال أبو يعلى: حسبت أنه قال: كان أخاها من الرضاعة.
= 7 - وعبد اللَّه بن يزيد المقرئ عند الفاكهى وعنه الدقاق وابن بشران.
8 -
وعبد الله بن صالح عند القاضى عبد الجبار الهمدانى.
• وقد توبع عليه الليث:
1 -
تابعه ابن لهيعة بلفظ: (خير ما ركبت إليه الرواحل: مسجد إبراهيم عليه السلام ومسجدى) أخرجه أحمد [3/ 336].
2 -
وموسى بن عقبة نحو سياق ابن لهيعة: عند البزار في مسنده [رقم 1075]، والطحاوى في "المشكل"[2/ 70]، لكن الإسناد إليه مغموز.
وللحديث شاهد من رواية عائشة نحوه مع زيادة أخرى عند الفاكهى في "أخبار مكة"[1139]، والبزار كما في "مجمع الزوائد"[3/ 670]، والمزى في "التهذيب"[8/ 450]، وأبى جعفر بن البخترى في "جزء فيه ثلاثة مجالس من حديثه"[رقم 17/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وغيرهم. وسنده واهٍ.
2267 -
حسن: أخرجه مسلم [2206]، وأبو داود [4105]، وابن ماجه [3480]، وأحمد [3/ 350]، وابن حبان [5602]، والبيهقى في "سننه"[13330]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 168]، والحاكم [4/ 233]، وغيرهم، من طرق عن الليث عن أبى الزبير عن جابر به.
قلت: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وقال الذهبى في "تلخيصه": "على شرط مسلم".
قلتُ: وهو كما قالا، لكن وقع عند الحاكم: أن عائشة هي التى استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا وهْم محض، والصواب أنها أم سلمة كما وقع عندهم جميعًا، وكذا سقط من سند الحاكم ذكر (الليث بن سعد).
وقد توبع الليث على نحوه: تابعه زياد بن سعد الخراسانى عند الطبراني في "الأوسط"[9/ 85]، [9200]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 230]، لكن بإسناد ضعيف إليه، فالعمدة على رواية الليث الماضية وعنها يقول ابن حزم في "المحلى"[10/ 33]، بعد أن ذكرها من طريق مسلم: "هذا خبر في غاية الصحة؛ لأنه من رواية الليث عن أبى الزبير عن جابر، =
2268 -
حَدَّثَنا كاملٌ، حَدَّثَنَا ليثٌ، قال: حدثنى أبو الزبير مولى حكيم بن حزامٍ، عن جابرٍ: أنهم كانوا إذا كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاضرين يبعث بالهدْى، فمن شاء منا أحرم، ومن شاء منا ترك.
2269 -
حَدَّثنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ مَاتَ عَلَى شَىْءٍ بَعَثَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ".
2270 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أهْل الجَنَّةِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ فِيهَا، وَلا يَتَغَوَّطُونَ، وَلا يَبُولُونَ، وَلا يَمْتَخِطُونَ، وَلَكِنْ رَشْحُ المِسْكِ".
2271 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبو معاوية، وأبى، قالا: حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى
= وقد روينا بأصح طريق أن كل ما رواه الليث عن أبى الزبير عن جابر؛ فإن أبا الزبير أخبره أنه سمعه عن جابر".
قلتُ: وقد زاد الجميع - دون الخطيب - في آخره: (حسبتُ أنه قال: كان أخاها من الرضاعة أو غلامًا لم يحتلم)، وقد وقعت تلك العبارة دون (أو غلامًا لم يحتلم) عند المؤلف من قوله هو، وهذا وهْم عندى، ولعل الصواب: (قال أبو يعلى: قال - يعنى الراوى - حسبتُ
…
إلى آخره) فأظن أن (قال) الثانية قد سقطت من الناسخ، فاللَّه ربى أعلم، ولم يظهر لى من قائل ذلك بعد، فاللَّه المستعان.
2268 -
صالح: أخرجه النسائي [2792]، وأحمد [3/ 350]، وابن حبان [3999]، وغيرهم من طرق عن الليث عن أبى الزبير عن جابر به ....
قلتُ: وهذا إسناد مستقيم مثل الذي قبله.
سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَيُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتهُ، أَوْ لَعَنْتُهُ، فَاجْعَلْهَا لَهُ زَكاةً وَأَجرًا".
2272 -
حدَّثنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "النَّاسُ تَبَعٌ لِقُرَيْشٍ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ".
2273 -
حدَّثنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ،
= وزاد مسلم وأبو نعيم والدارمى وأحمد في الموضع الثاني كلهم قالوا في أوله: (اللَّهم إنما أنا بشر
…
إلخ)، وفى رواية الدارمى وأبى نعيم وأحمد في الموضع الثاني:(فاجعلها زكاة ورحمة) بدل (زكاة وآجرًا).
قلت: وإسناده صالح لا بأس به، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع الصدوق المعروف، وقد توبع عليه:
1 -
تابعه أبو الزبير عن جابر قال: (سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إنما أنا بشر، وإنى اشترطتُ على ربى عز وجل أيُّ عبد من المسلمين سببتُه أو شتمتُه أن يكون ذلك له زكاة وأجرًا) أخرجه مسلم [9602]- واللفظ له - وأحمد [3/ 333، 384]، والبيهقى في "سننه"[13160]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 114]، والخطابى في "غريب الحديث"[1/ 647]، وغيرهم من طرق عن ابن جريج - وهذا في "جزئه"[رقم 27]- عن أبى الزبير به .....
قلت: وهذا إسناد قائم على أربع، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عند الجميع.
2 -
وتابعه وهب بن منبه على نحو رواية أبى الزبير عند ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 532]، بإسناد قوى إليه؛ لكن وهبًا قد جزم ابن معين بكونه لم يلق جابرًا، راجع "جامع التحصيل"[ص 296/ 862]، للصلاح العلائى.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، مضى منها حديث أبى سعيد الخدرى [برقم 1262]، ويأتى حديث عائشة [برقم 4606]، وحديث أبى هريرة [برقم 6313].
2272 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1894].
2273 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 372]، والدارمى [2712]، والطيالسى [1777]- وعنده في آخره زيادة - والطبرانى في "الصغير"[2/ رقم 713]- وعنده زيادة مثل الطيالسى - =
قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أي المسلمين أفضل؟ قال: "مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيدِهِ".
= وابن أبى شيبة [26496]، والحارث [2/ رقم 626/ زوائده]- وعنده زيادة مثل الطيالسى - وابن أبى عاصم في "الزهد"[رقم 11]، وابن عساكر في "الأربعين في الجهاد"[رقم 38]- وعنده زيادة مثل الطيالسى - والخطيب في "تاريخه"[2/ 217]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
وهو عند بعضهم نحوه، ولفظ أحمد والدارمى وغيرهما في أوله:(أي الإسلام أفضل؟).
قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع القرشى، ثبت سماعه عن جابر مطلقًا كما مضى الكلام عليه بذيل الحديث [رقم 1892].
وعنعنة الأعمش مجبورة بكثرة روايته عن أبى سفيان، والمدلس إذا أكثر من الرواية عن شيخ ثم عنعن عنه حُملت عنعنته على السماع كما هو المذهب المختار.
ولم ينفرد به أبو سفيان: بل تابعه أبو الزبير بلفظ: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) أخرجه مسلم [41]، والبيهقى في "سننه"[20545]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 314]، والخليل بن عبد الجبار في (الاستنصار في الأخيار) كما في "تاريخ قزوين"[1/ 174، 299]، وغيرهم، من طرق عن أبى عاصم النبيل عن ابن جريج عن أبى الزبير به
…
وسنده مستقيم، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عند مسلم وغيره، وقد رواه محمد بن معمر البحرانى عن أبي عاصم بإسناده به وزاد في أوله: (أسلم المسلمين إسلامًا
…
) هكذا أخرجه ابن حبان [197]، وابن معمر صدوق ثقة مشهور، لكن زيادته تلك قد أعلها الإمام في "الضعيفة"[6/ 388]، بكونه قد تفرد بها عن أبى عاصم النبيل، وقد رواه جماعة عن أبى عاصم فلم يذكروا فيه تلك الزيادة.
والظاهر ما قاله الإمام. ثم جاء محمد بن سنان القزاز، ورواه عن أبى عاصم بإسناده به
…
وزاد هو الآخر في أوله: (أكمل المؤمنين
…
)، هكذا أخرجه الحاكم [1/ 54]، بإسناد صحيح عنه، وتلك زيادة منكرة ولا بد، والقزاز هذا كذبه أبو داود وابن خراش، ومشاه مَنْ لم يخبر حاله، وهو من رجال "اللسان" وأصله، وترجمه صاحب "التهذيب"(تمييزًا).
وقد جازف الحاكم، وصحَّح تلك الزيادة على شرط مسلم، وهو وهم فاحش منه، وابن سنان لم يخرج له مسلم ولا أحد من الستة قط، وقد خالفه إسحاق بن سيار وعبد بن حميد =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والحسن الحلوانى وإبراهيم بن عبد الله السعدى وأبو مسلم الكجى وغيرهم، كلهم رووه عن أبى عاصم بإسناده به دون زيادة في أوله كما مضى.
وهذا هو المحفوظ عن أبى عاصم، وقد توبع عليه أبو عاصم: تابعه: مكى بن إبراهيم - الثقة الثبت - بلفظ: (عن جابر أن رجلًا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيُّ الإسلام أفضل؟! قال: من سلم المسلمون من لسانه ويده) أخرجه الخطيب في "تاريخه"[10/ 23]، لكن الإسناد إليه مغموز، غير أن هذا اللفظ محفوظ في رواية أبى سفيان كما مضى.
وقد توبع عليه ابن جريج: تابعه ابن أبى ليلى نحو اللفظ الماضى عند أحمد [3/ 391]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 29]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1060]، من طريقين عنه بإسناده به مع زيادة أخرى.
وابن أبى ليلى فقيه ضعيف الحفظ، وتابعه أيضًا حجاج بن أرطأة مثل اللفظ الماضى: عند ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 646]، بإسناد صحيح إليه به .. مع زيادة في متنه أيضًا، والحجاج حاله معروف، وقد رواه هشام بن حسان عن الحسن البصرى عن جابر به
…
مثل اللفظ الماضى مع زيادة في متنه عند ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 647]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 2957]، بإسناد صحيح إلى هشام به
…
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، هشام قد تكلموا في روايته عن الحسن، والحسن لم يسمع من جابر كما جزم به ابن المدينى وابن معين وأبو حاتم وغيرهم، لكن الإسناد صحيح في المتابعات، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة.
• تنبيه مهم: كنا قد تكلمنا بـ"ذيل الحديث"[رقم 1892]، عن صحة سماع أبى سفيان من جابر بن عبد الله، وقلنا أيضًا: بأن عنعنة الأعمش عن أبى سفيان محمولة على السماع؛ لكون الأعمش مكثرًا همن الرواية عنه كما هو المذهب المختار.
ثم وقفتُ على شاردة غريبة، فوجدتُ ابن رجب قد نقل في شرحه على "علل الترمذى"[ص/ 388 طبعة السامرائى]، من كتاب "المدلسين" للكرابيسى عن ابن المدينى والشاذكونى أنهما قد قالا:"روى الأعمش عن أبى سفيان أكثر من مائة، لم يسمع منها إلا أربعة، قال عليّ - يعنى ابن المدينى - سمعتُ يحيى - يعنى القطان - يقول ذلك"، ثم نقل ابن رجب عن البزار أنه قال في "مسنده":"الأعمش لم يسمع من أبى سفيان، وقد روى عنه نحو مائة حديث" ثم تعقبه ابن =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= رجب قائلًا: "كذا قال، وهو بعيد - يعنى نفيه السماع مطلقًا - وحديث الأعمش عن أبى سفيان مُخرَّجٌ في الصحيح".
قلت: وكذا تعقَّب البوصيرى البزار في كتابه "مصباح الزجاجة" فقال: "وقول البزار: إن الأعمش لم يسمع من أبى سفيان، غريب؛ فإن روايته في الكتب الستة؛ وهو معروف بالراوية عنه".
أما قول الشاذكونى وابن المدينى: فكأنما أخذاه من قول يحيى القطان كما صرح ابن المدينى بكونه سمع يحيى يقول ذلك، ويحيى القطان له إطلاقات لا يوافقه كثير من النقاد عليها؛ وقد خالفه مسلم بن الحجاج واحتج برواية الأعمش عن أبى سفيان مطلقًا، بل وقبله البخارى إمام الصنعة الذي يقول عنه الترمذى:"لم أر أحدًا بالعراق ولا بخراسان في معنى العلل والتاريخ ومعرفة الأسانيد كبير أحد أعلم من محمد بن إسماعيل".
وكيف يكون الأعمش راوية أبى سفيان - كما يقول المزى - وهو لم يسمع منه سوى أربعة أحاديث فقط؟! وحديث الأعمش عن أبى سفيان عند مسلم - وحده - ينوف على العشرين، عفوًا بل على الثلاثين، ثم يضر بقول القطان أنا قد رأينا الأعمش قد صرح بسماعه من أبى سفيان في جملة من الأخبار، وقد وقفتُ من ذلك على عشرة أحاديث كلها يقول فيها الأعمش:(حدثنا أبو سفيان) أو: (سمعتُ أبا سفيان) أو (حدثنى أبو سفيان) منها ثمانية أحاديث عند المؤلف، فلنذكرها هنا للفائدة.
1 -
الحديث الماضى [برقم 1251].
2 -
وتخريجنا للحديث [رقم 2250]، وتصريح الأعمش فيه بالسماع وقع عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 833].
3 -
الحديث الآتى [برقم 2287]، وتصريح الأعمش فيه بالسماع وقع عند مسلم [2207]، وغيره.
4 -
والحديث الماضى [برقم 1906]، وتصريح الأعمش وقع عند أحمد [3/ 364]، وغيره.
5 -
الحديث الآتى [برقم 2298]، وتصريح الأعمش بالسماع وقع عند ابن خزيمة [1133]، وغيره.
6 -
الحديث الماضى [برقم 1774]، وتصريح الأعمش بالسماع فيه وقع عند البخارى [5283]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 7 - الحديث الماضى [برقم 1946]، وتصريح الأعمش بالسماع فيه وقع عند الطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 365].
8 -
والحديث الآتى [برقم 2275]، ووقع تصريح الأعمش بالسماع فيه عند الطحاوى في "المشكل"[11/ 221]، وغيره.
وهذا ما حضرنى الآن، ووقع لى ثلاث أحاديث أخر عند غير المؤلف صرح فيها الأعمش بالسماع من أبى سفيان.
منها خبر أخرجه البزار في "مسنده" وذكره الحافظ ابن كثير في "تفسيره"[6/ 55/ طبعة دار طيبة]، ثم قال:"صرح الأعمش بالسماع من أبى سفيان طلحة بن نافع؛ فدل على بطلان قول من قال: لم يسمع منه إنما هو صحيفة، حكاه البزار".
قلتُ: ونزيد على تلك الأحاديث: كل رواية رواها شعبة عن الأعمش عن أبى سفيان، ولو صرح فيها الأعمش بالعنعنة، لكون شعبة لا يروى عن شيوخه المدلسين إلا ما ثبت سماعهم له من شيوخهم كما مضى شرح ذلك بذيل الحديث [رقم 1732]، فانظره.
ولو تتبعتُ تلك القضية: لوافيتُ منها الكثير، وبعض النقاد لقلة ما يقع له من أحاديث راوٍ عن شيخه؛ يجزم بكون هذا الراوى ما روى عن شيخه إلا بمقدار ما وقع لذلك الناقد وحسب، مع أن الواقع يكون بخلاف ذلك مطلقًا.
فهذا الإمام الأعمش أيضًا: قد جزم جماعة من النقاد بكونه لم يسمع من مجاهد إلا أحاديث معدودة، وقدرها بعضهم (بسبعة أو ثمانية)، وبعضهم (بستة أو سبعة) وبعضهم (بأربعة أحاديث فقط) فنقل ابن رجب في "شرحه على العلل" [ص 386/ طبعة السامرائى] عن الترمذى أنه قال في "علله": "قلتُ للبخارى: يقولون: لم يسمع الأعمش من مجاهد إلا أربعة أحاديث، قال - يعنى البخارى -: ريح، ليس بشئ، لقد عددتُ له أحاديث كثيرة نحوًا من ثلاثين أو أقل أو أكثر يقول فيها: ثنا مجاهد).
قلت: وبعض النقاد ينفى سماع راوٍ من راوٍ، متابعة منه لغيره، وليس عن خبرة بذلك، نعم، ولا نرانا نغتر بسلاسة بعض الأسانيد في إثبات سماع مَنْ نفى النقاد سماعه، وإن كان رجال ذلك الإسناد من رجال "الصحيح"، لاحتمال أن يكون قلْبُ العنعنة سماعًا إنما هو وهْم من بعضهم، كما ترى مثال ذلك في ترجمة (إسماعيل بن عبد الكريم بن معقل) من =
2274 -
حدَّثَنا ابن نمير، حَدَّثَنَا وكيعٌ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنى رأيت في المنام كأن رأسى قطع، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكمْ فِي مَنَامِهِ، فَلا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ".
2275 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، عن الأعمش، قال: قال جابرٌ: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ثمن الكلب والسنور. قال الأعمش: أظن أبا سفيان ذكره.
= "تهذيب التهذيب"[1/ 316] وأمثلة ذلك كثيرة تراها مستوفاة في "الإرشادات"[ص 395 - 418]، للباحث المحقق طارق عوض الله أبى معاذ المصرى.
* والحاصل: أنه ليس هناك قانون مطرد في إثبات السماعات ونفيها في كل الأسانيد، وإنما ذلك بحسب القرائن مع تتبع كلام النقاد في ذلك، فرب راوٍ قد أطبق النقاد على ثبوت سماعه من شيخه مطلقًا، ثم تجد أحدهم قد نصَّ على كونه لم يسمع من شيخه ذلك الحديث بخصوصه، وإنما يرويه عنه بنزول، ولا يكون ذلك ظاهرًا في طريق يكون سنده على شرط الشيخين، فافهم فإن ذلك مقام ضيق جدًّا، والكلام في تقرير ذلك يكاد يتفلت منا فلا نجد له موضعًا.
فالذى يتحصَّل مما ذكرناه: هو حَمْلُ رواية الأعمش عن أبى سفيان على الاتصال مطلقًا ما لم يظير غير ذلك في حديث بخصوصه. واللَّه المستعان.
2274 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1840].
2275 -
صحيح: أخرجه أبو داود [3479]، والترمذى [1279]، والحاكم [2/ 39]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 8201]، وابن أبى شيبة [20909، 36232]، والبيهقى في "سننه"[10821]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 52]، وابن الجارود [580]، وابن الجوزى في "المتناهية"[2/ 596]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 220]، وابن عساكر في "تاريخه"[15/ 266]، وأبو عوانة [رقم 4294]، والدارقطنى في "سننه"[3/ 72]، وجماعة، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: قال البيهثى في "سننه"[6/ 11]: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم دون البخارى".
قلتُ: وهو كما قال، وقال العقيلى بعد روايته:"هذا إسناد صالح" وهو كما قال أيضًا، لكن أعله بعضهم، فقال الترمذى عقب روايته:"هذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح في ثمن السنور، وقد روى هذا الحديث عن الأعمش عن بعض أصحابه عن جابر، واضطربوا على الأعمش في رواية هذا الحديث". =
2276 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا حفصٌ، في الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال: جاء سليكٌ الغطفانى والنبى صلى الله عليه وسلم يخطب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ يَتَجَوَّزُ فِيهِمَا".
= قلتُ: ونحو هذا ذكر البيهقى أيضًا، فقال في "سننه" [6/ 11]: "ولعل مسلمًا إنما لم يخرجه يعنى من هذا الطريق لأن وكيع بن الجراح رواه عن الأعمش قال: قال جابر بن عبد الله
…
فذكره، ثم قال: قال الأعمش: أرى أبا سفيان ذكره، فالأعمش كان يشك في وصل الحديث، فصارت رواية أبى سفيان بذلك ضعيفة".
ونقل الحافظ في "التلخيص"[3/ 18]، عن ابن وضاح أنه أعل هذا الطريق وقال:"يُغْلط فيهو الصواب موقوف" كذا (يغلط فيه)، ولم يضبطها الحافظ، هل هي مبنية للمجهول أم للمعلوم؟! والأقرب أنها مبنية للمجهول.
ثم جاء دور ابن عبد البر، فقال في "التمهيد" [8/ 403]:"وحديث أبى سفيان عن جابر لا يصح؛ لأنه صحيفة، ورواية الأعمش في ذلك عندهم ضعيفة".
قلتُ: ويمكن إجمال علل هؤلاء في خمسة أشياء:
الأولى: أنه حديث مضطرب الإسناد.
والثانية: أن الأعمش كان يشك فيه.
والثالثة: أن الصواب فيه الوقف.
والرابعة: أن أبا سفيان لم يسمع من جابر.
والخامسة: أن الأعمش روايته لهذا الحديث ضعيفة عندهم.
قلتُ: وكل ذلك مردود عند النظر المستقيم، وقد تعقبنا كل تلك العلل في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار"، وثبت لدينا أن الحديث صحيح ثابت بما له من المتابعات والشواهد، وأنه حسن صالح على شرط مسلم على الانفراد، وبسط ذلك تراه في الكتاب الماضى. أعاننا الله على إتمامه بخير.
وراجع "الصحيحة"[6/ 1155]، والحديث الماضى [1919]، والحديث الآتى [برقم 6210]، واللَّه المستعان.
2276 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1946، 2186].
2277 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمُرُ - أوْ أنْهَىَ - أُمَّتِى أَنْ لا يُسَمُّوا أَفْلَحَ، وَلا نَافِعًا، وَلا بَرَكَةَ" قال الأعمش: لا أدرى أذكر نافعًا أم لا؟ "لأنَّ الرَّجُل إذَا جَاءَ قَال: ثَمَّ بَرَكَةٌ؟ قَالُوا: لَا".
2278 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيدٍ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابرٍ، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما الموجبتان؟ فقال: "مَنْ مَات لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ يُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ".
2277 - صحيح: أخرجه أبو داود [4960]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 833]، وابن أبى شيبة [25907]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1019]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 206]، وغيرهم من طريقين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد حسن على شرط مسلم، هكذا رواه محمد بن عبيد وحفص بن غياث وغيرهما عن الأعمش على هذا الوجه، وخالفهم سعيد بن مسلمة، فرواه عن الأعمش بلفظ (إن عشتُ أمرتُ أمتى أن لا يسموا بركة، ولا نجيح، ولا راشد، يقال: أثمَّ راشد؟! فيقال: لا، أثمَّ بركة؟! فيقال: لا، أثمَّ نجيح؟! فيقال: لا! وأخيره وأصدقه: عبد الله أو همام؛ لأن كلهم للَّه عبيد، وكل بنى آدم همام بالأمور) هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 2413] ثم قال: "قال آبى: آخر الحديث قد زِيد فيه من قوله: وأخيره وأصدقه همام، ليس في الحديث".
قلتُ: هو بهذا السياق منكر جدًّا، وسعيد بن مسلمة هو ابن هشام بن عبد الملك الأموى الذي ضعفه النقاد بخط عريض، وقد توبع أبو سفيان على نحو لفظ المؤلف. فانظر الماضى [برقم 2250].
2278 -
صحيح: أخرجه مسلم 931]، وأحمد [3/ 391] والبيهقى في "سننه"[13075]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 76]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 566، 570، 571]، وأبو عوانة [رقم 24]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 48]، وفى "تفسيره"[1/ 232]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[رقم 1604]، والبيهقى أيضًا في "البعث والنشور"[رقم 33]، وفى "الاعتقاد"[144]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد سليم على شرط مسلم، وقد توبع عليه أبو سفيان: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - تابعه أبو الزبير على مثل سياق المؤلف مع زيادة في أوله عند أحمد [3/ 391]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1060] من طريقين عن ابن أبى ليلى عن أبى الزبير به.
قلت: وابن أبى ليلى هو محمد بن عبد الرحمن الضعيف المعروف، لكنه توبع عليه دون الزيادة، تابعه عبد العزيز بن الربيع عند الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7410]، وعبد العزيز صدوق معروف، لكن الإسناد إليه لا يثبت، لكنه توبع عليه أيضًا.
تابعه الحسن بن أبى جعفر عند الخطيب في "تاريخه"[14/ 290]، وابن أبى جعفر مع ضعفه، فالإسناد إليه ضعيف أيضًا، وقد تابعنهم الثورى عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 221]، ولكن الإسناد إليه واهٍ، ثم وقفتُ على رواية الثورى عند أبى عوانة [عقب رقم 24]، بإسناد حسن إليه.
وهكذا رواه قرة بن خالد وهشام الدستوائى عن أبى الزبير عن جابر به نحوه
…
دون السؤال عن الموجبتين، عند مسلم [93]، وأبى عوانة [25، 26]، وابن منده في "الإيمان"[1/ 74، 75]، وأحمد [3/ 325]، و [3/ 374]، والبيهقى في "الشعب"[1/ 365]، وابن عساكر في "تاريخه"[23/ 82] وغيرهم، وهكذا رواه عمر بن زيد اليمانى وعبد الرحمن بن إسحاق وأشعث بن سوار وغيرهم.
2 -
وتابعه وهب بن منبه نحوه دون السؤال عن الموجبتين: عند ابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 369]، بإسناد قوى إليه، لكنَّ وهبًا لم يلق جابرًا كما جزم به ابن معين.
3 -
وتابعهم سليمان اليشكرى نحو سياق المؤلف عند ابن خزيمة أيضًا في "التوحيد"[2/ رقم 572]، لكن بإسناد مغموز إليه.
4 -
وتابعهم بكر بن عبد الله المزنى نحو سياق المؤلف عند أحمد [3/ 344]، وأبى نعيم في "الحلية"[2/ 231]، والإسناد إليه فيه لين.
5 -
وقتادة نحو سياق المؤلف عند عبد الرزاق [19708]، بإسناد صحيح إليه، لكن قتادة لم يسمع من جابر باتفاقهم.
6 -
وماعز التميمى نحو سياق المؤلف عند الطبراني في "مسند الشاميين"[2/ رقم 1020]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 1937]، بإسناد قوى إليه؛ لكن ماعزًا مستور. =
2279 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد، ويعلى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ خَافَ مِنكُمْ أَنْ لا يُوتِرَ آخِرَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ أَوَّلَهُ، فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ وَهُوَ أَفْضَلُ".
2280 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا يعلى، ومحمدٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على عائشة وعندها صبيّ يقطر منخراه دمًا، فقالت: به العذرة فقال: "لا تقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ، ولكِنْ أَيَّةُ امْرَأَةٍ بِصَبِيِّهَا الْعُذْرَةُ، أَوْ وَجَعٌ فِي رَأْسِهِ، فَلْتَأخُذْ قُسْطًا هنْدِيًّا، ثُمَ لْتَحُتَّهُ بِالماءِ، ثُمَ لْتُسْعِطْهُ إِيَّاهُ" ثم أمر عائشة ففعلت ذلك فبرأ.
2281 -
حَدَّثَنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا ابن إدريس، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ في اللَّيْلِ سَاعَةً لا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إلا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ".
2282 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا يعلى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، فَإِذَا قَالُوهَا عصَمُوا مِنِّى دِمَاءَهُم وَأَمْوَالَهُمْ إِلا بِحَقِّهَا، وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ"
= 7، 8، 9 - وكذا تابعهم عمرو بن دينار وعطاء بن أبى رباح وعليّ بن الحسين، لكن الأسانيد إليهم منكرة.
2279 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 905، 2106].
2280 -
حسن: مضى تخريجه [برقم 1912، 2009].
2281 -
صحيح: مضى [برقم 1911].
2282 -
صحيح: أخرجه مسلم [21]، والنسائى [3977]، وابن ماجه [3928]، وابن أبى شيبة [33097]، والبيهقى في "الشعب"[1/ 4]، وفى "سننه"[4919، 15623، 18405]، وفى "الاعتقاد"[رقم 1]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 26، 28]، وابن أبى عاصم في "الديات"[42] وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وسنده مستقيم، وعنعنة الأعمش مجبورة بإكثاره عن أبى سفيان، راجع ما علقناه بذيل الحديث [رقم 1892]، وقد توبع عليه أبو سفيان: =
2283 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا يعلى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَكَلَّ أَحَدُكُمْ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لا يَدْرِى فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ".
2284 -
حدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا يعلى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ، فَلْيَأْخُذْهَا وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ".
2285 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ،
= 1 - تابعه أبو الزبير عند مسلم [21]، والترمذى [3341]، وأحمد [3/ 300]، و [3/ 295]، والحاكم [2/ 568]، وعبد الرزاق [10021]، وابن أبى شيبة [33102]، والبيهقى في "سننه"[16605]، وفى "الأسماء والصفات"[170]، والنسائى في "الكبرى"[11670]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1031]، وابن زنجويه في الأموال [رقم 84]، وابن الأعرابى في "المعجم"[1478]، وابن منده في "الإيمان"[29، 30]، وغيرهم من طريقين عن أبى الزبير به
…
وزادوا جميعًا سوى عبد الرزاق وابن الأعرابى وأحمد في الموضع الثاني: (ثم قرأ: {إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21) لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ (22)} [الغاشية: 21، 22]، وزاد في تمام والحاكم:{إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ (24)} [الغاشية: 23، 24].
قلتُ: وسنده حسن صالح، وأبو الزبير قد صرح بالسماع عند عبد الرزاق وأحمد في الموضع الثاني.
3 -
وتابعهما: عبد الله بن محمد بن عقيل دون الزيادة عند أحمد [3/ 332]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 192]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 694]، من طرق عنه به ..
وابن عقيل مضطرب الحديث.
4 -
وتابعهم طاووس اليمانى عند جماعة، لكن الإسناد إليه لا يثبت، وللحديث شواهد ثابتة عن جماعة من الصحابة.
2283 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1903، 1934، 2165].
2284 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1904].
2285 -
صحيح: مضى تخريجه [برقم 2008].
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا سَجَدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَعْتَدِلْ، وَلا يَفْتَرِشْ ذِرَاعَيْهِ افْتِرَاشَ الْكلْبِ".
2286 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِذَا قَضَى أَحَدُكُمُ الصَّلاةَ فِي المسْجِدِ، فَلْيَجْعَلْ لِبَيْتِهِ جُزْءًا مِنْ صَلاتهِ، فَإِنَّ اللَّهَ جَاعِلٌ فِي بَيْتِهِ مِنْ صَلاتِهِ خَيْرًا".
2287 -
حَدَّثنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: اشتكى أبيّ بن كعبٍ فبعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم طبيبًا، فكواه على أكحله.
2286 - صحيح: مضى [برقم 1943].
2287 -
حسن: أخرجه مسلم [2207]، وابن ماجه [3493]، وأحمد [3/ 303، 371]، والحاكم [4/ 462]، والبيهقى في "سننه"[19333]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 321]، وأبو نعيم في "الحلية"[10/ 401]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1018]، وأبو الشيخ في "طبقاته"[3/ 393]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1615]، وأبو جعفر بن البخترى في "الجزء المنتقى من السادس عشر"[رقم 8/ ضمن مجموع مؤلفاته]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
نحوه
…
وفى رواية لمسلم وأحمد والحاكم [4/ 238]، والطحاوى وغيرهم:(بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبى بن كعب طبيبًا، فقطع منه عرقًا، ثم كواه عليه) لفظ مسلم. وفى رواية أخرى لمسلم وغيره: (رمى أبيّ يوم الأحزاب على أكحله فكواه رسول الله) لفظ مسلم.
قلتُ: وإسناده لا بأس به قط، وكم قلنا بأن عنعنة الأعمش عن أبى سفيان مقبولة! راجع الحديث [1892]، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع صدوق صالح من رجال مسلم، وكذا روى له البخارى مقرونًا بغيره، وقد صح عندنا سماعه من جابر كما مضى الكلام عليه [1892].
وقد صرح هو والأعمش بالسماع عند مسلم من رواية شعبة عن أبى سليمان الأسدى، وقد تكلم ابن عبد البر في صحة تلك الرواية، فقال في "التمهيد"[24/ 64]، بعد أن ذكرها:"وهو عند أهل العلم بالحديث والسير الخطأ، وإنما هو سعد بن معاذ كما روى الثورى وغيره عن أبى الزبير عن جابر". =
2288 -
حَدَّثَنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قطع رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبيّ بن كعبٍ عرقًا وكواه على أكحله.
2289 -
حدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طَعَامُ الرَّجُلِ يَكْفِى اثْنَيْنِ، وَطَعَامُ الرَّجُلَيْنِ يَكْفِى الأَرْبَعَةَ، وطَعَام الأَرْبَعَة يَكْفِى الثَّمَانِيَةَ".
2290 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول قبل وفاته بثلاثٍ، يقول:"لا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلا وَهُوَ يُحَسِنُ بِاللَّهِ الظَّنَّ".
2291 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبو بكر بن عياشٍ، عن الأعمش، عن أبى سفيان،
= قلتُ: وقد مضى حديث أبى الزبير عن جابر [برقم 2158]، ولم أرَ أحدًا من النقاد قد سبق ابن عبد البر إلى ما قاله، وهو صاحب مجازفات وإطلاقات مردودة، وكم يرمى ابن حزم بالشذوذ، ثم هو يشذ كثيرًا في كلامه في الرجال والعلل، وإن كان هو أعلم بالفن من صاحبه أبى محمد الفارسى، وما يمنع أن يكون أبى بن كعب قد رُمِىَ - هو الآخر - يوم الأحزاب بسهم في أكحله؟!
وتوهيم الثقات دون برهان مما لا نقبله من أحد أصلًا، وأرى ابن عبد البر قد نقل في "تمهيده"[5/ 276]، من "مسائل الأثرم" عن الإمام أحمد أنه ذكر أن أبى بن كعب قد قطع عرقًا فيما قاله أبو معاوية عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر
…
ولو كانت الرواية خطأ كما يقول ابن عبد البر؛ لما أقرها أحمد واحتج بها على كون أبى بن كعب قد قطع عرقًا، وأين فهم أحمد من هؤلاء المتأخرين؟! نعم، قد نتساهل ونقول: ربما كان ذكر (يوم الأحزاب) في تلك الرواية وهمًا ممن دون الأعمش، لكن أصل الرواية لا غبار عليه. وللكلام بقية في مكان آخر.
2288 -
حسن: انظر قبله.
2289 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1902].
2290 -
صحيح: مضى [برقم 1907 و 1942، 2053].
2291 -
صحيح: أخرجه مسلم [1911]، وابن ماجه [2765]، وأحمد [3/ 300]، وابن حبان =
عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ بِالمدِينَةِ لَرِجَالًا، مَا سِرْتُمْ مِنْ مَسِيرٍ وَلا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلا كَانُوا مَعَكُمْ، حَبَسَهُمُ الْعُذْرُ".
2292 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَثْلُ الصَّلَوَاتِ مَثْل نَهَرٍ جَارٍ عَلَى بَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كَلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ".
2293 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبو ربيعة، عن أبى عوانة، عن الأعمشِ، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِذَا سَمِعَ الشَّيْطَان ذِكْرَ اللَّهِ ذَهَبَ حتَّى يَكُونَ مَكَانَ الرَّوْحَاءِ".
2294 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِنَّ الشَّيْطَانَ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ المَّصَلُّونَ، وَلَكِنْ بِالتَّحرِيشِ بَيْنَهمْ".
2295 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ،
= [4714]، وسعيد بن منصور [2310]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 28]- وعنده مختصر - وعبد بن حميد "المنتخب"[1027]، والبيهقى في "سننه"[17597]، وأبو عوانة [6024، 6025]، وغيرهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
وفى رواية مسلم وغيره: (حبسهم المرض)، وعند ابن ماجه وهو رواية لأحمد:(إلا وشركوكم في الأجر).
قلتُ: وسنده حسن ناهض مثل الذي قبله، وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير على نحوه عند أحمد [3/ 341]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1057]، لكن من طريق ابن لهيعة عنه به .. ، وللحديث شواهد يأتى منها حديث أنس [برقم 3839].
2292 -
صحيح: مضى [برقم 1941].
2293 -
قوى: مضى الكلام عليه [برقم 1895].
2294 -
صحيح: مضى [برقم 2095].
2295 -
صحيح: مضى تخريجه [برقم 1940].
قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجلٌ من الأنصار يقال له: النعمان بن قوقلٍ، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن صليتُ الصلوات المكتوبة، وأحللت الحلال وحرمت الحرام، ولم أزد على ذلك، أدخل الجنة؟ قال:"نَعَمْ".
2296 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: سأله رجلٌ: أي الصلاة أفضل؟ قال: "طُولُ الْقُنُوتِ".
2297 -
حَدَّثنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال: صُرع النبي صلى الله عليه وسلم من فرس، فرثيتْ رجله، فدخلنا عليه وهو يصلى، فأشار إلينا بيده، ثم دخلنا من الغد وهو يصلي المكتوبة قاعدًا، فأشار إلينا بيده أن اقعدوا، ثم انصرف، فقال:"إِذَا كَانَ الإِمَامُ قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا، وَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا".
2298 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ،
2296 - صحيح: مضى سابقًا [برقم 2131].
2297 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1896].
2298 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 315]، وابن خزيمة [1133]، وابن حبان [2554، 2556]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2504]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
قلت: وهذا إسناد على شرط مسلم، وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير نحوه بلفظ: (ما من عبد إلا على رأسه جريرة معقدة، فإذا استيقظ فحمد الله وقام فتوضأ، فصلى حلَّت العقد، وإن استيقظ ولم يحمد الله قال له الشيطان: عليك ليل طويل، ارقد؛ فيعقد الشيطان عليه) أخرجه الطبراني في "الأوسط"[9/ رقم 9201]- واللفظ له - وابن بشران في "الأمالى"[رقم 894]، وغيرهم من طريق موسى بن قرة عن زمعة بن صالح عن زياد بن سعد عن أبى الزبير به
…
قلتُ: وهذه متابعة لا تصح، وزمعة قد أزمع على سقوط تلك المتابعة بوجوده فيها، وقد ضعفه النقاد لسوء حافظه، حتى وهَّاه أبو زرعة، وللحديث شاهد مشهور عن أبى هريرة، يأتى [6278، 6333].
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ وَلا مُسْلِمَةٍ، ذَكرٍ وَلا أُنْثَى، يَنَامُ بِاللَّيْلِ إِلا عَلى رَأْسِهِ جَرِيرٌ مَعْقُودٌ، فَإِنْ هُوَ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ قَامَ تَوَضَّأَ وَصَلَّى انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كُلُّهَا، وَأَصْبَحَ نَشِيطًا قَدْ أَصَابَ خَيْرًا، وَإِنْ هُوَ نَامَ لا يَذْكرُ اللَّهَ أَصْبَحَ عَلَيهِ عُقَدُهُ ثَقِيلًا".
2299 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرُّقَى، فأتاه خالى وكان يرقى من العقرب، فقال: إنك نهيت عن الرقَى وأنا أرقِى من العقرب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَفْعَلْ".
2300 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا يحيى بن آدم، عن قطبة، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أَجْمَرْتُمُ الميْتَ فَأَوْتِرُوا".
2299 - صحيح: مضى [برقم 1914].
2300 -
ضعيف: أخرجه أحمد [1/ 28]، وابن حبان [3031]، وابن أبى شيبة [11120]، والحاكم [1/ 556]، والبيهقى في "سننه"[6494]، والحارث في "مسنده" كما في "المطالب"[2246]، وغيرهم، من طرق عن يحيى بن آدم [وقد سقط (يحيى بن آدم) من سند الحاكم] عن قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره على شرط مسلم كما جزم به الحاكم، وقال النووى في المجموع [5/ 196]:"إسناده صحيح".
قلتُ: لكن أسند البيهقى في "سننه"[3/ 405]، عقب روايته هذا الحديث عن عباس الدورى أنه قال:"سمعت يحيى بن معين وذاكرته بهذا الحديث فقال: لم يرفعه إلا يحيى بن آدم، قال يحيى: ولا أظن هذا الحديث إلا غلطًا".
وقد تعاقبه النووى في "المجموع"[5/ 196] قائلًا: "قلتُ: كأن يحيى بن معين فرعه، على قاعدة أكثر المحدثين، أن الحديث إذا روى مرفوعًا وموقوفًا حكم بالوقف، والصحيح الذي قاله الفقهاء وأصحاب الأصول ومحققو المحدثين: أن الحكم بالرفع؛ لأنها زيادة ثقة".
قلتُ: وهذا كلام يدل على كون صاحبه ما كان يعرف مسالك الأقدمين في تعليل الأخبار =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أصلًا، ومتى كان ابن معين يُفَرِّع في نقده على قواعد رسمها أولئك المتأخرون علمًا وزمنًا؟! فيا سبحان الله! أمثل أبى زكريا الغطفانى يقال عنه: فرَّع وكم لأبى زكريا الحزامى من سقطات ومغالطات فى الكلام على الرجال والعلل! مما يشهد - بكل وضوح - أنه لم يكن عنده ذوق أهل الفن ولا كاد، وكثيرًا ما يدندن أبو زكريا النواوى حول (زياة الثقة)، ثم تراه سرعان ما يتنكب عن تلك الدعوى إذا كانت تحول دون الانتصار لبعض فروع المذهب، كما ترى مصداق ذلك في كلامه على زيادة (وإذا قرأ فأنصتوا) من كتاب "المجموع"[3/ 368]، و"شرحه على مسلم"[2/ 138].
وكلام ابن معين الماضى لا يفهم منه ما فهمه النووى فقط، من كون يحيى يرجِّح الموقوف على المرفوع، بل قوله:"ولا أظن هذا الحديث إلا غلطًا" يدل على كون يحيى بن آدم قد غلط فيه ولا بد، إما متنًا أو إسنادًا، ولعل الثاني أقرب لقول يحيى:"لم يرفعه إلا يحيى بن آدم"، فقد يكون هناك من خالف يحيى بن آدم ورواه عن الأعمش موقوفًا، أو يكون ابن معين ينكر على يحيى ابن آدم تفرده بالحديث رأسًا، ولم يظهر لى المراد من عبارة ابن معين بعد، ثم رأيتُ البزار قد أخرج الحديث في "مسنده"[رقم 813/ كشف الأستار]، من طريق عليّ بن سهل المدائنى عن بشر بن آدم عن يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش بإسناده به ....
ثم قال البزار: "لا نعلم رواه إلا جابر بهذا الإسناد، ويزيد كوفى مشهور لم يتابعه على هذا، وإنما يحفظ عن الأعمش بهذا: إذا استجمر أحدكم فليستجمر ثلاثًا".
قلتُ: وهكذا رواه أصحاب الأعمش عنه على هذا الوجه: منهم جرير وعيسى بن يونس والثورى وأبو معاوية وأبو بكر بن عياش وغيرهم، ورواياتهم عند أحمد [3/ 400]، وابن خزيمه [76]، وابن أبى شيبة [1644]، والبيهقى في "سننه"[507]، وابن المنذر في "الأوسط"[286]، وابن المقرئ في "المعجم"[رقم 664]، وابن عساكر في "المعجم" أيضًا [1090] وغيرهم، كلهم من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
فإن صحَّ ما قاله البزار - وأراه قريبًا - فهو المراد من قول ابن معين: "ولا أظن هذا الحديث إلا غلطًا" يعنى بهذا المتن: "إذا أجمرتم الميت فأوتروا"، لكن في سند البزار الماضى ما يخشى عاقبته، وأرى أن فيه سقطًا أو تحريفًا، و (بشر بن آدم) لعله محرف من (يحيى بن آدم).
ثم إن الحديث مشهور - كما مضى - برواية (قطبة بن عبد العزيز عن الأعمش) فما جاء بأخيه (يزيد بن عبد العزيز)؟! ويبعد عندى أن يكون يزيد قد تابع قطبة عليه، فإما أن يكون قد وقع =
2301 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أبو الجواب، عن عمار بن رزيقٍ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: بايعنا النبي صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة على أن لا نفر.
2302 -
حَدَّثَنا ابن نمير، حَدَّثَنَا محاضرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: أتينا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"جِئْتُمْ تَسْأَلُونِى عَنْ كَذَا وَكَذَا؟ " قلنا: نعم قال: "تَسَمَّوْا بِاسْمِى، وَلا تَكَنَّوْا بِكُنْيَتِى".
قال: "وَذَكَرْتُمُ السَّاعةَ"؟ قلنا: قد كان ذلك قال: "فَمَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسةٍ يَأْتِى عَليهَا مِائَةَ سَنَةٍ".
2303 -
حدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا ابن أبى عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ لابْنِ آدَمَ نَخْلًا لَتَمَنَّى إِلَيْهِ مِثْلَهُ، وَلا يَمْلأ جَوْفَه إِلا التُّرَابُ".
2304 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا ابن أبى عبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: كانت جاريةٌ لعبد الله بن أبيّ يقال لها: مسيكة، فأكرهَها، فأتت
= في اسمه تصحيف لم ينتبه له البزار، أو يكون قد سلم من التصحيف، لكنه من أوهام بعضهم، أراد أن يقول:(عن قطبة بن عبد العزيز) فقال: (عن يزيد بن عبد العزيز) ولا يطمئن القلب لهذا أيضًا، والمقام يحتاج إلى تحرير لا أنشط له الآن، فاللَّه المستعان.
2301 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1908].
2302 -
صحيح: هذان حديثان مضيا منفصلين: الأول [برقم 1922]، والثانى [برقم 1923].
2303 -
صحيح: مضى [برقم 1899].
2304 -
صحيح: أخرجه مسلم [3029]، وابن أبى شيبة [17482]، والبيهقى في "سننه"[15568، 15569]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1317، 1413]، وأبو عبيد في "غريب الحديث"[1/ 343]، والحربى في "غريبه"[2/ 604]، والطبرى في "تفسيره"[9/ 318]، والواحدى في "أسباب النزول"[ص 245]، وأبو نعيم في "معرفة الصحابة"[رقم 7212]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 125]، وابن شبة في "تاريخ المدينة"[1/ 368 - / 369 دار الفكر]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
=
النبي صلى الله عليه وسلم فشكت ذلك إليه فأنزل الله: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النور: 33].
= وفى رواية لمسلم وغيره: (كان عبد الله بن أبى بن سلول يقول لجارية له: اذهبى فابغينا شيئًا؛ فأنزل الله: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} [النور: 33]).
قلت: وهذا إسناد صالح، والأعمش قد صرح بالسماع عند ابن شبة، وكذا عند الحربى، ولو لم يصرح فأنت تعرف حكم عنعنته عن أبى سفيان، وأبو سفيان هو طلحة بن نافع الصدوق المعروف، وسماعه من جابر ثابت كما مضى الكلام عليه [برقم 1892]:
وقد اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه الثورى وعبد الواحد بن زياد ويحيى بن سعيد وأبو عوانة وأبو معاوية وعبد الملك بن معن وغيرهم على الوجه الماضى، وخالفهم منصور بن أبى الأسود، فرواه عنه فقال: عن أبى نضرة عن جابر به مثل سياق المؤلف
…
، فجعل شيخ الأعمش فيه (أبا نضرة) بدل (أبى سفيان) هكذا أخرجه الواحدى في "أسباب النزول"[ص/ 220 دار الباز]، من طريق أبى القاسم البغوى عن داود بن عمرو عن منصور به ....
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إليه، ومنصور ثقة صالح، لكن مثله لا يقوى على مخالفة أصحاب الأعمش أصلًا، ولو لم يروه إلا الثورى وحده، لكفى في ترجيح روايته على من سواه في الأعمش، فكيف ومعه جماعة من الثقات الأثبات؟!
وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه أبو الزبير عن جابر قال: (جاءت مسيكة لبعض الأنصار فقالت: إن سيدى يكرهنى على البغاء، فنزل في ذلك: {وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ
…
} [النور: 33].
أخرجه أبو داود [2311]- واللفظ له - والنسائى في "الكبرى"[رقم 11365]، والحاكم [2/ 229، 432]، والطبرى في "تفسيره"[9/ 318]، وغيرهم، من طرق عن ابن جريج عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد على شرط مسلم كما قال الحاكم، وابن جريج وشيخه قد صرحا بالسماع عندهم جميعًا. وقد توبع عليه ابن جريج:
1 -
تابعه معقل بن عبيد الله عند الخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 125] بإسناد قوى إليه.
2 -
وتابعه ابن لهيعة عند الطبراني في "الأوسط"[9/ رقم 9072]، لكن الإسناد إليه لا يصح، وللحديث شواهد.
2305 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محاضرٌ، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يَمْرَضُ مُؤْمِنٌ وَلا مُؤْمِنَةٌ، وَلا مُسْلِمٌ وَلا مُسْلِمَةٌ، إِلا حَطَّ اللهُ بِهِ خَطَايَاهُ".
2305 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 386، 400]، والطيالسى [1773]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 233]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 39]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 762]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 400]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 508] وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
وعند البخارى وابن أبى الدنيا: (إلا قصَّ الله به عنه من خطاياه).
قلتُ: وإسناده مستقيم، لكن اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه جمهور أصحابه على هذا الوجه، وخالفهم أبو بشر الزهرى، فرواه عنه فقال: عن أبى الزبير عن جابر به
…
، هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 1763/ أطرافه/ طبعة العلمية]، قال الدارقطنى:"غريب من حديث الأعمش عنه؛ تفرد به الحسن بن قتيبة عن أبى بشر الزهرى - وكان جار الأعمش - عن الأعمش".
قلتُ: والحسن بن قتيبة هذا ساقط البتة، راجع ترجمته في "اللسان"[2/ 246]، والمحفوظ عن الأعمش هو الأول عن أبى سفيان عن جابر به
…
وقد توبع عليه أبو سفيان:
1 -
تابعه عليه أبو الزبير عليه نحوه عند أحمد [3/ 346]، وابن حبان [2927]، والحارث [1/ رقم 244/ زوائده]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 59]، وفى "الاستذكار"[8/ 408]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 206]، والبزار [رقم 758/ كشف] وغيرهم، من طرق عن أبى الزبير عن جابر به
…
وعند ابن حبان: (إلا حط الله بذلك خطاياه كما تنحط الورقة عن الشجرة).
قلتُ: وسنده على شرط مسلم، وقد أعله الإمام في "الصحيحة"[6/ 17]، فقال:"وأبو الزبير مدلس".
قلتُ: نعم، لكنه صرح بالسماع من رواية ابن جريج عنه، عند الطحاوى في "المشكل" بإسناد صحيح إليه.
2 -
وتابعه الحسن البصرى على نحو سياق المؤلف عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 320]، بإسناد ضعيف إليه، والحسن لم يسمع من جابر كما جزم به جماعة من النقاد. =
2306 -
حدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محاضرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيقَالُ لَهُمْ: هَلْ فِيكمْ أَحَدٌ صَحِبَ مُحَمَّدًا؟ فَيُقَالُ: نَعَمْ فَيُلْتَمَسُ فَيُوجَدُ الرَّجُلُ فَيسْتَفْتَحُ فَيُفْتَحُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يُبْعَثُ بَعْثٌ، فَيُقَالُ: هَلْ فِيكُمْ منْ رَأَى أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ؟ فَيُلْتَمَسُ فَلا يُوجَدُ حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ وَرَاءِ الْبَحْرِ لأَتَيْتُمُوهُ، ثُمَّ يبْقَى قَوْمٌ يَقْرَؤُون القُرْآنَ لا يَدْرُونَ مَا هُوَ".
2307 -
حدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محاضرٌ، حَدَّثَنَا الأعمش، حَدَّثَنَا أبو سفيان، عن
= 3 - وتابعهم وهب بن منبه نحو سياق المؤلف أيضًا عند ابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 533]، بإسناد قوى إليه، لكن وهبًا لم يلق جابرًا كما جزم به ابن معين، راجع جامع التحصيل [ص/ 296 رقم 862]، والمراسيل [ص 228/ رقم 42].
• تنبيه: قد وجدت الأعمش قد توبع على الإسناد الأول عن أبى سفيان: تابعه أبو خالد الدالانى على نحو سياق المؤلف عند ابن عدى في "الكامل"[1/ 277]، من طريق يحيى بن صاعد عن أبى داود صاحب "السنن" عن سليمان بن توبة عن معلى بن منصور [بالأصل (يعلى)] عن يحيى بن أبى زائدة عن أبى خالد الدالانى عن أبى سفيان عن جابر به.
قلتُ: وسنده صحيح إلى أبى خالد، قال ابن عدى:"وهذا لا أعلم رواه عن أبى سفيان غير أبى خالد".
قلتُ: بل رواه الأعمش أيضًا عن أبى سفيان كما مضى، وأبو خالد ضعيف الحفظ، فاللَّه المستعان.
2306 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2182]، وأزيد هنا كون عبد بن حميد قد أخرجه أيضًا في "المنتخب"[1020].
2307 -
صحيح: أخرجه مسلم [2782]، وأحمد [3/ 315]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1028]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 311]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 140]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح، وقد توبع عليه أبو سفيان:
1 -
تابعه أبو الزبير على نحوه عند أحمد [3/ 341، 346]، لكن من طريق ابن لهيعة عنه.
2 -
وتابعهه، وهب بن منبه على نحوه عند ابن جان [6500]، وأبى نعيم في "الحلية" =
جابر، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفره، فهاجت ريحٌ تكاد تدفن الراكب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بُعِثَت هَذِهِ الرِّيحُ لِمَوْتِ مُنافِقٍ" فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات في ذلك اليوم عظيمٌ من عظماء المنافقين.
2308 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محاضرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا توضأ فلم يصب عقبه ماءٌ، فقال:"وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ".
2309 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا أحمد بن عبد الله، عن أبى بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإِيمَانُ فِي أَهْلِ الحجَازِ، وَالْقَسْوَةُ وَالْغِلْظَة فِي رَبِيعَةَ وَمُضَرَ".
= [4/ 79]، بإسناد قوى إليه، لكن وهبًا لم يلق جابرًا كما جزم به ابن معين، وتصريحه بالسماع من جابر ليس بشئ، كأنه وهم من بعضهم، راجع ترجمة إسماعيل بن عبد الكريم من "تهذيب "التهذيب" [1/ 316].
• تنبيه: زاد عبد بن حميد بعد أن رواه من طريق أبى سفيان عن جابر: "فسمعت أصحابنا بعد يقولون: هو رافع بن التابوت". وراجع "الإصابة"[2/ 488].
2308 -
صحيح: أخرجه الطبراني في "الصغير"[2/ رقم 781]، من طريق الحافظ أبى بشر الدولابى عن أبيه عن الوليد بن القاسم، عن الأعمش، عن أبى سفيان عن جابر به.
قلتُ: قال الطبراني: "لم يروه عن الأعمش إلا الوليد، تفرد به حماد".
قلتُ: كذا في المطبوعة: (حماد)، والصواب (ابن حماد): وهو أحمد بن حماد الدولابى أبو على المصرى - والد أبى بشر الحافظ - ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[2/ 49]، ولم يذكر من حاله شيئًا.
والوليد بن القاسم مختلف فيه، ولم ينفرد به عن الأعمش كما أشار الطبراني، بل تابعه محاضر بن المورع عند المؤلف هنا، ومحاضر شيخ صدوق متماسك؛ فالإسناد حسن صالح. وقد توبع عليه أبو سفيان: تابعه سعيد بن أبى كرب على مثل اللفظ المرفوع كما مضى عند المؤلف [برقم 2065، 2145].
2309 -
صحيح: مضى [برقم 1893، 1935]. =
2310 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا إسحاق بن منصور، حَدَّثَنَا إسرائيل، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة، فهاجت ريحٌ منتنةٌ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"هَؤُلاءِ قَوْمٌ مِنَ المنَافِقِين ذَكَرُوا أُنَاسًا فَاغْتَابُوهُم".
2311 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد، ويعلى، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، عن أبى سعيدٍ، قال: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلى على حصيرٍ ويسجد عليه، ودخلت عليه وهو يصلى متوشحًا.
= • تنبيه: قال حسين الأسد في تعليقه على هذا الإسناد: "رجاله رجال الصحيح، إن كان أحمد بن عبد الله هو ابن يونس، وأما إن كان أحمد بن عبد الله وراق أبى نعيم؛ فإنى لم أجد له ترجمة".
قلتُ: بل هو ابن يونس؛ لكونه هو المشهور بالرواية عن أبى بكر بن عياش دون الآخر.
2310 -
حسن: أخرجه البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 733]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6732]، وأبو نعيم في "الحلية"[8/ 121]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1028]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 614]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 722]، وأبو الشيخ في "التوبيخ"[رقم 169، 193]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 181]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 5362]، وغيرهم، من طريقين عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
وقد زاد البخارى وجماعة في آخره: (فَبُعِثتْ هذه الريح لذلك).
قلتُ: وإسناده على شرط مسلم، وقد توبع عليه الأعمش: تابعه خالد بن عرفطة على نحوه عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 732]، وأحمد [3/ 351]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 216]، وفى "الغيبة والنميمة"[رقم 70]، وابن حبان في "الثقات"[6/ 258]، وأبى "الشيخ في التوبيخ"[عقب 169، 193]، والخرائطى في "مساوئ الأخلاق"[رقم 183]، وغيرهم بإسناد صحيح إليه به ..
قلتُ: ومن هذا الطريق حسنه الحافظ في "الفتح"[10/ 470]، وقال المنذرى في "الترغيب" [3/ 331]:"رواه أحمد وابن أبى الدنيا، ورواة أحمد ثقات"، ومثله قال البوصيرى في "الإتحاف" كذا قالوا، وخالد بن عرفطة لم يوثقه معتبر وقد قال أبو حاتم والبزار:"مجهول".
2311 -
صحيح: هذا حديثان قد مضيا في مسند أبى سعيد الخدرى، الثاني [برقم 1123، 1251، 1373]، والأول [برقم 1308].
2312 -
حَدَّثَنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر أن عمر رأى رجلا توضأ فترك موضع الظفر على قدمه، فأمره بالإعادة.
2312 - صحيح: أخرجه البيهقى في "سننه"[398]، من طريق عبد الله بن الوليد العدنى عن الثورى عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
ولفظه: (رأى عمر بن الخطاب - رضى اللَّه عنه - رجلًا يتوضأ فبقى في رجله لمعة، فقال: أعد الوضوء)، وتوبع عليه الثورى: تابعه أبو معاوية عند ابن أبى شيبة [454].
قلتُ: وهذا إسناد صالح على شرط مسلم، وكم قلنا بأن عنعنة الأعمثى عن أبى سفيان محمولة على السماع! راجع ما علقناه بذيل الحديث [رقم 1892]، وقد أعله ابن حزم في "المحلى"[2/ 71]، فقال:"أبو سفيان ضعيف".
قلتُ: أبو سفيان هو طلحة بن نافع ضعفه جماعة ومشاه آخرون، وقد احتج به مسلم في "صحيحه"، وهو عندى صدوق وسط، وقد خولف في وقفه، خالفه أبو الزبير المكى، فرواه عن جابر فقال: عن عمر بن الخطاب فقال: (رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا توضأ فترك موضع الظفر على قدمه، فأمره أن يعيد الوضوء والصلاة، قال: فرجع).
هكذا أخرجه ابن ماجه [666]- واللفظ له - وأحمد [1/ 21، 23]، ومن طريقه ابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 164]، وأبو عوانة [رقم 535] وغيرهم، من طرق عن ابن لهيعة عن أبى الزبير عن جابر به
…
وفى رواية أحمد وأبى عوانة: (قال: ارجع فأحسن وضوءك. فرجع فتوضأ ثم صلى) لفظ أحمد.
قلت: وهذا إسناد ضعيف معلول، ابن لهيعة سيئ الحفظ ضعيف البتة، وحديثه كله ضعيف من قبل ومن بعد كما شرحنا ذلك في "فيض السماء".
نعم، لم ينفرد به ابن لهيعة على هذا الوجه، بل تابعه معقل بن عبيد الله الجزرى على نحو سياق أحمد عند مسلم [243]، والبزار [232]، والبيهاقى في "سننه"[332، 398]، وأبى عوانة [رقم 533]، وأبى عروبة في "حديث الجزريين"[1/ 94]، كما في "الإرواء"[1/ 127]، وغيرهم، من طريق الحسن بن محمد بن أعين عن معقل عن أبى الزبير عن جابر أخبرنى عمر بن الخطاب أن رجلًا توضأ فترك موضع ظفر على قدمه؛ فأبصره النبي صلى الله عليه وسلم فقال:(ارجع فأحسن وضوءك، فرجع ثم صلى) لفظ مسلم.
قلتُ: قال البراز: "وهذا الحديث لا نعلم أحدًا أسنده عن عمر إلا من هذا الوجه، وقد رواه الأعمش عن أبى سفيان عن [جابر] عن عمر موقوفًا". =
2313 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ أنه سئل عن الرجل يضحك في الصلاة، قال: يعيد الصلاة، ولا يعيد الوضوء.
= وقال أبو الفضل بن عمار الشهيد الهروى الإمام الحافظ النقاد في كتابه: "علل أحاديث في صحيح مسلم"[ص 6]: "وهذا الحديث بهذ اللفظ إنما يُعرف من حديث ابن لهيعة عن أبى الزبير بهذا اللفظ، وابن لهيعة لا يحتج به، وهو عندى خطأ؛ لأن الأعمش رواه عن أبى سفيان عن جبار، فجعله من قول عمر".
قلت: وقول أبى سفان هو المحفوظ في هذا الحديث، ومعقل بن عبيد الله صدوق صالح إلا أنه يخطئ كما قاله ابن حبان في الثقات [7/ 491]، وقال في كتابه "مشاهير علماء الأمصار" [ص 186]:(ربما وهم)، فالقول ما قاله أبو الفضل الهروى الحافظ.
ثم وجدت الحافظ ابن رجب في "شرحه على علل الترمذى"[ص 344/ طبعة السامرائى] قال عن معقل بن عبيد الله: "كان أحمد يضعف حديثه عن أبى الزبير خاصة، ويقول: يشبه حديثه حديث ابن لهيعة، ومن أراد حقيقية الوقوف على ذلك فلينظر أحاديثه عن أبى الزبير؛ فإنه يجدها عند ابن لهيعة يرويها عن أبى الزبير كما يرويها معقل سواء".
قلتُ: وقد استقريتُ كثيرًا من حديث معقل عن أبى الزبير فوجدته يشبه حديث ابن لهيعة كما قال أحمد، ثم ذكر ابن رجب أن هذا الحديث مما أنكر على معقل، فلعل معقلًا سمعه من أبى الزبير موقوفًا، فأراد أن يتثبَّت فيه؛ فعلم أن ابن لهيعة يرويه على الوجه الماضى مرفوعًا، فحاكاه في روايته، والصواب فيه الوقف إن شاء اللَّه.
وهكذا روى من طرق أخرى موقوف على عمر بن الخطاب به نحوه .. فرواه الثورى عن خالد الحذاء عن أبى قلابة عن عمر بن الخطاب به مثله
…
كما ذكره البيهقى في "سننه"[1/ 83]، ورواه هشيم عن عبد الملك عن عطاء عن عبيد بن عمير عن عمر نحوه في قصة موقوفة
…
كما ذكره الحافظ في "التلخيص"[1/ 95].
نعم: للمرفوع منه شواهد عن جماعة من الصحابة، لكن كلها معلولة، اللَّهم إلا حديثًا واحدًا فقط، وسنذكره عند الحديث [رقم 2944]. فاللَّه المستعان.
2313 -
صحيح: أخرجه الدارقطنى في "سننه"[1/ 172، 173]، وابن أبى شيبة [3908]، والبيهقى في "سننه"[655، 656]، والحاكم في "معرفة علوم الحديث"[ص 174]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 130]، والحافظ في "تغليق التعليق"[1/ 91]، =
2314 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا وكيعٌ، حَدَّثَنَا سفيان، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: لو دخلت على القوم يصلون ما سلمت عليهم.
= والبيهقى أيضًا في "المعرفة"[رقم 336]، وفى "سننه الصغير"[رقم 34]، وسعيد بن منصور في "سننه" كما في "الفتح"[1/ 280] وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به مثله
…
وبعضهم بنحوه
…
قلت: وإسناده مستقيم على الجادة، وهكذا رواه الثقات الأثبات من أصحاب الأعمش عنه موقوفًا، وخالفهم جميعًا يزيد بن سنان الجزرى، فرواه عن الأعمش بإسناده به مرفوعًا بلفظ:(من ضحك منكم في صلاته فليتوضأ ثم ليعد الصلاة) هكذا أخرجه الدارقطنى في "سننه"[1/ 172]، من طرق عن إبراهيم بن هانى عن محمد بن يزيد بن سنان عن أبيه يزيد بن سنان به
…
قلتُ: قال الدارقطنى عقبه: "قال لنا أبو بكر النيسابورى: هذا حديث منكر، فلا يصح، والصحيح عن جابر خلافه"، ثم قال الدارقطنى: "يزيد بن سنان ضعيف، ويكنى بأبى فروة الرهاوى، وابنه ضعيف أيضًا، وقد ومم في هذا الحديث في موضعين: أحدهما في رفعه إياه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والآخر: في لفظه.
والصحيح عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر من قوله: "من ضحك في الصلاة أعاد الصلاة ولم يعد الوضوء"، وكذلك رواه عن الأعمش جماعة من الرفعاء الثقات منهم: سفيان الثورى، وأبو معاوية الضرير، ووكيع، وعبد الله بن داود الخريبى، وعمر بن على المقدمى وغيرهم ....
قلت: وهكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[7/ 270]، من طريق يزيد بن سنان به
…
ثم قال: "وهذا الحديث عن الأعمش بهذا الإسناد ليس يرويه عن الأعمش غير أبى فروة".
قلتُ: والمحفوظ موقوف كما قاله الدارقطنى والبيهقى وغيرهما. وقد توبع عليه الأعمش موقوفًا: تابعه أبو خالد الدالانى عند الدارقطنى والبيهقى وجماعة من طرق صحيحة عنه، وقد رواه عنه بعض الضعفاء فرفعه.
* والصواب: في الحديث هو الوقف، وله طرق آخر عن جابر به نحوه موقوفًا. راجع "الإرواء"[2/ 114]، و"نصب الراية"[1/ 73].
2314 -
حسن: أخرجه عبد الرزاق [3600]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1546]، وابن أبى شيبة [4815]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 457]، وغيرهم، من طرق =
2315 -
حَدَّثَنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا وكيع، حَدَّثَنَا سفيان، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر، قال: كنت أميح لأصحابى يوم بدر.
2316 -
حَدَّثَنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابر قال: إذا دخل قبره - يعنى الميت - فجاءه الملك قام يهبُّ كما يهبُّ النائم، فيسألانه فيجيبهم، فيقولان: ما دينك؟ فيقول: الإسلام، دعونى حتى أخرج، فيقولان له: اسكت.
= عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
ولفظ الطحاوى: (ما أحب أن أسلم على الرجل وهو يصلى، ولو سلم عليَّ لرددتُ عليه).
قلتُ: وسنده حسن على شرط مسلم.
2315 -
حسن: أخرجه أبو داود [2731]، والحاكم [3/ 652]، وسعيد بن منصور في "سننه"[2466]، وابن أبى شيبة [36672]، والبيهقى في "سننه"[17636]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1382، 1383]، والعسكرى في "تصحيفات المحدثين"[ص 197]، والبخارى في "تاريخه"[2/ 207]، وابن عساكر في "تاريخه"[11/ 216، 217]، وعبد الله بن أحمد في "العلل"[2/ 411]، وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به.
قلتُ: وسنده صالح مثل الذي قبله، وقد صحَّح الحافظ إسناده في "الفتح"[7/ 292]، وتابعه البدر العينى في "العمدة"[17/ 83]، والصواب أنه حسن فقط، للكلام الذي في أبى سفيان.
• تنبيه مهم: وقع عند الحاكم: (كنتُ أمتح
…
)، وعند ابن أبى شيبة والبيهقى: (كنتُ أمنح
…
) وكذا هو عند البخارى في "تاريخه"، وابن عساكر في (تاريخه)، وأبى نعيم في "المعرفة"، وعند العسكرى وعبد الله بن أحمد: (كنتُ منيح
…
)، وعند المؤلف وأبى داود وسعيد بن منصور وابن عساكر أيضًا وكذا أبى نعيم: (كنتُ أميح
…
)، وهذا اختلاف غريب، ولا أنشط هنا لتحرير الصواب من كل هذا.
2316 -
حسن: أخرجه ابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 866]، والبيهقى في "إثبات عذاب القبر"[رقم 215]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 185]، وغيرهم، من طرق عن أبى بكر بن عياش عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
نحوه بسياق أتم.
ولفظ الطبرى: (إذا دخل المبتُ قبره أتاه ملكان ينتهرانه، فيقوم يهب كما يهب النائم - أو نحوه - قال: فيسألانه: من ربك؟! فيقول: الله، وما دينك؟! فيجيبهم، قال: فيقولان: صدقت، =
2317 -
حَدَّثَنَا ابن نمير، حَدَّثَنَا أبى، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، قال: سألت جابرًا وهو مجاور بمكة، وكان نازلا في بنى فهر، فسأله رجل هل: كنتم تدعون أحدًا من
= كذلك كنتَ، قال: فيقال: اكسوه كسوة من الجنة، وألبسوه منها، قال: فيقول: دعونى حتى أخبر أهلى، قال: فيقال له: اسكن)، وعند البيهقي وابن أبى عاصم: (فيسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟! فيقوك: الله ربى، والإسلام دينى، ومحمد نبيى
…
).
قلتُ: وسنده حسن إن شاء الله، وأبو بكر بن عياش صدوق يخطئ، لكنه متماسك، وقد احتج به الجماعة، وعنعنة الأعمش مجبورة بإكثاره من الرواية عن أبى سفيان.
وقد اختلف في متنه على ابن عياش، فرواه عنه أبو كريب ومحمد بن عبد الله بن نمير ويوسف بن يعقوب الصفار - ثلاثتهم من الثقات الأثبات - على السياق الماضى، وخالفهم إسماعيل بن حفص الأبلى، فرواه عن أبى بكر بن عياش بإسناده به بلفظ:(إذا دخل الميت القبر مُثِّلت الشمس عند غروبها، فيجلس يمسح عينيه ويقول: دعونى أصلى) هكذا أخرجه ابن ماجه [4272]- والسياق له - وابن حبان [3116]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ 867]، وغيرهم.
قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة": "هذا إسناد حسن إن كان أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع سمع من جابر بن عبد الله، وإسماعيل بن حفص مختلف فيه".
قلتُ: قد ثبت سماع أبى سفيان من جابر مطلقًا كما مضى بسط الكلام عليه في ذيل الحديث [رقم 1892]، أما كون إسماعيل بن حفص مختلفًا فيه فنعم، والظاهر من حاله أنه صدوق كما قال الحافظ في "التقريب"، لكنه ليس بالذى يقبل منه مخالفة الثقات في متون الأخبار، فإما أن يكون قد وهم في متنه، أو الوهم ما أتى إلا من شيخه أبى بكر بن عياش، فهو قد ساء حفظه بآخرة، فلعل إسماعيل بن حفص قد سمعه منه بهذا السياق عندما شاخ وكبر، وإسماعيل قد غمزه بعضهم في الأعمش، فقال ابن نمير:"هو ضعيف في الأعمش وغيره".
قلتُ: وأرى إعمال ذلك عند المخالفة، أو نكارة المتن ونحو ذلك، فإذا خلا الأمر من هذا؛ فحديثه مقبول عن الأعمش وغيره، واللَّه المستعان.
2317 -
قوى: أخرجه أبو عبيد في "الإيمان"[رقم 30]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 7354]، وأبو جعفر بن البخترى في "المنتقى من الجزء السادس عشر من حديثه"[رقم 9/ ضمن مجموع مؤلفاته]، والشجرى في "الأمالى"[ص 11] وغيرهم، من طرق عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به
…
=
أهل القبلة مشركًا؟ قال: معاذ الله! ففزع لذلك، قال: هل كنتم تدعون أحدًا منكم كافرًا؟ قال: لا.
2318 -
حَدَّثَنا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا قبيصة، عن سفيان، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، رفعه، قال: كان يقول: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبَتْ قَلْبِى عَلَى دِينِكَ" فقلنا: يا رسول الله، تخاف علينا، وقد آمنا بما جئت به؟ فقال:"إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ" وَأشَارَ الأعْمَشُ بِإِصْبَعَيْنِ".
= قلت: وهذا إسناد ثابت على شرط مسلم، وقد صححه الحافظ في "المطالب"[3/ 95].
وقد توبع عليه أبو سفيان نحوه
…
، تابعه وهب بن منبه قال:(سألت جابرًا: هل في المصلين من طواغيت؟! قال: لا، وسألته: هل منهم من مشرك؟! قال: لا) أخرجه الحارث في مسنده [رقم 36/ زوائده]- واللفظ له - وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 889]، وغيرهما، بإسناد قوى إلى وهب به
…
لكن ابن معين لا يزال يردد ويقول: "لم يلق وهب بن منبه جابرًا، ولكن ينبغى أن يكون صحيفة وقعت إليه
…
" كذا في "المراسيل" [ص 228]، وعليه فيكون تصريح وهب بالسماع من جابر، إنما هو وهْم من بعضهم كما استظهره الحافظ في ترجمة (إسماعيل بن عبد الكريم) من "تهذيبه" [1/ 316]، فانظره غير مأمور.
2318 -
صحيح: أخرجه ابن منده في "الرد على الجهمية"[1/ رقم 69]، والدارقطنى في "الصفات"[رقم 41]، والحاكم [2/ 317]- وعند سقط في أول إسناده - والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 756]- وهو عنده مختصرًا - والخرائطى في "اعتلال القلوب"[رقم 12]، ومن طريقه ابن الجوزى في "ذم الهوى"[1/ رقم 181/ بتخريجى]، وغيرهم، من طرق عن الثورى عن الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به نحوه
…
قلتُ: وسنده صالح على شرط مسلم، وقال الهيثمى في "المجمع" [10/ 279]:"رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال، لكن قد اختلف في سنده على الأعمش، فرواه عنه الثورى على هذا الوجه، وخالفه جماعة من أصحاب الأعمش، كلهم رووه عنه فقالوا: عن أبى سفيان عن أنس بن مالك به نحوه
…
، فجعلوه من (مسند أنس)، ومن هؤلاء: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - أبو معاوية الضرير عند الترمذى [2140]، وأحمد [3/ 112]، والحاكم [1/ 707] وعنده مختصر - والمؤلف كما يأتى [برقم 3687، 3688]، وابن أبى شيبة [29196، 30405]، وابن أبى عاصم في السنة [1/ رقم 225]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 113]، وابن عساكر في "تاريخه"[41/ 321]، و [56/ 236]، وابن الجوزى في "ذم الهوى"[1/ رقم 178/ بتعليقنا]، والبغرى في "تفسيره"[1/ 344]، وفى "شرح السنة"[1/ 82]، والبيهقى في "القضاء والقدر"[رقم 327].
2 -
والفضيل بن عياض عند الدارقطنى في "الصفات"[40]، وابن بطة في "الإبانة"[3/ رقم 206]، وأبى نعيم في "الحلية"[8/ 122]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 725]، وغيرهم.
3 -
وعبد الواحد بن زياد عند أحمد [36/ 257]، والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 757]، وغيرهما.
ثم جاء عبد الله بن نمير وخالف الكل، ورواه عن الأعمش فقال: عن يزيد الرقاشى عن أنس به
…
• هكذا أخرجه ابن ماجه [3834]، ولم ينفرد به ابن نمير على هذا الوجه بل تابعه:
1 -
سليمان التيمى عند الطبراني في "الدعاء"[رقم 1261]، وسنده صحيح إليه.
2 -
وتابعهما: محمد بن كناسة عند ابن بطة في "الإبانة"[3/ رقم 208]، بإسناد صحيح إليه، لكن الشأن في ابن بطة!
3 -
وتابعهم إبراهيم بن عيينة عند الآجرى في "الشريعة"[رقم 726]، بإسناد صحيح إليه.
4 -
وأبو الأحوص عند ابن منده في "التوحيد"[رقم 119]- مختصرًا - بإسناد حسن إليه، لكنه قال: (عن الأعمش عن أبى سفيان وغيره عن أنس به
…
)، وهذا الغير هو (يزيد الرقاشى كما وقع مفسرًا عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 683]، والبيهقى في "القضاء والقدر"[رقم 328]، ووقع عندهما سياقه مختصرًا.
أما قيس بن الربيع الأسدى فهو في واد آخر، فقد رواه عن الأعمش فقال: عن ثابت البنانى عن أنس به مختصرًا، هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير"[1/ رقم 759]، بإسناد ضعيف إليه، وقيس نفسه كثير الخطأ، وهذا الاختلاف رجَّح الترمذى منه الوجه الثاني عن أنس، فقال في "سننه" [4/ 448]:"وحديث أبى سفيان عن أنس أصح". =
2319 -
حَدَّثَنَا ابن نميرٍ، حَدَّثَنَا يعلى، حَدَّثَنَا الأعمش، عن أبى سفيان، عن جابرٍ، قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل له: إن الحمَّى قد ألحَّتْ علينا، فقال:"إِنْ شِئْتُمْ أَنْ تُرْفَعَ عَنْكُمْ رَفِعتْ، وَإِنْ شِئْتُمْ أَن تكُونَ لَكُمْ طَهُورًا" قَالُوا: تكون لنا طهورًا.
2320 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر القواريرى، حَدَّثَنَا يحيى بن سعيدٍ، حَدَّثَنَا جعفر بن محمدٍ، حدَّثنا أبى، قال: قال لى جابر بن عبد الله: سألنى ابن عمك الحسن بن محمدٍ عن غسل الجنابة، فقلت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصب بيده على رأسه ثلاثًا. قال: إن شعرتَ كثيرٌ، قال: قلت: يا بن أخى، كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من شعرك وأطيب.
2321 -
حدَّثَنا أبو سعيدٍ القواريرى، حَدَّثَنَا حماد بن زيدٍ، حَدَّثَنَا أيوب، عن أبى
= قلتُ: والأشبه عندي: أن الحديث محفوظ من الوجهين الأوَّلين جميعًا، ولا مانع أن يكون أبو سفيان قد سمعه تارة من أنس، وتارة من جابر.
أما الوجه الأول: الأعمش عن أبى سفيان عن جابر به .. ، فقد رواه الثورى، وهو أثبت الناس في الأعمش بلا تردد، وقد قدمه جماعة من النقاد على أبى معاوية في الأعمش، فقوله ثابت محفوظ.
وأما الوجه الثاني: (عن الأعمش عن أبى سفيان عن أنس به .... ) فقد رواه جماعة عن الأعمش كما مضى، منهم أبو معاوية الضرير الذي قدمه بعضهم في الأعمش على جميع الرواة عنه، ولا يشك أحد في كونه كان أعلم الناس بحديث الأعمش، فهذا وجه محفوظ أيضًا.
وأما الوجه الثالث: (الأعمش عن يزيد الرقاشى عن أنس به) فأراه قريبًا أيضًا، فلا مانع أن يكون للأعمش فيه شيخان، لاسيما وقد رواه أبو الأحوص عن الأعمثى فقال: (عن أبى سفيان ويزيد الرقاشى عن أنس به
…
) كما مضى. فجمع بينهما في الرواية؛ وهذا دليل الحافظ، أما رواية قيس بن الربيع فهى من أوهامه التى ضُعِّفَ بها عند النقاد، فاللَّه المستعان.
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة يأتى بعضها.
2319 -
حسن: مضى الكلام عليه [برقم 1892].
2320 -
صحيح: مضى مختصرًا [برقم 1846]، وانظر [رقم 2227].
2321 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2226].
الزبير، عن جابرٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر الثوم والبصل - أو أحدهما - فقال:"إِنَّ الملائِكَةَ تَتَأذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ ابْنُ آدَمَ".
2322 -
حَدَّثَنا عبيد الله بن عمر، حَدَّثَنَا معتمرٌ، قال: سمعت ليثًا يذكر، عن عطاءِ، عن جابرٍ، أن نبى الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَنْ أَكَلَ الثُّومَ وَالْبَصَلَ وَالْكُرَّاثَ، فَلا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا".
2323 -
حَدَّثنَا أبو سعيدٍ القواريرى، حَدَّثَنَا محمد بن عثمان القرشى، حَدَّثَنَا سليمان، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جابرٍ، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"إِذَا عَزَّ عَلَيْكَ المسَانُّ مِنَ الضَّأْنِ أَجْزَأَ الجذَعُ مِنَ الضَّأْنِ".
2322 - صحيح: مضى [برقم 1889].
2323 -
ضعيف: هذا إسناد ضعيف غريب، ومحمد بن عثمان القرشى، ضعفه حسين الأسد في تعليقه ثم قال:"وهو ابن صفوان بن أمية بن خلف المكى".
وهو كما قال إن شاء الله، وهو من رجال ابن ماجه وحده، وعنه يقول أبو حاتم:"منكر الحديث، ضعيف الحديث"، وكذا ضعفه الدارقطنى أيضًا، ووثقه ابن حبان فما أصاب.
وقد ظنه الإمام في "الإرواء"[4/ 358]: (محمد بن عثمان القرشى) المترجم في "اللسان"[5/ 278]، ونقل عن الدارقطنى أنه قال عنه:"مجهول"، وليس هو كما ظن، والصواب هو الأول:(محمد بن عثمان بن صفوان القرشى)؛ لكونه هو الذي يروى عنه عبيد الله القواريرى كما ذكره المزى في "تهذيبه"[26/ 84]، وشيخه (سليمان)، لم أهتد إلى تمييزه بعد البحث، ولا أعلم أحدًا يروى عن أبى الزبير ممن يسمَّى (سليمان) إلا رجلين، سليمان بن أبى داود، وسليمان بن مهران الأعمش، وقد احتمل الإمام في "الإرواء"[4/ 358]، أنه ربما يكون هو الأعمش، وهذا احتمال في دائرة الإمكان، ولم أجد الحديث بهذا اللفظ إلا عند المؤلف وحده.
ولم ينفرد به سليمان هذا عن أبى الزبير، بل تابعه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ولكن بلفظ:(إذا عسر عليك في الأضحى أجزاك الجذع من الضأن) أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 4747]، وكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[5/ 183]، كلاهما من طريق على بن هاشم بن البريد عن ابن أبى ليلى به
…
=
2324 -
حَدَّثنا عبيد الله بن عمر، حَدَّثَنَا هشام بن عبد الملك، حَدَّثَنَا زهيرٌ، حَدَّثَنَا أبو الزبير، عن جبير، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تَذْبَحُوا إِلا مُسِنَّةً، إِلا أَنْ يَعْسُرَ عَلَيْكُمْ، فَتَذْبَحُوا جذعَةً ممن الضَّأْنِ".
= قلت: قال البوصيرى في "الإتحاف": "هذا إسناد مداره على محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى، وهو ضعيف".
قلتُ: وقد توبع عليه سليمان وابن أبى ليلى أيضًا: تابعهما زهير بن معاوية كما هو الآتى ..
2324 -
ضعيف: أخرجه مسلم [1963]، وأبو داود [2797]، والنسائى [4378]، وابن ماجه [3141]، وأحمد [3/ 312]، و [3/ 327]، وابن الجعد [رقم 1612]، والبيهقى في "سننه"[9933، 18836، 18909]، وفى "المعرفة"[رقم 5857]، وفى "سننه الصغير"[رقم 1401]، وابن الجارود [904]، وأبو عوانة [رقم 6338]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 285]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 125]، وغيرهم من طرق عن زهير بن معاوية عن أبى الزبير عن جابر به
…
قلتُ: وهذا إسناد صححه جماعة، إلا أنه معلول، وليس فيه إلا عنعنة أبى الزبير المكى، وكم قلنا بكون الرجل قد شهد على نفسه بالتدليس عن جابر أمام الليث بن سعد في قصة مشهورة! وبعض أصحابنا يُصرُّ على كونه ليس مدلسًا، وهذا تكذيب للشيخ نافسه الذي أقرَّ بذلك، ثم جاء آخرون ولم يسعهم إلا الاعتراف بتدليس أبى الزبير عن جابر، إلا أنهم قالوا:"وجدنا أبا الزبير من المكثرين جدًّا عن جابر، حتى عرَّفه بعضهم بـ (صاحب جابر)، ولو لم تكن رواياته عن جابر من الكثرة بمكان؛ ما كان أبو الشيخ الأصبهانى ليتعب نفسه لجمع حديث أبى الزبير عن غير جابر، وقد نصَّ جماعة من النقاد - منهم الحميدى وغيره - بكون المدلس إذا أكثر السماع والملازمة عن شيخ، ثم حدث عنه ولم يذكر منه سماعًا، حُمل ذلك على الاتصال، وقد وجدنا أبا الزبير من هذا القبيل، فينبغى أن تُحمل عنعنته عن جابر على السماع؛ لكونه كان مكثرًا من الرواية عنه".
قلت: ولقد كان يلزم أن يكون هذا الكلام مستقيمًا لولا أنا قد رأينا الإمام النسائي قد قال في "سننه الكبرى"[1/ 640]: "وأبو الزبير من الحفاظ .... فإذا قال: سمعتُ جابرًا فهو صحيح؛ وكان يدلس". =
2325 -
حدَّثَنا عبيد الله بن عمر، حَدَّثَنَا وكيعٌ، عن مسعرٍ، سمعه من عطاء بن أبى رباحٍ، عن جابرٍ، قال: نهى عن البسر والتمر، والزبيب والتمر.
= قلتُ: وتلك الجملة لا يمكن أن تقال في من كان قليل التدليس عندهم، وقد بسطنا الكلام على إثبات تدليس أبى الزبير عن جابر فيما علقناه بذيل الحديث الماضى [برقم 1769].
وبهذه العلة: أعل الحديث شيخ الإسلام ابن حزم في كتابه "المحلى"[7/ 264]، فقال وهو يرد على خصومه الذين احتجوا بتلك الرواية: "
…
فقد خالفوه وهم يصححونه، وأما نحن فلا نصححه؛ لأن أبا الزبير مدلس ما لم يقل في الخبر إنه سمعه من جابر، وهو أقر بذلك على نفسه، روينا ذلك عنه من طريق الليث بن سعد".
قلتُ: وكذا ضعفه الإمام الألبانى - يرحمه الله - وبسط الكلام عليه في الضعيفة [1/ 157].
ثم جاء بعض المعاندين، وتعقب الإمام الألبانى في تضعيفه هذا الحديث، وقال في كتابه "تنبيه المسلم إلى تعدِّى الألبانى على صحيح مسلم"[ص 86]، يرد عنعنة أبى الزبير:"صرح أبو الزبير بالسماع في "مستخرج أبى عوانة على مسلم" [5/ 228]، قال أبو عوانة بعد أن ذكر طرقه لهذا الحديث برواية زهير عن أبى الزبير، قال: "رواه محمد بن بكر عن ابن جريج: حدثنى أبو الزبير أنه سمع جابرًا يقول .... وذكر الحديث" ومحمد بن بكر هو ابن عثمان البرسانى، ثقة احتج به الجماعة".
قلت: وهذه الشبهة في تصريح أبى الزبير بالسماع في هذا الحديث: قد أجاب عنها الإمام الألبانى في "الصحيحة"[6/ 461]، فراجعه هناك.
وجواب الإمام أجود بكثير من جواب الباحث طارق بن عوض الله المصرى في كتابه الطيب "ردع الجانى"[ص 172، 173]، وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في كتابنا الكبير:"غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" أتمه الله بخير.
لكن يقال: في تصحيح مسلم بن الحجاج لهذا الحديث دليل على كونه خاليًا من العلل عنده؛ فإما أن يكون قد وقف على تصريح أبى الزبير بالسماع من جابر في طريق آخر؛ أو يكون قد صحَّ عنده مَتْنُ الحديث بطرف أخرى أو شواهد ليس بالضرورة وقُوفُنا عليها؛ لأن عدم العلم ليس دليل العدم؛ ويكفى أن مسلمًا لم يخالفه غيره من حُذاق النقاد في إعلال هذا الحديث. فما أراه إلا ثابتًا لا محالة.
2325 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 1768، 1872].
2326 -
حَدَّثَنَا أبو سعيد القواريرى، حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن مهدى، حَدَّثَنَا سفيان، عن أبى الزبير، عن جابرٍ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المُؤْمِنُ يَأْكُلُ فِي مِعًى وَاحِدٍ، والْكَافِرُ فِي سَبْعَةِ أَمْعَاءٍ".
2327 -
حَدَّثَنا عبيد الله بن عمر، حَدَّثَنَا يزيد بن زريعٍ، حَدَّثَنَا محمد بن إسحاق، قال: حدثنى محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن عطاء بن يسارٍ، عن جابر بن عبد الله، قال: - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:"إِذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الْكَلْبِ بِاللَّيْلِ أَوْ نُهَاقَ الحمِيرِ، فَتَعَوَّذُوا باللَّهِ، فَإِنَّهم يَرَونَ مَا لا تَرَوْنَ، وَأَقِلُّوا الخُرُوجَ إِذَا هَدَأَتِ الرِّجْلُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَبُثُّ فِي لَيْلِهِ مِن خَلْقِهِ مَا يَشَاءُ، وَأَجِيفُوا الأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسمَ اللَّهِ عَلَيْهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يفْتَحُ بَابًا أُجِيفَ وَذُكِر اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ، وَغَطُّوا الجرَارَ وَاكْفَئُوا الآنِيَةَ وَأَوْكُوا الْقِرَبَ".
* * * * *
آخر المجلد الثالث، ويليه المجلد الرابع، وأوله:
مسند ابن عباس
2326 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2070].
2327 -
صحيح: مضى تخريجه [برقم 2221].