الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند رسول قيصر
(*)
1597 -
حدّثنا حوثرة بن أشرس، حدّثنا حماد بن سلمة، عن عبد الله بن عثمان بن خُثَيْم، عن سعيد بن أبى راشدٍ، قال: كان رسول قيصر جارًا لى زمن يزيد بن معاوية، فقلت له: أخبرنى، عن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قيصر، فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل دحية الكلبى إلى قيصر، وكتب معه إليه كتابًا يخيِّره بين إحدى ثلاثٍ: إما أن يسلم وله ما في يديه من ملكه، وإما أن يؤدى الخراج، وإما أن يأذن بحربٍ، قال: فجمع قيصر بطارقته وقسيسيه في قصره، وأغلق عليهم الباب، وقال: إن محمدًا كتب إليَّ يخيرنى بين إحدى
(*) هذا لم أجد أحدًا ذكره في (الصحابة)، وصحبته لا تثبت؛ من وجهين:
الأول: أن إسناد القصة لا يصح إليه.
والثانى: أنه لم يرد في الحديث أنه أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم؛ وإنما أسلم بعد ذلك إن صح أيضًا، وقد جزم جماعة بأن الصحبة غير ثابتة لمن رأى النبي كافرًا وإن أسلم بعد ذلك، وقد ضربوا (رسول قيصر) مثالًا جيدًا على ذلك، راجع "فتح المغيث"[3/ 98]، و"تدريب الراوى"[2/ 209]، و"الشذا الفياح"[2/ 493]، وغيرها.
1597 -
ضعيف: أخرجه أحمد [3/ 441]، وابنه في "زوائد المسند"[4/ 74، 75]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[2/ 40]، وأخرجه [21/ 58]، وابن أبى حاتم في "تفسيره"[رقم 15921]- وعنده مختصر - وابن زنجويه في "الأموال"[رقم 95]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 4650]، وغيرهم، من طرق عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن أبى راشد عن رسول قيصر به
…
قلتُ: قال البوصيرى في "الإتحاف": "إسناده صحيح" وقال ابن كثير في "البداية والنهاية"[5/ 16]: "هذا حديث غريب، وإسناده لا بأس به؛ تفرد به الإمام أحمد".
وقال الهيثمى في "المجمع"[8/ 427]: "رواه عبد الله بن أحمد وأبو يعلى، ورجال أبى يعلى ثقات، ورجال عبد الله بن أحمد كذلك".
قلتُ: وقد وهموا جميعًا إن لم يكونوا قد تساهلوا، فإن مداره على سعيد بن أبى راشد الشامى، وهو شيخ مجهول لا يُعرف له حال، انفرد عبد الله بن عثمان بن خثيم بالرواية عنه، وليس هو سعيد بن أبى راشد الذي يروى عنه عبد الرحمن بن سابط، فذاك صحابى عندهم، =
ثلاثٍ: إما أن أسلم ولى ما في يديَّ من ملكى، وإما أن أؤدى الخراج، وإما أن آذن بحربٍ، وقد تجدون فيما تقرؤون من كتبكم أنه سيملك ما تحت قدميَّ من ملكى! فنخروا نخرةً حتى إن بعضهم خرجوا من برانسهم، وقالوا: ترسل إلى رجلٍ من العرب، جاء في برديه ونعليه بالخراج؟! فقال: اسكتوا إنما أردت أن أعلم تمسككم بدينكم ورغبتكم فيه، ثم قال: ابتغوا لى رجلا من العرب، فجاؤوا بى، فكتب معى إلى النبي صلى الله عليه وسلم كتابًا، وقال لى: انظر ما سقط عنك من قوله، فلا يسقط عند ذكر الليل والنهار، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مع أصحابه، وهم محتبون بحمائل سيوفهم حول بئر تبوك، فقلت: أيكم محمدٌ؟ فأومأ بيده إلى نفسه، فدفعت إليه الكتاب، فدفعه إلى رجلٍ إلى جنبه، فقلت: من هذا؟ فقالوا: معاوية بن أبى سفيان، فقرأه فإذا فيه: كتبت تدعونى إلى جنة عرضها السموات والأرض، فأين النار إذًا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يا سُبْحَانَ الله! إِذًا جَاءَ اللّيْلُ فَأَيْنَ النَّهَارُ؟! " فكتبته عندى، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّكَ رَسُولُ قَوْم، فَإِنّ لَكَ حَقّا، وَلَكِنْ جِئْتَنَا وَنَحْنُ مُرْمِلُونَ"، قال عثمان: أكسوه حلةً صفوريةً! فقال رجلٌ من الأنصار: عليَّ ضيافته. وقال لى قيصر فيما قال: انظر إلى ظهره، فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنى أريد النظر إلى ظهره، فألقى ثوبه، عن ظهره، فنظرت إلى الخاتم في نُغْصِ الكتف، فأقبلت عليه أقبِّله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنِّي كَتَبْتُ إِلَى النَّجاشِيِّ فَأَحْرَقَ كِتَابِي، واللهَ مُحْرِقُهُ، وَكَتَبْتُ إِلَى كِسْرَى عَظِيم فَارِسَ، فَمَزَّق كِتَابِىَ، وَالله مَمزِّقُهُ، وَكتَبْتُ إِلى قَيْصَرَ فَرَفَعَ كِتَابِىَ، فَلا يَزَالُ النَّاسُ ذكر كلمةً - مَا كَانَ فِي العيْشِ خَيْرٌ".
* * *
= أما صاحبنا في هذا الحديث فشيخ مغمور، قال الحافظ في "التقريب":"مقبول" يعنى عند المتابعة. وقول الذهبى في "الكاشف": "صدوق" تساهل منه تابع فيه ابن حبان في ذكره لسعيد في "الثقات" وماذا يجديه هذا؟!