الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند رجل عن أبيه رضي الله عنه
- (*)
1594 -
حدّثنا زحمويه، حدّثنا صالحٌ، حدّثنا أبو جناب يحيى بن أبى حية، عن عبد الرحمن بن أبى ليلى، عن رجلٍ، عن أبيه، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن أخى وجع، فقال:"مَا وَجَعُ أَخِيكَ؟ " قال: به لممٌ، قال:"فَابْعَثْ إِلَيَّ بِهِ"، قال: فجاءه، فجلس بين يديه، قال: فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم فاتحة الكتاب، وأربع آياتٍ من أول سورة البقرة، وآيتين من وسطها: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
…
} [البقرة: 163، 164] حتى فرغ من الآية، وآية الكرسى، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة، وآيةً من أول سورة آل عمران:{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18] إلى آخر الآية، وآيةً من سورة الأعراف:{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: 54]، وآيةً من سورة المؤمنين:{فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ (116)} [المؤمنين: 116]، وآيةً من سورة الجن:{وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا (3)} [الجن: 3]، وعشر آياتٍ من سورة الصف من أولها، وثلاث آياتٍ من آخر سورة الحشر، و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ، و (المعوذتين).
(*) وهذا مبهم لم يُسم، ولا تثبت صحبته بهذا الحديث الآتى؛ لضعف إسناده،.
1594 -
منكر: أخرجه ابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 631]، من طريق المؤلف بإسناده عن أبى جناب الكلبى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن رجل عن أبيه به
…
قلتُ: هكذا رواه صالح بن عمر عن أبى جناب على هذا الوجه، وخالفه عمر بن على المقدمى، فرواه عن أبى جناب فقال: عن عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبى بن كعب به
…
، فجعله من (مسند أبى بن كعب) هكذا أخرجه عبد الله بن أحمد في "زوائد المسند"[5/ 128]، وأبو نعيم في "الدلائل"[1/ 117]، والحاكم [4/ 458]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 496]، وغيرهم، بإسناد صحيح إلى المقدمى به
…
=
1595 -
حدّثنا زحمويه، حدَّثنا ابن أبى الزناد، عن يحيى بن سعيد بن دينارٍ مولى آل الزبير، أخبرنى الثقة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: نهى يوم خيبر أن يُوقَعَ على الحبالَى، وقال:"تَسْقِى زَرْعَ غَيْرِكَ؟! ".
= ثم جاء عبدة بن سليمان وخالفهما، ورواه عن أبى جناب فقال: عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه به
…
فجعله من (مسند أبى ليلى الأنصارى) هكذا أخرجه ابن ماجه [3549].
وتابعه على هذا الوجه: محمد بن مسروق الكندى عند الطبراني في "الدعاء"[رقم 1080]، والطريق إليه مغموز، ويأبى بقية بن الوليد إلا أن يكون له دور في هذا الاختلاف، فجاء ورواه - بالعنعنة - عن أبى إسحاق الفزارى عن أبى جناب فقال: عن زبيد الإيامى عن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه به
…
هكذا أخرجه ابن الأعرابى في "معجمه"[رقم 572]، بإسناد صحيح إلى بقية به
…
قلثُ: قال الحافظ البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 5379]، بعد أن أشار إلى بعض هذا الخلاف:"كل مدار هذه الأسانيد على أبى جناب يحيى بن أبى حية، وهو ضعيف مدلس، وقد رواه بالعنعنة".
وقلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[5/ 198]، وأبو جناب مع ضعفه فقد كان خبيث التدليس كابن جريج وغيره، قال ابن حبان:"كان يدلس على الثقات ما سمع من الضعفاء؛ فالتزق به المناكير التى يرويها عن المشاهير؛ فوَّهاه يحيى بن سعيد بن القطان، وحمل عليه أحمد بن حنبل حملًا شديدًا .. ".
قلتُ: وقد تركه بعضهم، وقال أحمد:"أحاديثه أحاديث مناكير" وهذا الاضطراب في الحديث منه نفسه، وفى سياقه نكارة.
لكن يقول صاحب "المستدرك": " .. ، والحديث محفوظ صحيح، ولم يخرجاه".
قلتُ: لو أخرجاه لضاعت الثقة بكاتبيهما كما ضاعت بكتابك يا إمام، وقد تعقبه الذهبى قائلًا:"الحديث منكر".
قلتُ: وهذا هو الصواب، فدع عنك مجازفات الحاكم فقد أتعب نفسه ولم يشف، وشرح أحواله وكتابه تجدها في كتابنا "إرضاء الناقم بمحاكمة الحاكم".
1595 -
قوى: هذا إسناد ضعيف وفيه علل: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
* * *
= الأولى: ابن أبى الزناد هو عبد الرحمن الفقيه العالم الصالح، وهو من أثبت الناس في هشام بن عروة كما قاله ابن معين، وضعفه الجمهور. والكلام فيه يطول.
والتحقيق: أنه صالح حسن الحديث إذا روى عن هشام بن عروة أو أبيه، وهو ضعيف في غيرهما. أما التفرقة في قبول حديثه بين ما حدث به ببغداد وبين ما رواه في المدينة، فيقبل الثاني دون الأول، فهذا ليس بجيد عندى؛ بل الرجل ضعيف مطلقًا إلا في هشام وأبيه كما مضى.
وإنما مراد مَنْ فرق من الأئمة بين ما حدَّث به في بغداد وما رواه في المدينة. فذلك للأمن بأن أحاديثه التى بالمدينة لم تدخل عليه من قِبل بعض السفهاء عن طريق التلقين كما فعلوا معه في بغداد، ويدل على ذلك قول ابن المدينى فيه. وحاله في ذلك كحال ابن لهيعة في تفرقتهم لصحيح حديثه بما رواه عنه العبادلة دون غيرهم؛ لأن العبادلة قد عاينوا أصوله وأخذوا من كتبه، بخلاف غيرهم
…
وليس ذلك تصحيحًا لحديثه إذا روى عنه بعض العبادلة كما ظنه البعض، وإنما ذلك التفريق، للتدليل على أن ما رواه أحد هؤلاء إنما هو من حديث ابن لهيعة رأسًا، وليس مما أدخل على الشيخ وهو غافل في سكرة.
والثانية: أن يحيى بن سعيد بن دينار مولى آل الزبير، قد جهدتُ للوقوف عليه فلم أوفَّقْ، وقبلى قد بحث الهيثمى فارتد إليه الطرف وهو حسير، وقال في "المجمع" [4/ 1551]:"ويحيى لم أعرفه" ولم أجد راويًا بهذا الاسم الثلاثى سوى شيخ مدنى للواقدى، ولم أقف على حاله أيضًا.
والثالثة: قول يحيى بن سعيد هذا: (أخبرنى الثقة) إحالة على مجهول أيضًا، وليس يلزم إن كان هذا ثقة عن يحيى بن سعيد أن يكون ثقة عند غيره، وهذا معلوم، فتوثيقه لمن لم يسم مردود عند أهل التحقيق ولو أقسم عليه بالأيمان الغلاظ.
والرابعة: هذا الثقة عند يحيى بن سعيد: لا ندرى طبقته في النقلة ورواة الأخبار، فربما كان تابعيّا فيصير الحديث مرسلًا.
لكن للحديث شواهد: أقربها إلى لفظه حديث ابن عباس الآتى [برقم 2414]، وسنده جيد.
وله شواهد أخر نذكرها هناك إن شاء الله.