الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسند الحارث الأشعري رضي الله عنه
- (*)
1571 -
حدّثنا هدبة بن خالدٍ، حدّثنا أبان بن يزيد، حدّثنا يحيى بن أبى كثيرٍ، أن زيدًا حدثه، أن أبا سلامٍ حدثه، أن الحارث الأشعرى حدثه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ اللهَ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ يَعْمَلُ بِهِنَّ، وَيَأْمُرُ بَنِى إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، وَإِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَالَ لَهُ: إِنَّ اللهَ أَمَرَكَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ تَعْمَلُ بِهِنَّ وَتَأْمُرُ بِهِنَّ بَنِى إِسْرَائِيلَ يَعْمَلُونَ بِهِنَّ، فَإِمَّا أَنْ تَأْمُرَهُمْ، وَإِمَّا أَنْ آمُرَهُمْ؟ قَالَ: إِنَّكَ إِنْ تَسْبِقْنِى بِهِنَّ خَشِيتُ أَنْ أُعَذَّبَ، أَوْ يُخْسَفَ بِى، قَالَ: فَجَمَعَ النَّاسَ فِي بَيْتِ المقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ، وَقَعَدَ النَّاسُ عَلَى الشُّرُفَاتِ، قَالَ: فَوَعَظَهُمْ، قَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَنِى بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَعْمَلُ بِهِنَّ، وَآمُرُكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ: أُولاهُنَّ أَنْ تَعْبُدُوا اللهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَإِنَّ مَثَلَ مَنْ أَشْرَكَ بِاللهِ كمَثَلِ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِذَهَبٍ أَوْ
(*) هو: الحارث بن الحارث الأشعرى، معدود من الصحابة، وهو غير أبى مالك الأشعرى، وقد فرق بينهما جماعة.
1571 -
صحيح: أخرجه الترمذى [2863]، وابن حبان [6233]، والحاكم [1/ 582]، والطيالسى [1161]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 3427]، وعبد الغنى المقدسى في "التوحيد"[رقم 83]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 202]، وابن عساكر في "تاريخه"[64/ 184]، وابن خزيمة [1895]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 166]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 212]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 12]، وابن عساكر أيضًا في "الأربعين في الجهاد"[رقم 6]، وغيرهم، مثل سياق المؤلف مطولًا.
وهو عند جماعة ببعض فقراته دون هذا السياق جميعًا، منهم النسائي في "الكبرى"[8866، 11349]، والبيهقى في "سننه"[3348]، وابن طهمان في "المشيخة"[رقم 200]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[1/ رقم 124]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1950]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1244]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 531]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 7]، وجماعة، كلهم من طرق عن يحيى بن أبى كثير عن زيد بن سلام عن جده أبى سلام الأسود عن الحارث الأشعرى به
…
=
وَرِقٍ، قَالَ: هَذِهِ دَارِى، وَهَذَا عَمَلِى، فَاعْمَلْ وَأَدِّ إِلَيَّ، فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّى إِلى غَيْرِ سَيِّدِهِ، فَأَيُّكُمْ يَسُرُّهُ أَنْ يَكونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟! وَإِنَّ اللهَ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَكمْ بِالصَّلاةِ، فَإِذَا صَلَّيْتمْ فَلا تَلْتَفِتُوا، وَأَمَرَكُمْ بِالصِّيَامِ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كمَثَلِ رَجُلٍ كَانَتْ مَعَهُ صُرَّةٌ، فِيهَا مِسْكٌ، وَمَعَهُ عِصَابَةٌ كلُّهُمْ يُعْجِبُهُ أَنْ يَجِدَ رِيحَهَا، وَإِنَّ الصِّيَامَ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسكِ، وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ وَقَامُوا إِلَيْه، فَأَوْثَقُوا يَدَهُ إِلَى عُنُقِهِ فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْدِىَ نَفْسِى مِنْكُمْ؟ قَالَ: فَجَعَلَ يُعْطِيَهُمُ الْقَلِيلَ وَالْكَثِيرَ لِيَفُكَّ نَفْسَهُ مِنْهُمْ، وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللهِ كثِيرًا، وَإِنَّ مَثَلَ ذَلكَ كمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي إِثْرِهِ حَتَّى أَتَى عَلَى حِصْنٍ حَصِينٍ، فَأَحْرَزَ نَفْسُهُ فِيهِ، كَذَلِكَ الْعَبْدُ لا يُحْرِزُ نَفْسَهُ مِنَ الشَّيْطَانِ إِلا بِذِكْرِ اللهِ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ أَمَرَنِى اللهُ بِهِنَّ: الجمَاعَةُ، وَالسَّمْعُ، وَالطَّاعَةُ، وَالْهِجْرَةُ، وَالجهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَمَنْ فَارَقَ الجمَاعَةَ قَيْدَ شِبْرٍ خُلِعَ الإِسْلامُ مِنْ رَأْسِهِ، إِلَّا أَنْ يَرْجِعَ، وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الجاهِلِيَّةِ، فَإِنَّهُ مِنْ جُثَى جَهَنَّمَ، قيلَ: وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى؟ قَالَ: وَإِنْ صَلَّى وَصَامَ، فَادْعُوا بِدَعْوَى اللهِ الَّذِى سَمَّاكُمُ الَمْسْلِمِينَ الْمؤْمِنِينَ عِبَادَ اللهِ".
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح مضئ جدًّا، وقد توبع عليه ابن أبى كثير: تابعه معاوية بن سلام عند ابن خزيمة [483]، والحاكم [1/ 362]، والطبرانى في "الكبير"[3/ 3430]، والعراقى في "الأمالى"[ص 89]، وعبد الغنى المقدسى في "التوحيد"[رقم 84]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[6/ 127]، والمزى في "التهذيب"[5/ 217]، وابن عساكر في "تاريخه"[64/ 186]، وأبى نعيم في "المعجم"[رقم 1950]، وابن العديم في "بغية الطلب"[2/ 99]، وغيرهم.
• تنبيه: وقع في بعض طرقه عند الطبراني وغيره: (عن أبى مالك الأشعرى) فهذا الظاهر أنه وهْم من بعضهم، أو يكون الحارث الأشعرى يكنى بأبى مالك أيضًا. وراجع "التهذيب"[2/ 137].