الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثابت البناني، عن أنس
3275 -
حَدَّثَنَا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز القشيرى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حُفَّتِ الْجَنَّةُ بِالمكَارِهِ، وَحُفَّتِ النَّارُ بِالشَّهَوَاتِ".
3276 -
حَدَّثَنَا يحيى بن عبد الحميد الحمانى، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم في طريق، ومرت امرأةٌ سوداء، فقال لها رجلٌ: الطريقَ، فقالت: الطريق؟ مه! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "دَعُوهَا فإنَّهَا جَبَّارَةٌ".
3275 - صحيح: أخرجه مسلم [2822]، والترمذي [2559]، وأحمد [3/ 153، 254، 284]، والدارمي [2843]، وابن حبان [716، 718]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1311]، والبيهقي في "الشعب"[7/ رقم 9795]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 568]، وتمام في "فوائده"[رقم 1281]، والبغوي في "شرح السنة"[7/ 245]، والخطيب في "تاريخه"[4/ 254]، و [8/ 183]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 98]، وفي "المعجم"[رقم 478]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 904]، وأبو نعيم في "صفة الجنة"[رقم 39]، وابن الجوزي في "ذم الهوى"[1/ رقم 13/ بتعليقى]، والبيهقي أيضًا في "البعث والنشور"[رقم 159]، والذهبي في "تذكرة الحفاظ"[4/ 1446]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني [وقُرِن معه (حميد الطويل) عند عبد بن حميد وأحمد في الموضع الثاني والثالث والبيهقي وابن حبان في الموضع الأول والترمذي ومسلم والبغوي] عن أنس به
…
قلتُ: قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه صحيح" وقال ابن عساكر في "المعجم": "صحيح
…
" وقال البغوى: "هذا حديث صحيح متفق على صحته
…
" وقال الذهبي: "هذا حديث صحيح غريب
…
".
قلتُ: وله شاهد من حديث أبي هريرة عند البخاري ومسلم وجماعة كثيرة، ووهم صديق حسن خان فعزاه للبخارى من حديث أنس، في كتابه "يقظة أولى الاعتبار"[ص 220]، ورواية أنس من أفراد مسلم كما قد علمت. واللَّه المستعان.
3276 -
حسن: أخرجه الطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8160]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 291]، وابن عدي في "الكامل"[2/ 148]، وابن أبي الدنيا في "التواضع والخمول"=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [رقم 197]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن عبد الحميد الحماتي عن جعفر بن سليمان عن ثابت البناني عن أنس به
…
وعند الطبراني قول المرأة: (
…
فقالت: الطريق ثَمَّ .... ) ومثله عند ابن عدي، وهى عند ابن أبي الدنيا:(فقالت: الطريق ثمة) وثمَّة وثمَّ كلاهما واحد؛ فالظاهر أن ما وقع عند المؤلف بلفظ: (قالت: الطريق مه) تصحيف من (ثمة) إلى (مه) بل وجدتُ الحافظ قد عزاه بهذا اللفظ (ثمة) للمؤلف في "المطالب العالية"[رقم 3302].
وتصحفت هذه الكلمة: (ثمة) إلى لون آخر عند أبي نعيم، فعنده:(فقالت: الطريق الطريق [كذا مرتين]، يمنة) هكذا: (يمنة) و"حلية أبي نعيم" مليئة بالتصحيف في كثير من طبعاتها، وما وقفتُ لها على طبعة نظيفة حتى الآن.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال البوصيري في "إتحاف الخيرة" [7/ 132]:"رواه أبو يعلى عن يحيى بن عبد الحميد الحماني؛ وقد ضعفه الجمهور" وقال الهيثمي في "المجمع"[1/ 285]: "رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى، وفيه يحيى الحماني، ضعفه أحمد ورماه بالكذب" كلام أحمد في الحماني مشهور معروف! وكذا تكلم فيه جمهور النقاد حتى كذبه بعضهم، والتحقيق في يحيى الحماني أنه صدوق كثير المناكير والغرائب والأفراد؛ وليس هو ممن يحتج بحديثه إلا عند المتابعة؛ أما ما ذكروه عنه من الكذب وسرقة الحديث، فهو بعيد عن ذلك إن شاء الله؛ وقد كان يحيى حافظًا كبير القدر أول من صنف المسند بالكوفة؛ إلا أنه أفسد نفسه ولم يَصُنْها، والكلام فيه طويل الذيل، وقد استوفيناه في كتابنا "المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل".
وقال الطبراني عقب روايته: "لم يروه عن ثابت إلا جعفر" فتعقبه الإمام في "الضعيفة"[13/ 227]، قائلًا:"قلتُ: هو - يعنى جعفرًا - ثقة من رجال مسلم، وفى ترجمته أورد الحديث: ابن عدي، وساق له أحاديث كثيرة، الكثير منها صحيح، وبعضها في "صحيح مسلم" وختم ترجمته بقوله: "وله حديث صالح، ورواياته كثيرة، وهو حسن الحديث، وهو معروف بالتشيع" ثم قال الإمام: "فكان الأولى أن يذكر - يعنى ابن عدي - الحديث في ترجمة الحماني، فإنه متكلم فيه، حتى اتهمه بعضهم بالكذب وسرقة الحديث،
…
".
قلتُ: ابن عدي معذور في هذا، بل وعذره مقبول على الرأس والعينين أيضًا، فإنه قال في ختام ترجمة جعفر بن سليمان [2/ 149]، عقيب كلامه الماضي آنفًا: " .... وأحاديثه ليست=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بالنكرة، وما كان منها منكرًا فلعل البلاء فيه من الراوى عنه .... " والراوي عنه هنا معروف بكثرة المناكير عن الثقات حتى أثخنه النقاد جراحًا، على أن جعفر بن سليمان وإن كان صدوقًا قويَّ الحديث؛ إلا أن بعضهم قد تكلم في روايته عن ثابت البناني خاصة، فقال أبو الفتح الأزدي: (عامة حديثه عن ثابت وغيره فيه نظر ومنكر) كما في "تهذيب التهذيب" (2/ 97]، ونحو هذا قاله ابن المديني كما تراه في "تهذيب الكمال" [5/ 47]، فلو فرضنا أن بعض النقاد قد أعل هذا الحديث بجعفر وحده، ترددنا في تعصيب الجناية برقبته؛ وإن كان في الطريق إليه عقارب ناهسة.
وعلى كل حال: فإعلاله بيحيى الحماني هو الأولى طالما لمَّا يأت ما أشرنا إليه قبلُ؛ فلو ثبت أن الحماني قد توبع عليه، انتقل الإعلال إلى جعفر مباشرة، ولا يرد على ذلك كون جعفر ثقة من رجال مسلم .... إلخ؛ لما مضى من كلام بعض النقاد في روايته عن ثابت البناني؛ وقد جزم الطبراني بكونه قد تفرد به عن ثابت، وقال الهيثمي أيضًا في "المجمع" [1/ 285]:" .... ورواه البزار وضعفه براوٍ آخر".
قلتُ: قد أخرجه البزار [4/ رقم 3579/ كشف]، من طريق صاحبه أبي زيد الآملي عن يحيى الحماني بإسناده به .... ثم قال:"سهيل بن أبي حزم لا يتابع حديثه" كذا قال، والظاهر أن ثمَّ سقطًا قد فات الهيثمي نفسه أثناء عمله في (كشف الأستار) وإلا فلم يسبق ذكر لـ:(سهيل بن أبي حزم) حتى يُعلَّ البزار به تلك الرواية.
لكن للحديث شاهد من رواية أبي موسى الأشعرى؛ وآخر من رواية أبي الطفيل أو أبي حرب بن أبي الأسود، فلننظر فيهما، فنقول:
1 -
أما طريق أبي الطفيل أو أبي حرب: فقد أخرجه الطبراني في "الأوسط"[6/ رقم 5978]، من طريق محمد بن عليّ بن الأحمر عن طالوت بن عباد عن ديلم بن غزوان عن وهب بن أبي دبى عن أبي حرب أو أبي الطفيل قال: .... وذكره نحوه بسياق أتم.
قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن أبي الطفيل إلا بهذا الإسناد، تفرد به ديلم بن غزوان".
قلتُ: وهو صدوق صالح، ومن دونه مثله، سوى وهب بن عبد الله بن أبي دبي فهو شيخ ثقة؛ فالإسناد ظاهره الجودة لو لا ذلك التردد في صاحب الحديث، هل هو (أبو حرب بن أبي الأسود=
3277 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، وحوثرة، قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن رجلًا قال: يا رسول الله، متى تقوم الساعة؟ فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، قال:"أيْنَ السَّائِلُ عَنِ السَّاعَةِ؟ " قال: ها أنا ذا يا رسول الله، قال: فقال: "إِنَّهَا قَائِمَةٌ فَمَا أَعْددْتَ لَهَا؟ ". قال: ما أعددت لها من كبير عمل، غير أنى أحب الله ورسوله فقال:
= أم: (أبو الطفيل عامر الليثي)؛ فإن يكن الثاني؛ فالإسناد موصول؛ وإن يكن الأول: فهو مرسل؛ لكون أبي حرب معدودًا من الطبقى الوسطى من التابعين.
3 -
وأما حديث أبي موسى الأشعري: فله عنه طريقان:
الأول: عند الطبراني في "الكبير"كما في "المجمع"[1/ 285]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[10/ 559]، وسياقه أطول، لكن سنده واهٍ مغمور، راجع الكلام عنه في الضعيفة [13/ 228، 229].
والثاني: أخرجه النسائي في "سننه الكبرى"[10391]، وفى "عمل اليوم والليلة"[رقم 557]، قال: (أخبرني محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم، حدّثنا أسد بن موسى، حدّثنا عافية بن يزيد، عن سليمان الهاشمى، عن أبي بردة، عن أبيه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشى وامرأة بين يديه، فقلتُ: الطريق للنبى صلى الله عليه وسلم، فقالت: الطريق معترض، إن شاء يمينًا، وإن شاء أخذ شمالًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم دعوها فإنها جبارة!
قلتُ: إنها، إنها! قال: إن ذلك في القلب.
قال النسائي: (عافية بن يزيد ثقة، وسليمان الهاشمى لا أعرفه).
قلتُ: سليمان هذا هو ابن عليّ بن عبد الله بن عباس الهاشمى القرشى المدني كما جزم به المزي في "تخفة الأشراف"[8/ 251]، وكذا ذكره في شيوخ عافية في ترجمته من "التهذيب"[12/ 45]، وكان سليمانُ رجلًا صدوقًا شريفًا جوادًا كريمًا، ومن دونه ثقات مشاهير، وأبو بردة هو ابن أبي موسى الأشعري؛ فالإسناد صالح. ولو وقف الإمام الألباني - يرحمه الله - على هذا الطريق النظيف - لنقل الحديث من سلسلته "الضعيفة" إلى (سلسلته "الصحيحة" لكن يأبى الله إلا أن يكون له الكمال وحده.
3277 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [565]، مثل سياق المؤلف هنا؛ وهو عند مسلم [2953]، وأحمد [3/ 228، 269]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1296]، وأبي نعيم في "المعرفة"[رقم 666]، وغيرهم نحو سياق المؤلف ولكن باختصار؛ ولفظ مسلم: (عن أنس أن=
"أَنْتَ مَعَ عَنْ أَحْبَبْتَ" قال: وعنده غلامٌ من الأنصار يقال له: محمدٌ، فقال:"إِنْ يَعِشْ هَذا فَلَنْ يُدْرِكَ الْهِرَمَ حَتَّى تَقومَ السَّاعَهُ"، وهو من نسخة عبد الأعلى.
= رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم متى تقوم الساعة؟! وعنده غلام من الأنصار يقال له: محمد؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يدركه الهرم حتى تقوم الساعة).
وأخرجه أحمد [3/ 168، 228، 288]، والروياني في "مسنده"[رقم 1366]، وغيرهما مثل المؤلف في الآتى [رقم 3278]، بنحو شطره الأول دون قصة الغلام الأنصاري وزادوا في آخره قول أنس:(فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام أشد مما فرحوا به) لفظ أحمد.
كلهم رووه من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك به.
قلتُ: وسنده كسلاسل الذهب الأحمر، وقد توبع عليه حماد بن سلمة نحوه .... تابعه جماعة منهم:
1 -
حماد بن زيد على نحو شطره الأول دون قصة الغلام الأنصاري، وزاد في آخره قول أنس:(فأنا أحب النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبى إياهم، وإن لم أعمل بمثل أعمالهم).
أخرجه البخاري [3485]، ومسلم [2639]، وأحمد [3/ 227]، والمؤلف [برقم 3465]، والبيهقي في "الشعب"[2/ رقم 1512]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1339، 1366]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 555، 556]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 293]، وغيرهم، وهو عند المؤلف [برقم 3281]، دون قول أنس في آخره
وأخرجه البغوي في "تفسيره"[1/ 247]، وفى "شرح السنة"[6/ 300]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 86]، وغيرهما مختصرًا بلفظ:(عن أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله: الرجل يحب قومًا ولا يلحق بهم؟! قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب). وهو عند أبي محمد الرامهرمزي في "المحدث الفاصل"[ص 346]، بجملة:(المرء مع من أحب) فقط، وقد رواه حماد بن سلمة بمثل رواية حماد بن زيد المذكورة عند البغوى والخطيب
…
كما تراه عند أحمد [3/ 59، 268].
2 -
وجعفر بن سليمان على نحو شطره الأول فقط عند مسلم [2639]، بإسناد صحيح إلى جعفر.
3 -
ويونس بن عبيد بلفظ: (رأيت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: فرحوا بشيء لم أرهم فرحوا=
3278 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن رجلًا قال: يا رسول الله، الرجل يحب القوم ولم يعمل بعملهم؟ قال:"الْمَرْءُ مَع مَنْ أَحَبَّ"، قال حمادٌ: وقال في الحديث: فما فرح المسلمون بشيء بعد الإسلام ما فرحوا به.
= بشيء أشد منه، قال رجل: يا رسول الله: الرجل يحب الرجل على العمل من الخير يعمل به ولا يعمل بمثله؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب).
أخرجه أبو داود [5127]، بإسناد صحيح إلى يونس: وهو ابن عبيد بن دينار الإمام العامل، ويأتي هذا الطريق عند المؤلف أيضًا [3280]، وهو عند الخطيب في "تاريخه"[13/ 454]، بجملة:(المرء مع من أحب) وحسب، وإسناده صحيح إلى يونس أيضًا.
4 -
وحسين بن واقد على نحو شطره الأول فقط عند أحمد [3/ 198]، بإسناد حسن إليه.
5 -
وسليمان بن المغيرة بلفظ: (جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: الرجل يحب الرجل ولا يستطيع أن يعمل كعمله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المرء مع من أحب، قال أنس: فما رأيتُ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحوا بشيء قط إلا أن يكون الإسلام ما فرحوا بهذا من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أنس: فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نستطيع أن نعمل كعمله؛ فإذا كنا معه فحسبنا) أخرجه أحمد [3/ 221].
6 -
وشعبة بلفظ: (عن أنس أن رجلًا قال: يا رسول الله: يحب القوم ولا يعمل بعملهم، [كذا على حذف مبتدأ تقديره: (الرجل يحب القوم
…
إلخ) ونحو ذلك قال: المرء مع من أحب) أخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"[برقم 1375]، من طريق ابن أبي الجحيم عن إبراهيم بن حميد الطويل عن شعبة عن ثابت البناني عن أنس به.
قلت: وهذا إسناد قوي إلى شعبة؛ وابن أبي الجحيم هو إبراهيم بن محمد بن إسحاق البصري ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 88]، وترجمه بما يدل على كونه يعرفه، على أن توثيقه لهذه الطبقة معتمد كما شرحناه في "المحارب الكفيل" وقبلنا المعلِّمي في "التنكيل" وقد سئل عنه الدارقطني فقال:(لا بأس به غلط في أحاديث) كما في "سؤالات الحاكم له"[ص 100/ رقم 44]، وإبراهيم بن حميد الطويل وثقه ابن حبان وقال:"يخطئ" وكذا وثقه أبو حاتم الرازي - على تعنته - كما في الجرح والتعديل [2/ 94]، وللحديث طرق أخرى عن أنس به مثله
…
وبعضها مفرَّقًا.
3278 -
صحيح: انظر قبله، وحماد هو ابن سلمة.
3279 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ يَهُودِيًّا أَوْ نَصْرَانِيًّا
…
".
3280 -
حَدَّثَنَا وهب بن بقية الواسطي، حدّثنا خالدٌ، عن يونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس، قال: أتى رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: الرجل يحب القوم على العمل من الخير يعملون، ولما يعمل بمثله؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ - أَوْ مَعَ مَنْ يُحِبُّ"، قال: ففرح بذلك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرحًا لم أرهم فرحوا بشيء مثل فرحهم به.
3281 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال:"مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟ " قال: أحب الله ورسوله، قال:"فَإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، قال أنسٌ: فأنا أحب الله ورسوله.
3279 - صحيح: أخرجه مسلم [43]، وأحمد [3/ 174، 230، 288]، وابن حبان [237]، والبيهقي في "الشعب"[2/ رقم 1624]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1328]، وابن قدامة في "المتحابين في الله"[ص 32/ رقم 16]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 283]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس به
…
قلتُ: ولفظ المؤلف مختصرًا ببعضه، وتمام الحديث:(ثلاث من كُنَّ فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، والرجل يحب القوم لا يحبهم إلا في الله، والرجل إن قذف في النار أحب إليه من أن يرجع يهوديًا أو نصرانيًا) هذا لفظ ابن حبان؛ وهو عند الباقى نحوه؛ وكلهم ذكروا: (يرجع يهوديًا أو نصرانيًا) في آخر الفقرة الأخيرة الماضية؛ وهى عند المؤلف بخلاف ذلك، فأراه وهمًا من بعضهم، خلط آخر الفقرة الثالثة بأول الفقرة الأولى، مع أنها تمام الفقرة الأولى كما مضى في لفظ ابن حبان، فتأمل!
وللحديث طرق كثيرة عن أنس به نحوه
…
مضى منها [رقم 2813، 3000].
3280 -
صحيح: مضى الكلام عليه سابقًا [برقم 3277].
3281 -
صحيح: انظر قبله.
3282 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان، فواصل ناسٌ من أصحابه، فقال:"لَوْ مُدَّ لِيَ الشَّهْر لَوَاصَلْتُ وِصَالا يَدَعُ الْمُتَعَمِّقونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنِّي أَظَلُّ يُطْعِمُنِي رَبِّي وَيَسْقِينِي".
3283 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى بن حماد، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتناوله رسول الله وهو في عباءة يهنأ
3282 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 253]، وابن حبان [6414]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1353]، والفريابى في "الصيام"[رقم 26]، وأبو عوانة [رقم 2221]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس به.
قلتُ: وقد توبع عليه حماد: تابعه:
1 -
حميد الطويل على مثله عند البخاري [6814]، ومسلم [1104]، وأحمد [3/ 124، 200]، والبيهقي في "سننه"[8160]، وفي "المعرفة"[رقم 268]، وأبي عوانة [رقم 2251]، والبغوي في "شرح السنة"[3/ 245]، والمؤلف [برقم 3501]، ومن طريقه الهروي في "ذم الكلام"[3/ رقم 411]، وغيرهم.
2 -
وسليمان بن المغيرة على نحوه في سياق أتم عند مسلم [1104]، وأحمد [3/ 193]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1266]، ومن طريقه الحافظ في "التغليق"[3/ 473 - 474]، وغيرهم.
3283 -
صحيح: أخرجه مسلم [2144]، وأبو داود [4951]، وأحمد [3/ 175، 212]، وابن حبان [4531]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1254]، والبيهقي في "سننه"[19087]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1321]، وأبو عوانة [رقم 6923]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 66]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم البناني عن أنس بن مالك به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: (حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس
…
) هي سلسلة الذهب، وقد رواه أحمد [3/ 287]، من هذا الطريق به
…
لكنه ذكر في أوله قصة وقعت لأم سليم مع أبي طلحة
…
وتأتي تلك القصة عند المؤلف من رواية عمارة بن زاذان عن ثابت البناني عن أنس به [برقم 3398]، وقد توبع حماد بن سلمة عليه: =
بعيرًا له، فقال:"هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟ " قلت: نعم، فناولته تموات فألقاهن في فيه فلاكهن، ثم فغر فا الصبي فمجه في فيه، فجعل يتلمظه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرُ"، وسماه عبد الله.
3284 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبي بكر المقدمى، حدّثنا محمد بن ثابت بن عبيد الله
= 1 - تابعه سليمان بن المغيرة على نحوه مع قصة في أوله - وقد مضى الإشارة إليها - عند أحمد [3/ 196]، والطبراني في "الكبير"[25/ 288]، والبيهقي في "الشعب"[7/ 9738]، والطحاوي في "المشكل"[3/ 65]، وغيرهم؛ وهو عند الطيالسي أيضًا [2056]، ومن طريقه أبو نعيم في "المعرفة"[3695]، وكذا البيهقى في "سننه"[6922]، ووقعت عنده رواية سليمان مقرونة مع رواية حماد بن سلمة وجعفر بن سليمان، ثلاثتهم عن ثابت البناني عن أنس به.
2 -
وجعفر بن سليمان على نحوه مع قصة في أوله - مضى الإشارة إليها - عند ابن حبان [7187]، والشجري في الأمالي [2/ 3]، من طريقين عن الصلت بن مسعود عن جعفر به.
قلتُ: وطريق ابن حبان إليه صحيح؛ ورواية جعفر أيضًا عند الطيالسي ومن طريقه أبو نعيم والبيهقي كما مضى في الذي قبله.
3 -
وعمارة بن زاذان على نحوه مع قصة في أوله أيضًا عند ابن حبان [7188]، والمؤلف [برقم 3398]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 431]، وغيرهم؛ وعمارة مختلف فيه، وهو صاحب مناكير عن ثابت البناني كما قاله الإمام أحمد، وقد أتى في روايته في أوله بما لم يأت به غيره من الثقات عن ثابت، فقال في أثناء سياقه الآتى عند المؤلف [برقم 3398]: ( .... فقامت أم سليم فغسلته وكفنته وسجت عليه ثوبًا
…
).
ولفظ التغسيل والتكفين لم يأت به أحد غيره في هذا الحديث، على تعدد طرقه إلى أنس بن مالك، وقد مضى أنه صاحب مناكير عن ثابت البناني، فلا عبرة بما ينفرد به عن ثابت، وقد وقع أيضًا في روايته عند ابن حبان وابن سعد زيادة: (وحنَّطته
…
) بعد قوله: (فغسلته وكفنته
…
)، وهى زيادة غير محفوظة مثل أختيها، وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه.
3284 -
صحيح: علقه البخاري في "تاريخه"[1/ 170]، ووصله ابن أبي عاصم في "السنة"[2/ رقم 832/ ظلال]، من طريق محمد بن أبي بكر المقدمي عن محمد بن عبيد الله القطان [وعند البخاري:(محمد بن عبيد الله العصرى)]، عن ثابت البناني عن أنس به.=
العصري، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"شَفَاعَتِي لأَهْلِ الْكَبَائِر مِنْ أُمَتِي".
= قلتُ: هكذا وقع عند البخاري وابن أبي عاصم: (محمد بن عبيد الله
…
) زاد البخاري: (العصري) وهذا النسب عند المؤلف؛ وزاد ابن أبي عاصم: (القطان) ولعله لقبه فلا تعارض؛ أما ما وقع عند المؤلف هنا: (محمد بن ثابت بن عبيد الله العصري) فخطأ محض، وما أرى اسم:(ثابت) إلا زيادة مقحمة من الناسخ، ولعله ظنه محمد بن ثابت العبدي أبا عبد الله البصري، فهو ينسب إلى (العصري) أيضًا؛ وهى بطن من عبد القيس كما يقوله الحافظ في "تهذيبه"[9/ 70]، ترجمة (محمد بن ثابت) والصحيح في اسمه هو الأول؛ وبه ترجمه البخاري في "تاريخه" وذكر له هذا الحديث؛ وكذلك ترجمه ابن حبان في "المجروحين"[2/ 282]، فقال: "محمد بن عبد الله العصري من أهل البصرة، يروى عن ثابت البناني، روى عنه محمد بن أبي بكر المقدمي
…
" وعنه نقل ترجمته الذهبي في "الميزان" لكن تسمية ابن حبان لأبيه بـ (عبد الله) هكذا مكبرًا، ما أراه إلا وهمًا من ناسخ "المجروحين" أو هو من ابن حبان نفسه، وقد قال الحافظ في "اللسان" [5/ 218]: "والظاهر أن اسم أبيه: عبيد الله، مصغرًا".
قلتُ: وهو الصواب، وهكذا وقع عند البخاري والمؤلف وابن أبي عاصم كما مضى؛ إذا عرفتَ هذا: فلننظر في حال (محمد بن عبيد الله العصري القطان) قال الإمام في "ظلال الجنة"[2/ 92] معلقًا على سند ابن أبي عاصم لهذا الحديث: "
…
رجاله ثقات رجال الشيخين غير محمد بن عبيد الله القطان فلم أعرفه" كذا قال، وقد عرفه ابن حبان فقال في "المجروحين" [2/ 282]: "منكر الحديث جدًّا، يروى عن ثابت ما لا يتابع عليه؛ كأنه ثابت آخر، لا يجوز الاحتجاج به؛ ولا الاعتبار بما يرويه إلا عند الوفاق للاستئناس به".
قلتُ: لكنه لم ينفرد به؛ بل تابعه جماعة عليه: منهم:
1 -
حماد بن سلمة على مثله عند الخطيب في "تاريخه"[1/ 396]، وابن عساكر في "تاريخه"[13/ 409]، من طريق أبي القاسم إسماعيل بن على بن على الخزاعي عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن كثير الصيرفي قال: دخلنا على أبي نواس نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقال له عيسى بن موسى الهاشمى: يا أبا عليّ أنت في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وبينك وبين الله هنات، فتب إلى الله، فقال لهم أبو نواس: أسندوني، فلما استوى=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= جالسًا قال: إياى تُخوِّف باللَّه؟! وقد حدثني (حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس قال .... ) وساق الحديث.
قلتُ: وهذا إسناد كاسد فاسد ليس له سوق يباع فيه أو يشترى، وكيف وفيه أمثال:
1 -
إسماعيل بن عليّ الخزاعي الذي يقول عنه الخطيب: "ليس بثقة" وقال الدارقطني: "لم يكن مرضيًا" وقال الذهبي في "الميزان": "متهم يأتي بأوابد" راجع ترجمته في "اللسان"[1/ 421]، وقد تلَّون فيه كما يأتي.
2 -
وشيخه محمد بن إبراهيم بغدادي مغمور لا يعرف له حال، راجع "اللسان"[5/ 23]، وفى ترجمته ساق الخطيب له هذا الحديث في "تاريخه".
3 -
وأبو نواس وما أدراك ما أبو نواس؟! ذاك الحسن بن هانئ الشاعر المفْلِق المشهور، من رجال أبي الفرج الأصفهاني في "الأغاني" أما الرواية فلها رجال آخرون لا يشربون الصهباء، ولا يتغزلون في الغلمان؛ وما عرفوا التشبُّب بالنساء والولع بالمحرمات، فضلًا عن التصريح بالفاحشة في أشعارهم، واللَّه حسيب الآخر؟!
وقد عاد إسماعيل بن عليّ الخزاعي ورواه على لون آخر عن أبي نواس، كما تراه عند ابن النجار في "ذيل التاريخ المجدد لمدينة السلام"[3/ 142].
2 -
وتابعه أيضًا: الحكم بن الخزرج على مثله عن ثابت البناني عند الطيالسي في "مسنده" كما ذكره الإمام في "ظلال الجنة"[2/ 92]، ومن طريقه ابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 397]، واللالكائي في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم 2064/ طبعة دار البصيرة].
وابن الخزرج هذا وثقه ابن معين وابن حبان، فالإسناد قوي؛ وقد كناه أبو داود الطيالسي في روايته عنه بـ (أبي عثمان) وانقلب هذا في سند اللالكائي، فوقع عنده:(الخزرج (بن عثمان) كذا، وهو غلط ظاهر، ولم ينتبه له المعلق على "شرح الاعتقاد"/ طبعة دار البصيرة) ولا المعلق على (طبعة دار طيبة) فأصْلِحه منْ هنا.
3 -
وتابعهم أيضًا: معمر بن راشد على مثله عند الترمذي [2435]، وابن حبان [6468]، والحاكم [1/ 139]، وعنه البيهقي في "الشعب"[1/ رقم 310]، وفى "سننه"[15616]، والخطابى في الغنية عن الكلام وأهله [ص 42]، بإسناد صحيح إليه؛ وهذا أصح طريق عن ثابت البناني.
وللحديث طرق أخرى عن أنس به
…
فانظر الآتى [برقم 3284، 4304].
3285 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا عبد العزيز بن المختار، حدّثنا ثابتٌ البنانى، حدّثنا أنسٌ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَآنِى فِي المنَامِ فَقَدْ رَآنِى، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لا يَتَمَثَّلُ بِى، وَرُؤْيَا المُؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وأرْبَعِينَ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
2386 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالد، حدّثنا عبيد بن مسلم، صاحب السابرى، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ تَمِيلُ أَحْيَانًا وَتَقُومُ أَحْيَانًا".
3285 - صحيح: أخرجه البخارى [6593]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 415]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2972]، وأحمد [3/ 269]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 164]، وابن عبد البر في "التمهيد"[1/ 282]، وغيرهم من طريقين (عفان بن مسلم، ومعلّى بن أسد) عن عبد العزيز بن المختار عن ثابت البنانى عن أنس به
…
مثل سياق المؤلف.
قلتُ: قال البغوى: "هذا حديث صحيح .... " وهو كما قال؛ وسنده هنا صحيح أيضًا، وقد وقع شطره الثاني عند ابن عبد البر هكذا: (
…
ورؤيا المؤمن جزء من ستة وعشرين جزءًا من النبوة) كذا عنده، وقال عقبه:"هكذا في حديث أنس هذا، وهو حسن الإسناد" قال الحافظ في "الفتح"[12/ 363]، بعد أن ذكر رواية ابن عبد البر الماضية:"والمحفوظ من هذا الوجه كالجادة" يعنى مثل لفظ المؤلف وغيره: (جزء من ستة وأربعين جزءًا
…
" وهو كما قال الحافظ؛ فلعل ما وقع عند ابن عبد البر وهم من بعضهم، وقد توبع عبد العزيز بن المختار على شطره الثاني فقط.
تابعه شعبة عند مسلم [2264]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4754]، والبزار في "مسنده" كما في "الفتح"[12/ 374]، والحافظ في "التغليق"[3/ 428]، وغيرهم، قال البزار:"لا نعلم رواه عن ثابت إلا شعبة" كذا قال، ورواية عبد العزيز بن المختار ترد عليه كما قال الحافظ في "الفتح"[12/ 374]، وللحديث طرق أخرى عن أنس به
…
مضى أحدها [برقم 3237]، ويأتى بعضها [برقم 3430]، وهذه الطرق لشطره الثاني فقط.
3286 -
ضعيف: أخرجه البخارى في "تاريخه"[6/ 4]، وأبو الشيخ في "الأمثال"[رقم 341]، والرامهرمزى أيضًا في "الأمثال"[رقم 38]، والدارقطنى في "الغرائب والأفراد"[رقم 718/ أطرافه]، والبغوى في "حديث هدبة بن خالد"[1/ 246/ 2]، كما في "الصحيحة"=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [5/ 353]، وعنه اللالكائى في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم 1684/ طبعة دار البصيرة]، والضياء في المختارة [ق 49/ 2]، والبزار في "مسنده"[ص 82/ - زوائده]، كما في "الصحيحة"[5/ 353]، أيضًا، كلهم من طرف عن هدبة بن خالد عن عبيد بن مسلم صاحب السابرى عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: هذا إسناد جوَّده العراقى في تخريج "الإحياء"[4/ 16]، ومثله الإمام في "الصحيحة"، وظاهره كذلك، إلا أنه معلول، فرجاله كلهم ثقات مشاهير سوى عبيد بن مسلم صاحب السابرى هذا؛ فهو شيخ صدوق إن شاء الله؛ روى عنه جماعة من الثقات ووثقه ابن حبان؛ ولم يتكلم فيه أحد فيما أعلم، فحديثه على السلامة ما لم ينكره عليه أحد النقاد، وهذا الحديث خاصة قد أورده الدارقطنى في "الغرائب والأفراد" ثم قال:"فيه عبيد بن مسلم صاحب السابرى عن ثابت".
قلتُ: ووجه إنكاره عليه: أن ثابتًا البنانى ثقة عالم كبير القدر، كثير الحديث؛ له تلاميذ وأصحاب لازموه وكتبوا حديثه ونشروه في الأمصار والبلدان، أمثال: حماد بن سلمة وحماد بن زيد وشعبة وسليمان بن المغيرة وجرير بن حازم وحبيب بن الشهيد وحميد الطويل وسلام بن مسكين وعبيد الله بن عمر العمرى ومعمر ويونس بن عبيد، وأضرابهم؛ فأين كانوا - أو بعضهم - عن مثل ذلك الحديث الفائدة؟! وتفرد صاحب السابرى عن ثابت البنانى بمثل هذا دون متابع له من أصحاب ثابت؛ فمما لا يقبل منه على التحقيق؛ ولهذا المعنى أنكره الدارقطنى عليه بذكره له هذا الحديث في "الغرائب والأفراد" وليس عبيد بن مسلم ممن يحتمل الإغراب عن مثل ثابت بن أسلم.
وللحديث طرق أخرى عن أنس لا يصح منها شئ قط، وكلها مناكير وأفراد، وقد مضى بعضها [برقم 3080]، ويأتى له طريق آخر عن ثابت البنانى [برقم 3475]، وهو طريق منكر أيضًا، فيه يوسف بن عطية الصفار، وقد تركه جماعة؛ وضعفه آخرون، وقال البخارى وغيره:"منكر الحديث" وهو في ثابت البنانى أشد منه ضعفًا في غيره، قال الحاكم:"روى عن ثابت أحاديث مناكير" وقال الساجى: "كان يغير أحاديث ثابت عن الشيوخ، فيجعلها عن أنس" وهو من رجال التهذيب.
ونعم: للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة بمثله؛ إلا أنها شواهد متداعية البنيان؛ ليس لها حظ من الصحة أصلًا، والمحفوظ في هذا الباب هو حديث أبى هريرة الآتى عند المؤلف [برقم 6294]، فانظر لفظه هناك.
3287 -
حَدَّثَنَا هدبة، وحوثرة، قالا: حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: قدم أهل اليمن على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: ابعث معنا رجلا يعلمنا قال: فأخذ بيدى أبى عبيدة فبعثه معهم، وقال:"هَذَا أمين هَذِهِ الأُمَّةِ".
3287 - صحيح: أخرجه مسلم [2419]، وأحمد [3/ 125، 146، 175، 212،286]، والحاكم [3/ 299]، والبيهقي في "سننه"[2101]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1345]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 240]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 411]، وابن عساكر في "تاريخه"[25/ 453، 454]، وفى "المعجم"[رقم 553]، وعليّ بن عمر الحربى في "الفوائد المنتقاة"[رقم 129]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[رقم 2234، 2235]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به .... وزاد مسلم والبيهقى وابن سعد وهو رواية لأحمد وابن عساكر في "تاريخه" وكذا المؤلف كما يأتى [برقم 3515]، قوله: (يعلمنا السنة والإسلام
…
) بعد قوله: (ابعث معنا رجلًا
…
) وفى رواية أخرى لأحمد: (يعلمنا كتاب ربنا والسنة
…
) ولفظ الحاكم: (يعلمنا القرآن)
قلتُ: وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه:
1 -
حماد بن زيد على مثل سياق المؤلف عند الآجرى في "الشريعة"[رقم 1743]، بإسناد صحيح إليه.
2 -
وشعبة ولكن مختصرًا بلفظ: (لكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح) أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[7/ 175]، وابن عساكر في "تاريخه"[25/ 455]، كلاهما من طريقين عن محمد بن هارون بن حميد - وثقه الخطيب - عن محمد بن سهل بن عسكر عن سليمان بن حرب عن شعبة به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى شعبة، لولا أن ابن عسكر قد خولف فيه، خالفه عبد بن حميد وإسماعيل القاضى وابن سعد وغيرهم، كلهم رووه عن سليمان بن حرب فقالوا: عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس
…
وهذا أراه الصواب إن شاء الله؛ وإن كان لا مانع أن يكون لسليمان بن حرب فيه أكثر من شيخ، لكن ينقدح في صدرى وهم ابن عسكر في سنده على سليمان، وللحديث طرق أخرى عن أنس بن مالك به نحوه
…
3288 -
حَدَّثَنَا شيبان، وهدبة بن خالد، قالا: حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، ثْمَّ دَفَعْتُهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ: امْرَأَةِ قَيْنٍ بِالمدِينَةِ"، وفى حديث شيبان: فانطلق يأتيه، وفى حديث هدبة: فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيه فاتبعته، فانتهينا إلى أبى سيف وهو ينفخ في غيره، وقد امتلأ البيت دخانًا، فأسرعت المشى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقلت: يا أبا سيف، جاء رسول الله فأمسك، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصبى، فضمه إليه وقال ما شاء الله أن يقول، قال: فلقد رأيته بعد ذلك وهو يكيد بنفسه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفى حديث هدبة: وعين رسول الله تدمع، وفى حديث شيبان: فدمعت عينا رسول الله - فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تَدْمَعُ الْعَيْن وَيَحْزَن الْقَلْبُ، وَلا نَقولُ إِلا مَا يُرْضِى رَبَّنَا" وفى حديث شيبان: "وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبرَاهِيمُ لمَحْزُونُونَ" وفى حديث هدبة: "وَإِنَّا بِكَ يَا إِبرَاهِيمُ لمَحْزُونونَ".
3289 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابتٌ، قال: قال أنسٌ:
3288 - صحيح: أخرجه مسلم [2315]، وأبو داود [3126]، وأحمد [3/ 194]، وابن حبان [2902]، وابن أبى شيبة [12126]، والبيهقى في "سننه"[6942]، وفى "الدلائل"[رقم 2159]، وفى "الآداب"[رقم 754]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 19]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 140]، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 194]، والحافظ في "التغليق"[1/ 363]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم مختصرًا.
قلتُ: وقد توبع عليه سليمان على نحوه
…
تابعه قريش بن حيان عند البخارى [1241]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 1062]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 89]، وغيرهم.
3289 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 135، 257]، وابن حبان [6054]، والنسائى في (الكبرى) كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 6025]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1275]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2953]، وابن أبى الدنيا في "المنامات"[رقم 314]، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[6/ 120]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.=
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تعجبه الرؤيا، فربما رأى الرجل الرؤيا فسأل عنه إذا لم يكن يعرفه،
فإذا أثنى عليه معروفًا، كان أعجب لرؤياه عليه. فأتته امرأة، فقالت: يا رسول الله، رأيت
كأنى أتيت فأخرجتُ من المدينة، فأدخلتُ الجنة، فسمعت وجبةً ارتجت لها الجنة، فنظرت فإذا فلان ابن فلان، وفلان ابن فلان، فسمت اثنى عشر رجلًا - كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد بعث سريةً بمثل ذلك - فجئ بهم عليهم ثيابٌ طلسٌ، تشخب أوداجهم، فقيل: اذهبوا بهم إلى نهر البيذج - أو البيرح - قال: فغمسوا فيه، فخرجوا وجوههم كالقمر ليلة البدر، فأتوا بصفحة من ذهب فيها بسرةٌ، فأكلوا من بسره ما شاؤوا، فما يقلبونها من وجه إلا أكلوا من الفاكهة ما أرادوا، وأكلت معهم، فجاء البشير من تلك السرية، فقال: كان من أمرنا كذا وكذا، فأصيب فلانٌ وفلانٌ، حتى عد اثنى عشر رجلًا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم المرأة، فقال:"قُصِّى رُؤْيَاكِ" فقصتها وجعلت، تقول: جئ بفلان، وجئ بفلان، كما قال.
3290 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن سلام الجمحى، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، وحميد،
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم كما قاله الحافظ الضياء ابن عبد الواحد، ونقله عنه ابن كثير في "تفسيره"[7/ 522/ طبعة دار طيبة]، وقال الهيثمى في "المجمع" [7/ 365]:"رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح" ونقل المناوى في "الفيض"[5/ 228]، عن السيوطى أنه رمز له بالحسن، ثم قال المناوى:، "وهو كما قال أو أعلى .... " واللَّه المستعان.
3290 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 152، 247]، وابن حبان [6471]، وبقى بن مخلد في "الحوض والكوثر"[رقم 37]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 3488/ كشف]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن أبى الدنيا في "صفة الجنة"[رقم 72]، وزاد: "فإذا هو نهر يجرى ولم يشق شقّا) بعد قوله: (أعطيت الكوثر) ولفظ بقى بن مخلد: (
…
عن ثابت قال: أخبرنى أنس في قوله: {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1]، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الكوثر نهر في الجنة يجرى على وجه الأرض، حافتاه قباب) ولفظ البزار:(أعطيت الكوثر، فضربت بيدى، فإذا مسكة ذفرة، وإذا حصاها اللؤلؤ، وإذا حافتاه - أظنه قال - قباب يجرى على الأرض جريًا ليس بمشمقوق) وهو عند أحمد نحو هذا السياق.
وسند الحديث صحيح على شرط مسلم؛ (وحماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك) =
عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ فَضَرَبْتُ بِيَدِى إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا مِسْكٌ أَذْفَرُ، وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤلؤُ، وَإِذَا حَافَّتَاهُ قِبَابُ الذُّرِّ".
3291 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، وحميد، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يقول:"اسْتَوَوْا - مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثًا - وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِى كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ"، وزاد حميدٌ في الحديث:"اسْتَوُوا وَتَرَاصُّوا".
= هي سلسلة الذهب، وليت البخارى قد زان (صحيحه) ببعضٍ من أفراد تلك الترجمة العجيبة، وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه
…
فانظر الماضى [برقم 2876، 3186].
• تنبيه: حميد في سنده: هو ابن أبى حميد الطويل؛ ولم أجده مقرونًا مع ثابت عند غير المؤلف، وسيأتى الحديث عنه وحده عن أنس به
…
عند المؤلف [برقم 3726].
3291 -
صحيح: أخرجه أبو نعيم في "الدلائل"[رقم 343]، من طريق موسى بن هارون عن كامل بن طلحة عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى وحميد الطويل كلاهما عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح؛ وقد توبع عليه كامل بن طلحة.
1 -
تابعه عبد الرحمن بن سلام كما عند المؤلف هنا.
2 -
وتابعه مؤمل بن إسماعيل على مثله عند الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2667]، ومؤمل ليس في الرواية بمؤمَّل، وقالت الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن حماد عن ثابت إلا مؤمل" كذا قال، ومتابعة كامل بن طلحة وعبد الرحمن بن سلام تردان عليه، وكذا تابعهم آدم بن أبى إياس على مثله عند أبى عوانة [رقم 1082].
وقد رواه عفان بن مسلم - في رواية عنه - عن حماد بن سلمة عن حميد الطويل به وحده عن أنس عند أحمد [3/ 286]، وقد توبع عليه على هذا الوجه عن حميد وحده عن أنس به نحوه .... تابعه جماعة كما يأتى الكلام عليه [برقم 3720، 3721،3858]، ورواه جماعة آخرون - منهم عفان بن مسلم - عن حماد بن سلمة عند ثابت البنانى وحده به عن أنس
…
عند النسائي [813]، وأحمد [3/ 268، 286]، والمؤلف [برقم 3514]، وغيرهم؛ وقد توبع عليه حماد عن ثابت وحده عن أنس: تابعه معمر بلفظ: (تعاهدوا هذه الصفوف؛ فإنى أراكم من خلفى).
أخرجه عبد الرزاق [2427]، و [2463]، وعنه أحمد [3/ 161]، وعبد بن حميد في =
3292 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال صلى الله عليه وسلم:"يَخْرُجُ رَجُلانِ مِنَ النَّارِ فَيُعْرَضَانِ عَلَى اللَّهِ، فَيُوَجَّهُ بِهِمَا عَلَى النَّارِ - فذكر نحو حديث عبد الرحمن - فَيَدْخُلُونَ الجَنَّةَ".
= "المنتخب"[1251]، وغيرهم، وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه. فانظر الماضى [برقم 3156،2971].
3292 -
صحيح: أخرجه مسلم [192]، وأحمد [3/ 285،221]، وابن حبان [1312]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 315]، [6/ 253]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1312]، وابن أبى الدنيا في "حسن الظن باللَّه"[رقم 17]، وابن أبى عاصم في "السنة"[رقم 853/ ظلال]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 860]، وأبو عوانة [رقم 345]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 469]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 50]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى [وقُرِنَ معه أبو عمران الجونى عند الجميع سوى ابن حبان والمؤلف هنا] عن أنس بن مالك به
…
وعند الجميع سوى المؤلف هنا وابن حبان: (يخرج من النار: أربعة
…
) بدل: (يخرج رجلان من النار
…
)، واللفظ الثاني هو رواية ثابت عن أنس، أما اللفظ الأول:(يخرج من النار أربعة) فهو رواية أبى عمران الجونى [وهو مقرون في روايته مع ثابت البنانى عند الجميع سوى المولف هنا وابن حبان] عن أنس كما جاء ذلك عند أحمد في الموضع الثاني وابن منده وأبى نعيم وعبد بن حميد وابن أبى الدنيا والبيهقى وأبى عوانة والبغوى، فلفظ البيهقى: (يخرج من النار، قال أبو عمران: أربعة، وقال ثابت: رجلان
…
) وساق الحديث؛ هكذا ذكر ذلك التفصيل المشار إليه .... وسياق المؤلف هنا فيه اختصار، وقد ساقه تمامًا في الآتى [برقم 3359]، بلفظ:(حدّثنا عبد الرحمن - هو ابن سلام - حدّثنا حماد - هو ابن سلمة - عن ثابت - هو البنانى - وأبى عمران - هو الجونى - عن أنس قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم]: يخرج من النار - قال أبو عمران: أربعة؛ وقال ثابت: رجلان؛ فيعرضون على ربهم؛ فيؤمر بهم إلى النار؛ فيلتفت أحدهم فيقول: أي رب: قد كنتُ أرجو إنْ أخرجتنى منها أن لا تعيدنى فيها، فينجيه الله منها .... ) وهو عند الجميع بنحو هذا السياق، ولفظ ابن حبان في شطره الأخير: (
…
فيلتفت أحدهما فيقول: يارب، ما كان هذا رجائى، قال: وما كان رجاؤك؟! قال: كان رجائى إذ أخرجتنى منها أن لا تعيدنى، فيرحمه الله فيدخله الجنة).=
3293 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن فتًى من أسلم، قال: يا رسول الله، إنى أريد الجهاد وليس لى ما أتجهز به، قال:"اذْهَبْ إِلَى فُلانٍ الأَنْصَارِيِّ، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ، فَقُلْ لَهُ: يُقْرِئُكُ رَسُولُ اللَّهِ السَّلامَ وَيَقُولُ لَكَ: ادْفَعْ لِي مَا تَجَهَّزَتَ بِهِ" فأتاه فقال الرجل - أحسبه لامرأته: لا تخفى منه شيئًا، فواللَّه لا تخفى منه شيئًا فيبارك لنا فيه.
= قلتُ: وسنده كالأسطوانة، وله شواهد بمعناه أيضًا.
• تنبيه: قد سقط ذِكْرُ النبي صلى الله عليه وسلم من سند المؤلف، في الطبعتين، فصار الحديث موقوفًا! ومشى على ظاهره حسين الأسد، فقال في "تعليقه" [6/ 48]:"إسناده صحيح، وهو موقوف" ولم ينتبه إلى ذلك السقط المشار إليه، ولا وجه عندى للقول بوقفه اغترارًا بما وقع في سند المؤلف في تينك الطبعتين؛ لأن المؤلف قد رواه من طريق هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة بإسناده به
…
وقد أخرجه مسلم وابن حبان من طريق هدبة أيضًا عن حماد بإسناده به مرفوعًا
…
واحتمال كون هدبة قد اختلف عليه في وقفه ورفعه، هو احتمال أبعد ما بين المشرق والمغرب في ذوقى.
فإن قيل: قد رواه عبد الرحمن بن سلام عن حماد بن سلمة فوقفه على أنس أيضًا، مثل رواية هدبة هنا، كما يأتى عند المؤلف أيضًا [برقم 3359].
قلنا: قد رواه أبو نعيم في "الحلية"[2/ 315]، من طريق عبد الرحمن بن سلام عن حماد بإسناده به مرفوعًا غير موقوف، فَعُلِمَ بهذا: أن ذِكْرَ النبي صلى الله عليه وسلم قد سقط أيضا في ذلك الموضع الآخر عند المؤلفَ واحتمال أن يكون ذلك من قبيل الاختلاف في سنده على عبد الرحمن بن سلام، هو احتمال بعيد ليس ثمَّ ما يؤيده أصلًا، بل يؤيِّد خلافه كون الجماعة قد رووه عن حماد بن سلمة بإسناده به مرفوعًا .... كما مضى. وهذا ما عندى. واللَّه المستعان.
3293 -
صحيح: أخرجه مسلم [1894]، وأبو داود [2780]، وأحمد [3/ 207]، وابن حبان [4730]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1330]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 109]، والبيهقى في "سننه"[17620]، وأبو عوانة [رقم 5237]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 183] وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3204]، وابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 236]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وليس عند ابن السنى قوله: (فأتاه فقال الرجل - أحسبه لامرأته - لا تخفى
…
إلخ).=
3294 -
حَدَّثَنَا بشر بن هلال الصواف، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع بكاء الصبى وهو في الصلاة فيقرأ بالسورة الصغيرة والسورة الخفيفة.
= قلتُ: قال البغوى: "هذا حديث صحيح" وهو كما قال.
3294 -
صحيح: أخرجه مسلم [470]، وأحمد [3/ 153، 156]، وابن خزيمة [رقم 1609]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 86]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1371]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 291]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 208]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 149]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 88]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 99]، وأبو عوانة [رقم 1243]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 316]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 156]، وغيرهم من طرق عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ وجعفر بن سليمان قوى الحديث، أحد علماء الشيعة، وعنه أخذ عبد الرزاق بدعة التشيع! كما يقول الذهبى في ترجمة جعفر من "تذكرة الحفاظ"[1/ 241]، وقد تكلم بعضهم في روايته عن ثابت البنانى فقال الأزدى كما في "التهذيب" [2/ 97]: "
…
عامة حديثه عن ثابت وغيره فيه نظر ومنكر".
قلتُ: وهذا تعنُّتٌ من أبى الفتح كعادته، ثم إن جعفرًا مكثر جدًّا عن ثابت البنانى حتى قال الذهبى:(كان راوية ثابت البنانى) فلا مانع أن يغرب جعفر على ثابت أو ينفرد عنه بعدة أحاديث دون متابع، شأنه في ذلك شأن غيره من ثقات النقلة المكثرين عن بعض شيوخهم، نعم قد نعتبر بقول الأزدى وغيره في مواطن معروفة، منها أن يخالف جعفرًا من هو أوثق منه في ثابت؛ مع عدم إمكان الجمع بين المختلف فيه متنًا أو إسنادًا.
ومنها: أن يجزم بعض النقاد بتوهيم جعفر في رواية انفرد يها عن ثابت على وجهٍ ما؛ أو أعلَّ حديثًا برواية جعفر له عن ثابت، ونحو ذلك.
ومنها: أن تكون الرواية التى يرويها جعفر عن ثابت ظاهرة النكارة، ولا مجال لإعلالها إلا بالحمل على ما قاله بعضهم في ما يرويه جعفر عن ثابت، أما غير ذلك فهو على السلامة حتى يظهر خلاف ذلك؛ وهذا الحديث بخصوصه قد احتج به مسلم في "صحيحه" كما مضى؛ كما أن له طرقًا أخرى عن أنس بنحوه .. =
3294 م - حَدَّثَنَا قطن بن نسير الغبرى،، حدّثنا جعفرٌ، نحوه.
3295 -
حَدَّثَنَا بشرٌ، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغزو بأم سليم، معها نسوةٌ من الأنصار، فيسقين الماء ويداوين الجرحى.
3296 -
حَدَّثَنَا بشر بن هلال الصواف، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال:
= وإنما مصيبة جعفر هي ما نقله عنه بعضهم من كونه كان يقع في الشيخين، فإن صح هذا فهو ساقط خاسر، لكن ما أرى ذلك يصح عنه إن شاء الله؛ وليس جعفر عندنا بذاك المتين في دينه، وقد شرحنا حاله في غير هذا المقام شرحًا وافيًا.
3294 م - صحيح: انظر قبله.
3295 -
صحيح: أخرجه مسلم [1810]، وأبو داود [2531]، والترمذى [1575]، والنسائي في "الكبرى"[7557، 8882]، وابن حبان [4723، 4724]، والبيهقى في "سننه"[17633]، وأبو نعيم في "الحلية"[10/ 211]، وابن عبد البر في "التمهيد"[19/ 266]، وأبو عوانة [رقم 5530]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 200]، وابن نصر في "السنة"[رقم 152]، وغيرهم من طرق عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى عن أنس به ..
قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم، وقد قال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح" وله شواهد أيضًا. وقد توبع عليه جعفر بن سليمان بسياق أتم عند الطبراني في "الكبير"[1/ رقم 740]، وفى "الأوسط"[3/ رقم 3363]، وفى "الصغير"[1/ رقم 324]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[8/ 265]، لكن الطريق إلى المتابع لا يصح، فيه شيخ الطبراني (جعفر بن سليمان بن حاجب الأنطاكى المؤدب) وعنه يقول الهيثمى في "المجمع" [5/ رقم 584]:"لم أعرفه" ولم نعرفه نحن أيضًا، ولم نجد من وثقه أو أثنى عليه بشئ أصلًا، فالرجل مستور الحال.
3296 -
صحيح: أخرجه الترمذى [3618]، وابن ماجه [1631]، وأحمد [3/ 221، 268]، وابن حبان [6634]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1289]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 234]، والخطيب في "تاريخه"[13/ 15]، وابن عدى في "الكامل"[21/ 149]، والترمذى أيضًا في "الشمائل"[رقم 393]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 58]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1097]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 404]، وغيرهم من طرق عن جعفر بن سليمان عن ثابت الينانى عن أنس به.=
لما كان اليوم الذي دخل فيه النبي صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شئ، فلما كان اليوم الذي مات فيه النبي صلى الله عليه وسلم أظلم منها كل شئ، وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدى - إنا لفى دفنه - حتى أنكرنا قلوبنا.
3297 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا بشار بن الحكم، حدّثنا ثابتٌ
= قلتُ: وهذا إسناد قوى صالح؛ وقد قال الترمذى: "هذا حديث صحيح غريب" وقد توبع عليه جعفر بن سليمان: تابعه حماد بن سلمة على نحوه عند أحمد [3/ 122، 240]، والدارمى [88]، والحاكم [3/ 14، 49]، وابن أبى شيبة [31812، 36625]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 233 - 234]، والبيهقى في "دلائل النبوة"[رقم 3245]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1096، 1126]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 139]، وغيرهم، وصححه الحاكم على شرط مسلم، وهو كما قال. وليس في رواية حماد قوله: (وما نفضنا عن النبي صلى الله عليه وسلم الأيدى
…
إلخ).
3297 -
منكر بهذا السياق: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 2006]، و [7/ رقم 7102]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4941]، والبزار [1/ رقم 253]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 23]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 191]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 11]، والسهمى في "تاريخه"[1/ 488]، وغيرهم من طرق عن بشار بن الحكم عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند السهمى بشطره الأول فقط؛ وعند ابن حبان وابن نصر بشطره الثاني فقط، وزاد البيهقى في أوله زيادة هي بعينها نص الحديث الآتى عند المؤلف [برقم 3298].
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال البزار:"لا نعلم رواه عن ثابت غير بشار" وقال الطبراني بعد روايته هذا وبعده الحديث الآتى عند المؤلف [برقم 3298]: "لم يرو هذين الحديثين عن ثابت إلا بشار بن الحكم" وبشار هذا شيخ منكر الحديث كما قاله أبو زرعة وابن عدى.
وقال ابن حبان في "المجروحين": "منكر الحديث جدًّا، ينفرد عن ثابت بأشياء ليست من حديثه؛ كأنه ثابت آخر، لا يكتب حديثه إلا على جهة التعجب" ثم ساق له هذا الحديث، ومعه الحديث الآتى عند المؤلف، وكذا ساق له ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" ثم قال:"ولبشار بن الحكم هذا غير ما ذكرت عن ثابت وغيره مما لا يرويه غيره؛ وأحاديثه عن ثابت إفرادات؛ وأرجو أنه لا بأس به".=
البنانى، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِنَّ الخصْلَةَ الصَّالَحِةَ تَكُونُ فِي الرَّجُلِ فَيُصْلِحُ اللَّهُ بِهَا عَمَلَهُ كُلَّهُ، وَطُهُورُ الرَّجُلِ لَصَلاتِهِ يُكَفِّرُ اللَّهُ بِطُهُورِهِ [ذُنُوبَه] وَتَبْقَى صَلاتُهُ لَهُ نَافلَةً".
3298 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا بشار بن الحكم، حدّثنا ثابتٌ
= قلتُ: كذا قال في ختام ترجمته: "لا بأس به" مع أنه قال في أولها: "منكر الحديث" فهل تناقض، أم سرعان ما تغير اجتهاده في بشار؟! وقد جمع الإمام بين قولى ابن عدى الماضيين فقال في "الضعيفة" [6/ 569]:"وأما قول ابن عدى في آخر ترجمته، "أرجو أنه لا بأس به" فإنما يعنى في غير ما تفرد به وأنكر عليه؛ أقول هذا توفيقًا بين قوله المتقدم: "منكر الحديث" وهذا
…
".
قلتُ: وهذا توفيق حسن؛ وللشطر الثاني من الحديث شواهد
…
انظر بعضها في "صحيح الترغيب"[1/ رقم 177، 180، 182]، للإمام. والحديث منكر بهذا التمام.
• تنبيهات:
الأول: فاتنا أن نعزو هذا الحديث إلى البخارى، فقد أخرجه في "تاريخه"[2/ 129]، إشارة.
والثانى: قال الهيثمى في "المجمع"[1/ 521]: "رواه أبو يعلى والبزار والطبرانى في "الأوسط" وفيه بشار بن الحكم، ضعفه أبو زرعة وابن حبان، وقال ابن عدى "أرجو أنه لا بأس به
…
".
قلتُ: وفى نقله عن ابن عدى قصور، يوهم أن ليس لابن عدى قول في بشار غير ما نقله عنه هنا وحسب، مع أن ابن عدى قد قال في أوله ترجمة بشار من "الكامل":"منكر الحديث" ثم ساق له هذا الحديث مع غيره، وقد مضى التوفيق بين قولى ابن عدى في بشار.
والثالت: أن الإمام في الضعيفة [6/ 569]، قد عزا الحديث كله إلى السهمى في "تاريخ جرجان" وإلى ابن حبان في "المجروحين" وفاته أن الأول قد أخرجه بشطره الأول فقط، وأن ابن حبان قد أخرجه بشطره الثاني فقط، فانتبه.
3298 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[7/ رقم 7103]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8006]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 191]، وابن أبى الدنيا في "الصمت"[رقم 554]، وابن أبى عاصم في "الزهد"[رقم 2]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 3573/ كشف]، وابن أبى الدنيا أيضًا في "ذم الكذب"[رقم 91]، وغيرهم من طريقين عن بشار بن الحكم عن ثابت البنانى عن أنس به.=
البنانى، عن أنس، قال: لقى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا ذر فقال: "يَا أَبَا ذَرٍّ، أَلا أَدُلُّكَ عَلَى خَصْلَتَيْنِ هُمَا أَخَفُّ عَلَى الظَّهْرِ وَأَثْقَلُ فِي الميزَانِ مِنْ غَيْرِهَا؟ " قال: بلى يا رسول الله، قال:"عَلَيْكَ بِحُسْنِ الخَّلُقِ وَطُولِ الصَّمْتِ، فَوَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، مَا تَجَمَّلَ الحلائِقُ بِمِثْلِهَا".
= قلتُ: وهذا إسناد منكر كالذى قبله تمامًا، وقال البزار:"لا نعلم روى بشار عن ثابت غيره" كذا قال، وقد أخرج هو نفسه لبشار حديثين آخرين من روايته عن ثابت البنانى، والحديث الماضى أحدهما، وقد قال الطبراني عقب روايته هذا الحديث والذى قبله:"لم يرو هذين الحديثين عن ثابت إلا بشار بن الحكم".
قلتُ: وقد مضى في الذي قبله: أن بشارًا هذا شيخ منكر الحديث كما قاله أبو زرعة وابن عدى وابن حبان، وهذا الحديث من مناكيره عن ثابت البنانى كما أشار ابن حبان وابن عدى، وساقه له الأول في ترجمته من "المجروحين" بل قال البزار أيضًا عقب روايته في "مسنده"[ص 329]، و"زوائد ابن حجر" كما في "الصحيحة" [4/ 576]:"تفرد به بشار وهو ضعيف".
أما قول المنذرى في "الترغيب"[3/ 274]: "رواه ابن أبى الدنيا والطبرانى والبزار وأبو يعلى بإسناد جيد رواته ثقات" وكذا قول الهيثمى في "المجمع"[8/ 49]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط"، ورجال أبى يعلى ثقات".
ومثله قول البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 5]: "هذا إسناد رجاله ثقات" فكل ذلك غفلة منهم عن حال بشار بن الحكم، وقد اعتذر الإمام في [الصحيحة" [4/ 576]، عن المنذرى والهيثمى، وللحديث شاهد نحوه بإسناد واهٍ عن أبى ذر الغفارى عند أبى الشيخ في "كتاب الثواب" كما في الترغيب [3/ 274]، وله شاهد ثانٍ ببعضه عن أبى الدرداء مرفوعًا .. عند أبى الشيخ أيضًا كما في "الترغيب".
وقد وجدتُ حديث أبى الدرداء عند الخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 133]، والحافظ الخليلى كما في "تاريخ قزوين"[1/ 177]، وسنده تالف.
وللحديث شاهد ثالث مرسل عن الشعبى به نحوه
…
عند ابن أبى الدنيا في "الصمت" رقم 646]، وسنده منقطع على إرساله، بل وقد اختلف في سنده أيضًا، كما تراه عند هناد في "الزهد"[2/ رقم 1129]، وأبى الشيخ في "الطبقات"[4/ 303].
3299 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حبيب بن حجر، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس بن مالك، قال: خرجت من عند النبي صلى الله عليه وسلم متوجهًا إلى أهلى، فمررت بغلمان، فأعجبنى لعبهم، فقمت على الغلمان فانتهى إليّ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا قائمٌ عليهم، فسلم على الغلمان، ثم أرسلنى في حاجة له فرجعت إلى أمى بعد الوقت الذي كنت أرجع إليهم فيه، فقالت لى أمى: ما حبسك اليوم يا بنى؟ قلت: أرسلنى النبي صلى الله عليه وسلم في حاجة، فقالت: أي حاجة؟ قال: قلت: يا أمه، إنها سرٌ، قالت: يا بنى، فاحفظ على نبى الله صلى الله عليه وسلم سره. قال ثابتٌ: فقلت لأنس: يا أبا حمزة، أتحفظ تلك الحاجة اليوم أو تذكرها؟ قال: إنى لها لحافظٌ، ولو حدثت بها أحدًا لحدثتك بها يا ثابت.
3300 -
حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث أبو بحر، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس: أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يدلجن بالقرب يسقين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3299 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 227]، من طريق يونس بن محمد المؤدب عن حبيب - مصغرًا بالتشديد - بن حجر عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك به.
قلتُ: ومن طريق حبيب أخرجه أبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 772]، وسنده حسن إن شاء الله، رجاله كلهم ثقات كما قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 13]، سوى حبيب بن حجر، فقد انفرد ابن حبان بتوثيقه، لكن روى عنه جماعة من الثقات الأكابر؛ ولم يغمزه أحد بشئ، فهو في رتبة الصدوق ما لم يخالف أو يأت بمنكر.
وقد توبع عليه: تابعه جماعة من ثقات أصحاب ثابت عنه عن أنس به
…
نحوه
…
ومن هؤلاء حماد بن سلمة: عند مسلم [2482]، وأحمد [3/ 174]، وجماعة؛ وكذا رواه جماعة عن أنس به .. ولكن مختصرًا.
3300 -
صحيح: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[1320]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3219]، وغيرهما من طريقين عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
ولفظ عبد بن حميد: (أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يوم أحد يدلجن بالقرب على ظهورهن بادية خدامهن يسقين) ومثله لفظ ابن المنذر إلا أنه قال: (يسقين الناس).
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وأخرجه ابن قتيبة أيضًا من هذا الطريق في "غريب الحديث"[1/ 435]، وقد قال الهيثمى في "المجمع" [3/ 325]:"رواه أبو يعلى ورجاله ثقات".
3301 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالد، وعبد الواحد بن غياث، قالا: حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم أحد وهو يسلت الدم عن وجهه:"كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ شَجُّوا نَبِيَّهمْ وَكَسَرُوا رُبَاعِيَّتَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى الله؟ " فأنزل الله: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128)} [آل عمران].
3302 -
حَدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله فأعطاه غنمًا بين جبلين، فأتى الرجل قومه، فقال: أي قوم، أسلموا، فوالله إن محمدًا يعطى عطاء رجل ما يخاف فاقةً! وإن كان الرجل ليأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما يريد إلا دنيا يصيبها، فما يمسى حتى يكون دينه أحب إليه من الدنيا وما فيها.
3301 - صحيح: أخرجه مسلم [1791]، وأحمد [3/ 253، 288]، وابن حبان [6575] وعبد بن حميد في "المنتخب"[رقم 1204]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 101]، والبيهقى في الدلائل [رقم 1128]، وأبو عوانة [رقم 5516، 5517]، والبزار [رقم 3204]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 502]، وفى "المشكل"[2/ 65]، [12/ 175]، والحافظ في "التغليق"[2/ 388]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس به.
قلتُ: وقد توبع عليه ثابت: تابعه حميد الطويل كما يأتى [برقم 3738].
3302 -
صحيح: أخرجه مسلم [2312]، وأحمد [3/ 259]، و [3/ 284]، وابن حبان [4502، 6373]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1323] و [1355]، والبيهقى في "سننه"[12967]، وفى "الشعب"[2/ رقم 1641]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 432]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 83]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 28]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
وليس عند أبى الشيخ: قول أنس في آخره .... (وإن كان الرجل
…
إلخ) وكذا ليس هو عند ابن حبان في الموضع الأول.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح حجة، وقد توبع ثابت عليه:
1 -
تابعه حميد الطويل على نحوه دون قول أنس في آخره
…
عند ابن خزيمة [2372]، وابن حبان [6374]، من طريق معتمر بن سليمان عن حميد قال: حدّثنا أنس
…
وذكره.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم؛ لكن قد خولف معتمر في سنده، خالفه خالد بن الحارث=
3303 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيق، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، قال: أحسبه، عن أنس، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده فوافقه وهو في الموت، فسلم عليه وقال:"كَيْفَ تَجِدُكَ؟ " قال: بخير يا رسول الله، أرجو الله عز وجل، وأخاف ذنوبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَنْ يَجْتَمِعَا فِي قَلْبِ رَجُلٍ عِنْدَ هَذَا الموْطِنِ إِلا أَعْطَاهُ اللهُ رَجَاءَهُ، وآمَنَهُ مِمَّا يَخَافُ".
= البصرى، فرواه عن حميد فقال: عن موسى بن أنس بن مالك عن أبيه به.،. دون قول أنس في آخره، فأدخل فيه واسطة بين حميد وأنس.
هكذا أخرجه مسلم [2312]، والبيهقى في الدلائل [رقم 274]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 28]، وتوبع خالد على هذا الوجه:
1 -
تابعه محمد بن أبى عدى عند أحمد [3/ 107]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 28].
2 -
ومحبوب بن الحسن عند أبى الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 85]، والمؤلف في "مسنده""الكبير" ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 29].
3 -
وبكر بن عبد الله السهمى عند ابن أبى الدنيا في "مكارم الأخلاق"[رقم 388]، بإسناد صحيح إليه.
فقد يقال: لعل هذا الوجه الثاني هو المحفوظ، وحميد الطويل مشهور التدليس عن أنس بن مالك، فجائز أن يكون قد دلَّس موسى بن أنس في الطريق الأول، ولا يرد على هذا تصريح حميد بالسماع من أنس في ذاك الوجه؛ لأنه ربما كان ذلك من أوهام معتمر بن سليمان - راويه عنه - قلب العنعنة سماعًا، وقد تكلم القطان وابن خراش وغيرهما في حفظ المعتمر، فهذا أمر قوى كما ترى.
إلا أن الأولى عندى: أن يقال: كلا الوجهين محفوظ عن حميد الطويل، ويكون حميد قد سمعه أولًا من موسى عن أنس؛ ثم قابل أنسًا فحدثه به .. ؛ ولعله سمعه من أنس ابتداء؛ ثم ثبَّته فيه موسى بن أنس.
3303 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [983]، وفى "العلل"[رقم 150]، وابن ماجه [4261]، والبيهقى في "الشعب"[2/ 1001]، وفى "الآداب"[رقم 828 [، وفى "الأربعين الصغرى" [رقم 29]، والنسائى في "الكبرى"[رقم 10901]، وابن السنى في "اليوم والليلة"=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [رقم 538]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"[رقم 132/ طبعة دار ابن رجب]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 292]، وابن أبى الدنيا في "المحتضرين"[رقم 17]، وفى حسن الظن باللَّه [رقم 31]، وابن الجوزى في "الثبات حتى الممات"[ص 67]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 137]، وابن بطة في "الإبانة"[6/ 59/ 1]، كما في "الصحيحة"[3/ 41]، والبزار في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير"[2/ 88/ طبعة دار طيبة]، وغيرهم من طرق عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، بل حسنه المنذرى في "الترغيب"[4/ 135]، وجوَّده النووى كما نقله عنه العراقى في تخريج "الإحياء"[4/ 54]، وأقره عليه، وقال الإمام في "الصحيحة" [3/ 41]: "هذا سند حسن كما قال المنذرى
…
" وقبلهم قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب) كذا وقع في (جامع الترمذى/ طبعة دار الغرب الإسلامي] وكذا في (طبعة دار إحياء التراث العربى) وكذا في (طبعة دار الحديث) وغيرها؛ وهكذا نقله القرطبى عن الترمذى في "التذكرة"[ص 31]، والذى نقله المزى عن الترمذى في "تحفة الأشراف"[رقم 262]، هو قوله:"غريب" فقط، دون قوله:"حسن" وهكذا نقله المنذرى أيضًا في "الترغيب" ومثلهما العراقى في (تخريج "الإحياء"، ولعل ذلك راجع إلى اختلاف نسخ (جامع الترمذى) وإن كان القول الثاني هو الأليق بحال إسناد الحديث كما يأتى إن شاء الله.
والحديث حسَّنه أيضًا: ابن حجر الهيتمى في "الزواجر"[1/ 227]، وظاهر الإسناد قوى على شرط مسلم أيضًا، إلا أنه معلول، فقد قال البزار عقب روايته:"لا نعلم رواه عن ثابت غير جعفر بن سليمان".
قلتُ: قد اختلف في سنده على جعفر، فرواه عنه سيار بن حاتم ويحيى بن عبد الحميد الحمانى كلاهما عن جعفر على الوجه الماضى؛ وتابعهما محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب عند أبى نعيم في "الحلية"[6/ 292]، من طريق محمد بن المظفر عن عيسى بن سليمان البصرى عن ابن أبى الشوارب به.
قلتُ: ابن المظفر ثقة إمام حافظ؛ أما عيسى بن سليمان فلم أفطن له الآن، لكن تابعه الحافض البزار عليه في "مسنده كما في "تفسير ابن كثير" فالمتابعة ثابتة عن ابن أبى الشوارب؛ ولولاها لسقط الحديث رأسًا دون عناء، لأن سيار بن حاتم ويحيى الحمانى ليسا ممن تثبت الحجة من طريقهما على التحقيق.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=1 - أما سيار فمختلف فيه، وقد وسمه جماعة برواية المناكير في حديثه، وقد تعجب ابن المدينى ممن يروى عنه، وقال:"ليس كل أحد يؤخذ عنه؛ ما كنتُ أظن يُحدِّث عن ذا" كما في "المعرفة" للفسوى [2/ 145]، وقد وثقه جماعة، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله"؛ وهو عندى إلى الضعف أقرب؛ وإنما يقبل منه الحكايات والرقائق والنوادر عن الزهاد والعباد وكل أحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان مكثرًا جدًّا من رواية هذا الضرب من الأخبار عن جعفر بن سليمان خاصة، وكانَ جمَّاعًا للرقائق كما يقول ابن حبان في ترجمته من "الثقات"[8/ 298]، ومثل هذا الطراز من النقلة جائز عليهم رفع الموقوف؛ ووصل المنقطع والمرسل، وأرى تضعيف ابن المدينى له إنما كان لأجل هذا، ويدل عليه أيضًا قول الحاكم "الكبير":"في حديثه بعض المناكير" وقول العقيلى: "أحاديثه مناكير" وقول الأزدى: "عنده مناكير" كما في "التهذيب"[4/ 290].
2 -
وأما يحيى بن عبد الحميد الحمانى: فحافظ مشهور، أول من صنَّف "المسند" بالكوفة؛ إلا أنه لم يَصُنْ نفسه، وجعل يكثر من رواية المناكير والغرائب مع التدليس أيضًا، حتى اتهمه مَنْ اتهمه بسرقة الحديث، وكذبه بعضهم، ويحيى أنبل من ذلك بكثير إن شاء الله؛ وقد كان ابن معين صُلْبًا في توثيقه والتعصب دونه، حتى كان يقسم باللَّه الذي لا إله إلا هو على توثيقه، بل ويرمى كل من تكلم فيه بالحسد، وما أنصف ابن معين بشأن الرجل كما أشار الذهبى في ترجمة يحسى الحمانى من "سير النبلاء"[10/ 535].
وبالجملة: فليس الحمانى ممن يحتج به على الانفراد أصلًا، وقد بسطنا شرح حاله في "المحارب الكفيل" وعود على بدء فنقول: فلو لم يكن الحديث واردًا إلا من روايتى سيار بن حاتم ويحيى الحمانى عن جعفر بن سليمان، ما كان يقوم له قائمة لما عرفته، بل ولا يصح نسبته إلى جعفر من هذين الطريقين عنه: إلا أن محمد بن عبد الملك بن أبى الشوارب - وهو ثقة معروف - قد تدارك هذا الأمر برواية هذا الحديث عن جعفر؛ وتابع فيه سيارًا ويحيى الحمانى مشكورًا.
لكن قد خولف هؤلاء الثلاثة في وصْله، خالفهم عبد السلام بن مطهر - وهو ثقة معروف، فرواه عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى به مرسلًا، لم يذكر فيه (أنسًا) هكذا أخرجه البغوى في "شرح السنة"[5/ 274]، لكن في الطريق إليه من لم أهتد إلى ترجمته، واقال البغوى عقب روايته: "وروى بإسناد غريب عن جعفر بن سلميان عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم
…
".
قلتُ: ولعلَّ غرابته إنما هو لتفرد جعفر بن سليمان به عن ثابت موصولًا، =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وقد استغربه الترمذى أيضًا من هذا الطريق، ومضى قول البزار:(لا نعلم رواه عن ثابت غير جعفر بن سليمان) وجعفر هذا قد مضى الكلام على حاله ببعض تفصيل فيما علقناه على الحديث السالف [برقم 3294]، وخلاصته: أنه صدوق قوى الحديث؛ إلا أن بعضهم قد غمزه برواية المناكير عن ثابت البنانى خاصة، فقال ابن المدينى كما في "الجرح والتعديل" [2/ 481]:"أكثر جعفر - يعنى بن سليمان - عن ثابت، وكتب مراسيل، وفيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم " وقال الأزدى كما في "التهذيب"[2/ 97]: "عامة حديثه عن ثابت وغيره فيه نظر ومنكر" وكان صاحب إفرادات وغرائب عن ثابت مع كثرة ملازمته له حتى قال الذهبى في "التذكرة"[2/ 241]: "وكان راوية ثابت البنانى".
وقد خولف جعفر في وصل هذا الحديث، فقال الترمذى عقب روايته:(وقد روى بعضهم هذا الحديث عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا).
قلتُ: فاستغراب الترمذى للرواية الموصولة من طريق جعفر، مع قوله هذا
…
إشارة منه إلا أن جعفرًا، قد وهم على ثابت في وصْله، وقد سالتى الترمذى هذا الحديث في كتابه "العلل" ثم قال: "سألتُ محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فقال: إنما يُروى هذا الحديث عن ثابت أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب
…
".
قلتُ: ومراد البخارى أن الحديث محفوظ عن ثابت مرسلًا، ويؤيد هذا الوجه المرسل: أن حماد بن سلمة قد رواه عن ثابت عن عبيد بن عمير به مرسلًا، كما عند ابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 108]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9919]، لكن الطريق إلى حماد لم يثبت، ويكفى قول البخارى الماضى مما يفهم منه أن الحديث معروف عن ثابت به مرسلًا، ومن العجائب قول الإمام في "الصحيحة"[3/ 41]، بعد أن تكلم على هذا الحديث وحسَّن إسناده، قال: "وله شاهد عن عبيد بن عمير مرسلًا، لكن فيه أبو ربيعة زيد بن عوف متروك
…
".
وهذا من باب تقوية المنكر بالوجه المحفوظ، ولو صحَّ هذا الشاهد - في نظر الإمام - لما كانت رواية جعفر الموصولة عن ثابت إلا حديث خرافة لو تدبَّر الإمام؛ لأن راوى هذا الشاهد المرسل عن عبيد بن عمير هو ثابت البنانى، وعنه رواه حماد بن سلمة البصرى؛ والإمام يدرى أن حمادًا هو أثبت أهل الدنيا في ثابت البنانى، لا يلحقه في ذلك جعفر، ولا مائة جعفر،=
3304 -
حَدَّثَنَا عبد الواحد، حدّثنا غسان بن برزين - يعنى الطهوى - حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس بن مالك، قال: غدا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فقالوا: يا رسول الله، هلكنا ورب الكعبة! فقال:"وَمَا ذَاكَ؟ " قالوا: النفاق، النفاق قال:"أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟! " قَالُوا: بَلَى قَالَ: "لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ" قال: ثم عادوا الثانية، فقالوا: يا رسول الله، هلكنا ورب الكعبة قال:"وَمَا ذَاكَ؟ "قالوا: النفاق! النفاق! قال: "أَلَسْتُمْ تَشْهَدُونَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ " قالوا: بلى قال: "لَيْسَ ذَاكَ النِّفَاقَ" قال: ثم عادوا الثالثة، فقالوا: يا رسول الله، هلكنا ورب الكعبة! قال:"وَمَا ذَاكَ؟ " قالوا: النفاق! قال: "أَلَسْتُمْ
= وأنَّى يدرك جعفرٌ حمادًا مطلقًا؟! فكيف في ثابت البنانى خاصة؟! والمحفوظ في هذا الحديث هو الإرسال كما أشار البخارى والترمذى والبغوى.
• تنبيه مهم:
وقع في سند المؤلف في الطبعتين: (حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت
…
) كذا: (حماد بن سلمة) وهذا وهمٌ محض لا شك فيه، لعله من الناسخ أو غيره، مع أنى لا أدرى كيف وقع هذا؟! والحديث حديث جعفر بن سليمان، فهو الذي يرويه عن ثابت موصولًا كما مضى؛ والحسن بن عمر بن شقيق غير مشهور بالرواية عن حماد بن سلمة، وإنما هو معروف بالرواية عن جعفر بن سليمان؛ ومما يؤيد أن ما وقع عند المؤلف هنا غلط ووهم، أن ابن السنى قد رواه في "عمل اليوم والليلة" من طريق المؤلف فقال: (أخبرنا أبو يعلى، حدّثنا الحسن بن عمر بن شقيق، حدّثنا جعفر بن سليمان، عن ثابت
…
) هكذا على الصواب. فاللَّه المستعان.
ثم وجدتُ المؤلف قد رواه مرة أخرى كما يأتى [3417]، فقال:(حدّثنا الحسن بن عمر ابن شقيق الجرمى، حدّثنا جعفر عن ثابت .. ) كذا قال: (جعفر) وهو ابن سليمان. فلله الحمد.
3304 -
منكر بهذا السياق: أخرجه الإسماعيلى في "معجم شيوخه"[رقم 85]، والعسكرى في تصحيفات المحدثين [ص 567] والحسن بن سفيان في "مسنده"، كما في "ميزان الذهبى"[3/ 334]، وغيرهم من طرق عن عبد الواحد بن غياث عن غسان بن بُرزين الطهوى عن ثابت البنانى عن أنس به
…
=
تَشْهَدُونَ أَنْ لا إلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؟ " قالوا: بلى قال: "لَيْسَ ذَاك النِّفَاقَ" قالوا: إنا إذا كنا عندك كنا على حال، وإذا خرجنا من عندك همتنا الدنيا وأهلونا، قال: "لَوْ أَنَّكُمْ إِذَا خَرَجْتُمْ مِنْ عِنْدِى تَكُونُونَ عَلَى الحالِ الَّذِى تَكُونُونَ عَلَيْهِ، لَصَافَحَتْكُمُ الملائِكَةُ بِطُرُقِ المَدِينَةِ".
3305 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا أبو ثابت عبد الواحد بن ثابت، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يفطر على ثلاث تمرات أو شئ لم تصبه النار.
= قلتُ: وهذا إسناد حسن، إلا أن الحديث منكر بهذا السياق، تفرد به غسان بن بُرزين عن ثابت على هذا الوجه، وغسان وإن وثقه ابن معين وابن حبان ولم يغمزه أحد بشئ سوى قول ابن حبان:"كان ممن يخطئ" فليس هو من حفاظ أصحاب ثابت البنانى المشهورين عنه بالرواية، وتفرده عن ثابت بمثل هذا السياق الذي لا يعرف أصلًا من حديث أنس، مما لا يحتمل لمثله، وقد أورده الذهبى في "الميزان"[3/ 333 - 334]، ثم قال: (ما علمتُ أحدًا ليَّنه؛ وقد وثقه ابن معين، ورأيتُ له حديثًا منكرًا في "مسند الحسن بن سفيان" ثم ساق له هذا الحديث.
وقد تابعه الحارث بن عبيد الإيادى عن ثابت البنانى نحوه .. لكن باختصار
…
، والحارث هذا ضعيف صاحب مناكير، وستأتى روايته هذه عند المؤلف [برقم 3369].
والحديث صحيح محفوظ عن أنس بن مالك دون هذا السياق جميعًا، فانظر الماضى [برقم 3035]، أما قول الهيثمى في "المجمع" [10/ 558]:"رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح، غير غسان بن برزين ثقة" لا يفيد صحة الحديث بهذا السياق أصلًا، وعدالة رجال الإسناد لا تستلزم صحة المتن كما هو معلوم.
3305 -
منكر بهذا التمام: أخرجه العقيلى في "الضعفاء"[3/ 50]، والضياء المقدسى في "المختارة"[ق 49/ 1]، كما في "الإرواء"[4/ 46]، من طريق عبد الواحد بن ثابت عن ثابت البنانى عن أنس به .... وليس عند العقيلى: (يحب
…
) ولا قوله: (ثلاث).
قلتُ: وهذا إسناد منكر وسياق منكر، قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [3/ 28]: "رواه أبو يعلى ورواته ثقات
…
" كذا يتساهل البوصيرى، وقد خالفه صاحبه الهيثمى، فقال في "المجمع" [3/ 370]: "رواه أبو يعلى، وفيه عبد الواحد بن ثابت وهو ضعيف"=
3306 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخَّر صلاة العشاء ذات ليلة إلى شطر الليل، ثم خرج فصلى بهم ولم يذكر الوضوء.
3307 -
حَدَّثنا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغير عند صلاة الصبح فيستمع الأذان، فإن سمع أذانًا وإلا أغار، فاستمع ذات يوم فسمع رجلًا يقول: الله أكبر، الله أكبر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عَلَى الْفِطْرَةِ"، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، فقال:"خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ".
= وعبد الواحد هذا قال عنه البخارى: "منكر الحديث" كما في "الميزان" وذكر العقيلى في "الضعفاء" في أول ترجمته: "لا يتابع على حديثه .... " ثم ساق له هذا الحديث؛ ومعه الحديث الآتى عند المؤلف [برقم 3340]، ثم قال " .... ليس يتابعه عليهما ثقة".
وقد خولف في متنه، خالفه جعفر بن سليمان، ورواه عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه
…
دون قوله: (أو شئ لم تصبه النار) أخرجه أبو داود [2356]، وأحمد [3/ 164]، والحاكم [1/ 597]، وجماعة، وهو مخرَّج في كتابنا "غرس الأشجار".
3306 -
صحيح: أخرجه أبو داود [201]، ومسلم [376]، وأحمد [3/ 160، 268]، وابن حبان [4544]، والبيهقى في "سننه"[588]، وأبو عوانة [رقم 571]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1324]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 249]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 178]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
نحوه
…
وفى سياق المؤلف اختصار؛ وسياق الجماعة: (عن أنس قال: أقيمت صلاة العشاء فقام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لى إليك حاجة؛ فقام يناجيه حتى نعس القوم - أو بعض القوم - ثم قام فصلى فصلوا ولم يذكر أنهم توضؤوا) لفظ ابن حبان، ونحوه عند الجميع؛ وليس عند مسلم قوله في آخره: (ولم يذكر الوضوء
…
).
قلتُ: وسنده صحيح حجة، وقد توبع عليه حماد: تابعه جماعة على نحوه عن ثابت البنانى، وتوبع عليه ثابت: تابعه جماعة أيضًا على نحوه عن أنس
…
منهم حميد الطويل كما يأتى عند المؤلف [برقم 3733، 3885].
3307 -
صحيح: أخرجه مسلم [382]، وأبو داود [2634]، والترمذى [1618]، والدارمى [2445]، وأحمد [3/ 241، 270]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1299، 1300]، وتمام في "فوائده"[رقم 598]، وابن خزيمة [4001]، والبيهقى في "سننه"[1761، 1762]،=
3308 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب، ثم نترامى فيرى أحدنا موقع نبله.
3309 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال:
= وابن الجعد [3372]، وأبو سعيد النقاش في "زوائد العراقيين"[رقم 90]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 471]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند الطبراني وابن حبان وأحمد بنحوه شطره الثاني فقط دون قصة الإغارة، وفى أوله عند أحمد: (عن أنس قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ سمع رجلًا يقول: الله أكبر
…
) وفى آخره قال: (خرج هذا من النار) ولفظ ابن حبان في أوله: (سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا وهو في مسير له يقول: الله أكبر
…
) وفى آخره قال: (حرم على النار) ثم زاد: (فابتدرناه فإذا هو صاحب ماشية أدركته الصلاة فنادى بها) و هو عند أبى داود والدارمى وعبد بن حميد في "الموضع الأول"، وكذا الطيالسى [2034]، وأبى عوانة [رقم 759، 5315]، بنحو شطره الأول فقط؛ دون قصة صاحب الأذان، ولأبى عوانة رواية نحو سياق المؤلف أيضًا [برقم 761]، وقد زاد مسلم والبيهقى وابن الجعد في آخره:(فنظروا فإذا هو راعى معزى).
قلتُ: وسنده صحيح حجة، وله طرق أخرى عن أنس به نحوه
…
• تنبيه: وقع في سند عبد بن حميد في الموضع الثاني: (ثنا عفان بن مسلم ثنا حماد بن سلمة قال: أنا شعبة عن أنس
…
)، كذا قال:(شعبة) وهو خطأ واضح؛ والصواب: (ثابت).
3308 -
صحيح: أخرجه أبو داود [416]، والبيهقى في "سننه"[1940]، وابن عبد البر في "التمهيد"[8/ 89]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 2120]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 992]، وابن الجعد [3350]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند البيهقى وابن الجعد بلفظ: (سهمه) بدل: (نبله) وكلاهما واحد.
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم؛ وقد صححه الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 468]، أما قول البيهقى عقب روايته:"غريب بهذا الإسناد" فليس بشئ، فقد توبع عليه ثابت بنحوه
…
تابعه حميد الطويل عند أحمد [3/ 114، 205]، و [3/ 189]، وابن أبى شيبة [3319]، والسراج في "مسنده"[ق 95/ 2]، كما في "الإرواء"[1/ 277]، وقد سقط ذكر (حميد الطويل) من سند ابن أبى شيبة.
3309 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 3306].
أقيمت صلاة العشاء ذات ليلة، فقال رجلٌ: يا رسول الله، إن لى حاجةً، فقام معه يناجيه حتى نعس القوم - أو بعض القوم - ثم قام فصلى، ولم يذكر وضوءًا.
3310 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، بنحوه.
3311 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، وقتادة، وحميد، عن أنس، أن ناسًا من عرينة قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم فاجتووها فأرسلهم النبي صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة، فأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها.
3312 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أكل طعامًا لعق أصابعه الثلاث، وقال: "إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ،
3310 - صحيح: انظر قبله.
3311 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4367]، والترمذى [72، 1845، 2042]، والنسائى [4034]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 108]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 754]، والطحاوى أيضًا في "المشكل"[5/ 15]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن قتادة وثابت البنانى وحميد الطويل [وليس ذِكر (حميد) عند النسائي،] ثلاثتهم عن أنس بن مالك به في سياق أتم
…
وفى لفظه هنا اختصار.
قلتُ: وسنده صحيح حجة، وسيأتى عند المؤلف من هذا الطريق بسياق أتم [برقم 3508]، وللحديث طرق أخرى عن قتادة وحميد الطويل وثابت البنانى به عن أنس ....
وتابعهم على نحوه جماعة أيضا مطولًا ومختصرًا
…
منهم عبد العزيز بن صهيب عند المؤلف [برقم 3905]، وسليمان التيمى عند المؤلف أيضًا [برقم 4068]، وكذا أبو قلابة وغير هؤلاء.
3312 -
صحيح: أخرجه مسلم [20341]، وأبو داود [2845]، والترمذى [1803]، وأحمد [3/ 177، 290]، وابن حبان [5249]، والنسائى في "الكبرى"[6765]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1352]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 5858]، وفى "سننه"[14395]، وفى "الآداب"[رقم 404]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 315]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 607]، والآبنوسى في "المشيخة"[رقم 97]، وابن أبى شيبة [24449]، وأبو عوانة [رقم 6706]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 461]، وغيرهم من طرق عن =
فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى، وَلْيَأْكلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ" وأمرنا أن نسلت الصحفة، وقال: "إِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِى فِي أَيِّ طَعَامِهِ يُبَارَكُ لَهُ فِيهِ".
= حماد بن سلسة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند الخطيب وابن عساكر مختصرًا بجملة: (إذا سقطت لقمة أحدكم فلْيمط عنها الأذى وليأكلها، ولا يدعها للشيطان) وهكذا لفظ الآبنوسى أيضًا، وليست هذه الفقرة عند ابن أبى شيبة والبغوى، وكذا ليس عند البغوى الفقرة الأولى منه أيضًا من قول أنس.
قلتُ: وسنده كالشمس، لا شك فيه ولا لبْس، وقد رواه الدارمى [2025]، من طريق إسحاق بن عيسى بن الطباع عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس مرفوعًا بلفظ:(إذا أكل أحدكم فليلعق أصابعه الثلاث) فقط، هكذا جعل تلك الجملة مرفوعة، وهذا وهم من إسحاق في نقدى، والمحفوظ أن تلك الجملة هي من قول أنس بن مالك وصفًا، كما مضى عند المؤلف وجميع من أخرجه؛ فهكذا رواه الجماعة عن حماد بن سلمة.
وقد وقعت تلك الجملة وحدها على الصواب من قول أنس عند ابن حبان [5252]، وابن الجعد [3352]، وعبد الأعلى بن مسهر في "نسخته"[رقم 29]، وأبى عوانة [رقم 6704]، و [رقم 6705]، والرويانى في "مسنده"[رقم 1367]، فهذا هو المحفوظ عن حماد؛ لكنه خولف في سنده، خالفه سليمان بن المغيرة - وهو ثقة ثبت - فرواه عن ثابت البنانى فقال: عن أبى موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم بالفقرة الثانية منه فقط، فنقله إلى (مسند أبى موسى) هكذا ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[رقم 1510]، ثم قال:"ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم " ثم نقل عن أبى زرعة أنه قال: "حماد أحفظ".
يعنى رواية حماد هي الأشبه بالصواب لكونه أحفظ من سليمان بن المغيرة في ثابت البنانى، وهذا أمر لا جدال فيه أصلًا، بل حكى الإمام مسلم في كتابه "التمييز" إجماع أهل الحديث وعلمائهم على أن أثبت الناس في ثابت البنانى: هو حماد بن سلمة؛ وسليمان بن المغيرة وإن كان إمامًا حافظًا سيدًا نبيلًا جليل القدر ثقة ثبتًا مأمونًا؛ إلا أنه دون حماد بن سلمة في ثابت؛ وقد كان ابن معين يقول: "من خالف حماد بن سلمة في ثابت، فالقول قول حماد" فقيل لابن معين: "فسليمان بن المغيرة عن ثابت؟! " فقال: "سليمان ثبتٌ؛ وحماد أعلم الناس بثابت" كذا في "تاريخ ابن معين"[4/ 265/ رواية الدورى]، فالله المستعان.
3313 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، أنهم قالوا لأنس: هل كان لرسول الله خاتمٌ؟ قال: أخَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ذات ليلة حتى ذهب شطر الليل - أو كاد يذهب شطر الليل - ثم جاء فقال: "إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلُّوا، وَلَنْ تَزَالُوا في صَلاةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاةَ" قال أنسٌ: فكأنى أنظر إلى وبيص خاتمه من فضة، قال: ورفع أنسٌ يده اليسرى يرينا.
3314 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف على نسائه بغسل واحد.
3313 - صحيح: أخرجه مسلم [640]، والنسائى [5285]، وأحمد [3/ 367]، وابن حبان [1537، 1755]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1292]، والبيهقى في "سننه"[1632]، وأبو عوانة [835، 6999]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 286]، والبيهقى أيضًا في "الشعب"[5/ 6371]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 471 - 472] وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 187]، والطحاوى في "شرح المعانى"[16/ 157]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه
…
وهو عند النسائي بقول أنس في آخره فقط ..
قلتُ: وسنده كالذهب الإبريز، وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه حميد الطويل على نحوه .... كما يأتى عند المؤلف [برقم 3800]، والله المستعان.
3314 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 185، 160، 252]، والدارمى [756]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1325]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 593]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك به
…
وهو عند أحمد في الموضع الثاني والثالث وعبد بن حميد وهو رواية لابن المنذر بلفظ: (طاف على نسائه في يوم واحد) وعند الدرامى وهو رواية لابن المنذر: (في ليلة واحدة) وهو رواية لأحمد أيضًا.
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم؛ وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه:
1 -
معمر على مثل لفظ المؤلف عند ابن خزيمة [229]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 483]، من طريقين عن محمد بن ميمون الخياط عن سفيان بن عيينة عن معمر به.
قال ابن خزيمة: "هذا خبر غريب، والمشهور عن معمر عن قتادة عن أنس" وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن معمر عن ثابت إلا سفيان بن عيينة، ورواه سفيان الثورى وغيره عن معمر عن قتادة".=
3315 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا يوسف بن عطية، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الخلْقُ عِيَالُ اللَّهِ، فَأَحَبُّهُمْ إِلَى اللهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ".
= قلتُ: ورواية مَنْ رواه عن معمر عن قتادة هي المحفوظ بلا تردد، ومحمد بن ميمون الخياط مختلف فيه، فلعله الواهم فيه على ابن عيينة، وتبرأ ساحة أبى محمد الهلالى من تبعته، وإلا فقد خولف فيه سفيان! خالفه الثورى وابن المبارك وعبد الرزاق والواقدى وغيرهم، كلهم رووه عن معمر فقالوا: عن قتادة عن أنس به
…
وهذا هو الصواب؛ وقد اختلف في سنده على الثورى، إلا أن المحفوظ عنه روايته عن معمر عن قتادة كما مضى. وانظر الحديث الماضى [برقم 2942، 3129].
2 -
وتابعه مسعر على نحوه إلا أنه قال: (في ليلة واحدة في غسل واحد).
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[7/ 232]، لكن الطريق إليه لا يثبت، وقد قال أبو نعيم:(غريب من حديث مسعر، لم نكتبه إلا من هذا الوجه).
وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه
…
مضى بعضها [برقم 2942، 3129]، ويأتى بعضها [برقم 3718، 2719، 3886].
3315 -
منكر: أخرجه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 7445، 7446، 7447]، والحارث في "مسنده"[2/ رقم 911/ زوائده]، والقضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 1356]، وابن أبى الدنيا في "قضاء الحوائج"[رقم 24]، وابن عدى في "الكامل"[7/ 153]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم / 1949 كشف الأستار]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 227، 278]، و [51/ 84]، وأبو طاهر المخلص في سبعة مجالس من "أماليه"[رقم 49]، والطبرانى في "مكارم الأخلاق"[رقم 87، 209]، والدارقطنى في "الغرائب والأفراد"[رقم 755/ أطرافه]، والسلفى في "الطيوريات"[115/ 1]، كما في "الضعيفة"[4/ 372]، وأبو عمرو ابن منده في أحاديثه [22/ 1]، وأبو الحسن القزوينى في "الأمالى"[185/ 2]، وأبو بكر الخبائرى في "الأمالى"[16/ 1]، وابن النقور في القراء على الوزير أبى القاسم [2/ 20/ 1]، والمخلص في "الفوائد المنتقاة"[8/ 18/ 2]، والباطرقانى في مجلس من "الأمالى"[رقم 4/ نسخة الإمام الألبانى]، وأبو القاسم ابن الوزير في "الأمالى"[15/ 1]، ونصر المقدسى في "الأربعين"[رقم 11]، كما في الضعيفة أيضًا [8/ 85]، وغيرهم، كلهم من طريق يوسف بن عطية الصفار عن ثابت البنانى عن أنس به.=
3316 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا سهيل بن أبى حزم، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ وَعَدَهُ اللَّهُ عَلَى عَمَلٍ ثَوَابًا فَهُوَ مُنْجِزُهُ لَهُ، وَمَنْ وَعَدَهُ عَلَى عَمَلٍ عِقَابًا فَهُوَ فِيهِ بِالخيَارِ".
= قال نصر المقدسى: "حديث حسن المتن، غريب الإسناد، تفرد به يوسف بن عطية الصفار"، وقال الهيثمى في "المجمع" [8/ 349]:"رواه أبو يعلى والبزار، وفيه يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك" وقال الدارقطنى: "تفرد به يوسف عن ثابت" وقال الحافظ في "المطالب"[رقم 1021]: "تفرد به: يوسف، وهو ضعيف جدًّا" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 190]: "مدار إسناد حديث أنس هذا على يوسف بن عطية الصفار، وهو مجمع على ضعفه) وقد سئل النووى عن هذا الحديث في "فتاويه" [ص 181/ طبعة المكتب الإسلامي لإحياء التراث]، فقال: "هو حديث ضعيف؛ لأن يوسف بن عطية ضعيف باتفاق الأئمة".
قلتُ: يوسف بن عطية هذا شيخ مهجور الرواية، تركه جماعة من النقاد؛ وأسقطه آخرون، قال الحاكم:"روى عن ثابت أحاديث مناكير" وهذا منها، وقال زكريا الساجى:"كان يغيِّر أحاديث ثابت عن الشيوخ فيجعلها عن أنس" راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله".
وللحديث شاهد من رواية ابن مسعود مرفوعًا عند الطبراني في "الكبير" و"الأوسط" والبيهقى في "الشعب" وأبى نعيم في "الحلية" وجماعة؛ وسنده باطل، راجع الكلام عليه في "الضعيفة"[4/ 372]، و [8/ 85]، و"النافلة"[رقم 125]
وله شاهد ثان من حديث أبى هريرة مرفوعًا عند الديلمى في "مسند الفردوس" كما في "الكنز"[رقم 16170]، وسنده منكر جدًّا، راجع الكلام عليه في "الضعيفة"[4/ 372]، و [8/ 85]، ولا يصح في هذا الباب حديث قط، وقد سئل العلامة ابن حجر الهيتمى عن هذا الحديث في "الفتاوى الحديثية"[ص 159/ طبعة البابى الحلبى]، فقال: "
…
ورد من طرق كثيرة، لكنها ضعيفة" وقبله قال ابن الجوزى:"حديث لا يصح" كما في "الفيض"[3/ 505]، فاللَّه المستعان.
3316 -
ضعيف: هذا الحديث قد اختلف في إسناده على المؤلف، فرواه عنه أبو عمرو بن حمدان - راوى هذا المسند الصغير عنه - وأبو بكر بن المقرئ - راوى المسند الكبير - كما في "المطالب"[رقم 3083]، والحافظ في "المطالب" إنما ينقل عن المؤلف من "مسنده الكبير" - كما أشار هو في مقدمته - كلاهما عن المؤلف عن هدبة بن خالد عن سهيل بن أبى حزم عن ثابت البنانى عن أنس به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وخالفهما أبو القاسم عبيد بن إسحاق بن سهال السنجارى، فرواه عن أبى يعلى فقال: عن هدبة بن خالد: عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس به .... ،
هكذا أخرجه ابن عساكر في "تاريخه"[43/ 191 - 192]، بإسنادٍ صحيح إلى أبى الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن سوار البزار عن أبى القاسم عبيد بن إسحاق بإسناده به
…
وقال أبو القاسم في آخره: "يا أبا يعلى: ما سمعنا هذا الحديث منك منذ عرفناك، فقال: ادَّخرته لهذا الوقت، ثم قضى" قال ابن عساكر: "رواه البغوى عن هدبة بن خالد عن سهيل بن أبى حزم عن ثابت عن أنس، وهو الصواب".
قلتُ: والقول ما قال أبو القاسم ابن هبة الله الدمشقى! والوجه الأول هو المحفوظ عن المؤلف ولا بد، وأبو القاسم عبيد إسحاق بن سهل السنجارى؟! ما أدريه أصلًا، وما وقفتُ له على ترجمة مع طول بحثى، فإن كان معروفًا مشهورًا بالصدق، فلا أراه إلا سلك الجادة ولزم الطريق في تلك الرواية عن المؤلف، فإن تلك الترجمة: (هدبة عن همام عن قتادة عن نس
…
) أشهر وأسهل على "اللسان" من (هدبة عن سهيل بن أبى حزم عن ثابت البنانى عن أنس)، ثم إن الراوى عنه أبا الحسن عليّ بن محمد بن عليّ بن سوار مستور الحال، ترجمه ابن عساكر في "تاريخه"[43/ 191]، ولم يذكر فيه شيئًا، سوى أن ساق له هذا الحديث، فالآفة منه أو من شيخه، لا ثالث لهما، والوجه الأول في هذا الحديث هو الصواب كما قاله ابن عساكر؛ وعليه توبع المؤلف، تابعه جماعة: منهم:
1 -
أبو القاسم البغوى على مثله في كتابه حديث هدبة بن خالد [1/ رقم 55]، كما في "الصحيحة"[5/ 595]، ومن طريقه اللالكائى في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم / 2032 طبعة دار البصيرة]، والآبنوسى في "المشيخة"[رقم 26].
2 -
ومحمد بن يحيى بن الحسين القمى على مثله عند ابن عدى في "الكامل"[3/ 450]، وقُرن معه أبو يعلى في سنده.
3 -
وابن أبى عاصم على مثله في "السنة"[2/ رقم 960/ ظلال].
4 -
ومعاذ بن المثنى بن معاذ على مثله عند الطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8516]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 43].
5 -
والحافظ البزار على مثله في "مسنده"[4/ رقم 3235/ كشف].=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 6 - 7 - والحسن بن خليل العنزى وأحمد بن إسحاق كلاهما على مثله وزادا: (
…
إن شاء عذَّب وإن شاء ترك) عند ابن بطة في "الإبانة"[2/ رقم 1968]، والإسناد إليهما لا يثبت، روايه عنهما مستور الحال، وابن بطة فيه كلام.
8 -
وعباد بن الوليد الغبرى على مثله عند الخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 193].
9 -
وإسماعيل القاضى على مثله عند الكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 190]، لكن الراوى عنه لم أستطع تمييزه.
10 -
وإبراهيم بن أبى داود على مثله عند الطحاوى في "المشكل"[10/ 54].
11 -
12 - 13 - وعياش بن تميم وعباس بن الفضل وهشام بن على السيرافى ثلاثتهم على مثله وزاد عباس: (إن شاء عفا عنه؛ وإن شاء عذبه) أخرجه البيهقى في "البعث والنشور"[رقم 43]، بإسناد صحيح إليهم، وقُرن معهم معاذ بن المثنى .. وغيرهم.
كلهم رووه عن هدبة بن خالد عن سهيل بن أبى حزم عن ثابت البنانى عن أنس به. قال الطبراني عقب روايته مع حديث آخر: "لم يرو هذين الحديثين إلا سهيل [وقع بالأصل: (سهل)] بن أبى حزم، تفرد بهما هدبة".
قلتُ: قد توبع عليه هدبة: تابعه بشر بن الوليد الكندى عند ابن بطة في "الإبانة"[2/ رقم 1967]، قال: (حدّثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز - هو البغوى - قال: حدّثنا بشر بن الوليد الكندى قال: حدّثنا سهيل بن أبى حزم
…
).
قلتُ: بشر والراوى عنه من ثقات النقلة؛ إنما الشأن في ابن بطة العكبرى، والتحقيق أنه إمام في "السنة" ضعيف في الرواية على جلالة قدره رغم أنف الكوثرى، وبَسْطُ أحواله تجدها في "التنكيل" وذيلنا عليه المسمى بـ "الحارب الكفيل" وقال البزار عقب روايته:"سهيل [بالأصل: أبو سهيل،] لا يتابع على حديثه "وبه أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 136]، فقال:"هو ضعيف" يعنى سهيلًا وهو كما قال؛ وسهيل هذا ضعفه النقاد سوى العجلى - وهو متساهل - وابن معين في رواية عنه، وفى الرواية الأخرى وافق فيها الجماعة؛ وقد قال أحمد:"روى عن ثابت أحاديث منكرة" وقال ابن حبان: "ينفرد عن الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات" وقال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل": "ومقدار ما يروى من ابول يث إفرادات ينفرد بها عن من يرويه عنه". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما قول الهيثمى في "المجمع"[10/ 353]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط"، وفيه سهيل بن أبى حزم، وقد وثِّق على ضعفه، وبقية رجاله رجال الصحيح"، فقد ردَّه عليه الإمام في "الصحيحة"[5/ 595]، قائلًا:"قلتُ: لم يوثقه غير العجلى وهو ليِّن التوثيق، وقال ابن معين في رواية: (صالح) وضعفه الجمهور كما تقدم؛ وفيهم ابن معين في الرواية الأخرى عنه".
وبالجملة: فهذا الحديث منكر من هذا الطريق، لكن جنح الإمام إلى تقويته بما لا ينهض ولا يكاد، فقال في "الصحيحة"[5/ 595]، بعد ما ضعَّف سنده: "قلتُ: والحديث مع ضعف سنده [كذا قال، والصواب أن يقول: (مع نكارة سنده،) كما عرفتَ] فهو ثابت المتن عندى، فإن شطره الأول يشهد له آيات كثيرة في القرآن الكريم، كقوله:{لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ} [الروم: 6]، وقوله:{وَنَتَجَاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (16)}
…
".
قلتُ: هذا أسلوب مبتكر في تقوية الأحاديث المنكرة والتالفة الأسانيد، وليس للإمام سلف في هذا قط، إنما سلفه في تصحيح معنى الحديث وإن كان سنده موضوعًا، وكم في الموضوعات والمناكير من متون حقٍّ عندنا وإن كانت أسانيدها كالعدم؟! هذا حديث (طلب العلم فريضة على كل مسلم) ورد من طرق لا يصح منها شئ قط، بل كلها مناكير وغرائب على التحقيق، راجع الكلام عليه في الحديث [رقم 2837، 2903]، والآتى [برقم 4035].
ومع ضعف الحديث إلا أن معناه صحيح ثابت ما يشك في ذلك أحد من كون كل أمر يلزم المسلم فعله أو تَرْكُه فواجب عليه معرفته وتعلمه؛ وفى هذا يقول إسحاق بن راهويه كما في "مسائل الكوسج"[9/ 4654/ رقم 3311]: (طلب العلم واجب، لم يصح الخبر فيه، إلا أن معناه قائم
…
) ونقله عنه ابن عبد البر في "جامع بيان العلم"[1/ 53/ طبعة التوعية الإسلامية]، ثم قال: "يريد إسحاق - يعنى ابن راهويه - والله أعلم، أن الحديث في وجوب طلب العلم في أسانيده مقال لأهل العلم بالنقل، ولكن معناه صحيح عندهم
…
".
قلتُ: فانظر كيف صحَّحوا المعنى لشواهده العامة المتقررة في أصول الشريعة؛ ولم يصححوا بها ذاك الحديث بهذا اللفظ، فكون أصل المتن ثابتًا لما يشهد له من قواعد الإسلام وتعاليمه؛ لا يقتضى استصحاب ذلك للنهوض بخبر تالف الإسناد؛ ليس له سناد، بل الذي عليه العمل =
3317 -
حَدَّثَنَا هدبة بن خالد، وبشر بن الوليد الكندى، قالا: حدّثنا سهيل بن أبى حزم، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية:{هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} [المدثر: 56]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"قَالَ رَبُّكُمْ: أَنَا أَهْلٌ أَنِ أُتَّقَى فَلا يُشْرَكُ بِى غَيْرِى، وَأَنَا أَهْلٌ لمِنِ اتَّقَى أَنْ يُشْرِكَ بِى غَيْرِى أَنْ أَغْفِرَ لَهُ".
= عند نقاد تلك الصنعة في مثل ما نحن بصدده أن يقال: "هذا حديث ضعيف إلا أن معناه صحيح" وهذا ما يقال في حديثنا هذا بعينه. وقد كان الإمام الألبانى - طيَّب الله ثراه - يُصرُّ على القول بشذوذ زيادة: (إنك لا تخلف الميعاد) في حديث (اللَّهم رب هذه الدعوة التامة
…
) كما تراه في "الإرواء"[260 - 1261]، مع كون هذه الزيادة يشهد لها ظاهر القرآن أيضًا كما ذهب إليه جماعة وقالوا: إن هذا مما يُخْتم به الدعاء، كما قال تعالى:{وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ رَبَّنَا وَلَاتُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194)} [آل عمران: 194]
…
) راجع "الشرح الممتع"[2/ 74]، لفقيه الزمان الصالح ابن عثيمين - يرحمه الله.
فهذا أولى أن يُصَحَّح به تلك الزيادة إن كان إليها من الصحة سبيل، على أننا لا نرضى بهذا ولا بذاك، وليس للشواهد والأصول العامة مدخل في تصحيح ضعاف الآثار فضلًا عن مُنْكرها وباطلها، بل اللازم لنا أن نقول:"هذا معنى صحيح؛ إلا أن الحديث ضعيف أو منكر أو باطل" والمراد بالضعف والنكارة والبطلان هنا: إنما هو تلك الأسانيد التى جاءت تحمل تلك الأخبار؛ وليس المراد متونها كما قد يُفهم، وإلا فكيف يصح المعنى والمتن منكر؟! فانتبه!
ثم قال الإمام: "وأما الشطر الآخر: فيشهد له حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا بلفظ:
…
ومن عبد الله
…
وسمع وعصى؛ فإن الله تعالى من أمره بالخيار، إن شاء رحمه، وإن شاء عذبه .. أخرجه أحمد وغيره بسندٍ حسن كما حققته في تخريج "السنة"[968]، وله طرق أخرى في "الصحيحين" وغيرهما بنحوه
…
".
قلتُ: فهذا الشطر قد نوافق الإمام على تحسينه لشاهده المشار إليه، وإن كانت رواية عبادة باللفظ الماضى في تحسين سندها نظر عندى، وعلى كل حال: فالحديث ضعيف بهذا السباق والتمام؛ وإن كان معناه ثابت الفحوى. واله المستعان.
3317 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [3328]، وابن ماجه [4299]، والنسائى في "الكبرى"[11630]، وأحمد [3/ 242، 243]، والحاكم [2/ 552]، والطبرانى في "الأوسط"=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [8/ رقم 8515]، والدقاق في مجلسه [رقم 395، 544]، وعبد الغنى المقدسى في "التوحيد"[رقم 68، 69]، وابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 969]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 450]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 154]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 394، 542]، والآبنوسى في "المشيخة"[رقم 27]، والدينورى في "المجالسة"[رقم 2626]، والدارمى [2724]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 275]، والحكيم الترمذى في "نوادر الأصول" كما في "الكاف الشاف" للحافظ [108]، والبيهقى في "الزهد"[رقم 968]، وغيرهم من طريق سهيل بن أبى حزم عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك به
…
وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد منكر كسابقه، قال البيهقى:"تفرد به سهيل بن أبى حزم القطعى" وقال الترمذى: "هذا حديث غريب، وسهيل ليس بالقوى في الحديث، قد تفرد بهذا الحديث عن ثابت" وقال العقيلى: "لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به
…
".
قد مضى في الذي قبله: أن سهيلًا هذا قد ضعفه النقاد إلا مَنْ تساهل، وهو صاحب مناكير عن ثابت البنانى كما قاله الإمام أحمد؛ وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث في عداد منكراته عن ثابت البنانى في كتابه "الكامل"[3/ 450]، ثم قال في ختام ترجمته: "
…
ومقدار ما يروى من الحديث إفرادات ينفرد بها عن من يرويه عنه".
أما صاحب "المستدرك"، فدعه يجازف على عادته ويقول:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ونحن نحمد الله أن صاحبى الصحيح لم يخرجا هذا الحديث؛ كيما لا يسقط (كتابهما) كما سقط "المستدرك" إلى الأبد، والحديث قد ضعفه الإمام في "ضعيف الترمذى" و"ضعيف ابن ماجه" وفى "المشكاة"[رقم 2350]، لكنه رجع عن هذا وقال في ظلال الجنة [2/ 185]: "حديث حسن، وإسناده ضعيف؛ لضعف سهيل بن أبى حزم
…
وإنما حسَّنتُه لشاهدٍ له سأذكره بإذن الله تعالى
…
" ثم خرَّج الحديث؛ إلى أن ذكر تصحيح الحاكم له، فتعقبه بقوله: "أقول: إنما هو حسن لغيره؛ لضعف سهيل، ولأن له شاهدًا من حديث عبد الله بن دينار قال:(سمعتُ أبا هريرة وابن عمر وابن عباس - رضى الله عنهم - يقولون .... ) فذكره مرفوعًا نحوه
…
، أخرجه ابن مردويه كما في "الدر المنثور".
قلتُ: هذا طراز غريب من تقوية المنكر بشاهد مجهول لا يُدَرى أيش تكون درجته من الضعف، ومن أين علم الإمام أن ذلك الشاهد مما يصلح للاعتبار أصلًا؟! ولعل في سنده حيَّة رقطاء، أو ربما عقرب أحمر، "وتفسير ابن مردويه" قد عفا عليه الزمان؛ ولم تره العيون منذ عصر=
3318 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال يوم أحد:"اللَّهُمَّ إنَّكَ إِن تَشَأْ لا تُعْبَدْ فِي الأَرْضِ".
3319 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال يوم أحد لما رهقوه وهو في سبعة من الأنصار ورجلين من قريش:"مَنْ يَرُدُّهُمْ عَنَّا وَهُوَ رَفِيقِى فِي الجَنَّةِ؟ " فقام رجلٌ من الأنصار فقاتل حتى قتل، ثم قال مثل ذلك، فقام آخر فقاتل حتى قتل، فلم يزل يقول مثل ذلك حتى قتل السبعة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا أَنْصَفْنَا أَصْحَابَنَا".
3320 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم آخى بين أبى عبيدة وبين أبى طلحة.
= السيوطى حتى الآن، على أنه ملئ بالضعيف والموضوع والمنكر وكل ردئ، على ما يظهر من نقولات ابن كثير عنه في "تفسيره" وهب أن ذلك الشاهد قد اطلع عليه فَوُجِدَ ضَعْفهُ محتملًا، فإنه لا يصلح أيضًا لتقوية حديث أنس؛ لكونه منكر الإسناد بلا عناد، فلم يبق احتمال إلا أن يكون ذلك الشاهد صحيح الإسناد، ودون إثبات ذلك خرط القتاد، والله المستعان.
3318 -
صحيح: أخرجه مسلم [1743]، وأحمد [3/ 152، 252]، وابن حبان [4718]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1348]، وأبو عوانة [رقم 5301]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وزاد ابن حبان في أوله سياق الحديث الآتى:
قلتُ: وسنده عجيب، كأن عليه من شمس الضحى نورًا، وتلك الترجمة عندى من أصح الأسانيد.
3319 -
صحيح: أخرجه مسلم [1789]، وأحمد [3/ 286]، وابن حبان [4718]، والبيهقى في "سننه"[17697]، وفى الدلائل [رقم 1085]، وأبو عوانة [رقم 5527، 5528]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1387]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[2/ رقم 219]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى [وقُرِنَ مع عليّ بن زيد عند أكثرهم] عن أنس به
…
قلتُ: وسنده كسلاسل الذهب.
3320 -
صحيح: أخرجه مسلم [2528]، وأحمد [3/ 152]، والحاكم [3/ 300]، والطبرانى في "الكبير"[5/ رقم 4682]، وابن أبى شيبة [26700]، والبيهقى في "سننه"[12300]،=
3321 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ جَعَلَ إِبلِيسُ يُطِيفُ بِهِ يَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ، قَالَ: ظَفِرْتُ خَلْقًا لا يَتَمَالَكُ".
3322 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما ورد بدرًا أومأ بيده إلى الأرض، فقال:"هَذَا مَصْرَعُ فُلانٍ" فواللَّه ما أماط أحدٌ منهم عن مصرعه.
= وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2522]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" كذا قال.
3321 -
صحيح: أخرجه مسلم [2611]، وأحمد [3/ 152، 229، 240، 254]، وابن حبان [6163]، والحاكم [1/ 93]، و [2/ 591]، والطياليسى [2024]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1386]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 27]، وابن عساكر في "تاريخه"[7/ 384]، والبيهقى في "الأسماء والصفات"[رقم 788]، وابن منده في "التوحيد"[71، 216]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد الزهد"[رقم 270]، وأبو الشيخ في "العظمة"[5/ 1562]، والرويانى في "مسنده"[رقم 1364]، وأبو جعفر بن البخترى في "الجزء المنتقى من السادس عشر من حديثه"[رقم 26]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وليس عند مسلم وأحمد والحاكم في الموضع الأول والطيالسى بل والجميع سوى المؤلف وعنه أبو الشيخ والحاكم في الموضع الثاني قوله: (ظفرتُ) ولفظ مسلم في أوله: (لما صوَّر الله آدم في الجنة تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف
…
) وهو رواية لأحمد والحاكم وكذا هو لفظ الطيالسى وعبد بن حميد وابن سعد وابن منده والبيهقى والرويانى وابن البخترى.
قلتُ: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" كذا استدركه على مسلم فوهم، لكن اعتذر عنه الإمام في "الصحيحة"[5/ 190]، بكونه ما استدركه إلا لزيادة وقعت في متنه ليست عند مسلم، وهى قوله: (ظفرت به
…
)، ويردّ على هذا أن الحاكم قد أورده في الموضع الأول من كتابه (المستدرك) دون هذه الزيادة، وصححه على شرط مسلم أيضًا!
3322 -
صحيح: أخرجه مسلم [1779]، وأبو داود [2681]، وأحمد [3/ 219، 257]، وابن حبان [4722، 6498]، وابن أبى شيبة [36708]، والبيهقى في "سننه"[18319]،=
3323 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صالح قريشًا يوم الحديبية قال لعلى:"اكْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، فقال سهيل بن عمرو: لا نعرف الرحمن الرحيم، اكتب: باسمك اللَّهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلى:"اكتُبْ: هَذَا مَا صَالَحَ عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ" فقال سهيل بن عمرو: لو نعلم أنك رسول الله لاتبعناك ولم نكذبك، اكتب نسبك من أبيك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلى:"اكْتُبْ: مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ" فكتب: "مَنْ أَتَانَا مِنْكُمْ رَدَدْنَاهُ إِلَيْكُمْ، وَمَنْ أَتاكُمْ مِنَّا تَرَكْنَاهُ عَلَيْكُمْ" فقالوا: يا رسول الله تعطيهم هذا؟! قال: "مَنْ أَتَاهُمْ مِنَّا فَأَبْعَدَهُ اللهُ، وَمَن أَتَانَا مِنْهُمْ فَرَدَدْنَاهُ عَلَيْهِمْ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ فَرَجًا وَمَخْرَجًا".
= وفى "الدلائل"[رقم 893]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به في سياق طويل .... وهو مختصر ببعضه عند المؤلف هنا.
قلتُ: وسنده حجة؛ لكن رواه سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى فجوَّد إسناده .... وجعله عن أنس عن عمر بن الخطاب به
…
وهذا هو المحفوظ عن أنس؛ فلعله أرسله في رواية حماد عن ثابت عنه به .... هنا، وقد مضت رواية سليمان بن المغيرة في (مسند عمر بن الخطاب)[برقم 140].
3323 -
صحيح: أخرجه مسلم [36848]، والبيهقى في "سننه"[18610]، وفى "الدلائل"[رقم 1485]، وأبو عوانة [رقم 5467]، والسمعانى في "أدب الإملاء"[ص 12]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه.
قلتُ: وسنده مثل الذي قبله؛ لكن قد خولف حماد بن سلمة في إسناده، خالفه الحسين بن واقد، فرواه عن ثابت البنانى فقال: حدثنى عبد الله بن المغفل المزنى قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية .... ) ذكره نحوه في سياق أتم، فجعله من (مسند عبد الله بن المغفل) هكذا أخرجه الآجرى في "الشريعة"[رقم 990]، وأحمد [4/ 86]، والنسائى في "الكبرى"[11511]، والطبرى في "تفسيره"[11/ 355]، وغيرهم من طرق عن الحسين بن واقد به.
قال عبد الله بن أحمد في المسند [4/ 86]، عقب روايته عن أبيه: "قال حماد بن سلمة في هذا الحديث: عن ثابت عن أنس؛ وقال حسين بن واقد: عن ثابت عن عبد الله بن مغفل، وهذا هو الصواب عندى إن شاء الله). =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: يريد أن رواية الحسين عن ثابت هي المحفوظة، وهذا منه غير مقبول، بل ولا يجئ أصلًا إلا إذا كان من فم أبيه أبى عبد الله الشيبانى، وتقديم الحسين بن واقد على حماد بن سلمة في ثابت البنانى، شئ عسرٌ للغاية، وحماد هو أثبت أهل الأرض في ثابت البنانى باتفاق أئمة الحديث، كما نقله عنهم مسلم في كتابه "التمييز" وقد صحَّ عن ابن معين أنه قال: "من خالف حماد بن سلمة في ثابت، فالقول قول حماد
…
حماد أعلم الناس بثابت" كما في "تاريخه" [4/ 265/ رواية الدورى].
ثم وجدت ابن أبى حاتم قد سأل أباه في "العلل"[رقم 982]، عن رواية حسين بن واقد عن ثابت عن عبد الله بن مغفل بهذا الحديث
…
، فقال: "قال أبى: رواه حماد بن سلمة عن ثابت البنانى [عن أنس] أن جيشًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم
…
ولم يذكر عبد الله بن المغفل" ثم قال أبو حاتم: "حماد أعلم بحديث ثابت من حسين".
قلتُ: هذا شئ لا امتراء فيه أصلًا، فالصواب هو رواية حماد عن ثابت عن أنس به
…
كما أشار أبو حاتم [وقد سقط ذكر (أنس) من العلل لابن أبى حاتم، فصار الحديث عن ثابت مرسلًا، وهذا لا وجه له عندى]، والحسين بن واقد وإن وثقه الجماعة، لكن غمزه أحمد وغيره بنكارة في حديثه، وقال الساجى: "فيه نظر؛ وهو صدوق يهم
…
" راجع "التهذيب" [2/ 374]، وَوَهْمُه في هذا الحديث ظاهر جدًّا بمخالفته حماد بن سلمة في سنده عن ثابت، فكأن حسينًا قد اصطدم عِهْنُهُ بصُمِّ الصخور.
فإن قيل: ههلَّا حملتم الحديث على الوجهين؛ عوضًا عن أن تهملوا أحد الطريقين على نظافة إسناده إلى ثابت البنانى، ويكون ثابت آنذاك قد سمعه من أنس تارة، ومن عبد الله بن المغفل أخرى، لأن هذا يؤيده تصريح ثابت البنانى بسماعه الحديث من عبد الله بن مغفل، كما عند النسائي في "الكبرى".
قلنا: حمْل الحديث هنا على الوجهين غير ناهض عندى، ويدل عليه ما نقلناه آنفًا عن أبى حاتم الرازى وغيره؛ أما تصريح ثابت بسماعه له من عبد الله بن المغفل، فهذا وهم ممن دون الحسين بن واقد في سنده، فقد رواه النسائي من طريق محمد بن عقيل الخزاعى عن عليّ بن الحسين بن واقد عن أبيه عن ثابت قال: حدثنى عبد الله بن مغفل ....
وأقول: ابن عقيل هذا قد أخطأ في أحاديث من حفظه، مع كونه قد وثقه جماعة، فلعلَّ هذا =
3324 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يقولون، وهم يحفرون الخندق:
نحن الذين بايعوا محمدًا
…
على القتال ما بقينا أبدًا
والنبى صلى الله عليه وسلم، يقول:
"اللَّهُمَّ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمهَاجِرَةِ".
= من ذاك، فإن لم ينهض ذلك، فعلى بن الحسين بن واقد هو حامل لواء هذا الوهم في سنده، فهو مختلف فيه عندهم، وثقه ابن حبان ومشاه النسائي وضعفه أبو حاتم الرازى، وقد خولف الحسين فيما أتى به عن أبيه من تصريحه بسماع ثابت من ابن المغفل في سند الحديث، خالفه جماعة كلهم رووه عن الحسين بن واقد عن ثابت بالعنعنة بينه وبين ابن المغفل، ولم يذكروا فيه سماعًا، ومن هؤلاء:
1 -
زيد بن الحباب عند أحمد.
2 -
3 - ويحيى بن واضح وعليّ بن الحسن بن شقيق عند الطبرى.
ثم وجدتُ محمد بن عقيل - راويه عن عليّ بن الحسين بن واقد عند النسائي كما مضى - قد توبع عليه: تابعه عبد الرحمن بن بشر بن الحكم العبدى عند الآجرى في "الشريعة" وعبد الرحمن هذا ثقة صاحب حديث؛ فالتزق الوهم بعليّ بن الحسين رأسًا، وقد عرفت حاله قريبًا، ومثله جائز عليه أن يغلط فيقلب العنعنة سماعًا، وهذا يقع للثقات أحيانًا، فكيف بالمختلف فيهم؟! واللَّه تعالى المستعان، وعليه التكلان.
3324 -
صحيح: أخرجه مسلم [1805]، وأحمد [3/ 252]، و [3/ 288]، وابن حبان [7259]، والبيهقى في "دلائل النبوة"[رقم 1296]، وأبو عوانة [رقم 5585]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
ووقع المصراع الأول من البيت الأخير عند الجميع سوى المؤلف وعنه ابن حبان، هكذا: اللَّهم إن العيش عيش الآخرة.
وقد زاد عبد بن حميد وابن سعد في آخره قول أنس: (وأتوا بخبز شعير عليه إهالة سنخة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إنما الخير خير الآخرة).
قلتُ: وسنده حجة؛ وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه
…
يأتى بعضها [3913].
3325 -
حَدَّثَنَا هدبة، وشيبان، قالا: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَرَرْتُ بِمُوسَى لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى وهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّى فِي قَبْرِهِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الأَحْمَرِ".
3326 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك
3325 - صحيح: أخرجه مسلم [3375]، والنسائى [1632]، و [1633]، وأحمد [3/ 148، 248]، وابن حبان [50]، وابن أبى شيبة [36575]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 253]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[125]، وابن عساكر في "تاريخه"[61/ 184، 1185]، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على الزهد"[رقم 394]، وابن ماسى في "فوائده"[رقم 14]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 181]، والبيهقى في حياة الأنبياء في قبورهم [رقم 8]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى [وقُرن معه (سليمان التيمى) عند الجميع سوى المؤلف وعنه ابن حبان وابن عساكر في رواية له] عن أَنس به.
قلتُ: هكذا رواه الجماعة عن حماد بن سلمة على هذا الوجه (عن ثابت البنانى وسليمان التيمى كلاهما عن أنس به .. ) وخالفهم جميعًا: معاذ بن خالد العبدى، فرواه عن حماد فقال: عن سليمان التيمى عن ثابت البنانى عن أنس به
…
، هكذا أخرجه النسائي في "سننه"[1631]، ثم أعقبه برواية يونس بن محمد عن حماد عن سليمان التيمى وثابت البنانى كلاهما عن أنس به
…
ثم قال: "هذا أولى بالصواب عندنا من حديث ممعاذ بن خالد، والله تعالى أعلم".
قلتُ: وهو كما قال؛ ورواية الجماعة عن حماد هي المحفوظة؛ لكن قد توبع معاذ بن خالد، فرواه هلال بن العلاء عن حجاج عن حماد عن سليمان عن ثابت عن أنس، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل"[7/ 262]، ثم قال:"ووهم، والصحيح عن حماد عن سليمان التيمى وثابت".
قلتُ: وهو كما قال أيضًا: وقول الدارقطنى: (ووهم) يعنى به هلال بن العلاء؛ لأن شيخه حجاج - وهو ابن المنهال - قد رواه عنه أبو مسلم الكجى عن حماد على الصواب عند ابن عساكر [61/ 184 - 185]، وابن ماسى في "فوائده"، وكذا رواه محمد بن خزيمة - وثقه الذهبى - عن حجاج أيضًا على الجادة عند الطحاوى في "المشكل"[13/ 6].
3326 -
صحيح: أخرجه مسلم [2874]، وأحمد [3/ 287]، وابن حبان [6498]، والبيهقى في "إثبات عذاب القبر"، [رقم 71]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البنانى =
قتلى بدر ثلاثًا، ثم أتاهم فقام عليهم فناداهم، فقال:"يَا أَبَا جَهْلِ بْنَ هِشَامٍ!، يَا أُمَيَّةُ بْنُ خَلَفٍ!، يَا عُتْبَة بْن رَبِيعَةَ!، يَا شَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ!، هَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكمْ حَقًّا؟ فَإِنِّى قَدْ وَجَدْتُ مَا وَعَدَنِى رَبِّى حَقًّا؟! " فسمع عمر قول النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، كيف سمعوا؟ وأنى يجيبوا وقد جيفوا؟! قال:"وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ، مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لمَّا أَقُولُ مِنْهُمْ، غَيْرَ أَنَّهُمْ لا يَقْدِرُونَ أَنْ يُجِيبُوا" ثم أمر بهم فسُحبوا إلى قليب بدر.
3327 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، قال: قلت لأنس حدِّثْنى بشئ من هذه الأعاجيب لا يحدثِّه غيرك، قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا الظهر بالمدينة، ثم أتى المقاعد التى كان يأتيه عليها جبريل، فقعد عليها، فجاء بلالٌ، فنادى بالعصر، فقام من له أهلٌ بالمدينة يتوضؤون ويقضون حوائجهم، وبقى رجالٌ من المهاجرين لا أهل لهم بالمدينة، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح - يعنى: رحراح فيه ماءٌ - فوضع أصابعه في القدح، فما وسع أصابعه كلها، فوضع هؤلاء الأربع، فقال:"هَلُمُّوا فَتَوَضَؤوا" فتوضؤوا أجمعين، قلت لأنس: كم تراهم؟ قال: ما بين السبعين إلى الثمانين.
= عن أنس به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
وليس عند أحمد قوله في آخره: (ثم أمر بهم فحسبوا إلى قليب بدر).
قلتُ: هذا الحديث قد سمعه أنس من عمر بن الخطاب، كما بيَّن ذلك سليمان بن المغيرة في روايته عن ثابت البنانى عند مسلم وجماعة؛ وقد مضى في (مسند عمر بن الخطاب)[برقم 145]، فانتبه.
3327 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 139، 169]، وابن حبان [6543]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1284]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 177 - 178]، والفريابى في "دلائل النبوة"[رقم 23]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم؛ وقد توبع عليه سليمان: تابعه حماد بن زيد على نحوه باختصار ولفظه: (عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء؛ فأتى بقدح رحراح فجعل القوم يتوضؤون؛ فحرزتُ ما بين الستين إلى الثمانين، قال: فجعلتُ أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه).
أخرجه مسلم [2279]، - واللفظ له - والبخارى [197]، وأحمد [3/ 147]،=
3328 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما هو إلا أنا، وأمى، وخالتى أم حرام، فقال:"قُومُوا فَلأُصَلِّ لَكمْ) وذلك في غير وقت صلاة، فقال رجلٌ لثابت: فأين جعل أنسًا؟ قال: عن يمينه، قال: فدعا لنا أهل البيت بكل خير من خير الدنيا والآخرة، فقالت أمى: يا رسول الله، خويدمك أنسٌ، ادع الله له، فدعا لى بكل خير، فكان آخر ما دعا لي: "اللَّهم أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ".
3329 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا بماء فأتى بقدح رحراح، قال: فجعل القوم يتوضؤون، فحزرت ما بين الستين إلى الثمانين، قال: فجعلت أنظر إلى الماء ينبع من بين أصابعه.
3330 -
حدّثنا هدبة حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: ما أعرف
= وابن خزيمة [124]، وابن حبان [6546]، والمؤلف [برقم 3329]، والبيهقى في "سننه"[116، 117]، وفى "الدلائل"[رقم 1457]، وفى "الاعتقاد"[ص 273 - 1274]، والفريابى في "دلائل النبوة"[رقم 22]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 209]، وغيرهم؛
ورواه أيضًا حماد بن سلمة ومعمر وعبيد الله بن عمرو محمد بن ثابت البنانى كلهم عن ثابت البنانى عن أنس به
…
بنحوه
…
وقد توبع عليه ثابت البنانى على نحوه كما مضى عند المؤلف [برقم 2759، 2895، 3172، 3193، 3036].
3328 -
صحيح: أخرجه مسلم [660]، و [2481] وأحمد [3/ 193]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 88]، والطيالسى [2027]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1267]، وابن عساكر في "تاريخه"[9/ 350]، وأبو عوانة [رقم 1206]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه.
3329 -
صحيح: مضى الكلام عليه آنفًا [برقم 3327].
3330 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 270]، وابن الجعد [رقم 3076]، وابن المبارك في "الزهد"[رقم 1512]، وفى "مسنده"[رقم 86]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
=
شيئًا كنت أعرفه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس قولكم: لا إله إلا الله. قال: قيل: الصلاة يا أبا حمزة؟ قال: قد صليتموها عند المغرب، فكانت تلك صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ مع أنى لم أرَ زمانًا خيرًا لعامل من زمانكم هذا.
3331 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما نزلت هذه الآية: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} [الحجرات: 2]، قعد ثابت بن قيس بن شماس في بيته، وقال: أنا الذي كنت أرفع صوتى وأجهر له بالقول، وأنا من أهل النار! فتفقده النبي صلى الله عليه وسلم فأخبروه، فقال:"بَلْ هُو مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ" قال أنسٌ: فكنا نراه يمشى بين أظهرنا ونحن نعلم أنه من أهل الجنة، فلما كان يوم اليمامة وكان ذاك الانكشاف، لبس ثيابه وتحنط وتقدم فقاتل حتى قتل.
= وليس عند ابن الجعد قول أنس في آخره: (مع أنى لم أر زمانًا .. إلخ) وزاد أحمد وابن المبارك به في آخره: (إلا أن يكون زمانًا مع نبى).
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم، ومن هذا الطريق أخرجه ابن وضاح في البدع [رقم 175]، وقد توبع عليه سليمان بن المغيرة: تابعه:
1 -
عبد الرحمن بن العريان على نحوه مع قصة في أوله
…
ولم يذكر قول أنس في آخره: (مع أنى لم أر .... إلخ) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" كما في "الفتح"[2/ 13].
2 -
وحماد بن سلمة مختصرًا عند ابن أبى عمر في "مسنده" كما في "الفتح"[2/ 13]، ووجدته عند الطيالسى [2033]، بلفظ:(حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت قال: كنا عند أنس فقال: واللَّه ما أعرف اليوم شيئًا كنتُ أعرفه على عهد رسول صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا أبا حمزة: والصلاة، قال: أو ليس أحدثتم في الصلاة ما أحدثتم) وله طرق أخرى كثيرة عن أنس به نحوه
…
يأتى بعضها [برقم 4184].
3331 -
صحيح: أخرجه مسلم [119]، والبخارى في "خلق أفعال العباد"[رقم 393]، وأحمد [3/ 137]، وابن حبان [7168]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1209]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2634]، وأبو عوانة [عقب رقم 154]، والطحاوى في "المشكل"[179 - 1180]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 502]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به. =
3332 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا سليمان بن المغيرة، قال: قال ثابتٌ: قال أنسٌ: لما انقضت عدة زينب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد:"اذْهَبْ إِلَيْهَا فاذْكُرْهَا عليّ؟ "، قال: فانطلق زيدٌ فأتاها وهى تختبز عجينتها، قال: فعظمتْ في صدرى، فما استطعت أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها، فوليتها ظهرى ونكصت على عقبى، قلت: يا زينب أبشرى! رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكرك، قالت: ما أنا بصانعة شيئًا حتى أوامر ربى، فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن فدخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بغير إذن، قال أنسٌ: فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا عليها الخبز واللحم حتى امتد النهار، قال: فخرج الناس
= قلتُ: وقد توبع عليه سليمان: تابعه جماعة، منهم:
1 -
حماد بن سلمة على نحوه دون قول أنس في آخره .... وزاد في وسطه: (
…
فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ: فقال: يا أبا عمرو ما شأن ثابت؟! أشتكى؟! قال سعد: إنه لجارى وما علمت له بشكوى، قال: فأتاه فذكر له قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ثابت: أنزلت هذه الآية، ولقد علمتم أنى من أرفعكم صوتًا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
…
) أخرجه مسلم [119]- ولفظ الزيادة له - وأحمد [3/ 145، 287]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 335]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 501]، وأبو عوانة [رقم 154]، وغيرهم.
2 -
وسليمان التيمى على نحوه دون قول أنس في آخره
…
اللَّهم إلا أوله فقط بلفظ: (فكنا نراه يمشى بين أظهرنا رجلًا من أهل الجنة) أخرجه مسلم [119]، وابن حبان [7169]، والمؤلف [رقم 3381]، والنسائى في "الكبرى"[8227، 11513]، وأبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 157]، وابن عساكر في "تاريخه"[8/ 372]، وغيرهم؛ وليس عند المؤلف ولا أبى الشيخ قول أنس في آخره.
3 -
وجعفر بن سليمان على نحوه
…
دون قول أنس في آخره
…
عند مسلم [119]، والمؤلف [برقم 3427]، والمزى في "تهذيبه"[4/ 370]، و [23/ 619 - 620]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 328 - 329].
3332 -
صحيح: أخرجه مسلم [1428]، والنسائى [3251]، وأحمد [3/ 195]، والطبرانى في "الكبير"[23/ رقم 110]، والبيهقى في "سننه"[13138]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 52 - 53]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1206]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 3088]، وابن المبارك في "الزهد"[رقم 1550]، وأبو سعيد النقاش في "فوائد العراقيين" =
وبقى رهطٌ في البيت يتحدثون قد أنس بهم الحديث، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتبعته، فجعل يتتبع حجر نسائه يسلم عليهن، وجعلن يقلن: كيف وجدت أهلك يا رسول الله؟ فلا أدرى أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا، أو أخْبِرَ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل البيت، فذهبتُ أدخل معه فألقى الستر بينى وبينه، ونزلت آية الحجاب وَوُعظ القوم بما وعظوا به.
3333 -
حَدَّثَنَا محمد بن الخطاب، حدّثنا عبد الملك بن إبراهيم، حدّثنا سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس، قال: كنا نهاب أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شئ، وكان يعجبنا أن يأتيه الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نستمع، فأتاه رجلٌ منهم، فقال: يا محمد، أتانا رسولك فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك، قال:"صَدَقَ"، قال: فمن خلق
= [رقم 92]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 870]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 104]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1357]، وأبو عوانة [رقم 3387، 3388]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 6790]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 32]، وفى "تفسيره"[1/ 354]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند النسائي وجماعة باختصار.
قلتُ: وسنده حجة.
3333 -
صحيح: أخرجه مسلم [12]، والترمذى [619]، والنسائى [2091]، وأحمد [3/ 143، 193]، والدارمى [650]، وابن حبان [155]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5070]، وابن أبى شيبة [30318]، والبيهقى في "سننه"[8394]، وفى "لأسماء والصفات"[رقم 26]، وابن عبد البر في "التمهيد"[16/ 170]، وأبو عوانة [رقم 1]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 7]، وابن بشران في "الأمالى"[رقم 592]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 893]، والطحاوى في "المشكل"[15/ 85]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[رقم 328]، والحاكم في "المعرفة"[ص 40]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 129]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم نحوه
…
، وسياق ابن المنذر مختصر ببعضه.
قلتُ: وهذا إسناد حُرٌّ ليس له مثيل، وقد قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن ثابت البنانى إلا سليمان بن المغيرة".
وسليمان هذا أجلّ من أن يقال عنه (ثقة) بل هو الحافظ الحجة السيد الشريف الإمام النبيل.
السماء؟ قال: "اللَّهُ"، قال: فمن خلق الأرض؟ قال: "اللَّهُ"، قال: فمن نصب هذه الجبال؟ قال: "اللَّهُ"، قال: فمن جعل فيها هذه المنابع؟ قال: "اللَّهُ"، قال: فبالذى خلق السماء والأرض، ونصب الجبال، وجعل فيها هذه المنابع، آللَّه أرسلك؟ قال:"نَعَمْ"، قال: زعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال:"صَدَقَ"، قال: فبالذى أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال:"نَعَمْ"، قال: زعم رسولك أن علينا صدقةً في أموالنا؟ قال: "صَدَقَ"، قال: فبالذى أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال:"نَعَمْ"، قال: زعم رسولك أن علينا صوم شهر في سنتنا؟ قال: "صَدَقَ"، قال: فبالذى أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال:"نَعَمْ"، قال: زعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلًا؟ قال: "صَدَقَ"، قال: فبالذى أرسلك، آللَّه أمرك بهذا؟ قال:"نَعَمْ"، قال: والذى بعثك بالحق لا أزيد عليهن ولا أنقص منهن شيئًا، قال: فلما قفى، قال:"لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الجَنَّةَ".
3334 -
حَدَّثَنَا العباس بن الوليد النرسى، حدّثنا معتمر بن سليمان، حدّثنا عبيد الله بن عمر، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فقام إليه الناس، فصاحوا فقالوا: يا نبى الله، قحط المطر، واحمر الشجر، وهلكت البهائم، فادع الله أن يسقينا، قال:"اللَّهُمَّ اسْقِنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا"، قال: وايم الله، ما نرى في السماء قزعةً من سحاب، فأنشأت سحابةٌ، فانتشرت، ثم إنها مطرت، ونزل نبى الله صلى الله عليه وسلم فصلى وانصرف، فلم تزل تمطر إلى الجمعة الأخرى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم يخطب صاحوا به، فقالوا: يا نبى الله، تهدمت البيوت، وانقطعت السبل، فادع الله أن يحبسها عنا، قال:"اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا"، قال: فتقشعت عن المدينة، وجعلت تمطر حواليها، وما تمطر بالمدينة قطرةً، فنظرت إلى المدينة وإنها لفى مثل الإكليل.
3334 - صحيح: أخرجه البخارى [3334]، ومسلم [897]، والنسائى [1517]، وابن خزيمة [1423]، وابن حبان [2858]، والبيهقى في "سننه"[6225].
والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2182]، وأبو عوانة [رقم 2012]، وغيرهم من طريقين عن ثابت البنانى عن أنس به.
3335 -
حَدَّثَنَا مصعب بن عبد الله الزبيرى، حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبيد اللَّه بن عمر، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، أن رجلا كان يلزم قراءة:{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} [الإخلاص: 1]، في الصلاة في كل سورة وهو يؤم أصحابه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا يُلْزِمُكَ هَذِهِ السُّورَةَ؟ " قال: إنى أحبها، قال:"حُبُّهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ".
3335 - صحيح: علقه البخارى [برقم 741]، - بصيغة الجزم - ووصله الترمذى [2901]، وابن حبان [794]، وابن خزيمة [537]، والحاكم [1/ 367]، والطبرانى في "الأوسط"[1/ رقم 898]، والبيهقى في "سننه"[2296، 2297]، وفى "الشعب"[2/ 2540]، وابن منده في "التوحيد"[رقم 6]، وبيبى الهرثمية في "جزئها"[83]، وابن عساكر في "تاريخه"[5/ 263]، وأبو عوانة [رقم 3208]، والرافعى في "تاريخ مدينة قزوين"[1/ 394]، والضياء في "المختارة"[رقم 1749، 1750]، كما في "تنبيه الهاجد"[رقم 181]، والحافظ في التغليق [1/ 241، 242]، والبزار في "مسنده" كما في "الفتح"[2/ 257]، والجوزقى في "المستخرج" ومثله أبو نعيم في "مستخرجه" كما في "التغليق"[1/ 243]، وغيرهم من طرق عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن عبيد الله بن عمر العمرى عن ثابت البنانى عن أنس به .... وهو عند البخارى والترمذى وغيرهما بسياق أتم.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب صحيح من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن عمر عن ثابت .. " وقال الحاكم: "حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وقد احتج البخارى أيضًا مستشهدًا بعبد العزيز بن محمد في مواضع من الكتاب" وقال الذهبى في "تلخيص المستدرك": "على شرط مسلم، وأورده البخارى تعليقًا" ومثله قال الإمام في "أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"[2/ 401].
قلتُ: كذا قالوا، والحديث من هذا الطريق منكر في نقدى، ودعوى كونه على شرط مسلم، مخدوشة جدًّا، فإن الدراوادى وإن كان من رجال مسلم؛ فإنه لم يُخْرِج له من روايته عن عبيد الله بن عمر شيئًا قط، وهذا أمر يغفل عنه كثيرون، فيأتون إلى إسناد قد احتج الشيخان - أو أحدهما - برجاله على الانفراد؛ فيقول قائلهم عَجلًا مُتَسرِّعًا:"هذا إسناد على شرط الشيخين" أو "على شرط البخارى" أو "على شرط مسلم" وهَذا وهمٌ بلا شك، بل ولايتم له ما يريد إلا =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إذا كان الشيخان أو أحدهما - قد احتجا برجال هذا الإسناد على صورة الاجتماع والمطابقة؛ فمثلًا: هذا الحديث يرويه: (عبد العزيز الدراوردى عن عبيد الله بن عمر عن ثابت البنانى عن أنس به
…
) كما مضى؛ فرجال هذا الإسناد قد احتج بهم كلهم مسلم على الانفراد؛ ولم يخرج بهذه الترجمة حديثًا واحدًا في "صحيحه" فلا يكون الإسناد على شرطه أبدًا؛ إلا إذا ثبت احتجاجه بهذا الإسناد كله في صورة الاجتماع؛ وقِسْ بعد ذلك كل إسناد في العالم على هذه الوتيرة؛ تكنْ على بصيرة من أمرك؛ وتأمن بذلك مواطن الزلل.
ثم وجه نكارة هذا الحديث من ذاك الطريق: هو أن عبد العزيز الدراوردى وإن كان صدوقًا متماسكًا على ما قيل في حفظه - فإن روايته عن عبيد الله بن عمر خاصة تكلم فيها جماعة من النقاد الجهابذة، فقال النسائي:"حديثه عن عبيد الله بن عمر منكر" بل قال الإمام أحمد: "ما حدَّث عن عبيد الله بن عمر فهو عن عبد الله بن عمر" وقال أيضًا: "ربما قلب حديثا عبد الله بن عمر يرويه عن عبيد الله بن عمر" كذا في "تهذيب المزى"[18/ 193، 194].
وعبد الله بن عمر هو العمرى - أخو عبيد الله بن عمر - العابد الضعيف المشهور، وقال الإمام أحمد أيضًا فيما نقله عنه ابن رجب في "شرح العلل"[ص 355/ طبعة السامرائى]،: (أحاديثه عن عبيد الله بن عمر تشبه أحاديث عبد الله بن عمر".
قلتُ: فيظهر لى: أنه حمل عنهما جميعًا ثم اختلطت عليه أحاديث هذا بذاك؛ وكان سماعه من عبد الله بن عمر أكثر من سماعه من أخيه عبيد الله، وكان الدراوردى يخطئ كثيرًا إذا حدِّث من حفظه، وكتابه صحيح.
فنخلص من هذا: إلى أن روايته عن عبيد الله بن عمر مردودة إلا عند المتابعة؛ وقد جزم غير واحد بكونه قد تفرد برواية هذا الحديث عن عبيد الله بن عمر، فقال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن عبيد الله إلا عبد العزيز" وقال الدارقطنى فيما نقله عنه الضياء في "المختارة": "تفرد به عبد العزيز".
ولعله لذلك: قد استغرب الترمذى هذا الحديث، ومئله ابن خزيمة أيضًا، فإنه قال في "صحيحه":"نا محمد بن يحيى بخبرٍ غريب" ثم ساقه من طريق الدراوردى، لكن أبى المحدث أبو إسحاق الحوينى - سدَّده الله - إلا أن يكسر حاجز هذا التفرد، فقال في "تنبيه الهاجد"[رقم 181]، يرد على الدارقطنى دعواه التفرد: "قلتُ: رضى الله عنك، فلم يتفرد به عبد العزيز الدراوردى؛ فتابعه سليمان بن بلال، عن عبيد الله بن عمر بسنده سواء
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه الضياء في "المختارة"[1751]، من طريق خيثمة بن سليمان الأطرابلسى، ثنا يحيى بن أبى طالب، أنبأ إسماعيل بن أبى أويس، حدثنى أخى أبو بكر، عن سليمان بن بلال
…
".
قلتُ: ونزيد عليه بكون هذه المتابعة قد أخرجها أيضًا: أبو عوانة [رقم 3207]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2541]، كلاهما من طريقين آخرين عن إسماعيل بن أبى أويس عن أخيه أبى بكر بن أبى أويس عن سليمان به.
لكننا نقول: لو لم تكن هذه المتابعة واردة إلا من هذا الطريق وحده، لما صلح الاستدراك بها على مثل أبى الحسن بن مهدى! وإسماعيل بن أبى أويس قد أفسدها بوجوده فيها، والكلام فيه طويل الذيل، وأحسن أحواله أن يكون ضعيفًا غير محمود الحفظ، ولسنا نقبل من حديثه إلا ما رواه عنه البخارى فقط دون أهل الأرض، لكونه كان لا يروى عن شيوخه المتكلَّم فيهم، إلا ما كان من صحاح حديثهم، وقد نصَّ هو على ذلك، فنقل عنه الترمذى في "علله الكبير"[ص/ 394 طبعة السامرائى]، أنه قال:"وكل رجل لا أعرف صحيح حديثه من سقيمه لا أروى عنه ولا أكتب حديثه) وقد تكلم العلامة المعلمى اليمانى كلامًا حسنًا على مقولة البخارى تلك في كتابه "التنكيل" [1/ 123]، وقال في ختام كلامه: "فتبيَّن لنا
…
أن الإمام البخارى رحمه الله لا يروى عنه راوٍ فيه ضعف إلا إذا كان يميِّز أحاديثه، فينتقى منها الصحيح، ويدع الضعيف".
قلتُ: وبهذا اعتمدْنا رواية البخارى عن شيوخ قد تُكلِّم فيهم بما يوجب التوقف فيما يروون على الانفراد، أمثال هشام بن عمار وعبد الله بن صالح كاتب الليث وموسى بن مسعود النهدى ونعيم بن حماد وغيرهم؛ فنأمن برواية البخارى عن هؤلاء أن يكون الحديث مما غلطوا فيه أو أدخِلَ عليهم، وهذا تفصيل حسن قد راق لنا وطاب، وسُدَّتْ دون التنكب عن طرائقه الأبواب؛ فللَّه الحمد على ما علَّم. وله الشكر على ما أنعم علينا وألهم.
وعود على بدء فنقول: إذا عرفت ما مضى؛ صحَّ لك أن طريق المتابعة إلى سليمان بن بلال لم يثبت؛ لكون بعض الرواة في الطريق إليه - وهو إسماعيل بن أبى أويس - ليس معدودًا من أهل الضبط عند المحققين؛ ولم يرو البخارى عنه هذا الطريق حتى يطمئن القلب إلى ادعاء السلامة فيه، لكن إسماعيل لم ينفرد به عن أخيه أبى بكر بن أبى أويس عن سليمان بن بلال، بل تابعه عليه: أيوب بن سليمان بن بلال قال: ثنا أبو بكر بن أبى أويس عن سليمان بن بلال بسنده به سواء
…
أخرجه أبو عوانة [رقم 3207]، قال: حدّثنا محمد بن يحيى - وهو الذهلى - قال: ثنا أيوب سليمان بن بلال به .. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم؛ وأيوب بن سليمان فوق الصدوق ودون الثقة، احتج به البخارى في "صحيحه".
وقد توبع عبيد الله بن عمر العمرى على هذا الحديث عن ثابت: تابعه مبارك بن فضالة على نحوه مختصرًا: عند الترمذى: [عقب رقم 2901]، وأحمد [3/ 141، 151]، والدارمى [3435]، والمؤلف [3336]، وعنه ابن حبان [792]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1306 و 1374]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 320]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 356]، وفى "تفسيره"[1/ 588]، وابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 689]، وابن الضريس في "فضائل القرآن"[رقم 269، 271]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 180]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 2094]، وابن سمعون في "الأمالى"[رقم 55]، وغيرهم؛ كلهم من طرق عن المبارك بن فضالة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح؛ والمبارك حسن الحديث على التحقيق؛ إلا أنه مدلس، غير أنه صرَّح بالسماع عند الدرامى وابن الأعرابى وابن نصر وابن الضريس في الموضع الأول؛ وتوبع عليه المبارك وعبيد الله بن عمر، تابعهما شريك القاضى عن ثابت به نحو سياق المبارك عند ابن الأعرابى في "المعجم"[1112]، لكن الطريق إليه مغموز، وشريك نفسه سيئ الحفظ على جلالته.
ثم جاء شيخ الإسلام و"أسد السنّة" حماد بن سلمة وخالف الجميع، وروى هذا الحديث عن ثابت البنانى فقال: (عن حبيب بن سبيعة به مرسلًا
…
)، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" كما في "الفتح"[52/ 258]، ثم قال الدارقطنى:"وهو أشبه بالصواب" يعنى أن هذا الوجه المرسل هو المحفوظ عن ثابت البنانى، قال الحافظ في "الفتح":"وإنما رجَّحه؛ لأن حماد بن سلمة مُقدَّم في حديث ثابت؛ لكن عبيد الله بن عمر حافظ حجة، وقد وافقه مبارك - يعنى ابن فضالة - في إسناده؛ فيحتمل أن يكون لثابت فيه شيخان".
قلتُ: وهذا ما يظهر لى أيضًا ولكن على مضض، وما أطيق صبرًا على كل من يخالف حماد بن سلمة في ثابت، لكن لعل شواهد الأحوال تؤيد ما احتمله الحافظ إن شاء الله، وقد مضى أن الحديث صححه الترمذى وابن خزيمة وابن حبان والحاكم والذهبى وغيرهم؛ وقبلهم البخارى بإيراده هذا الحديث في "صحيحه" معلقًا بصيغة الجزم. واللَّه المستعان.
3336 -
حَدَّثَنَا حوثرة بن أشرس، حدّثنا مبارك بن فضالة، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، أن رجلًا قال: يا رسول الله، إنى أحب {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، قال:"حُبُّكَ إِيَّاهَا أَدْخَلَكَ الجَنَّةَ".
3337 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، حدّثنا زكريا بن يحيى الذارع، عن ثابت البنانى، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
"اللَّهُمَّ إِنَّ الخَيْرَ خَيْرُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمهَاجِرَةْ".
3338 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن سلمة، حدّثنا عمران بن خالد الخزاعى، عن ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤاخى بين الاثنين من أصحابه، فتطول على أحدهما الليلة حتى يلقى أخاه فيلقاه بود ولطف، فيقول: كيف كنت بعدى؟ وأما العامة فلم يكن يأتى على أحدهما ثلاثٌ لا يعلم علم أخيه.
3336 - صحيح: انظر قبله.
3337 -
صحيح: هذا إسناد ضعيف، سويد بن سعيد عمى بأخرة حتى صار يتلقن، وزكريا بن يحيى مختلف فيه، وهو صدوق يخطئ كما قاله للحافظ في "التقريب" وقد توبع عليه زكريا: تابعه حماد بن سلمة بسياق أتم كما مضى [برقم 3324].
3338 -
ضعيف جدًّا: أخرجه ابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 195]، من طريق المؤلف به
…
ومثله الشجرى في أماليه [1/ 364]، وفى سنده علتان:
الأولى: شيخ المؤلف عبد الله بن سلمة هو البصرى، ذكره ابن حبان في الثقات [8/ 361]، وكان يلقب بالأفطس، تركه جمهرة النقاد حتى كذبه بعضهم، راجع ترجمته من "اللسان"[3/ 292]، فلا ينفعه توثيق ابن حبان له، بل ابن حبان نفسه قد تناكد بشأنه، فعاد وأورده في "المجروحين"[2/ 20]، وقال:(كان سيئ الحفظ فاحش الخطأ، كثير الوهم، تركه أحمد ويحيى).
ثم استدركتُ على نفسى: بأن عبد الله بن سلمة - شيخ المؤلف - المترجم في ثقات ابن حبان؛ ليس هو بالأفطس، بل ذاك أعلى منه بطبقة؛ وتوثيق ابن حبان له معتمد للغاية، وكذا روى عنه عبد الله بن أحمد بن حنبل كما رأيته في رواية عند الطبراني في "الدعاء"[رقم 2036]،=
3339 -
حَدَّثَنَا العباس، حدّثنا عمران بن خالد الخزاعى، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة وبعض أصحابه ينتظر طعامًا، قال: فسبقتها - قال عمران: أكبر ظنى أنها حفصة - بصحفة فيها ثريدٌ، وقالت: فوضعتُها قالت: فخرجت عائشة فأخذت القصعة - قال: ذاك قبل أن يحتجبن - قال: فضربت بها [فانكسرت]، فأخذها نبى الله صلى الله عليه وسلم فضمها وقال بكفه - حكى عمران: وضمها - وقال: "كُلُوا، غَارَتْ أُمُّكمْ"، قال: فلما فرغ أرسل بالصحفة إلى حفصة، وأرسل بالمكسورة إلى عائشة، فصارت قضيةً: من كسر شيئًا فهو له وعليه مثلها.
= وعبد الله لا يروى إلا عن ثقة كما نصَّ عليه الحافظ في مواضع من (تعجيل المنفعة) وقد توبع عليه عبد الله بن سلمة أيضًا: تابعه عليّ بن عبد الحميد المعنَّى ومحمد بن محمد بن عبد الملك كلاهما به عن عمران عند البيهقى في "الشعب"[6/ 9056]، من طريقين صحيحين عنهما به.
والثانية: عمران بن خالد الخزاعى هذا ضعفه أبو حاتم الرازى فقال: "ضعيف الحديث، بابة يوسف بن عطية، وعثمان بن مطر
…
" وهذان متروكان، وكذا تركه أحمد كما في "اللسان" [4/ 345]، وقال ابن حبان في "المجروحين" [2/ 124]،: "روى عنه أهل البصرة العجائب، وما لا يشبه حديث الثقات؛ فلا يجوز الاحتجاج بما انفرد [به] من الروايات .. ".
قلتُ: وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[8/ 318]، والبوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 182]، والحديث تالف جدًّا من هذا الطريق.
3339 -
صحيح: دون قوله في آخره: "فصارت قضية .. إلخ" أخرجه الدارقطنى في "سننه"[4/ 153]، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 150]، وغيرهما من طريق العباس بن الوليد النرسى عن عمران بن خالد عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وليس عند أبى الشيخ في آخره قول أنس: (فصارت قضية .. إلخ) وزاد بعد قوله: (غارت أمكم
…
) قال: ( .. كلوا؛ فأكلوا، فجلس الرسول حتى جاءت الكاسرة بقصعتها التى هي في بيتها، فدفع الصحفة الصحيحة إلى الرسول؛ وترك المكسورة في بيت التى كسرتها) وهذه الزيادة عند المؤلف والدارقطنى نحوها مختصرًا.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، وعمران بن خالد هو الخزاعى تركه أحمد وغيره كما ذكرنا ذلك في الحديث الماضى؛ لكنه توبع عليه: تابعه عبيد الله بن عمر العمرى على نحوه بسياق أتم، ولم يذكر فيه (حفصة) وإنما ذكر مكانها (أم سلمة) وهو الصواب، ثم زاد في آخره قول النبي صلى الله عليه وسلم:=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= (طعام مكان طعام، وإناء مكان إناء) أخرجه الطبراني في الصغير [1/ رقم 568]، من طريق شيخه عليّ بن محمد الأنصارى المصرى عن حرملة بن يحيى عن عبد الله بن وهب عن يحيى بن عبد الله بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب عن عبيد الله بن عمر به.
قال الطبراني: (لم يروه عن عبيد الله إلا يحيى بن عبد الله، ولا عنه إلا ابن وهب، تفرد به حرملة، ولا كتبناه إلا عن الأنصارى).
قلتُ: وهذه متابعة لا تثبت، رجالها كلهم ثقات سوى شيخ الطبراني:(عليّ بن محمد الأنصارى) فهو غير موثق، ونسْبتُه أنصاريًا تصحيف ظاهر، وإنما هو:(الأنصناوى) نسبة إلى (أنصنا) مدينة أزلية من نواحى الصعيد كما يقول ياقوت الحموى في "معجم البلدان"[1/ 265]، ولم يترجم لصاحبنا، وإنما ترجمه السمعانى في "الأنساب"[1/ 220 - 221]، ووهم في نسبته فقال:(الأنضناوى) بالضاد المعجمة، ثم قال: "وهذه النسبة إلى أنضنا، وهى قرية من صعيد مصر) كذا قال، وهو وهم منه تبعه عليه جماعة ممن أتوا بعده إلى صاحب إرشاد القاصى والدانى إلى تراجم شيوخ الطبراني [ص 443].
* والصواب: (الأنصناوى) نسبة إلى: (أنصنا) كما مضى؛ وياقوت أعلم الناس بأسماء الأماكن والبلدان على أوهام له فيها، وقد تعقب ابن الأثير في كتابه "اللباب" على السمعانى وقال:"المعروف أنصنا، بالصاد المهملة" وهكذا ضبطها ياقوت ضبط حروف؛ ولم يذكر السمعانى شيئًا من حال (عليّ بن محمد الأنصناوى)، سوى أن قال بعد بيانه نسبة الأنصناوى: "
…
خرج منها جماعة من أهل العلم منهم .... " ثم ذكر منهم (عليّ بن محمد) وهذا كما، ترى، لكن نقل صاحب "إرشاد القاصى والدانى إلى تراجم شيوخ الطبراني [443]، عن بَلَدينَا أبى الحسن السليمانى المصرى الباحث السُّنِّى أنه قال عن محمد بن على:"صدوق، لكلام السمعانى، ولو كان فيه جرح لنُقِلَ".
قلتُ: وصْفُ السمعانى له بالعلْم على إطلاقه لا ينفعه في معرفة ضبطه وحفظه، على أن السمعانى قد أطلق الوصف بالعَلم ولم يخصر به (على بن محمد) فالظاهر أنه أراد غيره ممن ذكرهم عقيب قوله: (
…
خرج منها - يعنى من قرية (أنصنا) - جماعة من أهل العلم
…
) يدل على ذلك: أن جميع من ذكرهم السمعانى عقب هذا القول، كلهم يصلح أن يقال عنه هو (من أهل العلم) دون على بن محمد المصرى، وكلام السمعانى في تراجم هؤلاء يزيد ذلك؛ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما كلامه في ترجمة (عليّ بن محمد) فيدل على أنه لا يعرفه أصلًا إلا برواية الطبراني عنه فقط، ولذلك لم يذكر عنه شيئًا من طلبه للعلم؛ وكذا لم يُقيِّد وفاته كما فعل في تراجم الآخرين.
أما قول أبى الحسن السليمانى - سدَّده الله: "ولو كان فيه جرح لَنُقلَ" يردُّ عليه أنه لم يُنْقَل فيه توثيق كما مضى، ثم ما دَخْلُ الجرْح هنا في نطاق دَرْءِ الجهالة؟! وَكون الرجل غير مجروح لا يدل على كونه صدوقًا أصلًا، والجهالة ليست بجرح في ذات الراوى وضبطه؛ إلا باعتبار التنكب عن روايته وحسب، على تفصيل في ذلك أيضًا شرحناه في رسالة مفردة في أحكام المجهول وخبره.
فالحاصل: أن (عليّ بن محمد الأنصناوى) شيخ مستور الحال غير مشهور بالعلم، وهو آفة طريق الطبراني الماضى؛ فعاد الحديث إلى رواية عمران بن خالد الخزاعى عن ثابت به
…
وقد عرفت حال عمران قبل، وقد خولف الخزاعى في سنده ومتنه، خالفه أثبت أهل الأرض في ثابت البنانى، أعنى شيخ الإسلام حماد بن سلمة، فرواه عن ثابت البنانى فقال: عن أبى المتوكل الناجى عن أم سلمة (أنها يعنى أتت بطعام في صحفة لها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجاءت عائشة مُتَّزِرة بكساء ومعها فهْر، فَفَلَقَتْ به الصحفة، فجمع النبي صلى الله عليه وسلم بين فلقتى الصحفة ويقول: كلوا، غارت أمكم، مرتين، ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم صحفة عائشة، فبعث بها إلى أم سلمة، وأعطى صحفة أم سلمة عائشة).
هكذا أخرجه النسائي [3956]- واللفظ له - وابن أبى الدنيا في "مداراة الناس -"[رقم 158]، وفى العيال [563]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 135]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 128]، وغيرهم بإسناد صحيح إلى حماد به
…
فخالفه حماد في سنده ومتنه كما ذكرنا:
1 -
أما سنده: فإنه جعله (عن ثابت عن أبى المتوكل عن أم سلمة).
2 -
وأما متنه: فإنه جعل مرسلة الطعام هي (أم سلمة) ولم يذكر في آخره قول أنس: (فصارت قضية
…
إلخ) وهذا هو الصحيح عن ثابت البنانى؛ ورواية عمران عنه خطأ كما قاله أبو زرعة الرازى فيما نقله عنه ابن أبى حاتم في "العلل"[1400].
ورواية حماد سندها صحيح إن كان أبو المتوكل قد سمع من أم سلمة، وقد توبع ثابت البنانى على الوجه الأول عن أنس: تابعه حميد الطويل على نحو رواية حماد بن سلمة
…
كما يأتى عند المؤلف [برقم 3774، 3849].
3340 -
حَدَّثنا محمد بن أبى بكر، حدّثنا عبد الواحد بن ثابت الباهلى، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجُرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ".
3341 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر، وغيره، قالوا: حدّثنا ديلم بن غزوان، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا من أصحابه إلى رأس من رؤوس المشركين يدعوه إلى الله، فقال: هذا الإله الذي تدعو إليه، أمن فضة هو أم من نحاس؟ فتعاظم مقالته في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال:"ارْجِعْ إلَيْهِ فَادْعُهُ إلَى اللهِ" فرجع فقال له مثل مقالته، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "ارْجِعْ
3340 - حسن لغيره: هذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [3/ 359]:"رواه أبو يعلى، وفيه عبد الواحد بن ثابت الباهلى، وهو ضعيف" وقال البخارى: "منكر الحديث" كما في "ميزان الذهبى"؛ وأورده العقيلى في "الضعفاء"[3/ 50]، وقال:"لا يتابع على حديثه" ثم ساق له هذا الحديث من طريقين عنه به
…
، وكذا ساق له حديثًا آخر مضى عند المؤلف [برقم 3305]، ثم قال العقيلى:" .... وفى السحور أسانيد ثابتة، وأما اللفظتان اللتان جاء بهما، هذا الشيخ: "ولو بجرعة ماء" أو: "شئ لم يَمسَّه النار" فليس يتابعه عليهما ثقة".
قلتُ: وهو كما قال العقيلى، لكن لهذا الحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أرجو أن يكون بها حسنًا، وقد تكلمنا عليها في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
3341 -
جيد: أخرجه ابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم 692/ ظلال]، والهروى في "ذم الكلام"[4/ رقم 630]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2541]، وفى الأسماء والصفات [رقم 595]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم 2221/ كشف]، وغيرهم من طريقين عن ديلم بن غزوان عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد جيد؛ رجاله كلهم ثقات سوى ديلم بن غزوان، فقد قال البزار عقبه:"ديلم بصرى صالح" وهو كما قال، وقد مشاه ابن معين وأبو داود، وزاد أبو داود في مكان آخر:"ثقة" ومثله قال ابن معين في رواية عنه؛ وذكره ابن حبان في "الثقات" وشذ الأزدى فقال: (يتكلمون فيه) كذا على الإبهام، وقال الحافظ في "التقريب":"صدوق، وكان يرسل" وقال الذهبى في "الكاشف": "صدوق" وأورده ابن عدى في "الكامل" ولم يذكره بشئ، سوى أن ساق له طرفًا من حديثه عن ثابت وغيره، وقد ذكره ابن شاهين وابن خلفون في "الثقات" أيضًا، وقد توبع عليه ديلم: تابعه عليّ بن أبى سارة على نحوه بسياق أمّ عند الطبرى في "تفسيره"=
فَادْعُهُ إلَى الله، وَأَرْسَلَ الله عَلَيْه صَاعقَةً" فرجع فقال له مثل مقالته، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "ارْجِعْ إلَيْه فادْعُهُ إلَى اللهِ" وَرَسُولُ الله في الطريق لا يعلم، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره أن الله قد أهلَك صاحبه، ونزلت على النبي صلى الله عليه وسلم:{وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ} [الرعد: 13].
3342 -
حَدَّثَنا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا ابن أبى سارة، عن ثابت، عن أنس، نحوه.
3343 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا ديلم بن غزوان، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: كان رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: جليبيب، في وجهه
= [16/ 392/ طبعة الرسالة]، والواحدى في "أسباب النزول"[ص 183/ طبعة الحلبى]، والمؤلف [برقم 33422، 3468]، والهروى في "ذم الكلام"[4/ رقم 631] والنسائى في "الكبرى"[11259]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 1232] وغيرهم من طريقين عن ابن أبى سارة به.
قلتُ: وابن أبى سارة هذا شيخ متروك، قال أبو داود:"قد ترك الناس حديثه" وقال البخارى: (فيه نظر) وقال ابن حبان في "المجروحين"[2/ 104]: "كان ممن يروى عن ثابت ما لا يشبه حديث ثابت، حتى غلب على روايته المناكير التى يرويها عن المشاهير؛ فاستحق الترك" وقال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل" بعد أن ساق له جملة من حديثه عن ثابت: "وهذه الأحاديث التى ذكرتها لعليّ بن أبى سارة عن ثابت كلها غير محفوظة، وله غير ذلك عن ثابت مناكير أيضًا".
قلتُ: وضعَّفه سائر النقاد، وقال العقيلى بعد أن ساق له هذا الحديث:"ولا يتابعه إلا من هو مثله أو قريبًا منه" فالعمدة على رواية ديلم بن غزوان الصدوف الصالح؛ لا سيما وقد زاد ابن أبى سارة في روايته زيادات لم تأت إلا من طريقه، وسيأتى سياق روايته عند المؤلف [3468]، فاللَّه المستعان.
3342 -
جيد: انظر قبله؛ وسيسوق المؤلف لفظ هذا الطريق قريبًا [برقم 3468].
3343 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه الخطيب في "تاريخه"[4/ 408]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 408] من طريق إبراهيم بن عرعرة عن ديلم بن غزوان عن ثابت البنانى عن أنس به
…
=
دمامةٌ، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم التزويج، فقال: إذًا تجدنى كاسدًا، فقال:"غَيْرَ أَنَّكَ عِنْدَ اللَّهِ لَسْتَ بِكَاسِدٍ".
3344 -
حَدَّثَنَا القواريرى، حدّثنا ديلم بن غزوان، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس بن مالك، قال: كان رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له: جليبيبٌ، فذكر نحوه.
3345 -
حَدَّثَنَا حوثرة بن أشرس، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، قال: كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تُسبق، فجاء أعرابىٌ بقعود له فسابقها، فسبقها الأعرابى، واشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"حَقٌّ عَلَى اللَّهِ أَلا يُرْفَعَ مِنَ الدُّنْيَا شَىْءٌ إِلا وَضعَة".
= قلتُ: وهذا إسناد ظاهرة السلامة، قال الهيثمى في "المجمع" [4/ 506]:"رواه أبو يعلى ورجاله ثقات" وهو كما قال؛ لولا أن إبراهيم بن عرعرة قد قال عقب روايته عند ابن عدى في "الكامل": "لا أحسبه حفظه" يقصد بذلك ديلم بن غزوان، وهو كما قال، فلم يحفظه ديلم سندًا ولا متنًا.
أما متنًا: فلكون أصل تلك القصة في الحديث قد جرتْ لزاهر بن حرام - رضى الله عنه - مع النبي صلى الله عليه وسلم دون عَرْض التزويج عليه أيضًا.
وأما سندًا: فلكون المحفوظ عن ثابت البنانى في هذا الحديث: هو روايته عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث به مرسلًا، هكذا رواه عنه حماد بن سلمة، وهو أثبت الناس فيه عندهم، ما يخالف في ذلك أحد، وسيأتى شرح هذا مفصلًا في تخريج الحديث الآتى [برقم 3456]، فارتقبه.
3344 -
ضعيف بهذا السياق: انظر قبله.
3345 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4802]، وأحمد [3/ 253]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1315]، و [1344]، وهناد في "الزهد"[رقم 573]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 306]، وحماد بن إسحاق في تركة النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 71]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 66]، والحافظ في "التغليق"[2/ 244]، والشجرى في "أماليه"[1/ 383]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك به.=
3346 -
حَدَّثَنَا بسام بن يزيد، حدّثنا حماد بن سلمة، بنحوه.
3347 -
حَدَّثَنَا حوثرة بن أشرس، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل علينا، ولى أخٌ صغيرٌ يكنى أبا عمير، فدخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"يَا أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ ".
= قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وقد صححه البغوى أيضًا، وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه سفيان بن حسين على نحوه دون ذِكْر الناقة فيه، عند القضاعى في "الشهاب"[2/ رقم 1009]، ورجاله إليه ثقات سوى شيخ القَضاعى:(أبو على المحسن بن جعفر بن أبى الكرام) فلم أجد من ترجمه سوى الذهبى في "تاريخه"[حوادث سنة 420 هـ]، ولم يذكر عن حاله شيئًا، إلا أنه نسبه مصريًا، فمثله مستور الحال، وليس هو بالمترجم في "تاريخ بغداد"[13/ 156]، وقد تصحف (محسن) عند القضاعى إلى (الحسن) فانتبه، وقد توبع عليه ثابت البنانى: تابعه حميد الطويل على نحوه
…
كما يأتى عند المؤلف [برقم 3371].
3346 -
صحيح: انظر قبله.
3347 -
صحيح: أخرجه أبو داود [4969]، وأحمد [3/ 288]، وابن حبان [109]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 847]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 38]، و [4/ 39]، وأبو بكر الشافعي في الغيلانيات [رقم 753]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند أبى داود وغيره أتم سياقًا.
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم. وقد توبع عليه حماد:
1 -
تابعه سليمان بن المغيرة على نحوه عند أحمد [3/ 222]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 384]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1279]، وابن وهب في الجامع [رقم 51]، وغيرهم.
2 -
وعمارة بن زاذان على نحوه عند عبد بن حميد في "المنتخب"[1331]، وأبى الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم[برقم 53]، وأبى بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 751، 754]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 39]، وغيرهم؛ وسيأتى عند المؤلف أيضًا [برقم 3398]، ولكن مطولًا.
وللحديث طرق كثيرة عن أنس بن مالك به فحوه
…
مضى بعضها [برقم 2836].
3348 -
حَدَّثنَا أبو الربيع الزهرانى، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الرحمن بن عوف صفرةً، فقال:"مَا هَذَا؟ " قال: تزوجت امرأةً على وزن نواة من ذهب، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بَارَكَ اللهُ لَكَ" ثم قال له: "أَولِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".
3349 -
حَدَثَتَا أبو الربيع، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب، فإنه ذبح شاةً.
3350 -
أخبرنا أبو يعلى أحمد بن على بن المثنى الموصلى، حدّثنا أبو الربيع
3348 - صحيح: أخرجه البخارى [4860، 6023]، ومسلم [1427]، وأبو داود [2109]، والترمذى [1094]، والنسائى [3372، 3373]، وابن ماجه [1907]، وأحمد [3/ 226]، والدارمى [2204]، وسعيد بن منصور [رقم 611]، والبيهقى في "سننه"[13618، 14138، 14275]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1367]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 64]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 503]، ولوَيْن في "جزء من حديثه"[رقم 78]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وقد توبع عليه حماد بن زيد: تابعه جماعة عن ثابت البنانى به
…
لكن بسياق أتم
…
وله طرق أخرى عن أنس قد ذكرناها في "غرس الأشجار".
33 -
صحيح: أخرجه البخارى [3487، 4876]، ومسلم [1428]، وأبو داود [3743]، وابن ماجه 1908]، والنسائى في "الكبرى"[6602]، وأحمد [3/ 227]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 118]، وعبد بن حميد في "المتنخب"[1207، 1368]، والبيهقى في "سننه"[14277]، وأبو عوانة [رقم 3383، و 3395]، والبغوى في شرح السنة" [5/ 67]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [5/ رقم 3087]، وابن سعد في "الطبقات" [8/ 103]، و [8/ 107]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وله طرق أخرى عن أنس به نحوه بسياق أتم .... يأتى بعضها عند المؤلف [برقم 3861، 3918].
3350 -
صحيح: أخرجه البخارى [1290، 5333]، وأبو داود [3095]، وأحمد [3/ 227، 280]، وابن حبان [4884]، والنسائى في "الكبرى"[8588]، والبيهقى في "سننه"=
الزهرانى، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا ثابث، قال: أظنه عن أنس، قال: كان غلامٌ من اليهود يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه يعوده وأبوه عند رأسه، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم "فجعل الغلام ينظر إلى أبيه، فقال له أبوه: أطع أبا القاسم، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. ثم هلك الغلام، فخرج رسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول: "الحمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْقَذَه بِى مِنَ النَّارِ".
3351 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّتنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج صفية وجعل عتقها صداقها.
3352 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس بن مالك، قال: مُرَّ على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنوا عليها خيرًا، فقال:"وَجَبَتْ" ومُرَّ عليه بجنازة فأثنوا شرًا،
= [6389]، وابن أبى الدنيا في "المحتضرين"[رقم 14]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 53]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1290]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وللحديث طريق آخر عن أنس به نحوه
…
يأتى عند المؤلف [برقم 4306].
3351 -
صحيح: أخرجه البخارى [4798]، ومسلم [1365]، وابن ماجه [1957]، وأحمد [3/ 239، 242]، والبيهقى في "سننه"[13144]، وجماعة كثيرة من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: سيأتي عند المؤلف [برقم 3932]، بسياق أطول، ويأتى هناك استيفاء تخريجه من هذا الطريق، وله طرق أخرى عن أنس بن مالك به
…
مضى منها طريق قتادة عنه [برقم 3050]، و [3173]، ويأتى طرق أخرى [برقم 3834، 3890، 3926، 4162، 4163، 4164، 4167، 4168].
3352 -
صحيح: أخرجه البخارى [2499]، ومسلم [949]، وابن ماجه [1491]، وأحمد [3/ 186]، وابن حبان [3052]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1382]، والبيهقى في "سننه"[20176]، و [20699]. وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وزادوا جميعًا: (المؤمنون شهداء الله في الأرض) وفى رواية لبعضهم: (أنتم شهداء الله في الأرض).=
فقال: "وَجَبَتْ" فقيل: يا رسول الله، قلت لهذه: وجبت! ولهذه: وجبت، قال:"لِشَهَادَةِ الْقَوْمِ".
3353 -
حَدَّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا حماد بن سلمة، مثله، وزاد فيه:"وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ في الأَرْضِ".
3354 -
حَدَّثنا عبد الرحمن بن سلام، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رجلًا فارسيًا كان جارًا للنبى صلى الله عليه وسلم، وكانت مرقته أطيب شئ ريحًا، فصنع طعامًا ثم دعا النبي صلى الله عليه وسلم، وعائشة إلى جنبه، قال: فأومأ إليه: أن تعال، قال:"وَهَذِهِ مَعِى؟ " وأشار إلى عائشة، فقال: لا. ثم أشار إليه الثانية، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"وَهَذِهِ معى؟ " قال: لا. ثم قال الثالثة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم، وأشار إلى عائشة، قال: نعم.
= قلتُ: وقد توبع عليه حماد بن زيد:
1 -
تابعه حماد بن سلمة على نحوه عند أحمد [3/ 245]، والمؤلف في الآتى [رقم 3353]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1357].
2 -
وسليمان بن المغيرة على نحوه باختصار عند أحمد [3/ 211]، والطحاوى في "المشكل"[8/ 105].
3 -
ومعمر على نحوه مع الزيادة عند عبد الرزاق [19672]، وعنه أحمد في "المسند"[20/ 337/ طبعة الرسالة]، والبيهقى في "سننه"[6977]، وفى "الآداب"[283]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 76]، وللحديث طرق أخرى عن أنس به .. يأتى بعضها [برقم 3760].
3353 -
صحيح: انظر قبله.
3354 -
صحيح: أخرجه مسلم [2037]، وأحمد [3/ 123، 272]، والنسائى [3436]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1290]، وابن حبان [5301]، وأبو عوانة [رقم 6712، 6713، 6714]، وأبو منصور بن عساكر - ابن أخى أبى القاسم الحافظ - في "الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين"[ص 87]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه.
قلتُ: وقد توبع عليه حماد: تابعه سليمان بن المغيرة على نحوه عند الدرامى [2067]، بإسناد صحيح إليه.
3355 -
حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس أن عبيد الله بن زياد قال: يا أبا حمزة هل سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الحوض؟ فقال لقد تركت بالمدينة لَعَجَائزَ يكثرن أن يسألن الله أن يوردهن حوض محمد صلى الله عليه وسلم.
3356 -
حَدَّثَنَا حوثرة، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم حالف بين الأنصار والمهاجرين في دار أنس بالمدينة.
335 - صحيح: أخرجه ابن أبى عاصم في "السنة"[2/ رقم 698]، من طريق هدبة بن خالد عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
ولفظه: (عن أنس أن زيادًا أو ابن زياد ذُكِرَ عنده الحوض؛ فأنكر ذلك، فبلغ ذلك أنسًا فقال: أما واللَّه لأسوأنّه غدًا، فقال: ما أنكرتم من الحوض؟! قالوا: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يذكره؟! قال: نعم، ولقد أدركت عجائز بالمدينة لا يصلين صلاة إلا سألن الله تعالى أن يؤردهن حوض محمد صلى الله عليه وسلم).
قلتُ: وسند ابن أبى عاصم على شرط مسلم كما قاله الإمام في "ظلال الجنة"[2/ 2]، وأما سند المؤلف فصحيح فقط، وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه سليمان بن المغيرة على نحوه عند أبى يعلى كما في "الفتح"[11/ 468]، وقال الحافظ:"سنده صحيح" وليس هو في مسند المؤلف الذي نعمل فيه، فلعله في "مسنده الكبير" من رواية ابن المقرئ عنه.
وتوبع عليه ثابت البنانى: تابعه حميد الطويل على نحو اللفظ الماضى: عند الحاكم [1/ 150]، والحسين بن حرب في "زوائده على زهد ابن المبارك"[رقم 1609]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 830]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 148]، والعيسوى في "فوائده" كما في "الفتح"[11/ 468]، وغيرهم؛ وقد صححه الحاكم على شرط الشيخين، وهو كما قال؛ وقد رأيت رواية سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى
…
عند البيهقى أيضًا في البعث [رقم 147].
3356 -
صحيح: هذا إسناد ظاهره الصحة إلا أنه معلول، وحوثرة - وهو ابن أشرس - وإن كان ثقة معروفًا، إلا أنه قد خولف في سنده، خالفه عفان بن مسلم - وهو أوثق منه وأثبت - فرواه عن حماد فقال: عن عاصم الأحول عن أنس به
…
، فجعل شيخ حماد فيه:(هو عاصم الأحول) وليس: (ثابت البنانى) هكذا أخرجه أحمد [3/ 281].
وتوبع عليه عفان: تابعه عبد الأعلى النرسى عند المؤلف [برقم 4028]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 646]، وطريق عفان أيضًا عند ابن سعد في "الطبقات"[1/ 238]،=
3357 -
وَحَدَّثَنَاة مرة، عن عاصم، عن أنس.
3358 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، قال:[قال النبي صلى الله عليه وسلم]: "يَبْقَى في الجَنَّةِ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَبْقَى، فَيُنْشِئُ اللهُ خَلْقًا مَا شَاءَ".
3359 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن، حدّثنا حماد، عن ثابت وأبى عمران، عن أنس، قال:"يَخْرُجُ مِنَ النَّار - قال أبو عمران: أربعة، وقال ثابتٌ: رجلان - فَيُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ، فَيُؤْمَر بِهِمْ إلى النَّارِ، فَيَلْتَفِتُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ قَدْ كُنْتُ أرْجُو إن أَخْرَجْتَنِى مِنْهَا أَنْ لا تُعِيدَنِى فِيهَا، فَيُنْجِيهِ اللهُ مِنْهَا".
3360 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: ما صليت خلف
= وهذا هو المحفوظ عن حماد إن شاء الله؛ فلعل حوثرة سلك فيه الجادة، أو لزم الطريق، وسيأتى تخريج راوية عاصم بن سليمان الأحول عند المؤلف [برقم 4023]، فهو الأليق به.
3357 -
صحيح: انظر قبله، والآتى [برقم 4023].
3358 -
صحيح: أخرجه مسلم [2848]، وأحمد [3/ 152، 265، 270]، وابن حبان [7448] وعبد بن حميد في "المنتخب"[1310]، وابن أبى عاصم في "السنة"[1/ رقم/ 529 ظلال]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
ولفظ أحمد في الموضع الأول: (يدخل أهل الجنة الجنة؛ فيبقى منها ما شاء الله عز وجل فينشئ الله تعالى لها خلقًا حتى يملأها).
قلتُ: وسنده أجلُّ من أن يقال عنه صحيح.
3359 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3292].
3360 -
صحيح: أخرجه مسلم [473]، وأحمد [3/ 247]، وأبو عوانة [رقم 1348]، وأبو داود [853]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 406]، وابن حزم في "المحلى"[4/ 121]، وابن الجعد [3348،3347، 3349]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وليس عند أبى داود صفة صلاة أبى بكر ولا صلاة عمر - رضى الله عنهما.
قلتُ: قد توبع عليه حماد بن سلمة، وكذا ثابت البنانى
…
ولكن مفرقًا نحوه.
أحد أوجز من صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في تمام، وكانت صلاته متقاربةً، وكانت صلاة أبى بكر متقاربةٌ، فلما كان عمر مد في صلاة الفجر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم:"سَمِعَ الله لمَنْ حَمِدَهُ" قام حتى نقول: قد أوهم، فيسجد، ويقعد بين السجدتين حتى نقول: قد أوهم.
3361 -
حدّثنا هدبة بن خالد، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، قال: كنت أسقى أبا عبيدة وأبا طلحة وأبيّ بن كعب وسماك بن خرشة وسهيل بن بيضاء، خليط التمر والبسر حتى أسرعت فيهم فمر رجل ينادى: ألا إن الخمر قد حرمت! قال: فقالوا: يا أنس، اكفأ إناءك، فواللَّه ما انتظروا أن يعلموا أصادق هو أم كاذب، فوالله ما رجعتْ إلى رؤوسهم حتى لقوا الله.
3362 -
حدّثنا أبو الربيع، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، قال: كنت ساقى
3361 - صحيح: أخرجه ابن حبان [5363]، والطحاوى في "شرح المعانى"[4/ 213]، وأبو عوانة [رقم 6399]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وزادوا جميعًا في آخره: (وكان خمرهم يومئذ البسر والتمر).
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم، وقد قُرِنَ (حميد الطويل) في سنده مع (ثابت البنانى) عند الجميع.
وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه عليه جماعة منهم:
1 -
حماد بن زيد
…
وروايته هي الآتية بعد هذا.
2 -
ومعمر على نحوه بسياق أتم، وقُرِنَ "قتادة، وأبان بن أبى عياش" في سنده مع (ثابت البنانى) وقد مضت روايته [برقم 3042].
3 -
وسليمان بن المغيرة على نحوه
…
مع زيادة في آخره
…
عند البخارى في "الأدب"[رقم 1241]، وسنده صحيح إليه.
4 -
وجعفر بن سليمان على نحوه باختصار وزاد: (فأكفأ الناس آنيتهم حتى كادت الطرق أن تمتنع) أخرجه ابن عساكر في "المعجم"[رقم 331]، من طريق قطن بن نسير عن جعفر به
…
قال ابن عساكر: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم" وهو كما قال.
3362 -
صحيح: أخرجه البخارى [2332، 4344]، ومسلم [1980]، وأبو داود [3673]، وأحمد [3/ 227]، والدارمى [2089]، والبيهقى في "سننه"[17105]، وفى "المعرفة"=
القوم يوم حرمت في بيت أبى طلحة، وما شرابهم إلا الفضيخ البسر والتمر، فإذا مناد ينادى: ألا إن الخمر قد حرمت! قال: فجرت في سكك المدينة، فقال أبو طلحة اخرج فأهرقها، قال: فأهرقتها فقالوا - أو قال بعضهم -: قُتل فلان وقُتل فلان وهى في بطونهم - فلا أدرى هو من حديث أنس - قال: فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية [المائدة: 93].
3363 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، قال: قال لنا أنسٌ: إنى لا آلو أن أصلى بكم كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى بنا. قال ثابتٌ: رأيت أنسًا يصنع شيئًا لا أراكم تصنعون، كان إذا رفع رأسه من الركوع قام حتى يقول القائل: لقد نسى، وإذا رفع رأسه من السجدة الأولى قام حتى يقول القائل: لقد نسى.
= [رقم 5452]، وأبو عوانة [رقم 6400، 6401]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وله طرق أخرى عن أنس به نحوه.
3363 -
صحيح: أخرجه البخارى [787]، ومسلم [472]، وأحمد [3/ 226]، وابن خزيمة [609، 682]، وابن حبان [1885]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1380]، والبيهقى في "سننه"[2457، 2577]، وابن عساكر في "تاريخه"[51/ 166]، وأبو عوانة [1347]، وابن حزم في "المحلى"[4/ 122]، والسراج في "حديثه"[45/ 1]، كما في "الإرواء"[2/ 15]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وقد توبع عليه حماد بن زيد:
1 -
تابعه حماد بن سلمة على نحوه باختصار كما مضى [برقم 3360].
2 -
وشعبة على نحوه مختصرًا دون ذكر الرفع من السجدة الأولى: عند البخارى [767]، وأحمد [3/ 172]، وابن حبان [1902]، والطيالسى [رقم 2039]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1305]، وابن الجعد [رقم 1360]، والبيهقى في "سننه"[2456]، والخطيب في "تاريخه"[2/ 256]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1379]، والطحاوى في "المشكل"[3/ 86]، وغيرهم؛ وزاد أحمد وابن حبان والطيالسى:(من طول القيام) ولفظ أحمد: (من طول ما يقوم).=
3364 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حماد، عن ثابت، قال: سئل أنسٌ عن خضاب رسول الله، فقال: لو شئت أن أعد شمطاتٍ في رأسه لفعلت، وقال: لم يختضب، وقد اختضب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب عمر بالحناء.
3365 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حاتم بن ميمون، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قَرَأَ في يَوْمٍ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} [الإخلاص: 1]، مِائَتَىْ مَرَّةً، كتِبَ لَه أَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةِ حَسَنَةٍ، إلا أَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ دِينٌ".
= 3 - وسليمان بن المغيرة على نحو سياق المؤلف عند أحمد [3/ 223]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1281]، وأبى عوانة [1349]، وزاد أحمد وابن حميد:(ثم استوى قاعدًا).
4 -
ومعمر على نحوه باختصار عند عبد الرزاق [3008]، وعنه أحمد [3/ 162]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1252]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1448]، وغيرهم.
3364 -
صحيح: أخرجه البخارى [5556]، ومسلم [2341]، وأحمد [3/ 227]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1362]، والبيهقى في "سننه"[14592]، وفى "الشعب"[5/ رقم 6398]، وفى "الدلائل"[رقم 167]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 432]، وغيرهم من طريق حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم بنحوه
…
وليس عند البخارى وابن سعد الجملة المتعلقة بخضاب أبى بكر وعمر؛ وعند البخارى وعبد بن حميد وابن سعد: (شمطاته في لحيته) بدل: (شمطات في رأسه).
قلتُ: وللحديث طرق كثيرة عن أنس به نحوه.
3365 -
منكر: أخرجه الترمذى [2898]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2547]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 203]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 439]، وابن نصر في "مختصر قيام الليل"[رقم 181]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 171]، وغيرهم من طريقين عن حاتم بن ميمون الكلابى عن ثابت البنانى عن أنس به
…
ولفظ الترمذى وابن نصر وهو رواية لابن عدى ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2548]: (من قرأ كل يوم مائتى مرة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مُحِى عنه ذنوب خمسين سنة إلا أن يكون عليه دين).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: هذا إسناد منكر، قال الترمذى:"هذا حديث غريب من حديث ثابت عن أنس" وقال ابن كثير في "تفسيره"[4/ 733]: "إسناد ضعيف؛ حاتم بن ميمون ضعفه البخارى وغيره" وقال ابن الجوزى في "الموضوعات"[2/ 244]: (هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم " قال ابن حبان: "لا يجوز الاحتجاج بحاتم بن ميمون بحال".
وعبارة ابن حبان في "المجروحين"[1/ 271]، هكذا:"منكر الحديث على قلته؛ روى عن ثابت البنانى ما لا يشبه حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال .... " ثم ساق له هذا الحديث مثل لفظ المؤلف، وقال ابن عدى عن ميمون في "الكامل":"يروى عن ثابت البنانى أحاديث لا يرويها غيره" ثم ساق له هذا الحديث بَلِفْظَيْه معًا، وقال البخارى أيضًا عن حاتم:"روى منكرًا، كانوا يتقون مثل هؤلاء المشايخ) كما في "تهذيب المزى" [5/ 196].
فالحديث منكر من هذا الوجه
…
لكن قال الترمذى: (وقد روى هذا الحديث من غير هذا الوجه أيضًا عن ثابت).
قلتُ: لعله يريد ما رواه الحسن بن أبى جعفر عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} مائتى مرة؛ غُفِر له يعنى ذنوب مائتى سنة).
أخرجه البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2546]- واللفظ له - والباغندى في "أماليه"[رقم 99]، وابن الضريس في "فضائل القرآن"[رقم 266]، والخطيب في "تاريخه"[6/ 187]، وابن بشران [ج 12 ق 62 وجه 1]، كما في "الضعيفة"[1/ 464]، وغيرهم.
والحسن هذا منكر الحديث كما قاله البخارى والفلاس والساجى وغيرهم، وقد تركه آخرون، راجع "التهذيب"[2/ 260].
لكنه قد توبع عليه مثله: تابعه أغلب بن تميم عند البزار في "مسنده" كما في "تفسير ابن كثير"[/ 8/ 524 طبعة دار طيبة]، ثم قال البزار:"لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحسن بن أبى جعفر، والأغلب بن تميم؛ وهما متقاربان في سوء الحفظ".
قلتُ: أغلب بن تميم هذا حاله كحال صاحبه الحسن بن أبى جعفر، وترجمة أغلب في "اللسان"[1/ 464]، وللحديث طرق أخرى عن أنس مثله
…
، وبعضها باختلاف في سياقه ولفظه، وكلها مناكير لا يثبت منها شئ قط، والله المستعان.
3366 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا الحارث بن عبيد، عن ثابت، عن أنس، قال: بعثنى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حاجة، فمررت بصبيان، فقعدت معهم فأبطأت عليه، فخرج فرآنى مع الصبيان، فسلم عليهم.
3367 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لى: أفّ قط، ولا قال لشئ مما صنعه خادمٌ: لم فعلت كذا وكذا؟ وهلا فعلت كذا؟.
3366 - صحيح: أخرجه ابن عساكر في تاريخه [14/ 308]، و [53/ 339]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1375]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "[رقم 125]، وتمام في "فوائده"[رقم 759]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 282]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 189]، وغيرهم من طريق الحارث بن عبيد الإيادى عن ثابت البنانى [وقُرِن معه أبو عمران الجونى عند ابن عدى وابن سعد وعبد بن حميد] عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، والحارث بن عبيد مختلف فيه، والتحقيق: أنه ضعيف صاحب مناكير، ولم يخرج له مسلم من حديثه إلا ما تابعه الثقات عليه، وأكثر النقاد على تضعيفه، لكنه توبع عليه: تابعه جماعة عن ثابت البنانى به مثله
…
وبعضهم نحوه في سياق أتم؛ وبعضهم مختصرًا، وقد مضى بعضها بالسياق الأتم عند المؤلف [برقم 3299]، وله طرق كثيرة عن أنس به نحوه أيضًا.
3367 -
صحيح: أخرجه البخارى [5691]، ومسلم [2309]، وأبو داود [4774]، والترمذى [2015]، والدارمى [62]، وأحمد [3/ 195، 197، 222، 227،255، 265]، وابن حبان [2893، 2894]، والطبرانى في "الأوسط"[7/ رقم 6773]، وعبد الرزاق [179464، 17947]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 6773]، و [6/ رقم 8069]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1361]، وتمام في "فوائده"[رقم 1304]، والذهبى في "الدينار"[رقم 32]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 879]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 413، 414]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 557]، وفى "تاريخه"[3/ 366]، [41/ 520]، وابن أبى عاصم في "السنة"[رقم 352]، والسلفى في "الطيوريات"[رقم 698]، وجماعة كثيرة من طرق كثيرة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه
…
وهو عند جماعة بسياق أتم.
3368 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا الحارث، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل:"يَا فُلانُ، أَفَعَلْتَ كَذَا وَكَذَا؟ " قال: لا واللَّه الذي لا إله إلا هو ما فعلت، ورسول الله يعلم أنه فعله، فقال له:"لَقَدْ كَفَّرَ اللهُ عَنْكَ كَذِبَكَ بِتَصْدِيقِكَ بِلا إلَهَ إلا اللهُ".
3368 - صحيح: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[1376]، والبيهقى في "سننه"[19663]، ومسدد في "مسنده" كما في المطالب [رقم 1828]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 212]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 189]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[3/ 102]، واللالكائى في "شرح الاعتقاد"[2/ رقم 2037/ طبعة دار البصيرة]، وغيرهم من طريق الحارث بن عبيد الإيادى عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه.
قلتُ: ومن هذا الطريق رواه البزار في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 6103]، وقال:"لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا الحارث بن عبيد" وقال ابن الجوزى عقب روايته: "أبو قدامة ليس بشئ" وأبو قدامة هو كنية الحارث بن عبيد؛ وقال الحافظ في "المطالب"[3/ 247]: "فيه الحارث بن عبيد أبو قدامة، وهو كثير المناكير؛ وهذا منها؛ وقد ذكر البزار أنه تفرد. به
…
" والحارث هذا مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب؛ لكثرة ما ينفرد به من المناكير عن المشاهير، وهذا الحديث مما أنكره عليه جماعة من النقاد، فقد ساقه له ابن عدى في ترجمته من "الكامل" ومثله العقيلى في "الضعفاء" وقال: "لا يتابع عليه" ثم قال: "وهذا المتن يروى بغير هذا الإسناد بإسناد صالح أصح من هذا".
قلتُ: وهو كما قال العقيلى كما سيأتي؛ فلعل استنكارهم عليه هذا الحديث؛ إنما هو لانفراده عن ثابت البنانى بهذا الإسناد الذي لم يتابعه عليه سواه، وقد أورد له الذهبى هذا الحديث أيضًا في ترجمته من "الميزان"[1/ 438]، ثم قال: (هذا لم يخرجوه في "السنّة".
يعنى بهذا الإسناد وذاك اللفظ، وإلا فقد أخرجه أبو داود بنحوه والنسائى كما يأتى؛ وقد خولف الحارث بن عبيد في سنده، فقال الحافظ في "المطالب": (خالفه حماد بن سلمة، أخرجه أحمد من طريقه فقال: عن ثابت عن ابن عمر
…
قال حماد: ولم يسمعه ثابت من ابن عمر؛ بينهما رجل).
قلتُ: وفى "علل ابن أبى حاتم"[رقم 1323]، قال: "سألت أبى عن حديث رواه أبو قدامة الحارث بن عبيد عن ثابت عن أنس أن رجلًا حلف
…
" وساق الحديث ثم قال: "قال أبى: حماد بن سلمة يخالفه، يقول: عن ثابت عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشبه من حديث=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أبى قدامة" وهو كما قال أبو حاتم الحنظلى؛ لكن اختلف على حماد في سنده، رواه عنه عبد الصمد بن عبد الوارث على الوجه المشار إليه (عن ثابت عن ابن عمر به
…
) نحوه
…
وفى آخره ( .. ولكن غفر لك بالإخلاص) بدل: (لقد كفر الله عنك
…
إلخ) أخرجه أحمد [2/ 118]، وتوبع عليه عبد الصمد على هذا الوجه:
1 -
تابعه يحيى بن آدم على نحوه
…
بلفظ: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل: فعلت كذا وكذا؟! قال: لا والذى لا إله إلا هو، قال: فأتاه جبريل فقال: بلى قد فعله، ولكن غفر له بقوله: لا إله إلا الله) أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[875] والبيهقى في "سننه"[19664].
2 -
وعفان بن مسلم على نحو رواية يحيى بن آدم: عند أحمد [2/ 68، 127]، والمؤلف [5690]، وفى آخره قال حماد:(لم يسمع هذا من ابن عمر، بينهما رجل، يعنى ثابتًا).
3 -
وحجاج بن المنهال على نحو رواية يحيى أيضًا: عند أبى عمر عبد الله بن محمد المقرئ في جزء من أحاديثه [رقم 7/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، بإسناد صحيح إليه.
4 -
وموسى بن إسماعيل التبوذكى على نحو رواية يحيى أيضًا: عند ابن الجهم المالكى كما في "لسان الميزان"[6/ 324]، ومن طريقه ابن حزم في "المحلى"[8/ 37]، من طريق يوسف بن الضحاك عن موسى به.
قال الحافظ في "اللسان": "هكذا رواه ابن الجهم المالكى عن يوسف هذا، ورواه أبو داود عن موسى بن إسماعيل فقال: عن حماد عن عطاء بن السائب عن أبى يحيى عن ابن عباس - رضى الله عنهما - وهذا هو المحفوظ، وذلك خطأ، وهكذا رواه ابن أبى شيبة عن وكيع عن الثورى عن عطاء بن السائب، وكذا رواه النسائي من هذا الوجه وغيره عن عطاء".
قلتُ: ما فعل الحافظ شيئًا؛ لأن يوسف بن الضحاك لم ينفرد به عن التبوذكى على هذا الوجه خطأكما يزعم الحافظ، بل تابعه عليه يزيد بن سنان بن يزيد القرشى عند الطحاوى في "المشكل"[2/ 6] ويزيد ثقة صدوق من رجال النسائي؛ فهذا وجه محفوظ بلا ريب عن موسى التبوذكى.
أما الوجه الآخر عنه: وهو ما رواه أبو داود [3275]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[19661]، حدّثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا عطاء بن السائب، عن أبى يحيى عن ابن عباس:(أن رجلين اختصما إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم الطالب البينة، فلم تكن له بينة، فاستحلف المطلوب، فحلف باللَّه الذي لا إله إلا هو، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى قد فعلت، ولكن الله غفر لك بإخلاص قول لا إله إلا الله).=
3369 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا الحارث بن عبيد، عن ثابت، عن أنس، قال: قالوا: يا رسول الله، إنا نكون عندك على حال حتى إذا فارقناك نكون على غيره! قال:"كيْفَ أَنْتُمْ وَنَبِيُّكُمْ؟ " قالوا: أنت نبينا في السر والعلانية، قال:"لَيْسَ ذَاكُمُ النِّفَاقَ"
= فهذا: هو اللون الثاني من الاختلاف في سنده على حماد بن سلمة، وقد توبع عليه موسى بن إسماعيل عليه هكذا عن حماد أيضًا، تابعه حبان بن هلال عن حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن أبى يحيى عن ابن عباس به
…
عند الطحاوى في "المشكل"[1/ 223]، و [11/ 85].
فلا مناص عندى: من كون هذين الوجهين محفوظين عن حماد بن سلمة، ويكون له في هذا الحديث إسنادان:
الأول: عن ثابت البنانى عن ابن عمر به.
والثانى: عن عطاء بن السائب عن أبى يحيى عن ابن عباس به
…
والطريق الأول: رجاله ثقات إلا أنه منقطع، فثابت البنانى وإن كان قد صحَّ سماعه من ابن عمر في الجملة؛ إلا أن هذا الحديث خاصة لم يسمعه منه، فبينه وبينه رجل كما قاله حماد بن سلمة - روايه عنه - ومضى نصُّ كلامه سابقًا.
وأما الطريق الثاني: فسنده صحيح في المتابعات؛ فحماد بن سلمة وإن كان قد ثبت سماعه من عطاء بن السائب قبل اختلاطه وبعده، إلا أن الثورى قد تابعه عليه عن عطاء عند النسائي في "الكبرى"[6006]، وغيره؛ والثورى ممن سمع من عطاء قبل الاختلاط بالاتفاق؛ بل هو أثبت الناس في عطاء مطلقًا، وتوبع الثورى عليه: تابعه جماعة عن عطاء بن السائب به
…
وخالفهم شعبة، فرواه عن عطاء على لون غريب، إلا أن المحفوظ عن عطاء هو ما رواه عنه الثورى ومن وافقه؛ وهذا ما رجحه النسائي والبيهقى وغيرهما؛ والثورى أحفظ من شعبة بشهادة أبى بسطام نفسه.
وأبو يحيى في سنده هو زياد المكى الأعرج مولى الأنصار ثقة معروف؛ ووهم من ظنه أبا يحيى المعرقب، كابن حزم وغيره، وقد بسطنا الكلام في تخريج هذا الطريق وتصحيحه بكتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وذكرنا هناك شواهد له، واللَّه المستعان.
3369 -
منكر بهذا اللفظ: أخرجه البزار [رقم 52/ كشف الأستار]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 332]، من طريقين عن الحارث بن عبيد عن ثابت البنانى عن أنس به
…
=
3370 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا يوسف بن عطية، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الخلْق عِيَالُ اللهِ، فَأَحَبُّهُمْ إلَى اللَّهِ أَنْفَعهُمْ لِعِيَالِهِ".
3371 -
حَدَّثَنَا أبو الربيع، حدّثنا يوسف بن عطية، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يدعو بهذه الدعوات إذا أصبح وإذا أمسى:"اللَّهُمَّ إنِّى أَسْألُكَ منْ فَجْأَةِ الْخَيْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فَجْأَةِ الشَّرِّ، فَإِنَّ الْعَبْدَ لا يَدْرِى مَا يَفْجَؤُهُ إذَا أَصْبَحَ وَإذَا أَمْسَى".
= وعند البزار: (كيف أنتم وربكم؟!) بدل: (كيف أنتم ونبيكم؟!) وقال أيضًا: (الله ربنا في السر والعلانية) بدل: (أنت نبينا في السر والعلانية).
قلت: وهذا إسناد منكر، قال البزار:"لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحارث بن عبيد" وقال أبو نعيم: "هذا حديث ثابت، تفرد به الحارث بن عبيد أبو قدامة عن ثابت، حدَّث به الحسن بن محمد بن الصباح الزعفرانى عن سعيد بن منصور عن ثابت مثله".
كذا وقع في مطبوعة "الحلية": "عن سعيد بن منصور عن ثابت مثله" وليس لسعيد أن يروى عن ثابت ولا في المنام، فالظاهر: أن الحارث بن عبيد قد سقط بين سعيد وثابت عند أبى نعيم، وسعيد مشهور بالرواية عن الحارث؛ والحارث هذا صاحب مناكير عن الثقات كما مضى ذلك في الحديث الماضى؛ وهذا من مناكيره أيضًا عن ثابت، والحديث صحيح محفوظ ثابت؛ لكن دون هذا السياق واللفظ. وقال الهيثمى في "المجمع" [1/ 185]: (رواه أبو يعلى والبزار
…
ورجال أبى يعلى رجال الصحيح).
قلتُ: لم يخرج مسلم للحارث بن عبيد إلا ما وافقه عليه الثقات ولابد.
3370 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 3315].
3371 -
ضعيف جدًّا: أخرجه ابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 309]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 39]، وغيرهما من طريق يوسف بن عطية عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند البيهقى بشطره الأول فقط دون قوله: (فإن العبد لا يدرى
…
إلخ).
قلتُ: وهذا إسناد تالف، قال الهيثمى في "المجمع" [10/ 155]:"رواه أبو يعلى، وفيه يوسف بن عطية وهو متروك" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 134]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف يوسف بن عطية" وبه أعله الحافظ في "نتائج الأفكار"[2/ 387]، فقال:"يوسف بن عطية ضعيف جدًّا" ويوسف هذا تركه جماعة من النقاد، وضعفه الآخرون.=
3372 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَألَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا أُعْطِيهَا وَلَوْ لَمْ تُصِبْهُ".
= وكان يُغيِّر أحاديث ثابت عن الشيوخ؛ فيجعلها عن أنس، كما يقول الساجى، وقال الحاكم:"روى عن ثابت أحاديث مناكير" راجع "التهذيب"[11/ 419]، وبهذا تعلم قيمة تحسين المناوى لهذا الإسناد في كتابه "التيسير بشرح الجامع الصغير"[2/ 486/ طبعة مكتبة الشافعي]، كأنه ساير شيخ شيوخه الجلال السيوطى في تحسينه - هو الآخر - في "الجامع الصغير"[رقم 6581]، وهذا منهما تساهل مقيت.
3372 -
صحيح: أخرجه مسلم [1908]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 183]، والذهبى في التذكرة [4/ 1471]، وأبو عوانة [رقم 6022]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 295]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1080]، وفى "تاريخه"[53/ 332]، والبيهقى في "الدعوات"[رقم 227]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 681]، وغيرهم من طرق عن شيبان بن فروخ عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
ووقع عند الجميع سوى المؤلف وابن أبى عاصم قوله: (من طلب الشهادة
…
) بدل: (من سأل
…
) وزاد ابن أبى عاصم وابن عساكر في "المعجم" قوله: (من قلبه
…
) بعد قوله: (صادقًا
…
).
قلتُ: وسنده كالذهب، وقد توبع عليه شيبان: تابعه مؤمل بن إسماعيل ولكن بلفظ: (من سأل الشهادة صادقًا من قلبه، أعطاه الله أجر شهيد، وإن مات على فراشه) هكذا أخرجه المؤلف [برقم 3446]، وأبو عوانة [رقم 6022]، لكن المؤمل كثير الأوهام على صلابته في "السنة"، فأراه ما ضبط لفظه عن حماد، وشيبان بن فروخ أحفظ منه وأضبط لحديث حماد.
ثم رأيت الحافظ أبا الفضل بن عمار الشهيد قد أورد الحديث في كتابه "علل أحاديث في صحيح مسلم"[رقم 24]، ثم قال:"وهذا حديث وهم فيه شيبان والمؤمل جميعًا، فأما المؤمل، فكان قد دفن كتبه، وكان يحدث حفظًا فيخطئ الكثير، والصحيح ما رواه حجاج بن المنهال، وموسى بن إسماعيل - وهو التبوذكى - والعيشى - وهو عبيد الله بن محمد - عن حماد عن أبان بن أبى عياش عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن حماد عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا مثله" ثم قال: "والصحيح من حديث ثابت مرسل، وحديث أبان مسند".
قلتُ: والقول ما قال هذا الإمام الناقد البصير، وقول الجماعة عن حماد أولى من قول الواحد عنه، أعنى به شيبان، أما متابعة المؤمل لشيبان فهى كعدمها.=
3373 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس [مرفوعًا]، قال:"أُعْطِىَ يُوسُفُ شَطْرَ الحسْنِ".
= وَبَيَان وُهَمِ شيبان في سنده ظاهر كما ترى، فالحديث يرويه حماد تارة عن أبان بن أبى عياش عن أنس به موصولًا، وتارة عن ثابت البنانى به مرسلًا، وقد قرن حماد بين الوجهين في إسناده، فتوهم شيبانُ أن حمادًا يرويه عن ثابت موصولًا، وليس كذلك، إنما الوصول هو طريق حماد عن ابن أبى عياش كما مضى من كلام ابن عمار الجارودى. وهذا من العلل الدقيقة؛ وكأن مسلمًا لم يقف على هذا الوجه عن حماد بن سلمة، فمشى على ظاهر رواية شيبان عن حماد
…
وأدخلها في "صحيحه" وهو معذور في ذلك، ولم أقف على رواية الجماعة عن حماد بن سلمة بعد البحث.
نعم: وجدت حمادًا قد توبع عليه عن أبان بن أبى عياش عن أنس مرفوعًا بلفظ: (من سأل الشهادة صادقًا من قلبه، أعطاه وإن مات على فراشه) أخرجه أبو الشيخ في "الطبقات"[/ 470]، بإسناد مظلم جدًّا إلى أبان، وأبان نفسه ساقط الحديث عندهم.
لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه
…
منها حديث سهل بن حنيف مرفوعًا قال: (من سأل الشهادة بصدق بلَّغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه) أخرجه مسلم [1909]، وأبو داود [1520]، والترمذى [1653]، والنسائى [3162]، وابن ماجه [2797]، والدارمى [2407]، وجماعة كثيرة؛ وفى الباب عن معاذ بن جبل وغيره.
3373 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 148، 283]، والحاكم [2/ 622]، وابن أبى شيبة [17593، 31920]، و [366570]، ومسلم [162]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 253]، والبغوى في "تفسيره"[2/ 57]، وفى "شرح السنة"[6/ 495]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 707، 708]، والطبرى في "تفسيره"[16/ 80/ طبعة الرسالة]، وفى "تاريخه"[1/ 200]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 385]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[69/ 385]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند مسلم والبغوى ورواية لأحمد وابن أبى شيبة وابن منده والؤلف [رقم 3499]، في سياق طويل.
قلتُ: ومن هذا الطريق أيضًا: أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 253]، والواحدى في "تفسيره"[88/ 2]، كما في "الصحيحة"[3/ 470]، وهو حديث صحيح ثابت؛ ويأتى مطولًا [برقم 3499].
3374 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه، فصرعه، فشق قلبه، فاستخرج منه علقةً، قال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى: ظئره، فقالوا: إن محمدًا قد قتل، فاستقبلته منتقع اللون. قال أنسٌ: قد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.
3375 -
حَدَّثَنَا شيبان بن فروخ، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ - وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ طَوِيلٌ، فَوْقَ الحمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ عِنْدَ مُنْتَهَى طَرْفِهِ -، قَال: فَرَكبْتُهُ حَتَّى أَتَيْتُ بَيْتَ المقْدِسِ، قَالَ: فَرَبَطْتُهُ بِالحلْقَةِ الَتِى يَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ، ثُمَ دَخَلْتُ المسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتَيْنِ، ثمَ خَرَجْتُ".
3376 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر الجشمى، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، عن أنس،
3374 - صحيح: أخرجه مسلم [162]، وأحمد [3/ 121، 149، 288]، وابن حبان [6334، 6336]، والحاكم [2/ 575]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1308]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 458، 459]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 709، 710]، وأبو نعيم في "الدلائل"[رقم 3]، وأبو عوانة [رقم 257]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 445]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 49، 352]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 953]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
3375 -
صحيح: أخرجه مسلم [162]، وأحمد [3/ 148]، وابن أبى شيبة [36570]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 495]، وأبو عوانة [259]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 495]، وفى "تفسيره"[1/ 57]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 707، 708]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به مطولًا في سياق قصة الإسراء
…
ويأتى عند المؤلف مطولًا [برقم 3499].
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الطحاوى في "المشكل"[13/ 3]، مثل سياق المؤلف به.
3376 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3294].
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمع بكاء الصبى مع أمه في الصلاة قرأ بالسورة الخفيفة - أو القصيرة - شك جعفرٌ.
3377 -
حَدَّثَنَا عبيد الله القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلعق أصابعه الثلاث إذا أكل، وقال:"إذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلا يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، وَلْيَسْلُتِ الصَّحْفَةَ، فَإنَكُمْ لا تَدْرُونَ في أَيِّ طَعَامِكُمُ الْبَرَكَةُ".
3378 -
حَدَّثَنَا عبيد الله بن عمر، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: لما كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أضاء منها كل شئ، فلما كان اليوم الذي مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أظلم منها كل شئ، قال: وما نفضْنا أيدينا من تراب قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا.
3379 -
حَدَّثَنا عبيد الله بن عمر، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس بن مالك، قال: قالت لى فاطمة: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!.
3380 -
حَدَّثَنَا القواريرى، حدّثنا حماد بن زيد، حدّثنا ثابتٌ البنانى، [عن أنس]،
3377 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3312].
3378 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 3296].
3379 -
صحيح: انظر الآتى.
3380 -
صحيح: أخرجه البخارى [4193]، وابن ماجه [1630]، وأحمد [3/ 204]، وابن حبان [6622]، والبيهقى في "سننه"[6519]، وفى "الدلائل"[رقم 3148، 3149]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 56]، وابن راهويه في "مسنده"[رقم 2110]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1364]، وابن سعد في "الطبقات"[2/ 311]، والخطيب في "تاريخه"[2676]، والفادانى في "العجالة"[ص 103]، وابن سمعون في "الأمالى"[رقم 113]، وغيرهم من طرق عن حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم باختصار، كابن ماجه والدارمى وابن سمعون
…
=
قال: لما ثقل رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يبسط رجْلًا ويقبض أخرى، ويبسط يدًا ويقبض أخرى، قال فاطمة: يا كرباه لكربك يا أبتاه - قال القواريرى: قال حمادٌ، احفظوا، قال: يا كرباه، ولم يقل: يا كرباه لكربك يا أبتاه - قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَىْ بُنَيَّة، لا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ" فلما توفى، قالت فاطمة: يا أبتاه، أجاب ربًا دعاه! يا أبتاه إلى جبريل ننعاه! يا أبتاه من ربه ما أدناه! يا أبتاه جنة الفردوس مأواه!
قال أنسٌ: فلما دفناه، قالت لى فاطمة: يا أنس، كيف طابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم التراب؟!.
3381 -
حَدَّثَنَا أبو حمزة هريم بن عبد الأعلى، حدّثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبى يذكر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: لما نزلت: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} إلى قوله: {لَا تَشْعُرُونَ} [الحجرات: 2] قال ثابت بن قيس: أنا والله الذي كنت أرفع صوتى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنى أخشى أن أكون من أهل النار، إنى كنت أرفع صوتى عند النبي صلى الله عليه وسلم! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ" أوْ كَمَا قَالَ.
= قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الحاكم [1/ 537]، والطيالسى [1374]، والطبرانى في "الكبير"[22/ رقم 1029]، باختصار أيضًا. وزاد ابن ماجه والدرامى والفادانى والحاكم قول حماد في آخره:(رأيت ثابتًا البنانى حين حدّثنا بهذا الحديث بكى حتى رأيت أضلاعه تضطرب) لفظ الحاكم؛ وعند الفادانى في آخره: (قال أنس: ثم بكت فاطمة - رضى الله عنهما - وقال ثابت: لما حدَّث به أنس بكى، وقال حماد: لما حدث به ثابت بكى
…
).
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" هكذا استدركه، ولعل ذلك لكونه زاد فيه زيادة ليست عند البخارى، وهى قول فاطمة - رضى الله عنها: "
…
يا أبتاه من ربه ما أدناه
…
" وهى عند المؤلف وجماعة.
وقد توبع عليه حماد بن زيد: تابعه جماعة عن ثابت على نحوه مختصرًا. منهم عبد الله بن الزبير الباهلى
…
ويأتى طريقه عند المؤلف [برقم 3441]، واللَّه المستعان.
3381 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3331].
3382 -
حَدَّثَنَا جعفر بن محمّد بن عاصم، حدّثنا عفان بن مسلم، عن شعبة، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ".
3382 - صحيح: أخرجه البخارى [3010]، ومسلم [1737]، وأحمد [6/ 142، 150، 250، 270]، وابن أبى شيبة [33416]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1302]، وابن الجعد [1363]، والقضاعى في "الشهاب"[1/ رقم 211]، والبيهقى في "سننه"[16411]، وفى "الشعب"[4/ رقم 5270]، وأبو عوانة [5257]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 180]، والشاشى في "مسنده"[رقم 536]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 100]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن ثابت البنانى عن أنس به .... وزادوا جميعًا: (يوم القيامة يُعرف به
…
).
قلتُ: وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه
…
• تنبيه: شيخ المؤلف (جعفر بن محمد بن عاصم) يقول عنه حسين الأسد في "تعليقه"[6/ 112]: (
…
لم أجد له ترجمة فيما لديّ من مصادر، ولم أجد في شيوخ (عفان بن مسلم) من اسمه: جعفر، سوى: جعفر بن محمد بن شاكر الصائغ؛ وجعفر بن محمد بن أبى عثمان الطيالسى؛ وهما ثقتان؛ فإن كان واحدًا منهما؛ فالإسناد صحيح
…
).
قلتُ: بل هو (جعفر بن محمد بن الفضيل الراسى) الثقة الحافظ المشهور، من مشيخة الترمذى وعبدان الأهوازى والباغندى والنسائى وجماعة؛ وهو من رجال "التهذيب" وقد ذكر المزى رواية المؤلف عنه في ترجمته من "التهذيب"[5/ 100]، وستأتى رواية المؤلف عنه في الحديث [رقم 7389]، حيث قال هناك: (حدّثنا جعفر بن محمد بن الفضيل الراسى
…
) وروى عنه أيضًا في الحديث الماضى [برقم 2821]، إلا أنه لم ينسبه، ولم أر أحدًا نصَّ على رواية المؤلف عن (جعفر بن محمد
…
) إلا روايته عن صاحبنا هنا؛ وقد روى عنه أيضا في الحديث الآتى [برقم 6909]، ونسبه راسيًا، وليس أحد من طبقة شيوخ المؤلف؛ وتلاميذ عفان بن مسلم: من يُنْسَب راسيًا سواه.
نعم لم أجد في ترجمته من نص على روايته عن عفان بن مسلم، إلا أنه من طبقة تلاميذه بلا تردد؛ فما وقع هنا من كونه (جعفر بن محمد بن عاصم) فخطأ ظاهر، وليس لـ (عاصم) في نَسبَه معنى، فأراه مقحمًا سهوًا من الناسخ، ووقع في الطبعة العلمية من مسند المؤلف [3/ 202]، اسمه هكذا:(جعفر بن عاصم) هكذا، وهذا خطأ مضاعف.
نعم: ربما كان شيخ المؤلف هنا هو (جعفر بن أحمد بن عاصم البزاز؛ المعروف =
3383 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا محمد بن الحسن، حدّثنا أبو جميع الهجيمى، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى عليًّا وفاطمة غلامًا وقال:"أَحْسِنَا إلَيْهِ فَإنِى رَأَيْتُهُ يُصَلِّى".
3384 -
حَدَّثَنَا القواريرى، حدّثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدّثنا حماد بن سلمة،
= بابن الرواس
…
) فإنه من هذه الطبقة أيضًا، لكن لم يذكروا له رواية عن (عفان بن مسلم) ولا رواية للمؤلف عنه، والراجح عندى هو الأول كما مضى.
3383 -
منكر: أخرجه ابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 3011]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 173]، من هذا الطريق.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال ابن عدى عقب روايته:"وهذا بهذ الإسناد يرويه محمد بن الحسن، وهو يلقب بالتل من أهل الكوفة، وله غير ما ذكرت إفرادات، وحدث عنه الثقات من الناس، ولم أر بحديثه بأسًا" والتل هذا مختلف فيه، وثقه جماعة وضعفه آخرون، ولخص ذلك الحافظ في "التقريب" فقال:"صدوق فيه لين".
وشيخه أبو جميع الهجيمى اسمه: سالم بن دينار، ويقال: ابن راشد التميمى؛ مختلف فيه أيضًا، مشاه أحمد؛ ووثقه ابن معين وابن حبان؛ وضعفه أبو زرعة وغيره، وهو إلى الضعف أقرب، وقد قال الحافظ في"التقريب":"مقبول" يعنى عند المتابعة؛ ومثله لا يحتمل التفرد عن ثابت البنانى أصلًا، وله حديث منكر عن ثابت عند أبى داود [4106]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[13323]، وهو مخرج في "غرس الأشجار".
وللحديث طريق آخر عن أنس بن مالك: (أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب لفاطمة غلامين؛ فرآها تضرب أحدهما فقال لها: لا تضربيه فإنى رأيته يصلى، وإنى نُهِيتُ عن ضَرْب المصلين) أخرجه السهمى في "تاريخه"[ص 279]، وسنده منكر أيضًا.
3384 -
صحيح: أخرجه ابن ماجه [1415]، وأحمد [1/ 249] والدارمى [1564]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1336]، والبخارى في "تاريخه"[7/ 26]، وأبو القاسم البغوى في حديث هدبة بن خالد [1/ 257 - 258]، كما في "الصحيحة"[5/ 206]، والبزار في "مسنده" كما في "البداية والنهاية"[6/ 126]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.=
عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع نخلة، فلما بنى المنبر، خطب على المنبر، فحن الجذع، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه قال:"لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لحَنَّ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".
3385 -
حَدَّثَنَا أبو موسى هارون بن عبد الله الحمال، حدّثنا أبو داود الطيالسى، عن الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة على متاع قيمته عشرة دراهم.
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم كما قاله ابن كثير في (البداية) وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه مطولًا ومختصرًا.
3385 -
منكر: أخرجه الطيالسى في "مسنده"[رقم 1559/ منحة المعبود]، ومن طريقه الطبراني في "الكبير"[23/ رقم 498]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[5/ رقم 3079]، والبزار [2/ رقم 1426/ كشف]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 205]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 258]- معلقًا - والخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 204]، وغيرهم من طريق أبى داود الطيالسى عن الحكم بن عطية العيشى عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: هذا إسناد منكر وحديث منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [4/ 518]:"رواه أبو يعلى والبزار والطبرانى، وفيه الحكم بن عطية؛ وهو ضعيف" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[4/ 42]: "هذا إسناد فيه مقال، الحكم بن عطية، قال أبو حاتم الرازى: لا يحتج به؛ ليس بالمتين؛ وقال أحمد بن حنبل: لا بأس به، قد روى عنه وكيع؛ إلا أن أبا داود الطيالسى روى عنه أحاديث منكرة، وقال يحيى: هو ثقة؛ وقال النسائي: ليس بالقوى، وباقى رجال الإسناد ثقات".
قلتُ: الحكم هذا إلى الضعف أقرب؛ وقد روى عنه الطيالسى عن ثابت أحاديث منكرة كما قال الإمام أحمد؛ وهذا الحديث منها؛ وقد انفرد بروايته عن ثابت البنانى، فقال البزار عقب روايته:"لا نعلمه عن ثابت عن أنس إلا من طريق الحكم؛ ورأيته في موضع آخر: تزوجها على متاع ورحىً قيمته أربعون درهمًا".
قلتُ: إن كان البزار قد رآه من هذا الطريق أيضًا بذاك اللفظ الذي ذكره، فهذا دليل على اضطراب الحكم في متنه أيضًا، وقد تتابعت كلمات النقاد على إنكار هذا الحديث على الحكم بن عطية، فقد ساقه له ابن عدى في ترجمته من "الكامل" ومثله العقيلى في "الضعفاء".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وفى "علل ابن أبى حاتم"[رقم 1209]، قال: "سألت أبى عن حديث رواه الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تزوج أم سلمة
…
فقال أبى: سألتُ أبا الوليد الطيالسى عن هذا الحديث فقال: ما تصنعون بهذا؟! هذا خطأ، قلنا: وما الصحيح يا أبا الوليد؟! قال: ما حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقلتُ له: قد حدَّث أبو داود الطيالسى عن الحكم، فلم يبال به؛ ولم يحدّثنا عنه" قال ابن أبى حاتم: "فقلت لأبى: وما الصحيح؟! قال: حديث عمر بن أبى سلمة
…
".
وكذا أنكره عليه الإمام أحمد، فأخرج الخطيب في موضح الأوهام [1/ 207 - 208]، بإسناد صحيح إلى أبى بكر الأثرم عن الإمام أحمد أنه سئل عن (الحكم بن عطية) فقال:" .... صالح، حتى وجدت له غرائب عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة على قيمة عشرة دراهم" ثم قال أحمد: (وهؤلاء الشيوخ يخطئون على ثابت، وإنما يريد الحديث الذي رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن عمر بن أبى سلمة .. ".
وكلام أحمد هذا أخرجه العقيلى أيضًا في الضعفاء [1/ 258]، من طريق آخر عن أبى بكر الأثرم عن أحمد به نحوه .... وعنده في آخره "
…
وهؤلاء الشيوخ يحكون عن ثابت، وإنما يريد الحديث الذي رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن ابن عمر بن أبى سلمة الطويل
…
".
قال الإمام في الضعيفة [13/ 1056]، عقب كلام أحمد هذا:(قلتُ: ولم أعرف هذا الحديث الطويل الذي أشير إليه) كذا لم يعرفه الإمام، وقد عرفته أنا، فقال الإمام أحمد في مسند [6/ 295]،: ثنا يزيد - هو ابن هارون - قال: حدّثنا حماد بن سلمة عن ثابت البنانى قال: حدثنى ابن عمر بن أبى سلمة عن أبيه عن أم سلمة: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أم سلمة
…
) ثم ساق حديثًا طويلًا - كما قال أحمد - في قصة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم سلمة
…
وهو عند أحمد أيضًا [6/ 317]، وابن حبان [2949]، والحاكم [2/ 195]، والنسائى [3254]، وجماعة مطولًا.
وهذا الوجه هو المحفوظ عن ثابت البنانى كما أشار أبو الوليد الطيالسى والإمام أحمد وأبو حاتم الرازى ثلاثتهم، وحماد بن سلمة أثبت في ثابت البنانى من قرية تزدحم بعشرات أمثال الحكم بن عطية، وللحديث شاهد آخر عن أبى سعيد الخدرى عند الطبراني في "الأوسط" وابن عدى في "الكامل" وفى سنده كذاب، راجع الكلام عليه في "الضعيفة"[13/ 1057]، للإمام. واللَّه المستعان.
3386 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا أبو داود الطيالسى، عن الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"تُسَمُّونَهُمْ محَمَّدًا ثمَّ تَلْعَنونَهُمْ؟! ".
3387 -
حَدَّثَنَا هارون بن عبد الله، حداثنا أبو داود، عن الحكم، عن ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى المسجد وفيه المهاجرون والأنصار، ما أحدٌ منهم يرفع رأسه من حبوته إلا أبو بكر وعمر، فإنه كان يبتسم إليهما، ويبتسمان إليه.
3386 - منكر: أخرجه الحاكم [4/ 325]، وأبو عروبة الحرانى في "حديثه"[رقم 47]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 205]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 258]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 64]، ومحمد بن أحمد اللخمى في "مشيخة ابن أبى الصقر"[رقم 3]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[21/ 286]، والبزار في "مسنده"[رقم 1987/ كشف]، والحافظ ابن بكير في فضائل من اسمه أحمد ومحمد [59/ 1]، كما في "الضعيفة"[7/ 413]، وغيرهم من طرق عن الحكم بن عطية عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وعند أبى نعيم والعقيلى وابن أبى الصقر: "ثم تسبونهم" بدل: "ثم تلعنونهم"، وعند ابن بكير:"ثم تشتمونهم".
قلتُ: وهذا إسناد منكر ومتن منكر كالذى قبله تمامًا، قال البزار:"لا نعلم رواه عن ثابت إلا الحكم؛ وهو بصرى لا بأس به، وضعفه جماعة) وتضعيفه هو المعتمد؛ لكثرة ما يأتى به من المناكير عن المشاهير، وقد ساق له الذهبى هذا الحديث من مناكيره في ترجمته من "الميزان" وقال في "تلخيص المستدرك": "الحكم بن عطية وثقه بعضهم وهو لَيِّن" وقال العقيلى عقب روايته: (لا يتابع عليه).
وبه أعله ابن القطان الفاسى كما في "فيض القدير"[3/ 246]، والهيثمى في "المجمع"[8/ 95]، والعينى في عمدة القارى [22/ 209]، والحديث ذكره الحافظ في "الفتح"[10/ 572]، ثم قال:"وسنده لين".
3387 -
منكر: أخرجه الترمذى [3668]، والحاكم [1/ 209]، وأحمد [3/ 150]، والطيالسى [2064]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1298]، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة"[1/ 239]، والقطيعى في "زوائده عليه" أيضًا [1/ 669]، وابن عساكر في "تاريخه"[44/ 123 - 122]، و [30/ 130]، والدارقطنى في "الجزء الثالث والثمانين من الفوائد الأفراد"[رقم 42/] ضمن مجموع أجزاء حديثية]، واللالكائى في شرح الاعتقاد" [رقم 2048]، وغيرهم من طرق عن أبى داود الطيالسى عن الحكم بن عطية عن ثابت البنانى عن أنس به.=
3388 -
حَدَّثَنَا هارون، حدّثنا أبو داود الطيالسى، عن الحكم بن عطية، عن ثابت، عن أنس، قال: إنى لأرجو أن ألقى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فأقول: يا رسول الله، خويدمك.
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2052]، والمزى في "تهذيبه"[7/ 123]، وقال الترمذى:"هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الحكم بن عطية، وقد تكلم بعضهم في الحكم بن عطية" وقال الحاكم: "هذا حديث تفرد به الشيخ الحكم بن عطية، وليس من شرط هذا الكتاب" ومثله قال الذهبى في "تلخيص المستدرك" وقال الدارقطنى: "تفرد به الحكم بن عطية عن ثابت عن أنس".
قلتُ: والحكم هذا ليس بعمدة قط، وقد ضعفه جماعة لكثرة ما يأتى به من المناكير عن الثقات، وقد قال أحمد:"لا بأس به؛ إلا أن أبا داود روى عنه أحاديث منكرة" وهذا الحديث من رواية أبى داود الطيالسى عنه، وقد أنكر عليه الإمام أحمد هذا الحديث خاصة كما نقله عنه الأثرم، ومن طريقه الخطيب في "موضح الأوهام"[1/ 208]، وكذا ذكره له ابن عدى في ترجمته من "الكامل" وليس الحكم ممن يحتمل التفرد بمثل هاتيك الأخبار عن مثل ثابت بن أسلم أبى محمد البنانى، فكفانا الله شر الحكم وأمثاله، هكذا علَّمنا حماد بن سلمة أن نقول، فقد أخرج عنه ابن عدى في "الكامل" [2/ 205]- في ترجمة الحكم - بإسناد صحيح إليه أنه قال: "إذا جاءكم من أصحاب ثابت من لا تعرفونه - يعنى بالثقة والإتقان والحفظ ونحو ذلك - فقولوا: كفانا الله شركم) وحماد هو المقدم في ثابت على أهل الأرض.
• تنبيه: وقع عند الطيالسى في "مسنده": (حدّثنا الحكم بن عطية عن عبد العزيز أو ثابت، شك أبا داود، عن أنس
…
) كذا وقع عنده الشك في شيخ الحكم، وقد رواه الجميع من طريق أبى داود عن الحكم عن ثابت عن أنس به .. ولم يذكروا فيه شكّا، فلعله كان يشك فيه أولًا ثم رجع عن شكه.
3388 -
صحيح: أخرجه أبو داود الطيالسى في "مسنده" كما في المطالب [رقم 4159]، ومن طريقه ابن عدى في "الكامل"[2/ 205]، وابن عساكر في "تاريخه"[9/ 359]، من طريق أبى داود الطيالسى عن الحكم بن عطية عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلت: قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 325]: "رواه أبو يعلى، وفيه الحكم بن عطية، وثقه أحمد وغيره؛ وضعفه جماعة، وبقية رجاله رجال الصحيح" قد مضى أن الحكم بن عطية ضعيف على التحقيق، وأنه يروى مناكير عن المشاهير، إلا أنه قد توبع على هذا الحديث.=
3389 -
حَدَّثَنَا هارون، حدّثنا أبو داود الطيالسى، حدّثنا محمد بن ثابت البنانى، عن أبيه، عن أنس، عن أبى طلحة، أنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه فقال لى:"أَقْرِئْ قَوْمَكَ السَّلامَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ - مَا عَلِمْتُ أَعِفَّةٌ - صُبُرٌ".
3390 -
حَدَّثَنَا الفضل بن الصباح أبو العباس، حدّثنا أبو عبيدة الحداد، عن محتسب، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَتَى أَلْقَى إخوَانِى؟! " قالوا: يا رسول الله، ألسنا إخوانك؟! قال:"بَلْ أَنْتُمْ أَصْحَابِى، وَإخوَانِى الَذِينَ آمَنُوا بِى وَلَمْ يَرَوْنِى".
= تابعه عليه سليمان بن المغيرة في سياق أطول عند أحمد [3/ 222]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[9/ 357]، و [9/ 359]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1268]، وفيه قول أنس:( .... والله إنى لأرجو أن ألقاه يوم القيامة فأقول: يا رسول الله: خويدمك) وسنده صحيح على شرط مسلم. وسليمان بن المغيرة إمام حجة.
3389 -
ضعيف: مضى الكلام عليه في "مسند أبى طلحة"[برقم 1420].
3390 -
حسن: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 466]، من طريق المؤلف به
…
والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5494]، والمؤلف أيضًا في "المعجم"[رقم 276]، من طريق أبى عبيدة الحداد عن محتسب عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد غير محفوظ، قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 53] (
…
في رجال أبى يعلى: محتسب أبو عائذ، وثقه ابن حبان وضعفه ابن عدى
…
) وعبارة ابن عدى في "الكامل": "محتسب بن عبد الرحمن، بصرى يكنى أبا عائذ، يروى عن ثابت أحاديث ليست بمحفوظة" ثم ساق له هذا الحديث مع غيره من روايته عن ثابت، وهذا أولى من توثيق ابن حبان له، وقد ذكره الذهبى في "الميزان" وقال:"ليِّن" وقال في "المغنى": "له مناكير" وهو على ضعفه؛ فليس بالمشهور أيضًا، لم يرو عنه سوى ثلاثة نفر فيما وقفت عليه.
وقال الطبراني عقب روايته: (لم يرو هذا الحديث عن ثابت البنانى إلا محتسب بن عبد الرحمن، تفرد به أبو عبيدة الحداد) كذا قال، ولم ينفرد به المحتسب عن ثابت، بل تابعه عليه جسر بن فرقد عند أحمد [3/ 55]، بإسناد صحيح إليه، وقد تصحف عنده (جسر) إلى:(حسن) لكن هذه المتابعة تحتاج إلى متابعة، وجسر هذا تركه النسائي والدارقطنى وابن معين،=
3391 -
حَدَّثَنَا الفضل بن الصباح، حدّثنا أبو عبيدة، عن محتسب، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"طُوبَى لمَنْ رَآنِى وَآمَنَ بِى مَرَّةً، وَطُوبَى لمَنْ لَمْ يَرَنِ وآمَنَ بِى سَبْعَ مَرَاتٍ".
= وضعفه الآخرون، وقد ساق له ابن عدى في "الكامل" جملة من مناكيره عن جماعة من الثقات ثم قال:"الجسر بن فرقد غير ما ذكرت من الحديث، وليس بالكثير، وأحاديثه عامتها غير محفوظة".
قلتُ: فالطريقان عن ثابت منكران كما رأيت، وفد وجدت الهيثمى قد أعل طريق أحمد بـ (جسر) كما في "المجمع" [10/ 53]: فقال: "وفى إسناد أحمد جسر، وهو ضعيف".
وقد توبع عليه ثابت البنانى، تابعه نافع بن هرمز على نحوه في سياق أتم عند ابن شاهين في "شرح مذاهب أهل السنة"[رقم 100]، وأبى نعيم في "فضائل الخلفاء الراشدين"[رقم 34]، وابن ماسى في "فوائده"[رقم 32]، ومن طريقه ابن قدامة المقدسى في "المتحابين في الله"[رقم 78]، بإسناد صحيح إليه، لكن ابن هرمز هذا ساقط الحديث ليس له فيه قوائم، وقد كذبه ابن معين في رواية، وقال أبو حاتم:(متروك ذاهب الحديث) وتركه جماعة، راجع ترجمته في "اللسان"[6/ 146]، لكن للحديث شاهد عن أبى هريرة مرفوعًا في سياق أطول، وفيه قوله صلى الله عليه وسلم: (لوددنا أنا قد رأينا إخواننا؟! قالوا: يا رسول الله: أو لسنا إخوانك؟! قال: أنتم أصحابى، وإخوانى الذين يأتون من بعدى
…
).
أخرجه مسلم [249]، والنسائى في [150]، وابن ماجه [4306]، - واللفظ له - وجماعة كثيرة، وسيأتى عند المؤلف في (مسند أبى هريرة)[برقم 6502]، وسنده حسن.
3391 -
منكر بهذا التمام: أخرجه الحافظ في "الأمالى المطلقة"[ص 47 - 48]، من طريق المؤلف به.
قلتُ: وإسناده مثل الذي قبله، لكن قال الحافظ في "الأمالى":"هذا حديث حسن، أخرجه ابن عدى عن أبى يعلى بهذا الإسناد وقال: "أحاديث محتسب غير محفوظة" وأخرجه الطبراني في "الأوسط" من رواية يحيى بن معين عن أبى عبيدة الحداد، وقال: "لم يروه عن ثابت إلا محتسب، تفرد به أبو عبيدة". قلتُ:"أبو عبيدة اسمه عبد الواحد بن واصل، من رجال "الصحيح"، ومحتسب شيخ بصرى يكنى أبا عائذ، واسم أبيه عبد الرحمن".=
3392 -
حَدَّثَنَا الفضل بن الصباح، حدّثنا أبو عبيدة، عن محتسب، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ أَقْوَامٍ يَذْكرُونَ اللهَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْفَجْرِ إلَى أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ بَنِى إسمَاعِيلَ، دِيَةُ كُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ أَقْوَامٍ يَذْكُرُونَ اللهَ مِنْ بَعْدِ صَلاةِ الْعَصْرِ إلَى أَنْ تَغْرُبَ
= قلت: لم أجد هذا الحديث في "أوسط الطبراني" ولا في ترجمة محتسب من "كامل ابن عدى" فلعله سقط مع ما سقط من الكتابين، وقد رد الحافظ على الطبراني دعوى تفرد المحتسب به عن أنس، فقال: "ولم ينفرد به، بل تابعه جسر بن فرقد عن ثابت
…
أخرجه أحمد [3/ 155]، وقد تقدمت له شواهد كثيرة تعضده
…
".
وجسر هذا: قد مضى في الحديث قبله أن النسائي وابن معين والدارقطنى قد تركوه، وضعفه سائر النقاد، راجع ترجمته في "اللسان"[2/ 154]، وبه أعله الهيثمى في "المجمع"[10/ 66 - 67]، فمتابعته كعدمها.
أما الطريق الأول: ففيه محتسب بن عبد الرحمن؛ وقد مضى قول ابن عدى فيه؛ فأيش ينفعه ذكر ابن حبان له في "الثقات"[7/ 528]؟! وهو يتساهل كثيرًا في توثيق هذه الطبقة من النقلة، فتحسين الهيثمى لهذا الطريق في "المجمع"[10/ 66]، إنما هو اعتماد على توثيق ابن حبان للمحتسب، وقد عرفت ما فيه، أما تحسين الحافظ للحديث؛ فإنما هو لشواهده كما ذكر ذلك في نهاية كلامه؛ وشواهده المشار إليها كلها مغموزة الأسانيد، ولم يصح منها إلا حديث أبى عبد الرحمن الجهنى - وليس بعقبة بن عامر - عند أحمد [4/ 153]، وغيره؛ وسنده حسن؛ إلا أنه متقاعد الشهادة عن سياق حديث أنس هنا، ومثله أكثر تلك الشواهد المخدوشة في أسانيدها بما تراه في "الصحيحة"[3/ 244 - 253]، ولا يتقوى بها الحديث بهذا اللفظ عند التحقيق.
وقد رأيتُ الحافظ الذهبى قد عدَّ هذا الحديث من منكرات محتسب بن عبد الرحمن عن ثابت البنانى .... كما في ترجمته من "الميزان"[3/ 442]، فالله المستعان والحديث عندى: منكر بهذا السياق جميعًا.
3392 -
منكر بهذا التمام: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[6/ 466]، والطبرانى في "الأوسط"[6/ رقم 6022]، من طريقين عن المحتسب بن عبد الرحمن عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وليس عند الطبراني قوله في شطرى الحديث: (دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفًا).=
الشَّمْسُ أَحَبُّ إلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ بَنِى إسْمَاعِيلَ، دِيَةُ كلِّ رَجُلٍ مِنْهُمُ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا".
3393 -
حَدَّثَنَا المقدمى عبد الله بن أبى بكر، أخو محمد بن أبى بكر، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة استشرفه الناس، فوضع رأسه على رحله تخشعًا.
= قلتُ: وهذا إسناد منكر، وسياق منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [10/ 134]:"رواه أبو يعلى، وفيه محتسب أبو عائذ، وثقه ابن حبان؛ وضعفه غيره؛ وبقية رجاله ثقات" قد مضى غير مرة أن المحتسب هذا على قلة حديثه كان يروى عن ثابت البنانى أحاديث غير محفوظة كما قاله ابن عدى في "الكامل" وساق له هذا الحديث منها، وقال الذهبى في "المغنى":"له مناكير" وهذا الحديث بسياقه منها بلا تردد، وقد رواه يزيد الرقاشى عن أنس على نحو هذا السياق، والرقاشى هذا منكر الحديث، وسيأتى الكلام على طريقه هذا عند المؤلف [برقم 4087، 4126،4125].
وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه .... دون قوله: (دية كل رجل منهم اثنا عشر ألفًا) منها طريق قتادة عند أبى داود [3667]، والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 561، 562]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1878]، وغيرهم؛ وسنده قابل للتحسين، بل حسنه العراقى في تخريج "الإحياء"[1/ 32]، ومثله الإمام في "الصحيحة"[6/ 994].
3393 -
منكر: أخرجه الحاكم [3/ 49]، و [4/ 352]، وعنه البيهقى في "الدلائل"[رقم 1806]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 259]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 80]، وغيرهم من طريق عبد الله بن أبى بكر المقدمى عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى عن أنس به
…
قال الهيثمى في "المجمع"[6/ 249]: "رواه أبو يعلى وفيه عبد الله بن أبى بكر المقدمى، وهو ضعيف".
قلتُ: وهو كما قال؛ والمقدمى هذا ضعفه الجماعة، فقال أبو حاتم:"تكلموا فيه" وقال في موضع آخر: "فيه نظر" وقال أبو زرعة: سليس بشئ؛ أدركته ولم أكتب عنه" راجع "الجرح والتعديل" [5/ 18]، وقال ابن عدي: "ضعيف
…
وكان أبو يعلى لا يحدّثنا عنه حديث إلا قال فيه: وكان ضعيفًا" ثم أسند عن موسى بن هارون الحمال أنه قال: =
3394 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا جعفرٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل مكة قام أهل مكة سماطين، قال: وعبد الله بن رواحة، يقول:
خلوا بنى الكفار عن سبيله
…
اليوم نضربكم على تنزيله
ضربًا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهل الخليل عن خليله
يا رب إنى مؤمنٌ بقيله
قال: فقال عمر: يا بن رواحة، تقول الشعر بين يدى رسول الله، وفى حرم الله؟ قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَهْ يَا عُمَرُ! هَذَا أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ".
= (ترك الناس حديثه في حياته) وساق له ابن عدى هذا الحديث ثم قال: "وهذا الحديث قد رأيت من رواه عن جعفر غير المقدمى، ولم أر لعبد الله بن أبى بكر هذا كثير حديث،
…
ومقدار ما لعبد الله بن أبى بكر رأيته له غير محفوظة".
قلتُ: وساق له الذهبى أيضًا هذا الحديث من مناكيره عن ثابت في "الميزان"[2/ 399]، ولم أقف على من تابعه عليه عن ثابت بعد طول البحث.
3394 -
ضعيف: أخرجه ابن حبان [5788]، وابن عساكر في "تاريخه"[28/ 100] من طريق المؤلف به.
قلتُ: وهذا إسناد لا يصح، وشيخ المؤلف ضعيف عندهم كما مضى كلام النقاد فيه بالحديث قبله.
وقد سبق أيضًا قول ابن عدى عنه في "الكامل"[4/ 259]: (كان أبو يعلى لا يحدّثنا عنه بحديث إلا قال فيه: وكان ضعيفًا).
قلتُ: وهكذا قال المؤلف عن شيخه مثل هذا في "معجمه" فأخرج هذا الحديث [برقم 210]، فقال: "حدّثنا عبد الله بن أبى بكر المقدمى، وكان ضعيفًا
…
" لكن المقدمى لم ينفرد به عن جعفر، بل تابعه عليه جماعة، منهم:
1 -
عبد الرزاق على نحوه دون المصراع الأخير: (يارب إنى مؤمن بقيله)، وفى أوله قال:(إن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة في عمرة القضاء، وعبد الله بن رواحة بين يديه يمشى وهو يقول .... ) أخرجه الترمذى [2847]، والنسائى [2873، 2893]، وابن خزيمة [2680]، والمؤلف [3440]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 248]، وفى "تفسيره"[1/ 136]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والدارقطنى في "الأفراد والغرائب"[670/ أطرافه]، وابن عساكر في "تاريخه"[28/ 98]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن جعفر به.
قلتُ: هكذا رواه الجماعة عن عبد الرزاق على هذا الوجه، وخالفهم جميعًا الحسن بن عليّ الحلوانى، فرواه عن عبد الرزاق فقال: عن معمر عن ثابت عن أنس به نحوه .... ، فجعل شيخ عبد الرزاق فيه هو (معمرًا) وليس (جعفرًا).
هكذا أخرجه ابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 259]، وهذا عندى ليس بشئ، فإما أن يكون (جعفر) قد تصحَّف إلى (معمر) في مطبوعة (الجهاد)، وإما أن يكون ذلك من أوهام الحلوانى على عبد الرزاق، كأنه سلك فيه الطريق، والمحفوظ عن عبد الرزاق هو الأول.
وهنا وهم آخر وجب التنبيه عليه في هذا المقام؛ وهو أن عبد بن حميد الإمام الحافظ قد وجدته أخرج هذا الحديث
…
كما في منتخب "مسنده"[رقم 1257]، من طريق عبد الرزاق أيضًا؛ إلا أنه قال: (أنا عبد الرزاق، أنا معمر، أنا جعفر بن سليمان الضبعى، عن ثابت، عن أنس به
…
، هكذا وقع عنده (معمر) بين عبد الرزاق وجعفر، وهذا خطأ ظاهر، وما ذِكْرُ معمر في إسناده إلا زيادة مقحمة وقعت سهوًا من الناسخ.
ويؤيده: أن ابن عساكر قد أخرج هذا الحديث في "تاريخه"[28/ 99]، من طريق أبى إسحاق إبراهيم بن خزيم الشاشى قال: (أنا عبد بن حميد الكشى نا عبد الرزاق أنا جعفر بن سليمان الضبعى عن ثابت عن أنس به
…
) فهذا هو الصواب؛ وإبراهيم بن خزيم هو راوية مؤلفات عبد بن حميد عنه؛ كـ (المسند) و (التفسير) راجع ترجمته في "سير النبلاء"[14/ 486 - 487]، وتاريخ الذهبى [وفيات سنة 420 هـ].
* والحاصل: أن المحفوظ عن عبد الرزاق هو ما رواه عنه الجماعة عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى عن أنس به.
وهذا إسناد ظاهره الصحة، قال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه .. "، وقد روى عبد الرزاق هذا الحديث أيضًا عن معمر عن الزهرى عن أنس نحو هذا
…
".
قلتُ: وطريق معمر عن الزهرى سيأتي بسط الكلام عليه عند المؤلف [برقم 3571]، والحديث صححه أيضًا ابن خزيمة وابن حبان؛ وحسَّنه الحافظ في "الإصابة"[4/ 85]، بعد أن عزاه للمؤلف من طريق جعفر
…
، لكنه أغرب في "الفتح"[7/ 502]، وقال:=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "على شرط مسلم؛ لأجل جعفر" ونحوه قال الإمام في "الثمر المستطاب"[1/ 797]: "هذا سند صحيح على شرط مسلم".
وهذا غفلة منهما عن كون مسلم لم يحتج برواية عبد الرزاق عن جعفر أصلًا، بل لم يخرج بهذه الترجمة حديثًا قط، فالصواب أن يقال:(هذا إسناد قوى) رجاله ثقات رجال "الصحيح"؛ وإنما قصَّرنا بسنده عن درجة الصحيح؛ لتقاعد جعفر بن سليمان عن تلك الرتبة، وقد تكلم فيه جماعة بما تراه في ترجمته من "التهذيب وذيوله"؛ إلا أنه قوى متماسك؛ بَيْدَ أن في الإسناد علة ناهضة على التباعد به عن رَسْمِ القوة فضلًا عن الصحة، فقد مضى أن الترمذى قد استغرب هذا الحديث من ذاك الوجه، وقال البزار بعد أن أخرجه في "مسنده" كما في "الفتح" [7/ 501]:"لم يروه عن ثابت إلا جعفر بن سليمان" وقال الدارقطنى عقب روايته في "الغرائب والأفراد": "غريب من حديث ثابت عن أنس، تفرد به جعفر؛ وتفرد عنه عبد الرزاق".
قلتُ: وقد مضى الكلام في شرح حال جعفر بن سليمان الضبعى عند تخريج الحديث [رقم 3294]، وذكرنا هناك أن جماعة من النقاد قد تكلموا في روايته عن ثابت البنانى، منهم ابن المدينى وأبو الفتح الأزدى وابن عدى وغيرهم؛ وأن كلامهم لا يرقى إلى طرح حديث جعفر عن ثابت مطلقًا دون تقييد، إلا أننا عُدْنا هناك فقلنا: (نعم: قد نعتبر بقول الأزدى وغيره في مواطن معروفة، منها: أن يخالف جعفرًا من هو أوثق منه في ثابت، مع عدم إمكان الجمع بين المختلف فيه متنًا أو إسنادًا؛ ومنها: أن يجزم بعض النقاد بتوهيم جعفر في رواية انفرد بها عن ثابت على وجه ما؛ أو أعلَّ حديثًا برواية جعفر له عن ثابت، أو نحو ذلك؛ ومنها: أن تكون الرواية التى يرويها جعفر عن ثابت ظاهرة النكارة، ولا مجال لإعلالها إلا بالحمْل على ما قاله بعضهم في ما يرويه جعفر عن ثابت، أما غير ذلك فهو على السلامة حتى يظهر خلاف ذلك
…
).
قلتُ: وهذا الحديث خاصة قد أنكره الدارقطنى من هذا الوجه عن ثابت البنانى، وأورده في "الغرائب والأفراد" كما مضى؛ ونصَّ على تفرد جعفر به عن ثابت؛ وتفرد عبد الرزاق به عن جعفر؛ وقد أشرنا سابقًا إلى ما قاله جماعة في رواية جعفر عن ثابت، ومنها قول الأزدى على شططه في جعفر:"عامة حديثه عن ثابت وغيره فيه نظر ومنكر" وقال ابن المدينى أيضًا: (أكثر جعفر - يعنى ابن سليمان - عن ثابت، وكتب مراسيل، وفيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم) كذا في "الجرح و التعديل"[2/ 841]، وقول الأزدى في التهذيب [2/ 97]، وقد وَسمَه ابن عدى برواية الأفراد عن ثابت البنانى، كما في ترجمة جعفر من "الكامل"[2/ 148].=
3395 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا زكريا بن يحيى بن عمارة الذارع، قال: سمعت ثابتًا يحدث، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق: "اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا صُمْنَا وَلا صَلَّيْنَا فَأنْزِلَنْ سكِينَةً عَلَيْنَا".
= ومثار مزاولة هذا النقد واستخدامه إنما هو في أحد تلك ثلاثة المواطن التى مضى ذكرها آنفًا؛ وما عداها فحديث جعفر عن ثابت قوى ثابت، والخلاصة: أن الحديث معلول من هذا الوجه.
2 -
وتابعه أيضا: قطن بن نُسير على نحو سياق المؤلف: عند ابن عدى في "الكامل"[2/ 148]، ومن طريقه البيهقى في "سننه"[20827]، وقطن بن نسير ضعيف على التحقيق، كما مضى شرح ذلك فيما علقناه على الحديث [رقم 1411]، فانظره غير مأمور.
3 -
وتابعهم: يحيى بن عبد الحميد الحمانى على نحو سياق المؤلف
…
دون المصراع الأخير من الرجز
…
عند أبى نعيم في "الحلية"[6/ 292]، وفى "معرفة الصحابة"[3649]، وابن عساكر في "تاريخه"[28/ 99].
ويحيى الحمانى حافظ غير معتمد كما بسطنا حاله في "المحارب الكفيل بتقويم أسنة التنكيل"، كلهم رووه عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة إلا أنه معلول كما مضى؛ وقد رواه معمر عن الزهرى عن أنس به مثله
…
، لكن أنكره عليه الإمام أحمد كما يأتى بسط ذلك في [رقم 4579].
وللحديث شاهد عن ابن عباس نحوه
…
عند ابن عساكر في "تاريخه"[28/ 97]، وسنده منكر، والمحفوظ فيه مرسل، وله شواهد أخرى لا يصح منها شئ البتة. والله المستعان.
• تنبيه: قد مضى قول الدارقطنى عقب روايته هذا الحديث: "غريب من حديث ثابت عن أنس، تفرد به جعفر، وتفرد عنه عبد الرزاق" فجزم بتفرد عبد الرزاق به عن جعفر، فربما توهَّم واهم أننا غفلنا عن تعقُّب الدارقطنى بكون جماعة قد تابعوا عبد الرزاق عليه عن جعفر مثله، وليس كما يُتوهَّم، بل تركنا ذلك على عمد؛ لكون كلام الدارقطنى صحيحًا عندنا غير مخدوش، والذين تابعوا عبد الرزاق عليه: كلهم غير ثقة ولا مأمون، فكأن رواياتهم ما جاءت أصلًا، ولا بمثلها يصلح لمتعقِّب غمْرٍ أن يَدْرأ بها تفرُّد عبد الرزاق بهذا الحديث عن جعفر، فتأمل هذا جيدًا؛ فإنه مقام زلَّتْ فيه أقدام.
3395 -
صحيح: هذا إسناد صحيح في الشواهد: أخرجه البزار في "مسنده"[2/ رقم 1804/ كشف]، من هذا الطريق به
…
=
3396 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن أخت الربيع أم حارثة جرحت إنسانًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الْقصَاصَ [الْقِصَاصَ] " فقالت أم الربيع: يا رسول الله، أيقتص من فلانة؟ لا واللَّه لا يَقتص منها، [فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"سُبْحَانَ اللَّهِ يَا أُمَّ الرَّبِيعِ، الْقِصَاعن كِتَابُ اللَّهِ" قالت: لا، واللَّه لا يقتص منها أبدًا .... فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم]:"إن مِنْ عِبَادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لأَبَرَّهُ".
3397 -
حَدَّثنا إبراهيم بن الحجاج السامى، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، أنهم قالوا لأنس: ادع لنا، فقال: اللَّهم آتنا في الدنيا حسنةً وفى الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار،
= وقال الهيثمى في "المجمع"[6/ 192]: (رواه البزار وأبو يعلى، ورجاله ثقات) كذا اعتمد الهيثمى توثيق زكريا بن يحيى بن عمارة، مع كونه مختلفًا فيه، فقد وثقه ابن حبان إلا أنه قال:"كان يخطئ" ومشاه أبو زرعة والبزار والذهبى، وقال أبو حاتم:"شيخ" وذكره ابن الجوزى في (الضعفاء) وتوسط الحافظ في "التقريب" فقال: "صدوق يخطئ" ثم وقفتُ على توثيق ابن المدينى له في سؤالات عثمان بن أبى شيبة [ص 79]، فالرجل قوى الحديث إن شاء الله
…
، وللحديث شاهد من رواية البراء بن عازب نحوه بسياق أتم
…
مضى عند المؤلف [برقم [1716]، في (مسند البراء).
3396 -
صحيح: أخرجه مسلم [1675]، والنسائى [4755]، وأحمد [3/ 284]، وابن حبان [6491]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1350]، والبيهقى في "سننه"[15874]، وفى "المعرفة"[رقم 5084]، وأبو عوانة [رقم 4982، 4983]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1349، 1438]، وابن حزم في "المحلى"[10/ 409]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وزادوا جميعًا قبل آخره
…
(فما زالت حتى قبلوا الدية
…
) لفظ مسلم؛ وهذا بعد قول أم الربيع: إلا والله لا يقتص منها
…
)
قلتُ: وقد توبع عليه ثابت: تابعه حميد الطويل على نحوه
…
مع اختلاف في صاحب القصة وسياقها، عند البخارى [2556، 2651، 4230، 4335]، وأبى داود والنسائى وابن ماجه وأحمد وجماعة.
3397 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3274].
قالوا: زدنا، فأعادها، قالوا: زدنا، قال: ما تريدون؟! سألت لكم خير الدنيا والآخرة.
قال أنسٌ: فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يدعو: "اللَّهُمَّ آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ".
3398 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا عمارة بن زاذان، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس، أن أبا طلحة كان له ابنٌ يكنى: أبا عمير، قال: فكان النبي صلى الله عليه وسلم، يقول:"أَبَا عُمَيْرٍ، مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟ " قال: فقبض وأبو طلحة غائبٌ في بعض حيطانه، فهلك الصبى، فقامت أم سليم، فغسلته وكفنته وسجت عليه ثوبًا، وقالت: لا يكون أحد يخبر أبا طلحة حتى أكون أنا الذي أخبره، فجاء أبو طلحة كالًا وهو صائمٌ، فتطيبتْ له وتصنعتْ له، وجاءت بعشائه، فقال: ما فعل أبو عمير؟ قالت: قد فرغ، فتعشى وأصاب منها ما يصيب الرجل من امرأته، فقالت: يا أبا طلحة، أرأيت أهل بيت أعاروا أهل بيت عاريةً فطلبها أصحابها، أيردونها أو يحبسونها؟ قال: بل يردونها عليهم، فقالت: احتسب أبا عمير، قال: فغضب، فانطلق كما هو إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بقول أم سليم وفعلها، فقال:"بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا في غَابِرِ لَيْلَتكُمَا"، قال: فحملت بعبد الله بن أبى طلحة، حتى إذا وضعته كان يوم السابع، قالت لى أم سليم: يا أنس، اذهب بهذا الصبى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا المكتل فيه شئٌ من عجوة حتى يكون هو الذي يحنكه ويسميه، فمد النبي صلى الله عليه وسلم رجليه وأضجعه في حجره، وأخذ تمرةً فلاكها في فيّ الصبى، فجعل الصبى يتلمظ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَبَتِ الأَنْصَارُ إلا حُبَّ التَّمْرِ".
3399 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا عمارة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الدباء، وهو القرع.
3398 - صحيح: دون قوله: (فغسَّلته وكفَّنته) مضى الكلام عليه [برقم 3283].
3399 -
صحيح: أخرجه أبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 623]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 391]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 909، 913]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 242]، والذهبى في "التذكرة"[1/ 403]، و [2/ 610]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن زاذان عن ثابت البنانى عن أنس به.=
3400 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا عمارة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: ما مسست بكفى ذى شيئًا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم: حريرًا ولا عنبرةً - وأشياء ذكرها لا أحفظها - وما وجدت رائحةً أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبته عشر سنين، فما قال لى لشئ قط: لم صنعت كذا وكذا؟.
= قلتُ: وسنده صحيح في المتابعات؛ وابن زاذان مختلف فيه، وهو من رجال "التهذيب"؛ لكن للحديث طرق أخرى عن أنس به مثله
…
فانظر الماضى [برقم 2924، 3201].
3400 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 265]، من طريق عبد الصمد بن عبد الوارث عن عمارة بن زاذان عن ثابت البنانى وعبد العزيز - هو ابن صهيب - عن أنس به نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في التابعات، وعمارة قد مضى أنه مختلف في الاحتجاج به عند النقلة، لكن تابعه جماعة على نحوه باختلاف يسير عن ثابت البنانى به .. منهم حماد بن زيد وحماد بن سلمة وسليمان بن المغيرة وجعفر بن سليمان.
1 -
ورواية حماد بن زيد عند البخارى [3368]، والدارمى [62]، وابن حبان [6303]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1363]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 209]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 557]، والسلفى في الطيوريات [رقم 698]، وجماعة كثيرة، ولفظ الدارمى:(عن أنس بن مالك قال: خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم فما قال لى أف قط؛ ولا قال لى لشئ صنعته: لم صنعتَ كذا وكذا؟ أو هلَّا صنعت كذا وكذا؟! وقال: لا والله ما مسْستُ بيدى ديباجًا ولا حريرًا ألين من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا وجدت ريحًا قط وعرفًا كان أطيب من عَرْف أو ريح رسول الله صلى الله عليه وسلم).
2 -
ورواية حماد بن سلمة عند مسلم وأحمد والدارمى والبيهقى في "الدلائل" وجماعة، وفيه اختصار.
3 -
ورواية سليمان بن المغيرة عند مسلم أيضًا، وأحمد، والبيهقى في "الشعب" وفى "الدلائل"، وغيرهم، وفيه اختصار أيضًا.
4 -
ورواية جعفر بن سليمان عند مسلم والترمذى [2015]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 413]، وجماعة.
وللحديث طرق كثيرة عن أنس به نحوه ومختصرًا.
3401 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا عمارة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن المؤذن - أو بلالًا - كان يقيم فيدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيستقبله الرجل فيقوم معه حتى يخفق عامتهم برؤوسهم.
3402 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا عمارة بن زاذان، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس بن مالك، قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي صلى الله عليه وسلم، فأذن له، وكان في يوم أم سلمة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"يَا أُمَّ سَلَمَةَ، احْفَظِى عَلَيْنَا الْبَابَ لا يَدْخُلْ عَلَيْنَا أَحَدٌ"، قال: فبينما هي على الباب إذ جاء الحسين بن عليّ، فاقتحم، ففتح الباب، فدخل، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يلتزمه ويقبّله، فقال الملك: أتحبه؟ قال: "نَعَمْ"، قال: إن أمتك ستقتله، إن شئت أريتك المكان الذي تقتله فيه، قال:"نَعَم"، قال: فقبض قبضةً من المكان الذي قُتل به، فأراه فجاء سهلةٌ أو ترابٌ أحمر، فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها، قال ثابتٌ: فكنا نقول: إنها كربلاء.
3401 - صحيح لغيره: أخرجه أحمد [3/ 338]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8891]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 80]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 29]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن زاذان عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى في التابعات؛ وعمارة بن زاذان وإن كان قد تكلم فيه بعضهم، إلا أنه قد توبع على نحوه عن ثابت البنانى، تابعه حماد بن سلمة كما مضى عند المؤلف [برقم 3309]، وانظر أيضًا [رقم 3306].
وللحديث طرق عن أنس به نحوه
…
تكلمنا عليها في "غرس الأشجار" أما قول الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا لحديث عن عمارة بن زاذان إلا أسد بن موسى" فمتابعة شيبان عند المؤلف وعنه أبو الشيخ وابن عدى تردُّ عليه، وكذا متابعة حسن بن موسى عند أحمد ترد عليه أيضًا.
3402 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه أحمد [3/ 242، 265]، وابن حبان [6742]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 2813]، والمزى في "تهذيبه"[6/ 408]، وابن عساكر في "تاريخه"[14/ 189]، و [14/ 190]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2806]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1676]، وفى "الدلائل"[رقم 473]، وابن العديم في "بغية الطلب"[3/ 21، 22]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم 2642/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن زاذان عن ثابت البنانى عن أنس به.
3403 -
حَدَّثَنَا قطن بن نسير الغبرى، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لِيَسْأَلْ أَحَدُكُمْ رَبَّهُ حَاجَتَهُ كُلَّهَا حَتَّى يَسْأَلَهُ شِسْعَ نَعْلِهِ إذَا انْقَطَعَ".
= قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال البزار:"لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا عمارة"، وقال الهيثمى في "المجمع" [9/ 300]:(رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى بأسانيد، وفيها عمارة بن زاذان، وثقه جماعة وفيه ضعف؛ وبقية رجال أبى يعلى رجال الصحيح).
وقال ابن كثير في "البداية"[6/ 229]: "وعمارة بن زاذان هذا هو الصيدلانى أبو سلمة البصرى، اختلفوا فيه، وقد قال فيه أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به ليس بالمتين، وضعفه أحمد مرة، ووثقه أخرى، وحديثه هذا قد روى عن غيره من وجهٍ آخر" وقد لخَّص الحافظ في "التقريب" كلام النقاد فيه فقال: "صدوق كثير الخطأ" وكأنه كما قال، وقد صحَّ عن أحمد أنه قال عن عمارة:"يروى عن أنس - يعنى بواسطة ثابت وغيره - أحاديث مناكير" كما في "الجرح والتعديل"[6/ 365]، وأرى هذا الحديث منها.
نعم: للحديث شواهد وطرق عن جماعة من الصحابة، وكلها معلولة الأسانيد، لا يصح منها شئ البتة؛ وإن كان مجموعها يدل على أن للقصة أصلًا، فراجع "الصحيحة"[31/ 159].
3403 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [رقم 3607/ طبعة الدعاس]، وابن حبان 86 [6] 894، 895]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5595]، والبيهقى في "الشعب"[21 رقم 1116]، وأبو القاسم البغوى في "جزء من حديثه"[7]، ومن طريقه المزى في "تهذيبه"[23/ 620] وابن عدى في "الكامل"[6/ 52]، وابن عساكر في "تاريخه"[43/ 532]، والثعلبى في "تفسيره"[11/ 494]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 289]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 353]، ونصر بن عبد الجبار في "معجم شيوخه" كما في تاريخ قزوين [2/ 47 - 48]، والطبرانى أيضا في "الدعاء"[25]، والمخلص في "الفوائد المنتقاة"[13/ 248/ 2]، والضياء المقدسى في المختارة [1/ 501]، كما في "الضعيفة"[3/ 537]، وغيرهم من طرق عن قطن بن نسير عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلت: وهذا إسناد منكر، قال الطبراني:(لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا جعفر بن سليمان، تفرد به قطن بن نسير، ولا يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد).
مراده بتفرد قطن به: هو عدم متابعة ثقة له عن جعفر؛ وإلا فقد رواه بعض الضعفاء عن جعفر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كما يأتى؛ ومراده بقوله: "ولا يروى .... إلخ" يعنى من وجه يصح، وإلا فله شاهد من حديث أبى هريرة نحوه مرفوعًا عند البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1118]، وغيره؛ وسنده منكر جدًّا، فانتبه.
وقال الترمذى عقب روايته: (هذا حديث غريب، ورواه غير واحد عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، ولم يذكرو فيه: عن أنس) ثم قال الترمذى: (حدّثنا صالح بن عبد الله - هو ابن ذكوان الترمذى الثقة الصدوق - قال: حدّثنا جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ليسأل أحدكم ربه حاجته، حتى يسأله الملح، وحتى يسأله شسع نعله إذا انقطع).
ثم قال الترمذى: "وهذا أصح من حديث قطن عن جعفر بن سليمان" وقال البيهقى عقب روايته: "أسنده قطن بن نسير وأرسله غيره" ثم ساق بسنده من طريق ابن عدى - وهذا في "الكامل"[6/ 52]، - عن أبى القاسم البغوى عن عبيد الله بن عمر القواريرى عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه مرسلًا، وفى آخره قال:"فقال رجل للقواريرى: إن لى شيخًا يحدث به عن جعفر عن ثابت عن أنس، فقال القواريرى: باطل" قال ابن عدى عقب هذا في "الكامل": "وهذا كما قال".
قلتُ: وهو كما قالا، والحديث باطل مرفوعًا من هذا الوجه.
• تنبيه: قد وقع ذكْرُ (أنس) بين ثابت البنانى وبين النبي صلى الله عليه وسلم في رواية القواريرى المرسلة الماضية آنفًا عند ابن عَدى في "الكامل" فصارتْ عنده كأنها موصولة، وهذا سمِجٌ للغاية، ويبطله أمران:
الأول: رواية البيهقى له في "الشعب" من طريق ابن عدى به
…
دون تلك الزيادة المقحمة؟
والثانى: قول القواريرى في ذيل الرواية. فليس ذِكْرُ أنس فيها إلا استرسال من قلم الناسخ عفوًا، ومطبوعة "كامل ابن عدى" رديئة للغاية، فيها من التصحيف والتحريف والسقط ما يقضى منه الناقد العجب، ولم أقف له على طبعة مهذبة حتى الآن، فاللَّه المستعان].
وسنده وإن كان ظاهره على شرط مسلم، إلا أنه معلول بالإرسال كما قد رأيت، وقطن بن نسير وإن كان من رجال مسلم، الذين كان ينتقى من أصولهم ما وافقهم عليه "الثقات" أيضًا؛ إلا أن الجمهور على إسقاطه، فقد اتهمه ابن عدى بسرقة الحديث، وكان أبو زرعة يحمل عليه،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= بل صح عنه إنكاره على مسلم أن أخرج له في "الصحيح" وقال: "قطن بن نسير وصل أحاديث عن ثابت، جعلها عن أنس" كما في "سؤالات البرذعى"[ص 2/ 675]، وهذا الحديث منها، وقد خالفه في وصله ثقتان صدوقان:
أحدهما: عبيد الله القواريرى - وهو أوثق منه مائة مرة.
والثانى: صالح بن عبد الله الترمذى الثقة المعروف؛ كلاهما روياه عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى به مرسلًا
…
ورواية الأول قد مضت عند ابن عدى في "الكامل" ومن طريقه البيهقى في "الشعب".
ورواية الثاني مضت أيضًا عند الترمذى في (جامعه) فهذا هو المحفوظ عن جعفر بن سليمان بلا تردد، ثم جاء سيار بن حاتم أبو سلمة العنزى، ورواه عن جعفر بن سليمان فوصله أيضًا. فقال: ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليسأل أحدكم به حاجته، أو حوائجه كلها، حتى يسأله شسع نعله إذا انقطع، وحتى يسأله الملح).
هكذا أخرجه البزار في "مسنده"[4/ رقم 3135/ كشف الأستار]، بإسناد صحيح إليه، ولكن ما تكون قيمة هذا؟! وسيار بن حاتم قد سار المحققون على دَرْبِ التنكب عن الاحتجاج بما ينفرد به عن كل أحد، فكيف فيما خالفه فيه "الثقات"؟! وكان سيار لا يحسن من الرواية سوى تلك الحكايات والأخبار عن الزهاد والعباد الذين هو واحد منهم. فيقبل منه ما كان من هذا الطراز فقط؛ ويُتَنكَّب عما سوى ذلك من حديثه المرفوع الذي أكثر فيه من المناكير عن الثقات حتى ضعفه لأجله جماعة، فقال العقيلى:"أحاديثه مناكير، ضعفه ابن المدينى" وقال الأزدى: "عنده مناكير" وقال أبو أحمد الحاكم: "في حديثه بعض المناكير" كما في "التهذيب"[4/ 290]، وتوثيق ابن حبان وغيره له، يدل على كونه صدوقًا في الأصل، إلا أنه لم يكن من الضبط والحفظ في شئ، هذا كله حاله عند الانفراد؛ أما عند مخالفة من هو أوثق منه، لاسيما إذا كان المخالف عبيد الله القواريرى ومعه صالح بن عبد الله الترمذى، فلا عليك أن تغسل يديك من حديث سيار بماء وأشْنان. وإن شئت فكبر عليه أربعًا ثم انصرف مأجورًا.
ومن الغرائب تعليق الحافظ على إسناد البزار في زوائده له [ص 305]، بقوله:"وإسناده حسن" فهكذا فليكن التساهل، وقد رد عليه الإمام هذا التحسين، في "الضعيفة"[3/ 537].
وهنا غريبة أخرى، فقد قال الضياء المقدسى في "المختارة"[1/ 501]، كما في "الضعيفة"[3/ 537]، عقب رواية الحديث من طريق قطن بن نسير عن جعفر به
…
قال:=
3404 -
حَدَّثَنَا قطن بن نسير، حدّثنا جعفر بن سليمان، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه، آخى بين سلمان وأبى الدرداء، وآخى بين عوف بن مالك وبين صعب بن جثامة.
= "وقد ذكره على بن المدينى من مناكير جعفر بن سليمان،
…
" وتعقبه الإمام في "الضعيفة" بكون الحديث من مناكير قطن بن نسير، لا من مناكير شيخه جعفر، ثم قال الإمام: "فما قاله ابن المدينى فيه نظر".
قلتُ: لعل أبا الحسن السعدى كان حسن الرأى في قطن بن نسير، فرمى بالتبعة على من فوقه في إسناده، وهو شيخه جعفر، ثم رأيت ابن رجب قد نقل في "شرح العلل"[ص 279/ طبعة السامرائى]، عن ابن المدينى أنه قال: "
…
وأما جعفر بن سليمان فأكثر عن ثابت، وكتب مراسيل، وكان فيها أحاديث مناكير عن ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم "ليسأل أحدكم ربه، حتى يسأله شسع نعله والملح".
فظهر بهذا أن المعروف عن ابن المدينى في هذا الحديث هو الإرسال، وأنه منكر على إرساله أيضًا، فَيُدْفَع بهذا ما ذكره الإمام في عبارة ابن المدينى من النظر، ويصبح الحديث وقد اجتمعت فيه نكارتان:
الأولى: تفرد من تفرد به عن جعفر عن ثابت به موصولًا.
والثانية: تفرد جعفر بروايته عن ثابت به مرسلًا. ولا يصح في هذا الباب شئ.
• تنبيه: هذا الحديث قد سقط من بعض طبعات "جامع الترمذى" وهو ثابت في "تحفة الأشراف"[رقم 276].
• تنبيه آخر: قد صح الحديث بنحوه موقوفًا على عائشة - رضى الله عنها - كما يأتى في "مسندها"[برقم 4560].
3404 -
ضعيف بهذا التمام: هذا إسناد منكر، مثل الذي قبله تمامًا، وقطن بن نسير أحسن أحواله أن يكون ضعيفًا، وقد مضى الكلام عليه في الحديث قبله، لكنه قد توبع عليه: تابعه محمد بن منصور على مؤاخاة عوف والصعب وحدهما عند ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 48]، بإسناد صحيح إليه، لكن ابن منصور هذا شيخ مستور الحال، ما وجدت من ترجمه سوى ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[8/ 94]، ولم يذكر عن حاله شيئًا، وابنه عبد الرحمن بن محمد بن منصور أشهر من أبيه، فالابن من شيوخ أبى سعيد بن الأعرابى وجماعة. =
3405 -
حَدَّثَنَا معاذ بن شعبة، بصرىٌ، حدّثنا عثمان بن مطر، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَحْسِنُوا جِوَارَ نِعَمِ الله، لا تُنَفِّرُوهَا، فَقَلَّمَا زَالَتْ عَنْ قَوْمٍ فَعَادَتْ إلَيْهِمْ".
= وقد خولف فيه ابن منصور هذا وقطن بن نسير معًا، فقال الحافظ في "الإصابة"[3/ 426]، في ترجمة الصعب بن جثامة:"وأخرج أبو بكر بن لال في كتاب "المتحابين" من طريق جعفر بن سليمان عن ثابت قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين عوف بن مالك والصعب بن جثامة، فقال كل منهما للآخر: إن مت قبلى فتراء لى، فمات الصعب قبل عوف؛ فتراء .. فذكر القصة".
قلتُ: هكذا ذكره مرسلًا، ولعله المحفوظ، وقد توبع عليه جعفر بن سليمان على الوجه الأول: تابعه عمارة بن زاذان على مثله عند ابن عساكر في "تاريخه"[47/ 48]، بإسناد صحيح إليه، لكن عمارة هذا مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وكان موسومًا برواية المناكير عن أنس بن مالك كما قال أحمد، راجع ترجمته من "التهذيب وذيوله".
ويشهد لفقرة مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبى الدرداء فقط: حديث أبى جحيفة الماضى في "مسنده" كما عند المؤلف [برقم 898].
• تنبيه: قد رأيت حديث أنس هذا عند ابن حبان في "روضة العقلاء"[رقم 177/ بتخريجى]، من طريق المؤلف به
…
وكنتُ قد سهوتُ عنه؛ فالحمد للَّه على كل حال.
3405 -
منكر: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[5/ 163]، من طريق المؤلف به
…
وأبو الفتح الأزدى في الثالث من كتاب فيه مواعظه [2/ رقم 2]، وأبو بكر الكلاباذى في "مفتاح المعانى"[ق 1/ 257]، كما في "الإرواء"[7/ 22]، من طريق عثمان بن مطر عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [6/ 49]: "هذا إسناد ضعيف، لضعف عثمان بن مطر
…
" وقال أيضًا [7/ 140]: (رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لضعف عثمان بن مطر) وقال صاحبه الهيثمى في "المجمع" [8/ 357]: (رواه أبو يعلى، وفيه عثمان بن مطر، وهو ضعيف).
وعثمان بن مطر هذا شيخ منكر الحديث كما قاله أبو حاتم والحاكم الكبير وغيرهما؛ وقد تركه جماعة، وضعفه سائر النقاد، وقال ابن عدى في ختام ترجمته من "الكامل" [5/ 163]: "أحاديثه عن ثابت خاصة مناكير،
…
" وهذا الحديث منها، وله شاهد من حديث عائشة =
3406 -
حَدَّثَنَا إبراهيم النيلى، حدّثنا صالحٌ - يعنى المرى - عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"عُمَّارُ بُيُوتِ اللَّهِ هُمْ أَهْلُ اللَّهِ".
= بأسانيد مظلمة، راجع الكلام عليه في "الإرواء"[7/ 20 - 22]، وفى "النافلة"[رقم 77]، واللَّه المستعان.
3406 -
صحيح: أخرجه الطيالسى [2041]، والطبرانى في "الأوسط"[3/ رقم 2502]، والبيهقى في "سننه"[4769]، وفى "الشعب"[3/ رقم 2945]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 173]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1291]، وتمام في "فوائده"[رقم 543]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 61]، والعقيلى في الضعفاء [2/ 199]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 433/ كشف الأستار]، وابن سمعون في "أماليه"[رقم 336]، وأبو حفص الزيات في حديثه [ق 1/ 264]، كما في "الضعيفة"[4/ 177]، وغيرهم من طرق عن صالح بن بشير المرى عن ثابت البنانى [وقرن معه ميمون بن سياه وجعفر بن زيد عند عبد بن حميد وابن سمعون وتمام] عن أنس به
…
وعند الطيالسى: (عمار مساجد الله
…
) بدل: (عمار بيوت الله
…
).
قلتُ: وهذا إسناد واهٍ، قال البزار:"لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا صالح" وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحيدث عن ثابت إلا صالح" وبه أعله البيهقى في "سننه" وقال: "صالح المرى، غير قوى".
وقال الهيثمى في "المجمع"[3/ 135]: "
…
وفيه صالح المرى وهو ضعيف" وصالح هذا ضعفه جماهير النقاد، وهو إلى الترك أقرب، وكان كثير المنكرات على "الثقات" على زهده وورعه وصلاحه، بل قال ابن معين: "كان قاصبّا، وكان كل حديث يحدث به عن ثابت باطلًا".
ومن النوادر قول أبى إسحاق الحربى عن صالح: (إذا أرسل فبالأحْرَى أن يصيب؛ وإذا أسند فاحذروا) راجع ترجمته من "التهذيب"[4/ 383].
وهذا الحديث قد أنكره عليه ابن عدى، وذكره له في ترجمته من "الكامل" مع جملة أخرى من مناكيره، ثم قال في ختام ترجمته: "وعامة حديثه التى ذكرتُ، والتى لم أذكر منكرات ينكرها الأئمة عليه،
…
" وكذا ساقه له العقيلى في ترجمته من "الضعفاء" مع حديث آخر، ثم قال: (لا يتابع عليهما) وبه أعله العرافى أيضًا في "شرح الترمذى" كما في "فيض القدير" [2/ رقم 460]، ووقع للمناوى وهمٌ غريب يدل على تخبطه الكثير في الكلام على نَقْد المتون =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والأسانيد والنقلة، فانظره في "فيضه" ثم رأيت صالح المرى قد توبع عليه عن ثابت، فقال أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ العطار العلامة الثقة المشهور في "جزء فيه حديثه عن شيوخه" [رقم 20/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]: حدّثنا موسى بن على الختلى، حدّثنا زكريا، حدّثنا الأصمعى، حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عمّار بيوت الله عز وجل هم أهل الله تبارك وتعالى".
قلتُ: وهذا إسناد صحيح مستقيم، فموسى بن على هو ابن موسى الختلى، له ترجمة في "تاريخ بغداد"[13/ 54]، وفيها قال الخطيب:"وكان ثقة" وشيخه زكريا هو ابن يحيى بن خلاد المنقرى أبو يعلى الساجى البصرى، ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 255]، وقال:"يروى عن أبى عاصم، حدّثنا عنه أحمد بن حمدان التسترى بعبدان، وكان من جلساء الأصمعى" وهذا منه توثيق مقبول بلا تردد، وترجمه الخطيب أيضًا في "تاريخ بغداد"[13/ 45]، والذهبى في "تاريخه"[وفيات سنة 260 هـ]، وقال الثاني: (وهو مكثر عن الأصمعى
…
) وباقى رجال الإسناد ثقات مشاهير أئمة، وابن مقسم المقرئ صاحب هذا الجزء: علامة مقرئ معروف وثقه الخطيب البغدادى وغيره، راجع "سير النبلاء"[16/ 105، 106، 107]، وجُزْؤُه هذا يعرف بـ (جزء حيص بيص) نسبة إلى الشاعر المشهور أبى الفوارس سعد بن محمد التميمى؛ لكونه رواه عن أبى المجد بن جهور عن أبى غالب بن بشران عن أبى الحسين على بن محمد الكاتب عن ابن مقسم المقرئ به
…
وهذا الجزء من مسموعات الحافظ ابن حجر في "المعجم المفهرس"[ص 317/ طبعة الرسالة]، فالحديث صحيح ثابت، وكم في الزوايا خبايا؟! وكون هذه المتابعة لم يقف عليها جماعة من الكبار؛ لا يعنى أنها غير ثابتة، أو ربما تَعلَّل مُتَعلِّل ورام توهينها بكون البزار قد جزم بتفرد صالح المرى به عن ثابت فيما أحاط به علمًا، وبكون ابن عدى والعقيلى قد ذكرا هذا الحديث في ترجمة صالح من كتابيهما؛ وقال الثاني:"لا يتابع عليه" فكان ذلك أدعى ألا يكون محفوظًا إلا من طريق صالح المرى عن ثابت البنانى به
…
ألا فليعلم الغافل: أننا لسنا نجترئ على تخطئة "الثقات" فيما رووه إلا بُبْرهان بيِّن قاطع عندنا للريبة؛ والغمز في تلك المتابعة بنحو ما مضى؛ فذلك خطب لا يطّرد عندنا؛ وما نعرف له وتيرة نحوم حولها؛ بل مدار ذلك على القرائن وتتبع كلمات أئمة هذا الشأن في كل حديث بخصوصه؛ ولم ينهض عندنا شئ في التنكب عن تلك المتابعة النظيفة لصالح المرى =
3407 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا وكيعٌ، عن ابن أبى ليلى، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لَبَّيْكَ بِحَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ مَعًا".
3408 -
حَدَّثَنَا سعيد بن أبى الربيع السمان، حدّثنا رشيدٌ أبو عبد الله، حدّثنا
= عن ثابت، ولا أنكرها أحد السلف مِنْ نقاد الصنعة قط، وعَدَم ذكْر أكثرهم لها لا يدل على عدم وجودها، وما زال العلماء يستدرك بعضهم على بعض في مثل هَذه القضايا؛ وفى "تنبيه الهاجد بما وقع من النظر في كتب الأماجد" ونَقْدُنا له في (إيقاظ العابد بما وقع من النظر في "تنبيه الهاجد" بسط وافُ في هذا الصدد.
3407 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 183]، من طريق وكيع عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح في المتابعات؛ وابن أبى ليلى فقيه ضعيف الحفظ، لكن للحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه
…
مضى بعضها [برقم 2794، 2814، 3025]، وسيأتى بمثل هذا اللفظ من طريق بكر المزنى عن أنس [برقم 4155].
3408 -
ضعيف بهذا التمام: هذا إسناد ضعيف؛ آفته رشيد أبو عبد الله هذا، فذكره ابن عدى في "الكامل"[3/ 158]، وقال:"حدَّث عن ثابت بأحاديث لم يتابع عليها" ثم ساق له الحديث الآتى بعد هذا؛ وقال الذهبى في "الميزان": "مجهول" وأقره الحافظ في "اللسان"[2/ 461]، وللحديث طريق آخر عن أنس مرفوعًا بشطره الأول فقط، ولفظه:(ما تعدون الرقوب فيكم؟! قالوا: الذي لا ولد له، قال: بل هو الذي لا فرط له).
أخرجه البزار [1/ رقم 860/ كشف]، من طريق إبراهيم بن المستمر العروقى عن يعقوب بن إسحاق عن همام عن قتادة عن أنس به
…
وقال البزار: "لا نعلم رواه عن قتادة إلا همام، ولا عنه إلا يعقوب".
قلتُ: ويعقوب هذا هو ابن إسحاق بن زيد الحضرمى المقرئ من رجال مسلم وأبى داود والنسائى وابن ماجه، وهو صدوق مشهور، والراوى عنه صدوق أيضًا، فالإسناد صالح.
وقد قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 95]: "
…
رجال البزار رجال الصحيح" وهو كما قال باستثناء إبراهيم بن المستمر، ولهذا القدر من الحديث شواهد عن جماعة من الصحابة نحوه
…
يأتى منها حديث ابن مسعود [برقم 5162]، وحديث أبى هريرة [برقم 6032، 6046]، ولفظ المؤلف ضعيف بهذا التمام.
ثابتٌ، عن أنس بن مالك، قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مجلس بنى سلمة فقال: "يَا بَنِى سَلِمَةَ، مَا الرَّقُوبُ فِيكُمْ؟ " قالوا: الذي لا ولد له، قال:"بَلْ هُوَ الَّذِى لا فَرَطَ لَهُ"، قال:"مَا المعْدِمُ فِيكُمْ؟ " قالوا: الذي لا مال له، قال:"بَلْ هُوَ الَّذِي يَقْدَمُ وَليسَ لَهُ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ".
3409 -
حَدَّثَنَا سعيد، حدّثنا رشيدٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على جوارى بنى النجار وهن يضربن بالدف، ويقلن:
نحن جوار من بنى النجار
…
يا حبذا محمد من جار
فقال نبى الله: "اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِنَّ".
3409 - ضعيف بهذا السياق: أخرجه ابن السنى في "عمل اليوم والليلة"[رقم 228]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 158]، وأبو نعيم في "الحلية"[3/ 120]، من طريق سعيد بن أبى الربيع عن رشيد أبى عبد الله عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: قد وقع (رشيد) عند أبى نعيم بكنيته فقط دون اسمه، فقال أبو نعيم عقبه:(أبو عبد الله مختلف فيه، فقيل: إنه حسان بن أبى سنان، وقيل: إنه رشيد، وكلاهما بصريان، وهو برشيد فيما أرى أشبه).
بل هو رشيد جزمًا كما وقع عند المؤلف وعنه ابن عدى وابن السنى؛ ورشيد هذا شيخ مجهول كما قاله الذهبى في "الميزان" وقد مضى قول ابن عدى عنه "حدث عن ثابت بأحاديث لم يتابع عليها" وقد ساق له هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وقال عقبه: "ولرشيد عن ثابت غير هذا الحديث؛ وهذا إنما يروى عن عوف - يعنى الأعرابى - عن ثمامة - يعنى بن عبد الله بن أنس - عن أنس، رواه عن عوف: عيسى بن يونس وابن أبى عدى، وعمر بن النعمان، ومحمد بن إسحاق صاحب المغازى".
قلتُ: وطريق عيسى بن يونس عن عوف الأعرابى بهذا الإسناد عند ابن ماجه [1899]، والطبرانى في "الصغير"[1/ رقم 78]، ومن طريقه ابن العديم في "بغية الطلب"[1/ 402]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 756]، وغيرهم من طريقين عن عيسى بن يونس بإسناده به نحو سياق المؤلف
…
إلا أنه قال في آخره: (الله يعلم إنى لأحبكن) لفظ ابن ماجه؛ بدل قوله هنا: (اللَّهم بارك فيهن).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة": "إسناده صحيح، ورجاله ثقات" وكذا صحَّح إسناد ابن ماجه أيضًا في "إتحاف الخيرة"[7/ 116]، ومثله الإمام في رسالته "دفاع عن الحديث النبوى"[ص 24]، وليس كما قالا، لأن في سند ابن ماجه شيخه (هشام بن عمار) وهو صدوق في الأصل؛ إلا أنه كبر وشاخ حتى صار يتلقن ما يفضى إليه به جماعة من سفهاء أهل الشام، وسماع ابن ماجه منه أظنه بأخرة، أما البخارى فقديم صحيح.
نعم قد تابعه مصعب بن سعيد المصيصى عند الطبراني ومن طريقه ابن العديم والبيهقى كما مضى؛ وقال الطبراني عقب روايته: "لم يروه عن عوف إلا عيسى، تفرد به مصعب بن سعيد" كذا قال، ورواية هشام ترد عليه، ومصعب هذا تكلموا فيه بما تراه في ترجمته من "اللسان"[6/ 43]، وليس بذاك الضابط، ولم ينفرد به عيسى بن يونس عن عوف كما جزم الطبراني آنفًا، بل تابعه عليه جماعة عن عوف، منهم محمد بن إبراهيم بن أبى عدى وعمر بن النعمان ومحمد بن إسحاق كما مضى من كلام ابن عدى في "الكامل"[3/ 158].
وقد وقفت على رواية ابن أبى عدى، فأخرجها أبو بكر الخلال في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر [ص 57/ رقم 149/ طبعة دار الآثار]، من طريق العباس الدورى عن موسى بن حيان عن ابن أبى عدى عن عوف الأعرابى عن ثمامة عن أنس به
…
نحو سياق ابن ماجه.
قلتُ: وموسى بن حيان هذا هو موسى بن محمد بن حيان البصرى، نُسبَ هنا إلى جده؛ وهو أحد شيوخ أبى يعلى الذين أكثر عنهم في "مسنده" وثقه ابن حبان وقالَ:"ربما خالف" كذا في "الثقات"[9/ 161]، وقال ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل" [8/ 161]:"ترك أبو زرعة حديثه ولم يقرأ علينا، كان قد أخرجه قديمًا في فوائده".
وقد رأيت عبد الأعلى النرسى - الثقة الشهور - قد روى أيضًا هذا الحديث عن عوف الأعرابى بإسناده به نحو سياق ابن ماجه المشار إليه
…
أخرجه الخطيب في "تاريخه"[13/ 57]، من طريق محمد بن المظفر الحافظ عن أبى التيهان موسى بن أنس بن خالد عن نصر بن عليّ الجهضمى عن عبد الأعلى به.
قلتُ: وهذا إسناد رجاله ثقات سوى أبى التيهان هذا، لم يترجمه سوى الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر عن حاله شيئًا، وساق له هذا الحديث.
وللحديث طريق آخر عن أنس، يرويه عنه إسحاق بن أبى طلحة نحوه بسياق أتم عند الحاكم=
3410 -
حَدَّثَنَا أبو موسى، حدّثنا زكريا بن يحيى بن عمارة الذارع، قال: سمعت ثابتًا، يحدث، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الخندق: "اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا وَلا صمْنَا وَلا صَلَّيْنَا، اللَّهمَّ فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا".
3411 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن سلام الجمحى، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن أم سليم كانت مع أبى طلحة يوم خيبر ومعها خنجرٌ، فقال لها أبو طلحة: يا أم سليم، ما هذا؟ قالت: خنجرٌ اتخذتُه إن دنا منى أحدٌ من المشركين بعجتُه، قال أبو طلحة: يا رسول الله، أما تسمع ما تقول أم سليم؟ تقول كذا وكذا - شيئًا ذهب على أبى حرب - تقتلهم. فقال:"إنّ اللهَ قَدْ كفَى وَأَحْسَنَ".
= كما في "الفتح"[7/ 261]، وعنه البيهقى في "الدلائل"[رقم 755]، لكن سنده إلى إسحاق منكر جدًّا، فيه إبراهيم بن صرمة أحد الضعفاء، وترجمته في "اللسان"[1/ 69]، وقد استغربه ابن كثير من هذا الوجه في كتابه "البداية"[3/ 200].
وأصل الحديث في الصحيحين من طريق آخر عن أنس به نحوه
…
دون رجز الجوارى، وفى آخره قال:(اللَّهم أنتم من أحب الناس إلى) فانظر "البخارى"[3574]، و [4885]، ومسلم [2508]، وهكذا رواه جماعة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه
…
دون الرجز أيضًا، فانظر الحديث الآتى [برقم 3517]، ومسند أحمد [3/ 150، 285]، وهذا هو المحفوظ عندى في حديث أنس. وذِكْرُ الرَّجزِ فيه معلول كما مضى.
3410 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 3395].
3411 -
صحيح: أخرجه مسلم [1809]، وأحمد [3/ 286]، وابن حبان [7185]، والطبرانى في "الكبير"[25/ رقم 291]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 65]، وفى "المعرفة"[رقم 7297]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1202]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 425]، وأبو عوانة [رقم 5529]، وابن راهويه [2164]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به مثله
…
وهو عند بعضهم بنحوه ....
وقد زاد الجميع دون أبى نعيم بعد قوله: (أما تسمع ما تقول أم سليم؟!
…
) قال: قالت يا رسول الله: (اقتل من بعدنا من الطلقاء؛ انهزموا بك) لفظ مسلم، وهذه الزيادة تأتى رواية للمؤلف [برقم 3510].=
3412 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن سلام، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن أبا طلحة الأنصارى، كان يوم أحد يرمى بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله خلفه -، وكان أبو طلحة رجلًا راميًا، وكان إذا رمى رفع النبي صلى الله عليه وسلم شخصه ينظر أين يقع سهمه.
3413 -
حَدَّثَنَا عبد الرحمن بن سلام، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن أبا
= قلتُ: ولحماد بن سلمة فيه شيخ آخر؛ وهو إسحاق بن أبى طلحة: وسياقه أتم عند مسلم [1809]- ولم يسقه - وأبى دواد [2718]، وأحمد [3/ 190، 279]، وابن حبان [4838]، والطيالسى [2079]، وجماعة كثيرة.
وقد توبع عليه حماد على الوجه الأول عن ثابت: تابعه سليمان بن أبى المغيرة على نحوه عند أحمد [3/ 112، 198]، وابن أبى شيبة [36987]، وغيرهما. وله طرق أخرى عن أنس به نحوه.
3412 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 286]، والحاكم [2/ 127]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1347]، وأبو عوانة [رقم 5514]، وابن عساكر في "تاريخه"[19/ 405]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه .. وزادوا جميعًا:(وكان أبو طلحة يرفع صدره يقول: هكذا بأبى أنت وأمى يا رسول الله، لا يصيبك سهم، نحرى دون نحرك، وكان أبو طلحة يشرف نفسه بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا رسول الله، إنى قوى جَلْد؛ فمرنى بما شئت، وابعثنى في حوائجك).
قلتُ: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط، ولم يخرجاه" وقال الذهبي في "تلخيص المستدرك": "على شرط مسلم" وهو كما قالا؛ وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه .... يأتى بعضها [برقم 3778].
3413 -
صحيح: أخرجه ابن حبان [7184]، والحاكم [2/ 114]، و [3/ 398]، وعنه البيهقى في "سننه"[17579، 6565]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[3/ رقم 1889]، وابن المبارك في "الجهاد"[رقم 104]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 507]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 1202]، وابن عساكر في "تاريخه"[19/ 422، 423]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2525]، والحارث في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 4127] وأحمد في "الزهد"[رقم 1424/ طبعة دار ابن رجب]، والفسوى في "المعرفة" كما في "الإصابة"[2/ 608]، والبخارى في "تاريخه""الأوسط" - وبعضهم يجعله "الصغير"[رقم 234]، وغيرهم=
طلحة، قرأ سورة {بَرَاءَةٌ} [التوبة: 1]، فأتى على هذه الآية:{انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا} [التوبة: 41]، فقال: ألا أرى ربى يستنفرنى شابًا وشيخًا؟! جهزونى فقال له بنوه: قد غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، وغزوت مع أبى بكر حتى مات، وغزوت مع عمر، فنحن نغزو عنك، فقال: جهزونى، فجهزوه، فركب البحر، فمات، فلم يجدوا له جزيرةً يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام، فلم يتغير.
3414 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت وحميد، عن أنس، أن
= من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى [وقرن معه عند جماعة: على بن زيد بن جدعان، ورواية ابن جداعان وحده عند الحارث في "مسنده" [2/ رقم 1023/ زوائده]، وأبى عبيد في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 310]، ومن طريقه الجصاص في "أحكام القرآن"[4/ 310]، وغيرهم]، عن أنس به نحوه
…
وهو عند البخارى باختصار دون الآية وما قبلها.
قلتُ: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وقال الذهبى في "تلخيص المستدرك": "على شرط مسلم" وهو كما قالا؛ وقد صحح سنده الحافظ أيضًا في "الإصابة"[2/ 608]، وقال الهيثمى في "المجمع" [91/ 518]:"رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح".
3414 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 271]، وابن حبان [7423]، والطيالسى [2051]، ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية"[6/ 252]، وفى "دلائل النبوة"[رقم 240]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه
…
وهو عند الطيالسى ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" مختصر جدًّا بجملة: (أول شئ يأكله أهل الجنة: زيادة كبد الحوت)
…
هكذا فقط.
قلتُ: ومن هذا الطريق أيضًا: أخرجه ابن أبى عاصم في "الأوائل"[رقم 80]، وابن عساكر في "تاريخه"[29/ 107]، والطبرانى في الأحاديث الطوال [رقم 7]، وفى "الأوائل"[رقم 83]، وسياق ابن أبى عاصم مختصر بطرف من أوله حتى إيمان عبد الله بن سلام فقط، وكذا هو مختصر أيضًا عند الطبراني في "الأوائل" بالسؤال عن أول شئ يحشر الناس؟! والإجابة عليه، بلفظ: (نار تخرج من عدن أبين، تبيتُ معهم حيث باتوا، وتقيل معهم حيث قالوا
…
) كذا، وهذه الإجابة بنحو هذا اللفظ إنما هي محفوظة من حديث أبى هريرة في "الصحيحين" وغيرهما، ولم تقع في سياق حديث أنس عند أحد ممن وقفت على الحديث عنده،=
رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وعبد الله بن سلام في نخله، فلما سمع به جاء، فقال: إنى سائلك عن أشياء لا يعلمها إلا نبيٌّ، فإن أخبرتنى بها فأنت رسول الله، فسأله عن الشبه، وعن أول شئ يحشر الناس، وعن أول شئ يأكله أهل الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَخْبَرَنِى بِهِنَّ جِبْرِيل آنِفًا"، قال: ذاك عدو اليهود، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَمَّا الشَّبَه فَإذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ المرْأَةِ ذَهَبَ بِالشَّبَهِ، وَإذَا سبَقَ مَاءُ المرْأَةِ مَاءَ الرَّجلِ ذَهَبَ بِالشَّبَهِ، وَأَوَّل شئٍ يَحْشُر النَّاسَ نَارٌ تَجِئُ مِنْ قِبَلِ المشْرِقِ، فَتَحْشْرُ النَّاسَ إلَى المغْرِبِ، وَأَوَّلُ شَئٍ يَأكله أَهْل الجَنَّة فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ" فآمن عبد الله بن سلام، قال: يا رسول الله، إن اليهود قومٌ بهتٌ، وإنهم إن سمعوا بإسلامى بهتونى ويقعون فيّ، فأخبئنى وابعث إليهم وسلهم عنى، فبعث إليهم فجاءوا - وخبأه فقال:"أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ بْن سَلامٍ فِيكُمْ؟ " قالوا: خيرنا وابن خيرنا، وسيدنا وابن سيدنا، وعالمنا، وابن عالمنا فقال؟ "أَرَأَيْتمْ إن آمَنَ تؤمنونَ؟ " قالوا: أعاذه الله من ذلك، ما كان ليفعل! فقال:"اخْرجْ يَا بْنَ سَلامٍ إلَيْهِمْ" فخرج، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فقالوا: بل هو شرنا وابن شرنا، وجاهلنا وابن جاهلنا، فقال: ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قومٌ بهتٌ.
= وإنما الواقع عندهم بلفظ: (نار تجئ من قبل المشرق، فتحشر الناس إلى المغرب) كما هو لفظ المؤلف؛ وعند الآخرين مثله.
ثم زاد الطبراني: (قال: وأول شئ يأكله أهل الجنة: زيادة كبد ثور الجنة الذي كان يأكل من كل ثمارها؛ فيجدون فيه طعم كل ثمرة في الجنة) وهذه زيادة غريبة جدًّا بهذا اللفظ، والمحفوظ أن أول شئ يأكله أهل الجنة: هو زيادة كبد الحوت
…
كما هو الثابت عند الجميع في حديث أنس، أما ثور الجنة وما بعده
…
فهذا محفوظ في حديث ثوبان عند مسلم [515]، وجماعة كثيرة، ولفظ مسلم: ( .... قال اليهودى: فما تحفتهم حين يدخلون الجنة؟ قال: زيادة كبد النون، قال: فما غذاؤهم على إثرها؟ قال: ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها
…
) فهذا هو الصواب؛ فكأن رواية الطبراني ملفقة من عدة روايات، مع تخليط في بعضها أيضًا، وليس ذلك إلا ممن دون حماد بن سلمة عندى، وقد رواه الطبراني أيضًا في "الأحاديث الطوال" على الصواب مثل سياق المؤلف، ومن نفس الطريق الذي روى به هذا الحديث في "الأوائل".=
3415 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا أبو رجاء الكلبى، عن ثابت البنانى، عن أنس، أن النساء أتين النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن: يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل، يجاهدون ولا نجاهد، فقال:"مِهْنَةُ إحدَاكُنَّ في بَيْتِهَا تُدْرِكُ عَمَلَ المجَاهِدِينَ إِنْ شَاءَ اللهُ".
= فيبدو لى: أن بعض النساخ قد تصرف في سياق الحديث - أو اشتبه عليه، أو اضطرب فيه - وهو ينسخ كتاب "الأوائل".
وعلى كل حال: فالحديث سنده صحيح على شرط مسلم، وقد قُرِنَ (حميد الطويل) مع ثابت البنانى في سنده عند الجميع سوى الطيالسى ومن طريقه أبو نعيم في "الحلية" وابن أبى عاصم في (الأوائل) ورواية حميد الطويل تأتى وحدها عند المؤلف [برقم 3856].
• تنبيه: وقع عند ابن حبان زيادة: (رأس ثور) مع (كبد حوت) في الإجابة على سؤال: (أول شئ يأكله أهل الجنة
…
).
3415 -
منكر: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2857]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 143]، وابن حبان في "المجروحين"[1/ 299]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 3275]، وابن نصر في "السنة"[رقم 143]، وابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 452]، وعليّ بن عمر الحربى في الفوائد المنتقاة [رقم 75]، والبزار في "مسنده"[2/ رقم 1475/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن روح بن المسيب أبى رجاء الكلبى عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر ومتن منكر، قال البزار:(لا نعلم رواه عن ثابت إلا روح، وهو بصرى مشهور) وروح هذا وثقه العجلى ومثله البزار، وقال ابن معين:"صويلح" وضعفه سائر النقاد، فقال أبو حاتم:"هو صالح ليس بالقوى" وقال ابن عدي: "يروى عن ثابت ويزيد الرقاشى أحاديث غير محفوظة" ثم ساق له هذا الحديث في ترجمته من "الكامل"، وقال ابن حبان:"كان روح ممن يروى عن "الثقات" الموضوعات، ويقلب الأسانيد، ويرفع الموقوفات،
…
لا تحل الرواية عنه، ولا كتابة حديثه إلا للاختبار" ثم ساق له هذا الحديث في (ترجمته) أيضًا، وبه أعله البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [4/ 41].
أما الهيثمى: فقد حكى اختلاف النقاد في حال روح بـ "المجمع"[4/ 559]، وقد غلط في نقله عن ابن معين توثيقه، إنما قال ابن معين عنه:"صويلح" كما مضى؛ وأين ذلك من التوثيق؟! =
3416 -
حَدَّثَنَا نصر بن على الجهضمى، ومحمد بن بحر، قالا: حدّثنا أبو رجاء روح بن المسيب الكلبى، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: أتت النساء النبي صلى الله عليه وسلم، فقلن: يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل، بالجهاد في سبيل الله، فما لنا عملٌ ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله، قال:"مِهْنَةُ إحدَاكُنَّ في بَيْتِهَا تُدْرِكُ عَمَلَ المجَاهِدِينَ في سَبِيلِ اللَّهِ".
3417 -
حَدَّثَنَا الحسن بن عمر بن شقيق الجرمى، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، قال: أحسبه عن أنس، قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار يعوده، فوافقه وهو في الموت، فسلم عليه فقال:"كَيْفَ تَجِدُكَ يَا فُلانُ؟ " قال: بخير يا رسول الله، أرجو الله وأخاف ذنوبى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لَمْ يَجْتَمِعَا في قَلْبِ رَجُلٍ عِنْدَ هَذَا الموْطِنِ إلا أَعْطَاهُ الله مَا رَجَاهُ، وَآمَنَهُ مِمَّا خَافَ".
3418 -
حَدَّثنَا الحسن بن حماد الكوفى، حدّثنا إسحاق بن منصور السلولى، عن عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن مَلِكَ ذى يزن أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حلةً اشتريت بثلاثة وثلاثين بعيرًا.
= والهيثمى لا يتحرى الدقة في نقل عبارات الأئمة في "الجرح والتعديل"، وقد أحصيتُ له أوهامًا عديدة من هذا القبيل، والحديث منكر إسنادًا ومتنًا، وقد نقل المناوى في "الفيض"[6/ 247]، عن ابن الجوزى أنه قال:"حديث لا يصح". وقال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا روح".
3416 -
منكر: انظر قبله.
3417 -
ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 3303].
3418 -
ضعيف: أخرجه أبو داود [4034]، وأحمد [3/ 221]، والدارمى [2494]، والحاكم [4/ 208]، والطبرانى في "الأوسط"[8/ رقم 8858]، والحسين بن حرب في "البر والصلة"[رقم 271]، وابن منده في "الصحابة" كما في "الإصابة"[3/ 307]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3201]، والطحاوى في "المشكل"[10/ 213، 214]، وغيرهم من طرق عن عمارة بن زاذان عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه.=
3419 -
حَدَّثَنَا عليّ بن الجعد، حدّثنا مبارك بن فضالة، عن ثابت البنانى، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا تَحَابَّ رَجُلانِ في اللَّهِ قَطّ إلا كَانَ أَفْضَلَهُمَا أَشَدُّهُمَا حُبًّا لِصَاحِبِهِ".
= قلتُ: قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا عمارة بن زاذان" وعمارة هذا مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وهذا ما مال إليه الحافظ في التقريب فقال:(صدوق كثير الخطأ) وقد كان يروى مناكير عن أنس كما قاله الإمام أحمد، راجع "تهذيب المزى"[21/ 245].
وقد رأيت أبا نعيم قد قال عقب روايته في "المعرفة": "قال عمارة: حدثنى رجل عن ثابت عن أنس أنه لبسها" ويعنى تلك الحلة لبسها النبي صلى الله عليه وسلم، وقد وقع ذلك عند الحاكم والطحاوى، ووقع عند الطبراني:(فلبسها ساعة من نهار ثم ألقاها) فأخشى أن يكون عمارة بن زاذان قد سمع هذا الحديث من رجل عن ثابت؛ ثم توهم بعد ذلك أنه سمعه من ثابت مباشرة دون الزيادة الماضية، وعمارة ليس بذاك القوى كما مضى، أما الحاكم صاحب "المستدرك" فدعه يجازف على عادته ويقول:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وللحديث شواهد دون هذا السياق واللفظ جميعًا. والله المستعان.
3419 -
ضعيف: أخرجه ابن حبان [566]، والحاكم [4/ 189]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 544]، والطيالسى [2053]، وابن الجعد [3192]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9049]، وفى "الآداب"[رقم 175]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 320]، وابن عساكر في "تاريخه"[53/ 341، 342]، وابن عبد البر في"التمهيد"[17/ 437]، والخطيب في "تاريخه"[11/ 341]، والذهبى في "التذكرة":[4/ 1234]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 293]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 151]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 3600/ كشف]، والرافعى في "تاريخ قزوين"[1/ 466]، وغيرهم من طرق عن المبارك بن فضالة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد حسن إن شاء الله؛ إلا أنة معلول، قال الحاكم:"هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه" وقال الهيثمى في "المجمع"[10/ رقم 276]: (رواه الطبراني في "الأوسط"، وأبو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبى يعلى والبزار رجال "الصحيح"؛ غير مبارك بن فضالة، وقد وثقه غير واحد على ضعف فيه" وقال المنذرى في "الترغيب" [4/ رقم 9]:"رواه الطبراني وأبو يعلى، ورواته رواة الصحيح إلا مبارك بن فضالة"، وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= [6/ 36]"هذا إسناد حسن، مبارك بن فضالة مختلف فيه؛ وباقى رجال الإسناد رجال الصحيح .... وسيأتى في صفة الجنة".
كذا قال هنا؛ ثم تناقض وقال لما ذكر الحديث في باب "صفة الجنة": (8/ 97]: "رواه أبو يعلى بسند ضعيف، لضعف مبارك بن فضالة".
والحق: أن المبارك صدوق صالح كما مضى الكلام عليه في تخريج الحديث [رقم 2756]، إلا أنه مدلس كما قاله جماعة؛ غير أنه صرح بالسماع عند ابن حبان والبخارى وابن عدى؛ فزالت شبهة تدليسه، وقد توبع عليه أيضًا: تابعه عبد الله بن الزبير اليحمدى على نحوه إلا أنه قال: ( .... إلا كان أحبهما إلى الله عز و جل .... ) بدل: (إلا كان أفضلهما
…
) أخرجه الطبراني في "الأوسط"[2/ رقم 2899]، بإسناد صحيح إليه.
ثم قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا عبد الله بن الزبير" كذا قال، فإن كان مراده بهذا اللفظ فنعم، وإلا فرواية المبارك بن فضالة الماضية عن ثابت تردُ عليه، ثم إن عبد الله بن الزبير هذا لم أجد من ترجمه سوى ابن ابن حاتم في "الجرح والتعديل"[5/ 56]، فإنه نسبه باهليًا؛ ثم نقل عن أبيه أنه قال عنه:"لا يعرف، مجهول".
وقد خولف المبارك بن فضالة ومعه هذا المجهول في وصْلِ هذا الحديث عن ثابت، خالفهما حماد بن سلمة أبو سلمة البصرى، فرواه عن ثابت البنانى فقال: عن مطرف - وهو ابن عبد الله بن الشخير قال: (كنا نتحدث أنه لم يتحابَّ رجلان في الله إلا وكان أفضلهما أشدهما حبًا لصاحبه
…
) ثم ذكر قصة، هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [35137]، قال: حدّثنا عفان، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت به.
قلتُ وهذا هو المحفوظ عن ثابت عندى، وحماد بن سلمة هو أثبت أهل الدنيا في ثابت البنانى، لا يلحقه في ذلك مبارك بن فضالة فضلًا عن مائة مجهول أمثال عبد الله بن الزبير اليحمدى، فإذا نطق حماد عن ثابت، خرست الألسنة.
لكن جاء عبد الله بن الحسين بن على الصفار - أحد "الثقات" - وروى هذا الحديث عن عبد الأعلى بن حماد النرسى عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به مرفوعًا، مثل رواية المبارك وصاحبه عن ثابت، هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[9/ 440]، من طريق شيخه عليّ بن أبى عليّ عن عمرو بن محمد الناقد عن عبد الله بن الحسين الصفار هذا به
…
=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= هكذا قال الصفار، وقد قال الخطيب عقب روايته: (تفرد الصفار بحديث عبد الأعلى بن حماد، وإيصاله وهم على حماد بن سلمة، لأن حمادًا إنما يرويه عن ثابت عن مطرف بن عبد الله بن الشخير قال: (كنا نتحدث أنه ما تحاب رجلان في الله
…
) وذلك يحفظ عنه - يعنى عن حماد - فلعل الصفار سها وجرى على العادة المستمرة في ثابت عن أنس، واللَّه أعلم".
قلتُ: رحم الله الخطيب، ما كان أبصره بالعلل والرجال! والأمر كما قال، فلعل هذا الصفار قد سلك الطريق في روايته كما أشار الخطيب في آخر كلامه؛ لكن أبى الإمام إلا أن ينازع الخطيب ما يحسن، وتعقبه في "الصحيحة"[1/ 7333]، قائلًا: (قلتُ: الصفار هذا قد ذكر الخطيب أنه ثقة مأمون، وقد وصله، والوصل زيادة، وهى من ثقة؟ فيجب قبولها؛ وجائز أن يكون لحماد فيه إسنادان: عن ثابت عن أنس، وعنه عن مطرف، فكان يرويه هرة هكذا؛ ومرة هكذا، ولهذا أمثلة كثيرة في الأسانيد؛ والعمدة إنما هو رواية الثقة، وطالما أن الصفار كذلك؛ فإن حديثه حجة إذا ثبت الإسناد إليه، وقد تأملت في جميع رجال الإسناد؛ فوجدتهم ثقات غير شيخ الخطيب: عليّ بن أبى عليّ، فلم أجد من ترجمه، والظاهر أفه ليس بغداديًا، وإلا لأورده الخطيب في "تاريخه".
قلتُ: هذا اعتراض منقوض من كل وجه، وكون الصفار ثقة مأمونًا يجب الأخذ بما زاد في المتون والأسانيد، فإنما مثار ذلك فيما لم يخطئ فيه أو ينكره عليه بعض النقاد؛ وهذا الحديث خاصة قد أنكر الخطيب عليه وصْلَه من رواية حماد عن ثابت، وجزم بأن الذي يُحْفَظ عن حماد هو روايته عن ثابت عن مطرف بن عبد الله كما مضى؛ والخطيب أحد أئمة هذا الشأن، والبارزين فيه على الأقران؛ ولم يأت بعد الدارقطنى مثله في معرفة علل الأحاديث مع الحفظ والإتقان؛ فمثله إذا روى خبرًا لم يوجد في الدنيا إلا من طريقه، ثم حكم عليه بالخطأ في متنه أو إسناده، كان قوله هو المتبع بلا تردد؛ ما لم يعارضه ما هو أقوى من حكمه على الحديث بالخطأ متنًا أو إسنادًا، ودعوى كون أن يكون الحديث عند حماد بن سلمة على الوجهين، ليس هنا موضعها؛ لكون الطرفين غير متعادلين أصلًا.
وقد رأيت الحافظ قد أورد عبد الله بن الحسين الصفار هذا في كتابه "اللسان"[3/ 275]، لأجل وهمه في هذا الحديث على عبد الأعلى بن حماد، فهذا أبو الفضل الحافظ قد اعتمد قول الخطيب في توهيم الصفار في سند الحديث، لكنه أساء صنعًا في ذكره الصفار وحَشْرِه في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "لسانه" ولو كان كل من أخطأ في رواية مع ثقته - لزم إدارجه في "اللسان" لأصبح "اللسان" في عالم النسيان؛ وذلك لِعِظَم حجمه آنذاك، وكبير ما حوى، وانظر: هل تعلم أحدًا لم يخطئ على وجه الإيقان في حديث قط، وأين ذهب قول يحيى بن معين:(لست أعجب ممن يحدِّث فيخطئ؛ إنما العجب ممن يحدث فيصيب) كما في "تاريخ الدورى"[3/ 13]؟! بل قال أيضًا: "من لا يخطئ في الحديث فهو كذاب" كما في تاريخ الدورى أيضًا [3/ 549].
وهذا الصفار قد قال عنه الحافظ عمر بن بشران: "ثقة مأمون" كما نقله عنه الخطيب في ترجمته من "تاريخه"[9/ 440]، ثم ساق له هذا الحديث الذي أخطأ في وصله وسنده، وليس من شرط الثقة ألا يخطئ كما هو معلوم.
أما قول الإمام: "والعمدة إنما هو رواية الثقة، وطالما أن الصفار كذلك؛ فإن حديثه حجة إذا ثبت الإسناد إليه" فليس على إطلاقه البتة، ويرد عليه ما مضى؛ وما في ثقة الصفار ننازع أحدًا، والخطيب هو الذي نقل توثيق الصفار دون أهل الأرض، ثم جزم بكونه سلك الطريق في رواية حماد عن ثابت، وسياق كلامه يدل على ذلك؛ وقد مضى نقله عنه.
أما عدم معرفة الإمام بشيخ الخطيب "على بن أبى على) وقوله: (لم أجد له ترجمة) فليس كما قال، بل هو معروف مشهور، وكيف يجهل: (على بن المحسن التنوخى أبو القاسم البصرى؟! " ولد صاحب "نشوار المحاضرة" وأبوه: هو المحسن بن عليّ أبو عليّ القاضى التنوخى؛ لكن الخطيب البغدادى مغرم بتدليس الشيوخ جدًّا، ونحن نجمع العزم على وضع معجم لتراجم "مشيخة" الخطيب البغدادى، مع بيان معرفة أحوالهم من الثقة والضعف.
والحاصل: أن عبد الله بن الحسين الصفار قد غلط في وصْله هذا الحديث من طريق حماد بن سلمة، وأن المحفوظ عن حماد هو روايته عن ثابت البنانى عن مطرف بن عبد الله بن الشخير به
…
كما مضى؛ وهذا هو المحفوظ عن ثابت البنانى أيضًا.
لكن للحديث شاهد من رواية أبى الدرداء بنحوه
…
أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5279]، من طريق محمد بن أحمد بن البراء عن المعافى بن سليمان عن موسى بن أعين عن جعفر بن برقان عن محمد بن سوقة عن طلحة بن عبيد الله بن كريز عن أم الدرداء عن أبى الدرداء به.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الجودة، بل قال المنذرى في "الترغيب"[4/ 10]،: (رواه الطبراني بإسناد جيد قوى" وقال الهيثمى في "المجمع" [10/ 489]،: "رواد الطبراني في "الأوسط" ورجاله رجال "الصحيح" غير المعافَى بن سليمان، وهو ثقة" لكن قال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن جعفر بن برقان إلا موسى بن أعين".
وتعقبه الإمام في "الصحيحة"[7/ 808]، قائلًا:"قلت: وكلاهما ثقة من رجال الصحيح؛ وكذا سائر الرواة، وهم من رجال "التهذيب"، غير محمد بن أحمد بن البراء، وهو من ثقات شيوخ الطبراني".
قلتُ: قد كدتُ أنخدع بسلامة هذا الإسناد كما انخدع الإمام وقبله المنذرى، حتى وقفت على علته. فقد خولف جعفر بن برقان في وصله؛ خالفه عبد الله بن المبارك - وهو أوثق منه وأحفظ وأضبط - فرواه عن محمد بن سوقة فقال: عن طلحة بن عبيد الله بن كريز به من قوله موقوفًا عليه، هكذا أخرجه ابن المبارك في "الزهد"[رقم 723].
وهذا هو المحفوظ عن ابن سوقة؛ وجعفر بن برقان على ضعفه في الزهرى فقد تكلم ابن سعد وغيره في حفظه مطلقًا، وليس هو ممن يجرى وابن المبارك في ميدان واحد. وللحديث شاهد آخر من مراسيل قتادة عند عبد الرزاق [20326]، ومن طريقه البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9048]، بإسناد صحيح إليه، لكن أجارك الله من مراسيل قتادة.
• تنبيهان:
الأول: رأيت الدارقطنى قد أورد حديث أبى الدرداء الماضى في كتابه "العلل"[6/ 226، 227]، ثم ذكر الاختلاف في سنده على جماعة ممن رووه، ورجَّح قول من رواه عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أم الدرداء عن أبى الدرداء به موقوفًا، فقال:"والموقوف أثبت من رواية طلحة".
والثانى: قال الإمام في "الصحيحة"[1/ 733]: "تنبيه": جميع روايات الحديث بلفظ: "رجلان" وأما الغزالى فذكره في "الإحياء"[2/ 139]، بلفظ:"اثنان" ولم أجده في شئ من هذه الروايات".
قلتُ: وهذه غفلة عن لفظ ابن حبان، وعنده: (ما تحاب اثنان
…
) ومثله عند البيهقى في "الشعب".
3420 -
حَدَّثَنَا سريج بن يونس، حدّثنا محمد بن أبى يزيد، عن بكر بن خنيس، عن صدقة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنِ اهْتَمَّ بِجَوْعَةِ أَخِيهِ المسْلِمِ فَأَطْعَمَهُ حَتَّى يَشْبَعَ وَسَقَاهُ حَتَّى يُرْوَى، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ".
3421 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، حدّثنا زكريا بن يحيى الذراع، عن ثابت البنانى، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول:
"اللَّهُمَ إنَّ الخيْرَ خَيْرُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالمهَاجِرَةِ".
3422 -
حَدَّثَنَا سويد بن سعيد، حدّثنا الحكم بن سنان أبو عون، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اللَّهَ قَبَضَ قَبْضَةً فَقَالَ: لِلْجَنَّةِ بِرَحْمَتِى، وَقَبَضَ قَبْضَةً فَقَالَ: لِلنارِ وَلا أُبَالِى".
3420 - ضعيف: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 25]، من طريق سريج بن يونس عن محمد بن يزيد عن بكر بن خنيس عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وقال في آخره: (وجبت له الجنة) بدل قوله: (غفر الله له).
قلتُ: هذا إسناد ضعيف منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [3/ 319 [:"رواه أبو يعلى، وفيه بكر بن خنيس وهو ضعيف" وقال صاحبه الشهاب البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[5/ 185]: "هذا إسناد ضعيف؛ لضعف بكر بن خنيس" وهو كما قالا وزيادة، وبكر هذا إلى الترك أقرب منه إلى الضعف، وهو من رجال "التهذيب"، وقد ذكر له ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "الكامل" وقال في ختام ترجمته:" .... وهو يحدث بأحاديث مناكير عن قوم لا بأس بهم، وهو في نفسه رجل صالح، إلا أن الصالحين شُبِّه عليهم الحديث؛ وربما حدثوا بالتوهم؛ وحديثه في جملة الضعفاء؛ وليس هو ممن يحتج بحديثه" وكذا ساقه له الذهبى في ترجمته من "الميزان"؛ وباقى رجال الإسناد ثقات؛ ومحمد بن يزيد هو الكلاعى الواسطى الحجة.
3421 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3337].
3422 -
صحيح: أخرجه ابن بطة في "الإبانة"[3/ رقم 245]، وابن خزيمة في "التوحيد"[رقم 107]، وابن أبى عاصم في "السنة"[رقم 248/ ظلال]، وابن عدى في "الكامل"[107/ 206]، والعقيلى في "الضعفاء"[1/ 257]، والبيهقى في "القضاء والقدر"[رقم 45]،=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والدولابى في "الكنى"[رقم 1014]، وغيرهم من طرق عن الحكم بن سنان عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [7/ 386]: "رواه أبو يعلى، وفيه الحكم بن سنان الباهلى، قال أبو حاتم: عنده وهم كثير، وليس بالقوى ومحله الصدق يكتب حديثه، وضعفه الجمهور، وبقية رجاله رجال الصحيح).
والحكم هذا قد ضعفه النقاد بخط عريض، بل قال البخارى في "تاريخه الصغير":"لا يكتب حديثه" وقال الساجى: "أراه كذابًا" وقال ابن حبان: "ممن ينفرد عن "الثقات" بالأحديث الموضوعات، لا يشتغل بروايته) راجع "التهذيب" [2/ 426].
وهذا الحديث قد ساقه له ابن عدى في ترجمته من "الكامل"[2/ 206]، ثم قال:(وللحكم بن سنان غير ما ذكرت، وليس بالكثير، وفيما يرويه بعضه مما لا يتابع عليه) وكذا أورده له العقيلى في ترجمته من "الضعفاء" ثم قال: "لا يتابع عليه، وقد روى في القبضتين أحاديث بأسانيد صالحة".
قلتُ: والأمر كما قال العقيلى؛ وفى الباب عن جماعة من الصحابة، منهم حديث حماد بن سلمة عن سعيد الجريرى عن أبى نضرة عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة بيمينه فقال: هذه لهذه ولا أبالى؛ وقبض قبضة أخرى - يعنى بيده الأخرى - فقال: هذه لهذه ولا أبالى
…
).
أخرجه أحمد [4/ 176]، و [5/ 68]، والباوردى في "الصحابة" كما في "الإصابة"[7/ 258]، وابن منده وأبو نعيم كما في "أسد الغابة"[1/ 1207]، وسنده صحيح كما قال الحافظ في "الإصابة" ومثله الإمام في: الصحيحة" [1/ 78].
وحماد بن سلمة ممن سمع من الجريرى قديمًا قبل اختلاطه، لكن خولف فيه حماد؛ خالفه النمر بن هلال، فرواه عن الجريرى فقال عن أبى نضرة عن أبى سعيد به
…
، فجعله من (مسند أبى سعيد) هكذا أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"[رقم 107]، وهذا وهمٌ من النمر هذا، كأنه سلك في روايته الجادة، ولا يعرف متى سمع من الجريرى؟! ثم إنه شيخ كما قال أبو حاتم الرازى، وحماد بن سلمة أوثق منه عشرين مرة، وقوله هو المحفوظ. وراجع باقى شواهده في "الصحيحة"[1/ 77، 78] للإمام.
3423 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا وكيعٌ، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَقَدْ أُوذِيتُ في اللَّهِ وَمَا يُؤْذَى أَحَدٌ، وَلَقَدْ أُخِفْتُ في اللَّهِ وَمَا يَخَافُ أَحَدٌ، وَلَقَدْ أَتَتْ عَلَيَّ ثَلاثَةٌ مِنْ بَيْنِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ مَا لِي وَلِبِلالٍ طَعَامٌ إِلا مَا وَارَاهُ إبطُ بِلالٍ".
3424 -
حَدَّثَنَا محمد بن المنهال الضرير، حدّثنا يزيد، عن حميد، عن ثابت، عن أنس، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلًا يهادى بين ابنيه، فقال:"مَا لَهُ؟ " قالوا: إنه نذر أن يحج ماشيًا، قال:"إن اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ مَشْى هَذَا، فَلْيَرْكَبْ".
3425 -
حَدَّثَنَا أبو الجهم الأزرق بن عليّ، حدّثنا يحيى بن أبى بكير، حدّثنا المستلم
3423 - صحيح: أخرجه الترمذى [4272]، وابن ماجه [151]، وأحمد [3/ 120، 286]، وابن حبان [6560]، وابن أبى شيبة [31704، 36566]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1632]، وأبو نعيم في "الحلية"[1/ 150]، و [6/ 252]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1317]، والبغوى في "تفسيره"[1/ 265]، وفى " شرح السنة"[7/ 223]، والترمذى أيضًا في "الشمائل"[رقم 137]، والبزار [3205]، وحماد بن إسحاق في "تركه النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 21]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به ..... ، وهو عند بعضهم نحوه .... وزاد الجميع إلا المؤلف وعنه ابن حبان وأبو نعيم قوله: (يأكله ذو كبد. .... (بعد قوله: ( .... وما لى ولبلال طعام
…
) ووقع عند الجميع سوى المؤلف وعنه ابن حبان وابن ماجه وابن أبى شيبة وهو رواية لأحمد قوله: (ولقد أتت عليّ ثلاثون من بين يوم وليلة
…
) هكذا، بدل: (ثلاثة من بين يوم وليلة
…
).
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم؛ وقد قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب" وفى بعض النسخ: "هذا حديث حسن صحيح" وقال البزار: "وهذا الحديث لا نعلم رواه إلا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس" وثلاثتهم أقمار الدُّجَى.
3424 -
صحيح: هذا يأتى الكلام عليه [برقم 3842]، فهو موضعه.
3425 -
قوى: أخرجه البيهقى في "حياة الأنبياء في قبورهم"[ص 23/ طبعة مكتبة "الإيمان"]، من طريق المؤلف به.=
ابن سعيد، عن الحجاج، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ في قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ".
= قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ رجاله كلهم ثقات معروفون:
1 -
فالأزرق بن على: وثقه ابن حبان وقال: "حدّثنا عنه أحمد بن عليّ بن المثنى - هو أبو يعلى - يغرب" وتوثيقه لهذه الطبقة معتمد جدًّا؛ وكذا روى عنه أبو زرعة الرازى كما في "الجرح والتعديل"[2/ 339]، وأبو زرعة لا يروى إلا عن ثقة عنده كما قاله الحافظ في ترجمة داود بن حماد بن فرافصة من "اللسان" وكذا روى عنه أبو داود "صاحب السنن" كما في "تهذيب الكمال"[2/ 317]، وأبو داود لا يروى إلا عن ثقة عنده كما قاله الحافظ أيضًا في ترجمة الحسين بن على بن الأسود من "التهذيب "وكذا في ترجمة داود بن أمية الأزدى أيضًا.
2 -
ويحيى بن أبى بكير هو الكرمانى الثقة الحافظ المأمون.
3 -
ومستلم بن سعيد: شيخ قوى الحديث، وثقه جماعة، ومشاه النسائي وغيره؛ وقال ابن حبان:"ربما خالف".
4 -
والحجاج: قد اشتبه على الذهبى في "الميزن" فقال: "حجاج بن الأسود عن ثابت البنانى نكرة، ما روى عنه فيما أعلم سوى مستلم بن سعيد؛ فأتى بخبر منكر عنه عن أنس في "الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون" رواه البيهقى" كذا قال، وقد تعقبه الحافظ في "اللسان"[2/ 175]، فقال:(إنما هو حجاج بن أبى زياد الأسود، يُعرف بـ (زق العسل) وهو بصرى كان ينزل القسامل؛ روى عن ثابت وجابر بن زيد وأبى نضرة وجماعة، وعنه جرير بن حازم وحماد بن سلمة وروح بن عبادة وآخرون؛ قال أحمد:"ثقة ورجل صالح" وقال ابن معين: "ثقة" وقال أبو حاتم: "صالح الحديث" وذكره ابن حبان في "الثقات"
…
".
قلتُ: والأمر كما قال الحافظ؛ راجع "الجرح والتعديل"[3/ 165]، وتوثيق ابن معين له مُدوَّن في "تاريخه"[4/ 104/ رواية الدورى]، فالرجل ثقة صدوق صالح وقد وجدت الذهبى نفسه ذكره في "سير أعلام النبلاء"[7/ 76]، وقال:"بصرى صدوق"، وقد توبع عليه شيخ المؤلف:(الأزرق بن عليّ) تابعه عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبى بكير عن جده يحيى بن أبى بكير بإسناده به
…
أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبهان"[2/ 83]، قال: حدّثنا على بن محمود ثنا عبد الله بن إبراهيم بن الصباح ثنا عبد الله بن محمد بن يحيى به.
قلتُ: وعبد الله بن محمد هذا وثقه الخطيب في "تاريخه"[10/ 80]، وذكره ابن حبان في =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= "الثقات"[8/ 365]، وقال:"مستقيم الحديث" وقال أبو الشيخ في "الطبقات"[2/ 350]: "وكان صدوقًا" وإنما الشأن في تلميذه وتلميذ تلميذه، أما شيخ أبى نعيم (عليّ بن محمود) فما استطعت أن أهتدى إليه، وما هو بعليّ بن محمود بن إبراهيم الصوفى أحد مشايخ الخطيب البغدادى؛ فإنه متأخر الطبقة عن صاحبنا، أما عبد الله بن إبراهيم بن الصباح فلم أقف له على ترجمة إلا عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان" ولم يذكره بشئ سوى أن ساق له هذا الحديث في ترجمته، وهو من مشيخة الحافظ أبى عبد الله بن منده الأصبهانى.
وعلى كل حال: فهذه المتابعة مما يُسْتأنَس بها في هذا المقام؛ والإسناد قوى بدونها كما عرفت؛ وقد توبع عليه يحيى بن أبى بكير: تابعه الحسن بن قتيبة على مثله عن المستلم بن سعيد عند تمام في فوائده [رقم 58]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 327]، ومن طريقه البيهقى في "حياة الأنبياء في قبورهم"[ص 23/ طبعة مكتبة "الإيمان"].
ومن طريق البيهقى: أخرجه ابن النجار في التاريخ المجدد لمدينة السلام [5/ 157/ الطبعة العلمية]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم 2340/ كشف الأستار]، وغيرهم من طرق عن الحسن بن قتيبة به.
قال البيهقى: "هذا يعد من أفراد الحسن بن قتيبة" ونقل ابن النجار عقب روايته من طريق البيهقى عنه قال: "هذا حديث صحيح" وهكذا نقل الحافظ في "الفتح"[6/ 487] تصحيح البيهقى له، وهذا لم أجده في مطبوعة رسالته "حياة الأنبياء في قبورهم" فلعله سقط منه، أو هو مثبت في بعض نسخه المخطوطة دون بعض، وقال البزار عقب روايته:"لا نعلم رواه عن ثابت عن أنس إلا الحجاج، ولا عن الحجاج إلا المستلم، ولا نعلم روى الحجاج عن ثابت إلا هذا".
قلتُ: والحجاج ثقة صدوق كما مضى؛ وقد وقع في سنده البزار: (عن الحجاج، يعنى الصواف
…
) كذا: (الصواف) وهو وهم من بعضهم كما نبه عليه الحافظ في "الفتح"[6/ 487]، فقال:"وأخرجه البزار؛ لكن وقع عنده: "عن حجاج الصواف"، وهو وهم؛ والصواب: الحجاج الأسود كما وقع التصريح به في رواية البيهقى".
قلتُ: وكذا هو عند الجميع، فلعله وقع للبزار غير منسوب؛ فظنه الحجاج بن أبى عثمان الصواف، لكونه من هذه الطبقة، وكان البزار على ثقته وإتقانه - يخطئ كثيرًا في المتن والإسناد؛ اتكالًا على حفظه، كما قاله الدارقطنى في ترجمته من "تاريخ بغداد"[4/ 334].=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= ثم إن الحسن بن قتيبة هذا: يقول عنه ابن عدى بعد أن ذكر له هذا الحديث في ترجمته من "الكامل": (وللحسن بن قتيبة هذا أحاديث غرائب حسان؛ وأرجو أنه لا بأس به
…
) كذا قال، وتعقبه الذهبى في "الميزان" قائلًا: قلتُ: بل هو هالك، قال الدارقطنى في رواية البرقانى:"متروك الحديث" وقال أبو حاتم: "ضعيف" وقال الأزدى: "واهى الحديث" وقال العقيلى: "كثير الوهم" وراجع "اللسان"[2/ 246].
وقد تلوَّن فيه هذا الحسن، فعاد مرة أخرى ورواه فقالا: (ثنا حماد بن سلمة عن عبد العزيز عن أنس به
…
) هكذا أخرجه البزار في "مسنده"[3/ رقم 2339/ كشف]، ثم قالا:"لا نعلم أحدًا تابع الحسن بن قتيبة (على) روايته عن حماد".
قلتُ: فليروه الحسن بن قتيبة عمن يشاء من النقلة ممن يروق. له ويحلو، والعمدة في هذا الحديث إنما هي على الإسناد الأول من طريق المؤلف به
…
وهو قوى كما مضى.
ثم رأيت الدارقطنى قد أخرج هذا الحديث في الغرائب والأفراد [رقم 690/ أطرافه]، ثم قال:"تفرد به المستلم بن سعيد عن حجاج الأسود عن ثابت".
قلتُ: ومستلم هذا مضى أن الإمام أحمد وثقه، وكذا وثقه ابن حبان وقال:"ربما خالف"، وقال النسائي:"لا بأس به"، وقال ابن معين في رواية إسحاق بن منصور عنه:"صويلح" وقال في رواية ابن محرز عنه: "ليس به بأس" ونقل عنه ابن شاهين في "الثقات" أنه قال: "صالح" وكان المستلم عابدًا زاهدًا صاحب أحوالا ومجاهدة؛ ومثله يُحْتمل له التفرد إن شاء الله؛ وما علمتُ له حديثًا أخطأ فيه أو أنكروه عليه، اللَّهم إلا حديثًا واحدًا وهم في إسناده على بعضهم، راجع "علل الدارقطنى"[11/ 351]، وقد مضى أن البيهقى قد صحح له هذا الحديث؛ وأقره الحافظ في "الفتح" وكذا صححه المناوى في "الفيض"[3/ 184]، فاللَّه المستعان.
[استدراك]: كنا قد أعللنا متابعة عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبى بكير للأزرق بن على عند أبى نعيم في "أخبار أصبهان" بكون الطريق إليه فيه من لم نهتد إلى معرفة حاله، ثم وقفنا لهذه المتابعة على إسناد نظيف إليها تصح به إن شاء الله؛ فنقل العلامة محمد بن يوسف الصالحى في "السيرة الشامية الكبرى"[12/ 356 طبعة العلمية]، عن الحافظ عبد الغنى بن سعيد أنه قال:(حدّثنا إبرهيم بن عليّ الحنائى [وكان بالأصل: (الجبائى) وهو تصحيف]، حدّثنا يحيى بن محمد بن صاعد [وكان بالأصل:(ساعدة) وهو تصحيف أيضًا] حدّثنا عبد الله بن محمد بن يحيى بن أبى بكير ثنا يحيى بن أبى بكير به
…
).=
3426 -
حَدَّثَنَا قطن بن نسير، حدّثنا جعفرٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: أصابنا مطرٌ، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه، وقال:"إنهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ".
= قلتُ: فعبد الغنى بن سعيد حافظ حجة؛ وابن صاعد إمام جليل كبير الشأن؛ أما إبراهيم بن على الحنائى فهو صاحب أبى مسلم الكجى، روى عنه جماعة من الكبار؛ وهو مترجم في "تاريخ ابن عساكر"[7/ 56 - 59]، و"تاريخ الذهبى"[وفيات 350 هـ]، و"أنساب السمعانى"[2/ 276]، ولم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، إلا أن مثله في رتبة الصدوق. والحمد لله على كل حال.
3426 -
قوى، أخرجه مسلم [898]، وأبو داود [5100]، وأحمد [3/ 133، 267]، وابن حبان [6135] والحاكم [4/ 317]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 571]، وابن أبى شيبة [26179]، والنسائى في "الكبرى"[1837]، وابن أبى عاصم في"السنة"[رقم 622/ ظلال]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 149]، والبيهقى في "سننه"[6248]، وفى "المعرفة"[رقم 2085]، والدارمى في "الرد على الجهمية"[رقم 76]، والذهبى في "العلو"[ص 55]، وأبو عوانة [رقم 2014، 2105]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 1325] وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 768]، والسراج في "جزء البيتوتة"[رقم 15]، والرويانى في "مسنده"[رقم 1371]، وابن أبى الدنيا في "المطر والرعد والبرق"[رقم 1] وغيرهم من طرق عن جعفر بن سليمان عن ثابت البنانى عن أنس به
…
نحوه ....
ولفظ مسلم وجماعة: (قال أنس: أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مطر، قأل: فحسر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله: لم صنعت هذا؟! قال: لأنه حديث عهد بربه تعالى) ولفظ الحاكم: "عن أنس - رضى الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر ثوبه عن ظهره حتى يصيبه المطر، فقيل له: .... إلخ) ولفظ ابن عدى والذهبى: (عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أمطرت السماء حسر عن منكبيه حتى يصيبه المطر ويقول: إنه حديث عهد بربه .. ).
قلتُ: قال البغوى: "هذا حديث صحيح" وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" كذا قال، وقد وهم في موضعين:
الأول: أنه استدركه على الشيخين وهو في أحدهما، ولذا تعقبه الذهبى قائلًا:"ذا في مسلم".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= والثانى: أنه صححه على شرط الشيخين، ولم يحتج البخارى بهذه الترجمة في "صحيحه" أصلًا، إنما احتج بها مسلم دونه؛ ثم وقفت على علل أحاديث في صحيح مسلم [رقم 15]، للحافظ ابن عمار الجارودى الملقب بـ (الشهيد) فوجدته قد أنكر على مسلم إخراجه لهذا الحديث في "صحيحه" وقال:(وهذا حديث تفرد به جعفر بن سليمان من بين أصحاب ثابت؛ لم يروه غيره، وأخبرنى الحسين بن إدريس عن أبى حامد المخلدى عن علي بن المدينى قال: "لم يكن عند جعفر كتاب؛ وعنده أشياء ليست عند غيره" وأخبرنا محمد بن أحمد بن البراء عن علي بن المدينى قال: "أما جعفر بن سليمان فأكثر عن ثابت؛ وكتب مراسيل، وكان فيها أحاديث مناكير) وسمعتُ الحسين - يعنى ابن إدريس - يقول: سمعت محمد بن عثمان - يعنى ابن أبى شيبة - يقول: "جعفر ضعيف".
قلتُ: فحاصل إعلاله إنما هو على شيئين:
الأول: تضعيف محمد بن عثمان بن أبى شيبة لجعفر بن سليمان، والضعيف لا يحتج بما ينفرد به.
والثانى: تفرد جعفر به عن ثابت مع كونه يروى عنه مناكير كما أشار ابن المدينى.
أما الأول: فغير مقبول من أبى جعفر العبسى؟! وجعفر بن سليمان وإن غمزه جماعة، إلا أنه صدوق قوى الحديث على التحقيق، وقد وثقه الجماعة منهم ابن المدينى وغيره؛ ولا يُنْقَم عليه سوى تَشيُّعه وحسب، وقد شرحنا حاله في غير هذا المكان.
وأما عن الثاني: فجعفر مكثر جدًّا عن ثابت البنانى؛ بحيث كان الذهبى يلقبه بـ (راوية ثابت) كما في "تذكرة الحفاظ"[1/ 241]، ومن كان مكثرًا لا بد وأن يكون في حديثه غرائب وإفرادات عن بعض شيوخه؛ فكونه كان يروى مناكير عن ثابت، لا يقتضى أن حديثه كله عنه مناكير، فالواجب: هو التنكب عن تلك المناكير؛ وحمل باقى حديثه عن ثابت على السلامة؛ فإن وُجِدَ لبعض المتقدمين من أصحاب هذه الصناعة: كلام يُفْهَم منه الإنكار على جعفر في حديث بخصوصه من روايته عن ثابت، فلا مناص من التسليم لهذا. وقد مضى أمثلة لذلك؛ وإلا فالأصل في حديث جعفر عن ثابت: هو القبول حتى يظهر خلاف ذلك.
وابن عدى هو الذي يعترف بكون جعفر صاحب إفرادات عن ثابت كما في "الكامل"[2/ 148]، بل وساق له هذا الحديث منها في (ترجمته) تراه يقول في غاية كلامه عنه: "وأحاديثه ليست بالمنكرة، وما كان منها منكرًا؛ فلعل البلاء فيه من الرواى عنه؛ وهو عندى ممن يجب=
3427 -
حَدَّثَنَا قطن بن نسير أبو عباد، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: كان ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار، فلما نزلت هذه الآية:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ} الآية [الحجرات: 2]، قال ثابتٌ: أنا الذي كنت أرفع صوتى فوق صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا من أهل النار فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ، بَلْ هُوَ مِنْ أَهْلِ الجنةِ".
3428 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا نوح بن قيس، حدّثنا محمد بن ذكوان، عن ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد فيجئ الحسن أو الحسين فيركب على ظهره، فيطيل السجود فيقال: يا نبى الله، أطلت السجود! فيقول:"ارْتَحَلَنِى ابْنِى فَكَرِهْتُ أَنْ أُعْجِلَهُ".
= أن يقبل حديثه" ولم أجد أحدًا من النقاد قد ضعف جعفرًا في ثابت خاصة حتى يصح لابن عمار وغيره أن يعلو له ما شاءوا من رواياته عنه بدعوى مطلق التفرد، ولو أن ابن عمار سلك مسلكًا آخر في إعلال الحديث دون تفرد جعفر به، لكان ربما يكون أنهض لدعوته؛ وأبسط لحجته، وقد خالفه مسلم بن الحجاج - وهو أعلم منه بالحديث وعلله - فأدخل هذا الحديث في "صحيحه" محتجَّا به؛ واللَّه تعالى المستعان.
3427 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 3331].
3428 -
صحيح: أخرجه ابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 218]، من طريق نوح بن قيس عن محمد بن ذكوان عن ثابت البنانى عن أنس به ..
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع"[9/ 290]"رواه أبو يعلى، وفيه محمد بن ذكوان، وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله رجال الصحيح" كذا نقل عن ابن حبان توثيقه، ووهم في ذلك. والذى في "الثقات"[7/ 379،417، 419]، ثلاثة كلهم يسمى بـ (محمد بن ذكوان).
فالأول: غير منسوب، والثانى: هو السمان مولى جويرية بنت الأحمس، و الثالث: هو الأسدى، وليس واحد منهم بصاحبنا هنا، والذى يروى عن ثابت البنانى:=
3429 -
حَدَّثَنَا أبو الجهم الأزرق بن على، حدّثنا يحيى بن أبى بكير، حدّثنا عباد بن كثير، عن ثابت البنانى، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام، سأل عنه، فإن كان غائبًا دعا له، وإن كان شاهدًا زاره، وإن كان مريضًا عاده، ففقد رجلًا من الأنصار في اليوم الثالث، فسأل عنه فقيل: يا رسول الله، تركناه مثل
= هو محمد بن ذكوان البصرى الطاحى مولى المهالبة، وخال ولد حماد بن زيد؛ لم يوثقه ابن حبان أصلًا، وإنما ذكره في "المجروحين"[2/ 262]، وقال:، (يروى عن الثقات المناكير والمعضلات عن المشاهير على قلة روايته، حتى سقط الاحتجاج به" فهذا رأى ابن حبان فيه له تحقق الهيثمى، ثم رأيت الهيثمى مسبوقًا بهذا الوهم، فقال المزى في ترجمة محمد بن ذكوان من "تهذيبه" [25/ 182]: "وذكره ابن حبان في "الثقات"
…
" وتعقبه الحافظ في "التهذيب" [9/ 157]، قائلًا: "إنما ذكره في "الضعفاء" وقال: سقط الاحتجاج به
…
" وتبع الذهبى شيخ المزى في وَهَمِه، فقال في ترجمة محمد بن ذكوان من "الميزان" [3/ 542]: "
…
وقواه ابن حبان" وقد عرفت أن ابن حبان برئ من تقوية هذا التالف. وعن محمد بن ذكوان هذا يقول النسائي: "ليس بثقة، ولا يكتب حديثه" وضعَّفه الدارقطنى وجماعة؛ وقال البخارى وأبو حاتم وغيرهما:(منكر الحديث) وهو من رجال ابن ماجه وحده.
ولكن للحديث شاهد مثله بسياق أطول عند النسائي [1141]، وأحمد [3/ 493، 467]، والحاكم [3/ 181، 726]، والطبرانى في "الكبير"[7/ رقم 7107]، وابن أبى شيبة [32191]، والبيهقى في "سننه"[3236]، وجماعة؛ وسنده صحيح مستقيم؛ وصححه الحاكم على شرط الشيخين فوهم، وتابعه الذهبى في موضع، وقال في موضع آخر من "تلخيص المستدرك":"إسناده جيد" ولفظ النسائي في آخره: (قال الناس: يا رسول الله: إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يوحى إليك، قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابنى ارتحلنى، فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته) وله شواهد كثيرة بنحوه دون هذا اللفظ.
3429 -
باطل بهذا السياق: قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 18]: "رواه أبو يعلى، وفيه عباد بن كثير، وكان رجلًا صالحًا، ولكنه ضعيف الحديث؛ متروك لغفلته" وقال الحافظ في "المطالب"[رقم 2546]: قلتُ: أول الحديث بمعناه في "الصحيح"، وليس بسياقه؛ ومن سؤال عمر - رضى الله عنه - إلى آخره
…
تفرد به عباد بن كثير وهو واهٍ، وآثار الوضع لائحة عليه".=
الفرخ، لا يدخل في رأسه شئٌ إلا خرج من دبره، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه:"عُودُوا أَخَاكُم"، قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوده، وفى القوم أبو بكر، وعمر، فلما دخلنا عليه إذا هو كما وصف لنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"كيْفَ تَجِدُكَ؟ " قال: لا يدخل في رأسى شئٌ إلا خرج من دبرى، قال:"وَمِمَّ ذَاكَ؟ " قال: يا رسول الله، مررت بك وأنت تصلى المغرب، فصليت معك وأنت تقرأ هذه السورة:{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ} [القارعة: 1، 2]، إلى آخرها:{نَارٌ حَامِيَةٌ (11)} [القارعة: 11]، قال: فقلت: اللَّهم ما كان لى من ذنب أنت معذبى عليه في الآخرة، فعجل لى عقوبته في الدنيا، فنزل بى ما ترى، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"بِئْسَ مَا قُلْتَ! أَلا سَأَلْتَ اللَّهَ أَنْ يُؤْتِيَكَ في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَيَقِيكَ عَذَابَ النَّارِ؟ " قال: فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بذلك، ودعا له النبي صلى الله عليه وسلم قال: فقام كأنما نشط من عقال، قال: فلما خرجنا قال عمر: يا رسول الله، حضضتنا آنفًا على عيادة المريض، فما لنا في ذلك؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنَّ المرْءَ المسْلِمَ إذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ يَعُودُ أَخَاهُ المسْلِمَ، خَاضَ في الرَّحْمَةِ إلَى حِقْوَيْهِ، فَإذَا جَلَسَ عِنْدَ المرِيضِ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ وَغَمَرَتِ المرِيضَ الرَّحْمَةُ، وَكانَ المرِيضُ في ظِلِّ عَرْشِهِ، وَكَانَ الْعَائِدُ في ظِلِّ قُدْسِهِ، وَيَقُولُ اللهُ لمَلائِكَتِهِ: انْظُرُوا كَمِ احْتُبِسوا عِنْدَ المرِيضِ الْعُوَّاد؟، قَالَ: تَقولُ: أَىْ رَبُّ، فُوَاقًا - إنْ كانوا احْتُبِسُوا فُوَاقًا - فَيَقُولُ اللَّهُ
= قلتُ: وهو كما قال الحافظ بلا ريب، وعباد بن كثير هذا هو الثقفى البصرى الهالك، وعنه يقول أحمد:"روى أحاديث كذب" وقال البخارى: "تركوه" وأسقطه سائر النقاد فسقط على أم رأسه إلى غير نهوض، وفى ترجمته من "تهذيب التهذيب"[5/ 101]، ما يفهم من أن الحافظ يرميه بالافتعال، وقد تلون في سنده أيضًا، فعاد ورواه بطوله فقال: (أخبرنى ابنٌ لابى أيوب، حدثنى أبى، عن جدى، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنى به أبى عن أنس بن مالك به
…
) وساقه بطوله
…
، وأخرجه ابن شاهين كما في "اللآلئ المصنوعة"[2/ 336 - 337]، ومن طريقه ابن الجوزى في "الموضوعات"[3/ 206 - 207]، قال ابن الجوزى: "هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتهم به عباد بن كثير
…
" وهو كما قال. ولبعض فقراته شواهد ثابتة.
لمِلائِكَتِهِ: اكْتُبُوا لِعَبْدِى الْعَائِدِ عِبَادَةَ أَلْفِ سَنَةٍ، قِيَامِ لَيْلِهِ وَصِيَامَ نَهَارِهِ، وَأَخْبِروهُ أَنِّى لَمْ أَكْتُبْ عَلَيْهِ خَطِيئَةً وَاحِدَةً، قَالَ: وَيَقُولُ لمَلائِكَتِهِ: انْظرُوا كَمِ احْتُبِسُوا؟ قَالَ: يَقُولونَ: سَاعَةً - قَالَ: إن كَانُوا احْتُبِسُوا سَاعَةً - فَيَقُولُ: اكْتُبُوا لَهُ دَهْرًا، وَالدَّهرُ عَشَرْةُ آلافِ سَنَةٍ، إن مَاتَ قَبْلَ ذَلِكَ دَخَلَ الجَنَّةَ، وَإن عَاش لَمْ يُكْتَبُ عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ وَاحِدَةٌ، وَإن كَانَ صَبَاحًا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِىَ، وَكَانَ في خِرَافِ الجَنَّةِ، وَإن كَانَ مَسَاءً صلَّى عَلَيْهِ سَبْعونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ في خِرَافِ الجَنَّةِ".
3430 -
حَدَّثَنَا محمد بن المنهال، حدّثنا يزيد، عن حميد، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"رُؤْيَا المؤْمِنِ جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِين جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ".
3431 -
حَدّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا صدقة بن موسى، جدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الصيام، قال:"شَعْبَانُ تَعْظِيمًا لِرَمَضانَ".
3430 - صحيح: يأتى الكلام عليه [برقم 3754]، فهو موضعه.
3431 -
منكر: أخرجه الترمذى [663]، وابن أبى شيبة [9763]، والبيهقى في "سننه"[8300]، وفى " الشعب"[3/ رقم 3819]، وفى "فضائل الأوقات"[رقم 20]، وابن الجوزى في "المتناهية"[2/ 556]، وأبو حامد الحضرمى في "حديثه" ومن طريقه الحافظ القاسم ابن الحافظ ابن عساكر "الأمالى"[مجلس 47/ 2/ 2]، والضياء المقدسى في "المنتقى من المسموعات بمرو "[1/ 7]، كما في "الإرواء"[3/ 397]، والشجرى في "الأمالى"[1/ 333]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 271]، والمزى في "تهذيبه"[13/ 154]، والطحاوى في "شرح المعانى"[2/ 83]، وغيرهم من طريق صدقة بن موسى عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وزاد الجميع سوى المؤلف وابن أبى شيبة وابن الجوزى والطحاوى في آخره: (قيل: فأى الصدقة أفضل؟! قال: صدقة في رمضان).
قلتُ: وهذا إسناد منكر، قال الترمذى:"هذا حديث غريب، وصدقة بن موسى ليس عندهم بذاك القوى" وقال الذهبى في (المهذب) كما في "الفيض"[2/ 42]: "صدقة ضعفوه" وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح، قال يحيى بن معين: "صدقة بن موسى ليس بشئ=
3432 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عون الخراز، حدّثنا أبو عبيدة الحداد، حدّثنا محمد بن ثابت البنانى، عن أبيه، عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إذَا مَرَرْتُمْ بِرِيَاضِ الجَنَّةِ فَارْتَعُوا" قيل: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال:"حِلَق الذِّكْرِ"
= وقال ابن حبان: "لم يكن الحديث صناعته، فكان إذا روى قلب الأخبار، فخرج عن حد الاحتجاج به" .. "وكذا ضعفه أبو حاتم الرازى والساجى وأبو داود والنسائى والدولابى وغيرهم، ومشاه بعضهم" إلا أنه إلى الضعف أقرب.
3432 -
ضعيف: أخرجه الترمذى [3510]، وفى "العلل"[رقم 369]، وأحمد [3/ 150]، والبيهقى في "الشعب"[1/ 529]، وابن عساكر في "تاريخه"[10/ 386]، وابن العديم زى "بغية الطلب"[3/ 359]، وغيرهم من طريقين عن محمد بن ثابت البنانى عن أبيه عن أنس به.
قلت: وهذا إسناد منكر كسابقه، قال الترمذى:"هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ثابت عن أنس" وقال في "العلل" بعد أن ساق بهذا الإسناد عدة متون: (سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذه الأحاديث فلم يعرف شيئًا، وقال: لمحمد بن ثابت عجائب).
وهو كما قال أبو عبد الله الجعفى. ومحمد بن ثابت هذا ساقط الحديث، ضعفه الجماعة بحق قال أبو حاتم:"منكر الحديث" وقال ابن معين: "ليس بشئ" وقال البخارى: "فيه نظر" وهذا من الجرح الشديد عنده غالبًا، وقال الأزدى:"ساقط") وقال ابن حبان في "المجروحين"]: [2/ 252]: "يروى عن أبيه ما ليس من حديثه، كأنه ثابت آخر، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه على قلته" ثم ساق له هذا الحديث بإسناده به .... ،
وكذا ساقه له ابن عدى في "الكامل" ثم قال في ختام ترجمته: "وهذه الأحاديث مع غيرها مما لم أذكرها، عامتها مما لا يتابع محمد بن ثابت عليه" وقد نقل الحافظ في "نتائج الأفكار"[1/ 19]، عن الدارقطني أنه قال:(تفرد به محمد عن أبيه) ووجدته عند الدارقطنى في الغرائب والأفراد [رقم 731/ أطرافه]، وقال عقبه:(غريب من حديث ثابت عن أنس تفرد به ابنه محمد).
وللحديث طريق آخر عن أنس بن مالك مرفوعًا به نحوه
…
عند أبى نعيم في "الحلية"[6/ 268]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 1890]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه"[1/ رقم 39 / طبعة مكتبة التوعية]، وغيرهم من طريقين عن زائدة بن أبى الرقاد عن زياد بن عبد الله النميرى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد هاوٍ جدًّا، وزائدة وزياد كلاهما منكر الحديث ليسا بشئ.=
3433 -
حَدَّثَنَا عمرو بن الضحاك، حدّثنا أبى، حدّثنا مستوردٌ أبو همام، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: جاء رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، ما تركتُ حاجةً ولا
= أما الأول: فيقول عنه أبو حاتم الرازى كما في "الجرح والتعديل"[3/ 613]: "يحدّث عن زياد النميرى عن أنس أحاديث مرفوعة منكرة. فلا ندرى منه أو من زياد".
وأما الثاني: فيقول عنه ابن حبان في "الضعفاء" كما في "التهذيب"[3/ 378]: "منكر الحديث، يروى عن أنس أشياء لا تشبه حديث "الثقات"، تركه ابن معين".
وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، وكلها منكرة الأسانيد على التحقيق، مضى منها حديث جابر [برقم 1865، 2138]، وكان الشيخ المحدث الجليل محمد عمرو عبد اللطيف قد ألف رسالة في تحسين هذا الحديث، سمَّاها:"أخْذُ الجنة بحُسنِ حديث الرتع في رياض الجنة" ثم تراجع عنها، وتبرأ منها، وقال يهجرها في هامش رسالته "قلب القرآن يس" [ص 44]:(لو لم أضعها لكان خيرًا لى - إن شاء الله - ولكننى - وقتئذ - كنتُ أشد جهلًا منى الآن بقواعد هذا العلم الشريف، وأنهم لم يكونوا يحسنون أو يصححون متنًا من المتون من مجموع طرق ضعيفة ضعفًا لا ينجبر، بل بشروط لا تنطبق على هذا الحديث، واللَّه المستعان، بل الترمذى رحمه الله الذي اصطلح على هذا اشترط انتفاء الشذوذ؛ فالنكارة كذلك - بل أضل سيبلًا).
ثم وجدتُ للحديث طريقًا ثالثًا عن أنس بن مالك مرفوعًا به مثله، أخرجه ابن شاهين في "فضائل الأعمال"[رقم 162]، قال:(حدّثنا محمد بن هارون بن عبد الله الحضرمى، ثنا نصر بن على الجهضمى، ثنا النعمان بن عبد الله، ثنا أبو ظلال، عن أنس به).
قلتُ: وهذا ثالثة الأثافى، سنده منكر مثل صاحبيه، النعمان هذا شيخ مجهول كما قاله أبو حاتم الرازى، راجع "الجرح والتعديل"[8/ 450]، وعنه الذهبى في "الميزان"[4/ 266].
وأبو ظلال هو هلال بن أبى هلال الذي يقول عنه ابن معين: "ليس بشئ" وقال النسائي: (ليس بثقة) وقال البخارى: "عنده مناكير" وضعفه جماهير النقاد، وقال ابن حبان في "الضعفاء":"شيخ مغفل، لا يجوز الاحتجاج به بحال؛ يروى عن أنس ما ليس من حديثه" وقال ابن عدي: "عامة ما يروى ما لا يتابعه "الثقات عليه" راجع ترجمته من "التهذيب" [11/ 85]، وباقى رجال الإسناد، ثقات، ولا يصح في هذا الباب حديث.
3433 -
صحيح: أخرجه ابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 526]، والطبرانى في "الأوسط"[7/، رقم 7077]، وفى "الصغير"[/ رقم 1025]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 7086]،=
داجةً إلا قد أتيتُ، قال:"أَلَيْسَ تَشْهَدُ أَن لا إلَهَ إلا الله، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ"؟! ثَلاثَ مَرَّاتٍ، قال: نعم، قال:"ذَاكَ يَأتِى عَلَىْ ذَلِكَ".
= وابن قتيبة في "غريب الحديث"[1/ 410]، والخطابى في غريب الحديث أيضًا [1/ 254]، والبزار في "مسنده"[4/ رقم 3067 بكر كشف الأستار]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 261]، ومن طريقه الحافظ في "الأمالى"[ص 143 - 144]، وغيرهم من طرق عن أبى عاصم النبيل عن المستور [ووقع عند الجميع سوى الطبراني في "الأوسط" "والمؤلف في "المعجم" ومن طريقه الحافظ في "الأمالى" والخطابى:(مستورد) هكذا، وهو تصحيف كما يأتى الإشارة إليه] بن عباد أبى همام الهنائى عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى؛ قال البزار: "لا نعلم روى مستور عن ثابت عن أنس إلا هذا" وقال الطبراني في "الأوسط": "لم يرو هذا الحديث عن ثابت البنانى إلا مستور، تفرد به عباد" كذا وقع عنده: (تفرد به عباد) وهو تصحيف وتحريف، وصوابه:"تفرد به أبو عاصم" وهو النبيل؛ فهكذا وقع على الصواب من قول الطبراني عقب روايته في "الصغير" فقال هناك: (لم يروه عن ثابت إلا مستورد [كذا عنده: (مستورد) وهو تصحيف]، تفرد به أبو عاصم)، وأبو عاصم اسمه الضحاك بن مخلد الإمام الحافظ النبيل؛ وقال الهيثمى في "المجمع" [10/ 19]:"رواه أبو يعلى والبزار والطبرانى في "الأوسط" و"الصغير" ورجالهم ثقات" وقال الحافظ في "الأمالى": "هذا حديث حسن صحيح غريب، ورجاله رجال الصحيح سوى مستور، وقد وثقه ابن معين .. ".
قلتُ: وتوثيق ابن معين له: نقله عنه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[8/ 436]، وكذا ذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 524]، وتوثيقه لهذه الطبقة مقبول عند الناقد البصير. ووثقه الحافظ في "التقريب" أيضًا، وهو من رجال النسائي؛ وقد وقع في اسمه تصحيف عند الأكثرين، فصار عندهم هكذا:(مستورد بن عباد)، ومستورد هذا شيخ آخر من هذه الطبقة؛ إلا أنه غائب الحال، ثم هو (مستورد) آخره دال؛ وصاحبنا هو (مستور) آخره راء؛ وأين مخرج الدال من الراء؟! ولم ينتبه جماعة من المعلقين إلى هذا كله، فقد وقع اسم (مستور بن عباد) على الصواب عند البزار "كشف الأستار"[4/ 7]، فعلق المعلق عليه بالهامش قائلًا:(كذا في الأصل، والصواب: (مستورد بن عباد) ذكره ابن أبى حاتم) كذا قال، وقد عرفت أن الصواب خلاف ما جزم به هذا الرجل. وكذا وقع اسمه على الخطأ أيضًا في الطبعتين من (مسند المؤلف) وقد نقله عنه الحافظ في "المطالب"[رقم 2950]، على الصواب.=
3434 -
حَدَّثَنَا محمد بن بحر، حدّثنا يحيى بن سليم الطائفى، حدّثنا الأزور بن غالب البصرى، عن ثابت البنانى وسليمان التيمى، عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إنَّ لِلَّهِ في كُلِّ يَوْمِ جُمُعَةٍ سِتَّ مِائَةِ أَلْفِ عَتِيقٍ يَعْتِقهُمْ مِنَ النَّارِ" قال أحدهما في حديثه: "كُلُّهُمْ قَدِ اسْتوجبوا النار".
= وأخرجه أيضًا من طريقه في "الأمالى" على الجادة: (مستور) بالراء؛ وللحديث شواهد بنحوه
…
منها حديث أبى طويل الكندى نحوه بسياق أتم عند الطبراني في الكبير [7/ رقم 7235]، ومن طريقه الحافظ في "الأمالى"[ص 144 - 145]، والخطيب [3/ 352]، وابن عساكر في "تاريخه"[56/ 259]، وابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 214]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 3353]، والدولابى في "الكنى"[رقم 347]، وابن قانع في "المعجم"[رقم 676]، وغيرهم؛ وصححه الحافظ في "الإصابة"[3/ 349]، وفى "الأمالى".
3434 -
منكر: أخرجه البيهقى في "الشعب"[3/ رقم 3042]، وفى فضائل الأوقات [رقم 256]، والدارقطنى في الأفراد [رقم 877/ أطرافه]، ومن طريقه ابن الجوزى في العلل المتناهية [1/ 462]، وابن عدى في "الكامل"[1/ 418]، وتمام في فوائده [2/ رقم 1497، 1499]، والواحدى في "التفسير"[4/ 145/ 1]، كما في "الضعيفة"[2/ 82]، وابن حبان في المجروحين [1/ 178]، وغيرهم من طرق عن يحيى بن سليم الطائفى عن أزور بن غالب عن سليمان التيمى عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم نحوه .... وليس عند ابن حبان ذكر: (الجمعة).
قلتُ: وهذا إسناد ساقط. قال الدارقطنى عقب روايته في الأفراد: "تفرد به أزور بن غالب عن التيمى" ونقل عنه ابن الجوزى في "التناهية" أنه قال في تمام كلامه: (وأزور منكر الحديث، والحديث غير ثابت) وقال المناوى في "الفيض"[2/ 481]: "قال الدارقطنى في "العلل": والحديث غير ثابت
…
انتهى.،. وأقره عليه الحافظ العراقى" وقال الهيثمى في "المجمع" [10/ 365]:"رواه أبو يعلى، وفيه الأزور بن غالب البصرى، وهو ضعيف" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 80]: (رواه أبو يعلى بسند فيه الأزور بن غالب، قال ابن حبان "لا يحتج به إذا انفرد" قال:"ومتن الحديث الذي رواه باطل لا أصل له".
وعبارة ابن حبان في "المجروحين"[1/ 178]، في ترجمة الأزور: (كان قليل الحديث؛ =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= إلا أنه روى على قلته عن الثقات ما لم يتابع عليه من المناكير؛ فكأنه كان يخطئ وهو لا يعلم، حتى صار ممن لا يحتج به إذا انفرد،
…
) ثم ساق له هذا الحديث، وقال عقبه:"هذا متن باطل لا أصل له".
وهذا الحديث ساقه له أيضًا ابن عدى في ترجمته من "الكامل" ثم قال في ختام الترجمة: "ولأزور بن غالب غير ما ذكرت من رواية يحيى سليم عنه؛ أحاديث معدودة يسيرة غير محفوظة؛ وأرجو أنه لا بأس به".
قلت: بل فيه كل البأس، وقد مضى قول الدارقطنى عنه "منكر الحديث" ومثله قال البخارى في "تاريخه"[2/ 57]، والساجى في "الضعفاء" وقال أبو زرعة:"ليس بقوى" وقال أبو حاتم أيضًا: "منكر الحديث" وضعفه آخرون، راجع "اللسان"[1/ 340]، وقال الذهبى في "الميزان":"أزور بن غالب عن سليمان التيمى، منكر الحديث، أتى بما لم يحتمل فكُذَّب" والراوى عنه أيضًا: (يحيى بن سليم الطائفى) مختلف فيه، وهو سيئ الحفظ على التحقيق، إلا أن الآفة من شيخه الأزور. وإليه أشار البيهقى بقوله عقب روايته:"في إسناد ضعيف" وللحديث طرق أخرى عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه .... :
1 -
فرواه المؤلف في الآتى [برقم 3435]، قال:(حدّثنا محمد بن بحر حدّثنا أبو ميمون شيخ من أهل البصرة حدّثنا ثابت عن أنس مرفوعًا (إن لله في كل ساعة من ساعات الدنيا ست مئة ألف عتيق يعتقهم من النار؛ كلهم قد استوجب النار) قال الهيثمى في "المجمع"[10/ 365]، "رواه أبو يعلى عن شيخه محمد بن بحر عن أبى الميمون شيخ من أهل البصرة، ولم أعرفهما، وبقية رجاله رجال الصحيح".
قلتُ: شيخ المؤلف (محمد بن بحر) هو الهجيمى البصرى الذي يقول عنه العقيلى: "منكر الحديث، كثير الوهم" وقال ابن حبان في "المجروحين"[2/ 300]: "يروى عن الضعفاء أشياء لم يحدث بها غيره عنهم، حتى يقع في القلب أنه كان يقلبها عليهم، فلست أدرى: البلية في تلك الأحاديث منه أو منهم" وراجع ترجمته في "اللسان" أيضًا [5/ 89].
قلتُ: لكن توبع عليه ابن بحر هذا: تابعه أحمد بن طارق أبو الحسن قال: ثنا العلاء أبو ميمونة رجل من أهل البصرة عن ثابت البنانى عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال: (إن لله عز وجل ستمائة ألف عتيق من النار كل يوم، وليلة الجمعة: أربعة وعشرون ساعة في كل ساعة ستمائة ألف عتيق من النار).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه أبو القاسم بن بشران في "الأمالى"[رقم 597]، من طريق أبى عليّ أحمد بن الفضل بن العباس بن خزيمة عن محمد بن عثمان بن أبى شيبة عن أحمد بن طارق عن أبى ميمون به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى أحمد بن طارق؛ وأبو عليّ ابن خزيمة ذكره الذهبى في "تاريخه"[وفيات سنة 347 هـ]، وقال:"هو ثقة" وشيخه محمد بن عثمان صدوق حافظ مشهور؛ لم يتكلم فيه أحد بحجة كما بسطنا ذلك في ترجمته من "المحارب الكفيل" وقبلنا المعلمى في "التنكيل".
لكن من يكون أحمد بن طارق هذا؟! فتَّشْتُ عنه في بطون الدفاتر فلم أهتد إليه، بل لا أعرف راويًا عنه سوى محمد بن عثمان وحده، ووقع اسمه في إسناد حديث أخرجه ابن كثير في "تفسيره"[2/ 471/ طبعة دار طيبة]، وقال عقبه:"إسناده لا بأس به، رجاله كلهم معروفون إلا أحمد بن طارق هذا، فإنى لا أعرفه بعدالة ولا جرح" وقال الهيثمى في "المجمع"[8/ 350]، معلقًا على حديث أخرجه الطبراني من طريق أحمد بن طارق هذا: "وأحمد بن طارق
…
لم أعرفه" فالظاهر أنه شيخ غائب لا يعرف له حال، وليس هو أحمد بن طارق الكركى المحدث المشهور؛ فإنه متأخر عن هذه الطبقة. ثم إن أبا ميمون ذلك الرجل البصرى راوى هذا الحديث عن ثابت البنانى، قد أعيانى البحث أنْ أعرفه، فأين هو في عالم الوجود؟! وليس هو أبا ميمونة الفارسى المدنى الذي روى عن أبى هريرة وسمرة بن جندب، فإنه متقدم مع كونه مدنيًا، فهذا إسناد تالف هو الآخر.
2 -
ورواه المؤلف أيضًا [برقم 3484]، فقال: (حدّثنا عبد الله بن عبد الصمد بن عليّ، حدّثنا أبى عبد الصمد بن عليّ، عن عوام البصرى، عن عبد الواحد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن يوم الجمعة وليلة الجمعة أربعة وعشرون ساعة، ليس فيها ساعة إلا وللَّه فيها ست مئة عتيق من النار" قال: ثم خرجنا من عنده فدخلنا على الحسن فذكرنا له حديث ثابت؛ فقال: سمعته وزاد فيه "كلهم قد استوجب النار" قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[2/ 80]: "رواه أبو يعلى الموصلى، وفى سنده عبد الواحد بن زيد، قال ابن عبد البر: أجمعوا على ضعفه".
قلت: وهو كما قال ابن عبد البر، لولا أن ابن حبان قد خدش هذا الإجماع، وذكر عبد الواحد في "الثقات"[7/ 124]، وقال: "يعتبر بحديثه إذا كان دونه وفوقه ثقات
…
" ثم ترجح له ضعفه، فأورده في "المجروحين" [2/ 154 - 155]، وقال: "كان ممن يغلب عليه العبادة حتى=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= غفل عن الإتقان؛ فيما يروى؛ فكثر المناكير في روايته؛ فبطل الاحتجاج به
…
" ثم أسند عن ابن معين أنه قال عن عبد الواحد: "ليس بشئ" وقال عنه البخارى في "تاريخه" [6/ 61]، "تركوه" وأسقطه سائر النقاد، راجع ترجمته في "اللسان" [4/ 80]، و"التعجيل" [1/ 266]، وقد غفل الهيثمى عن إعلال الحديث بعبد الواحد هذا، وأعله بعلة أخرى في "المجمع" [2/ 375]، فقال: "رواه أبو يعلى من رواية عبد الصمد بن أبى خداش عن أم عوام البصرى، ولم أجد من ترجمهما".
قلتُ: أما عبد الصمد فهو كما قال الهيثمى، لم نقف له على ترجمة قط، وإن كان ابنه عبد الله بن عبد الصمد ثقة من رجال النسائي. أما (أم عوام البصرى) فهى أغرب من عَنْقاء مُغْرِب، بل ليس لها وجود إلا في مخيلة الهيثمى وحده، والذى في إسناد المؤلف هو (عوام البصرى) هكذا بدون أم ولا أب ولا جد، فلعل نسخة الهيثمى من (مسند أبى يعلى) وقع فيها هذا الحرف المقحم:(أم) قبل (عوام البصرى) بل قد يكون هذا الحرف مقحمًا في مطبوعة "مجمع الزوائد)، وهذا هو الذي مال إليه الإمام في "الضعيفة" [11/ 111]، ثم إن عوامًا البصرى هذا لم أعرفه إلا أن يكون هو عوام بن حمزة البصرى المازنى؛ فإنه هو الذي يروى عن ثابت البنانى كما ذكره المزى في ترجمته من "التهذيب" [22/ 425]، وهو مختلف فيه، وقد سكت عنه الإمام في "الضعيفة".
ثم رأيت الحديث قد أخرجه الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 708/ أطرافه]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 462]، من طريق محمد بن سليمان الباهلى - أحد "الثقات" كما قال الدارقطنى - عن عبد الله بن عبد الصمد عن أبيه [وسقط (عن أبيه) عند ابن الجوزى وهى لازمة]، عن العوام بن عبد الغفار البصرى عن عبد الواحد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به بالمرفوع منه فقط.
قلتُ: هكذا وقعت تسميته بـ (عوام بن عبد الغفار) وبهذا الاسم ترجمه الذهبى في "الميزان"[3/ 354]، وقال:"تركه الأزدى" فهذه علة ثالثة في إسناده، وقد قال الدارقطنى عقب روايته:"غريب من حديث عبد الواحد بن زيد عن ثابت" وقال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح) ثم أعله بعبد الواحد وحده. وعلى كل حال: فهذا الطريق ساقط هو الآخر.
3 -
ورواه المعتمر بن نافع عن أبى عبد الله العنزى عن ثابت البنانى عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الليل والنهار أربع وعشرون ساعة، ما منها ساعة إلا فيها ستمائة ألف عتيق من النار؛ كلهم =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قد استوجب العذاب على نفسه) علقه البخارى في "تاريخه"[/ 49]، من طريق زيد بن الحباب عن المعتمر بن نافع به
…
ووصله الرافعى في "تاريخ قزوين"[1/ 423]، ووقع عنده سقط في إسناده، لم ينتبه له الإمام في "الضعيفة"[7/ 302]، فإنه قال:"أخرجه الرافعى في "تاريخ قزوين" [3/ 278]، من طريق أبى يعلى الخليلى الحافظ: حدّثنا زيد بن الحباب عن المعتمر بن نافع عن أبى عبد الله العنزى عن ثابت عن أنس".
قلتُ: وهذه غفلة غريبة جدًّا من مثل الإمام الألبانى، ألا يدرى أن بين أبى يعلى الخليلى وزيد بن الحباب مفازة شاقة لا يطيقها الرجلان؟! وأين من يروى عن مثل الحاكم وأبى أحمد الغطريفى وأبى بكر بن المقرئ وأبى عمرو بن حمدان وهذه الطبقة - وهو أبو يعلى الخليلى - ممن يروى عنه أحمد بن حنبل وابن أبى شيبة وعبد الله بن وهب وابن المدينى ويزيد بن هارون وغيرهم من الكبار؟! - وهو زيد بن الحباب - فأقل ما يكون من الوسائط بين أبى يعلى الخليلى وزيد بن الحباب: ثلاثة رجال إن لم يكونوا أكثر من ذلك، فَلْيُنتَبَه لهذا جيدًا، ومطبوعة "تاريخ قزوين" فيها سقط وتصحيف في مواضع؛ فينبغى التفطن لهذا الخطب
…
واللَّه المستعان.
وعود على بدء فنقول: ومعتمر بن رافع راويه عن أبى عبد الله العنزى: يقول عنه البخارى: "منكر الحديث" كما في "الميزان" ومثله قال الأزدى كما في "اللسان"[6/ 59]، وقال - أبو حاتم:"شيخ" كما في "الجرح والتعديل"[8/ 403]، فلا ينفعه ذِكْرُ ابن حبان له في "الثقات"[7/ 522]، على أنه قال عنه:"ربما أخطأ".
وأما أبو عبد الله العنزى: فقد قال البخارى عقب روايته: (أبو عبد الله العنزى هو عندى: ميمون المكى) وتعقبه الإمام في "الضعيفة"[7/ 302]، قائلًا: قلتُ: ولم يذكره - يعنى البخارى لم يذكر "ميمون المكى" - في الأسماء - يعنى من "تاريخه" - لا هو ولا ابن أبى حاتم ولا ابن حبان، نعم في "التهذيب":(ميمون المكى) روى عن ابن الزبير وابن عباس، وعنه عبد الله بن هبيرة السبائى المصرى.
قلتُ: ومع كون هذا أعلى طبقة من العنزى هذا؛ فهو مجهول لا يعرف كما في "الميزان" و"التقريب" والقول ما قال الإمام؛ ولفظ الحديث عند الرافعى هكذا: (ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربع وعشرون ساعة، لله تعالى في كل ساعة منها ستمائة ألف عتيق من النار؛ كلهم قد استوجبوا النار) وسنده منكر كما مضى شرحه.=
3435 -
حَدَّثَنَا محمد بن بحر، حدّثنا أبو ميمون، شيخٌ من أهل البصرة، حدّثنا ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن لِلَّهِ في [كُلِّ سَاعَةٍ] مِنْ سَاعَاتِ الدُّنْيَا سِتَّ مِائَةِ أَلْفِ عَتِيقٍ يَعْتِقُهُمْ مِنَ النَّارِ، كُلُّهمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ".
3436 -
حَدَّثَنَا قطن بن نسير الغبرى، حدّثنا جعفرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع بكاء الصبى فيقرأ السورة الخفيفة.
3437 -
حَدَّثنا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: بلغ صفية أن حفصة، قالت لها: ابنة يهودى، فدخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم وهى تبكى فقال:"مَا يُبْكِيكِ؟ " قالت: قالت لى حفصة: إنى ابنة يهودى فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
= • تنبيه مهم: وقع في الإسناد الأول لهذا الحديث عند المؤلف من طريق الأزور بن غالب قال: (عن ثابت البنانى وسليمان التيمى عن أنس به
…
) هكذا (ثابت وسليمان) بواو العطف، والذى عند الجميع سوى المؤلف، من طريقه البيهقى: (عن الأزور بن غالب عن سليمان التيمى عن ثابت البنانى عن أنس به
…
) هكذا بالعنعنة بين سليمان وثابت، وقد كدت أجزم بكون ما وقع عند المؤلف غلطًا من الناسخ؛ لكون الدارقطنى قد جزم بتفرد الأزور به عن سليمان التيمى، ولم يذكر معه ثابتًا البنانى، لولا أنى رأيت ابن حبان قد أخرجه في "المجروحين" مثل المؤلف بواو العطف بين سليمان وثابت، وقال ابن حبان في أول ترجمة الأزور: "يروى عن سليمان التيمى وثابت البنانى
…
" ومثله قال أبو حاتم الرازى كما نقله عنه ولده في "الجرح والتعديل" [2/ 336]، وقد مضى أن الأزور هذا ساقط الحديث، فلعله كان يتلوَّن في روايته، فاللَّه المستعان.
3435 -
منكر: انظر قبله.
3436 -
صحيح: مضى [برقم 3294].
3437 -
قوى: أخرجه عبد الرزاق [20921]، ومن طريقه الترمذى [3894]، وأحمد [3/ 135]، وابن حبان [7211]، والنسائى في "الكبرى"[8919]، والطبرانى في "الكبير"[24/ رقم 186]، وعنه أبو نعيم في "الحلية"[2/ 55]، وابن راهويه [رقم 2087]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1248]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 223]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البنانى عن أنس به.=
"إنَّكَ لابْنَةُ نَبِيٍّ، وَإِنَّ عَمَّك لنبيٌّ، وَإنَّكَ لَتَحْتَ نَبِيٍّ، فيم تَفْخَرُ عَلَيْكِ؟ " ثم، قال:"اتَّقِي اللَّهَ يَا حَفصةُ".
3438 -
حدَّثنا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ثابت،
= قلتُ: وهذا إسناد على شرط مسلم، قال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه" وهو كما قال؛ وقد تكلم جماعة من النقاد في رواية معمر عن ثابت، فقال ابن المدينى:"في أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة".
وقال العقيلى: "أنكرهم رواية عن ثابت: معمر" وقال ابن معين: "حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام" كذا نقله عنهم ابن رجب في "شرح العلل" (ص 280/ طبعة السامرائى].
وهذه النقول: لا يُفْهم منها أن حديث معمر كله عن ثابت ضعيف ومنكر، كيف وقد احتج مسلم في "صحيحه" بهذه الترجمة، فالمعتمذ عندى: هو الحكم على تلك الترجمة بالصحة حتى يظهر فيها الخلل. وللحديث شاهد نحوه بإسناد ضعيف عند المستغفرى في "الصحابة" كما في "الإصابة"[8/ 101].
3438 -
صحيح: أخرجه عبد الرزاق [10335]، ومن طريقه ابن ماجه [1865]، وابن حبان [4043]، والحاكم [2/ 179]، والدارقطنى في "سننه"[31/ 253] والطبرانى في "الكبير"[20/ 1052]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1254]، وابن الجارود [676]، والبيهقى في "سننه"[13266]، وفى "معرفة السنن"[4289]، وفى "سننه الصغرى"[1842]، والضياء في المختارة [ق 88/ 2]، كما في "الصحيحة"[1/ 150]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق - وهو في "أماليه" أيضًا [رقم 114]- عن معمر عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وليس عند ابن حبان وابن الجارود قوله في آخره: (قال: ففعل، فتزوجها، فذكر من موافقتها).
قلتُ: وسنده على شرط مسلم،. قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة":"إسناده صحيح، ورجاله ثقات" وصححه الحاكم على شرط الشيخين فوهم، وليس لمعمر عن ثابت عند البخارى شئ احتجاجًا.
ثم إن الحديث سنده معلول، فقال الدارقطنى عقب روايته:(الصواب عن ثابت عن بكر المزنى) ثم أسند عن طريق عبد الرزاق قال: "أنا معمر عن ثابت عن بكر المزنى أن المغيرة بن شعبة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم نحوه
…
".
عن أنس، قال: أراد المغيرة بن شعبة أن يتزوج امرأة، فذكر للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"اذْهَبْ فَانْظُرْ إلَيْهَا، فَإنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا"، قال: ففعل، فتزوجها، فذكر من موافقتها.
3439 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابت، وقتادة، وأبان، كلهم، عن أنس، قال: لما حرمت الخمر، قال: إنى يومئذ أسقى أحد عشر رجلًا، قال: فأمرونى فكفأتها، وكفأ الناس آنيتهم بما فيها، حتى كادت السكك تمتنع من ريحها، قال أنسٌ: وما خمرهم يومئذ إلا البسر والتمر مخلوطين، قال: فجاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه قد كان عندى مال يتيم، فاشتريت به خمرًا، أفترى أن أبيعه فأرد على اليتيم ماله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودُ، حُرِّمَتْ عَلَيْهِمُ الشُّحُومُ فباعُوهَا وَأَكَلُوا أَثْمَانَهَا" ولم يأذن له النبي صلى الله عليه وسلم ببيع الخمر.
3440 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا جعفر بن سليمان، عن ثابت، عن أنسٌ، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في عمرة القضاء، وابن رواحة بين يديه، وهو يقول:
= قلتُ: فسقط منه ذكر (أنس) وصار من (مسند المغيرة) ومن هذا الوجه: أخرجه ابن ماجه [1866]، أيضًا بسياق أتم؛ من طريق آخر عن عبد الرزاق به.
قال الإمام في "الصحيحة"[1/ 150]: "لكن الرواة الذين رووه عن عبد الرزاق بإسناده عن ثابت عن أنس، أكثر؛ فهو أرجح، إلا أن يكون الخطأ من عبد الرزاق أو شيخه معمر".
قلتُ: بل الوهم فيه من معمر ولا بد، وقد مضى قول ابن معين عنه في الحديث الماضى:(حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام)، والوجه الثاني عنه هو المحفوظ لكون ثابت البنانى: قد توبع عليه على هذا الوجه نحوه عن بكر بن عبد الله المزنى عن المغيرة بن شعبة به
…
عند الترمذى والنسائى وأحمد وجماعة كثيرة؛ وهو مخرج في "الصحيحة"[1/ 150]، وفى كتابنا "غرس الأشجار" وحسنه الترمذى، وسنده صحيح كما شرحناه في المصدر المشار إليه. واللَّه المستعان.
3439 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3042].
3440 -
صعيف: مضى الكلام عليه [برقم 3394].
خلوا بنى الكفار عن سبيله
…
اليوم نضربكم على تأويله
ضربًا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهل الخليل عن خليله
فقال له عمر: يا ابن رواحة، في حرم الله، وبين يدى رسول الله تقول هذا الشعر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"خَلِّ عَنْهُ يَا عُمَرُ، فَوَالَذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لَكَلامُهُ أَشَدُّ عَلَيْهِمْ مِنْ وَقْعِ النَّبْلِ".
3441 -
حَدَّثَنَا نصر بن على الجهضمى، حدّثنا عبد الله بن الزبير الباهلى، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس، قال: لما وجد النبي صلى الله عليه وسلم من كرب الموت ما وجد، قالت فاطمة:
3441 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [1629]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 398]، وابن عدى في "الكامل"[4/ 175]، وأبو نعيم في أخبار أصبهان [1/ 296]، والمزى في "تهذيبه"[4/ 1175]، والشجرى في "الأمالى"[1/ 496]، وغيرهم من طرق عن عبد الله بن الزبير الباهلى عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه ..
قلت: وإسناده حسن إن شاء الله، قال البوعميرى في "مصباح الزجاجة":"في إسناده عبد الله بن الزبير الباهلى أبو الزبير، ويقال: أبو معبد البصرى، ذكره ابن حبان في "الثقات" وقال أبو حاتم: "مجهول" وقال الدارقطنى: "صالح" وباقى رجاله على شرط الشيخين".
عبارة أبى حاتم كما في "الجرح والتعديل"[5/ 56]: "لا يعرف؛ مجهول" وقد عرفه الدارقطنى كما مضى، وعبارته كما في "سؤالات البرقانى له"[ص 39/ رقم 248]، "شيخ بصرى صالح) وقد روى عنه جماعة من الثقات؛ وذكره ابن عدى في "الكامل" فلم يبد فيه شيئًا، سوى أن ساق له هذا الحديث والذى بعده فقط، ثم قال في ختام ترجمته: "وهذا عبد الله بن الزبير له غير ما ذكرت اليسير".
فكأنما أورده في "كتابه" لعدم شهرته وقلة حديثه، فقول الذهبى عنه بـ "الكاشف"[1/ 552]، "ليس بالحافظ" ليس له فيه سلف قط، إن أراد بهذه الجملة النيل من ضبطه، أما إنْ أراد بها أن عبد الله بن الزبير ليس بذاك المكثر فنعم، وهذا بعيد عندى؛ وقول الحافظ في "التقريب":"مقبول" على عادته في التليين، فيرد عليه قول الدارقطنى الماضى؛ وكذا توثيق ابن حبان أيضًا، والرجل عندى صدوق صالح ليس به بأس إن شاء الله، على أنه لم يتفرد بهذا الحديث عن ثابت البنانى، بل تابعه عليه بنحوه:=
واكرب أباه! فقال: "لا كَرْبَ عَلَى أَبِيكِ بَعْدَ الْيَوْمِ، إنهُ قَدْ حَضَرَ مِنْ أَبِيكِ مَا لَيْسَ اللَّهُ بِتَارِكٍ مِنْهُ أَحَدًا، مُوَافَاتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".
3442 -
حَدَّثَنَا نصر بن عليّ، حدّثنا عبد الله بن الزبير، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: قال رجلٌ: يا رسول الله، إنى أحب فلانًا في الله، قال:"فَأَعْلَمْتَهُ؟ " قال: لا، قال:"فَأْتِهِ فَاعْلِمْهُ"، قال: فأتاه فأعلمه، فقال: يا فلان، إنى أحبك في الله، قال: أحبك الذي أحببتنى له.
= 1 - جعفر بن سليمان الضبعى - وهو قوى الحديث - فقال ابن عدى عقب روايته في "الكامل": (وهذا لا أعلم يرويه عن ثابت غير عبد الله بن الزبير هذا؛ وجعفر بن سليمان الضبعى):
2 -
وتابعه أيضًا المبارك بن فضالة على نحوه عند أحمد [3/ 141]، والطبرانى في "الأوسط"[9/ رقم 93313] وأبى سليمان بن زبر في "وصايا العلماء"[ص 27 - 128]، وغيرهم من طرق عن المبارك به
…
وسنده حسن صالح؛ والمبارك صدوق على التحقيق؛ إلا أنه عريق في التدليس، غير أنه صرح بالسماع عند أحمد وابن زبر؛ فزالت شبهة تدليسه.
أما قول الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا مبارك بن فضالة" فيرد عليه رواية عبد الله بن الزبير ومعه جعفر بن سليمان كما مضى؛ وقد اختلف في سنده على المبارك كما مضى الكلام عليه [2769] وأصل الحديث ثابت كما مضى [3379، 3380]، فانظره ثمة.
3442 -
قوى لغيره: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[4/ 175] من طريق المؤلف به.
قلتُ: وقد توبع عبد الله بن الزبير الباهلى عليه: تابعه:
1 -
المبارك بن فضالة على نحوه عند أبي داود [5125]، وأحمد [3/ 156،150]، والحاكم [4/ 189]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9006]، والبغوى في "الجعديات"[3193]، وعنه ابن شاهين في فضائل الأعمال [رقم 500]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 197]، والآبنوسى في "المشيخة"[رقم 29]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 12]، وغيرهم، وصحح إسناده الحاكم.
2 -
وتابعه أيضًا: الحسين بن واقد على نحوه عند أحمد [3/ 140]، وابن حبان [571]، والنسائى في "الكبرى"[10010] وفى "اليوم والليلة"[رقم 182] وغيرهم.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3 - وتابعهم أيضًا عمارة بن زاذان بلفظ: (عن أنس بن مالك قال: بينما رجل جالس عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ مرَّ به رجل فقال: يا رسول الله؛ إنى لأحبه، قال: أعلمه، فإنه أثبت للمودة بينكما) أخرجه ابن أبى الدنيا في "الإخوان"[رقم 71/ طبعة دار الاعتصام]، من طريق إبراهيم بن أبى عون عن عمرو بن عون عن عمارة بن زاذان به.
قلتُ: وهذه متابعة مخدوشة، إبراهيم بن أبى عون قال عنه المعلق على كتاب "الإخوان" [ص 139]:"لم أعرفه" ولم أعرفه أنا أيضًا، وأخشى أن يكون قد وقع في اسمه تحريف أو تصحيف، وباقى رجال الإسناد مشاهير.
فهؤلاء أربعة (المبارك بن فضالة، والحسين بن واقد، وعبد الله بن الزبير الباهلى، وعمارة بن زاذان) - وقد نص البيهقى وأبو نعيم على مابعة الأخير؛ فلا يضر بعد ذلك وقوفنا على متابعته من طريق ضعيف إليه، فانتبه! كلهم رووه عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وخالفهم جميعًا حماد بن سلمة، واختلف عليه أيضًا في سنده، فرواه عنه المؤمل بن إسماعيل فقال: عن حماد بن ثابت عن أنس به نحوه .... ، هكذا مثل رواية الجماعة عن ثابت، أخرجه أحمد [3/ 241]، لكن المؤمل كثير الأوهام فاحش الخطأ، وقد خولف فيه؛ خالفه عبد الله بن المبارك - وهو أثبت منه عشرين مرة - فرواه عن حماد فقال: عن ثابت عن حبيب بن سبيعة الضبعى (أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعض أصحابه: إنى لأحبه في الله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهل أعلمته؟! قال: لا، قال: قم فأعلمه، فقام إليه فقال: يا فلان: إنى أحبك في الله، قال: أحبك الذي أحببتنى فيه).
هكذا أخرجه ابن أبى الدنيا في "الإخوان"[رقم 70/ طبعة دار الاعتصام]، بإسناد صحيح إليه؛ وقد تصحف (حبيب بن سبيعة) عند ابن أبى الدنيا إلى (حبيب بن ضبيعة) وعلق عليه المعلق بالهامش قائلًا [ص 139]:"في الأصل: "سبعة بن حبيب الضبع،" وهو خطأ، وصوابه: (حبيب بن ضبيعة الضبعى)، كما في "تهذيب الكمال": [4/ 343]، في ترجمة ثابت بن أسلم البنانى .... ".
قلتُ: انظر إلى هذا الرجل كيف صوَّب الخطأ بخطأ مثله؟! فإن ما وقع في "تهذيب الكمال" تصحيف أيضًا في اسم والد حبيب، فإنما هو:(سبيعة) وليس: (ضبيعة) وهكذا ترجمه البخارى وابن حبان وابن أبى حاتم والعجلى وجماعة؛ كلهم قال: (حبيب بن سبيعة) ويقال=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= له أيضًا: (حبيب بن أبى سُبَيْعة) وبهذا ترجمه المزى نفسه في "تهذيب الكمال"[5/ 375]، وحكى في اسمه أيضًا:(سبيعة بن حبيب) وهذا كأنه قلب من بعضهم لاسمه، وقد قال ابن حبان في ترجمة حبيب من "الثقات"[4/ 140]، (
…
ومنهم من زعم أنه سبيعة بن حبيب الضبعى، وقد وهم من قاله".
وقد رأيت البخارى قد أخرج هذا الحديث عن طريق ابن المبارك أيضًا عن حماد عن ثابت عن سبيعة بن حبيب الضبعى [هكذا وقع اسمه عند البخارى، وهو وهمٌ كما قاله ابن حبان فيما نقلناه عنه آنفًا، وصوابه (حبيب بن سبيعة) عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا ..
هكذا أخرجه في "تاريخه الكبير"[2/ 319]، وقبله أخرجه طريق المبارك بن فضالة عن ثابت؛ وقبله أخرج طريق عمارة بن زاذان عن ثابت أيضًا بإسناد صحيح إليه (وبذلك صحت متابعة عمارة بن زاذان يقينًا) فهكذا جعله ابن المبارك عن حماد عن ثابت عن حبيب به مرسلًا.
فهذان لونان من الاختلاف في سنده على حماد بن سلمة، ولون ثالث، فرواه عنه الحسن بن موسى الأشيب فقال: عن حماد عن ثابت عن حبيب عن الحارث أن رجلًا كان جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر رجل فقال: يا رسول الله
…
وذكر نحو رواية ابن المبارك عن حماد، ووصله بذكر (الحارث!) فيه، هكذا أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[444]، والنسائي في "الكبرى"[1001]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1958]، وغيرهم؛ وقد توبع الأشيب على هذا الوجه عن حماد:
1 -
تابعه يحيى بن إسحاق صاحب ابن المبارك: عند البخارى في "تاريخه"[2/ 318]، إشارة.
2 -
وكذا تابعه موسى بن إسماعيل التبوذكى عن حماد به إلا أنه أبهم أسم (الحارث) فقال: (حدِّثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة عن رجل حدثه أنه كان إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم فمر به رجل فقال رجل: إنى لأحبه في الله؛ قال: قم فأعلمه).
هكذا أخرجه البخارى أيضًا في "تاريخه"[2/ 318]، فهذا هو اللون الثالث من الإختلاف في سنده على حماد بن سلمة، ولون رابع: فرواه عنه سليمان بن حرب فقال: (ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة الضبعى عن الحارث عن رجل حدثه سمع النبي صلى الله عليه وسلم).
هكذا أخرجه البخارى في "تاريخه"[2/ 318]، فجعله سليمان من (مسند رجل من الصحابة) بعد أن كان من (مسند الحارث) وقد توبع سليمان على هذا اللون عن حماد: =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 1 - تابعه عبيد الله بن عائشة على مثله عند أبى نعيم في "المعرفة"[1959]، بإسناد صحيح إليه.
2 -
وكذا تابعه عفان بن مسلم على مثله
…
كما ذكره أبو نعيم في "المعرفة" معلقًا.
3 -
وتابعهم أيضًا: الحجاج بن المنهال على مثله: عند النسائي في "الكبرى"[10012]، ثم قال: "وهذا هو الصواب عندنا، وحديث حسين بن واقد خطأ. وحماد بن سلمة أثبت، وهو أعلم بحديث ثابت من حسين بن واقد
…
واللَّه أعلم".
قلتُ: مراد النسائي تخطئة الحسين بن واقد في روايته هذا الحديث عن ثابت، وجَعْله من (مسند أنس بن مالك) وإنما المحفوظ هو ما رواه حماد عن ثابت ليس فيه (أنس)، وبهذا جزَم أبو نعيم في "المعرفة" فقال بعد أن روى الحديث من طريق حماد عن ثابت
…
: "ورواه المبارك بن فضالة، وحسين بن واقد، وعبد الله بن الزبير، وعمارة بن زاذان عن ثابت عن أنس، وهو وهم. وحديث حماد بن سلمة أشهر وأثبت".
قلتُ: لا شك أن قول حماد بن سلمة يرجح على قول هؤلاء جميعًا في ثابت البنانى، وقد مضى غير مرة: أن حماد بن سلمة هو أثبت أهل الدنيا في ثابت البنانى، وهذا هو الذي حكاه مسلم في "التمييز" وجعله إجماعًا عند أهل الحديث وعلمائهم.
فالظاهر: أن حسين بن واقد ومن تبعه قد سلكوا الجادة في روايته عن (ثابت البنانى) وبهذا جزم أبو حاتم الرازى أيضًا، ففى "العلل" [رقم 2237] لابن أبى حاتم قال: وسألت أبى عن حديث رواه المبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أحب الرجل أخاه فليعلمه" قال أبى: ورواه حماد بن سلمة عن ثابت عن حبيب بن سبيعة الضبعى عن رجل حدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا.
قلتُ: هكذا جعله أبو خاتم مرسلًا من هذا الطريق، وليس كما قال، بل هو مسند موصول، وهذا الرجل المبهم هو نفسه (الحارث) شيخ حبيب بن سبيعة في هذا الحديث كما يأتى؛ إذ لا يعرف لحبيب شيخ سواه قط.
غاية ما في الأمر: أن بعضهم أبهمه لنسيان أو غيره. وهذا الطريق قد رواه موسى التبوذكى عن حماد بن سلمة به .... كما مضى عند البخارى في "تاريخه" فانتبه، "ثم قال ابن أبى حاتم: قال أبى - يعنى أبا حاتم: هذا أشبه - يعنى طريق حماد - وهو الصحيح، وذاك - يعنى طريق المبارك - لزم الطريق".=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهو كما قال أبو حاتم الحنظلى؛ لكن قد مضى أنه اختلف في سنده على حماد بن سلمة على أربعة ألوان، ولم أر أحدًا من المتقدمين قد تعرض لحسْمِ هذا الخلاف، وهذه الألوان هي:
1 -
عن حماد عن ثابت عن أنس به
…
وهذا الوجه رواه مؤمل بن إسماعيل عن حماد
…
وقد مضى أن المؤمل كان فاحش الوهم، فلا عبرة بروايته لكونه لزم فيها الطريق.
2 -
وعن حماد عن ثابت عن حبيب بن سبيعة به مرسلًا
…
، وهذا اللون رواه ابن المبارك عن حماد به.
3 -
وعن حماد عن ثابت عن حبيب عن الحارث به
…
وهذا اللون رواه الحسن بن موسى الأشيب ويحيى بن إسحاق - صاحب ابن المبارك - وموسى بن إسماعيل التبوذكى عن حماد به ..
4 -
وعن حماد عن ثابت عن حبيب عن الحارث عن رجل به
…
وهذا اللون: رواه عفان بن مسلم وحجاج بن منهال وسليمان بن حرب وعبيد الله بن عائشة كلهم عن حماد بن سلمة به ..
وهذا الوجه الأخير هو الصواب عندى من تلك الوجوه كلها.
أما الوجه الأول: فاغسل يديك منه بماء وأشْنان.
وأما الوجه الثاني: فقولُ واحد؛ تُرجَّح عليه روايةُ الجماعة.
وأها الوجه الثالث: فالذين رووه عن حماد: ليسوا في الكثرة ولا مزيد إتقان - من حيث المجموع - ولا طول ملازمة لحماد بن سلمة مثل رواة الوجه الرابع عنه. وقد يُجْمَع بينهما: بأن يكون (الحارث) قد سمع هذا الحديث من رجل - هو صاحب القصة - عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم صار بعد ذلك يرسله عن النبي صلى الله عليه وسلم دون واسطة، فحفظ عنه ثابت البنانى هذين الوجهين؛ وعن ثابت: أخذه حماد بن سلمة، فصار يحدث بهذا تارة، وهذا تارة، فحفظ عنه أصحابه الوجهين جميعًا، أما ابن المبارك - وهو صاحب اللون الثاني - فقصَّر به عن حماد ولم يُجوِّده. وقول الجماعة أرجح كما مضى؛ وإذ قد سَلِم لنا اللون الأخير عن حماد، فلننظر في سنده:
1 -
فحماد هو شيخ الإسلام، وأثبت أهل الأرض في ثابت البنانى.
2 -
وثابت البنانى: إمام عامل.=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 3 - وحبيب بن سبيعة أو ابن أبى سبيعة: معدود في الطبقة الوسطى من التابعين؛ انفرد بالرواية عنه ثابت البنانى وحده ولم يوثقه سوى العجلى وابن حبان وحدهما، وتابعهما الحافظ في "التقريب" وهذا فيه نظر عندى؛ أما العجلى: فبالسبْر والاستقراء تبين لجماعة من المحققين تساهله الفاحش في توثيق طبقات الصدر الأول من أهل الملة الحنيفية؛ فقال خاتمة الأئمة المحققين، وتاج النقاد المبرزين: العلامة الشيخ الجليل البحاثة عبد الرحمن بن يحيى المعلمى اليمانى في كتابه "الأنوار الكاشفة"[ص 68]: "وتوثيق العجلى وجدته بالاستقراء كتوثيق ابن حبان أو أوسع" وقال أيضًا في "طليعة التنكيل"[1/ 69]: "والعجلى قريب من ابن حبان في توثيق المجاهيل من القدماء" وقال الإمام في "الصحيحة"[2/ 218/ رقم 633]: "العجلى معروف بالتساهل في التوثيق كابن حبان تمامًا،
…
" وقد بسطنا الكلام في التدليل على تساهل العجلى مع الرد على من اعتمد توثيقه من فضلاء المعاصرين، في كتابنا: "إرضاء الناقم، بمحاكمة الحاكم" وفيه بسْطٌ أيضًا للتدليل على تساهل ابن حبان في توثيق الطبقات الأولى من النقلة ورواة الأخبار؛ أما عن توثيق الحافظ، فقد عرفت على من كان اعتماده، ولا يزال حبيب بن سبيعة مستور الحال؛ حتى يُعْر على توثيق معتبر.
وأما الحارث - شيخ حبيب - فهو صحابى كما جزم بذلك أبو حاتم الرازى في ترجمة حبيب من "الجرح والتعديل"[3/ 102]، ومثله ابن حبان في ترجمة حبيب أيضًا من كتابه "الثقات"[4/ 140]، وذكره ابن منده، وأبو نعيم في "الصحابة" وهو غير منسوب عند الجميع، فاسمه (الحارث) وحسب.
إِذا عرفت هذا: فاعلم أن هذا الإسناد ضعيف؛ لجهالة حال حبيب بن سبيعة الضبعى؛ لكن للحديث طريق آخر عن أنس بن مالك قال: (مر رجل بالنبى صلى الله عليه وسلم وعنده ناس، فقال رجل ممن عنده: إنى لأحب هذا في الله؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم أعلمته؟ قال: لا، قال: فقم إليه فأعلمه، فقام إليه فأعلمه، فقال: أحبك الذي أحببتنى له، قال: ثم رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما قال، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت).
أخرجه عبد الرزاق [20319]، ومن طريقه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2994]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9011]، وغيرهم من طريق معمر عن أشعث بن عبد الله الحدانى عن أنس به.=
3443 -
حَدَّثَنَا محمد بن بكار، حدّثنا بزيعٌ أبو الخليل، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ بَلَغَهُ عَنِ اللَّهِ فَفضيلَةٌ فَلَمْ يُصَدِّقْ بِهَا، لَمْ يَنَلْهَا".
= قلتُ: وهذا إسناد قوي لولا أن ابن حبان قد قال في ترجمة أشعث من "الثقات" كما في "التهذيب"[/ 355]: "ما أراه سمع من أنس" وقال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحديث عن أشعث بن عبد الله إلا معمر) ومعمر ثقة حافظ؛ وإنما العلة ما قد عرفت.
وللحديث شاهد عن ابن عمر عند البيهقى في "الشعب"[6/ رقم 9009]، والطبرانى في "الكبير"[12/ رقم 13361]، وهو حسن إن شاء الله؛ وله طريق آخر عن ابن عمر عند أبى نعيم في "الحلية"[2/ 197]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 55]، إلا أن سنده مظلم، وله شاهد ثانٍ من حديث عبد الله بن سرجس عند الطبراني؛ قال الهيثمى في "المجمع" [10/ 501]:(فيه من لم أعرفهم).
وللحديث شواهد أخر ولكن باختصار. انظر أحدها في "الصحيحة"[1/ 704]، والحديث عندى قوى بهذه الشواهد. والله المستعان.
3443 -
باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5129]، وابن شاهين في "مذاهب أهل السنة"[رقم 75]، وابن عدى في "الكامل"[2/ 59]، وغيرهم من طرق عن محمد بن بكار العاملى عن بزيغ بن حسان أبى الخليل البصرى عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد باطل. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا بزيع أبو الخليل" وقال الهيثمى في "المجمع"[1/ 375]: "رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط" وفيه بزيع أبو الخليل، وهو ضعيف" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[7/ 136]: "رواه أبو يعلى الموصلى بسندٍ ضعيف لضعف بزيع" وقال الحافظ في "المطالب"[رقم 3115]، بعد أن عزاه لأبى يعلى:"بزيع ضعيف جدًّا".
وبزيع هذا تركه الدارقطنى وغيره. وقال الحاكم: "يروى أحاديث موضوعة، ويرويها عن الثقات" وقال أبو نعيم: (روى أحاديث موضوعة) وهذا الحديث قد أنكره عليه ابن عدى، وساقه له في "كامله" وقال عنه أبو حاتم أيضًا:"ذاهب الحديث"، وقال ابن حبان في "المجروحين" [1/ 199]:"يأتى عن الثقات بأشياء موضوعة كأنه المتعمد لها" ثم قال: "وقد روى بزيع هذا عن محمد بن واسع وثابت البنانى وأبان عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:=
3444 -
حَدَّثَنَا الحسن بن الصباح البزار، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس، قال: وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، فلما أصبح قيل: يا رسول الله، إن أثر الوجع عليك لبينٌ، قال:"إنى عَلَى مَا تَرَوْنَ، قَدْ قَرَأْتُ الْبَارِحَةَ السَّبْعَ الطّول".
= "مَنْ بلغه عن الله عز وجل أو عن النبي صلى الله عليه وسلم فضيلة، كان منى أو لم يكن؛ فعمل بها رجاء ثوابها أعطاه الله عز وجل ثوابها" ثناه أحمد بن يحيى بن زهير، ثنا محمد بن يحيى الأزدى، ثنا الهيثم بن خارجة، ثنا بزيع أبو الخليل عن محمد بن واسع وثابت وأبان
…
".
قلت: وهو بهذا اللفظ ومن طريق ابن حبان: أخرجه ابن الجوزى في "الموضوعات"[3/ 153]، ثم قال:"هذا حديث موضوع، قد وضعه من عزم على وضْغِ أحاديث "الترغيب"
…
ثم قال: (فالمتهم بوضعه بزيغ؛ وقد ذكرنا عن الدارقطنى أنه قال: "متروك" وقال ابن عدي: "كل أحاديثه منكرات لا يتابعه عليها أحد".
وللحديث بهذا اللفظ والذى قبله شواهد ساقطة الأسانيد جدًّا، راجع الكلام على بعضها في "الضعيفة"[1/ 647، 653]، واللَّه المستعان.
3444 -
ضعيف: أخرجه، ابن خزيمة [1136]، وابن حبان [319]، والحاكم [1/ 451]، وابن أبى الدنيا في "قيام الليل"[رقم 480]، والبيهقى في "الشعب"[2/ رقم 2427]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم"[رقم 529]، وغيرهم من طرق عن المؤمل بن إسماعيل عن سليمان بن المغيرة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلت: وهذا إسناد منكر. قال الهيثمى في "المجمع"[2/ 557]: "رواه أبو يعلى، ورجاله ثقات" كذا قال، والمؤمل بن إسماعيل وإن وثقه بعضهم، إلا أن التحقيق بشأنه: أنه صدوق في الأصل، صُلْبٌ في السنة، غير أنه كان كثير الأوهام فاحش الخطأ.
وقد خولف في وصله؛ خالفه أبو أسامة حماد بن أسامة - وهو أوثق منه وأثبت وأحفظ - فرواه عن سليمان بن المغيرة عن ثابت به مرسلًا، هكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات"[2/ 209]، هذا هو المحفوظ عن سليمان بلا تردد، فقول الحاكم عقب روايته الطريق الأول:"هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه" وهم مضاعف.=
3445 -
حَدَّثَنَا الحسن بن الصباح، حدّثنا مؤملٌ، عن حماد، عن ثابت، عن أنس، قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال في خطبته: "لا إيمَانَ لمِنْ لا أَمَانَةَ لَهُ، وَلا دِينَ لمِنْ لا عَهْدَ لَهُ".
3446 -
حَدَّثَنَا الحسن بن الصباح البزار، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، عن حماد، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَنْ سَأَلَ الشَّهَادَةَ صَادِقًا مِنْ قلبهِ أَعْطَاهُ الله أَجْرَ شَهِيدٍ، وَإن ماتَ عَلَى فِرَاشِهِ".
3447 -
حَدَّثَنا شيبان، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لمَّا عُرِجَ بِى إلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ، إذَا أَنَا بِإبرَاهِيمَ مُسْنِدًا ظَهْرَهُ إلَى الْبَيْتِ المعْمُورِ، وَإذَا هوَ يَدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ لا يَعُودُونَ إلَيْهِ".
= أما تصحيحه فقد عرفت ما فيه، ثم لو سلم كونه صحيحًا ما كان على شرط مسلم ولا في المنام؛ لأن المؤمل بن إسماعيل ليس من رجال مسلم أصلًا، ولو كان من رجاله؛ فليس له رواية عن سليمان بن المغيرة في "صحيحه" أصلًا، وكان الإمام الألبانى قد قوى هذا الحديث وأورده في (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم)، ثم تراجع عن ذلك - يرحمه الله - وأعله في "تعليقه على صحيح ابن خزيمة"[2/ 177]، وفصل الكلام عليه في "الضعيفة"[8/ 461].
ووجدت للحديث شاهدًا مرسلًا أيضًا عند ابن سعد في "الطبقات"[2/ 208 - 209]، وسنده ضعيف مع إرساله. واللَّه المستعان.
3445 -
ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 2863].
3446 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3372].
3447 -
صحيح: أخرجه مسلم [162]، وأحمد [3/ 148، 153]، والحاكم [2/ 508]، وابن أبى شيبة [36570]، والنسائى في "الكبرى"[11530]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1210]، وتمام في "فوائده"[رقم 69]، وأبو عوانة [رقم 259]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 717/ 718].
والطبرى في "تفسيره"[11/ 480]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به
…
=
3448 -
حَدَّثنَا شيبان، حدّثنا محمد بن زياد البرجمى، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَنْ كَانَ لَه ثَلاثُ بَنَاتٍ أَوْ ثَلاثُ أَخَوَاتٍ، فَاتَّقَى اللهَ، وَأَقَامَ علَيهِنَّ، كَانَ مَعِى في الجَنَّةِ هَكَذَا"، وَأوْمَأ بِالسَّبَّاحَةِ وَالْوُسْطَى.
= وليس عند الطبرى وتمام وأحمد في الموضع الثاني والحاكم وعبد بن حميد: رؤية إبراهيم عليه السلام في السماء السابعة
…
وهو عند مسلم وأحمد في الموضع الأول وأبى عوانة وغيرهم في سياق طويل من قصة الإسراء والمعراج. وقد مضى بعضه من طريق ثابت [برقم 3375].
قلتُ: وهذا الحديث لم يسمعه أنس من النبي صلى الله عليه وسلم إنما سمعه بن مالك بن صعصعة المازنى كما بيَّن ذلك قتادة في روايته عن أنس هذا الحديث مطولًا في قصة الإسراء: كما عند البخارى ومسلم وجماعة كثيرة؛ ورواه جماعة عن أنس بن مالك به
…
ولم يذكروا فيه: (مالك بن صعصعة) فيحمل على أن أنسًا كان يرسله ولا يذكر فيه واسطة، ويؤيد هذا: أن أنسًا لم يصرح بسماعه الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم مع كثرة الطرق إليه. وكان أنس ربما ساق الحديث بطوله، وربما اقتصر على فقرة منه فقط كما هنا.
3448 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 156]، والخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1474]، و [رقم 1475]، وغيرهما من طريقين عن محمد بن زياد البرجمى عن ثابت البنانى عن أنس به
…
وعند أحمد في آخره: (وأشار بأصابعه الأربع) بدل: (وأومأ بالسباحة والوسطى
…
).
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، رجاله كلهم ثقات مشاهير سوى محمد بن زياد البرجمى، ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[7/ 258]، ونقل عن أبيه أنه قال:"هو مجهول" وتابعه الذهبى في "الميزان"، لكن ذكره ابن حبان في "الثقات"[7/ 399]، وقال:"روى عنه البصريون" وقال ابن عدى في "الكامل"[1/ 322]، في ترجمة (إسماعيل بن عمرو بن نجيح): "قال لنا عبدان - هو الأهوازى الحافظ - سألت الفضل بن سهل الأعرج - حافظ مشهور - وابن إشكاب - هو أحمد إشكاب الحافظ الحجة - عن محمد بن زياد البرجمى
…
فقالا: هو من ثقات أصحابنا
…
" وهذا توثيق معتمد جدًّا؛ وقد توبع عليه البرجمى هذا:
1 -
تابعه زياد بن خيثمة عن ثابت عن أنس مرفوعًا بلفظ: (ما من أمتى من أحد يكون له ثلاث بنات أو ثلاث أخوات يعولهن، حتى يبن إلا كان معى في الجنة هكذا؛ وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى).=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 5432]- واللفظ له - والبخارى في "تاريخه"[1/ 83]- وهو عنده مختصر - ومن طريقه الخطيب في المتفق والمفترق [رقم 1476]، من طريق الوليد بن شجاع عن أبيه شجاع بن الوليد عن زياد بن خيثمة به.
قلتُ: وهذا إسناد قوى أيضًا؛ ورجاله رجال الصحيح كما قاله الهيثمى في "المجمع"[8/ 288]، لكن أعله البخارى، فقال عقب روايته: "وقال حماد بن سلمة: أخبرنا ثابت عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا
…
) قال الحافظ في ترجمة (محمد بن زياد البرجمى) في "العجيل"[1/ 364]، بعد أن ساق له بعضًا من هذا الحديث نقلًا عن (مسند أحمد) قال:(قلت: قد ذكر البخارى علته - يعنى علة الحديث - بأن زياد بن خيثمة تابعه - يعنى تابع البرجمى - عن ثابت، وخالفهما حماد بن سلمة، وهو أثبت الناس في ثابت، فرواه عنه عن عائشة - رضى الله عنها - منقطعًا).
قلتُ: يعنى بالانقطاع ما بين ثابت وعائشة، كأنه ما صح سماعه منها، لكن يزيد الوجه الأول عن ثابت: أن حماد بن زيد قد رواه أيضًا عن ثابت البنانى عن أنس به
…
ووافق رواية البرجمى وزياد بن خيثمة عن ثابت، فأخرجه أحمد في "مسنده"[3/ 147]، بإسناد صحيح إلى حماد بسنده مرفوعًا بلفظ:(من عال ابنتين أو ثلاث بنات أو أختين أو ثلاث أخوات؛ حتى يمتن أو يموت عنهن؛ كنت أنا وهو كهاتين، وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى) لكن شك حماد فيه فقال: (عن أنس أو غيره).
ومن طريق حماد: أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب"[1378]، نحوه
…
وعنده قول حماد: (ولا أحسبه إلا عن أنس) وأخرجه أيضًا ابن أبى الدنيا في العيال [رقم 110]، من طريق حماد بإسناده به نحوه .... وفيه قول حماد:(وأظنه عن أنس بن مالك).
لكن أخرجه ابن حبان [447]، من طريقين عن حماد بن زيد عن ثابتٌ البنانى عن أنس به نحوه
…
دون شك في سنده. وسنده على شرط الشيخين كما قاله الإمام في "الصحيحة"[1/ 529].
فيظهر عندى: أن الحديث محفوظ عن ثابت البنانى من الوجهين جميعًا، فتارة كان يرويه عن عائشة به
…
، وأخرى يرويه عن أنس به
…
وهذا الثاني: هو الذي رواه الجماعة عنه؛ وهكذا رواه بعض الضعفاء أيضًا عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه
…
فانظر "علل أحمد"[3/ 485/ رواية ابنه عبد الله]، وتاريخ بغداد [8/ 314]، وللحديث شواهد أيضًا.=
3449 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا محمد بن عيسى، حدّثنا ثابتٌ البنانى، قال: قلت لأنس: يا أنس، أخبرنى بأعجب شئ رأيته، قال: نعم يا ثابت، خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين فلم يغير عليّ شيئًا أسأت فيه، وإن نبى الله صلى الله عليه وسلم لما تزوج زينب بنت جحش، قالت لى أمى: يا أنس، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح عروسًا، ولا أدرى أصبح له غداءٌ؟ فهلَّم تلك العكة، فأتيتها بالعكة وبتمر، فجعلت له حيسًا، فقالت: يا أنس، اذهب بهذا إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم وامرأته، فلما أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بتور من حجارة فيه ذلك الحيس، فقال: "ضَعْهُ فِي نَاحِيَةِ الْبَيْتِ، وَادْعُ لِي أَبَا بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعَلِيًّا، وَعُثْمَانَ - وَنَفَرًا مِنْ أصْحَابِهِ - ثُمَّ ادْعُ
= ثم رأيت أبا حاتم الرازى: قد رجح رواية حماد بن سلمة على رواية حماد بن زيد، ومعه موسى بن خلف أيضًا، كما في "العلل"[رقم 1212، 2004]، فقال:"رواه حماد بن سلمة عن ثابت عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أشبه بالصواب، وحماد بن سلمة أثبت الناس في ثابت وعليّ بن زيد. . .".
قلتُ: تقديم حماد بن سلمة في ثابت البنانى على أهل الدنيا، فذاك شئ لا مشاحة فيه! وحماد بن زيد وإن كان أتقن وأثبت من حماد بن سلمة من حيث الجملة؛ إلا أنه دونه في ثابت البنانى بلا تردد، لكن مضى أن حماد بن زيد قد تابعه ثقتان عن ثابت عن أنس به. . وهما (محمد بن زياد البرجمى) و (زياد بن خيثمة) ومعهم أيضًا:(موسى بن خلف العمى) وهو صدوق متماسك؛ كما ذكره ابن أبى حاتم في "العلل"[1212، 2054]، وتابعهم جماعة من الضعفاء أيضًا عن ثابت عن أنس به نحوه كما أشرنا إليه قبل؛ وهذه المتابعات - سوى متابعة موسى بن خلف - كأن أبا حاتم لم يقف عليها، ثم إنه لم يجزم بخطأ رواية حماد بن زيد ومن تابعه عن ثابت، ولا جزم بصحة رواية حماد بن سلمة عن ثابت وإنما قال عن رواية حماد:"وهو أشبه بالصواب" وعلل ذلك بكون حماد بن سلمة هو أثبت الناس في ثابت البنانى، وهذا ليس كاليقين في ترجيح رواية حماد بن سلمة على هؤلاء الثقات ومعهم سواهم في هذا الحديث بخصوصه، على أن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة أيضًا.
3449 -
ضعيف بهذا التمام والسياق: أخرجه الطبراني في "الكبير"[24/ رقم 126]، والفريابى في "دلائل النبوة"[رقم 4]، وأبو نعيم في "الدلائل"[رقم 319]، وغيرهم من طريق شيبان بن فروخ عن محمد بن عيسى الهذلى عن ثابت البنانى عن أنس به مطولًا. =
لِي أَهْلَ المسْجِدِ وَمَنْ رَأَيْتَ فِي الطَّرِيقِ"، قال: فجعلت أتعجب من قلة الطعام، ومن كثرة ما يأمرنى أن أدعو الناس، فكرهت أن أعصيه، حتى امتلأ البيت والحجرة، فقال: "يا أَنَسُ، هَلْ تَرَى مِنْ أَحَدٍ؟ " فقلت: لا يا نبى الله، قال:"هَاتِ ذَاكَ التَّوْرَ" فجئت بذلك التور فوضعته قدامه، فغمس ثلاث أصابع في التور، [فجعل التور يربو ويرتفع، فجعلوا يتغدون ويخرجون، حتى إذا فرغوا أجمعون وبقى في التور] نحو ما جئت به، قال: ضعه قدام زينب، فخرجت وأسفقتُ بابًا من جريد. قال ثابتٌ: قلت لأنس: كم ترى كان الذين أكلوا من ذلك التّور؟ قال لى: حسبت واحدًا وسبعين أو اثنين وسبعين.
3450 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لمَّا عُرِجَ بى إِلَى السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ذُهِبَ بِى إِلَى سِدْرَةِ المُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الفِيلة، وَإِذا ثمَرُهَا كَالقِلالِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللهِ مَا غَشِيَهَا، تَغَيَرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِن النَّاسِ يَسْتطِيعُ أَنْ يَنْعَتَهَا مِنْ حُسْنِهَا، فَأَوْحَى إِلَيَّ مَا أَوْحَى".
= قلتُ: وهذا إسناد منكر، ومحمد بن عيسى هو العبدى الهلالى الذي يقول عنه البخارى والفلاس وغيرهما:"منكر الحديث" وقال أبو زرعة: "ضعيف الحديث" وضعفه الدارقطنى وغيره، وقال ابن حبان في "المجروحين" [2/ 256]:"يروى عن محمد بن المنكدر، العجائب، وعن الثقات الأوابد؛ لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد".
والحديث صحيح ثابت دون هذا التمام والسياق. وقد ساقه ابن كثير في "البداية والنهاية"[6/ 110]، من طريق المؤلف به، ثم قال:"وهذا حديث غريب من هذا الوجه، ولم يخرجوه" وهو كما قال. وانظر الماضى [برقم 3332].
3450 -
صحيح: أخرجه مسلم [162]، وأحمد [3/ 148]، وابن أبى شيبة [36570]، وأبو عوانة [رقم 259]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 717، 718]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به مطولًا في قصة الإسراء.
قلتُ: سيأتي بسياقه الطويل [برقم 3499]، وحديث الإسراء لم يسمعه أنس من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يرويه مالك بن صعصعة عن النبي صلى الله عليه وسلم به. . . كما بيَّن ذلك قتادة في روايته للحديث عن أنس عند الشيخين.
3451 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَن هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، كتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، فَإِن عَمِلَهَا، كُتِبَتْ لَهُ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا، لَمْ يُكْتَبْ عَلَيْهِ شَىْءٌ، فَإِنْ عَمِلَهَا، كتِبَتْ لَه سَيِّئَةً وَاحِدَةً".
3452 -
حَدَّثَنَا شيبان، حدّثنا جريرٌ، حدّثنا ثابت، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما نزل عن المنبر وقد أقيمت الصلاة، فيعرض له الرجل فيحدثه طويلًا ثم يتقدم إلى مصلاه.
3451 - صحيح: أخرجه مسلم [162]، وأحمد [3/ 148]، وابن أبى شيبة [36570]، وابن منده في "الإيمان"[رقم 718]، وأبو عوانة [رقم 259]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به في حديث الإسراء الطويل.
قلتُ: وهو والذى قبله جزء من حديث طويل في سياق قصة الإسراء؛ وقد ذكره الهيثمى في "المجمع"[10/ 214]، وعزاه لأبى يعلى قائلًا:"رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح".
ووهم الهيثمى في استدراكه وهو في "صحيح مسلم" كما مضى، وللحديث طرق أخرى عن أنس به مرفوعًا مثله. والطريق الماضى هو أصح طرقه كلها.
3452 -
منكر بهذا السياق: أخرجه الترمذى في "جامعه"[517]، وفى "العلل"[رقم 96]، والنسائى [1419]، وأبو داود [1120]، وابن ماجه [1117]، وأحمد [3/ 119]، [3/ 213]، وابن حبان [2805]، وابن خزيمة [1838]، والحاكم [1/ 427]، والطيالسى [2043]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1260]، وابن أبى شيبة [5319]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "[رقم 28]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 1775]، والإسماعيلى في "المعجم"[رقم 30]، والطحاوى في "المشكل"[9/ 132]، وابن حزم في "المحلى"[5/ 72]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم 671/ أطرافه]، والبيهقى في "سننه"[5642]، وتمام في فوائده [رقم 791، 1059]، وابن الجوزى في "التحقيق"[1/ 506]، وغيرهم من طرق عن جرير بن حازم عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وهو عند جماعة بنحوه. . وهو مختصر عند الطيالسى ومن طريقه الترمذى ولفظه:(كان النبي صلى الله عليه وسلم يكلم بالحاجة إذا نزل عن المنبر).
3453 -
حَدَّثَنا عمرو بن محمد الناقد، حدّثنا الحكم بن سنان العبدى، حدّثنا ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ اللَّهَ قَبَضَ قَبْضَةً فَقَالَ: إِلَى الجَنَّةِ بِرَحْمَتِى، وَقَبَضَ قَبْضَةً فَقَالَ: إِلَى النَّارِ وَلا أُبَالِى".
= قلتُ: هذا الحديث مما أنكروه على جرير بن حازم، فقال الدارقطنى:"تفرد به جرير بن حازم عن ثابت" وقال أبو داود: "الحديث ليس بمعروف عن ثابت، هو مما تفرد به جرير بن حازم" وأقره البيهقى في "سننه"[3/ 224]، وقال الترمذى:"هذا حديث لا نعرفه إلا من حديث جرير بن حازم" ثم قال: "سمعت محمدًا - يعنى البخارى - يقول: وهم جرير بن حازم في هذا الحديث"، والصحيح ما روى ثابت عن أنس قال:"أقيمت الصلاة فأخذ رجل بيد النبي صلى الله عليه وسلم فما زال يكلمه حتى نعس بعض القوم. . ." ثم قال البخارى: "والحديث هوذا؛ وجرير بن حازم ربما يهم في الشئ، وهو صدوق. . .".
قلت: ومثل ذلك نقله عنه الترمذى في "العلل"، ومراد البخارى: أن جريرًا قد وهم فيما أتى به عن ثابت البنانى بهذا السياق، وأن المحفوظ عن ثابت البنانى أن تلك القصة إنما كانت في صلاة العشاء دون الجمعة، فهكذا رواه حماد بن سلمة عن ثابت البنانى كما مضى عند المؤلف [برقم 3306، 3309]، فانظر هناك. وحماد بن سلمة هو أثبت أهل الأرض في ثابت البنانى بل حكى مسلم في كتابه "التمييز" إجماع أهل الحديث وعلمائهم على ذلك.
وقد توبع حماد بن سلمة على ذلك أيضًا: تابعه عليه معمر وعمارة بن زاذان وغيرهما؛ فقول الحاكم عقب روايته: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه" ما هو إلا وهمٌ مضاعف، ومثله قول الذهبى في "تلخيص المستدرك":"على شرطهما" ولم يخرج البخارى ولا مسلم من هذه الترجمة شيئًا قط، لا احتجاجًا ولا استشهادًا، فكيف يكون الحديث على شرطهما؟! وكون رجاله من رجال "الصحيح"؛ لا يلزم منه الصحة كما هو معلوم؛ لكن أصر الحافظ العراقى على صحة هذا الحديث، ورام تعقب البخارى وأبى داود وغيرهما ممن أعله بما مضى عنهم، وتابعه على ذلك العلامة أحمد شاكر في "شرح الترمذى"[2/ 394]، وتابعما الإمام في "الإرواء"[3/ 77]- ثم تراجع أخيرًا - وقد رددنا على الجميع ردًا مُشْبعًا في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار". فاللَّه المستعان.
3453 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3422].
3454 -
حَدَّثَنَا موسى بن حيان، حدّثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن حبيب بن الشهيد، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على قبر.
3455 -
حَدَّثَنَا أبو موسى محمد بن المثنى، حدّثنا أبو داود، حدّثنا شعبة، قال: سمعت ثابتًا يقول: سمعت أنسًا يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَة حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، قال شعبة: فذكرت ذلك لقتادة، فقال: كان أنسٌ، يدعو بهذا الدعاء.
3456 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن
3454 - صحيح: أخرجه مسلم [955]، وابن ماجه [1531]، وأحمد [3/ 130]، وابن حبان [3084]، والدارقطنى في "سننه"[2/ 77]، والبيهقى في "سننه"[6801]، وأبو نعيم في "الحلية"[4223/ 222]، والقطيعى في "الألف دينار"[رقم 49، 167]، والسهمى في "تاريخه"[ص 71]، والخطيب في "تاريخه"[1/ 417]، و [5/ 290]، و [10/ 279]، و [10/ 465]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 137]، وابن عساكر في "تاريخه"[40/ 459]، وابن عبد البر في "التمهيد"[6/ 270]، و [6/ 271]، وأبو زرعة الدمشقى في "الفوائد المعللة"[رقم 185]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 3037]، وجماعة من طريقين عن شعبة عن حبيب بن الشهيد عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وزاد أحمد وابن حبان والدارقطنى والبيهقى والقطيعى والخطيب في الموضع الثاني والثالث وابن عبد البر وأبو زرعة وابن المنذر في آخره:(امرأة بعدما دفنت) لفظ الدارقطنى وابن المنذر؛ وهذه الزيادة عند أبى نعيم والسهمى وابن عساكر، وهو رواية للخطيب بلفظ:(بعدما دفن).
قلتُ: قد اختلف في سنده على شعبة، بل وخولف فيه حبيب بن الشهيد أيضًا. وقد شرحنا كل هذا في "غرس الأشجار" لكن هذا الطريق صحيح محفوظ، وقد حسنه البخارى كما نقله عنه الترمذى في "العلل".
3455 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3274، 3397].
3456 -
ضعيف: أخرجه عبد الرزاق [19688]، ومن طريقه الترمذى في "الشمائل"[رقم 240]، وأحمد [3/ 161]، وابن حبان [5790]، والبيهقى في "سننه"[20961، 11724]، ومؤمل بن إيهاب في "حديثه"[رقم 12]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 375]، =
ثابت، عن أنس، أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا، وكان يهدى للنبى صلى الله عليه وسلم الهدية من البادية، فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج، فقال النبي. صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرَتُهُ" وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه، وكان رجلًا دميمًا فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه، فاحتضنه من خلفه لا يبصره الرجل، فقال: أرسل، من هذا؟ فعرف النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلِ لا يألو حتى ألصق ظهره ببطن النبي حين عرفه، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:"مَنْ يَشْترِى الْعَبْدَ؟ " فقال الرجل: يا رسول الله، إذًا تجدنى كاسدًا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"لَكِنَّكَ عنْدَ اللهِ لَيْسَ بِكَاسِدٍ أَوْ قَالَ عِنْدَ اللَّهِ أَنْتَ غَالٍ".
= والبغوى في "شرح السنة"[6/ 377]، والبيهقى أيضًا في "الآداب"[رقم 329]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة على شرط مسلم، وقد توبع عليه عبد الرزاق: تابعه عليه: هشام بن يوسف عند البخارى في "تاريخه"[3/ 442]، إشارة؛ وذكر أبو نعيم في "المعرفة" أن هشام بن يوسف قد رواه عن معمر عن ثابت وعاصم كلاهما عن أنس به. . .
قال الحافظ ابن كثير في "البداية"[6/ 46 - 47]، بعد أن ساق الحديث من طريق أحمد عن عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس:"هذا إسناد رجاله كلهم ثقات على شرط الصحيحين".
قلتُ: هو على شرط مسلم وحده، ولم يحتج البخارى برواية معمر عن ثابت أصلًا، وإنما أخرج تلك الترجمة في "التعاليق" وحسب، ثم إن الإسناد معلول جدًّا، فقد خولف فيه معمر؛ خالفه حماد بن سلمة - وهو أثبت الناس في ثابت - فرواه عن ثابت البنانى فقال: عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث به مرسلًا، هكذا ذكره أبو نعيم في "المعرفة" وكذا الحافظ في "الإصابة"[2/ 547]، وقال:"وحماد في ثابت أقوى من معمر".
قلتُ: وهذا مما لا يحتاج إلى مزيد تأييد، وقد حكى الإمام مسلم في "التمييز" إجماع أهل الحديث وعلمائهم على: كون حماد بن سلمة هو أثبت الناس في ثابت البنانى، أما معمر: فقد تكلموا في روايته عن ثابت بكلام شديد؛ فنقل ابن رجب في "شرح العلل"[ص 280/ طبعة السامرائى]، عن عليّ بن المدينى أنه قال:"في أحاديث معمر عن ثابت أحاديث غرائب ومنكرة" ونقل عن العقيلى أنه قال: "أنكرهم رواية عن ثابت: معمر" ونقل أيضًا عن ابن معين قوله: "حديث معمر عن ثابت مضطرب كثير الأوهام" فالقول قول حماد بن سلمة بلا تردد، وروايته هي المحفوظة، فالحديث ضعيف لإرساله. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= لكن للحديث شاهد يرويه شاذ بن فياض عن رافع بن سلمة عن أبيه سلمة بن زياد عن سالم بن أبى الجعد عن رجل من أشجع يقال له: زاهر بن حرام قال: "وكان بدويًا لا يأتى النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه إلا بطرفة أو هدية يهديها؛ فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسوق يبيع سلعة له، ولم يكن أتاه؛ فاحتضنه من ورائه بكفيه؛ فالتفت فأبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبل كفيه؛ فقال: من يشترى العبد؟! قال: إذا تجدنى يا رسوك الله كاسدًا، قال: ولكنك عند الله ربيح).
أخرجه أبو نعيم في "المعرفة"[رقم 2709]، ثم ذكر أن زيد بن الخباب قد تابع شاذ بن فياض في روايته عن رافع بن سلمة، وشاذ وزيد كلاهما صدوقان على ما عندهما من أوهام، ورافع بن سلمة جهَّله ابن حزم وأبن القطان الفاسى، لكن روى عنه جماعة من "الثقات"، ووثقه ابن حبان والذهبى والحافظ؛ أما أبوه سلمة بن زياد فقد وثقه ابن معين كما في "الجرح والتعديل"[4/ 161]، فالإسناد لا بأس به إن كان سالم بن أبى الجعد قد سمعه من زاهر بن حرام، فإن سالمًا كثير الإرسال.
ثم وجدت الحديث عند الطبراني في "الكبير"[5/ رقم 5310]، وعنه أخرجه أبو نعيم في "المعرفة" وأخرجه أيضًا البزار في "مسنده"[3/ رقم 2743/ كشف الأستار]، كلاهما من طريق شاذ بن فياض بإسناده به. . وزاد البزار:"فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لكل حاضر بادية، وبادية آل محمد: زاهر بن حرام) وقال البزْار: "لا نعلم روى عن زاهر إلا بهذا الإسناد، وقد ذكر قصته معمر عن ثابت عن أنس أيضًا. ." ثم ساق حديث معمر [2735]، عن ثابت عن أنس به. . ثم قال: "لا نعلم رواه عن ثابت إلا معمر".
قلتُ: قد مضى الكلام على رواية معمر سابقًا؛ وقلنا بكون المحفوظ فيها: هو ما رواه حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث به مرسلًا، وقال الهيثمى في "المجمع"[9/ 616]، بعد أن عزا الحديث للبزار والطبرانى:"ورجاله موثقون" وهو كما قال؛ وهكذ! رأيت البخارى قد أخرج هذا الحديث - معلقًا - في "تاريخه"[3/ 442]، من طريق شاذ بن الفيض عن رافع بن سلمة عن أبيه سلمة بن زياد عن سالم بن أبى الجعد عن زاهر بن حرام به مختصرًا. . .، لكنه أعله قائلًا:"وروى شعيب بن صفوان عن ثابت عن سالم بن أبى الجعد عن النبي صلى الله عليه وسلم ".
ومراده: أن شعيب بن صفوان قد خالف سلمة بن زياد في وصله، فرواه عن ثابت البنانى =
3457 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا زهير بن إسحاق، حدّثنا أبو خلف، عن ثابت، عن أنس، يرفع الحديث، قال:"إِنَّ الحمَّى كُورٌ مِنْ كُؤُورِ جَهَنَّمَ، مَنِ ابْتُلِىَ بِشىْءٍ مِنْهَا كانَتْ حظَّهُ مِنَ النَّارِ".
= عن سالم به مرسلًا، وشعيب بن صفوان هذا مختلف فيه، وقد خالفه حماد بن سلمة كما مضى؛ إذ رواه عن ثابت البنانى فقال: عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث به مرسلًا، وهذا أصح عن ثابت؛ وليس لهذا الحديث طريق موصول ظاهره السلامة: سوى طريق رافع بن سلمة عن أبيه عن سالم بن الجعد عن زاهر بن حرام به. . . وهو طريق صالح كما ذكرنا؛ إلا أننا لم نتحقق من سماع سالم من زاهر. وسالم كان يرسل كثيرًا كما قال الحافظ في ترجمته من "التقريب" فأخشى ألا يكون سمعه من زاهر. فقد عدَّ ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 151]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 375]، زاهر بن حرام من جملة أهل بدر - ونازع الحافظ في هذا "بالإصابة"، - وسالم بن أبى الجعد لا يعرف له سماع من أحد من البدريين قط، نعم: له رواية عن زياد بن لبيد عند ابن ماجه [4048]، وجماعة؛ وزياد هذا بدرى بالاتفاق، لكن جزم البخارى في "تاريخه الصغير" كما في "التهذيب"[3/ 342]، بكون سالم لم يسمع منه. والله المستعان.
3457 -
ضعيف بهذا اللفظ: هذا إسناد تالف، وفيه علتان:
الأولى: زهير بن إسحاق هو السلولى الذي يقول عنه ابن معين: "ليس ذاك بشئ" وضعفه الجماعة إلا أن ابن حبان قد تناكد بشأنه؛ فذكره مرة في "الثقات"[8/ 256]، وتارة أخرى في "المجروحين"[1/ 315]، ومشاه ابن عدى أيضًا، وتضعيف الجماعة أولى بالقبول؛ راجع ترجمته في "اللسان" و"التعجيل".
والثانية: وأبو خلف، لم أتحقق من تمييزه بعد. نعم: جزم حسين الأسد في تعليقه على "المسند الأول"[6/ 175] ، بكونه هو أبا خلف الأعمى حازم بن عطاء الذي كذبه ابن معين فيما نقله عنه ابن الجوزى في "الضعفاء والمتروكين"[3/ 230]، وقال أبو حاتم:"منكر الحديث ليس بالقوى"، وضعفه سائر النقاد، وهو من رجال "التهذيب".
ولا يظهر لى ما جزم به هذا الأسد؛ فأبو خلف الأعمى هذا لم يذكروا من شيوخه سوى أنس بن مالك وحده، ولم يذكروا في الرواة عنه (زهير بن إسحاق)، وأقرب الرواة أن يكون صاحبنا =
3458 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا شعبة، عن ثابت، قال: سمعت أنسًا، يقول لامرأة من أهله: أتعرفين فلانة؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بها وهى تبكى على قبر، فقال لها:"اتَّقِى اللَّهَ وَاصْبِرِى"، فقالت: إليك عنى، فإنك لا تبالى بمصيبتى - ولم تكن تعرفه - فقيل لها: إنه رسول الله فأخذها مثل الموت، فجاءت إلى بابه، فلم تجد عليه بوابًا، فقالت: يا رسول الله، إنى لم أعرفك! فقال لها:"إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أوَّلِ صَدْمَةٍ".
= هنا: هو موسى بن خلف أبو خلف العمى الصدوق المشهور؛ فقد ذكروا من شيوخه: (ثابتًا البنانى).
وللحديث شاهد من رواية أبى أمامة مرفوعًا بلفظ (الحمى من غير جهنم؛ فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار) أخرجه أحمد [5/ 252]، والطبرانى في "الكبير"[8/ رقم 7468]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9843]، وفى "الآداب"[رقم 7371]، وأبو بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 812]، والرويانى في "مسنده"[رقم 1256]، وجماعة غيرهم من طريق أبى صالح الأشعرى عن أبى أمامة به. . .
قال المنذرى في "الترغيب"[4/ 154]: "رواه أحمد بإسناد لا بأس به" كذا قال. وفيه كل البأس، فقد اختلف في سنده على أبى صالح الأشعرى على ثلاثة ألوان، والمحفوظ فيه هو ما رواه سعيد بن عبد العزيز - عالم الشام - عن إسماعيل بن عبد الله بن أبى المهاجر عن أبى صالح الأشعرى عن كعب الأحبار به نحوه موقوفًا عليه.
هكذا أخرجه البيهقى في "سننه"[6384]، والفسوى في "المعرفة"[2/ 483]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[66/ 297]، بإسناد صحيح إلى سعيد به. . . وله شاهد ثان عن أبى ريحانة مرفوعًا به نحوه عند البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9846]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 205]، وابن أبى الدنيا في "المرض والكفارات"[رقم 21]، والبخارى في "تاريخه"[7/ 63]، وابن عساكر في "تاريخه"[33/ 198]، وغيرهم؛ وفى سنده شهر بن حوشب، والكلام فيه طويل الذيل، والتحقيق بشأنه: أنه صدوق كثير المناكير، ولم أتبين سماعه من أبى ريحانة أيضًا، وللحديث شواهد ثابتة لكن دون هذا السياق جميعًا. واللَّه المستعان.
3458 -
صحيح: أخرجه البخارى [1194، 1223، 1240، 6735]، ومسلم [926]، وأبو داود [3124]، والترمذى [988]، والنسائى [1869]، وأحمد [3/ 130، 143، 217]، =
3459 -
حَدَّثَنَا إسحاق بن أبى إسرائيل، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة لعبت الحبشة بحرابهم فرحًا بذلك.
3460 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أنصاف أذنيه.
= والطيالسى [2040]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9701، 9702]، وفى "سننه"[6919، 6920، 20043]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1203]، وأبو القاسم البغوى في الجعديات [رقم 1368]، والقضاعى في "الشهاب"[رقم 249]، وأبو محمد البغوى في "شرح السنة"[3/ 99]، وابن أبى عاصم في الأوائل [رقم 144]، وابن أبى الدنيا في "الصبر والثواب عليه"[رقم 53]، وابن حزم في "المحلى"[5/ 146]، وجماعة من طرق عن شعبة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وهو عند الترمذى وابن أبى عاصم والنسائى والطيالسى والقضاعى بجملته الأخيرة فقط، وهو قوله:(الصبر عند الصدمة الأولى) وهو رواية للبخارى ومسلم وأحمد والبيهقى.
قلتُ: قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح" وله طريق آخر عن أنس به مختصرًا بالجملة الماضية فقط في آخره. . عند ابن ماجه [1596]، والترمذى [987]، وغيرهما، وسنده ضعيف.
3459 -
صحيح: أخرجه عبد الرزاق [19723]، ومن طريقه أبو داود [4923]، وأحمد [2/ 161]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1239]، والبيهقى في "سننه"[13306]، والبغوى في "شرح السنة"[5/ 398]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره على شرط مسلم، وقد توبع عليه معمر؛ تابعه حماد بن سلمة عن ثابت بلفظ:(عن أنس قال: كانت الحبشة يزفنون بين يدى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرقصون ويقولون: محمد عبد صالح، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يقولون: قالوا: يقولون: محمد عبد صالح) أخرجه أحمد [3/ 152]، وابن حبان [5870]، وغيرهما؛ وكذا تابعه سليمان بن المغيرة على نحو سياق حماد بن سلمة عند النسائي في "الكبرى"[4250].
3460 -
صحيح: أخرجه عبد الرزاق [20519، 21033]، ومن طريقه أبو داود [4185]، والنسائى [5061]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1242]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 152]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 399]، وأبو عمرو بن نجيد السلمى في =
3461 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"لا يَتَمَنَّ أَحَدُكُمُ الموْتَ".
= "جزء من حديثه"[48/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 154]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس به.
قلتُ: وسنده على شرط مسلم، وقد توبع عليه عبد الرزاق: تابعه ابن المبارك على مثله عن معمر عند أبى زرعة الدمشقى في "تاريخه"[ص 162]، والمؤلف [برقم 3474]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 155]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 29]، وغيرهم.
وكذا توبع عليه معمر: تابعه حماد بن سلمة عن ثابت بلفظ: (كان شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجاوز أذنيه) أخرجه أحمد [3/ 135، 157]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1258، 1340]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 428 - 429]، وغيرهم. وله طريق آخر عن أنس مثله يأتى [برقم 3743].
3461 -
صحيح: أخرجه عبد الرزاق [20640]، وعنه أحمد [3/ 163]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1246]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[4/ 51]، وغيرهم من طريق عبد الرزاق عن معمر عن ثابت عن أنس به. . . وزاد عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن النجار:(لضر أصابه).
قلتُ: وسنده على شرط مسلم. وقد تويع عليه معمر:
1 -
تابعه شعبة على مثله مع الزيادة، وزاد:(فإن كان لا بد فاعلًا فليقل: اللَّهم أحينى ما كانت الحياة خيرًا لى، وتوفنى إذا كانت الوفاة خيرًا لى).
أخرجه البخارى [5347]، - واللفظ له - ومسلم [2680]، وأحمد [3/ 195، 208]، والطبرانى في "الصغير"[رقم 208]، والبيهقى في "سننه"[6357]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1372]، وابن الجعد [1359]، وعنه ابن أبى الدنيا في المتمنين [رقم 106]، والخطيب في "تاريخه"[5/ 235]، والسلفى في معجم السفر [1/ 142]، والبغوى في "شرح السنة"[3/ 34]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 60]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 74]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 305]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[1/ 66]، وغيرهم. =
3462 -
حَدَّثَنا إسحاق، حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: كنت ساقى القوم في منزل أبى طلحة يوم حرمت الخمر، وكان شرابهم يومئذ الفضيخ: البسر والتمر، فيهم رجال من أصحاب رسول الله، فنادى مناد فقال لى: اخرج فانظر، فخرجت فإذا مناد ينادى: إن الخمر قد حرم، قال: فإذا هي قد جرت في سكك المدينة فجئت فأخبرت أبا طلحة قال: فاخرج فأهرقها، فقال بعض القوم: لقد قتل فلان وفلان وهي في بطونهم، فأنزل الله:{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} [المائدة: 93].
3463 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أثر صفرة، فقال: ما هذا؟ قال: يا رسول الله، إني تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، قال:"بَارَكَ اللهُ لَكَ، أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ".
3464 -
حَدَّثَنا إسحاق، حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على شيء من نسائه ما أولم علي زينب، فإنه ذبح شاةً.
3465 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، أن رجلًا،
= 2 - وتابعه حماد بن سلمة على مثل رواية شعبة: عند أحمد [3/ 247]، ومسلم [2680]، وغيرهما.
3 -
ويونس بن عبيد على نحو رواية شعبة: عند ابن طهمان في "مشيخته"[رقم 54]، ومن طريقه النسائي في "المجتبي"[1822]، وفي "الكبرى"[1948]، والطبراني في "الأوسط"[8/ رقم 8019]، وغيرهم بإسناد صحيح إليه.
وللحديث طرق أخرى عن أنس به. . . فانظر الآتي [برقم 3892]، وانظر الماضي أيضًا [برقم 3227].
3462 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3361، 3362].
3463 -
صحيح: مضي [برقم 3348].
3464 -
صحيح: مضى الكلام [برقم 3349].
3465 -
صحيح: مضي سابقًا [برقم 3281].
قال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال:"وَمَا أَعْدَدْتَ للِسَّاعَةِ؟ " قال: لا، إلا أنى أحب الله ورسوله، قال:"فإِنَّكَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ" قال أنسٌ: فما فرحنا بشئ بعد الإسلام فرحنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ"، قال: فأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبا بكر، وعمر، وأرجو أن أكون معهم بحبى إياهم، وإن كنت لا أعمل بأعمالهم.
3466 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال: مُرَّ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة فأثنى القوم عليها خيرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ" ثم مُرَّ بأخرى فأثنى عليها شرًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وَجَبَتْ" فقيل: يا رسول الله، قد قلت لهذه "وَجَبَتْ" ولهذه "وَجَبَتْ"! قال:"شَهَادَةُ الْقَوْمِ، وَالمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الأَرْضِ".
3467 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا حماد، عن ثابت، قال: أظنه عن أنس، أن أعرابيًا بال في المسجد، فوثب بعض القوم، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُزْرِمُوهُ"، ثم دعا بدلو من ماء فصبه عليه.
3468 -
حَدَّثَنَا إسحاق، حدّثنا عليّ بن أبى سارة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلًا مرةً إلى رجل من فراعنة العرب فقال:"اذْهَبْ فَادْعُهُ لِي" فقال: يا رسول الله، إنه أعتى من ذلك، قال:"اذْهَبْ فَادْعُهُ لِي"، قال: فذهب إليه فقال: يدعوك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرسول [رسول] الله!: وما الله؟ أمن ذهب هو، أمن
3466 - صحيح: مضى [برقم 3352، 3353].
3467 -
صحيح: أخرجه البخارى [5679]، ومسلم [284]، والنسائى [53]، و [329]، وابن ماجه [528]، وأحمد [3/ 226]، وابن خزيمة [296]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1381]، والبيهقى في "سننه"[4036]، وأبو عوانة [رقم 433، 434]، وابن عبد البر في "التمهيد"[24/ 16]، وغيرهم من طريق حماد بن زيد عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وله طرق أخرى عن أنس به نحوه. . . فانظر الآتى [3652].
3468 -
ضعيف بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 3341].
فضة هو، أمن نحاس هو؟ قال: فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك، قال لى كذا وكذا، فقال:"ارْجِعْ إِلَيْهِ الثَّانِيَةَ" فقال له مثلها، فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك! قال:"ارْجِعْ إِلَيْهِ فَادْعُهُ" فرجع إليه الثالثة، قال: فأعاد عليه ذلك الكلام، فبينما هو يكلمه إذ بعث الله سحابةً حيال رأسه، فرعدت، فوقعت منها صاعقةٌ، فذهبت بقحف رأسه، فأنزل الله:{وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ} [الرعد: 13].
3469 -
حَدَّثَنَا هريم بن عبد الأعلى، حدّثنا معتمر بن سليمان، عن سليمان بن المغيرة، حدّثنا ثابتٌ عن أنس، عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك - قال: لقيت عتبان بعد ذلك فحدثنى فأعجبنى فقلت لابنى: اكتبه فكتبه - فقال عتبان، وقد كان ذهب بصره، قلت: يا نبى الله لو أتيتنى فصليت عندى في مكان أتخذه مسجدًا؟ قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يصلى وجعل أصحابه يتحدثون بينهم، قال: فذكرنا ما يلقون من المنافقين من الأذى، فجعلوا عُظْم، ذلك على مالك بن دخشم، وكان يعجبهم أن يحملوا النبي صلى الله عليه وسلم فيدعو عليه فيهلكه الله، فقالوا: يا نبى الله، إن أمره كذا وكذا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"أَلَيْسَ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ؟ " قالوا: إنما يقول ذلك بلسانه وليس له هيئةٌ في قلبه، فقال نبى الله صلى الله عليه وسلم:"إلا يَشْهَدُ أَحَدٌ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنِّى رَسُولُ اللَّهِ فَيُدْخِلُهُ اللَّهُ - أوْ قَالَ: فَتَطْعَمُهُ النَّارُ أَبَدًا" قال معتمرٌ: قال أبى: سمعته من أنس، فما حدثت به أحدًا.
3470 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا بهز بن أسد، حدّثنا حمادٌ، عن
3469 - صحيح: مضى الكلام عليه في (مسند عتبان بن مالك)[برقم 1507].
3470 -
صحيح: أخرجه مسلم [2174]، وأبو داود [4719]، والبخارى في "الأدب"[رقم 1288]، وأحمد [3/ 156، 285]، والقضاعى في الشهاب [2/ رقم 995]، والبيهقى في "الشعب"[5/ رقم 6799]، وفى "الآداب"[رقم 232]، والرويانى في "مسنده"[رقم 1362]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 439]، وأبو جعفر بن البخترى في =
ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معه إحدى نسائه فمر به رجلٌ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّهَا زَوْجَتَىَّ فُلانَةٌ" فقال: يا نبى الله، من كنت أظن به فلم أكن أظن بك! فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِى مِن ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ".
3471 -
حَدَّثَنا أبو عبد الرحمن الأذرمى، حدّثنا أبو قطن، حدّثنا مباركٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: ما رأيت رجلًا قط التقم أذن رسول الله صلى الله عليه وسلم فينحى رأسه، حتى ينحى الرجل رأسه، وما رأيت أحدًا قط أخذ بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيترك يده، حتى يكون
= "الجزء المنتقى من السادس عشر من حديثه"[رقم 23/ ضمن مجموع مؤلفاته]، والطحاوى في "المشكل"[1/ 61]، والخطيب في "الأسماء المبهمة"[ص 35]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . نحوه.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه ابن بطة في "الإبانة"[2/ رقم 1465]، وله شاهد من حديث صفية - رضى الله عنها - عند البخارى ومسلم وأبى داود وابن عاجه وجماعة كثيرة.
• تنبيه: الحديث مختصر عند أبى داود، والقضاعى بالفقرة الأخيرة منه فقط، وهى قوله:(إن الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم).
3471 -
ضعيف بهذا السياق: أخرجه أبو داود [4794]، وابن حبان [6435]، والبيهقى في "الشعب"[6/ رقم 8131]، وفى "الدلائل"[رقم 263]، وفى "الآداب"[رقم 163]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "[رقم 27]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 1288]، وغيرهم من طرق عن أبى قطن عمرو بن الهيثم عن المبارك بن فضالة عن ثابت البنانى عن أنس به. . .
وليس عند أبى داود ومن طريقه البيهقى في "الشعب" وفى "الدلائل" وأبى الشيخ وابن الأعرابى: الفقرة الأخيرة منه: (وما مسَسْتُ قط. . . إلخ).
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف، رجاله كلهم ثقات سوى المبارك بن فضالة، فهو مختلف فيه إلا أنه صدوق متماسك على التحقيق؛ غير أنه كان شديد التدليس كما قاله أبو داود، ووصفه غير واحد من النقاد بالتدليس أيضًا، وقد عنعه كما ترى، وله طريق آخر عن أنس ببعضه عند الترمذى [2490]، وابن ماجه [3716]، وجماعة. وسنده منكر، والحديث ضعيف بهذا التمام؛ والفقرة الثالثة منه: لها طرق أخرى صحيحة عن ثابت البنانى. . . مضى بعضها [برقم 3400].
الرجل هو الذي يترك يده، وما مسست قط ألين من جلد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما وجدت رائحةً قط أطيب من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3472 -
حَدَّثَنَا إبراهيم بن الحجاج، حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن امرأةً كان في عقلها شئٌ، فقالت: يا رسول الله، إنى لى إليك حاجةٌ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يَا أُمَّ فلانٍ، خُذِى بِأَيِّ الطَرِيقِ شِئْتِ، فَقُومى فِيهِ حَتَّى أَقُومَ مَعَكِ" فخلا معها رسول الله صلى الله عليه وسلم يناجيها حتى قضت حاجتها.
3473 -
حَدَّثَنَا أبو كريب محمد بن العلاء، حدّثنا معاوية بن هشام، حدّثنا منهال بن خليفة، عن ثابت، عن أنس، قال: حدَّث نبى صلى الله عليه وسلم بحديث، فما فرحنا بشئ مذ عرفنا الإسلام أشد من فرحنا به، قال:"إِنَّ المُؤْمِنَ لَيُؤْجَرُ فِي إِمَاطَتِهِ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ، وَفِى هِدَايَتِهِ السَّبِيلَ، وَفِى تَعْبِيرِهِ عَنِ الأَرْثَمِ، وَفِى مِنْحَةِ اللَّبَنِ، حَتَّى إِنَّه لَيُؤْجَرُ فِي السِّلعَةِ تَكُونُ مَصْرُورَةً فِي ثَوْبِهِ فَيَلْمَسُهَا، فَتُخْطِئُهَا يَدُهُ".
3472 - صحيح: أخرجه مسلم [2326]، وأبو داود [4819]، وأحمد [3/ 285]، وابن حبان [4527]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1349]، وابن أبى الدنيا في "التواضع والخمول"[رقم 194]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 285]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1502]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "[رقم 24]، وأبو نعيم في "الدلائل"[رقم 120]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وسنده كالذهب، وقد توبع ثابت البنانى على نحوه عن أنس: تابعه حميد الطويل عند أبى داود والترمذى في "الشمائل"[رقم 332]، وأحمد [3/ 119، 214]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 419]، وأبى بكر الشافعي في "الغيلانيات"[رقم 886]، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[4/ 88 - 89] و [15/ 252]، وغيرهم.
3473 -
منكر: أخرجه ابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[2/ رقم 821]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 9952، 11170]، وفى "الآداب"[رقم 745]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 957 / كشف الأستار]، والحافظ في "الأمالى"[ص 117]، وغيرهم من طرق عن المنهال بن خليفة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وعند الجميع: (وفى تعبير لسانه عن الأعجمى. .) بدل قوله: (وفى تعبيره عن الأرثم) وزادوا جميعًا بعدها: (وإنه ليؤجر في إتيانه أهله. . .) وزادوا أيضًا: (فيخفق لها فؤاده، فيرد عليه؛ فيكتب له أجرها. . .) لفظ ابن نصر، وهذه الزيادة بعد قوله:(فيلمسها فتخطئها يده. .).
قلتُ: هكذا رواه معاوية بن هشام ومحمد بن سابق وأبو أحمد الزبيرى ثلاثتهم عن المنهال بن خليفة به. . . على الوجه الماضى؛ وخالفه جميعًا حفص بن عمر بن الصباح، فرواه عن سعد بن حفص الكوفي فقال: عن المنهال بن خليفة عن سلمة بن تمام عن ثابت البنانى عن أنس به .. نحو رواية الجماعة دون المؤلف. فزاد فيه واسطة بين المنهال وثابت.
هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط"[4/ رقم 3530]، حدّثنا حفص بن عمر الكوفي به. . .
ثم قال: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا سلمة بن تمام الشقرى أبو عبد الله؛ تفرد به المنهال بن خليفة".
قلتُ: وهذا الوجه وَهَمٌ من حفص بن عمر بن الصباح، وهو محدث مشهور صدوق في نفسه إلا أنه ليس بالمتقن كما يقول الذهبى في "سير أعلام النبلاء"[13/ 406]، وأورده في "الميزان" ثم نقل عن أبى أحمد الحاكم أنه قال:(حدث بغير حديث لم يتابع عليه) وهذا الحديث أراه منها؛ لأن شيخه سعد بن حفص الكوفي شيخ ثقة مشهور من رجال البخارى والنسائى؛ فاتجه الحمل عليه في ذلك الوهم.
والمحفوظ في هذا الحديث هو الوجه الأول؛ وقد مضى قول الطبراني: "تفرد به المنهال بن خليفة" وقال البزار عقب روايته: "لا نعلم رواه عن ثابت إلا المنهال وهو ثقة" وقال الهيثمى في "المجمع"[3/ 327]: "في إسناده: المنهال بن خليفة وثقه أبو حاتم وأبو داود والبزار وفيه كلام".
كذا قال الهيثمى، وقد أساء فهمًا؛ فإن المنهال لم يوثقه على التحقيق سوى البزار وحده كما مضى عنه، وأما أبو حاتم الرازى: فما وثقه ولا كاد بل قال عنه كما في "الجرح والتعديل"[8/ 357]: "صالح يكتب حديثه" وهذا لا يفهم منه التوثيق أصلًا بل هو إلى التضعيف أقرب، وقد نص على ذلك ابن أبى حاتم في تقدمة "الجرح والتعديل"[2/ 37]، قال:". . . وإذا قيل: صالح الحديث؛ فإنه يكتب حديثه للاعتبار" أما أبو داود فإنه قال عن المنهال كما في "سؤالات الآجرى"[رقم 195]: "جائز الحديث" وهذا ليس توثيقًا أيضًا، بل غايته أن يكون صاحب هذه العبارة بمنزلة (الصدوق) وحسب، وكأن الهيثمى قد فهم توثيق مَنْ دون البزار للمنهال بن خليفة =
3474 -
حَدَّثَنَا أبو همام، حدَّثنا عبد الله بن المبارك، أخبرنى معمرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: كانت للنبى صلى الله عليه وسلم شعرةٌ إلى أنصاف أذنيه.
3475 -
حَدَّثَنَا أبو ياسر عمار بن نصر، حدّثنا يوسف بن عطية، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"مَثَلُ المُؤْمِنِ مَثَلُ السُّنْبُلَةِ تَمِيلُ أَحْيَانًا وَتَسْتَقِيمُ أَحْيَانًا، وَمَثَلُ أُمَّتِي كمَثل المطَرِ لا يُدْرَى أَوَّلُهُ خَيْرٌ أَوْ آخِرُهُ".
= من قول المنذرى في "ترغيبه"[3/ 378]، بعد أن ذكر الحديث:"في إسناده المنهال بن خليفة، وقد وثقه غير واحد" وهذا مجازفة كما قد عرفت، ثم إن المنهال هذا الصواب بشأنه: أنه ضعيف صاحب مناكير عن "الثقات"، فقد ضعفه النسائي، وابن معين والدولابى، والحاكم "الكبير" وغيرهم، بل قال البخارى:"فيه نظر" وقال في موضع آخر: "حديثه منكر" وقال ابن حبان في "المجروحين"[3/ 30]: "كان ممن ينفرد بالمناكير عن المشاهير؛ لا يجوز الاحتجاج به. ." وقال الحافظ في "التقريب": "ضعيف" وهو من رجال "التهذيب"؛ وبه صار هذا الحديث بذاك السياق منكرًا، وإن كان لبعض فقراته شواهد ثابتة، فقول الحافظ في "أماليه المطلقة":"هذا حديث حسن" غير حسن، ثم قال عن المنهال:"مختلف في توثيقه وتجريحه؛ لكن قال أبو حاتم "يكتب حديثه" فحديثه على هذا حسن. .".
كذا يتساهل الحافظ في "أماليه المطلقة" حتى كأنه ليس بالذى أعرف، ومتى كانت مقولة أبى حاتم المذكورة تجعل حديث مَنْ قِيلَتْ فيه حسنًا؟! بل هي من عبارات التلْيين كما يعرف ذلك الحافظ نفسه، ثم لو صح أن أبا حَاتم قد مشَّى المنهال مطلقًا، لم يكن تمشيته له مقدمة على تضعيف الجماعة، لاسيما وقد وسمه غير واحد برواية المناكير حتى قال البخارى:"حديثه منكر" وقال مرة أخرى: "فيه نظر" ولا يشفع لتحسين حديثه هذا أن ثم ما يشهد لبعض فقراته من صحاح الأخبار والحافظ رَخْوٌ في كلامه على الأسانيد والنقلة في "أماليه" وهذا شئ ما عهدناه منه في أحد مؤلفاته الأخرى على ذاك النحو، فَلْيُنتبَه لهذا، والله المستعان.
3474 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 3460].
3475 -
ضعيف: مضى الكلام عليه [برقم 3475]، بشطره الأول فقط، أما شطره الثاني:(ومثل أمتى كمثل المطر. . . إلخ) فسيأتى من هذا الطريق بعينه عند المؤلف [برقم 3717]، وهناك يكون تفصيل الكلام عليه بعون الله وتوفيقه.
3476 -
حَدَّثَنَا أبو ياسر عمار، حدّثنا يوسف، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يُوَقِّرْ كبِيرَنَا، وَيَرْحمْ صَغِيرَنَا".
3476 - صحيح: هذا إسناد منكر، آفته يوسف بن عطية هذا، فهو متروك الحديث عند أكثر النقاد، وكان يروى عن ثابت البنانى أحاديث مناكير كما قاله الحاكم "الكبير" كما في "التهذيب"[11/ 419]، ونحوه ابن عدى في "الكامل"[7/ 153]، وقال البخارى:(منكر الحديث) وضعفه سائر النقاد، لكنه توبع عليه مثله، تابعه زائدة بن أبى الرقاد عند البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10982]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 184]، وابن الأعرابى في "المعجم"[رقم 877]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 328]، وابن النجار في "ذيل تاريخ بغداد"[4/ 152]، وغيرهم من طرق عن خالد بن خداش عن زائدة عن ثابت عن أنس به. . . وعند البيهقى:(يعظم كبيرنا) بدل: (يوقر).
قلتُ: وهذه متابعة ساقطة وزائدة هذا منكر الحديث كما قاله البخارى والنسائى وغيرهما، واعتمد ذلك الحافظ في "التقريب" وضعفه جماعة لكثرة ما يأتى به من المناكير عن المشاهير، وقد مشاه من لا يعرف حقيقة حاله. وللحديث طرق أخرى عن أنس بن مالك به.
1 -
فرواه زربى بن عبد الله الأزدى عن أنس به. . . وزربى هذا منكر الحديث، ويأتى الكلام على روايته [برقم 4241، 4242].
2 -
ورواه عبيد بن عبد الله بن جحش عن جنادة بن مروان عن الحارث بن النعمان عن أنس به. . . مثله. . . وزاد: (ويؤاخى فينا ويزور) أخرجه الطبراني في "الأوسط"[5/ رقم 4812]، من طريق شيخه عبيد بن عبد الله به.
قلتُ: وهذا إسناد منكر؛ عبيد بن عبد الله بن جحش من مجاهيل مشيخة الطبراني، وجنادة بن مروان ضعفه أبو حاتم الرازى، ووثقه ابن حبان. راجع "اللسان"[2/ 139].
والحارث بن النعمان منبهر الحديث كما قاله البخارى والأزدى، وضعفه غيرهما، أما ابن حبان فتناقض بشأنه؛ فأورده مرة في "الثقات" وأخرى في "الضعفاء" ولعل ذلك من تغير الاجتهاد، والحارث من رجال الترمذى وابن ماجه. راجع "التهذيب"[2/ 160].
3 -
ورواه يعلى بن عباد عن عبد الحكم بن عبد الله القسملى عن أنس به. . مثله. . . عند الحارث في "مسنده"[2/ رقم 798/ زوائد الهيثمى]، وفى "عواليه"[رقم 29]، ومن طريقه أبو نعيم في نسخة يعلى بن عباد [رقم 5/ ضمن مجموع أجزاء حديثية]. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وسنده واهٍ جدًّا، يعلى بن عباد هذا ضعفه الدارقطنى ووثقه ابن حبان، وشيخه عبد الله القسملى منكر الحديث كما قاله البخارى وأبو حام والساجى وغيرهم. وقال ابن حبان في "المجروحين" [2/ 143]:"كان ممن يروى عن أنس ما ليس من حديثه، ولا أعلم له معه مشافهة، لا يحل كتابه حديثه إلا على جهة التعجب" وقال أبو نعيم في "الضعفاء"[ص 206]: "روى عن أنس نسخة منكرة لا شئ" وهو مترجم في "التهذيب" تمييزًا.
4 -
ورواه روح بن عبد الواحد عن خليد بن دعلج عن الحسن البصرى عن أنس به مثله. . . عند تمام في "فوائده"[رقم 315]، وسنده ساقط، روح بن عبد الواحد يقول عنه أبو حاتم:"ليس بالمتقن؛ روى أحاديث فيها صنعة" فيها صنعة؟! يعنى فيها افتعال، وقول أبى حاتم عند الحافظ في "اللسان"[2/ 466]، هكذا:"روى أحاديث متناقضة" وقال العقيلى في "الضعفاء"[2/ 58]: "لا يتابع على حديثه" وغمزه ابن عدى أيضًا في ترجمة خليد بن دعلج من "الكامل" كما في "اللسان".
وشيخه خليد ضعفه سائر النقاد حتى قال الساجى: "مجمع على تضعيفه" وكان مع ضعفه صاحب مناكير أيضًا، وهو مترجم في "التهذيب" تمييزًا، والطريق إلى روح بن عبد الواحد عند تمام: فيه من لا أعرف أيضًا.
ثم وجدت ابن عدى قد روى هذا الحديث في "الكامل"[3/ 48]، بإسناد صحيح إلى روح بن عبد الواحد به. . . إلا أنه قال: عن خليد بن دعلج عن قتادة عن أنس به. . .، فأسقط منه (الحسن) وأبدله بـ (قتادة) ولعل هذا من تلوُّن خليد في سنده، وهو يروى مناكير عن قتادة كما أشار أبو حاتم الرازى في "الجرح والتعديل"[3/ 384].
5 -
ورواه أبو الشيخ ابن حيان عن محمد بن يعقوب الغزال عن عبد الله بن عمر أخى رستة عن عبيد بن واقد عن عبد القدوس صاحب أنس عن أنس به. . . مثله. . وزاد في أوله قصة: أخرجه أبو نعيم في "أخبار أصبان"[1/ 313]، من طريق أبى الشيخ به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف منكر. محمد بن يعقوب الغزال شيخ أصبهانى مجهول الحال، وعبيد بن واقد ضعفه أبو حاتم الرازى في "الجرح والتعديل"[6/ 5]، وأورده ابن عدى في "الكامل"[5/ 352]، وساق له جملة من أفراده ثم قال في ختام ترجمته:"له غير ما ذكرت من الحديث، وعامة ما يرويه لا يتابع عليه" وقال في ترجمة إسماعيل بن يعلى من "الكامل"[1/ 316]: "وعبيد بن واقد شيخ بصرى. . . في جملة الضعفاء". =
3477 -
حَدَّثَنَا عمارٌ، حدّثنا يوسف، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى بجنازة ليصلى عليها، قال:"هَلْ عَلَيْهِ دَيْنٌ؟ " قالوا: نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ جِبْرِيلَ نَهَانِى أَنْ أُصَلِّىَ عَلَى رَجُلٍ عَلَيْهِ دَيْنٌ، وَقَالَ: إِنَّ صَاحِبَ الدَّيْنِ مُرْتَهَنٌ فِي قَبْرِهِ، حَتَّى يُقْضَى عَنْهُ دَيْنُهُ" فأبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلى عليه.
= وشيخه عبد القدوس لم يظهر لى تمييزه بعد، وإنما ذكره المزى في شيوخ عبيد بن واقد من "التهذيب"[19/ 245] ولقبه بـ (صاحب أنس) وربما كان هو عبد القدوس بن حبيب الكلاعى المترجم في "اللسان"[4/ 45 - 47].
فهذا ما وقفت له من طرق عن أنس بن مالك، وكلها واهية كما مضى. لكن للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة مثله، يصح بها الحديث بلا تردد؛ لاسيما ومنها ما هو مستقيم الإسناد مستو؛ كحديث عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعًا عند أبى داود [4943] وأحمد [2/ 222]، والحاكم [1/ 131]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 354] ، وجماعة غيرهم؛ وكحديث عبادة بن الصمات مرفوعًا عند الحاكم [1/ 211]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 185]، وغيرهما.
وكحديث أبى هريرة عند البخارى في "الأدب المفرد"[رقم 353]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10979]، والحاكم [4/ 197]، وابن أبى الدنيا في "العيال"[رقم 186]، وغير هم. وله شواهد كثيرة غير هذه، وراجع "الصحيحة"[5/ 230]، و"التعليق الرغيب"[1/ 66]، كلاهما للإمام.
3477 -
ضعيف جدًّا: هذا إسناد منكر. قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 152]: "رواه أبو يعلى وفيه من لم أعرفه" كذا قال: ورجاله كلهم معرفون مشهورن؛ فشيخ المؤلف عمار: هو عمار بن نصر أبو ياسر السعدى البغدادى الصدوق المعروف من رجال "التهذيب"، فلا يشتبه عليك بعمار أبى ياسر المستملى المتروك.
وأما يوسف: فهو ابن عطية الصفار ذلك المتروك المشهور، وعنه يقول الساجى:"كان يغير أحاديث ثابت عن الشيوخ؛ فيجعلها عن أنس" وقال الحاكم: "روى عن ثابت أحاديث مناكير" وقد أورده ابن عدى في "الكامل"[7/ 152 - 153]، وساق له جملة من مناكيره عن ثابت البنانى، ثم قال:"وهذه الأحاديث عن ثابت، وله غير هذا عن ثابت، وكلها غير محفوظة" وقال في ختام ترجمته: "وليوسف بن عطية غير ما ذكرت من الحديث عن ثابت، وعن غيره،=
3478 -
حَدَّثَنَا أبو ياسر، حدّثنا يوسف بن عطية، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"الخلْق عِيَالُ اللهِ، فَأَحَبُّ خَلْقِهِ إِلَيْهِ أَنْفَعُهُمْ لِعِيَالِهِ".
3479 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن زنجويه، حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمرٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، قال الحجاج بن علاط: يا رسول الله، إن لى بمكة مالا، وإن لى بها أهلًا، وإنى أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء، قال: فأتى امرأته حين قدم، فقال: اجمعى ما كان عندك، فإنى أريد أن أشترى من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم، قال: وفشا ذلك بمكة، فأوجع المسلمين، وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا، وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب، فعقر في مجلسه وجعل لا يستطيع أن يقوم. قال معمرٌ: فأخبرنى الجزرى، عن مقسم، قال: فأخذ العباس ابنًا له يقال له: قثمٌ، وكان شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستلقى، فوضعه على صدره، وهو يقول:
حبى قثم شبيه ذى الأنف الأشم
…
بادى النعم برغم [أنف] من رغم
= وعامة حديثه مما لا يتابع عليه" وقد تركه جماعة كما مضى الإشارة إليه؛ وهو آفة هذا الحديث، وقد أشار المنذرى إلى ضعفه في "الترغيب" [2/ 378]، بقوله: "ورُوىَ عن أنس. . ." وله طريق آخر عن أنس مع اختلاف في سياقه: يأتى عند المؤلف [برقم 4244]، وهناك يكون الكلام عليه.
3478 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 3315، 3370].
3479 -
صحيح: أخرجه النسائي في "الكبرى"[8646]، وأحمد [3/ 138]، وابن حبان [4530]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 3196]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1288]، والبيهقى في "سننه"[18235]، وفى "الدلائل" عقب [رقم 1617]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1823]، والحربى في "غريب الحديث"[3/ 993]، وابن عساكر في "تاريخه"[12/ 102 - 103]، وغيرهم من طرق عن عبد الرزاق - وهذا في "مصنفه" [رقم 9771]- عن معمر عن ثابت البنانى عن أنس به. . مختصرًا بطرف من أوله حتى قوله:(وأظهر المشركون فرحًا وسرورًا) وهو عند الحربى مختصر جدًّا بلفظ: (عن أنس: أخبر الحجاج بن علاط: أن محمدًا صلى الله عليه وسلم قتل، فبلغ العباس! فعقر في مجلسه، وجعل لا يستطيع أن يقوم). =
قال معمرٌ: قال ثابتٌ: قال أنسٌ: ثم أرسل غلامًا له إلى الحجاج بن علاط، فقال: ويلك، ما جئت به، وماذا تقول؟! فما وعد الله خيرٌ مما جئت به قال الحجاج لغلامه: أقرئ أبا الفضل السلام، وقل له: فَلْيُخْلِ لى بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره، فجاء غلامه، فلما بلغ الباب، قال: أبشر أبا الفضل! فوثب العباس فرحًا حتى قبل بين عينيه، فأخبره بما قال الحجاج فأعتقه، ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم، وجرت سهام الله في أموالهم، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيى، واتخذها لنفسه، وخيرها بين أن يعتقها فتكون زوجته، وبين أن تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكن جئت لما كان لى هاهنا، أردت أن أجمعه وأذهب به، فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأذن لى أن أقول ما شئت، فَأخْفِ على ثلاثًا، ثم اذكر ما بدا لك، قال فجمعت امرأته ما كان عندها أمن، حلى ومتاع، فجمعته فدفعته إليه، ثم استمر به، فلما كان بعد ثلاث، أتى العباس امرأة الحجاج؛ فقال: ما فعل
= قلتُ: وهذا إسناد ظاهر الصحة على شرط مسلم، وقد رواه الحاكم أيضًا وصححه كما ذكره الحافظ في "الفتح"[6/ 159]، وأقره عليه الحافظ؛ وكذا صححه ابن عبد البر في "الاستيعاب"[1/ 96]، وقد أخرجه ابن منده أيضًا في "الصحابة" من طريق عبد الرزاق به. . . كما في "الإصابة"[2/ 33].
وقد توبع عليه عبد الرزاق: تابعه عليه محمد بن ثور الصنعانى عن معمر به. . . مطولًا نحوه. . . عند الفسوى في "المعرفة"[1/ 557 - 508، 509]، ومن طريقه البيهقى في "الدلائل"[رقم 1617]، بإسناد صحيح إليه؛ والحديث ذكره ابن كثير في "البداية"[4/ 215 - 216]، ثم قال:"هذا الإسناد على شرط الشيخين؛ ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة سوى النسائي. . .".
كذا قال. والإسناد على شرط مسلم وحده كما مضى؛ ومعمر لم يخرج له البخارى شيئًا في "صحيحه" محتجًا به من روايته عن ثابت البنانى، إنما أخرج تلك الترجمة في التعاليق وحسب؛ وقد تكلم جماعة من النقاد في رواية معمر عن ثابت، منهم ابن معين وابن المدينى والعقيلى وغيرهم، إلا أن مسلمًا قد احتج بها في "صحيحه" فهى على السلامة حتى تظهر كوامن العلل فيها. والله المستعان. =
زوجك؟ فأخبرته أنه قد ذهب، وقالت: لا يحزنك الله يا أبا الفضل، لقد شق علينا الذي بلغك! قال: أجل، لا يحزننى الله، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببناه، قد أخبرنى الحجاج أن الله فتح خيبر على رسوله، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، فإن كان لك حاجةٌ في زوجك فالحقى به قالت: أظنك واللَّه صادقًا! قال: فإنى صادقٌ، والأمر على ما أخبرتك، قال: ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش، وهم يقولون: لا يصيبك إلا خيرٌ يا أبا الفضل، قال: لم يصبنى إلا خيرٌ بحمد الله، قد أخبرنى الحجاج أن خيبر فتحها الله على رسوله، وجرت فيها سهام الله، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، وقد سألنى أن أخفى عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ما كان له ثم يذهب! قال: فرد الله الكآبة التى كانت بالمسلمين على المشركين، وخرج من المسلمين على كان دخل بيته مكتئبًا حتى أتوا العباس، ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو خزى على المشركين.
=• تنبيه:: ليس عند الطبراني، وعنه أبو نعيم في "المعرفة" قول معمر:"فأخبرنى الجزرى عن مقسم قال. . ." إلى آخر البيت المذكور! ثم إن هذه الفقرة المعترضة ضعيفة الإسناد لا تثبت؛ لأن فيها ضعفًا وانقطاعًا:
1 -
أما الضعف: فلكون الجزرى هذا هو عثمان الذي يقال له (المشاهد) لم يرو عنه سوى معمر والنعمان بن راشد وحدهما، ولم يوثقه أحد فيما أعلم، بل نقل ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[6/ 174]، عن الإمام أحمد أنه سئل عن عثمان الجرزى فقال:"روى أحاديث مناكير، زعموا أنه ذهب كتابه".
2 -
وأما الانقطاع: فإن مقسمًا - وهو ابن بجرة - لم يذكروا له سماعًا من العباس بن عبد المطلب، مع كونه كان يرسل عن جماعة من الصحابة قد تأخرت وفاتهم عن وفاة العباس بعشرات الأعوام. راجع ترجمته من "التهذيب"[10/ 289].
[تنبيه آخر]: الحديث أيضًا: أخرجه البزار في "مسنده"[2/ رقم 1816 كشف الأستار]، مطولًا نحو سياق المؤلف به. . . ثم قال:"لا نعلم رواه هكذا إلا معمر، ولا الحجاج إلا هذا" والحجاج هذا: هو ابن علاط السلمى صحابى معروف؛ والحديث ذكره الهيثمى في "المجمع"[6/ 225]، وقال:"رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبرانى، ورجاله رجال الصحيح" وعزاه البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[رقم 4597]، إلى ابن أبى عمر في "مسنده" أيضًا.
3480 -
حَدَّثَنَا عبد الأعلى، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة؛ وثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتًا، فقال:"مَا هَذِهِ الأصْوَاتُ؟ " قالوا: النخل يأبرونه فقال: "لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا لَصَلُحَ"، قال: فأمسكوا فلم يأبروا عامهم، فصار شيصًا، فَذُكرَ ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم فقال:"إِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ، وَإِذَا كَانَ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ".
3481 -
حَدَّثَنَا أحمد بن عمر الوكيعى، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةُ أَهْلِ أَبْيَاتٍ مِنْ جِيرَانِهِ الأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ إِلا خَيْرًا، إِلا قَالَ الله: قَدْ قَبِلْتُ عِلْمَكمْ، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لا تَعْلَمُونَ".
3480 - صحيح: أخرجه مسلم [2363]، ابن ماجه [2471]، وأحمد [3/ 152]، و [6/ 123]، وابن حبان [22]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1167]، وابن حزم في "الإحكام"[1/ 66]، و [6/ 209]، وفى "المحلى"[8/ 286]، والطحاوى في "المشكل"[4/ 197]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، وعن ثابت البنانى عن أنس به. . وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وهذان إسنادان أحدهما شمس والآخر قمر، وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة. منهم: رافع بن خديج عند مسلم [2362]، وجماعة، ومنهم: طلحة بن عبيد الله عند مسلم أيضًا [2361]، وأحمد [1/ 162]، وابن ماجه [2470]، وجماعة.
3481 -
ضعيف: أخرجه أحمد [3/ 242]، وابن حبان [3526]، والحاكم [1/ 534]، والبيهقى في "الشعب"[7/ 9568]، وأبو نعيم في "الحلية"[9/ 252]، والمؤلف في "المعجم"[84]، وغيرهم من طريق المؤمل بن إسماعيل عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . .
قلتُ: وهذا إسناد لا يصح، والمؤمل بن إسماعيل فيه كلام كثير، والتحقيق بشأنه: أنه صدوق في الأصل، إمام في "السنة"، إلا أنه كثير الخطأ راوية للمناكير، ولم يحتج به واحد من صاحبى "الصحيح" أصلًا، فقول الحاكم عقب روايته:"هذا حديث صحيح على شرط الشيخيْن ولم يخرجاه" فما هو إلا قطرة من بحر مجازفاته.
أما قول الهيثمي في "المجمع"[3/ 82]: (رواه أحمد وأبو يعلى. . . ورجال أحمد رجال الصحيح،. . .) فغفلة منه عن كون المؤمل لم يرو له أحد الشيخين احتجاجًا. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= وللحديث طريق آخر عن أنس به نحوه. . . إلا أنه وقع فيه: (فيشهد رجلان من خيرته الأقربين. . .) هكذا أخرجه ابن راهويه [359]، من طريق بقية بن الوليد: حدثنى الضحاك بن حمرة عن صالح الأملوكى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد واه، فإن بقية يدلس التسوية، فلا يكفى تصريحه بالسماع من شيخه فقط.
وأما الضحاك بن حمرة: فهو مختلف فيه، وثقه جماعة، وضعفه آخرون، وقد خولف ابن راهويه في سنده، خالفه عثمان بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، فرواه عن بقية بن الوليد فقال: حدثنى الضحاك بن حمرة عن أنس به نحوه، فأسقط منه (صالحًا الأملوكى) هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل"[4/ 97 - 98]، ثم قال ابن عدى:"هكذا رواه عثمان بن عبد الله عن بقية، ورواه غيره عن بقية عن الضحاك عن صالح الأملوكى".
قلتُ: كأنه يشير إلى رواية ابن راهويه، وهى المحفوظة إن شاء الله؛ فإن عثمان بن عبد الله هذا ترجمه الخطيب في "تاريخه"[11/ 282]، وقال:"كان ضعيفًا، والغالب على حديثه المناكير" وكذا ذكره ابن عدى في "الكامل"[5/ 176]، وقال:"حدَّث في كل موضع بالمناكير عن الثقات" وقال في ختام ترجمته: "ولعثمان غير ما ذكرت من الأحاديث أحاديث موضوعات" وأين هذا من ابن راهويه؟! نعم، لو كان هذا الرجل ثقة، لأمكن أن يكون بقية بن الوليد قد دلس في سنده التسوية، وأسقط منه (صالحًا الأملوكى) إلا أن الأمر ما قد علمت، على أن صالحًا الأملوكى ما وقفت له على ترجمة بعد، ثم رأيت لونًا ثالثًا من الاختلاف في سنده على بقية بن الوليد، فرواه عنه أبو على الحسن بن يوسف فقال: حدثنى الضحاك بن حمرة عن حميد الطويل عن أنس به. . . نحوه. . .، فأسقط منه (صالحًا الأملوكى) وأبدله بـ (حميد الطويل) هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه"[7/ 455]، بإسناد صحيح إلى ابن يوسف به.
قلتُ: وابن يوسف هذا ترجمه الخطيب في "تاريخه" ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، سوى أن ساق له هذا الحديث. والمحفوظ هو الوجه الأول من رواية ابن راهويه عن بقية.
وللحديث شاهد من رواية أبى هريرة مرفوعًا نحوه. . إلا أنه قال: (فيشهد له ثلاثة أهل أبيات. . .) بدل: (أربعة) أخرجه أحمد [2/ 284، 408]، وفى سنده شيخ لم يُسمّ.
وللحديث شواهد صحيحة ثابتة ولكن دون هذا السياق جميعًا، فانظر الحديث الماضى [برقم 145، 3352، 3466]، والآتى [برقم 3760، 5979].
3482 -
حَدَّثَنَا عمار أبو ياسر، حدّثنا سلامٌ أبو المنذر، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ والطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِى فِي الصَّلاةِ".
3482 - ضعيف بهذا التمام: أخرجه النسائي [3939]، وأحمد [3/ 128، 199]، [3/ 285]، والطبرانى في "الأوسط"[5/ رقم 5203]، والبيهقى في "سننه"[13232]، وابن نصر في "تعظيم قدر الصلاة"[رقم 322، 323]، وأبو عوانة [3261]، وأبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 678]، وابن أبى عاصم في "الزهد"[رقم 234]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 7]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 398]، والعقيلى في "الضعفاء"[2/ 160]، وغيرهم من طرق عن سلام بن سليمان أبى المنذر القارئ عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد صالح إلا أنه معلول؛ قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن ثابت إلا سلام أبو المنذر" كذا قال، فإن كان يريد بهذا: أنه لم يروه عن ثابت موصولًا أحد يعتد به إلا سلام أبو المنذر، فهو كما قال، وإلا فقد رواه جماعة آخرون عن ثابت به. . . منهم:
1 -
جعفر بن سلميان الضبعى عند النسائي [3940]، والحاكم [2/ 174]، وأبى عوانة [رقم 3262]، - معلقًا - ومؤمل بن إيهاب في جزئه [رقم 17]، والدارقطنى في "الأفراد"[رقم/ 669 أطرافه]، وغيرهم من طريق سيار بن حاتم عن جعفر به.
قلتُ: وهذه متابعة لا تثبت أصلًا، قال الدارقطنى:"غريب من حديث جعفر عنه - يعنى عن ثابت - تفرد به سيار بن حاتم عنه" وسيار هذا ليس ممن يقبل منهم التفرد عن الثقات بمثل هذه المرفوعات. وحسبه أن يقبل منه الحكايات والأقاصيص وأخبار الزهاد والمتقشفين ونحو هذا الضرب عن كل أحد سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا هو الذي كان يُحسنه سيار لشغفه به. وكلام النقاد فيه معروف، وقد فصلناه في غير هذا المكان.
ولو صح الطريق إلى جعفر - وهو لا يصح - لما صلح لمثل الحاكم أن يجازف كعادته ويقول عقب روايته: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وما درى أن مسلمًا لم يخرج في "صحيحه" لسيار شيئًا ولا في المنام، ثم لو ثبت أن سيارًا من رجال مسلم - وهو لم يثبت - لم يكن هذا دليلًا على صحة كون الإسناد على شرط مسلم حتى يكون مسلم قد أخرج تلك الترجمة بعينها:"عن سيار عن جعفر عن ثبات عن أنس. ." محتجًا بها في "صحيحه".
ثم لو صح أن الحديث على شرط مسلم - وهذا من الأساطير - لما كان الحديث صحيحًا؛ لأن جعفرًا قد تكلم بعض النقاد في روايته عن ثابت البنانى خاصة، وقد خولف في وصله؛ خالفه من هو أوثق منه وأثبت عشرين مرة، كما سبأتى. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= 2 - ورواه أيضًا: سلام بن أبى الصهباء عن ثابت: عند ابن أبى عاصم في "الزهد"[رقم 235]، وعنه أبو الشيخ في أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم[رقم 221]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 305]، وابن أبى الصهباء هذا: شيخ منكر الحديث كما قاله البخارى في "تاريخه"[4/ 135]، وهو من رجال "الميزان" ولسانه.
3 -
ورواه أيضًا: سلام بن أبى خبزة عن ثابت: عند ابن عدى في "الكامل"[3/ 303]، بإسناد صحيح إليه، وابن أبى خبزة هذا لم يكن يساوى خبزة، وقد رماه ابن المدينى بالوضع، وتركه النسائي والساجى وغيرهما، وضعفه سائر النقاد. راجع "اللسان".
4 -
ورواه يوسف بن عطية الصفار عن ثابت البنانى بفقرته الأخيرة: "وجعلت قرة عينى في الصلاة) وزاد في آخره زيادات منكرة. وروايته عند ابن حبان في "المجروحين" [3/ 135]، وعبد الله بن أحمد في زوائده على "الزهد" كما في "روضة المحبين" [ص 204]، بإسناد صحيح إليه.
ويوسف هذا قد تبرأنا من عهدته مرارًا، وحاله قريب من حال صاحبه ابن أبى خبزة، فلا يثبت من هذه الطرق كلها: سوى طريق سلام بن سليمان أبى المنذر القارئ عن ثابت عن أنس به. . . وسلام هذا مختلف فيه، إلا أنه صدوق متماسك، والجمهور على تمشية حاله، لكن في قبول تفرده عن المشاهير نظر ظاهر، والحديث خاصة قد أنكره عليه العقيلى وذكره له في ترجمته من "الضعفاء" وقد قال في أول ترجمته:(لا يتابع على حديثه) فنأخذ من العقيلى إنكاره للحديث؛ ولا نأخذ منه تضعيفه المطلق لسلام.
وليس كل من روى حديثًا منكرًا يعد ضعيفًا، اللَّهم إلا إذا كثرت المناكير في حديثه؛ فإن ذلك يضر به ولو كان ثقة، وللعقيلى اجتهاده في إهدار حديث سلام بمرة، ولغيره الانتقاء من رواياته ما يصلح للانتقاء، فَللْحافظ الذهبى مثلًا أن يذكر لسلام هذا الحديث في "الميزان"[2/ 177]، ثم يقول:"إسناده قوى" وكذا للحافظ ابن حجر أن يُحسَّن سنده في "التلخيص"[3/ 116]، بل وأن يصححه فعل في "الفتح"[3/ 15]، وقبله شيخه العراقى في "تخريج الإحياء"[2/ 32]، وقبله ابن القيم في "الزاد"[1/ 145]، و [4/ 308]، وفى "إغاثة اللَّهفان"[2/ 140]، وفى "الجواب الكافى"[ص 171]، وقبله جوَّد إسناده ابن مفلح العلامة المحدث في "الآداب الشرعية"[3/ 24]، بعد أن عزاه للنسائى من طريق سيار بن حاتم عن جعفر بن سليمان عن ثابت عن أنس به. . .=
3483 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا مرحوم بن عبد العزيز، عن ثابت، عن أنس، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم - وعنده بنتٌ له، فقال أنسٌ: فجاءت امرأةٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فعرضت نفسها عليه، فقالت ابنته: ما أقل حياءها! فقال: هي خيرٌ منك، عرضت نفسها على النبي.
3484 -
حَدَّثَنَا عبد الله بن عبد الصمد، حدّثنا أبى عبد الصمد بن على، عن عوام
= وكذا لأهل العلم والفضل من المعاصرين أن يجودوا الحديث من طريقه الأول أو الثاني ريثما يشاءون لأن هذا كله مبلغ علمهم؛ وغاية جهدهم، فيعذرون أنهم لم يعلموا - إلا من رحم ربى - أن حماد بن زيد - الإمام "الكبير" الحجة - قد خالف كل من روى هذا الحديث عن ثابت موصولًا، ورواه هو عن ثابت به مرسلًا، وتابعه على ذلك الوجه: محمد بن عثمان البصرى - جهله الدارقطنى، وعرفه ابن حبان ووثقه - هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" ثم قال:"والمرسل أشبه بالصواب".
نقل ذلك عن الدارقطنى: الضياء في "المختارة"[5/ 112 - 113]، والشوكانى في "نيل الأوطار"[1/ 350/ طبعة نزار الباز]، وفى الأخير أكثر من تصحيف في كلام الدارقطنى، فالقول ما قاله أبو الحسن بن مهدى بلا كلام، وحماد بن زيد لا يغلبه في ثابت البنانى إلا حماد بن سلمة وحده. فالمحفوظ في حديث ثابت هو الإرسال ولا بد.
وللحديث طريق آخر عن أنس مرفوعًا بالفقرة الأخيرة منه فقط، يرويه الأوزاعى عن إسحاق بن عبد الله بن أبى طلحة عن أنس به. . . واختلف فيه على الأوزاعى، والمحفوظ فيه مرسل هو الآخر، وللحديث شواهد لا يصح منها شئ قط، ولا تنهض لتقوية الحديث بهذا السياق جميعًا على التحقيق؛ لتقاعدها عن الشهادة متنًا وإسنادًا.
نعم، قد تصلح تلك الشواهد مع المرسَلَيْن الماضييْن أن تجعل الفقرة الأخيرة منه:(وجعلت قرة عينى في الصلاة) صالحة إن شاء الله؛ وقد بسطَنا الكلام على هذا الحديث بسطًا وافيًا، مع بيان أوهام وقعت لجماعة ممن تكلموا عليه في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار".
3483 -
صحيح: أخرجه البخارى [4828، 5772]، والنسائى [3249، 3250]، وابن ماجه [2001]، وأحمد [3/ 268]، والدولابى في "الكنى"[1068]، وغيرهم من طرق عن مرحوم بن عبد العزيز عن ثابت البنانى عن أنس به.
3484 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 3434].
البصرى، عن عبد الواحد بن زيد، عن ثابت، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ يَوْمَ الجُمُعَةَ وَلَيْلَةَ الجُمُعَةِ أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ سَاعَةً، لَيْسَ فِيهَا سَاعَةٌ إِلا وَلِلَّهِ فِيهَا سِتُّ مِائَةِ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ"، قال: ثم خرجنا من عنده فدخلنا على الحسن فذكرنا له حديث ثابت، فقال: سمعته، وزاد فيه:"كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ".
3485 -
حَدَّثَنَا أبو يوسف الجيزى، حدّثنا مؤمل بن إسماعيل، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، أنس، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "اللَّهُمَّ أَقْبِلْ بِقَلْبِى إِلَى دِينِكَ، وَاحْفَظْ مَنْ وَرَاءَنَا بِرَحْمَتِكَ".
3485 - منكر بهذا اللفظ: هذا إسناد ضعيف، وعلته هي المؤمل بن إسماعيل هذا، فهو كثير الأوهام على صلابته في "السنة"، وقد خولف في متنه؛ خالفه معمر بن راشد - وهو أوثق منه وأثبت - فرواه عن ثابت البنانى وسليمان التيمى عن أنس:(أن النبي صلى الله عليه وسلم نظر قبل العراق والشام واليمن فقال: اللَّهم أقبل بقلوبهم على طاعتك، وحط من وراءهم) هكذا أخرجه الطبراني في "الصغير"[رقم 273]، قال: حدّثنا إسحاق بن خالويه الواسطى، حدّثنا عليّ بن بحر بن برى، حدّثنا هشام بن يوسف الصنعانى، أخبرنا معمر به.
قال الطبراني: "لم يروه عن التيمى إلا معمر، ولا عنه إلا هشام بن يوسف القاضى، تفرد به عنه عليّ بن بحر".
قلتُ: وهؤلاء كلهم ثقات رجال الصحيح كما قاله الهيثمى في "المجمع"[10/ 34]، وأخرجه الطبراني أيضًا من هذا الطريق في "الأوسط"[3/ رقم 3015].
وشيخه ابن خالويه ثقه الدارقطنى كما في سؤالات السهمى له [ص 171/ رقم 188]، ومن طريقه: أخرجه تمام في "فوائده"[رقم 192] ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه"[1/ 279].
وبنحوه رواه قتادة عن أنس نحوه بسباق أتم. . . عند ابن عساكر في "تاريخه"[1/ 278] لكن المحفوظ عن قتادة: هو ما رواه عنه عمران القطان والحجاج بن الحجاج وغيرهما عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت به نحو اللفظ مع زيادة في آخره، فهذا هو المشهور في لفظ الحديث.
• تنبيه مهم: شيخ المؤلف (أبو يوسف الجيزى) هو يعقوب بن إسحاق، ذكره ابن حبان في=
3486 -
حَدَّثَنَا مجاهد بن موسى، حدّثنا يزيد بن هارون، حدّثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يركب - وأبو بكر خلفه - وكان أبو بكر الصديق يعرف الطريق باختلافه إلى الشام، فكان يمر بالقوم فيقولون: من هذا معك؟ فيقول: هادٍ يهدينى، فلما دنوا من المدينة بعثا إلى القوم الذين أسلموا من الأنصار، إلى أبى أمامة وأصحابه، فخرجوا إليهما، فقالوا: ادخلا آمنين مطاعين، فدخلا، قال أنسٌ: فما رأيت يومًا قط أنور ولا أحسن من يوم دخل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر المدينة.
= "الثقات"[9/ 285 - 286]، وقال:"يروى عن المؤمل بن إسماعيل والعراقيين، حدّثنا عنه المواصلة" وهذا منه توثيق معتمد، وقد أغرب البوصيرى في "إتحاف الخيرة"[6/ 165]، فقال:"يعقوب بن إسحاق مختلف فيه" كذا قال، ولعله ظنه آخر من المتكلم فيهم، وقبل ذلك قال البوصيرى لما ساق إسناد المؤلف:(هذا إسناد حسن) وقد عرفتَ ما فيه.
أما صاحبه الهيثمى فله شأن آخر؛ فإنه قال في "المجمع"[10/ 279]: "رواه أبو يعلى عن شيخه أبى إسماعيل - كذا - الجيزى، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات" كذا لم يعرفه، وقوله:(أبى إسماعيل) تصحيف ظاهر، وإنما هو (أبو يوسف) وأما قوله:(وبقية رجاله ثقات) فلا يسلم له، كأن الهيثمى ساير ابن حبان - على عادته - في توثيق مؤمل بن إسماعيل مطلقًا، وليس كما ذهب، والصواب أن:(المؤمل إذا انفرد بحديث وجب أن يتوقف ويتثبت فيه؛ لأنه كان سيئ الحفظ، كثير الغلط) كما قاله محمد بن نصر المروزى الحافظ، نقله عنه صاحب "التهذيب".
3486 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 122، 287]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 39]، والآجرى في "الشريعة"[رقم 1126]، وابن أبى شيبة [31812، 36625]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 233 - 234]، وابن أبى عمر العدنى في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[6459]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وهو عند أبى نعيم باختصار يسير؛ وهو عند الباقين نحو سياق المؤلف، وزادوا جميعًا في آخره من تمام قول أنس:(وما رأيت يومًا قط أظلم ولا أقبح من يوم مات فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم) لفظ ابن أبى عمر.
قلتُ: وسنده صحيح على شرط مسلم. وقد توبع عليه حماد بن سلمة على نحوه بسياق أتم مع اختلاف يسير في سياقه: تابعه سليمان بن المغيرة عند أحمد [3/ 222]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1269]، وابن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 6459]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 753]. =
3487 -
حَدَّثَنَا عمرو بن حصين، حدّثنا حسان بن سياه، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا توضأ خلل لحيته.
= وتوبع عليه ثابت البنانى: تابعه عليه عبد العزيز بن صهيب نحوه في سياق طويل دون قول أنس في آخره عند البخارى [3699]، وأحمد [3/ 211]، وابن سعد في"الطبقات"[1/ 235 - 236]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 781]، والخطيب في الأسماء المبهمة [ص 27].
348 -
قوى: أخرجه ابن عدى في "الكامل"[2/ 270]، من طريق المؤلف به.
قلتُ: وهذا إسناد مظلم، عمرو بن الحصين شيخ هالك ساقط الحديث. وقد تتابعت كلمات النقاد على إهدار حديثه، بل كذبه الخطيب البغدادى بخط عريض، كما في ترجمة محمد بن عبد الله بن علاثة من تاريخ بغداد [5/ 390]، وابن الحصين ترجمته في "التهذيب وذيوله"، وشيخه حسان بن سياه ضعيف روى مناكير عن ثابت البنانى كما قاله أبو نعيم في "الضعفاء"[1/ 75]، وقد الجماعة. راجع "اللسان"[2/ 187]، وساق له ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من كتابه "الكامل" ثم قال في ختام الترجمة:"وحسان بن سياه له أحاديث غير ما ذكرته، وعامتها لا يتابعه غيره عليها، والضعف يتبين على رواياته وحديثه".
قلتُ: فما أخلقه أن يكون منكر الحديث! لكنه توبع عليه:
فتابعه عمر بن حفص أبو حفص العبدى عن ثابت عن أنس قال: (وضأت رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته يخلل لحيته بالماء بأصبعه من تحت حنكه ويقول: هكذا أمرنى ربى).
هكذا أخرجه ابن حبان في "المجروحين"[2/ 84]، والعقيلى في "الضعفاء"[3/ 155]، من طريقين صحيحين عنه به. . .
قلتُ: وهذه متابعة في سفال، والعبدى هذا هالك أيضًا، وهو الذي يقول عنه أحمد:"تركنا حديثه وحرقناه" وكذا تركه النسائي والساجى وجماعة. وترجمته مظلمة في "اللسان"، وذكره أبو نعيم في "الضعفاء"[ص 112]، وقال: روى عن ثابت مناكير وساق له ابن حبان هذا الحديث في ترجمته من "المجروحين" وقبل ذلك قال: "يقلب الأسانيد، ويروى عن "الثقات" ما لا يشبه حديث الأثبات" وقال العقيلى، عقب روايته هذا الحديث في ترجمته أيضًا:"وفى التخليل رواية من غير هذا الوجه أصلح من هذه. . ." وهو كما قال كما سيأتي الإشارة إلى ذلك.
2 -
وتابعه أيضًا: عمر بن ذؤيب عن ثابت به، نحو سياق أبى حفص العبدى الماضى آنفًا: =
3488 -
حَدَّثَنَا عمرو بن حصين، حدّثنا عليّ بن أبى سارة، حدّثنا ثابتٌ البنانى، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مَحَقَ الإسْلامُ مَحْقَ الشُّحِّ شَيْئًا".
= عند العقيلى في "الضعفاء"[3/ 157]، بإسناد صالح إليه، وعمر بن دويب هذا شيخ مجهول كما قال ابن حزم في "المحلى"[2/ 35]، وبه أعل الحديث؛ وقال عنه العقيلى:"مجهول بالنقل حديثه غير محفوظ) ثم ساق له هذا الحديث الواحد، وعنه الحافظ في "اللسان" [4/ 303]، ثم قال العقيلى: "وقد رُوِىَ التخليل من غير هذا الوجه بإسناد صالح".
قلتُ: والأمر كما قاله أبو جعفر الحافظ. فللحديث طرق أخرى كثيرة عن أنس به نحوه. . .. يأتى بعضه [برقم 4269]، وكلها ضعيفة منكرة، وله شواهد كثيرة أيضًا عن جماعة من الصحابة أكثرها لا يصح، وبعضها صالح الإسناد كما قال العقيلى، بل صحح بعضها جماعة من المتقدمين والمتأخرين، وخالف آخرون، فضعفوا كل أحاديث هذا الباب، وقد استوفينا الكلام على طرقه وشواهده والمحاكمة بين المصححين والمضعفين له: في كتابنا "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" وهو عندنا: قوى بشواهده وطرقه؛ على أن بعض أسانيده نظيفة كما قلنا آنفًا.
3448 -
باطل: أخرجه الطبراني في "الأوسط"[3/ رقم 2843]، وتمام في "فوائده"[2/ رقم 1720]، وابن عدى في "الكامل"[5/ 202]، من طريق عمرو بن الحصين عن عليّ بن أبى سارة عن ثابت عن أنس به. . .
قلتُ: وهذا إسناد باطل، قال الهيثمى في "المجمع" [1/ 290]:"رواه أبو يعلى وفيه عليّ بن أبى سارة وهو ضعيف" وقال في موضع آخر من "المجمع"[10/ 423]: (رواه أبو يعلى والطبرانى في "الأوسط" وفيه عمرو بن الحصين، وهو مجمع على ضعفه" وقال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [5/ 185]:"هذا إسناد ضعيف؛ لضعف عليّ بن أبى سارة والراوى عنه".
قلتُ: أما عمرو بن الحصين فهو متروك عندهم، وكان كثير المناكير عن المشاهير، بل قال عنه الخطيب في ترجمة (محمد بن عبد الله بن علاثة) من "تاريخه" [5/ 390]:"كان كذابًا".
وقد سرقه منه النضر بن طاهر القيسى! فرواه عن ابن أبى سارة مثله وزاد في آخره: (قط) بعد قوله: (محق الشح شيئًا) أخرجه ابن عدى في "الكامل"[5/ 202]، من طريق محمد بن الحسين بن شهريار عن النصر به.
قلتُ: والنضر هذا قال عنه ابن عدى: "ضعيف جدًّا، يسرق الحديث؛ ويحدث عمن لم يرهم ولا يحتمل سنه أن يراهم" وكذبه ابن أبى عاصم أيضًا. راجع "اللسان"[6/ 162]، =
3489 -
حَدَّثَنَا أحمد بن الدورقى، حدّثنا أبو داود، حدّثنا الحكم بن عطية العيشى، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج إلى المسجد فيه المهاجرون والأنصار ما منهم أحدٌ يرفع رأسه من حبوته إلا أبو بكر وعمر، فإنه يبتسم إليهما ويبتسمان إليه.
3490 -
حَدَّثَنَا روح بن عبد المؤمن، حدّثنا عليّ بن أبى سارة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال سول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ لَيُشْرِفُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَيُنَادِيهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ: يَا فُلانُ، أَمَا تَعْرِفُنِى؟ قَالَ: لا، وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ، مَنْ أَنْتَ وَيْحَكَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِى فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِى شَرْبَةَ مَاءٍ فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكَ، قَالَ: فَدَخَلَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى اللَّهِ فِي زُوَّرِهِ، فَقَالَ: يَا رَبِّ، إِنِّي أَشْرَفَتُ عَلَى أَهْلِ النَّارِ فَقَامَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَنَادَى: يَا فُلانُ، أَمَا تَعْرِفُنِى؟ فَقُلْتُ:
= على أن شيخ ابن عدى: (محمد بن الحسين بن شهريار) كذبه الحافظ ابن ناجية أيضًا، راجع "اللسان"[5/ 137].
وابن أبى سارة متروك عندهم خاسف الحال، وهو من رجال "التهذيب"؛ وللحديث طريق آخر يرويه الزبير بن عدي عن أنس مرفوعًا به. . . أخرجه الحجاج بن يوسف بن قتيبة الأصبهانى في نسخة الزبير بن عدى [ق 2/ 1]، كما في الضعيفة [3/ 441]، من طريق بشر بن الحسين عن الزبير به.
قال الإمام في "الضعيفة": (وهذا سند هالك، بشر هذا قال أبو حاتم:"يكذب على الزبير" وقال ابن حبان "يروى بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيهًا بمائة وخمسين حديثًا".
قلتُ: وترجمته مظلمة في "اللسان" والزبير بن عدى: ثقة تابعى نبيل؛ لكن قال أبو داود الطيالسى: "لا يعرف الزبير بن عدى عن أنس إلا حديثًا واحدًا" كما في "تهذيب" المزى [9/ 317]، والحديث أشار المنذرى إلى تضعيفه في "الترغيب"[3/ 257]، بقوله:(وَرْوىَ عن أنس. . .) وأقره المناوى في "الفيض"[5/ 465].
3489 -
منكر: مضى الكلام عليه [برقم 3387].
3490 -
منكر: هذا إسناد تالف، قال البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [8/ 74]:"رواه أبو يعلى الموصلى بسند ضعيف؛ لضعف عليّ بن أبى سارة". =
لا، وَاللَّهِ مَا أَعْرِفُكَ، وَمَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا الَّذِي مَرَرْتَ بِى فِي الدُّنْيَا فَاسْتَسْقَيْتَنِى فَسَقَيْتُكَ، فَاشْفَعْ لِي بِهَا عِنْدَ رَبِّكِ، يَا رَبِّ فَشَفِّعْنِى فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفِّعُهُ اللَّهُ فِيهِ، وَأَخْرَجَهُ مِنَ النَّارِ".
3491 -
حَدَّثَنَا عبد الله أخو المقدمى، حدّثنا جعفر، حدّثنا ثابت، قال: كنت إذا أتيت أنسًا بُخْيَرُ بمكانى فَأدْخَلَ عليه فآخذ يديه فأقبّلها وأقول: بأبي هاتين اليدين اللتين مستا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقبل عينيه وأقول بأبى هاتين [العينين] اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
= قلتُ: تسامح البوصيرى بشأن الرجل. والصواب ما قاله صاحبه الهيثمى في "المجمع"[10/ 695]: (رواه أبو يعلى، وفيه عليّ بن أبى سارة وهو متروك) وهو كما قال الهيثمى؛ وقد سئل أبو داود عن ابن أبى سارة فقال: "قد ترك الناس حديثه" وقال البخارى: "في حديثه نظر" وهذه عبارته في المتروكين غالبًا. وقال ابن حبان في "المجروحين"[2/ 104]: (كان ممن يروى عن ثابت ما لا يشبه حديث ثابت، حتى غلب على روايته المناكير التى يرويها عن المشاهير؛ فاستحق الترك).
ورأيت ابن عدى قد أخرج له هذا الحديث في ترجمته - مع أحاديث أخر من روايته عن ثابت - من كتابه "الكامل"[5/ 202]، ثم قال في ختام ترجمته:"وهذه الأحاديث التى ذكرتها لعليّ ابن أبى سارة عن ثابت كلها غير محفوظة، وله غير ذلك عن ثابت مناكير أيضًا" وبه أعله المنذرى في "الترغيب"[2/ 39]، والحديث عزاه العراقى في تخريج "الإحياء"[4/ 723]، إلى أبى منصور الديلمى في "مسند الفردوس" ثم قال:"بسند ضعيف".
وقد رواه جماعة ضعفاء من طريق أنس به مخنصرًا مع اخنلاف في سياقه أيضًا. فانظر الآتى [برقم 4006]، والله المستعان.
3491 -
ضعيف: هذا إسناد لا يصح. وشيخ المؤلف هو (عبد الله بن أبى بكر المقدمى) الذي يقول عنه أبو زرعة: "ليس بشئ، أدركته ولم أكتب عنه" وقال أبو حاتم: "فيه نظر" كذا في "الجرح والتعديل"[3/ 263]، وكان أبو يعلى قلما يحدث عنه إلا ويقول:"وكان ضعيفًا" كما نقله عنه ابن عدى في "الكامل"[4/ 259].
وكان المقدمى هذا يأخذ أحاديث الناس؛ ثم يطفق يرويها عن "الثقات"، كما أشار إلى ذلك سليمان بن حرب. راجع "اللسان"[5/ 18]، وشذ ابن حبان فذكره في "الثقات"[8/ 357]، وقال:"كان يخطئ" والصواب قول الجماعة؛ والعجب أن ترى الهيثمى يعتمد توثيق ابن =
3492 -
حَدَّثَنَا المقدمى عبد الله حدّثنا جعفر، عن ثابت، قال: كنت إذا أتيت أنسًا دعا بطيب فمسح بيديه وعارضيه.
3493 -
حَدَّثَنَا محمد بن مرزوق، حدّثنا محمد بن عبد الله الأنصارى، حدّثنا أبى عن جميلة أم ولد أنس بن مالك قالت: كان ثابت إذا أتى أنسًا قال [أنس]: يا جارية هاتى لى طيبًا أمسح يدى فإن ابن أم ثابت إذا جاء لم يرض حتى يقبل يدى.
3494 -
حَدَّثَنَا الجراح بن مخلد، حدّثنا إسماعيل بن عيد الحميد بن عبد الرحمن العجلى، حدّثنا على بن أبى سارة، عن ثابت، عن أنس، أن رجلًا دخل على النبي صلى الله عليه وسلم أبيض الرأس واللحية، فقال:"أَلَسْتَ مُسْلِمًا؟ "، قال: بلى، قال:"فَاخْتضِبْ".
= حبان للمقدمى، ويترك توهين سائر النقاد له، فيقول في "المجمع" [9/ 541]:"رواه أبو يعلى ورجاله رجال "الصحيح"، غير عبد الله بن أبى بكر المقدمى وهو ثقة" كذا قال، وقد عرفت ما فيه.
3492 -
ضعيف: إسناده كالذى قبله تمامًا، وآفته المقدمى شيخ المؤلف، وقد مضى أنه على شفا هلكة، لكن يصر الهيثمى على توثيقه اعتمادًا على توثيق ابن حبان له، فقال في "المجمع"[1/ 411](رواه أبو يعلى ورجاله ثقات) وليس المقدمى بثقة ولا مأمون أصلًا، فكأن ابن حبان قد أخفى عليه حاله، كما خفى عليه حال جماعة من الهلكى وأوردهم في "ثقاته" والمقدمى هذا هو أخو محمد بن أبى بكر المقدمى الثقة الحافظ الثبت.
3493 -
ضعيف: أخرجه البيهقى في "الشعب"[2/ رقم 1605]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 327] ، وأبو بكر بن المقرئ في "الرخصة في تقبيل اليد"[رقم 7]، وابن عساكر في "تاريخه"[9/ 359] ، والسمعانى في أدب الإملاء [ص 139]، وغيرهم من طريق محمد بن عبد الله الأنصار - وهذا في "حديثه"[رقم 62]- عن أبيه عبد الله بن المثنى عن جميلة أم ولد أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة جميلة أم ولد أنس تلك؛ فلم أظفر لها بترجمة بعد البحث، وقبلى قد قال الهيثمى في "المجمع" [1/ 341]:"رواه أبو يعلى، وجميله هذه لم أر من ترجمها" وباقى رجاله ثقات؛ فالأنصارى ثقة إمام عالم؛ وأبوه وثَّقه جماعة واحتج به البخارى في "صحيحه" وتكلم فيه بعضهم.
3494 -
منكر بهذا السياق: هذا إسناد منكر، قال الهيثمى في "المجمع" [5/ 287]:"رواه أبو يعلى، وفيه عليّ بن أبى سارة، وهو متروك". =
3495 -
[حَدَّثَنَا الجراح بن مخلد]، حدّثنا أبو قتيبة سلم بن قتيبة الشعيرى، حدّثنا سهيل بن أبى حزم، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال: قرأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30]، وقال:"قَدْ قَالَهَا نَاسٌ ثُمَّ كَفَرَ أَكْثَرُهُمْ، فَمَنْ قَالَهَا حَتَّى يَمُوتَ فَهُوَ مِمَّنِ اسْتَقَامَ عَلَيْهَا".
= قلتُ: وابني أبى سارة هذا مع ترك أكثر النقاد له؛ فإنه كان يكثر من المناكير عن ثابت البنانى أيضًا، وقد مضى كلام النقاد عنه قريبًا في تخريج الحديث [رقم 3490].
وهذا الحديث ذكره له الذهبى في مناكيره من "الميزان"[3/ 130]، وباقى رجاله ثقات؛ والجراح بن مخلد من رجال "التهذيب"، وأما إسماعيل بن عبد الحميد: فقد ترجمه ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"[2/ 187]، وقال:"كتب عنه أبى وأبو زرعة، يُعدُّ في البصرين"، ثم قال:"سألت أبى عنه، فقال: صدوق" وللحديث شواهد ثابتة في الأمر بالخضاب دون هذا السياق المنكر.
3495 -
منكر: أخرجه الترمذى [3250]، والنسائى في "الكبرى"[11470]، وابن أبى عاصم في "السنة"[رقم 20/ ظلال الجنة]، وابن عدى في "الكامل"[3/ 450]، والثعلبى في "تفسيره"[12/ 18]، والمؤلف في "المعجم"[رقم 124]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" والبزار في "مسنده" كما في "تفسيره" ابن كثير [4/ 125]، والطبرى في "تفسيره"[11/ 106]، وغيرهم من طريقين عن سَلْم بن قتيبة عن سهيل بن أبى حزم عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وهو عند بعضهم بنحوه. . .
وليس عند الثعلبى قوله: (قد قالها ناس ثم كفر أكثرهم. . .) فعنده بلفظ: (من مات عليها فهو ممن استقام).
قلتُ: وهذا إسناد منكر. قال الترمذى: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه" آفته سهيل بن أبى حزم هذا؛ ضعفه الجماعة. وقال أحمد: "روى عن ثابت أحاديث منكرة" وقال ابن حبان: "ينفرد عن "الثقات بما لا يشبه حديث الأثبات" وقد ساق له ابن عدى هذا الحديث من منكراته عن ثابت في "الكامل" وقال في ختام ترجمته: "ومقدار ما يروى من الحديث إفردات ينفرد بها عن من يرويه عنه".
وليس أهلًا لأن ينفرد عن مثل ثابت البنانى في كثرة الأصحاب الثقات.
3496 -
حدَّثَنَا الجراح بن مخلد، حدّثنا سالم بن نوح، حدّثنا سهيلٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"أَلا أُنَبِّئكمْ بِخِيَارِكمْ؟ " قالوا: بلى يا رسول الله، قال:"خِيَارُكُمْ أَطْوَلُكُمْ أَعْمَارًا إِذَا سَدِّدُوا".
3497 -
حدَّثَنَا عبد الواحد بن غياث، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "يُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ فَيَقُولُ: يَا بْنَ آدَمَ، كيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ أَىْ رَبِّ، خَيْرَ مَنْزِلٍ، فَيَقُولُ لَهُ: سَلْ وَتَمَنَّهْ، فَيَقُولُ: مَا أَسْأَلُ
3496 - ضعيف بهذا التمام: قال المنذرى في "الترغيب"[4/ 127]: "رواه أبو يعلى بإسناد حسن" ومثله قال الهيثمى: في "المجمع"[10/ 337]، ومثلهما قال البوصيرى أيضًا في "إتحاف الخيرة"[7/ 123].
قلتُ: وهذا وهم من الثلاثة على التوالى، والصواب: أن الإسناد منكر ولا بد، وكيف يكون حسنًا وفيه سهيل؟! وهو ابن أبى حزم الذي يقول عنه الإمام أحمد:"روى عن ثابت أحاديث منكرة" وضعفه أكثر النقاد كما مضى الإشارة إليه في الحديث الماضى؛ وما وثقه سوى العجلى وحده، وكذا مشاه ابن معين في رواية عنه. والجمهور على تضعيفه كما تراه في ترجمته من "التهذيب وذيوله"، وللحديث شواهد - بعضها ثابت - لكن دون تلك الزيادة في آخره:(إذا سددوا).
34 -
صحيح: أخرجه النسائي [3160]، وأحمد [3/ 131، 207، 239]، والحاكم [2/ 85]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 253]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1329]، وأبو عوانة [رقم 5927]، وأسد بن موسى في ""الزهد""[رقم 86]، وابن حبان [7350]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 380]، وابن عساكر في "الأربعون في الجهاد"[رقم 37]، وغيرهم من طرق عن حماد. سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به نحوه. . . وهو عند أحمد في الموضع الأول والنسائى وأبى عوانة بنحو شطره الأول فقط.
قلتُ: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، بهذه السياقة".
وهو كما قال؛ وقد مضى الحديث عند البخارى ومسلم بسياق آخر. فانظر الماضى [برقم 2879، 3019].
وَأَتَمَنَّى إِلا أَنْ ترُدَّنِى إِلَى الدُّنْيَا فَأُقْتَل عَشْرَ مَرَاتٍ، لمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ. وَيُؤْتَى بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ فَيَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، كَيْفَ وَجَدْتَ مَنْزِلَكَ؟ فَيَقُولُ: أَىْ رَبِّ، شَرَّ مَنْزِلٍ. مَرَّاتٍ، أَتَفْتَدِى بِطِلاعِ الأَرْضِ ذَهَبًا؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، أَىْ رَبِّ فَيَقُولُ: كَذَبْتَ: قَدْ سَأَلْتُكَ هَا هُوَ أَهْوَن مِنْ هَذَا، فَيُرَدُّ إِلَى النَّارِ".
3498 -
حَدَّثَنَا عبد الواحد، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ، مَا يَسُرُّهَا أَنْ ترْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا إلا الشَّهِيدُ، فَإِنَّهُ يَسُرُّهُ أَنْ يرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ، لمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ".
3499 -
حَدَّثَنَا هدبة، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أُتِىَ بِالْبُرَاقِ، وَهُوَ دَابَّةٌ أَبْيَضُ، فَوْقَ الحمَارِ وَدُونَ الْبَغْلِ، يَضَعُ حَافِرَهُ حَيْثُ يَنْتَهِى طَرْفُة، قَالَ: فَرَكِبْتُهُ حَتَّى سَارَ بِى، حَتَّى أَتَيْتُ عَلَى بَيْتِ المقْدِسِ، فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحلْقَةِ الَتِى تَرْبِطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ دَخَلْتُ المسْجِدَ فَصَلَّيْتُ فِيهِ رَكْعَتيْنِ، ثُمَّ
3498 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 126، 153، 284]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 216]، وأبو عوانة [رقم 5925، 5926]، والبيهقى في "الشعب"[4/ رقم 4244]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وعند البيهقى:(لما يرى من الكرامة) بدل: (من الشهادة). .
قلتُ: وسنده صحيح حجة على شرط مسلم؛ وقد توبع عليه ثابت البنانى: تابعه قتادة على نحوه كما مضى [برقم 2879، 3019، 3224، 3260]، وتابعه حميد الطويل أيضًا كما يأتى [برقم 3797].
3499 -
صحيح: أخرجه مسلم [162]، وأحمد [3/ 148]، وابن أبى شيبة [36570]، وابن عساكر في "تاريخه"[3/ 495]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 707، 708]، وأبو عوانة [رقم 259]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 495]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به مطولًا نحوه. .
قلتُ: وقد مضى مختصرًا ببعض فقراته [برقم 3373، 3375].
خَرَجْتُ فَأَتَانِي جِبْرِيلُ بِإِنَاءٍ مِنْ خَمْرٍ وَإِنَاءٍ مِنْ لَبَنٍ، فَأَخَذْتُ اللَّبَنَ، فَقَالَ لِي جِبْرِيلُ: اخْتَرْتَ الْفِطْرَةَ. قَالَ: ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: مَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: [قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ] فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِآدَمَ فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ [قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ] فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِابْنَيِ الْخَالَةِ، يَحْيَى وَعِيسَى، فَرَحَّبَا بِي، وَدَعَوْا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ، فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ، قِيلَ: أَوَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِيُوسُفَ، وَإِذَا هُوَ قَدْ أُعْطِيَ شَطْرَ الْحُسْنِ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: [قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ] فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، قَالَ: يَقُولُ اللَّهُ: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (57)} [مريم: 57]، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: جِبْرِيلُ. فَقِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ. قِيلَ: أَوَ قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ. فَفُتِحَ لَنَا فَإِذَا بِهَارُونَ، فَرَحَّبَ وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ، ثُمَّ عُرِجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، فَاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ فَقِيلَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: جِبْرِيلُ. قِيلَ: وَمَنْ مَعَكَ؟ قَالَ: مُحَمَّدٌ قِيلَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ؟ قَالَ: قَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِبْرَاهِيمَ، وَإِذَا هُوَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْبَيْتِ، فَيُدْخُلُهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، ثُمَّ لَا يَعُودُونَ إِلَيْهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِي إِلَى السِّدْرَةِ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا وَرَقُهَا كَآذَانِ الْفِيَلَةِ وَإِذَا ثَمَرُهَا كَالْقِلَالِ، فَلَمَّا غَشِيَهَا مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا غَشِيَ تَغَيَّرَتْ، فَمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ يُحْسِنُ يَصِفُهَا مِنْ حُسْنِهَا، قَالَ: فَأُوحِىَ إِلَيَّ مَا أُوحِىَ، وَفُرِضَتْ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَوْمٍ خَمْسُونَ صَلَاةً، قَالَ: فَنَزَلَتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: مَا فَرَضَ عَلَى أُمَّتِكَ؟ قَالَ: قُلْتُ:
خَمْسِينَ صَلاةً فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: فَرَجَعْتُ إِلَى رَبِّى فَقُلْتُ: أَىْ رَبِّ، خَفِّفْ عَنْ أُمَّتِى، فَحَطَّ عَنِّى خَمْسًا، فَرَجَعْتُ إِلَى مُوسَى فَقَالَ: مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: حَطَّ عَنِّى خَمْسًا، قَالَ: إِنَّ أُمَّتَكَ لا تُطِيقُ ذَلِكَ، ارْجِعْ إِلَى رَبِّكِ فَاسْأَلْهُ التَّخْفِيفَ، فَلَمْ أَزَلْ أَرْجِعُ إِلَى رَبِّى فَأَسْأَلُهُ التَّخْفِيفَ فِيمَا بَيْنَ رَبِّى وَبَيْنَ مُوسَى، حَتَّى قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، هِىَ خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بِكُلِّ صَلاةٍ عَشْرٌ، فَتِلْكَ خَمْسُونَ صَلاةً، وَهَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كُتِبَتْ لَهُ حَسَنَةً، وَإِنْ عَمِلَهَا كتِبَتْ عَشْرًا، وَمَنْ هَمَّ بِسَيَئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ شَىْءٌ، وَإِنْ عَمِلَهَا كُتِبَتْ سَيِّئَةً وَاحِدَةً، فَرَجَعْتُ إلَى مُوسَى، فَأخْبَرْتُهُ، قَالَ: ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسأَلْهُ التَّخْفِيفَ، قَالَ: قَدْ رَجَعْتُ إِلَى رَبِّى حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ".
3500 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، أن حارثة خرج نظارًا فأتاه سهمٌ فقتله، فقالت أمه: يا رسول الله، قد عرفت موضع حارثة منى، فإن كان في الجنة صبرت، وإلا رأيت ما أصنع، قال:"يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا لَيْسَتْ بِجَنَّةٍ وَاحِدَةٍ وَلَكِنَّهَا جِنَانٌ كثِيرَةٌ، وَإِنَّ حَارِثَةَ لَفِى أَفْضَلِهَا - أوْ قَالَ: فِي أَعَلَى الْفِردوْسِ"، قال يزيد: أنا أشك.
3500 - صحيح: أخرجه أحمد [3/ 124، 272]، والطبرانى في "الكبير"[3/ رقم 3234]، وابن أبى عاصم في "الجهاد"[رقم 159]، وابن سعد في "الطبقات"[3/ 510]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 1846]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 211]، وابن خزيمة في "التوحيد"[2/ رقم 589]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد توبع عليه حماد:
1 -
تابعه سليمان بن المغيرة على نحوه: عند أحمد [3/ 215، 282]، وابن حبان [4664]، والحاكم [3/ 229]، والطيالسى [2029]، وابن أبى شيبة [36713]، والنسائى في "الكبرى"[8232]، وابن المبارك في "الجهاد"[رقم 83]، وغيرهم من طرق عن سليمان بن المغيرة به.
3501 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حميدٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل آخر الشهر وواصل ناسٌ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:"لَوْ مُدَّ لَنَا الشَّهْرُ لَوَاصَلْتُ وِصَالًا يَدَعُ الْمتَعَمِّقُونَ تَعَمُّقَهُمْ، إِنَّكُمْ لَسْتمْ مِثْلِى، إِنِّي أَبِيتُ يُطْعِمُنِى رَبِّى وَيَسْقِينِى".
3502 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا يزيد، أخبرنا شعبة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الدعاء حتى يرى بياض إبطيه.
= وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. .. " وهو كما قال. وسليمان إمام حافظ حجة.
2 -
وتابعه يوسف بن عطية الصفار على نحوه مع سياق طويل في أوله عند البيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10590]، وابن الأثير في "أسد الغابة"[1/ 225] ، والكلاباذى في بحر الفوائد [رقم 82] ، وغيرهم، لكن يوسف هذا قد تركه أكثر النقاد، وضعفه الآخرون، وكان صاحب مناكير ثابت البنانى كما قاله الحاكم، وقد ذكر في أوله سياقًا منكرًا، ولم يتابع عليه عن ثابت قط، وللحديث طرق عن أنس به نحوه.
• تنبيه: وقع عند الطبراني من الطريق الأول: وهم في متنه، يأتى الكلام عليه [برقم 3730].
3501 -
صحيح: الكلام عليه [برقم 3282].
3502 -
صحيح: أخرجه مسلم [895] ، وأحمد [3/ 184]، و [3/ 209، 216]، وابن حبان [877]، والطيالسى [2047] ، وابن أبى شبية [29678]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1304]، والبغوى في "الجعديات"[رقم 1370]، والبيهقى في "سننه"[6239]، وفى "الدلائل"[رقم 198]، وأبو عوانة [رقم 1998، 1999]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 319]، وحمزة السهمى في"سؤالاته"[رقم 222]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 308]، وغيرهم من طرق عن شعبة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: قد توبع شعبة: تابعه حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بلفظ: (كان يستسقى هكذا؛ ومد يديه، وجعل بطونهما مما يلى الأرض حتى رأيت بياض إبطيه).
أخرجه أبو داود [1171]، وابن خزيمة [1412]، والبيهقى في "سننه"[6240] ، وأبو عوانة [رقم 2001]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 2184] ، وغيرهم. =
3503 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا حبان، عن حماد بن سلمة، عن حميد وثابت، عن أنس، قال: سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا القدح الماء واللبن والنبيذ والعسل.
= وهو من طريق حماد عند مسلم [896]، وأحمد [3/ 153]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1338]، والبيهقى في "سننه"[6241]، وغيرهم نحوه باختصار؛ ولفظ مسلم (عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقسى فأشار بظهر كفيه إليه) وعند أحمد:(بظهر كفيه إلى السماء) ومثله عند البيهقى وعبد بن حميد، وفى رواية لأحمد [3/ 241]، وعبد بن حميد [1293]:(رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستسقى، فبسط يديه ظاهرهما مما يلى السماء) لفظ أحمد.
وفى رواية لأحمد أيضًا [3/ 123]: (كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلى وجهه، وباطنهما مما يلى الأرض) وهو رواية للمؤلف [برقم 3534]، لكن دون قوله:(وباطنها مما يلى الأرض) وفى رواية ثالثة لعبد بن حميد [1293]: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى فدعا هكذا، وبسط يديه، وجعل ظهورهما مما يلى وجهه).
3503 -
صحيح: أخرجه مسلم [2008]، وأبو عوانة [6580] والنسائى [5753]، وأحمد [3/ 247]، وابن حبان [5349]، والحاكم [4/ 118]، والطيالسى [2031]، والبيهقى في "سننه"[17192]، عبد بن حميد في "المنتخب"[1307، 1356]، والترمذى في "الشمائل"[رقم 197]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 249]، وأبو الشيخ في "أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم "[رقم 651]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وزاد النسائي والحاكم وعبد بن حميد في الموضع الثاني: في أوله قول أنس: (كان لأم سليم قدح، فلم أدع شيئًا من الشراب إلا قد سقيت. . . إلخ) لفظ الحاكم.
قلتُ: قال الحاكم؛ "هذا حديث صحيح على شرط مسلم؛ ولم يخرجاه" كذا قال، وقد عرفت أن الحديث في صلب مسلم، فلعله استدركه عليه للزيادة التى في أوله من قول أنس. وقد وقع عنده وهم في سنده، فقد أخرجه من طريق محمد بن الفضل - المعروف بعارم - عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن حميد الطويل عن أنس به. . .
هكذا جعل ثابتًا يرويه عن حميد عن أنس، وهذا خطأ لعله من ناسخ الأصل أو المطبوع، وقد يكون ذلك من أوهام محمد بن الفضل السدوسى؛ فإنه على ثقته وإمامته؛ كان قد تغير في آخر عمره، حتى رماه جماعة بالاختلاط. =
3554 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عبد الصمد، حدّثنا شعبة، حدّثنا ثابتٌ، قال: سمعت أنس بن مالك، يقول لامرأة من أهله: أما تعرفين فلانةً؟ فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر عليها وهى تبكى على قبر، فقال لها:"اتَّقِى اللَّهَ وَاصْبرِى" فقالت له: إليك عنى، فإنك لا تبالى بمصيبتى! قال: لم تكن عرفته، فقيل لها: إن هذا رسول الله! فأخذها مثل الموت، فجاءت على بابه، فلم تجد عليه بوابًا، فقالت: يا رسول الله، إنى لم أعرفك! فقال:"إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ".
3505 -
حدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن
= والمحفوظ في هذا الحديث: أن حماد بن سلمة يرويه عن ثابت وحميد كلاهما به عن أنس، وهكذا وقع عن المؤلف وأبى نعيم وعبد بن حميد في الموضع الأول والترمذى وهو رواية لأبى عوانة أيضًا، وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه حماد بن زيد عن ثابت وحميد عن أنس به نحوه. . .: عند أبى نعيم في "الحلية"[6/ 1261] من طريق أبى بحر محمد بن الحسن عن أحمد بن عليّ الخزاز عن عبد الملك بن عاصم الحمانى عن حماد به. . .
قلتُ: وهذه المتابعة لا تصح أصلًا، وأبو بحر هو ابن كوثر البربهارى الذي كذبه البرقانى بخط عريض. راجع ترجمته في "اللسان"[5/ 131]، وتاريخ بغداد [2/ 209]، وشيخه لم أميزه الآن، أما عبد الملك بن عاصم الحمانى، فهو أغرب من عَنْاء مُغرْب، وقد تفرد به عن حماد بن زيد كما قاله أبو نعيم عقب روايته:"لا أعلم رواه عنه إلا الحمانى".
ويبدو لى أن الحمانى هذا هو يحيى بن عبد الحميد الحافظ المشهور المتهم، فهو الذي ذكروا في ترجمته روايته عن (حماد بن زيد) فالظاهر أن عبد الملك بن عاصم يرويه عن يحيى الحمانى؛ كأنه قال:(ثنا الحمانى) فسقطت (ثنا) من المطبوع من "الحلية" وهى مليئة بالتصحيف والتحريف، بل وفيها السقط أيضًا، وقبل ذلك كان أبو نعيم قد قال:"غريب من حديث حماد مجموعًا" يعنى بِذِكْر ثابت وحميد في سنده على الاقتران.
3504 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3458].
3505 -
صحيح: أخرجه مسلم [2456] ، وأحمد [13/ 239، 268] ، وابن حبان [7190] ، والطبرانى في "الكبير"[25/ رقم 317]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1346]، وابن سعد في "الطبقات"[8/ 430] ، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به=
رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"دَخَلْتُ الجَنَّةَ فَسَمِعَتُ خَشَفَةً، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الخشَفَةَ؟ فَقِيلَ: الرُّمَيْصَاءُ بِنْتُ مِلْحَانَ".
3506 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى نخامةً في قبلة المسجد فحكها بيده.
3507 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج منه علقةً، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمَهُ وأعاده في مكانه، وأتى الغلمان يسعون إلى أمه - يعنى: ظئره - فاقالوا: إن محمدًا قد قتل فاستقبلتْه وهو منتقع اللون. قال أنسٌ: وكنت أرى أثر المخيط في صدره. وربما قال حمادٌ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه آت.
3508 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا قتادة، وحميدٌ، وثابتٌ، عن أنس، أن ناسًا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة، فقال:"اشْرَبُوا أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا" فقتلوا راعى رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستاقوا الإبل، وارتدوا عن الإسلام، فأتِىَ بهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف،
=. . . وزاد عبد بن حميد في أوله: (دخلت الجنة فسمعت خشفة، فقلت: ما هذه؟! قالوا: هذا بلال).
قلتُ: قد توبع عليه ثابت البنانى: تابعه عليه حميد الطويل كما، أتى عند المؤلف:[برقم 3822]، وله شواهد أيضًا.
3506 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 212، 238، 252]، من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم؛ وللحديث طرق أخرى به عن أنس به نحوه.
3507 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2874].
3508 -
صحيح: مضى من هذا الطريق [برقم 3311]، ولكن مختصرًا إلى قوله:(اشربوا أبوالها وألبانها) فقط. وهو عند الترمذى والنسائى وجماعة. راجع تخريجه هناك.
وسمل أعينهم وألقاهم بالحرة، قال أنسٌ: قد كنت أرى أحدهم يكيد الأرض بفيه حتى ماتوا، وربما قال حمادٌ: يكدم الأرض بفيه حتى ماتوا.
3509 -
حدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن الناس قالوا: يا رسول الله، هلك المال، قحطنا يا رسول الله وهلك المال! (فاستسق لنا)، فقام يوم الجمعة وهو على المنبر فاستسقى - ووصف حمادٌ: بَسْطَ يديه حيال صدره، وبطن كفيه مما يلى الأرض - وما في السماء، قزعةٌ فما انصرف حتى أهمت الشاب القوى نفسه أن يرجع إلى أهله، قال: فمطرنا إلى الجمعة الأخرى، فقالوا: يا رسول الله، تهدَّم البنيان، وانقطع الركبان، فادع الله أن يكشفها عنا، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال:"اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا"، قال: فانجابت حتى كانت المدينة كأنها في إكليل.
3510 -
حدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس بن مالك، أن أم سليم كانت مع أبى طلحة يوم حنين، وإذا مع أم سليم خنجرٌ، فقال أبو طلحة: ما هذا معك يا أم سليم؟ قالت: اتخذته إن دنا منى أحدٌ من الكفار أبعج به بطنه فقال أبو طلحة: يا نبى الله، ألا تسمع إلى ما تقول أم سليم؟ تقول كذا وكذا، فقالت: يا رسول الله! قتل بعدنا من الطلقاء، انهزموا بك يا رسول الله، قال:"يَا أُمَّ سُلَيْمِ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ".
3511 -
حدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على رجل من أصحابه يعوده وقد صار كالفرخ، فقال له:"هَلْ سَأَلْتَ اللَّهَ؟ " قال قلت: اللَّهم ما كنت معاقبى في الآخرة فعجله لى في الدنيا، فقال
3509 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3334].
3510 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 3411].
3511 -
صحيح: أخرجه مسلم [2688]، وأحمد [3/ 288]، ومن طريقه الطبراني في "الدعاء"[رقم 2017]، والذهبى في التذكرة [4/ 1357]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 542]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. =
رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا طَاقَةَ لَكَ بِعَذَابِ اللهِ، هَلا قُلْتَ: اللَهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ؟! ".
= قلتُ: ومن هذا الطريق أخرجه الآبنوسى في "المشيخة"[رقم 28]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 131]، وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه حميد الطويل على نحوه. . وزاد في آخره: (قال: فدعا الله له فشفاه).
أخرجه مسلم [2688]، والترمذى [3487]، وأحمد [3/ 107]، وابن حبان [936]، و [941]، والنسائى في "الكبرى"[7506]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10147]، وأبو نعيم في "الحلية"[2/ 329]، والطبرانى في "الدعاء"[رقم 2016]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 491]، والحسين بن حرب في "زوائده على الزهد"[رقم 973]، وأبو الفضل الزهرى في "حديثه"[رقم 174]، والطحاوى في "المشكل"[5/ 131]، وغيرهم؛ والزيادة المذكورة عند مسلم وابن حبان في الموضع الثاني، وأحمد في الموضع الأول والبيهقى والنسائى.
وقد اختلف في سنده على حميد الطويل، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى عن ثابت عن أنس به. . .
ورواه آخرون - ومنهم جماعة ممن رووا عنه الوجه الماضى - عنه عن أنس به. . . ولم يذكروا فيه ثابتًا البنانى! هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى"[10892]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1399]، والمؤلف [3759، 3802، 3837]، والبيهقى في "الشعب"[7/ رقم 10147]، والطبرى في "تفسيره"[2/ 312]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 491]، وغيرهم.
وقد جنح ابن حبان إلى ترجيح الوجه الأول: فإنه قال عقب روايته الوجه الراجح عنده: (ما سمع حميد عن أنس إلا ثمانية عشر حديثًا، والأخرى سمعها من ثابت عن أنس).
وهذا إشارة منه إلى كونه لم يسمع هذا الحديث من أنس، إنما رواه عنه بواسطة ثابت البنانى، لكن في تحديده مسموع حميد من أنس بثمانية عشر حديثًا فقط، فمما لا يُوافَق عليه أصلًا، بل سمع حميد أضعاف ذلك مرتين من أنس، وسيأتى تقصيل هذه المسألة في ذيل الحديث الآتى [برقم 3718].
* والحاصل: أن حميد الطويل قد ثبت عليه التدليس عن أنس خاصة؛ فجائز جدًّا أن يكون قد دلس (ثابتًا البنانى) في الوجه الثاني، وإلى هذا أشار أبو زرعة وأبو حاتم لما سئلا عن هذا الحديث كما في "العلل"[رقم 2071]، فرجحا الوجه الأول ثم قالا:"وكان حميد يرسل" =
3512 -
حدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من الأنصار فقال:"يَا خَالُ، قُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ" فقال: خالٌ أم عمٌ؟ قال: لا، بل خالٌ. وقال: خيرٌ لى أن أقولها؟ قال: "نَعَمْ".
= يعنى يدلس، والإرسال قد يأتى في كلام المتقدمين ويراد به التدليس؛ كما يأتى التدليس ويراد به الإرسال المطلق، وهذا معروف ملموس.
فالمحفوظ في هذا الحديث: هو الوجه الأول عن ثابت عن أنس؛ ولم يثبت سماع حميد هذا الحديث من أنس حتى يروق لبعضهم أن يحمله على الوجهين، ولا يعكر على هذا تصريح حميد بسماعه هذا الحديث من أنس عند الطبراني في "تفسيره"؛ لأن الطبرى قد رواه من طريق يحيى بن أيوب المصرى عن حميد عن أنس به. . . ويحيى بن أيوب هذا على صِدْقِه وعِلْمه إلا أن جماعة قدْ تكلموا في حفظه، فلعل هذا من ذاك، وقَلْبُ العنعنة سماعًا ربَما يَأتى عن ثقة حافظ على سبيل التوهم فما له لا يأتى من ذلك المختلف فيه جرحًا وتعديلًا؟!.
• تنبيه: قد روى أبو بكر بن عياش هذا الحديث عن حميد الطويل عن أنس. . . وخالف الجماعة في سياقه، فأخرجه البزار في "مسنده"[4/ رقم 3134 كشف]، فقال: حدّثنا العباس بن جعفر البغدادى، ثنا يزيد بن مهران ثنا أبو بكر بن عياش عن حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم:(مر بقوم مُبتلَين، فقال: أما كان هؤلاء يسألون الله العافية؟!) قال البزار: (لا نعلمه رواه عن حميد إلا ابن عياش).
قلتُ: وهو أحد الأعلام، إلا أنه قد ساء حفظه لما شاخ وكبر حتى سوَّاه أبو حاتم بشريك القاضى في سوء الحفظ، وقد خالفه الثقات الأثبات من أصحاب حميد الطويل، كلهم رووه عنه - على الاختلاف بينهم في سنده - مثل سياق المؤلف هنا، وهذا هو المحفوظ بلا تردد.
فقول البزار: "لا نعلمه رواه عن حميد إلا ابن عياش" يريد به على هذا السياق المذكور. وباقى رجال الإسناد ثقات كما قاله الهيثمى في "المجمع"[10/ 220]، فكون الإسناد صحيحًا كما جزم الإمام الألبانى في "الصحيحة"[5/ 231]، لا يعنى صحة المتن، كيف وهو معلول كما مضى؟! والله المستعان.
3512 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 152، 154، 267]، والبزار في "مسنده"[1/ رقم 787]، وأحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة"[رقم 6409]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. =
3513 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، قال: لقد سقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدحى هذا الشراب كله، العسل، والنبيذ، واللبن.
3514 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"اسْتَوُوا، اسْتَوَوا، فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاكمْ مِنْ خَلْفِى كَمَا أَرَاكمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ".
3515 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن أهل اليمن، لما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: ابعث معنا رجلًا يعلمنا السنة والإسلام، فأخذ بيد أبى عبيدة الجراح، فقال:"هَذَا أَمِين هَذِهِ الأُمَّة".
3516 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، أن رجلًا، قال: يا رسول الله، أين أبى؟ قال:"فِي النَّارِ" فلما قفى دعاه، قال:"إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ".
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد صححه البوصيرى في "الإتحاف"[2/ 128]، فقال:(رواه أبو يعلى والبزار بسند صحيح) وقال الهيثمى في "المجمع"[3/ 68]، و [5/ 554]:"رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
وقال في الموضع الأول: "رواه أبو يعلى والبزار، ورجاله رجال الصحيح" وهو كما قال.
3513 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 3503].
3514 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3291].
3515 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 3287].
3516 -
صحيح: أخرجه مسلم [203]، وأبو داود [4718]، وأحمد [3/ 119، 268]، وابن حبان [578]، والبيهقى في "سننه"[13856]، وفى "دلائل النبوة"[رقم 104]، وأبو عوانة [رقم 215]، وابن منده في "الإيمان"[2/ رقم 926]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. =
3517 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استقبله ذات يوم صبيان الأنصار والإماء، فقال:"وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكُمْ".
3518 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، عن ثابتٌ، عن أنس، أن امرأةً كان في عقلها شئٌ، فقالت: يا رسول الله، إن لى حاجةً فقال:"يَا أُمَّ فُلانٍ، انْظُرِى أَيَّ الطَّرِيقِ شِئْتِ"، فَقَامَ مَعَهَا يُنَاجِيهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا.
3519 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن أخت الربيع بن حارثة، جرحت إنسانًا، فاختصموا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، القصاص القصاص، فقالت أم الربيع: يا رسول الله، أتقتص من فلانة؟! لا واللَّه لا تقتص منها، فما زالت حتى قبلوا الدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إِنَّ مِنْ عَبَّادِ اللَّهِ مَنْ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ".
= قلتُ: هذا إسناد كالشمس، لا شك فيه ولا لَبْس، لكن أبَى الجلال السيوطى إلا تعكير مشْربه، وجاء يُخاتِل بكلمات حول تضعيف هذا الحديث في رسالته "مسالك الحنفا في والدِىْ المصطفى"[2/ 226/ ضمن فتاويه]، أشْهَدَ بها قارئى كلامه على أنه ليس من رجالات هَذا الفن، وخانه التوفيق بإعلاله هذا الإسناد بحماد بن سلمة، وأتى بكلام في غاية الغثاثة نُصْرة لمذهبه المعارض له لصحاح الأخبار في حال والدَى النبي المختار صلى الله عليه وسلم، ولو ذهبنا ننقض عروش كلماته، ونُغَبِّر في وجوه مُخدَّرات مفرداته لطَال بَنا الكلام؛ ولخرجنا عن سياج المقام، ولعلنا نستوفيه في مكان آخر إن شاء الله. واللَّه المستعان، وعليه التكلان.
3517 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 285]، وابن حبان [4329]، والحاكم [4/ 90]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى"[2/ رقم 1762]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به. . . وهو عند بعضهم بنحوه.
قلتُ: قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه" وهو كما قال؛ وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه. . . يأتى بعضها [برقم 3770، 3798].
3518 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3472].
3519 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 3396].
3520 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا شعبة، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"إِن لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءً يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُعْرَفُ بِهِ".
3521 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد بن سلمة، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"يُؤْتَى بِأَشَدِّ النَّاسِ كَانَ بَلاءً فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: اصْبُغُوهُ فِي الجَنَّةِ صَبْغَةً، فَيُصْبَغُ فِيهَا صَبْغَةً، فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا بْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ بُؤْسًا قَطٌّ، أَوْ شَيْئًا تَكْرَهُهُ قَطٌّ؟ فَيَقُولُ: لا وَعِزَّتِكَ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَكْرَهُهُ قَطٌّ، ثُمَّ يُؤْتَى بِأَنْعَمِ النَّاسِ كَانَ فِي الدُّنْيَا مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَيَقُولُ اللَّهُ: اصْبُغُوهُ صَبْغَةً فِي النَّارِ فَيُصْبَغُ فِيهَا، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا بْنَ آدَمَ، هَلْ رَأَيْتَ خَيْرًا قَطٌّ؟ قُرَّةَ عَيْنٍ قَطٌّ؟ فَيَقُولُ: لا، وَعِزَّتِكَ مَا رَأَيْتُ خَيْرًا قَطٌّ، وَلا قُرَّةَ عَيْنٍ قَطُّ! ".
3520 - صحيح: مضى [برقم 3382].
3521 -
صحيح: أخرجه مسلم [2807]، وأحمد [3/ 203، 253]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1313]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 500]، وابن الجوزى في الثبات عند الممات [ص 51]، وابن أبى الدنيا في صفة النار [رقم 163]، والبيهقى في "البعث والنشور"[رقم 421]، وغيرهم من طريق حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به .. وهو عند بعضهم نحوه .. وليس عند ابن أبى الدنيا شطره الأول في الإتيان بأشد الناس بلاءً.
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الشجرى في "أماليه"[1/ 383]، بشطره الثاني فقط مثل سياق ابن أبى الدنيا، وقال البغوى:"هذا حديث صحيح".
وقد توبع عليه ثابت البنانى: تابعه حميد الطويل على نحوه باختصار عند ابن ماجه [4321]، من طريق محمد بن إسحاق بن يسار عن حميد به.
قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ لعنعنة ابن إسحاق، وهو جِدُّ عريق في التدليس، لكنه توبع عليه: تابعه عبد الوهاب الثقفى بنحو شطره الأول فقط، عند أبى نعيم في "صفة الجنة"[رقم 32]، بإسناد صالح إليه؛ وعبد الوهاب ثقة حافظ تغير قبل موته، وقد خولف فيه هو وابن إسحاق؛ خالفهما عبد الله بن المبارك - شيخ الإسلام - فرواه عن حميد الطويل فقال: عن ثابت البنانى عن أنس به نحو سياق ابن ماجه
…
، =
3522 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا قتادة، وثابثٌ، وحميدٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبا بكر، وعمر، وعثمان كانوا يستفتحون الصلاة بـ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة: 2] وكان حميدٌ، لا يذكر النبي صلى الله عليه وسلم.
3523 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابثٌ، عن أنس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه، قال:"الحمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا، وسَقَانَا، وَكَفَانَا، وَآوَانَا، وَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِىَ لَهُ وَلا مُئْوِى".
3524 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، حدّثنا ثابتٌ، قال: سمعت أنسًا، يقول: عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يَبْقَى مِنَ الجَنَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَبْقَى، ثُمَّ يُنْشِئُ اللَّهُ لَهَا خَلْقًا مِمَّا يَشَاءُ".
= هكذا أخرجه في كتابه "الزهد"[رقم 622]، هذا هو المحفوظ؛ فالظاهر أن حميدًا قد دلس ثابتًا في الوجه الأول، وحميد مشهور بالتدليس عن أنس كما يأتى بَسْطُ الكلام عليه في ذيل الحديث [رقم 3718].
3522 -
صحيح: مضى سابقًا في مواطن كثيرة، فانظر [رقم 3031، 3093]، وسيأتى في مواطن أخرى.
3523 -
صحيح: أخرجه [مسلم 2715]، وأبو داود [5053]، والترمذى [3396]، وأحمد [3/ 153، 167، 253]، وابن حبان [5540]، والبخارى في "الأدب المفرد"[رقم 1206]، والنسائى في "الكبرى"[10635]، وأبو نعيم في "الحلية"[6/ 265]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1335، 1351]، وأبو على الأشيب في "جزئه"[رقم 1]، وأبو مسهر في حديثه [رقم 28]، والبغوى في "شرح السنة"[2/ 438]، والبيهقى في الآداب [رقم 455]، وفى "الأسماء والصفات"[رقم 22]، وفى "الدعوات"[رقم 328]، وابن السنى في "اليوم والليلة"[رقم 709]، والخرائطى في "مكارم الأخلاق"[رقم 897]، والترمذى أيضًا في "الشمائل"[رقم 259]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح غريب" وقال البغوى: "هذا حديث صحيح" وهو كما قالا.
3524 -
صحيح: مضى سابقًا [برقم 3358].
3525 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنسٍ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول:"اللَّهُمَّ آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار".
3526 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حماد، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لا يُقَالَ فِي الأَرْضِ: اللَّهُ، اللَّهُ".
3525 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3525].
3526 -
صحيح: أخرجه مسلم [148]، وأحمد [3/ 268]، وابن حبان [6849]، والحاكم [4/ 540]، والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 525]، وأبو عوانة [رقم 219]، والبغوى في "شرح السنة"[7/ 395]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 447]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وقد توبع عليه حماد بن سلمة: تابعه معمر بن راشد بلفظ: (لا تقوم الساعة على أحد يقول: الله الله) أخرجه عبد الرزاق [20487] في "تفسيره"[3/ 143]، ومن طريقه مسلم [148]، وأحمد [3/ 1162]، والبيهقى في "الشعب"[1/ رقم 524]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1247]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 448]، والطبرى في "تهذيب الآثار"[رقم 939]، وأبو عوانة [رقم 218]، وغيرهم.
وقد توبع عليه ثابت البنانى: تابعه حميد الطويل على مثل سياق حماد بن سلمة: عند الترمذى [2207]، وفى علله [رقم 383]، وأحمد [3/ 107، 201]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1412]، والطبرى في "تهذيبه"[رقم 937]، و [رقم 938]، وابن عساكر في "المعجم"[رقم 1504]، وابن وضاح في "البدع"[رقم 243]، وابن منده في "الإيمان"[1/ رقم 449]، وابن عبد البر في "التمهيد"[20/ 252]، والكلاباذى في "بحر الفوائد"[رقم 335]، وأبو القاسم القشيرى في "الرسالة"[ص 100]، وغيرهم.
لكن قد اختلف على حميد الطويل في وفْقِه ووصْلهِ، فرواه عنه الجماعة على الوجه الماضى موصولًا، وخالفهم جميعًا: خالد بن الحارث البصرى، فرواه عن حميد الطويل عن أنس به موقوفًا عليه، هكذا أخرجه الترمذى [عقب رقم 2207]، وفى "العلل"[رقم 384]، قال الترمذى عقب روايته في "جامعه":"وهذا أصح من الحديث الأول" يعنى الرواية المرفوعة، =
3527 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حَدَّثَنَا حمادٌ، عن ثابت، عن أنس، قال: كنا نتحدث أنه لا تقوم الساعة حتى لا تمطر السماء، ولا تنبت الأرض، وحتى يكون للخمسين امرأةً! القيم الواحد، وحتى إن المرأة لتمر بالرجل فيأخذها فينظر إليها، فيقول: لقد كان لهذه مرةً رجلٌ. ذكره حمادٌ هكذا، وقد ذكر حمادٌ أيضًا، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يشك. وقد قال أيضًا: عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أحسب.
= وقال في "العلل": "سألت محمدًا عن هذا الحديث فقال: هذا حديث فيه اضطراب، وروى بعضهم هذا الحديث عن حميد ولم يرفعه".
قلتُ: قد رفعه جماعة من الثقات عن حميد الطويل كما مضى الإشارة إليه، فترجيح الترمذى لرواية فَرْدٍ مخالف للجماعة فيه نظر. وربما كان حمد الحديث من ذاك الطريق على الوجهين أولى من ترجيح أحد الوجهين بمثل ما مضى، ويكون أنس - رضى الله عنه - كان يرفعه غالبًا، وربما قاله ولم يَعْدُ به نفسه، وبهذا يزول الاضطراب الذي قاله أبو عبد الله الجعفى، إلا إذا كان يعنى به شيئًا آخر، وعلى كل حال، فطريق ثابت البنانى عن أنس به مرفوعًا
…
سالم من كل علة.
• تنبيه: وقع طريق حميد الطويل عن أنس عند الحاكم [4/ 540]، بلفظ:(لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: لا إله إلا الله) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه"، وهو كما قال، وسنده إلى حميد صحيح ثابت، ومراد الحاكم بقوله: (هذا حديث صحيح
…
إلخ) يعنى تلك الترجمة: (حميد الطويل عن أنس به
…
) وإلا فسنده إلى حميد ليس على شرط أحدهما، وهذا اللفظ أيضًا: وقع في رواية معمر عن ثابت عن أنس عند ابن حبان [6848]، وابن حزم في "الإحكام"[4/ 579]، ولفظه:(لا تقوم الساعة على أحد يقول: لا إله إلا الله).
وقد مضى أن المشهور في الحديث هو لفظ: (حتى لا يقال في الأرض: الله الله) دون كلمة التوحيد: (لا إله إلا الله) بل وقعت كلمة التوحيد أيضًا في رواية حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس عند أحمد [3/ 268]، في رواية له؛ وهذه الرواية ذكرها الحافظ في "الفتح"[13/ 85]، ثم قال:"أخرجه أحمد بسند قوى" فأخشى أن تكون كلمة التوحيد قد وقعت في هذا الحديث من باب الرواية بالمعنى لقوله: (الله الله) وإلا فالمشهور في هذا الحديث من جميع طرقه هو قوله في آخره: (حتى لا يقال في الأرض: الله الله
…
).
3527 -
صحيح: أخرجه أحمد [3/ 286]، من طريق عفان عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وهذا إسناد صحيح موقوف؛ لكن ذكر عفان عقبه عند المؤلف وعند أحمد: أن حماد بن سلمة كان ربما ذكر الحديث هكذا موقوفًا، وربما ذكره مرفوعًا دون شك، وربما ذكره مرفوعًا وقال:(فيما أحسب)، والرواية المرفوعة أخرجها الحاكم [4/ 540]، من طريقين صحيحين عن حماد عن ثابت عن أنس به .... وزاد في أوله:(لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله) وعنده: (حتى إن المرأة لتمر بالنعل؛ فترفعها وتقول: قد كانت هذه لرجل) هكذا بدل قوله: (وحتى إن المرأة لتمر بالرجل
…
إلخ).
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وهو كما قال لولا اضطراب حماد في وقفه ورفعه، بل وكان إذا رفعه ربما بنى ذلك على غلبة ظنه، وقال:(فيما أحسب) كما مضى من قول عفان بن مسلم في ذيل الحديث.
وقد سئل أبو زرعة وأبو حاتم عن هذا الحديث كما في "العلل"[رقم 2727]، من طريق مؤمل بن إسماعيل وزيد بن حباب عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس به مرفوعًا .... فقال أبو حاتم وصاحبه:"هذا خطأ؛ إنما هو عن أنس موقوفًا" ثم قال أبو زرعة عن رواية زيد بن الحباب: "لا أعرفه".
قلتُ: قد روى زيد بن الحباب بعض هذا الحديث عن الحسين بن واقد عن معاذ بن حرملة عن أنس .. كما يأتى. فهذا هو المشهور من رواية زيد بن الحباب، فلعله لذلك لم يعرفه أبو زرعة من رواية زيد عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس. لاسيما وابن أبى حاتم لما ذكر هذه الرواية لأبيه وأبى زرعة، لم يسق إسناده إليها، وإنما قال: "سألت أبى وأبا زرعة عن حديث رواه مؤمل وزيد بن حباب
…
".
وعلى كل حال، فقول أبى حاتم وصاحبه عن هذا الطريق الماضى:"هذا خطأ، إنما هو عن أنس موقوفًا" نص في تصويبهما الوجه الموقوف على المرفوع، لكن وصفهما الوجه المرفوع بـ (الخطأ) مشكل عندى؛ لأنهما لم يذكرا المخطئ فيه، فإن كانا يرميان إلى أن زيد بن الحباب والمؤمل قد وهما على حماد في رفعه، ورد عليهما أن على بن عثمان اللاحقى وعبد الوارث بن سعيد - وهما من الثقات الأثبات - قد روياه عن حماد أيضًا مرفوعًا عند الحاكم، وتابعهما عفان بن مسلم في إحدى الروايتين عنه كما مضى عند المؤلف وأحمد في ذيل الحديث، ويُسْتبعد الخطأ على رواية هؤلاء الثقات جميعًا، لاسيما ولم يخالفهم أحد في روايته عن حماد مرفوعًا سوى عفان بن مسلم في رواية عنه كما مضى كلامه سابقًا، مما يدل على أن حماد بن سلمة هو الذي =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= كان يضطرب في سند الحديث، فلعل أبا زرعة وصاحبه لم يقفا على رواية حماد بن سلمة لهذا الحديث مرفوعًا إلا من طريق مؤمل بن إسماعيل وزيد بن الحباب وحدهما، وكلاهما متكلم في حفظه لا سيما مؤمل، فقالا ما قالا.
وقد عرفت: أن جماعة من الثقات قد رووه أيضًا عن حماد بسنده به مرفوعًا .. ، وقد بين عفان بن مسلم أن حمادًا هو الذي كان لا يضبط الحديث؛ فتارة يوقفه، وتارة يرفعه جازمًا؛ وتارة يرفعه على الحسبان والظن، وربما اتجه قول أبى زرعة وصاحبه:"هذا خطأ، إنما هو عن أنس موقوفًا" إلى حماد بن سلمة نفسه، كأنه كان يخطئ في رفعه، وهذا أولى أن يحمل عليه كلام ابنى الخالة الرازييين؟! رعاية لجلالتهما في الحفظ والاطلاع.
* والحاصل: أن الصواب في الحديث هو الوقف. وتردد حماد في رفعه يؤيد الوقف أيضًا، لكن لم يرتض الإمام هذا كله، وصحح الحديث مرفوعًا على شرط مسلم في "الصحيحة"[6/ 639]، ثم قال عن تردد حماد في سنده وقفًا ورفعًا،: "ولا يضره شكه في رفعه، لأنه في حُكْمَ المرفوع كما هو ظاهر
…
".
أقول: استصحاب حُكْمَ الرفْع لبعض الأخبار الموقوفة فيما لا يُدْرَكَ بالرأى قاعدة قال بها جماعة كثيرة من أهل العلم، وما نراها صوابًا قط، والقائلون بها الكثير منهم يتناقضون في إعمالها على وجوه شتى، وقد نقضناها بأدلة ناهضة في كتابنا "برهان الناقد حول منع الاعتكاف إلا في الثلاثة مساجد".
وللحديث طريق آخر مرفوعًا: يرويه زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد عن معاذ بن حرملة قال سمعت أنسًا يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرًا عامة، ولا تنبت الأرض شيئًا) أخرجه أحمد [3/ 140]، والحاكم [4/ 559]، والمؤلف [برقم 4340]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 219].
وقد توبع عليه زيد بن الحباب: تابعه عليّ بن الحسين بن واقد عند البخارى في "تاريخه"[7/ 362]، معلقًا، وليس في هذا الطريق ما يعل به سوى معاذ بن حرملة راويه عن أنس، فقد تفرد عنه الحسين بن واقد بالرواية وحده ولم يوثقه سوى ابن حبان وحده، ولم يفعل شيئًا لما عُلم من فُحْشِ تساهله في توثيق أغمار تلك الطبقة من التابعين. وترجمة معاذ في "ثقات ابن حبان"[5/ 423]، كأنها منقولة من ترجمة معاذ في تاريخ البخارى [7/ 362]، =
3528 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، عن ثابت، عن أَنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:"رَأَيْتُ كَأَنِّى فِي دَارِ عُقْبَةَ بْنِ رَافِعٍ، فَأُتِيْنَا بِرطَبٍ مِنْ رطَبِ ابْنِ طَابٍ، فَأَوَّلْتُ أَنَّ الرِّفْعَةَ لَنَا فِي الدُّنْيَا، وَالْعَاقِبَةَ فِي الآخِرَةِ، وَأَنَّ دِينَنَا قَدْ طَابَ".
3529 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ، أخبرنا ثابتٌ، عن أنس أنه قرأ هذه الآية:{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} [الكوثر: 1] قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُعْطِيتُ الْكَوْثَرَ، فَإِذَا نَهَرٌ يَجْرِى وَلَمْ يُشَقَّ شَقًّا، فَإِذَا حَافَتَاه قِبَابُ اللّؤْلُؤِ، فَضَرَبْتُ بِيَدِى إِلَى تُرْبَتِهِ فَإِذَا مِسْكَةٌ ذَفِرَةٌ، وَإِذَا حَصَاهُ اللُّؤْلُؤ".
3530 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا سلامٌ أبو المنذر، عن ثابت، عن أنس بن مالك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قرَّةُ عَيْنِى فِي الصَّلاةِ".
3531 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا عفان، حدّثنا حمادٌ بن سلمة، حدّثنا هشام بن عروة،
= وهذا يؤيد كلام المعلمى اليمانى وغيره من كون مادة ابن حبان في تراجم الطبقات الأولى من رجالات الصدر الأول في "ثقاته" إنما أخذها من "تاريخ البخارى" مع التصرف في عبارته، وهذا يصدقه النظر. والله المستعان.
3528 -
صحيح: أخرجه مسلم [2270]، وأبو داود [5025]، وأحمد [3/ 213]، و [3/ 286]، والنسائى في "الكبرى"[7624]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1314]، وابن أبى شيبة [30488]، والبيهقى في "الدلائل"[رقم 2613]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 4848]، والبغوى في "شرح السنة"[6/ 163]، والعسكرى في "تصحيفات المحدثين"[ص 315]، وغيرهم طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وقد صحفَّ بعضهم (عقبة بن رافع) إلى (عقبة بن نافع) راجع "الإصابة"[4/ 519].
3529 -
صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3290].
3530 -
ضعيف بهذا التمام: مضى الكلام عليه [برقم 3482].
3531 -
صحيح: مضى قريبًا [برقم 3480].
عن أبيه، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ وثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أصواتًا، فقال:"ما هَذِهِ الأَصْوَاتُ؟ " قالوا: النخل يأبرونه يا رسول الله، فقال:"لَوْ لَمْ يَفْعَلُوا لَصَلُحَ"، قال: فلم يأبروا عامهم، فصار شيصًا، قال: فذكروا ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم، فقال:"إِذَا كانَ شَىْءٌ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ، وَإِذَا كانَ شَىْءٌ مِنْ أَمْرِ دِينِكُمْ فَإِلَيَّ".
3532 -
حَدَّثَنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الله بن بكر، حدّثنا حميدٌ، عن ثابت، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رأى شيخًا يهادى بين ابنيه، فقال:"مَا بَالُ هَذَا؟ " فقالوا: يا رسول الله، نذر أن يمشى، فقال:"إِن اللهَ غَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا نَفْسَهُ"، يَعْنِى: ثُمَّ أمْرَهُ فَرَكِبَ.
3533 -
حَدَّثَنا زهيرٌ، حدّثنا عبد الرحمن، حدّثنا حمادٌ بن سلمة، حدّثنا ثابتٌ، عن أنس، أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة لم يؤاكلوها ولم يجامعوها في البيوت، فسأل
3532 - صحيح: هذا يأتى الكلام عليه [برقم 3881]، فهو موضعه.
3533 -
صحيح: أخرجه مسلم [302]، وأبو داود [258، 2165]، والترمذى [2977]، والنسائى [288]، و [369]، وابن ماجه [644]، وأحمد [3/ 132، 246]، والدارمى [1053]، وابن حبان [1362]، والطيالسى [2052]، والبيهقى في "سننه"[1396]، وأبو عوانة [رقم 693]، وأبو نعيم في "المعرفة"[رقم 4326]، والبغوى في "شرح السنة"[1/ 245]، وفى "تفسيره"[1/ 256]، وابن المنذر في "الأوسط"[رقم 762]، والنحاس في "الناسخ والمنسوخ"[رقم 117]، وابن حزم في "المحلى"[2/ 182]، و [10/ 79]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وسنده كالشمس، وهو عند ابن المنذر وابن حزم والنحاس ورواية للنسائى مختصرًا بنحو شطره الأول فقط. وقال الترمذى:"هذا حديث حسن صحيح" وقال البغوى: (هذا حديث صحيح .. ".
والحديث أيضًا عند ابن عساكر في "تاريخه"[9/ 88]، وابن عبد البر في "التمهيد"[3/ 163]، مثل سياق المؤلف؛ وهو عند الطحاوى في "شرح المعانى"[3/ 38]، مختصرًا بنحو شطره الأول فقط.
أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعنى: النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ} [البقرة: 222]، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"اصْنَعُوا كُلَّ شَىْءٍ إِلا النِّكَاحَ" فبلغ ذلك اليهود، فقالوا: ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه! فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر، فقالا: يا رسول الله، إن اليهود قالت كذا وكذا، أفلا نجامعهن؟ فتمعَّر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ظننا أنه قد وجد عليهما، فخرجا فاستقبلهما هدية من لبن، فأرسل في أثرهما فسقاهما، فعرفنا أن لم يجد عليهما.
3534 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا جعل ظاهر كفيه مما يلى وجهه.
3535 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا روح بن عبادة، أخبرنا حماد، عن ثابت، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال.: قد صام، ويفطر حتى يقال: قد أفطر.
* * *
3534 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 3502].
3535 -
صحيح: أخرجه مسلم [1158]، وأحمد [3/ 159، 208، 252]، وابن سعد في "الطبقات"[1/ 387]، وعبد بن حميد في "المنتخب"[1322]، وغيرهم من طرق عن حماد بن سلمة عن ثابت البنانى عن أنس به.
قلتُ: وقد توبع عليه ثابت: تابعه حميد الطويل على نحوه
…
كما يأتى عند المؤلف [برقم 3819، 3828].