الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبو سفيان، عن أنس
3685 -
حَدَّثَنَا أبو بكر بن أبى شيبة، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس، قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يومًا وهو جالسٌ حزينٌ، وقد ضربه بعض أهل مكة، فقال: ما لك؟ قال: "فَعَلَ بِى هَؤُلاءِ وَفَعَلُوا"، قال: تحب أن أريك آيةً؟ قال: "نَعَمْ"، قال: فنظر إلى شجرة من وراء الوادى، فقال: ادع تلك الشجرة، قال: فدعاها، فجاءت تمشى بين يديه، فقال لها:"ارْجِعِى"، قال: فرجعت إلى مكانها.
3685 - صحيح: أخرجه ابن ماجه [4028]، وأحمد [3/ 113]، والدارمى [231]، وابن أبى شيبة [31732]، وابن عساكر في "تاريخه"[4/ 365]، وتمام في "فوائده"[32]، والبيهقى في "الدلائل"[458]، وغيرهم من طرق أبى معاوية الضرير عن الأعمش عن أبى سفيان طلحة بن نافع عن أنس به .. وهو عند بعضهم نحوه.
قلتُ: وهذا إسناد حسن صالح، وقال ابن كثير في "البداية"[6/ 123]، بعد أن ساقه من طريق أحمد في "المسند":"هذا إسناد على شرط مسلم .. " وليس كما قال؛ لأن مسلمًا لم يحتج برواية أبى سفيان عن أنس،؛ وقال البوصيرى في "مصباح الزجاجة":"هذا إسناد صحيح، إن كان أبو سفيان، واسمه طلحة بن نافع سمع من جابر".
قلتُ: وهذه منه غفلة مكشوفة، كأنه خال أن أبا سفيان يرويه (عن جابر) وهكذا تزوغ الأبصار، ثم تصحيحه لسنده فيه إفراط؛ لأن أبا سفيان مختلف فيه. والجمهور على تمشية حديثه، ومن دونه ثقات مشاهير؛ وعنعنة الأعمش مجبورة بإكثاره من الرواية عن أبى سفيان، والمدلس إذا أكثر من الحديث عن شيخ له معروف به؛ ثم عنعن عنه، حملت عنعنته عنه على السماع ما لم يظهر خلاف ذلك، هكذا قاله الحميدى - شيخ البخارى - وغيره من النقاد؛ وقد شرحنا ذلك في غير هذا المكان.
والحديث ذكره الذهبى في "تاريخه"[1/ 29]، من طريق أبى معاوية بإسناده به
…
ثم قال: (هذا حديث صحيح) فلعله لشواهده، وقد وقفت له على طريق آخر عن أنس به نحوه
…
أخرجه أبو نعيم في "الحلية"[7/ 107]، من طريق أبى الشيخ الأصبهانى عن محمد بن أحمد بن معدان عن محمد بن عوف عن نصر بن المهاجر المصيصى عن بشر بن السرى عن الثورى عن إبراهيم بن ميسرة عن أنس به
…
=
3686 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس بن مالك، قال: جاء جبريل صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، وهو حزينٌ جالسٌ قد ضربه بعض أهل مكة، قال: فقال: "فَعَلَ بِى هَؤلاءِ وَفَعَلُوا"، قال: تحب أن أريك آيةً؟ فنظر إلى شجرة من وراء الوادى فقال: ادع تلك الشجرة، فدعاها فجاءت تمشى حتى قامت بين يديه، فقال لها:"ارْجِعِى" فرجعت حتى عادت إلى مكانها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"حَسْبِى".
3687 -
حَدَّثَنَا أبو خيثمة، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِى عَلَى دِينِكَ"، فقالوا: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال:"نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِع اللهِ يقَلِّبهَا".
3688 -
حَدَّثَنَا أبو بكر، حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس، قال: كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: "يَا مقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِى عَلَى
= قال أبو نعيم: "غريب من حديث الثورى وإبراهيم، تفرد به نصر عن بشر".
قلتُ: ورجاله كلهم حفاظ ثقات أثبات، وكلهم من رجال "التهذيب" سوى أبى الشيخ وشيخه؛ أما أبو الشيخ فهو ثقة إمام حافظ ليس فيه مغمز أصلًا كما شرحنا ذلك في "المحارب الكفيل"، وشيخه (محمد بن أحمد بن معدان) هو الإمام الحافظ المحدث أبو بكر الثقفى الأصبهانى المعروف؛ وترجمته في "سير النبلاء"[14/ 405]، وفى "تذكرة الحفاظ"[3/ 814].
والإسناد على نظافته جدًّا، إلا أنه غريب من حديث الثورى كما يقول أبو نعيم، وقد كان بشر بن السرى ينفرد عن الثورى بغرائب كما قاله ابن عدى في ترجمته من "الكامل"[2/ 17]، لكن بشرًا من هذا الطراز الذي يحق لمثلهم التفرد متى شاؤوا اللَّهم إلا ما أنكره عليه النقاد من ذلك، أو ما خالفهم فيه من هو فوقهم في الثقة والعدالة والإتقان، فهذا ما عندى. والله المستعان.
3686 -
صحيح: انظر قبله.
3687 و 3688 - صحيح: مضى الكلام عليه [برقم 2318].
دِينكَ"، قالوا: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: "نَعَمْ، إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ يقَلِّبهَا".
3689 -
حَدَّثَنَا زهيرٌ، حدّثنا جريرٌ، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان، فخطب الناس فقال:"لا تَسْأَلُونِى عَنْ شَىْءٍ الْيَوْمَ إِلا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ"، ونحن نرى أن جبريل معه، فقام إليه رجلٌ، فقال: يا رسول الله، إنا كنا حديثى عهد بجاهلية، من أبى؟ قال:"أَبوكَ حُذَافَةُ" لأبيه الذي كان يُدْعَى، فسأله عن أشياء، فقام إليه عمر بن الخطاب، قال: يا رسول الله، إنا كنا حديثى عهد بجاهلية، فلا تُبْدِ علينا سوآتنا، قال: أتفضحنا بسرائرنا؟! فاعف عنا، عفا الله عنك! رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد رسولًا، قال: فَسُرِّىَ عنه ثم نظر فقال: "مَا رَأَيْت كاليوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، إِنَّهَا عُرِضَتْ عَلَيَّ الجَنَّة وَالنَّار دُونَ الحائِطِ"، فما رأيت أكثر مقنعًا من يومئذ.
3690 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا ابن أبى جمبيدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبى سفيان، عن أنس بن مالك، قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وهو غضبان، ونحن نرى أن معه جبريل عليه السلام، حتى صعد المنبر، فما رأيت يومًا كان أكثر باكيًا متقنعًا، فقال:"سَلُونِى، فَوَاللهِ لا تَسْأَلُونِى عَنْ شَىْءٍ إلا أَنْبَأتُكُمْ بِهِ"،
3689 - صحيح: هذا إسناد صالح مستقيم، ورجاله كلهم رجال الصحيح كما قال الهيثمى في "المجمع"[7/ 390]، وعنعنة الأعمش مجبورة لإكثاره عن أبى سفيان، وأبو سفيان لا ينكر سماعه من أنس، بل هو محتمل كما قاله أبو حاتم في "المراسيل"[ص 100]، ولا يعرف أبو سفيان بتدليس أصلًا.
وجرير في سنده: هو ابن عبد الحميد، والراوى عنه هو زهير بن حرب، وقد توبع عليه جرير: تابعه عبد الملك بن معن المسعودى: عند ابن أبى شيبة [31763]، والمؤلف في الآتى [رقم 3690]، وللحديث طرق أخرى عن أنس به نحوه
…
مع اختلاف يسير في بعض ألفاظه، فانظر الماضى [برقم 3134، 3601].
3690 -
صحيح: انظر قبله.
فقام رجلٌ فقال: يا رسول الله، من أبى؟ قال:"أَبُوكَ حُذَافَةُ الَّذِى تُدْعَى لَهُ"، فقام إليه آخر، فقال: يا رسول الله، أفى الجنة أنا أو في النار؟ فقال:"فِي النَّار"، فقام إليه رجلٌ، فقال: يا رسول الله، أعلينا الحج في كل عام؟ فقال:"لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا، وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا عُذِّبْتُمْ"، فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه: رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، ولا تفضحنا بسرائرنا، واعف عنا عفا الله عنك! قال: فَسُرِّىَ عنه، ثم التفت نحو الحائط فقال:"لَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، أُرِيتُ الجَنَّةَ وَالنَّارَ وَرَاءَ هَذَا الحائِطِ".
3691 -
حَدَّثَنَا محمد بن عبد الله بن نمير، حدّثنا ابن أبى عبيدة، حدثنى أبى [عن الأعمش]، عن أبى سفيان، عن أنس بن مالك، قال: لقد ضربوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرةً حتى غشى عليه، فقام أبو بكر رضى الله عنه فجعل ينادى: ويلكم! {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} [غافر: 28]؟ فقالوا: من هذا؟ قالوا: ابن أبى قحافة المجنون.
3691 - ضعيف بهذا السباق: أخرجه الحاكم [3/ 75]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب"[رقم 3979]، وعنه عبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة"[رقم 218]، وابن عدي في "الكامل"[4/ 113]، و [6/ 233]، والبزار في "مسنده"[3/ رقم/ 2396 كشف الأستار]، وغيرهم من طريق محمد بن أبى عبيدة عن أبيه عبد الملك بن معن عن الأعمش عن أبى سفيان طلحة بن نافع عن أنس به
…
وزاد البزار: (فتركوه وأقبلوا على أبى بكر - رضى الله عنه).
قال البزار: "لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن الأعمش إلا أبو عبيدة، ولا روى عن أبى عبيدة إلا ابنه محمد" وقال ابن عدي: "وهذا لا أعلم يرويه عن الأعمش بهذا الإسناد غير أبى عبيدة، وعن أبى عبيدة: ابنه محمد
…
".
قلتُ: وقد ساقه ابن عدى في ترجمة (محمد بن أبى عبيدة) هذا من كتابه "الكامل" ثم قال في ختام ترجمته: "ولابن أبى عبيدة عن أبيه عن الأعمش غرائب وإفرادات، وهو عندى لا بأس به.".
وأبو عبيدة هو عبد الملك بن معن وثقه جماعة، واحتج به مسلم في "صحيحه". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= أما ابنه محمد بن أبى عبيدة فوثقه ابن معين في رواية، وقال في أخرى:"ليس لى به علم" وذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 46 - 47]، وأخرج له مسلم حديثًا من روايته عن أبيه عن الأعمش، وتوبع عليه عنده؛ وكلام ابن عدى ظاهر في كونه كان يغرب عن أبيه بأحاديث عن الأعمش لا يتابعه عليها، وقد أنكر عليه ابن عدى هذا الحديث وساقه له في ترجمته، ووجدت الذهبى قد ترجمه في "الميزان"[3/ 639]، ثم قال:"قلتُ: ساق له ابن عدى حديثًا منكرًا، .. ".
قلتُ: يعنى هذا الحديث، وأراه كما قال إن شاء الله؛ فإن الحديث وإن كان له شواهد، إلا أنها دون هذا السياق جميعًا، وفيه حروف لم أجدها في سياق غيره، وقد مشى جماعة على ظاهر إسناده وصححوه، فقال الحاكم عقب روايته:(هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه) ومثله قال ألعراقى في تخريج "الإحياء"[4/ 39]، وهو وهم منهما؛ لأن مسلمًا لم يحتج برواية أبى سفيان عن أنس؛ أما احتجاجه برجال الإسناد؛ فذاك شئ آخر.
وكذا صحح إسناده الحافظ في "الفتح"[7/ 169]، وأقره المناوى في الفيض [5/ 278]، وقد عرفت ما فيه، وأجود من هذا قول الهيثمى في "المجمع" [6/ 12]: (رواه أبو يعلى والبزار
…
ورجاله رجال الصحيح).
وهذا لا يلزم منه الصحة كما هو معلوم؛ وقد رأيت البخارى علقه في كتابه خلق أفعال العباد [ص 75]، فقال: "وقال الأعمش عن أبى سفيان عن أنس
…
" وذكر كلمة أبى بكر فقط، فربما كان عند البخارى من غير طريقه هنا عن الأعمش، غير أننا لسنا ممن يجيد التخرص في مثل هذه الأمور الغائبة، فحسبنا ما وقعت عليه أبصارنا، فلينظر: هل ورد هذا الحديث عن الأعمش من غير هذا الطريق؟! فإن وجد، فلينظر في سنده.
وقال الحافظ في "المطالب"[رقم 3979]، بعد أن عزاه للمؤلف وابن أبى شيبة:"صحيح، أخرجه الحاكم من طريق ابن نمير به، واختاره الضياء، وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص في البخارى".
قلتُ: وهو شاهد قاصر، ليس فيه بعض ألفاظ انفرد بها حديث أنس، فليعلم هذا. والله المستعان.
• تنبيه: قد سقط: "الأعمش" من سند المؤلف في الطبعتين!!
3692 -
حَدَّثَنَا محمد بن أبى بكر المقدمى، حدّثنا يحيى، عن سفيان: حدثنى عمرو بن عامر، قال: سمعت أنسًا، يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ لكل صلاة، قال: فأنتم؟ قال: نكتفى بالوضوء ما لم نحدث.
* * *
3692 - صحيح: أخرجه البخارى [211]، وأبو داود [171]، والترمذى [60]، والنسائى [131]، وابن ماجه [509]، وأحمد [3/ 132، 133، 154، 194، 260]، والدارمى [720]، وابن خزيمة [126]، والطيالسى [2117]، والبيهقى في "سننه"[738]، والطحاوى في "شرح المعانى"[1/ 42]، وأبو عبيد في الطهور [رقم 37]، وابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[رقم 85، 86]، وابن عبد البر في "التمهيد"[18/ 238 - 239]، وغيرهم من طرق عن عمرو بن عامر الأنصارى عن أنس به
…
وهو عند بعضهم بنحوه .... وليس قول أنس: (نكتفى بالوضوء ما لم نحدث) عند النسائي وأبى داود والترمذى وابن ماجه وابن خزيمة والطحاوى والطيالسى وأبى عبيد، وعندهم - سوى الطيالسى - مكانه:(وكنا نصلى الصلوات بوضوء واحد) لفظ أبى داود، وهو رواية لأحمد وابن عبد البر، وزاد النسائي وابن خزيمة والطحاوى في أوله: (أتى رسول صلى الله عليه وسلم بقعب صغير فتوضأ منه
…
) لفظ ابن خزيمة؛ وهو رواية لأحمد أيضًا.
قلتُ: وقد توبع عمرو بن عامر على نحوه عن أنس: تابعه حميد الطويل عند الترمذى [58]، وجماعة. وتمام تخريجه في كتابنا "غرس الأشجار".