الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحارث بن زياد، عن أنس
4056 -
حَدَّثَنَا أبو الأشعث العجلى، حدّثنا محمد بن حمران، حدّثنا الحارث بن زياد، عن أنس بن مالك، قال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة، فرأى نسوةً، فقال:"أَتَحْمِلْنَهُ؟ " قال: "أَتَدْفُنَّهُ؟ " قلن: لا، قال:"فَارْجِعْنَ مَأْزُورَاتٍ غَيْرَ مَأجُورَاتٍ".
= قلتُ: بشر هذا شيخ مجهول، وقد اختلف في اسمه على ألوان يأتى الإشارة إليها قريبًا في تخريج الحديث [رقم 4058]، وقد ذكره ابن حبان في، "الثقات"[4/ 69]، من رواية رجلين عنه أحدهما الليث بن أبى سليم، وسماه (بشر بن دينار) وهذا لا يكفى لتمشية حاله؛ لما علم من تساهل ابن حبان في توثيق تلك الطبقة من رجالات الصدر الأول، وقد وجدت الليث قد اضطرب في سنده، فعاد ورواه مرة أخرى عن بشر فقال:(عن أنس قال: إن بين يدى الدجال لستًا وسبعين دجالًا) كذا، جعله موقوفًا بعد أن كان يرفعه.
هكذا أخرجه ابن أبى شيبة [37503]، بإسناد صحيح إليه، وكان الليث لشدة اختلاطه في آخر عمره؛ ربما اضطرب في الحديث الواحد على ألوان كثيرة، كما يأتى مصداق ذلك في الآتى [برقم 4058]، وهذا الحديث لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا، بل هو منكر المتن أيضًا.
4056 -
منكر: أخرجه ابن شاهين في "ناسخ الحديث ومنسوخه"[رقم 312]، من طريق أحمد بن المقدام العجلى عن محمد بن حمران [بالأصل:(حمدان) وهو تصحيفًا عن الحارث بن زياد عن أنس به
…
قال الهيثمى في "المجمع"[3/ 129]: "رواه أبو يعلى وفيه الحارث بن زياد، قال الذهبى: ضعيف" ..
قلتُ: وعبارة الذهبى في "الميزن": "الحارث بن زياد عن أنس بن مالك: ضعيف مجهول" وزاد الحافظ عليه في اللسان [2/ 149]: "وفى كتاب ابن أبى حاتم [3/ 75]: الحارث بن زياد قال: دخلت على أبى عازب مسلم بن عمرو في مرضه، روى عنه أبو نعيم، قال أبى: مجهول".
قلتُ: لكن لم يذكر أبو حاتم ولا ابنه روايته عن أنس، وأظنه غير هذا، وهو شيخ مجهول على كل حال، وبذلك أعله البوصيرى في "الإتحاف"[2/ 145]، فقال:"رواه أبو يعلى بسند ضعيف؛ لجهالة التابعى" أما تضعيف الذهبى له، فلم أجد له فيه سلفًا، وليست الجهالة جرحًا على التحقيق. =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
* * *
= نعم: إن كان تضعيف الذهبى له مبنيًا على كونه وقف له على منكرات - منها هذا الحديث - ليس فيها من يحمل عليه سواه، فهو كما قال، بل أشد، قال الإمام المعلمى اليمانى في تعليقه على "الفوائد المجموعة" [ص 356]:"والمجهول إذا روى خبرين لم يتابع عليهما فهو تالف" بل وجدته قال قبل ذلك يعل حديثًا: [ص 338]: "في سنده على بن إبراهيم القزوينى، لعله المترجم في "لسان الميزان" وهو مجهول يروى عن أبى زرعة خبرًا منكرًا، فهو تالف" وهو كما قال ..
فإن قيل: قد توبع الحارث بن زياد عليه؛ تابعه أبو هدبة إبراهيم بن هدبة عن أنس به نحوه
…
وزاد: (مفتنات الأحياء، مؤذيات الأموات) أخرجه الخطيب في "تاريخه"[6/ 200]، ومن طريقه ابن الجوزى في "المتناهية"[2/ 902]، بإسناد صحيح إليه ..
قلنا: قد قال ابن الجوزى: "هذا حديث لا يصح، وفيه أبو هدبة، وقد أجمعوا على أنه كذاب".
فإن قيل: مهلًا مهلًا، فلم ينفرد به أبو هدبة، بل تابعه عليه مورق العجلى - الثقة العابد - عن أنس قال:(أبصر النبي صلى الله عليه وسلم نسوة مع جنازة فقال لهن: أتحملن؟! أتدفنَّ؟! أتحثينَ؟! ارجعن مأزورات غير مأجورات) أخرجه أبو بكر ابن ثابت في "تاريخ مدينة السلام"[9/ 102]، بإسناد قوى إلى عمرو بن النضر الكوفى عن إبراهيم بن هراسة عن الثورى عن عاصم الأحول عن مورق به
…
قلتُ: وهذا باطل أيضًا من حديث الثورى موصولًا، وعمرو بن النضر لم أفطن له، وليس هو المترجم في "اللسان"؛ لتقدمه على جهالته هو الآخر، وشيخه ابن هراسة قد هرسه النقاد حتى صار عجينًا، فأطلق أبو داود والعجلى فيه الكذب، وأسقطه سائر النقاد، وهو من رجال اللسان [1/ 121]، وقد خولف فيه، خالفه عبد الرزاق - وهو أوثق منه ملء الأرض - فرواه عن الثورى عن رجل عن مورق العجلى به نحوه مرسلًا، هكذا أخرجه عبد الرزاق [6298].
وهذا هو المحفوظ عن سفيان، وهو على إرساله؛ ففيه رجل لم يُسَمَّ، ولعله من ضعفاء مشيخة الثورى، وللحديث شواهد أخرى تالفة، قد استوفينا الكلام عليها في "غرس الأشجار" وبينا هناك نكارتها إسنادًا ومتنًا، واللَّه المستعان.
• تنبيه: محمد بن حمران مختلف، وهو عندى حسن الحديث؛ فلهذا لم أشر إليها سابقًا.