الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إسماعيل السدى، عن أنس
4052 -
حَدَّثَنَا الحسن بن حماد، حدّثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع - ثقةٌ - حدّثنا عيسى بن عمر، عن إسماعيل السدى، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عنده طائرٌ، فقال:"اللَّهُمَّ ائْتِنِى بِأَحَبِّ خَلْقِكَ يَأْكُلُ مَعِى مِنْ هَذَا الطَّيْرِ" .. ، فجاء أبو بكر فرده، ثم جاء عمر فرده، ثم جاء عليٌّ فأذن له.
4052 - منكر: أخرجه النسائي في "الكبرى"[8398]، وفى "خصائص على"[رقم 10]، وابن الأثير في أسد الغابة [1/ 799]، وابن عدى في "الكامل"[6/ 457]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 254]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"[1/ 106]، وابن الجوزى في "العلل" المتناهية [1/ 229]، وغيرهم من طريق مسهر بن عبد الملك بن سلع عن عيسى بن عمر القارئ الأسدى عن السدى إسماعيل بن عبد الرحمن عن أنس به
…
وليس عند أبى نعيم: (فجاء أبو بكر؛ فرده، ثم جاء عمر فرده).
قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الخطيب في "المتفق والمفترق"[رقم 1053]، وعنده:(فجاء رجل فرده، ثم جاء رجل فرده) هكذا على الإبهام، ومثله وقع عند ابن عدى، ومن طريقه ابن الجوزى، وهذا الحديث ساقه ابن عدى في ترجمة (مسهر بن عبد الملك) من "الكامل" ومسهر هذا مختلف فيه؛ وثقه الحسن بن حماد - كما في سند المؤلف - وذكره ابن حبان في "الثقات"[9/ 197]، لكنه قال:"يخطئ ويهم" وقال البخارى: "فيه بعض النظر" وقد سئل عنه أبو داود فقال: "أما الحسن بن عليّ الخلال؛ فرأيته يحسن الثناء عليه، وأما أصحابنا: فرأيتهم لا يحمدونه" وضعفه النسائي وغيره، وقال الحافظ في "التقريب":"لين الحديث" وهو كما قال إن شاء الله.
وبه أعله ابن الجوزى في "المتناهية"[1/ 230]، لكن مسهرًا لم ينفرد به عن عيسى بن عمر، بل توبع عليه: تابعه عبيد الله بن موسى - الثقة المشهور - عن عيسى بن عمر عن السدى عن أنس به
…
مثله دون الجملة المتعلقة بأبى بكر وعمر.
أخرجه الترمذى في جامعه [3721]، وفى علله [رقم 468]، من طريق سفيان بن وكيع عن عبيد الله بن موسى به
…
قال الترمذى: (هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدى إلا من هذا الوجه) وقال في "العلل": "سألت محمدًا - يعنى البخارى - عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث السدى عن أنس، وأنكره". =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= قلتُ: وسفيان بن وكيع وإن كان لا يحتج بحديثه بعد ما أفسده وراقه، إلا أنه قد توبع عليه عن عبيد الله بن موسى؛ تابعه حاتم بن الليث به مثله
…
عند الدارقطنى في "الأفراد"[رقم 637/ أطرافه]، ومن طريقه ابن الجوزى في "العلل المتناهية"[1/ 230]، وابن عساكر في "تاريخه"[42/ 254]، بإسناد صحيح إلى حاتم به.
قلتُ: وحاتم هذا ذكره الحسينى في "الإكمال" وقال: "فيه نظر" وتعقبه الحافظ في "التعجيل"[ص 75]، بكون الخطيب قد ترجمه في "تاريخه"[8/ 245]، وقال عنه:"وكان ثقة ثبتًا متقنًا حافظًا" وكذا ذكره ابن حبان في "الثقات"[8/ 211]، وقال:"كان ممن صنف وجمع التاريخ" فكأن الحسينى لم يعرفه، أو اشتبه عليه بغيره.
وقد قال الدارقطنى عقب روايته: "تفرد به عيسى بن عمر عن السدى".
قلتُ: وهذا إسناد ظاهره الصحة، رجاله كلهم ثقات مشاهير، سوى السدى إسماعيل بن عبد الرحمن، فهو مختلف فيه، وبه أعل ابن الجوزى هذا الطريق في "المتناهية"[1/ 230]، فقال:"هذا حديث لا يصح؛ لأن إسماعيل السدى قد ضعفه عبد الرحمن بن مهدى ويحيى بن معين".
قلتُ: والتحقيق: أن إسماعيل السدى صدوق صالح متماسك عالم فقيه، وقد حكى الترمذى في جامعه [5/ 636]، عقب روايته هذا الحديث: توثيقه عن شعبة والثورى وزائدة ويحيى القطان، وقد احتج به مسلم في "صحيحه" ولم يستشهد به كما زعم البعض، والكلام الذي فيه لا ينزله عن رتبة الصدوق، وقد قال الذهبى في "الكاشف" [1/ 247]:"حسن الحديث" وقريب منه قول الحافظ في التقريب: (صدوق يهم) وقد رماه بعض أصحابنا بالرفض، ولم يصح ذلك عنه كما بسطناه في غير هذا المكان؛ إنما كان يتشيع وحسب.
أما قول الجوزجانى عنه (كذاب شتام) فهذا مما سيسأله الله عنه يوم النشور، وانحراف أبى إسحاق السعدى عن الكوفيين معروف مشهور، وكان لشدة ميله إلى مذهب أهل الشام في النصب، تراه إذا ما وقع بشيعى؛ لا يبقى ولا يذر، وقد شرحنا غوائل جرحه وتعنته في "المحارب الكفيل".
فالحق: أن السدى برئ من عهدة هذا الحديث، وقد مضى أن البخارى لما سئل عن هذا الحديث: أنكره من حديث السدى عن أنس، بل وجعل يتعجب منه، كما نقله عنه الترمذى في "علله" وتابعه تلميذه أبو عيسى على إنكاره من حديث السدى، فقال عقب روايته في =