الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسبيًّا مع أنها عرفت قبل الذهب وكان المصري يقسم الذهب إلى أنواع حسب المورد الذي يؤخذ منه: فهناك ذهب مياه وذهب جبال وذهب بلاد النوبة، وكان غسيل الذهب والعمل في المناجم من أشق الأعمال، ولذا كان الأسرى أو العبيد يقومون بها ويشرف عليهم الجنود ورؤساء البعثات، وقد لاقى المعدِّنون الكثير من الأهوال دون شك، وأخطر هذه كانت ندرة المياه في الطرق المؤدية إلى المناجم، وكثيرًا ما كانوا يستنفدون الجزء الأكبر من طاقة الحمل عند الدواب في حمل المياه اللازمة لهم، ولذلك نجد رمسيس الثاني يفتخر بأنه نجح في حفر بئر في الصحراء حيث أخفق والده سيتي الأول في مثل هذا العمل، كذلك بلغ الاهتمام بالذهب أن عملت التخطيطات والرسوم التي تبين موقع مناجمه فقد عثر على بردية من عهد سيتي الأول رسم بها تخطيط لموقع مناجم الذهب في وادي مياه، وتعد هذه أقدم خريطة في العالم.
وقد عرف الحديد منذ العصر الباكر ولكنه لم يستعمل في الصناعة إلا في عهد الدولة الحديثة وربما كانت صعوبة الحصول عليه هي السبب التي جعلت استخدامه عسيرًا، وقد قصر استعماله على رءوس السهام وبعض أدوات القتال.
7-
الأحجار:
كانت الأحجار التي استخدمها المصري كثيرة متعددة، ويعد الحجر الجيري الحجر الخالد في حياة المصري إذ بنيت منه المعابد والمقابر والهياكل المختلفة كما نحتت منه التماثيل وصنعت منه الأواني واللوحات وغيرها، واستخدم الصوان منذ أقدم العصور في صنع الأدوات والأسلحة، أما المرمر فقد استخدم في البناء وصناعة الأواني واستخدم الحجر
الرملي في البناء، ولشدة صلابته استخدم كذلك في صناعة التماثيل، وكان الجرانيت من الأحجار عظيمة الأهمية لأنه كان الحجر الفخم الذي زينت به المعابد وعملت منه المسلات والتماثيل والأواني، وكثيرًا ما كان يستخدم في تكسية الجدران في المباني المهمة.
وقد استغلت المحاجر الموجودة في أماكن متعددة من القطر مثل: طره وسلسلة وحمامات وأسوان وحتنوب، وكان نقل الأحجار من هذه المحاجر، يتطلب جهدًا وعناية فائقتين، وكان الموظفون المنوط بهم نقل هذه الأحجار يصلون إلى مراتب رفيعة ويعتبرون الإشراف على نقل الأحجار من ألقاب الشرف الكبيرة التي يعتزون بها، وكانت البعثات المكلفة بنقل الأحجار ضخمة العدد، فمثلا نعلم أن بعثة قامت لهذا الغرض في عهد رعمسيس الرابع كانت تتألف من "110" ضابطًا من مختلف الرتب و"50" من الموظفين المدنين و"130" من البنائين ومصورين و"4" نقاشين و"3" رؤساء مبانٍ ومشرف على الفنانين و "500" جندي عادي و"200" جندي من صيادي السمك للبلاط و"800" رجل من الفرق المساعدة السورية و"2000" من عبيد المعابد ويراقب سلوك هؤلاء "50" من رجال الشرطة أي أن البعثة كانت "8000" رجل، وكان الأسرى الأجانب يقومون بعملية النقل وهي عملية شاقة عسيرة وخاصة عند نقل الأحجار الضخمة، وقد وضحتها بعض النقوش وخير مثال لذلك نقش في إحدى مقابر من الدولة الوسطى يبين كيفية نقل تمثال تحوت حتب أمير البرشة "شكل 20".
وقد تفنن المصري في صناعة الأواني من الحجر واستخدم في ذلك الأحجار الصلبة جميلة التكوينات، وكثيرًا ما كان المصري يقوم بقطع