الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والحرفيين الذين يقومون بالأعمال المختلفة، وقد أحاط ملوك الأشوريين أنفسهم بحاشية ضخمة من الأخصاء والمقربين كحامل الْخِتم وأمين القصر ورئيس الحرس وحامل السيف ومدير الموسيقى ورئيس النساجين وغيرهم؛ فضلًا عن عدد كبير من الكتبة ورؤساء الكتبة، كذلك كان لكل من الملكة الوالدة والملكة وولي العهد هيئة من الموظفين على نسق حاشية الملك؛ ولكنها أصغر منها كثيرًا بالطبع.
المنازل
كانت المساكن في أول أمرها عبارة عن أكواخ من البوص الذي كان متوافرًا كما هو الحال في المناطق الجنوبية من العراق الآن، وكانت سيقانها تربط في حزم وتثنى بحيث يصبح شكل السقف مقوسًا "شكل 40"، وكانت هذه المنازل تغطى بطبقة من الطين، وبعدئذ استخدم اللَّبِن في بناء منازل صغيرة الحجم سقوفها من البوص المغطى بالطين وقد يدعم هذه ركائز أو تعريشات من أخشاب النخيل، وبعد ذلك عرف الآجر؛ ولكنه لم يتخذ شكلًا موحدًا؛ بل كان مختلف الأحجام والأشكال؛ فمنه المستطيل والمربع والمقوس والمثلث الأركان، ولم يستعمل الحجر إلا في إطارات الأبواب في المعابد والمنشآت العامة ثم استخدم بعد ذلك على نطاق أوسع في عصور متأخرة، كما أن القاشاني الذي عرف أيام الأشوريين وشاع استعماله بعد ذلك، استخدم في تكسية جدران القصور.
"شكل 40": منزل من منازل جنوب العراق.
ومن المعتاد أن المباني كانت تبنى فوق مرتفع يعد لها حتى تكون بمنأىً عن الفيضان، وهذا المرتفع كان عبارة عن أربعة جدران غالبًا ما تكون من الآجر يملأ ما بينها الرديم وتتخلله ميازيب لتصريف المياه، وكان من النادر أن تبنى فوق الدور الأرضي غرف علوية وكانت البيوت متجاورة لا تترك بينها ممرات أو حارات؛ ومع هذا كانت المدن تخضع لتصميم معين يحدد شوارعها الطولية والعرضية. وبالرغم من عدم العثور على سقوف للمباني التي كشف عنها؛ إلا أنه لا بد وأنها كانت من أفلاق النخيل أو جذوع الأرز التي يؤتى بها من لبنان، وكان
من النادر وجود نوافذ بالمنازل غير الأبواب سوى بعض الفتحات الصغيرة في أعلى الجدران.
وفي أشور لم تكن المرتفعات التي تعد لإقامة المباني عليها ضرورية لأن البيئة هنا غير معرضة لخطر الفيضان كما هو الحال في الجنوب، ومع ذلك كانت تستخدم لكي تزيد من روعة المبنى، وكان اللَّبِن يستعمل في بناء الجدران قبل أن يجفَّ حتى تتماسك طبقاته دون استعمال المونة، أما بالنسبة للقباب؛ فإن اللَّبِن تام الجفاف كان يستعمل في بنائها وكانت الفجوات فيها تملأ بالطين.
والتصميم العام للمنازل كان لا يخرج عن فناء أو ساحة مكشوفة يحيط بها عدد من الحجرات تستمد الضوء والهواء منها كما كان يستعان في تهوية هذه الحجرات، كذلك بآنابيب فخارية مثقوبة، وكانت جدران البيوت تطلى عادة من الخارج والداخل.
وقد عثر على نماذج مختلفة لأثاث المنازل وخاصة من الأواني الفخارية والمعدنية والمسارج، وتذكر النصوص كثيرًا من أنواع الأسِرَّة والكراسي وآلات الموسيقى وغيرها، وفي عصر الأشوريين خاصة ازدادت فخامة الأثاث وتنوعت أشكاله، وكثيرًا ما كان يصنع من أخشاب ثمينة كما كان يحلى بمنحوتات تمثل كائنات مختلفة.