الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمَلْبَس والزينة
يبدو أن أول زي عرفه السومريون والأكديون كان يشبه إلى حد بعيد ما ساد في مصر في أقدم العصور؛ إذ إنه كان عبارة عن نقبة من لون واحد تمتد إلى الركبتين؛ ولكنها كانت تحلى بخيوط أو شبكة تنتهي بأهداب في صفوف منتظمة، وهذا الزي هو الذي يظهر به الآلهة والملوك في أقدم النقوش والتماثيل "شكل 41"، وقد ظل الأفراد
"شكل 41": نقبة يلبسها الرجال وتنتهي بصفوف منظمة من الأهداب
العاديون يستعملون زيًّا مماثلًا له وإن كان أبسط منه، وهو أيضًا من لون واحد وله أهداب عادة.
وقد أضيفت إلى هذه النقبة قطعة أخرى حول الكتف اليسرى، وبمرور الزمن زاد حجم النقبة حتى أصبحت تصل إلى قرب القدمين وتجمع بين النقبة والقطعة التي تغطي الكتف اليسرى القديمتين؛ إذ إنها كانت تمتد إلى أعلى بحيث تربط تحت الإبطين وتدور حول الذراع اليسرى؛ بينما تظل الذراع اليمنى عارية "شكل 42". وقد أضيف إلى هذا الزي شال "ملفعة" مزركشة أو منسوجة بألوان متعددة متناسقة ثم أخذت تظهر فيها زخارف متأثرة بالفن الحيثي وهذه تمثل الزهور والأشجار والحيوانات والمردة وغيرها، وكانت تلك الملفعة تثبت بحزام أو خيوط مجدولة وحمالة ولها أهداب في نواحيها الأربعة، وقد تختلف أشكالها تبعًا لاختلاف مكانة صاحبها.
أما غطاء الرأس فلا يظهر إلا في نقوش الآلهة والملوك؛ حيث كان الآلهة يميزون بقلنسوة مزينة بقرون تتقابل أطرافها الأمامية كل اثنين معًا "شكل 43"، كما أنهم كانوا يميزون أحيانًا برموز أخرى كالأسلحة التي يمسكون بها أو برموز أخرى، أما الملوك فقد يلبسون تاجًا أو عمامة، وهذا التاج كان على شكل قمع مخروطي أضاف إليه الآشوريون سن مدبب كما كان يحيط به إكليل مدبب أعلاه أحيانًا "شكل 44"، وقد يظهر الملوك أحيانًا عراة الرءوس حيث تكون حليقة غالبًا وأحيانًا يكون الشعر طويلًا معقودًا على القفا، ولم يستعمل عامة الناس غطاء للرأس عادة؛ ولكنهم كانوا يربطون شعرهم أحيانًا بعصابة بينما
"شكل 42": تمثال يرى فيه الزي السابغ الذى يكشف أحد الذراعين.
يستعمل الكهنة شعرًا مستعارًا يثبته إكليل، أما النساء فكانت عنايتهن بشعورهن ملحوظة حيث يصففنها في أشكال مختلفة ويربطونها بشرائط وشباك كما يستعملن عصابة ذات أهداب أيضًا.
وكان الرجال والنساء يضعون عقودًا أو تمائم حول رقابهم من
"شكل 43": حمورابي أمام الإله الذي يلبس تاجًا به قرون يتلاقى كل اثنين منهما معًا.
الأصداف أو الأحجار شبه الكريمة، وفي عصر الأشوريين انتشر استعمال الذهب والنحاس المذهب وكانت الخرزات كبيرة الحجم نسبيًّا وهي إما بيضيَّة أو أسطوانية الشكل تصنع أحيانًا من رقائق الذهب وتحليها بعض الزخارف وأحيانًا أخرى تصنع من أحجار ثمينة أو من البلور الصخري التي تحليها حلقات أو خيوط من الذهب "شكل 45"؛
كذلك استعمل أهل بلاد النهرين الخواتم والحلقان والأساور التي تلبس حول المعصم أو في أعلى الساعد، هذه الأخيرة كانت غالبًا
"شكل 44": شلنصر الثالث يصافح ملك بابل وهو يلبس تاجًا مخروطيًّا يعلوه سن مدبب.
مفتوحة وثقيلة ينتهي كل من طرفيها بشكل رأس حيوان، وهذه كانت تصنع غالبًا من البرونز، وكان عامة الشعب بالطبع يكتفون بعقود
"شكل 45": عقود من الذهب.