الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأحدث سقوط قرطاجنة فزعا عظيما فى بلاط القسطنطينية. فجهز الإمبراطور ليونتيوس Leontios . عمارة بحرية تحت إمرة الشريف يوحنا - Jo hannes ظهرت أمام قرطاجنة عام 697. ولم يستطع حسان الوقوف فى وجهها، ذلك أن البربر كانوا قد ألحقوا به الهزيمة وشيكا على ضفاف وادى نينى بعد إذ انتقضوا عليه تحت زعامة المتنبئة التى اشتهرت بالاسم العربى الكاهنة وكانوا يتعاونون مع الروم، ونجا حسان فى نفر من أعوانه من تلك الكارثة فجّروا أذيال الفرار إلى قابس ولم يتوقفوا فى طريقهم إلا عند برقة، وهناك انتظر حسان المدد من الخليفة. وفى عام 698 حاصر المسلمون قرطاجنة من البر والبحر واستولوا عليها واضطر الشريف يوحنا فى فلول اسطوله إلى الإرتداد نحو الشرق. واستولى حسان على جميع حصون إفريقية التى كان يحتلها الروم، ثم توجه بعد ذلك لقتال الكاهنة. ولكن البربر كشأنهم عجزوا بعد نجاحهم الأول عن أن يتفقوا فيما بينهم، ومن ثم هزمت الكاهنة غدرا وقتلت فى أوراس عند بئر عرف فيما بعد باسمها، ويقول البعض إنها قتلت فى طبرقة ثم شرع حسان فى جباية الخراج من جميع البلاد المفتوحة وإذا بعبد العزيز والى مصر يعزله من منصبه فجأة ويجرده من جميع أملاكه: وتوفى حسان عام 80 هـ (699 - 700 م). ولم تعرف على التحقيق تواريخ حملاته على قرطاجنة والبربر حتى فى عهد الإدريسى؛ وقد ذكرنا فى هذا المقال التواريخ التى أوردها دييل Diehl .
المصادر:
(1)
البلاذرى: فتوح البلدان طبعة ده خويه، ص 229.
(2)
ابن عذارى: تاريخ إفريقية والأندلس جـ 1. ص 18 - 24.
(3)
البكرى: المسالك والممالك، النص العربى، الجزائر سنة 1897، ص 7 - 8، ترجمة ده سلان، باريس 1899، ص 20 - 23.
(4)
التجانى: - Voyage dans la re gence de Tunis ترجمة Rousseau باريس 1893، ص 63 - 69.
(5)
النويرى فى Histoire des Ber beres جـ 1، الذيل، ص 338 - 343.
(6)
ابن خلدون: تاريخ إفريقية وصقلية. طبعة وترجمة Desvergers، باريس 1841، النص، ص 5 - 6، الترجمة ص 24 - 28.
(7)
كتاب العبر، طبعة بولاق، جـ 6، ص 109.
(8)
Histoire des Berberes ترجمة ده سلان، جـ 1، ص 213 - 219
(9)
ابن أبى دينار: المؤنس، تونس 1286 هـ. ص 17 - 18.
(10)
رحلة مولاى أحمد، فاس فى مجلدين، طبعة مجهولة التاريخ، جـ 1، ص 47 - 52، والترجمة الفرنسية بقلم Desvergers بعنوان Voyages dans le Sud de I'Algerie باريس 1846، ص 232 - 234.
(11)
Der Islam etc: A. Mueller جـ 1، ص 420 - 422.
(12)
L، Afrique byzantine: Diehl باريس 1896، ص 581 - 856، وانظر المصادر المذكورة فى هذا الكتاب.
(13)
Carthage ro-: Audollent maine باريس 1901، ص 138 - 141.
الشنتناوى [رينيه باسيه Rene Basset]
+ حسان بن النعمان الغسّانى: قائد أموى قام بدور حاسم فى تعزيز فتح إفريقية، ذلك أنه استولى على قرطاجنة عنوة وأوقع الهزيمة بالكاهنة ومهما يكن من شئ فإن من العسير تتبع سير أعماله بسبب الشك فى تواريخ الأحداث ولوجود عدد كبير من المتناقضات. فالتواريخ الواردة عن بلوغه إفريقية هى المحرم فى عام 68 هـ (يولية - أغسطس عام 687 م)، وعام 69 هـ (688 - 689 م) وعام 73 هـ (692 - 369 م) وعام 74 هـ (393 - 694 م)، وعام 78 هـ (697 - 698 م)
وعن سقوطه: عام 76 هـ (695 - 596)، وعام 77 هـ (696 - 697 م)، وعام 78 هـ (697 - 698 م) وعام 79 هـ (698 - 699 م) وعام 82 هـ (701 - 702 م)، وعام 84 هـ (703 - 704 م)، وعام 89 هـ (707 - 708 م) والتاريخ الذى أورده الإخباريون القدامى للأحداث، مثل ابن عبد الحكم وابن قتيبة فى الكتاب المنحول له وأكده ابن عساكر، وهو الأرجح، فهو يتفق مع التسلسل المنطقى للأحداث ويجعل من الممكن تجنب التضارب بينها.
وقد لقى زُهير بن قيس البَّلوى حتفه فى عام 69 هـ (688 - 689 م) وهو يحارب الروم بعد الجلاء عن إفريقية، ولما كان عبد الملك بن مروان مشغولا بالصراع مع عبد الله ابن الزبير المنتقض عليه، فإنه لم يستطع أن يجد على الفور من يخلف زهيرًا، ولكن ابن الزبير هزم عام 73 هـ (692 - 693 م) وقُتل، واستُؤنْفت الحرب مع الروم. ولذلك أنفذ حسانَ وقتذاك فيما يرجح، فى جيش قوى لإعادة فتح إفريقية، وبعد الاستيلاء على قرطاجة وتدميرها (أبحر سكانها الى صقلية) طارد الروم وحلفاءهم من البربر الى إقليم بنزرت، وهزمهم مرة أخرى ثم ردّ الروم أولا إلى بجاية (= فاجا Vaga)، حيث مكنوا لأنفسهم، ورد هؤلاء البربر، ثانيا إلى بونة. وتوقّف فى القيروان ثم زحف نحو الكاهنة. وتخطى حصن مَجَّانة، دون أن يحمل عليه وواصل زحفه، ليلقى كارثة محققة على حدود مسكيانة، وطورد مطاردة محمومة حتى قابس، واضْطر إلى الجلاء عن إفريقية، وذهب ينتظر أوامر الخليفة فى قصور حسان، (سميت بهذا الاسم تخليدا لذكراه) على مسيرة أربعة أيام من شرق طرابلس.
وأدى سقوط قرطاجة إلى الشعور بقلق شديد فى القسطنطينية، وأنفذ الإمبراطور ليونتيوس Leontius الذى أطاح بيوستنيانوس الثانى عام 695 م، الشريف يوحنا فى أسطول قوى لاسترداد المدينة، بعد جلاء حسان عن إفريقية - بلا شك. وظل حسان فى