الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَأُوثِرَ عَيْشاً والعَدُوُّ بِأَرْضِنا
…
يُشَيِّدُ حِصناً أَوْ يَخُطُّ مَطارا
نجوم الأرض
" قيلت بمناسبة ما ذكر في أحد المجالس في النوع المسمى في البديع بالمطابقة، والمطابقة هنا في الجمع بين الليل والنهار، والبياض والسمرة، والقبة الزرقاء (أي: السماء) والأرض".
نُجومُ الْقُبَّةِ الزَّرْقاءِ تَبْدو
…
بِلَيْلٍ في بَياضٍ وازْدِهارِ (1)
وَسُمْرُ الْغيدِ مِنْ فَتَيَاتِ حامٍ
…
نُجومُ الأَرْضِ تَخْطُرُ في النَّهارِ (2)
[ذكرى]
" بعث أمير شعراء تونس السيد الشاذلي خازندار (3) بقصيدة إلى الشاعر، فأجابه بالقصيدة التالية"(4).
طالَ البَقاءُ وباعُ الْعَزْمِ في قِصَرِ
…
فَما قَضَيْتُ بِهِ لِلْمَجْدِ مِنْ وَطَرِ
(1) القبة الزرقاء: السماء.
(2)
حام: ابن نوح، منه تحدر الجنس الأسود، أو الحاميون.
(3)
محمد الشاذلي خازندار (1297 - 1372 هـ) أمير شعراء تونس، له ديوان مطبوع من جزأين، وله مسامرات وخواطر أدبية.
(4)
نص قصيدة أمير الشعراء الشاذلي خازندار:
يزجى القوافيَ بين الأنجم الزهر
…
تَحنانُ تونسنا الخضراء (للخضر)
في كل منحًى لزيتونيِّ جامعه
…
يعقوبُ يوسفَ يستأسيه للبصر
وفي الشوارد من (مكيّه) أدب
…
فيه استعادة ما للشيخ من أثر
وللأخوة منه والبنوة في
…
أبناء جلدته مستلفت النظر =
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= و (للسعادة) فيما خط من صحف
…
ذكرى تعيد لمثلي سالف العمر
لي في البواكر من غرسي بروضتها
…
ما استظهرته بنات الفكر من زهر
للجانبين بها الذكرى تعيد لنا
…
عهد الشباب ونيل الفخر من صغر
سائل (سعادتنا العظمى) وثالثنا
…
فيها (ابن عاشور) شيخ الجامع النضر
ما بيننا نصف قرن برزخ فصلت
…
فيه الحقائق واجتزناه بالصور
يسائل (النيل) يا أستاذ (مجردة)
…
فيم استبيح بك استئثار محتكر
و (للكنانة) في الإيثار من قدم
…
شواهد المبتدا في النحو والخبر
ذرني وشأن الليالي في تحكمها
…
فلست أجهل ما فيها من العبر
راجعت ملهمتي في ما اهتممت به
…
مما عليه عموم الناس من غير
لا سيما ما عليه نحن من خطل
…
ومن مَخازٍ ومن خُلْف ومن خَوَر
برّاً وبحراً تولانا الفساد فما
…
في القوم من خلق ترضى ولا سير
أما الديانة فالموءودة انطمست
…
آثارها وانمحت محواً من الزبر
قالوا الصدور قبور للرفات وفي
…
يوم القيامة نحييها لمنتظر
زلوا وضلوا وحلوا كل رابطة
…
وحللوا كل محظور من الكبر
واستبدلوا الخالص الأزكى بزيفهم
…
واستهدفوا في الهوى للمأزق الخطر
لم تلق في المظهر القومي من أثر
…
يرضيك مرآه من أنثى ومن ذكر
ساد التنطع واسترعى بصائرهم
…
فلا استنارة للأذواق والفكر
عزّ التطيب واستعصى الشفاء فهل
…
من رحمة تنقذ المرضى من الخطر
لا يأسً عندي وللديان متجهي
…
ما دام مثلك في الأزكى من البشر
فلتحيَ يا أيها الأستاذ منتصراً
…
للدين في ذروة التوفيق والظفر
وهذه نزعتي فالخلق أجمعهم
…
دون اعتقاد أولو الإفساد في نظري
وما عليه الحياة اليوم من قلق
…
يكفي دليلاً وتكفي ومضة الشرر
فلنسع سعي الهداة الراشدين معاً
…
أمّا النجاح فموكول إلى القدر
أَبيتُ سَبْعينَ عاماً والهَوى يَقِظٌ
…
أرى بِمِرْآتِهِ الحَصْباءَ كالدُّرَرِ (1)
وحُسْنُ ظَنِّكَ بي وارى نَقائضَ لا
…
تَغيبُ عَنْ أَعْيُنِ النُّقَّادِ لِلسِّيَرِ (2)
ولِلرَضا مَنْطِقٌ لَوْ شاءَ صَوَّرَ لي
…
وَجْهَ الدَّميمَةِ مَنْحوتاً مِنَ الْقَمَرِ
ماذا يَرى شاعِرُ الخضْراءِ في صِلَةٍ
…
شَدَّتْ عُراها يَدٌ مَحْمودَةُ الأثرِ (3)
ذَكَرْتَ عَهْداً ذَكَتْ آدابُهُ وَزَهَتْ
…
كما زَهَتْ حِلْيَةٌ في سَيْفِ مُنْتَصِرِ
نَسيتُ نفسيَ إِنْ أُنسيتُهُ وَلَهُ
…
في طَيِّها صورَةٌ مِنْ أَبْهَجِ الصُّوَرِ
ما زِلْتُ أَذْكُرُ ما خَطَّتْ يَمينُكَ في
…
سِفْرِ السَّعادَةِ مِنْ آدابِكَ الغُرَرِ (4)
ولمْ تَفُتْني قَوافٍ كُنْتَ تُرْسِلُ في
…
يَوْمِ النِّضالِ بِها نَبْلاً مِنَ الشَّرَرِ (5)
وأَنْفَعُ الشِّعْرِ ما هاجَ الحَماسَةَ في
…
شَعْبٍ يُقاسي اضْطِهادَ الجائِرِ الأَشِرِ (6)
لَوْ لَمْ أَخَفْ وَخْزَ تَثْريبٍ يَصولُ بهِ
…
عَلَيَّ ناقِدُ شِعْري مِنْ بَني مُضَرِ (7)
لَقُلْتُ: لا شِعْرَ إلّا في قَريحَةِ مَنْ
…
يَبيتُ مِنْ شَقْوَةِ الأَوطانِ في سَهَرِ
(1) سبعون عاماً: إشارة إلى سن صاحب الديوان بتاريخ نظم القصيدة. الحصباء: الحصى، والواحدة حَصبَة.
(2)
وارى: ستر وأخفى.
(3)
الخضراء: تونس.
(4)
السفر: الأثر. السعادة: مجلة "السعادة العظمى" التي أصدرها الشاعر بتونس.
الغُرر: جمع الغرة: كل شيء ترفع قيمته.
(5)
القوافي: جمع القافية، وهي آخر كلمة تكون في البيت. النبل: السهام العربية.
(6)
الجائر: الظالم. الأشر: الذي يكفر بالنعمة.
(7)
التثريب: اللوم. مضر: ابن نزار الجد الأعلى لفريق من القبائل العربية العدنانية.
مَنْ ذا يُقيمُ على أرضٍ يُظَلِّلُها
…
ضَيمٌ وُيحْسِنُ وَصْفَ الدَّلِّ والحَوَر (1)
دَرَيتَ حَقًّا وما أَدْراكَ أنِّيَ مِنْ
…
حَرِّ اشْتياقي إلى الخَضْراءِ في ضَجَرِ (2)
أَقْبَلْتَ تَبْحَثُ عَنْ ذِكرى أَبيتُ لها
…
في سَلْوَةٍ عُصِرَتْ مِنْ جَأْشِ مُصْطَبِرِ (3)
وصُغْتَها كالصَّبا في رِقَّةٍ فَسَرَتْ
…
والطَّلُّ بَلَّلَ زَهْرَ الرَّوْضِ في سَحَرِ (4)
وافَتْ فَخِلْنا صَباحَ العيدِ حَنَّ لنا
…
وَعادَ كَيْ نَتَمَلَّى الأُنْسَ في صَفَرِ (5)
مَنْ لي بِأَنْ أَرِدَ الأَرْضَ الَّتي صدَرَتْ
…
مِنْها وأَفْتَحَ في أَرْجائِها بَصَري (6)
هُناكَ ما شِئْتَ مِنْ عِلْيم وَمِنْ أَدَبٍ
…
وَمِنْ حَدائِقَ تُؤْتي أَطيبَ الثَّمَرِ
أُسيمُ طَرْفِيَ (بالمرْسى) وشاطِئِها
…
وأَحْتَسي بِلِقاها قَهْوَةَ السَّمَرِ (7)
وَمِنْ نَفائِسِها أَنِّي صَحِبْتُ بِها
…
مَنْ لَوْ كَدَرْتُ لَلاقَى بِالصَّفا كَدَري (8)
(1) الضيم: الظلم. الدل: الدلال. الحور: اشتداد بياض وسواد العين.
(2)
الضجر: القلق من غم وضيق نفس مع كلام.
(3)
السلوة: النسيان. جأش: رواع القلب إذا اضطرب عند الفزع.
(4)
الصّبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش. الطلّ: أخف المطر وأضعفه، الندى.
(5)
صفر: الشهر المعروف في السنة الهجرية بعد المحرم.
(6)
يصور الشاعر في هذا البيت حنينه إلى تونس موطنه الأول.
(7)
المرسى: بلدة في ضاحية العاصمة تونس على البحر.
(8)
هذا البيت إشارة إلى ما كان بينه وبين العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور من ود خالص.