الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قافية الألف
أيْ فلسطين
" قيلت في مصر على فراش المرض عام 1358 هـ "(1).
نَصبَ البُغاةُ على ذُراكِ لِواءَ
…
وكَسَوْا مَرابِعَكِ الحِسانَ دِماءَ (2)
كُنْتِ الشَّرى وديارُك الآجامُ لا
…
يَبني حَوالَيْها الجَبانُ خِباءَ (3)
وبَنوكِ أُسْدٌ مَنْ يَجُسُّ طِبَاعَها
…
لمْ يَلْقَ إلا نَخْوَةً وإباءَ (4)
ولقدْ عَهِدْتُكِ والحَياةُ أَنيسةٌ
…
ورُباكِ تَزْهو بَهْجةً ورُواءَ (5)
(1) قصيدة قالها الشاعر منبهاً للخطر الصهيوني الداهم، وحاثاً المسلمين على الجهاد.
ونشرت في مجلة الهداية الإِسلامية - الجزء الثاني عشر من المجلد الحادي عشر.
(2)
البغاة: يقال: بغى فلان على فلان: استطال عليه، وظلمه، وهي جمع باغ.
الذرى: ذرى الشيء -بالضم- أعاليه، الواحدة ذروة -بكسر الذال وضمها-.
(3)
الشرى: مأسدة جانب الفرات يضرب بها المثل، والطريق في سلمى كثير الأُسد، ويكنى بها عن المكان الذي تكثر فيه الأسود. الآجام: جمع أَجَمَة: الشجر الكثير الملتف، يقال:"الموت لا تنجو منه الأسد في الآجام، ولا الملوك في الآطام".
(4)
جَسَّ: مسّ بيده.
(5)
الربى: جمع ربوة: ما ارتفع من الأرض.
ما سارَ فيكِ الْغَيْمُ إلَّا صَيِّباً
…
والرِّيحُ إلَّا أَنْ تَكونَ رُخَاءَ (1)
لا يحتَسي من ماءِ أَرضِكِ صائِلٌ
…
فيما عَرَفْتُ سوى شُعاعِ ذُكاءَ (2)
لا دَمْعَ إلَّا مِنْ مَآقي خاشعِ
…
لله يَدْعُو خِيفَةً ورَجاءَ
لا حَرَّ إلَّا غَيْرةٌ في أَنفُسٍ
…
تَهوى إذا حَمِيَ الوَطيسُ لِقاءَ (3)
ما لِلْيهود استَوْطَنُوكِ وَصاعَروا
…
بعدَ الَهوانِ خُدودَهُمْ خُيَلاءَ؟ (4)
أَفَما نبتْ بِهِمُ مَواطِنُ لم تُطِقْ
…
مَكْراً يَحُوكُ شَقاً لها وبلاءَ (5)
يَنْفيهِمُ الزُّعماءُ عنْ ساحاتِها
…
نفَيَ الرِّياحِ عَنِ المِياهِ غُثاءَ (6)
هاتي فِلَسطينُ الحديثَ عنِ الَّذي
…
خَلَعَتْ يَداهُ على الْيهود وَلاءَ
وأَعَدَّ للعُرْبِ الْكِرامِ قذيفةً
…
فتَّاكةً أَوْ طعنةً نَجْلاءَ (7)
يُعطيهُمُ عَهدَ الَحليفِ مُداهِناً
…
وَيسومُهمْ سوءَ الْعَذابِ عِداءَ
(1) الصيّب: مجيء السماء بالمطر. الريح الرخاء: اللينة الهُبوب.
(2)
صائل: يقال: سأل صولاناً؛ أي: استطال، وسطا. الذُّكاء: الشمس، ويقال للصبح: ابن ذُكاء؛ لأنه من ضوئها.
(3)
الوطيس: التنور، أو الفرن، جمع وَطَس، ومنه قولهم: حمي الوطيس: إذا اشتدت الحرب، وتواطست الأمواج: تلاطمت.
(4)
صاغر خده: أماله عن النظر إلى الناس تهاوناً من كِبَرْ. الخيلاء: الكبر والإعجاب.
(5)
نبا: تجافى وتباعد.
(6)
الغُثاء والغثَّاء: البالي من ورق الشجر المخالط زبد السيل.
(7)
نجلاء: واسعة، يقال: عين نجلاء كناية عن سعة شقة العين.
يَسقيهُمُ السُّمَّ الزُّعافَ فإِنْ شَكَوْا
…
عاطاهُمُ شَهْدَ الْكَلامِ رِياءَ (1)
يهتَزُّ من طربٍ لِرؤْيَةِ ثاكِلٍ
…
تَبكي بِهاطِلِ دَمْعِها الشُّهداءَ (2)
أَفَيَحْسَبُ الْقاسي الفُؤادَ دُموعَها
…
ودَمَ الشَّهيدِ الماءَ والصَّهْباءَ (3)
يا مَنْ دَهى الأَوطانَ وهيَ أَمينةٌ
…
واجتاحَ أَطْفالاً بِها ونساءَ (4)
لا تأْمَنَنَّ الدَّهْرَ إنَّ صُروفَهُ
…
لا تَقْبَلُ الذَّهَبَ النُّضارَ فِداءَ (5)
والعُرْبُ تَأْبَى الضَّيْمَ إلَّا أَنْ تَرى
…
ضَيماً تَسَنَّمَ قَبْلَها الجَوْزاءَ (6)
ما وعدُ بِلْفورٍ سوى الزَّبَدِ الَّذي
…
يَطْفو ويَذْهبُ في الفَضاءِ جُفاءَ (7)
(1) سم زُعاف: قاتل سريعاً. الشَّهد والشُّهد: العسل ما دام لم يعصر من شمعه.
(2)
ثاكل: المرأة فقدت ولدها.
(3)
الصهباء: الخمر، وقيل: المعصورة من العنب الأبيض.
(4)
دهى: نزل. أمنية: آمنة، وأهلها مطمئنون فيها.
(5)
صروف الدهر: حدثانه ونوائبه. النضار: الذهب والفضة، والجوهر الخالص من كل شيء.
(6)
الضيم: الظلم. تسنَّم الشيء: علاه، وهو من قولهم: تسنم الناقة؛ أي: ركب سنامها. الجوزاء: برج في السماء.
(7)
بلفور: وزير خارجية بريطانيا: وجه رسالة إلى أحد أثرياء اليهود روتشيلد بتاريخ 2 تشرين الثاني نوفمبر من عام 1917 م جاء فيها: "إن حكومة جلالة الملك تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل جهدها لتحقيق هذه الغاية .. ". الزَّبد: ما يعلو الماء وغيره من الرغوة. الجُفاء: ما نفاه السيل، وقوله تعالى:{فَيَذْهَبُ جُفَاءً} [الرعد: 17]؛ أي: باطلاً.
أَفَبَعْدَ فَتْحِ ابنِ الوَليدِ وصَحْبِهِ
…
لِلقُدسِ وَعْدٌ يَستَحِقُّ وَفاءَ (1)
مَنْ مُبْلِغُ الحُنَفاءَ أُمَّةَ أَحمَدٍ
…
نبأً يَطيرُ له الْفُؤَادُ هَباءَ (2)
تِلْكَ الأَيَامَى عَضَّهُنَّ بِنابِهِ
…
بُؤْسٌ وهُنَّ الصَّامِتاتُ حَيَاءَ (3)
ذاكَ الْفَطيمُ تَفَقَدَتْ لَحَظاتهُ
…
مَنْ كانَ يُطْعِمُهُ صَباحَ مَساءَ (4)
وَيحَ الرَّضيعِ يَمُصُّ ثَدياً لمْ تَذَرْ
…
فِيهِ الْكَوارِثُ للرَّضيعِ غِذاءَ (5)
ونرَى ابْنَ يَعْرُبَ في الضفادِ وَغَيْرُهُ
…
طَلْقٌ يَجُرُّ -كما يَشاءُ- رِدَاءَ (6)
أَننامُ عَنْ إسْعافِهِمْ والدِّينُ قَدْ
…
عَقَدَ ائْتِلافاً بَيْنَنا وإخاءَ
هَلْ من عواطِفَ كالنَّسيم يمرُّ في
…
سَحَرٍ بِزَهْرِ حَديقةٍ غَنَّاءَ
كُلٌّ يَجُودُ بِما اسْتَطاعَ فما النَّدى
…
وَقْفاً على مَنْ يُجْزِلونَ عَطاءَ (7)
لا تُنْجِدُوهُمْ بالتَّحَسُّرِ وَحْدَهُ
…
إنَّ التَّحَسُّرَ لا يُزيحُ عَناءَ
(1) ابن الوليد: (
…
- 21 هـ) خالد بن الوليد بن المغيرة، سيف الله، والفاتح الكبير توفي ودفن في حمص.
(2)
الحنيفية: يقال: تحنف إلى الشيء إذا مال إليه، ومنه قيل لمن مال عن كل دين أعوج: هو حنيف، والجمع حنفاء، والحنيف: الصحيح الميل إلى الإِسلام، الثابت عليه، ويطلق على كل من أصبح على دين إبراهيم عليه السلام.
(3)
الأيامى: جمع أيم والأيم: من لا زوج لها، بكراً أم ثيباً.
(4)
تفقد الشيء: طلبه عند غيبته.
(5)
لم تذر: لم تدع.
(6)
الصفاد: ما يوثق به الأسير من قيد وغُلّ.
(7)
الندى: الجود والكرم.