الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يا رَفيقاً طالَما أَفْصَحَ لي
…
عَنْ خَبايا فَانْجَلى عَنْها الْقِناعُ
لِمَ لا يُعْرَضُ في السُّوقِ سِوى
…
عُمُرٍ لَمْ يَرْضَهُ إلّا الرَّعاعُ (1)
قالَ: جَدَّ الجِدُّ، ما مِنْ عُمُرٍ
…
ناصِعِ الطَّلْعَةِ في الدُّنْيا يُباعُ
تحية المقام النّبوي ومناجاة الرّسول
" من قصيدة ألقاها أمام المقام النبوي سنة 1331 هـ ".
أُحَييِّكَ والآماقُ تُرْسِلُ مَدْمَعا
…
كَأَنِّيَ أَحْدو بِالسَّلامِ مُوَدِّعا (2)
وما أَدْمُعُ البُشْرى تَلوحُ بِوَجْنَةٍ
…
سِوى ثَغْرِ صَبٍّ بالوِصالِ تَمتَّعا
وَقَفْتُ بِمَغْنىً كانَ يا أَشْرَفَ الوَرى
…
لِطَلْعَتِكَ الحُسْنى مَصيفاً ومَرْبَعا (3)
فَذا مَوْقِفٌ لامَسْتُ فيهِ بِأَخْمَصي
…
أَجَلَّ مِنَ الدُّرِّ النَّضيدِ وأَرْفَعا (4)
وذلِكَ مَرْقى كُنْتَ تَصْدَعُ فَوقَهُ
…
بِما حازَ في أَقْصى الْبَلاغَةِ مَوْقِعا
وذاكَ مُصَلَّى طالَما قُمْتَ قانِتاً
…
بِهِ، وَيَقومُ الصَّحْبُ خَلْفَكَ خُشَّعا (5)
وَذي حُجْرةٌ كانَ الأَمينُ يَؤُمُّها
…
بِوَحْيٍ فَكَانتْ للشَّريعَةِ مَنْبَعا
وَأَرْوَعُ ما شَقَّ الْفُؤادَ بِحَسْرَةٍ
…
وَهاجَ بِهِ الأَشْجانَ حَتّى تَقَطَّعا
(1) الرَّعاع: السفلة من الناس، الواحد رعاعة.
(2)
الآماق: جمع المأق: مجرى الدمع من العين.
(3)
المغنى: المنزل. المصيف: المكان يقيمون فيه صيفاً. المربع: الموضع يُقام فيه في فصل الربيع.
(4)
الأخمص: القدم، أو ما لا يصيب الأرض من باطن القدم.
(5)
القانت: القائم بالطاعة الدائم عليها، والمصلّي.
تَخاذُلُ حالِ المُسْلِمينَ وما أَتى
…
مِنَ الخَطْبِ في أَرْجائِهِمْ وتَجَمَّعا
وما شَأْننُا إلَّا كَعِقْدٍ تَناثَرَتْ
…
جَواهِرُهُ في سَطْحِ أَحْدَبَ أَنْزَعا (1)
فَهذا يُحاذي في قَضاياهُ نَزْعَةً
…
تَخُطُّ وَراءَ الحَقِّ للنَّاسِ مَرْتَعا (2)
وهذا يَصوغُ الْقَوْلَ في قالَبٍ يُرى
…
بِجَانِبِهِ قَوْلُ الشَّريعَةِ أَوسَعا
وذاكَ يُنادي بالضَّلالةِ ماسِحاً
…
بِصَبْغَةِ دينِ كَيْ يَغُرَّ ويَخْدَعا
ونِمْنا على الآذانِ نومَةَ جاهِلٍ
…
بِما يَضَعُ المُسْتَيْقِظونَ لِنُصْرَعا
ولَمْ نَسْتَفِقْ للْقَوْمِ حتّى تَحَفَّزوا
…
وَأَوْجَسَ كُلٌّ بَيْنَ جَنْبَيْهِ مَطْمَعا (3)
ولَمْ نَسْتَفِقْ للْقَوْمِ إذْ كُلٌّ انتضَى
…
لِيَظْفَرَ بِاسْتِعْبادِنا السَّيْفَ مَقْرَعا (4)
ولمْ نستَفِقْ للقارِعاتِ وقَدْ جَنَتْ
…
إلى مُهْجَةِ الإسْلامِ حتّى تَصَدَّعا (5)
وفي النّاسِ مَنْ حاكَ الأَياسُ بصَدرِه
…
فَجَرَّدَ أَفْراسَ الجِهادِ وأقْلَعا (6)
ونَدْبٌ دَرى صَرْفَ اللَّيالي وأَنَّها
…
تُزَلُّ بأَعْلامٍ وتُونِسُ بَلْقَعا (7)
(1) الأنزع: الذي انحسر الشعر عن جانبي جبهته، والمقصود الأملس.
(2)
النزعة: نزع إلى الشيء: ذهب إليه، يقال: له نزعة إلى كذا. المرتع: الموضع الذي يتنعم فيه.
(3)
أوجس: أحس وأضمر.
(4)
انتضى السيف: استله من غمده.
(5)
القارعات: جمع القارعة وهي الداهية.
(6)
حاك: أثَّر وعمل. الأياس: القنوط.
(7)
الندب: السريع إلى الفضائل. تونس: أي: تؤنس، يقال: أنس به: ألفه، وسكن قلبه به. البلقع: الأرض القفر التي لا شيء فيها.