المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌قافية اللام ‌ ‌صقر قريش (1) خَلِّ نَفْسَ الحُرِّ تَصْلَى النُّوَبا … لا - موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين - ٧/ ٢

[محمد الخضر حسين]

فهرس الكتاب

- ‌(13)«دِيوَانُ خَواطِرُ الحَيَاةِ»

- ‌المقدمة

- ‌مقدمة خواطر الحياة

- ‌قافية الألف

- ‌أيْ فلسطين

- ‌[بعض أمراضنا الاجتماعية

- ‌[العرب والسّياسة]

- ‌قوس الغمام

- ‌حمرة الشّفق

- ‌ما ليل أرضي

- ‌الأثرة بين الأصدقاء

- ‌قافية الباء

- ‌تحية المجمع

- ‌[أيها الإنسان]

- ‌[تدريس صناعة الإنشاء]

- ‌عبرات الأشجار

- ‌ريح تنسف في روضة

- ‌[وجه الموت غير كئيب]

- ‌[شكر على تقريظ]

- ‌تمثال الأخلّاء

- ‌الأخ الصديق

- ‌الأحرار

- ‌في مجلس أدب بتونس

- ‌في الدَّين

- ‌قطب رحى الحرب

- ‌العيد

- ‌ما بين السُّطور

- ‌ثوب المذنب كفن

- ‌تقلّب الزمان

- ‌[إهابة]

- ‌قافية التاء

- ‌[تقريظ]

- ‌[كيف ألقى النّعيم إن أنا متّ

- ‌تفريق الشعب

- ‌[تحايا الود]

- ‌[الإيمان روح السّعادة]

- ‌الضجر من كثرة الأسفار

- ‌خواطر مريض

- ‌سوسة العمر

- ‌معنى في أزجال البدو

- ‌أحمد تيمور باشا

- ‌رقّة الطّبع تزيد المودّة صفاء

- ‌قافية الثاء

- ‌[الانتصاف لعلم الشريعة]

- ‌قافية الجيم

- ‌الرأي النضيج

- ‌زهرة الدّنيا أخلائي

- ‌لم أكن بمداج

- ‌الشِتاء والرّبيع

- ‌قافية الحاء

- ‌[تهنئة بالقضاء]

- ‌يبغي الورد عذباً

- ‌عتاب على مزاح

- ‌رفقاً بها

- ‌[إغاثة قطاة]

- ‌[الرّجاء أساس كلّ نجاح]

- ‌[جناحان]

- ‌نهضة مصر

- ‌[ما أضيع البرهان عند المعاند

- ‌بلغ السّيل الزّبى

- ‌قافية الخاء

- ‌الشيوخ والفتيات

- ‌قافية الدال

- ‌فضل اللغة العربية

- ‌[بكاء على مجد ضائع]

- ‌زجاجات المصوّر

- ‌رثاء وزير

- ‌الوفاء بعهد الصّداقة

- ‌الصّداقة والعزلة

- ‌خلوا عداتي

- ‌الجرس

- ‌الهُدى والضّلال

- ‌الرّياء غش

- ‌[عواطف الصّداقة]

- ‌خاتم خالقي

- ‌أموت مجلِّياً

- ‌[بين المستشفى والمسجد]

- ‌ما رقمت يدي

- ‌سائل في زورق

- ‌[حسن العهد]

- ‌أنباء تونس

- ‌[المعارف والصنائع

- ‌فلسطين

- ‌[الحياة الاجتماعية]

- ‌قافية الذال

- ‌صيانة النفس عن الملق

- ‌قافية الراء

- ‌حياة اللغة العربية

- ‌[كذلك كان في الدنيا عليٌّ]

- ‌تشطير بيتين

- ‌حادي السّفينة

- ‌[ابتغ العزة للشرق]

- ‌مناجاة الفكر

- ‌على لسان قلم ناضل عن حق

- ‌أنت بدر الضّحى

- ‌شهر صوم وجهاد

- ‌قاذفات القنابل

- ‌التواضع والكبر

- ‌المحجر الصّحيّ بالمريجات

- ‌البرد في الحديقة

- ‌القطار في غوطة دمشق

- ‌الوفاء في اليسر والعسر

- ‌أرى سفري

- ‌[عهد الشّبيبة والمشيب]

- ‌أمنية عليل

- ‌نجوم الأرض

- ‌[ذكرى]

- ‌كيف ينشق القمر

- ‌قافية الزاي

- ‌ كم أخزى الهوى عرضاً

- ‌قافية السين

- ‌خواطر في دمشق

- ‌في الاعتقال

- ‌قافية الشين

- ‌لحا الله الغواية

- ‌قافية الصاد

- ‌التعليم الدّيني بمدارس الحكومة وجامعاتها

- ‌قافية الضاد

- ‌المحبّة الصادقة

- ‌قافية الطاء

- ‌العيد في برلين

- ‌يا منطقياً

- ‌قافية الظاء

- ‌رثاء أبي حاجب

- ‌بين الشفقة والشوق

- ‌قافية العين

- ‌أعمار زائفة

- ‌تحية المقام النّبوي ومناجاة الرّسول

- ‌وما الودّ إلا عهود تُراعى

- ‌خائنو أوطانهم

- ‌لم أذق طعم الذل

- ‌قافية الغين

- ‌كرم الأصل

- ‌قافية الفاء

- ‌[مناجاة النفس]

- ‌الصّداقة وحريّة الرأي

- ‌كبر الهمّة

- ‌التلميذ العاق

- ‌من عجيب السّحر

- ‌نشوة الشّعر

- ‌[معلّم الكشّاف]

- ‌منار بشاطئ نابلي

- ‌قافية القاف

- ‌ذكرى المولد

- ‌ولقد ذكرتك

- ‌أنت ريحانة الحياة

- ‌[لم أضع للودّ حقاً]

- ‌[الرّتيمة]

- ‌[صرخة المغرب

- ‌عدو الملق

- ‌عند ينبوع زغوان

- ‌يا قطار

- ‌قافية الكاف

- ‌الخلافة والانقلاب التركي

- ‌[على ضريح صلاح الدين

- ‌السّواك

- ‌ثلج في السّحر

- ‌طباب الشّرق

- ‌ليتني ما عرفتك

- ‌[رثاء]

- ‌قافية اللام

- ‌صقر قريش

- ‌[تحيّة الوطن

- ‌[هي ملقى الضدين

- ‌جذوة أو زهرة

- ‌الدَّيْنُ سُمٌّ

- ‌هذي السّفينة

- ‌الشُّعُور طليعة الفلاح

- ‌حبّ الوطن

- ‌في كل شيء له آية

- ‌الذّل في البطالة

- ‌من أديب إلى فقيه

- ‌من الفقيه إلى الأديب

- ‌[ذكرى المولد النّبوي]

- ‌[افتتاح مؤتمر المجمع اللغوي]

- ‌[بكاء على قبر]

- ‌الشّعر كالبيداء

- ‌[مساعي الورى شتّى]

- ‌كأني دينار

- ‌[الملك الطبيعي أو راعي الغنم]

- ‌فقدوا أحلامهم

- ‌مروحة الرّوح

- ‌برقيّة الشّوق

- ‌إحضار الأرواح

- ‌الرّجاء تعلة

- ‌النّدامى

- ‌ذر الخُمول

- ‌في الحبس

- ‌نخوة

- ‌قافية النون

- ‌مشاهداتي في الحجاز

- ‌[رضيت عن اغترابي]

- ‌عذاب الصّامتين

- ‌أسمع جعجعة ولا أرى طحنا

- ‌كلانا ناظر ورداً

- ‌أحمد الظعن

- ‌الزّيارة دعامة الصّداقة

- ‌ننجي الوطنا

- ‌خانها الحرّاس

- ‌على طريقة حديث عنقاء

- ‌الدّعاء للميّت خير من تأبينه

- ‌[من برلين إلى دمشق]

- ‌على النّيل

- ‌أزمير

- ‌قافية الهاء

- ‌تحية دمشق سنة 1356 ه

- ‌سرق الغمام

- ‌[ها هنا شمسُ علوم]

- ‌دقاقة الأعناق

- ‌[إلى الحاكم المسلم]

- ‌الكرمة

- ‌في مصنع الزجاج

- ‌إفحام العَذول

- ‌كفى المرء نبلاً

- ‌[ويحها من ساعة]

- ‌تقدير الأدب والألمعية

- ‌مرقاة العلا

- ‌القلب كالرّحى

- ‌قافية الواو

- ‌هي فطرة

- ‌قافية الياء

- ‌لوعة الفراق

- ‌[رثاء المرحوم تيمور باشا

- ‌لماذا يبكي الطفل ساعة ولادته

- ‌بطل الريف

- ‌أنت صدر أينما كنت

- ‌ الأَلْمَعِيِّ

- ‌أسرب القطا

- ‌العُمر وعاء

الفصل: ‌ ‌قافية اللام ‌ ‌صقر قريش (1) خَلِّ نَفْسَ الحُرِّ تَصْلَى النُّوَبا … لا

‌قافية اللام

‌صقر قريش

(1)

خَلِّ نَفْسَ الحُرِّ تَصْلَى النُّوَبا

لا تُبالي (2)

لَيْسَتِ الأَخْطارُ إلَّا سَبَبَاً

لِلْمَعالي (3)

* * *

يا مُكِبّاً بَيْنَ ظَبيٍ أَدْعَجَا

وَمَهاةِ (4)

إنَّما الهِمَّةُ في حِجْرِ الحِجا

كالنَّباتِ (5)

أَفَلا تَذْبُلُ إِذْ تَقْضي الدُّجى

في سُباتِ

فَإذا بِتَّ تُجاري الكَوْكَبا

في مَجالِ

(1) نشرت هذه القصيدة في مجلة "البدر" التونسية، الجزء الثالث من المجلد الثالث، كما نشرت في مجلة "الهداية الإسلامة" الجزء السابع من المجلد الثامن.

(2)

النوّب: جمع النوبة: النازلة والمصيبة.

(3)

السبب: ما يتوّصل به إلى غيره.

(4)

الظبي: الغزال للذكر والأنثى. أدعج: شدة سواد وبياض العين. المهاة: البقرة الوحشية.

(5)

الحِجْر: الحضن. الحِجا: العقل والفطنة.

ص: 173

كُنْتَ كالضَّرْغامِ يَمْشي الهَيْدَبى

لَلنِّزالِ (1)

* * *

ما لهذي السَّمْهَرِيَّاتِ فَخارْ

في الحِرابْ (2)

غَيْرُ عَزْمٍ هَزَّهُ حامي الذِّمارْ

بِالتِهابْ (3)

أَتَرى الرَّامِحَ ذا قَلْبٍ يَغارْ

فَيُهابْ (4)

جَرَّ في الآفاقِ رُمْحاً سَلْهَبَا

بِاخْتِيالِ (5)

وهُوَ كالأَعْزَلِ لا يَلْقى الظُّبا

والعَوالي

* * *

رُبَّ كِنٍّ لا نُسَمِّيهِ عَرينا

في البَيانِ (6)

والَّذي يَحْميهِ لا يَلْوِي جَبينا

عَنْ طِعانِ

يَحْطِمُ الطَّاغِيَ لا يُبْقي مَهينا

في هَوانِ

وهِزْبَرُ الْغابِ يَعْدو خَبَبا

في الدِّغالِ (7)

(1) الضرغام: الأسد. الهيدبى: نوع من أنواع المشي لدى الخيل فيه جد.

(2)

السمهريات: جمع السمهريّ: الرمح الصلب. الحراب: جمع الحربة: وهي آلة دون الرمح.

(3)

الذمار: ما يلزمك حمايته والذود عنه.

(4)

الرامح: نجم.

(5)

السلهب: الطويل.

(6)

الكِنُّ: البيت، ويجمع على كنان وأكنة. العرين: مأوى الأسد.

(7)

الهزبر: الأسد. الخبب: مراوحة الفرس بين يديه ورجليه، وقيل: السرعة.=

ص: 174

عَضَّهُ الجُوعُ فَمدَّ المِخْلَبا

لاغْتيالِ

* * *

عاشِقَ العَلْياءِ خُضْ في لُجَجِ

مِنْ رِماحْ

وتَرَشَّفْ مِنْ عَصيرِ المُهَجِ

لا جُناحْ (1)

يَضْحَكُ المُلْكُ بِثَغْرٍ بَهِجِ

كالصَّباحْ

إنْ نَكى الخَصْمُ فَماجوا هَرَبا

كالثَّعالي (2)

وابْتِغاءُ السِّلْمِ مِنْ باني الزُّبى

كالمُحالِ (3)

* * *

خاطِرُ الْيَأْسِ لَدى باغي الْعُلا

غَيْرُ سائِغْ

إنْ تَوَخَّى عَبْقَرِيٌّ أَمَلا

فَهْوَ بالِغْ

وحَياةُ الصَّقْرِ سارَتْ مَثَلا

لِلنَّوابِغْ (4)

= الدغال: جمع الدغل: الشجر الكثير الملتف.

(1)

الجُناح: الإثم.

(2)

نكى: قهر بالقتل والجرح. الثعالي: جمع ثعالة: أنثى الثعلب.

(3)

الزّبى: جمع الزبية: الرابية لا يعلوها ماء.

(4)

الصقر: عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك (113 - 172 هـ) الملقب بصقر قريش، ويعرف بالداخل، مؤسس الدولة الأموية في الأندلس، ولد في دمشق، وتربى في خلافة أعمامه حتى سنة 132 هـ، عندما سقطت خلافة الأمويين على أيدي العباسيين، فقصد أفريقيا، وبلغ به علو الهمة إلى إنشاء ملك جديد لبني أمية في الأندلس. ولقبه أبو جعفر المنصور بلقب "صقر قريش"، ولقب بالداخل؛ =

ص: 175

إذْ بَدا في "ديرِ حَنّا" وشَبا

كالهِلالِ (1)

ولَيالي الشَّامِ في عَهْدِ الصِّبا

كاللآلي

* * *

ذاقَ في الخامِسِ مِنْ صَدْرِ سِنيهْ

مَضَضا (2)

والرَّدى سَيْفٌ بِكَفٍّ لا تَتيه

يُنْتَضى (3)

أَرْهَفَ الحَدَّ وأَوْدى بأَبيه

حَرَضا (4)

هَلْ ذَوَتْ زَهْرَتُهُ حتى هَبا

في كَلالِ (5)

إنَّ في نَفْسٍ تَسامَتْ حَسَبا

خَيْرُ والِ

* * *

أَبْصَرَ الجَدُّ بِهِ روحَ الهُمامْ

بادِيا (6)

= لأنه أول من دخل الأندلس من ملوك الأمويين، وكان حازماً شجاعاً شاعراً عالماً. وتوفي بقرطبة ودفن في قصرها.

(1)

دير حنا: حيث ولد صقر قريش بالشام. شبا: علا؛ أي: نما وترعرع.

(2)

المضض: وجع المصيبة.

(3)

الردى: الهلاك. لاتتيه: لا تضل عن الطريق.

(4)

أرهف السيف: رققه، فهو مرهف. الحرض: يقال: حرض: كان مضنى مرضاً وسقماً.

(5)

هبا: مات. الكلال: التعب والإعياء.

(6)

الجدُّ: هشام بن عبد الملك (71 - 125 هـ) ولد وتوفي في دمشق، وبويع ملكاً للدولة الأموية في الشام سنة 105 هـ ، وقد تربى صقر قريش في ظل حزمه ونعمته. =

ص: 176

كالشَّذا يُنْبِئُ عَنْ زَهْرِ الْكِمامْ

هادِيا (1)

وتُريكَ الشَّمْسُ في قَوْسِ الغَمامْ

ماهِيا

حَفَّهُ عَطْفاً كما تَسْري الصَّبا

باعْتِلالِ (2)

ويَدٌ ظَلَّتْ تُحابي الأَنْجُبا

لم تُغالِ (3)

* * *

ضَرَبَ الخَطْبُ على المُلْكِ الأَثيلْ

مُحْدِقا (4)

كَمْ دَهى السَّفَّاحُ مِنْ حُرٍّ نبَيلْ

مُرْهِقا (5)

وجَرى المَنْصورُ في هذا السَّبيلْ

مُوبِقا (6)

= الهمام: الملك العظيم الهمة، السيد الشجاع.

(1)

الشذا: قوة ذكاء الرائحة. الكمام: جمع الكِمّ: غطاء الزهر.

(2)

الصّبا: ريح مهبها من مطلع الثريا إلى بنات نعش.

(3)

لم تغال: لم تجاوز الحد، لم تبالغ.

(4)

الملك الأثيل: الأصيل؛ أي: الدولة الأموية.

(5)

السفاح: أبو العباس عبد الله بن محمد (154 - 136 هـ) أول خلفاء الدولة العباسية، ولد بالشراة بين الشام والمدينة. وكان جباراً من الدهاة، عظيم الانتقام، ولقب بالسفاح؛ لكثرة ما سفح من دماء الأمويين. وتوفي في مدينة الأنبار.

(6)

المنصور: أبو جعفر عبد الله بن محمد (95 - 158 هـ) ثاني الخلفاء العباسيين، ولد في الحميمة من أرض الشراة قرب معان، وولي الخلافة بعد وفاة أخيه السفاح، وهو باني مدينة بغداد، وأول من عني بالعلوم من ملوك العرب، توفي ببئر ميمون محرماً بالحج، ودفن في الحجون بمكة المكرمة. الموبق: المهلك.

ص: 177

ذَهَبَتْ عُصْبَتُهُ أَيْدي سَبا

في نَكالِ (1)

وتَداعى عَرْشُهُ مُنْتَحِبا

للزَّوالِ

* * *

حَدَّقَ الصَّقْرُ بِرَأْيٍ لا عَجِلْ

لا حَسيرْ (2)

وانْبَرى يَطوي الْفَلا يَطْوي الأَمَلْ

في الضَّميرْ

كَكَمِيٍّ فَرَّ مِنْ وَقْعِ الأَسَلْ

لِيُغيرْ (3)

عَمِيَتْ عَنْهُ عُيونُ الرُّقبا

والمَوالي

راحَ كالشَّمْسِ تَؤُمُّ المَغْرِبا

بارْتحالِ

* * *

جَمْرَةُ الأَضغانِ في ذاكَ الوَطَنْ

لافِحَهْ (4)

كَمْ قُلوبٍ بِتَباريحِ الإحَنْ

طافِحَهْ (5)

فُرْصَةٌ ظَلَّتْ على وَجْهِ الزَّمَنْ

سانِحَهْ

(1) أيدي سبا: أي: تبددوا تبدداً لا اجتماع بعده، نسبة إلى سبأ؛ لأن الله سبحانه وتعالى أرسل على تلك الأرض السيل، فأغرقها وأذهب جناتها، فانتزح سبأ وقومه، وتبددوا في البلاد، فضرب بهم المثل. النكال: ما يجعل عبرة للغير.

(2)

حسير: يقال: حسر البصر: كلَّ وانقطع من طول المدى.

(3)

الكِميّ: الشجاع، أو لابس السلاح. الأسل: الرماح.

(4)

الأضغان: جمع الضِّغن: الحقد.

(5)

تباريح الشوق: توهجه. الإحن: جمع الإحنة: الحقد والغضب.

ص: 178

إنما الْفُرْصَةُ تُدْني الأَرَبا

بارْتِجالِ

والْفَتى يَرْقُبُها مُحْتَسِبا

لِلَّياليِ

* * *

نَفَضَ البُرْدَيْنِ مِنْ نَقْعِ السَّفَرْ

في (مَلِيَلهْ)(1)

ما لَهُ جُنْدٌ سِوى الرَّأْيِ الأَغَرْ

والْفَضيلَهْ

بَثَّ لُسْناً نَفَثَتْ نَفْثَ السَّحَرْ في الخَميلَه

دَعْوَةٌ حَلَّ لَها الشَّعْبُ الحُبا

بِاحْتِفالِ (2)

يَرْتَجي عِزًّا وعَدْلاً ذَهَبا

في ضَلالِ

* * *

آبَ (بَدْرٌ) بِفُؤادٍ يَتَأَلَّقْ

كالجُمانِ (3)

إذْ رَمى عَنْ قَوْسِ داهٍ وتَفوَّقْ

في الرِّهانِ

وَرأَى غُصْنَ الأَماني كَيفَ أَوْرَقْ

في تَداني

آنَ لِلصَّمصامِ أَنْ يَنْتَصِبا

للصِّقال (4)

(1) البُرْد: ثوب مخطط. النقع: الغبار. مليلة: مدينة بالمغرب قرب سبتة على ساحل البحر.

(2)

الحُبا: جمع الحبوة ما يحتبي به الرجل من عمامة أو ثوب.

(3)

بدر: مولى "صقر قريش" ونصيره الذي رافقه في رحلته من الشام إلى المغرب. الجمان: الفضة.

(4)

الصمصام: السيف لا ينثني. الصقال: يقال: صقل فلاناً بالسيف: ضربه به وأدّبه.

ص: 179

وَلِغالي الدَّمِ أَنْ يَنْسَكِبا

بِابْتِذالِ

* * *

نهَضَ الصَّقْرُ ولا صَيْدَ سِوى

تاجِ مُلْكِ

يَتَهادى بَعْدَ شَجْوٍ وَنَوى

بَيْنَ أَيْكِ (1)

يَسْبِكُ السِّيرَةَ في نَهْجٍ سُوى

خَيْرَ سَبْكِ

عَبَرَ الْبَحْرَ يَشُقُّ الحَبَبا

في جَلالِ (2)

أقْبَلَ الأَبْعَدُ يَتْلو الأقْرَبا

وَيُوالي

* * *

زَجَّ بِالجُنْدِ حَوَالَيْ "قُرْطُبَهْ"

في اتِّساقِ (3)

وَغَدا يُوسُفُ مِمّا كَرَبَهْ

في خِناقِ (4)

هُوَ صَبٌّ كَيْفَ يَلْوي الرَّقَبَهْ

لِلْفِراقِ

هالَهُ الخَطْبُ غَداةَ اقْتَرَبا

لِلْقِتالِ

(1) الشجو: الهم والحزن. النوى: البعد. الأيك: جمع الأيكة: الشجر الملتف الكثير.

(2)

الحبب: معظم الماء.

(3)

قرطبة: مدينة في الأندلس على الوادي الكبير، أصبحت عاصمة الدولة الأموية عام 756 م، وفيها قصر الزهراء.

(4)

يوسف: يوسف بن عبد الرحمن بن حبيب الفهري، تولى إمارة الأندلس سنة 129 هـ حتى دخول صقر قريش.

ص: 180

لاذَ بِالرَّأْيِ فَأَكْدى وَكَبا

في خَبالِ (1)

* * *

خالَ ما نَمَّقَ كَيْداً يَرْشُقُهْ

كَسِهامِ

لا يَبيعُ المَجْدَ شَهْمٌ يَعْشَقُهْ

بِالحُطامِ (2)

لا تُسَلِّيهِ فَتاةٌ تَرْمُقُهْ

بِابْتِسامِ

فَأَراهُ الصَّقْرُ بَرْقاً خُلَّبا

في المَقالِ (3)

وأَراهُ الأَحْوَذِيَّ القُلَّبا

بَالفَعالِ (4)

* * *

هَجَمَ الدَّاخِلُ في وَجْهِ الزَّعيمْ

كائِدا (5)

فَطَوى ما خَلْفَهُ طَيَّ الظَّليمْ

شارِدا (6)

وَاقْتَفى آثارَهُ الجَيْشُ النَّظيمْ

صائِدا

رامَ "غَرْناطَةَ" يَبْغي مَرْكَبا

لِلنِّضالِ (7)

(1) كبا: انكبّ على وجهه. الخبال: الهلاك.

(2)

الحطام: ما تكسر من اليبس.

(3)

الخُلَّب: السحاب لا مطر فيه، والأصل برق السحاب.

(4)

الأحوذي: الحاذق المشمر للأمور، القاهر لها، لا يشذ عليه شيء.

(5)

الداخل: عبد الرحمن الداخل.

(6)

الظليم: المظلوم. وتراب الأرض المظلومة.

(7)

غرناطة: مدينة في الأندلس، احتلها المرابطون عام 1090 م، واتخذها محمد بن =

ص: 181

أَمَلٌ أَبْرَقَ حيناً وَخَبا كالذُّبالِ (1)

* * *

أَغْمَدَ السَّيْفَ وَمَدَّ العُنُقا

لِلسَّلامْ (2)

فَأَراهُ الصَّقْرُ عَزْماً ذَلِقا

لايَنامْ (3)

أَحْرَزَ ابْنَيْهِ لِيَأْبى الرَّهَقا

في الذِّمامِ (4)

كانَ في النَّاسِ زَعيماً فَاحْتَبى

بِاعْتِزالِ

لَمْ يُطِقْ -كالطِّفْلِ- صَبْراً إذْ نبَا

عَنْ فِصالِ (5)

* * *

تَبَّ لَيْلٌ شَدَّ فيهِ المِئْزَرا

لانْتِقامِ (6)

= نصر مؤسس سلالة بني الأحمر عاصمة له عام 1235 م، وأهم آثارها قصر الحمراء.

(1)

خبا: طفئ وخمد. الذبال: جمع الذبالة: الفتيلة.

(2)

لما حاصر (صقر قريش) مدينة غرناطة، وهي آخر ما التجأ إليه يوسف الفهري، اضطر هذا الأخير إلى طلب الصلح، فصالحه بشروطه المشهورة التي منها: وضع ابنيه عند الصقر رهن إخلاصه الدائم.

(3)

الذلق: الحادّ.

(4)

أحرز: ألجأ. الرهق: حمل الإنسان على ما لا يطيقه.

(5)

نبا: تجافى وتباعد. الفصال: فطم المولود وفصله عن أمه.

(6)

تبّ: هلك وخسر. المئزر: الإزار. الانتقام: إن يوسف لم تطب له حياة الراحة، فلم تصل سنة 141 هـ حتى نقض العهد معتزاً بعشرين ألفاً من البربر، فالتحق بطليطلة، إلا أن الصقر قام له إلى أن جيء له برأسه.

ص: 182

وَامْتَطى رَأْياً عَقيماً أَغْبَرا

كالجَهامِ (1)

لَيْتَهُ ما انْسَلَّ لَيْلاً وانْبَرى

في احْتِدامِ (2)

في مَغاني آلِ هُودٍ وَثَبا

لِلصِّيالِ (3)

هَزَّ جِذْعَ الأَمْنِ أَلْقى الطُّنَبا

في اخْتِلالِ (4)

* * *

أَرْهَقَ ابْنَيْهِ جَفاءً وَهَفا

لِلرِّياسَهْ (5)

ما تَحامى أَنْ يَكونا هَدَفا

لِلسِّياسَهْ

رَكِبَتْ مِنْ قَتْلِ هَذا سَرَفا

في الشَّراسَهْ (6)

وَطَوَتْ هَذا لِيَبْقى حُقُبا

في اعْتِقالِ (7)

سَلْ بِهِ إذْ فَرَّ ماذا ارْتَكَبا

مِنْ مُحالِ

* * *

قَذَفَتْ نارُ الوَغى في "مارِدَهْ"

بِالشَّرارِ (8)

(1) العقيم: لا تقبل الولد، ولا تلد. الجَهام: السحاب لا ماء فيه.

(2)

انسل: انطلق في استخفاء. انبرى: اعترض. الاحتدام: شدة الغيظ.

(3)

المغاني: جمع المغنى: المنزل. الصيال: السطو، والقهر، المواثبة.

(4)

الطنب: حبل طويل يشد به سرادق البيت، الوتد.

(5)

هفا: أسرع.

(6)

السرف: الإسراف.

(7)

الحقب: ثمانون سنة، وقيل أكثر من ذلك، الدهر.

(8)

ماردة: بلدة واسعة في الأندلس تابعة إلى قرطبة.

ص: 183

أَشْرَعَ الصَّقْرُ قَناةً سائِدَهْ

بِانْتِصارِ

أَطْلَقَ الْفِهْرِيُّ رِجْلاً جاهِدَهْ

في الْفِرارِ (1)

لَحِقَ المَوْتُ بِهِ واعَجَبا

لِلنِّصالِ

تُنْهِضُ الحَتْفَ إذا ما نَشَبا

في عِقالِ (2)

* * *

بَلَغَ الصَّقْرُ مِنَ العِزِّ أَشُدَّهْ

وَاسْتوى

لَبِسَ الحَزْمَ لِمَنْ صاعَرَ خَدَّهْ

وَالْتَوَى (3)

هُوَ لَوْلا بَأْسُهُ يَحْرُسُ بَنْدَهْ

لا نْطَوَى (4)

سارَ بالأُمَّةِ شَوْطاً عَجَبا

في اعْتِدالِ

لايُرى أَسْرى بِها أَوْ أَوَّبا

في مَلالِ (5)

* * *

بَعَثَ الْعِرْفانَ مِنْ مَرْقَدِهِ

في رُواءِ

وَعَلَتْ عُنْقُ الهُدى في عَهْدِهِ

كاللِّواءِ

رَدَّتِ الشِّرْكَ مَواضي جِدِّهِ

في انْزِواءِ

(1) الفهري: أي: يوسف الفهري.

(2)

نشب: عَلِق. العقال: حبل يعقل به البعير في وسط ذراعه.

(3)

صاعر خده: أماله عن النظر إلى الناس تهاوناً من أكبر.

(4)

البند: العَلَم الكبير.

(5)

الملال: السآمة والضجر.

ص: 184

نَفَثَتْ في "شَرْلُمانَ" الرَّهَبا

كالسَّعالي (1)

هابَها "المَنْصورُ" يَخْشى الْغَلَبا

في السِّجالِ (2)

* * *

لَقِيَ العُمْرانَ مَقْصوصَ الجَناحْ

خامِلا

راشَهُ فَانْسابَ في تِلْكَ البِطاحْ

جائِلا (3)

يَضْبِطُ الشَّكْوَى كَخَصْرٍ في وِشاحْ

عادِلا

يَمْتَطي المِنْبَرَ يُلْقي خُطَبا

ذاتَ بالِ

يَقْدِمُ النَّاسَ إماماً مُجْتَبى

بِابْتِهالِ (4)

* * *

رَحِمَ اللهُ الفَتى أَنْضى العِتاقْ

في العُلا (5)

وَغَدا إنْ عُدَّ فُرْسانُ السِّباقْ

أَوَّلا

(1) شرلمان: شارل الكبير (472 - 814 م) ملك الإفرنج، حاول الاستيلاء على إسبانيا، ففشل فىِ سرقسطة سنة 778 م. السعالي: جمع السعلاة: الغول، أو أنثى الغول.

(2)

السّجال: يقال: الحرب بينهم سجال: أي: سجلٌ منها على هؤلاء، وآخر على هؤلاء، يعني: أنها مرة لهم: ومرة عليهم.

(3)

راش السهم: ألزق عليه الريش.

(4)

المجتبى: المختار من صفوة الناس.

(5)

العتاق: جمع العتيقة: الفرس الكريم. رحم الله الفتى: توفي الأمير عبد الرحمن الداخل بقرطبة سنة 172 هـ بعد أن ملك الأندلس لأبنائه، فتوارثه من أعقابه تسعة عشرة أميراً إلى أن أسقطتهم الثورة العسكرية سنة 422 هـ.

ص: 185