الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ريح تنسف في روضة
" قيلت في برلين".
جادَ هذا الرَّوْضَ غَيْثٌ فَازْدَهى
…
وَغَدا بُلْبُلُهُ يُطْري السَّحابا
وتَمادى مُسْهِباً في مَدْحِهِ
…
فحثَتْ في وَجْهِهِ الرِّيْحُ تُرابا (1)
[وجه الموت غير كئيب]
" قيلت على فراش المرض بالقاهرة سنة 1343 هـ ".
أَقولُ فَلا أَرْتادُ غَيْرَ خَصيبِ
…
وأَنْظِمُ لَكِنْ لا أُطيلُ نسَيبي (2)
أَجِدُّ وإنْ رامَ النَّديمُ دُعابَةً
…
فَلَمْ تَرَ غَيرَ الجِدِّ عَيْنُ رقيبي
أَحُثُّ إلى داعي المَعالي مَطِيَّتي
…
وَلَسْتُ إِذا يَدْعو الهوى بمُجِيبِ (3)
ومَا بَرِحَتْ هَذي الحَياةُ تَروعُني
…
بِكَبْوَةِ آمالٍ وَفَقْدِ حَبيبِ
فَأَنْكَرْتُها لا الْبَدْرُ يَطْلُعُ مُؤْنسًا
…
وَلا الرَّوْضُ يُسْليني بِنَفْحَةِ طيبِ
وَما لَيْلُها إلَّا سَريرَةُ حاسِدٍ
…
وما صُبْحُها إلَّا بَياضُ مَشيببِ (4)
أَطَلَّ علَيَّ الموْتُ مِنْ خِلَلِ الضَّنا
…
فآنَسْتُ وَجْهَ الموْتِ غَيْرَ كَئيبِ (5)
(1) أسهب في الكلام: أكثر منه وأطال. حثا التراب: هاله بيده، ومعنى هذا البيت مقتبس من الحديث الشريف:"احثوا التراب في وجوه المداحين".
(2)
ارتاد الشيء: طلبه. النسيب: تشبيب الشاعر بالمرأة.
(3)
أحثَّ الفرس على العدو: صاح به. المطية: الدابة تمطو في مشيتها.
(4)
السريرة: السر الذي يكتم. المشيب: الثيب، وهو الشعر وبياضه.
(5)
الضنا: المرض والهزال، وسوء الحال.