الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والوِدُّ يَسْكُنُ في الحَشا
…
لَكِنْ يُحَسُّ مِنَ الْيَدِ
الهُدى والضّلال
كأَنَّ شُعاعَ الشَّمس يَنْسابُ في الثَّرى
…
وَيَطْوي بِساطاً مَدَّهُ اللَّيْلُ أَسْوَدا
سَنا حُجَّةٍ يَسْطو على قَلْبِ جاحِدٍ
…
فَيَأْخُذُهُ بَعْدَ الضَّلالِ إلى الهُدى
الرّياء غش
صاغَ النُّحاسَ مُذَهَّباً لِيَغُرَّ مَنْ
…
يَبْغي حُلِيّاً منْ صَميمِ الْعَسْجَدِ
كأَخي هَوَى طاغ يُحاوِلُ سَتْرَهُ
…
عَنَّا بِسَمْتِ النَّاسِكِ المُتَعَبِّدِ (1)
[عواطف الصّداقة]
" بعد هجرة الشاعر من تونس إلى دمشق سنة 1331 هـ، بعث صديقه العلامة المرحوم محمد الطاهر بن عاشور، وهو قاضي القضاة بتونس، رسالة مصدرة بالأبيات المنشورة في حاشية هذه الصفحة، وقد أجابه بالقصيدة التالية".
أَيَنْعَمُ لي بالٌ وأنتَ بَعيدُ
…
وأَسْلو بِطَيْفٍ والمَنامُ شَريدُ
إذا أَجَّجَتْ ذِكْراكَ شَوْقي أُخْضِلَتْ
…
لَعَمْري بِدمْعِ المُقْلَتَيْنِ خُدُودُ (2)
بَعُدْتُ وآمادُ الحَياةِ كثيرَةٌ
…
وَلِلأَمَدِ الأسْمى عَلَيَّ عُهودُ (3)
(1) السمت: هيئة أهل الخير. الناسك: العابد المتزهد.
(2)
أجّج: ألهب. اخضلت: ابتلت.
(3)
آماد: جمع أمد: الغاية.
نص قصيدة العلامة الشيخ محمد الطاهر بن عاشور:
بعدت ونفسي في لقاك تصيد
…
فلم يغن عنها في الحنان قصيد
وخلفت ما بين الجوانح غصة
…
لها بين أحشاء الضلوع وقود =
بَعُدْتُ بِجُثْماني وَروحي رَهينَةٌ
…
لَدَيْكَ وَلِلْوِد الصَّميمِ قُيُودُ (1)
عَرَفْتُكَ إذْ زُرْتُ الوَزيرَ وَقَدْ حنا
…
عَلَيَّ بِإِقْبال وأَنْتَ شَهيدُ (2)
فَكانَ غُروبُ الشَّمْسِ فَجْرَ صَداقَةٍ
…
لَها بَيْنَ أَحْناءِ الضُّلوعِ خُلودُ
لَقيتُ الوِدادَ الحُرَّ في قلبِ ماجِدٍ
…
وَأَصْدَقُ مَنْ يُصْفي الوِدادَ مَجيدُ
ألمْ تَرْمِ في الإِصْلاح عَنْ قَوْسِ ناقِدٍ
…
دَرَى كَيْفَ يُرْعى طارِفٌ وَتَليدُ (3)
وَقُمْتَ عَلى الآدابِ تَحْمي قَديمَها
…
مَخافَةَ أَنْ يَطْغى عَلَيْهِ جَديدُ
= وأضحت أماني القرب منك ضئيلة
…
ومرّ الليالي ضعفها سيزيد
أتذكر إذ ودعتنا صبح ليلة
…
يموج بها أنس لنا وبرود
وهل كان ذا رمزاً لتوديع أنسنا
…
وهل بعد هذا البين سوف يعود
ألم تر هذا الدهركيف تلاعبت
…
أصابعه بالدر وهو نضيد
إذا ذكرو اللود شخصاً محافظاً
…
تجلى لنا مرآك وهو بعيد
إذا قيل من للعلم والفكر والتقى
…
ذكرتك إيقاناً بأنْك فريد
فقل لليالي جددي من نظامنا
…
فحسبك ما قد كان فهو شديد
وكتب تحتها ما يتلو: (هذه كلمات جاشت بها النفس الآن عند إرادة الكتابة إليكم، فأبثها على علاتها، وهي وإن لم يكن لها رونق البلاغة والفصاحة، فإن الود والإخاء والوجدان النفسي يترقرق في أعماقها".
(1)
الجثمان: الجسم.
(2)
الوزير: محمد العزيز بوعتور (1240 - 1325 هـ) من كبار رجال السياسة والعلم في تونس. الشهيد: الحاضر والمطلع، والبيت إشارة إلى أول لقاء بين الشاعر والعلامة ابن عاشور.
(3)
الطارف: المال الحديث المستحدث. التليد: المال القديم.