الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لا تَنْهَضُ الأوطانُ مِنْ كَبَواتِها
…
إلَّا على أَيْدٍ تَفيضُ سَخاءَ
ما سادَ قَومٌ أُشْرِبُوا شُحّاً وإِنْ
…
بَلَغُوا السّماءَ شَجاعَةً وذَكاءَ (1)
أَمِنَ المُروءَةِ أَنْ ننُادَى للَّتي
…
فيها النَّجاةُ ولا نُجيبُ نِداءَ
نبغِي النَّجاةَ ولا جِهادَ كَمُدْنَفٍ
…
يَبْغي الشِّفاءَ ولا يُسيغُ دَواءَ (2)
إنْ تَحْسَبوا البُخلاءَ أَحْياءَ وَهُمْ
…
صُمُّ المسامِعِ تَظْلِموا الأَحياءَ
لَوْ قِيلَ مَنْ مِثْلُ الحِجارةِ في الوَرى
…
لم أَعْدُ في تَمثيليَ الْبُخَلاءَ
بَسَطَ الْيَهُودُ إلى اليَهودِ كُفَّهُمْ
…
بِالمالِ مِنْ بَيْضاءَ أَوْ صَفْراءَ (3)
ومَتى أَرى قَوْمي قَدِ اسْتَبَقوا العُلا
…
بِسَخَاءِ كَفٍّ يَكْشِفُ الَّلأْوَاءَ (4)
[بعض أمراضنا الاجتماعية
(5)]
أَيَعودُ للشَّرْقِ الحَماسَةُ والإِباءُ
…
فَتَعودُ عِزَّتُهُ ويَبْتَهِجُ الْعَلاءُ؟
قالوا: استَقَامَ الشَّرْقُ وَهْوَ يسيرُ في
…
نَهْجِ الفَلاحِ وفي عَزيمَتِهِ مَضاءُ
(1) الشح: البخل مع الحرص.
(2)
المدنف: الذي أثقله المرض. ساغ الدواء: سَهُلَ مدخله في الحلق.
(3)
البيضاء: الفضة. الصفراء: الذهب.
(4)
اللأواء: يقال: لأواء العيش: شدته، وفي الحديث الشريف:"من كانت له ثلاث بنات، فصبر على لأوائهن، كنَّ له حجاباً من النار".
(5)
قصيدة الشاعر يدعو بها إلى الإصلاح الاجتماعي، محذراً من الإلحاد والدعايات الخبيثة، ونشرت في مجلة "الهداية الإسلام" - الجزأين الأول والثاني من المجلد الرابع عشر.
ولَشَدَّ ما خُضْنا الخُطوبَ ولَمْ نُرِدْ
…
إلَّا العُلا وجَرَتْ بِوادينا دماءُ
قُلنا: الدَّعارةُ لمْ تَزَلْ في أَرْضِنا
…
ولِرَهْطِها في كُلِّ حاضِرةٍ لِواءُ (1)
تِلْكَ الخُمورُ تُدارُ في عَلَنٍ ولا
…
لَوْمٌ يَنالُ المُعْلِنينَ ولا جَزاءُ
كَمْ مِنْ مَآدِبَ في البِلادِ تُقامُ في
…
رَأْدِ الضُّحى وَعلى مَوائدها الطّلاءُ (2)
فَتياتُنا إنْ رُمْتُ بَثَّ شِكايَتي
…
مِنْ خَطْبِهِنَّ يُسابِقُ الشَّكْوى بُكاءُ
كُنَّ البُدورَ حَصانةً وَوَسامةً
…
والحُسْنُ يَبْهرُ إذْ يُخالطُه الحَياءُ
وحُجورُهُنَّ مَدارِسُ الأَطفالِ إِذْ
…
طَهُرَتْ فَحَظُّهُمُ الطَّهارَةُ والنَّقاءُ
ما بالُهُنَّ اليَوْمَ يُرْضِينَ الهوى
…
ما شاءَ، لا راعٍ يُهابُ ولا قَضاءُ
أَقْصى الإلهُ مَلاهِياً ومَراقِصاً
…
نُصِبَتْ كأَشراكٍ يُصادُ بها النِّساءُ
فَيَضَعْنَ أَحْمرَ فَوْقَ أَبيَضَ زينَةً
…
وَيرِدْنهَا كالعِيسِ يَقْتُلُها الظَّمَاءُ (3)
يَغْشَيْنَها وثيابُهُن كأنَّها
…
لِشُفوفها فَوقَ الصَّلا والبَطْنِ ماءُ (4)
(1) الدعارة: الخبث والفسق. الرهط: قوم الرجل وقبيلته. الحاضرة: ضد البادية، وهي المدن والقرى والريف.
(2)
رأد الضحى: وقت ارتفاع الشمس عند الخمس الأول من النهار، وانبساط ضوئها، وذلك شباب النهار. الطلاء: ما يطبخ من عصير العنب حتى ذهب ثلثاه، وبعض العرب يسمي الخمر: الطلاء
(3)
الأحمر والأبيض: الأصبغة التي تضعها النساء على وجوههن. العيس: الإبل البيض يخالط بياضها شقرة، وتطلق على كرام الإبل. الظماء: العطش.
(4)
الصَّلا: وسط الظهر من الناس، ومن كل ذي أربع، جمع صَلَوات، وأصلاء، وصَلا الفرس؛ أي: مغرز ذنبه.
أَسَفاً على عِرْضِ الفَتاةِ أَلمْ يَكُنْ
…
مِنْ غَيْرَةِ الأُمّ العَطوفِ لَهُ وِقاءُ
اليَوْمَ تُرْسِلُها يدُ الأَبِ نفسِهِ
…
بَيْنَ الشَّبابِ كأَنَّهُ مِنْها بَراءُ
وتَعودُ مِنْ، تِلكَ الخَلاعةِ مَوْهِنَاً
…
وفؤادُها مِنْ عِزَّةِ التَّقوى هَواءُ (1)
قالوا: دَواءُ قُضاتِنا قانونُ با
…
ريزٍ، وقانونُ الإلهِ هُوَ الدَّواءُ
سُسْنا بِهِ الأَقْوامَ فانتظَمَتْ لَنا
…
في الشَّرقِ والْغَرْبِ العَدالَةُ والدَّهاءُ
لا تُخْرِجُ الغَبْرَاءُ مِثْلَ مُحَمَّدٍ
…
أَوْ مِثْلَ شَرْع آثَرَتْهُ بِهِ السَّماءُ (2)
طَغَتِ الوساطَةُ في الوظائف ويحَ مَنْ
…
لَمْ يَدْرِ أيْنَ الجَّاهُ أوْ أَيْنَ الثَّراءُ
ضاعَتْ بِجَانِبَها كِفاياتٌ بَنَى
…
آساسَها العِلْمُ المُؤَثَّلُ والذَّكاءُ
بَلْوَى الرِّياسةِ أَنْ تُناطَ بِمَنْ لهُ
…
نفسٌ تَعَبَّدَها غُرورٌ أَوْ رِياءُ
يَرْنو إلى الدُّنيا بِمرآةِ الهوَى
…
وبِعَيْنِ أَعْشى والعَشا داءٌ عَياءُ (3)
صَوْتٌ مِنَ الشَّيْطانِ ردَّدَهُ الأُلَى
…
مَرَدوا على تَمثيلهِ وَهُوَ الهُذَاءُ (4)
نادَوْا بِها قَوْمِيَّة خَرْقاءَ أَوْ
…
وَطَنِيَّةً، لاحَبَّذا ذاكَ النِّداءُ
(1) المَوْهِنْ: نحو نصف الليل، أو بعد ساعة منه، وقال الأصمعي: هو حين يدير الليل. هواء: خالٍ.
(2)
الغبراء: الأرض، ويقال: جاء على ظهر الغبراء والغُبيراء؛ أي: على ظهر الأرض؛ يعني: راجلاً.
(3)
الأعشى: الذي لا يبصر بالليل، ويبصر بالنهار. العشا: سوء البصر بالليل والنهار، وقيل: العمى. داء عَياء: صعب لا دواء له؛ كأنه أعيا الأطباء.
(4)
مرد على الشيء: استمر عليه. الهذاء: القول الباطل، والتكلم بغير معقول لمرض أو غيره.
وإذا ذَكَرْتَ الدِّينَ قالوا: خَلِّنا
…
مِنْ ذِكْرِه وعَلى أُخُوتهِ العَفاءُ (1)
إِنَّ المدارِسَ كالسَّمواتِ العُلا
…
وعُلومُها مِثْلُ النُّجُومِ لَها ضِياءُ
وكَأَنَّما عِلْمُ الدّيانَةِ بَيْنَها
…
قَمرُ السماءِ إذا تَجَلَّى أَوْ ذُكاءُ (2)
وَسِياسَةُ التَّثقيفِ يَشْغَلُ بالَها
…
وَيهُمُّها غَيْرُ الهُدى حَتَّى الغِناءُ
ومَتى يُماطُ أَذى الدّعاياتِ التي
…
تُوحي ضَلالا والضَّلالُ هُوَ الوَباءُ (3)
فَدِعايةُ الإلْحادِ يَنْفُثُ سُمَّها
…
رَهْطٌ يؤازِرُهُمْ عَلَيْهَا أَغْبِياءُ
إِنْ جِئْتَ نادِيَهُمْ بأَبلَغِ حُجَّةٍ
…
فَجَوابُهمْ عَنْها التَّهَكُمُ والبَذاءُ (4)
وَدِعايةٌ في الفُرْسِ ميبيتَ أَمْرُها
…
يَا لَيْتَها ذَهَبَتْ كما ذَهَبَ الجُفاءُ (5)
جاسَتْ خِلالَ الشَّرقِ واغْتالَتْ بِه
…
نشئًا ولمْ يَغْتَلْهُمُ إلَّا الشَّقاءُ
خَرَجُوا عنِ التَّوْحِيدِ وارتَدُّوا إلى
…
شِرْكٍ أَمَا قالوا: الإلهُ هُوَ البَهَاءُ؟! (6)
(1) العفاء: التراب: قال صفوان بن محرز: إذا دخلت بيتي، فأكلت رغيفاً، وشربت عليه ماءً، فعلى الدنيا العفاء، ويقال: الهلاك.
(2)
ذُكاء: الشمس.
(3)
أماطه: أي: نحّاه، ومنه: إماطة الأذى عن الطريق.
(4)
البذاء: الفحش، وفلان بذيُّ اللسان.
(5)
الدعاية التي قامت في الفرس هي البهائية. الجُفاء: ما نفاه السيل إذا رمى به، وقال ابن السكيت:"وذهب الزبد جفاء"؛ أي: مدفوعاً عن مائه.
(6)
انظر كتاب المؤلف: "القاديانية والبهائية". البهاء: زعيم الطائفة البهائية، لقب يدعى به ميرزا حسين علي، وهو الزعيم الثاني للمذهب. وتسمى: الطائفة البابية، نسبة إلى (الباب)، وهو لقب ميرزا علي محمد الذي ابتدع هذه النحلة.
وَدِعايَةٌ في قادِيانَ تَبَرَّجَتْ
…
لَكِنَّ حِلْيتها خِداع وافْتِراءُ (1)
زُعَماؤُهُمْ -وغُلامُ أحْمَدَ رَأْسُهُمْ-
…
زَعَموا بِأَنَّهُمُ دُعاة أَنْبِياءُ (2)
ودِعايةٌ هِيَ مِنْ صَنيعِ الغَرْبِ تَرْ
…
عاها سِياسَتُه وَيغْمُرُها الحِباءُ (3)
لِمَنِ المدارسُ نبلُها شُبَهٌ ومَرْ
…
ماها جُحودٌ في النُّفوسِ أَوِ امْتراءُ (4)
عَجَباً لَنا نُلْقِي إلى أَحْضانِها
…
أكبادنا مِنْ بَعْدِ أَنْ بَرِحَ الخَفاءُ (5)
أُعْطيتُ عِلْماً ما جَنَيْتُ بِهِ سِوى
…
ذَهَبٍ، وصارَ البَيْتُ هَمِّي والغِذاءُ
إنْ لمْ أُذَكّرْ بالحَقائقِ دائِباً
…
فَأَنا وغَيْرُ العالِمينَ بِها سَواءُ
هيَ تِلْكَ أَمْراضٌ نَئِنُّ لَها ولَمْ
…
يَهْدَأْ صَباحٌ مُذْ عَرَتْنا أَوْ مَساءُ
لا خَيْرَ في الرُّؤْساءِ إِنْ لَمْ يَنْهَضوا
…
بِالشَّرْقِ حَتَّى يَخْلُفَ الدَّاءَ الشِّفاءُ
قالوا: حَوالَيْنا غَريبٌ رُبَّما
…
يُبْدي رَغائبَ قَدْ تُعارِضُ ما نشَاءُ (6)
قُلْنا: الرئيسُ الحُرُّ لا يثنِيهِ عَنْ
…
إِصْلاح شَأْنِ الشَّعْبِ خَوْفٌ أو رَجاءُ
(1) قاديان: بلدة في الهند قامت بها دعوة غلام أحمد، التي عرفت بالقاديانية.
(2)
غلام أحمد زعيم الطائفة القاديانية (1252 - 1326 هـ)، ولد في قاديان بالهند، ودفن فيها، وله مؤلفات في دعوته الباطلة.
(3)
الحِباء: العطاء.
(4)
المدارس: ويقصد بها المدارس التبشيرية التي يوجهها ويديرها الاستعمار، والتي انتشرت في مصر والعالم الإِسلامي داعية إلى غير رشاد. الامتراء: الشك.
(5)
أكبادنا: أي: أولادنا. برح الخفاء: وضح الأمر.
(6)
الغريب: يقصد به المستعمر إطلاقاً.