الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: الرابطة بالشيخ أفضل من ذكر الله
! قال صاحب (نور الهداية): «رؤية الشيخ تثمر ما يثمره الذكر، بل هي أشد تأثيرا من الذكر، وقد كانت تربية النبي لأصحابه كذلك فكانوا يشتغلون برؤية طلعته السعيدة وينتفعون بها أكثر مما ينتفعون بالأذكار» (1).- ومن الأدب مع المشايخ تمريخ أبدانهم (تدليكها) قال في (الرشحات): «قال حضرة شيخنا: كنت أمرخ الشيخ بهاء الدين عمر كثيرا وأدلكه وما كان يقول يكفي. ولا أنا كنت أترك التمريخ. وكان الشيخ ينام وله غطيط. وكان كثيرا يقول لي: تعال يا شيخ زادة ومرخ كتفي. فكنت أمرخ كتفه وكنت أنزع خفيه من رجليه أحيانا فشممت شيئًا أطيب من رائحة الخرقة التي كان يلف بها رجليه» (2).- وهم يتوجهون بالدعاء إلى حيث أماكن مشايخهم ولو من مكان بعيد ويستقبلون قبلتهم. فقد ذكر صاحب (الرشحات) أن واحدا من مريدي الشيخ قطب الدين حيدر كان جائعا فقلب وجهه نحو قرية شيخه وقال: «شيء لله يا قطب الدين حيدر لا تحرمنا من بركاتك أصلا ولا تنسانا» (3).
بيوت المشايخ قبلة مقدسة- وقد جعلوا التوجه إلى قبلة الشيخ والاستمداد من باطن همته أفضل من التزام أعمال الخير بل أفضل من التزام الرجوع إلى الله عز وجل (4).
1 -
عبد الله الدهلويوكان أحد كبار مشايخهم واسمه عبد الله الدهلوي يقول: «كما أن طلب الحلال فرض على المؤمنين كذلك ترك الحلال فرض على العارفين» (6).وكان يقول: «أرواح عامة المؤمنين يقبضها ملك الموت وأما قبض أرواح خاصة الخاصة فلا دخل للملائكة فيها» (7).وقال: «سمعت في سري الخطاب الإلهي ثلاث مرات: مرة وأنا في المدرسة ومرتين في الخانقاه
…
وجاءتني فاطمة الزهراء فقالت لي: إني قد بعثت لزيارتك» (8).ومرضت امرأة أحد أصحابه فالتمس من حضرته أن يدعو الله تعالى لها بتخفيف مرضها فلم يفعل. فألح عليه فقال له: «لا تبقى هذه المرأة أكثر من خمسة عشر يوما. فبقدرة الله تعالى توفيت يوم الخامس عشر» (9).
(1)((نور الهداية والعرفان في سر الرابطة والتوجه وختم الخواجكان)) (51).
(2)
((رشحات عين الحياة)) (183).
(3)
((رشحات عين الحياة)) (194).
(4)
((رشحات عين الحياة)) (210).
(5)
((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (140).
(6)
((المواهب السرمدية)) (241)، ((الأنوار القدسية)) (213)((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (134).
(7)
((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (213).
(8)
((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (215).
(9)
((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (216).
2 -
حبيب الله جان جانانوكان الشيخ حبيب الله جان جانان من أكابر النقشبنديين وابتدأ يرى سيدنا إبراهيم الخليل منذ أن كان عمره تسع سنوات. وكان في هذا السن كلما ذكر أبا بكر الصديق يحضر صورته ويراه بعينه. ونظر يوما في المرآة فرأى صورة شيخه بدل صورته (1).وكان «متوكلا» لا يعمل وكان يسافر مع أصحابه بغير زاد ولا راحلة فكانوا إذا نزلوا منزلا تأتيهم موائد الطعام من الغيب. (2) وهؤلاء يتركون الطعام لأن حلال الطعام عندهم حرام، ألم يقل أحد كبارهم وهو عبد الله الدهلوي:«كما أن طلب الحلال فرض على المؤمنين كذلك ترك الحلال فرض على العارفين» (3).وكان يقول: «إن الصوفي الكامل هو الذي لا ينسب الخير لنفسه ويعلم أنه مستعار، وهذا هو الحق معنى الفناء التام وحصول الشهود الصحيح وهذا سر قول الحلاج: «أنا الحق» (4). وقد عذر السرهندي الحلاج في التفوه بهذا الكفر لأن السكر قد غلبه. وحين توفي حبيب الله جان جانان النقشبندي ارتفع نصف القرآن إلى السماء ووقع في الدين فتور (5).وكان عبد الله الخاني يخبر بالامور قبل وقوعها ولا يسأل أتباعه عن أحوالهم وإنما يخبرهم عنها» (6).
3 -
عبيد الله أحراروكان لعبيد الله أحرار ميزة عجيبة فكان عنده قوة ينقل بها المرض من شخص لآخر (7).ونص الدهلوي على أن نقل المرض من كرامات مشايخ هذه الطريقة (8) ويحكي الخاني أن الشيخ عبيد الله أحرار مرض فقال له الشيخ قاسم: إني قد فديتك بنفسي. فقال له عبيد الله: لا تفعل هكذا فإن المتعلقين بك كثيرون وأنت رجل شاب. فقال الشيخ قاسم: ما جئتك مستشيرا في هذا الأمر بل قررته في نفسي وصممت عليه وجئتك، وقد قبل الله مني ذلك. ففي اليوم التالي انتقل مرض الشيخ عبيد الله إلى الشيخ قاسم، وبرئ الشيخ عبيد الله من المرض برءا تاما فلم يعد بحاجة إلى طبيب (9) .. ويحكي الخاني أن تحمل المشايخ للأمراض ونقله إلى آخرين من عادة السادة أصحاب الطريقة (10).وقال أحد أصحاب المولى الجامي الذي يصفه النقشبنديون بـ (روح الله)(11)«لما سمعت بمرض مولانا الجامي حضرت إليه لعيادته فرأيت المرض قد قام منه وتوجه إلي فتضرعت إلى الله وقلت يا رب ليس لي طاقة لتحمل هذا المرض فاندفع المرض عني. وهذا الجامي حضر شخصيا أثناء نزعه الأخير وأعاده إلى الحياة بالرغم من خروج الروح منه» (12).
4 -
الشيخ محمد المعصوم
(1)((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (202).
(2)
((الأنوار القدسية)) (204)((المواهب السرمدسة)) (224)((جامع كرامات الأولياء)) (1/ 389).
(3)
((المواهب السرمدية)) (241)، ((الأنوار القدسية)) (213)((الحدائق الوردية)) (134).
(4)
((المواهب السرمدية)) (227)((الأنوار القدسية)) (205)((مكتوبات الإمام الرباني)) (107).
(5)
((الأنوار القدسية)) 207 ((المواهب السرمدية)) 231 - 232 الحدائق الوردية في حقائق النقشبندية 206.
(6)
((جامع كرامات الأولياء)) (1/ 222 - 223).
(7)
((جامع كرامات الأولياء)) (2/ 236)((الأنوار القدسية)) (177)((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (ص 9) وانظر ((رشحات عين الحياة)) (247 - 248) وكذلك انظر ((الرشحات)) (262).
(8)
((شفاء العليل ترجمة القول الجميل)) (104).
(9)
((الأنوار القدسية)) (177)((جامع كرامات الأولياء)) (2/ 236 - 237).
(10)
((الحدائق الوردية)) (148).
(11)
((مكتوبات الإمام الرباني)) (ص 10).
(12)
((رشحات عين الحياة)) (124).
أما الشيخ محمد المعصوم فقد كان غوثا يستغيث به الناس ويصفونه بحضرة القيوم فقد سقط أحد مريديه عن فرسه في الصحراء، قال:«فاستغثت بحضرة القيوم فحضر بنفسه وأيقظني» .كذلك أشرف آخر من أتباعه على الغرق فاستغاث به فحضر في الحال وأنقذه. وكان يغيث الناس في أقصى الأرض وهو جالس في مكانه. فقد استغاث به رجل في سفينة كانت تغرق فمد الشيخ يده وانتشل السفينة وهو في بيته أمام أصحابه الذين رأوا فجأة أن كمه صارت مبللة بعد أن رأوه يمدها في الهواء (1).وجاء يوما سيل عظيم على قرية «مولانا عارف» فخاف أهلها من الغرق ففزعوا إليه فخرج وجلس مكان طغيان الماء وقال للماء: إن كان لك قوة فاحملني. فتراجع السيل (2).
إن هؤلاء في الحقيقة إنما يثبتون صفات الأولياء «الحسنى» ليتعلق بهم العوام وقد عطلوا صفات الله الحسنى بالتأويلات التي يسمونها تأويلات أهل الحق. فحرروا القلوب من التعلق بالله وعلقوها بالأولياء. ويحكون عن هذا الشيخ أنه كان وليا منذ الولادة. وأنه لم يكن يأخذ ثدي أمه في رمضان. وتكلم بـ (التوحيد) وهو ابن ثلاث سنوات فقال: أنا الأرض أنا السماء أنا كذا أنا: هذا الجدار حتى هذه الأشجار حق. وكان يقول: إني أرى نفسي نورا ساريا في كل ذرة من ذرات العالم والعالم يتنور بي كالشمس. وقد خلعه الله بخلعة (أي صفة) القيومية فصاروا يصفونه بالقيوم (3).قالوا: وذكر عنده رافضي يطعن في أبي بكر وعمر فغضب الشيخ محمد المعصوم غضبا شديدا وكان بين يديه بطيخ: فأخذ السكين وقال لها: اذبحي هذا الخبيث ثم أمرّ السكين على البطيخ فمات الرافضي من وقته (4).
مكالمات بين الله وبين ولدهكتب ولد الشيخ محمد المعصوم يقول لوالده: «إني تشرفت في هذه الأيام بإلهامات غريبة ومخاطبات عجيبة فقيل لي: أنت من أوليائي وأنت من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، ورأيت يوما أن وصولي إلى جناب قدسه تبارك وتعالى بلا واسطة أحد. وإذا بصورتك المباركة قد ظهرت بيننا ووجدت نفسي قد اتحدت بجنابكم فهنالك ظهر تنزل الحق سبحانه بلا كيف فأرجو التصديق على هذا» (5) انتهى.
المصدر:
الطريقة النقشبندية لعبد الرحمن دمشقية - ص85 - 95
(1)((جامع كرامات الأولياء)) (1/ 199)((المواهب السرمدية)) (210)((الأنوار القدسية)) (195)((الحدائق الوردية)) (195).
(2)
((المواهب السرمدية)) (107)((لأنوار القدسية)) (125)
(3)
((الحدائق الوردية)) (191)((المواهب السرمدية)) (202 - 203)((الأنوار القدسية)) (192).
(4)
((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (ص 195).
(5)
((الحدائق الوردية في حقائق أجلاء الطريقة النقشبندية)) (ص 198).